الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱصۡبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٢٠٠﴾ - نزول الآية
١٥٨٧٦- قال أبو سلمة ابن عبد الرحمن -من طريق داود بن صالح-: تدري في أي شيء نزلت هذه الآية ﴿اصبروا وصابروا ورابطوا﴾؟ قلت: لا. قال: سمعت أبا هريرة يقول: لم يكن في زمان النبي ﷺ غزو يرابط فيه، ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة[[أخرجه الحاكم ٢/٢٣٩ (٣١٧٧) واللفظ له موقوفًا على أبي هريرة، والواحدي في أسباب النزول ص١٤٠، وابن جرير ٦/٣٣٤، وابن المنذر ٢/٥٤٤ (١٢٩٦). قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ولم يتعقبه الذهبي.]]. (٤/١٩٥). (ز)
١٥٨٧٧- عن أبي غسان -من طريق بكر بن مضر- قال: إن هذه الآية إنما أنزلت في لزوم المساجد: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٤٧.]]. (٤/١٩٧)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱصۡبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٢٠٠﴾ - تفسير الآية
١٥٨٧٨- عن أبي أيوب، قال: وقف علينا رسول الله ﷺ، فقال: «هل لكم إلى ما يمحو الله به الذنوب، ويعظم به الأجر!». قلنا: نعم، يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: وهو قول الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا﴾، فذلكم هو الرباط في المساجد»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٢/١٩٦-١٩٧-. قال ابن كثير: «حديث غريب من هذا الوجه جدًّا».]]. (٤/١٩٦)
١٥٨٧٩- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات! إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط»[[أخرجه مسلم ١/٢١٩ (٢٥١)، وابن أبي حاتم ٣/٨٤٩ (٤٧٠٣)، وابن جرير ٦/٣٣٥. وأورده الثعلبي ٣/٢٣٩.]]. (٤/١٩٦)
١٥٨٨٠- عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا﴾ على الصلوات الخمس، ﴿وصابروا﴾ على قتال عدوكم بالسيف، ﴿ورابطوا﴾ في سبيل الله لعلكم تفلحون»[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٥/٢٤٩. قال أبو نعيم: «غريب من حديث إبراهيم، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وهو ابن محصن العكاشي». وقال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ ١/٥٩ (١٢٠): «رواه محمد بن إسحاق العكاشي، عن إبراهيم، عن أبي عبلة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، ومحمد هذا كذاب».]]. (٤/١٩٨)
١٥٨٨١- عن زيد بن أسلم قال: كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعًا من الروم، وما يتخوف منهم. فكتب إليه عمر: أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من شدة يجعل الله بعدها فرجًا، وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإن الله يقول في كتابه: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون﴾[[أخرجه مالك ٢/٤٤٦، وابن أبي شيبة ٥/٣٣٥، ١٣/٣٧، وابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة ص١١، ١٢، وابن جرير ٦/٣٣٤، والحاكم ٢/٣٠٠، ٣٠١ وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان (١٠٠١٠)، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٥/٤٧٧ عن زيد بن أسلم عن أبيه. وزاد: قال: فكتب إليه أبو عبيدة: سلام، أما بعد، فإن الله ﷿ يقول في كتابه: ﴿واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو﴾ إلى ﴿متاع الغرور﴾ [الحديد:٢٠]. قال: فخرج عمر بكتابه مكانه، فقعد على المنبر، فقرأه على أهل المدينة، فقال: يا أهل المدينة، إنما يُعَرِّض بكم أبو عبيدة أو بي، ارغبوا في الجهاد.]]. (٤/١٩٨)
١٥٨٨٢- عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، قال: أقبل عليَّ أبو هريرة يومًا، فقال: أتدري يا ابن أخي فيم أنزلت هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا﴾؟ قلت: لا. قال: أما إنه لم يكن في زمان النبي ﷺ غزو يرابطون فيه، ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد يصلون الصلاة في مواقيتها، ثم يذكرون الله فيها، فعليهم أُنزلت: ﴿اصبروا﴾ أي: على الصلوات الخمس، ﴿وصابروا﴾ أنفسكم وهواكم، ﴿ورابطوا﴾ في مساجدكم، ﴿واتقوا الله﴾ فيما علمكم، ﴿لعلكم تفلحون﴾[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٢/١٩٦-. وفي إسناده محمد بن أبي كريمة، قال عنه الذهبي في الميزان ٤/٢٢: «لا يكاد يعرف».]]. (٤/١٩٥)
١٥٨٨٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- في الآية، قال: اصبروا على طاعة الله، وصابروا أعداء الله، ورابطوا في سبيل الله[[أخرجه ابن المنذر ٢/٥٤٤.]]. (٤/١٩٨)
١٥٨٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق الحارث الأعور- في هذه الآية: ﴿اصبروا وصابروا ورابطوا﴾، قال: الرباط: انتظار الصلاة إلى الصلاة[[أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ٢/١٤٥.]]. (ز)
١٥٨٨٥- عن يحيى بن سعيد: أنه سمع سعيد بن المسيب يقول في قول الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا﴾، فقال: يزعمون أن ذلك لزوم الصلوات في المساجد[[أخرجه ابن وهب في الجامع ٢/١٥٤ (٣١٧).]]. (ز)
١٥٨٨٦- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في الآية، قال: اصبروا على الفرائض، وصابروا مع النبي ﷺ في الموطن، ورابطوا فيما أمركم ونهاكم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٤٧، ٨٤٩، ٨٥٠.]]. (٤/١٩٨)
١٥٨٨٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: ﴿اصبروا وصابروا ورابطوا﴾، قال: اصبروا على ما أُمِرْتم به، وصابروا العدو ورابطوهم[[أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٣.]]. (ز)
١٥٨٨٨- عن الحسن البصري -من طريق المبارك بن فَضالة- في الآية، قال: أمرهم أن يصبروا على دينهم، ولا يدعوه لشدة ولا رخاء ولا سراء ولا ضراء، وأمرهم أن يصابروا الكفار، وأن يرابطوا المشركين[[أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٢، وابن أبي حاتم ٣/٨٤٧، ٨٤٨. وعنده بلفظ: أُمروا أن يصبروا عن الكفار، حتى يكون في الكفار الذين يملّون دينهم.]]. (٤/١٩٧)
١٥٨٨٩- عن الحسن البصري -من طريق جرير- في الآية، قال: ﴿اصبروا﴾ عند المصيبة، ﴿وصابروا﴾ على الصلوات، ﴿ورابطوا﴾ جاهدوا في سبيل الله[[أخرجه عبد بن حميد -كما في قطعة من تفسيره- ص٦٧، وابن المنذر ٢/٥٤٣، وابن أبي حاتم ٣/٨٤٨، ٨٥٠.]]. (٤/١٩٨)
١٥٨٩٠- عن الحسن البصري: في قوله: ﴿ورابطوا﴾، قال: رابطوا على دينكم[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٨٥٠.]]. (ز)
١٥٨٩١- عن عطاء: ﴿وصابروا﴾ الوعد الذي وعدتكم[[تفسير الثعلبي ٣/٢٣٨.]]. (ز)
١٥٨٩٢- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي صخر المديني- في الآية، قال: ﴿اصبروا﴾ على دينكم، ﴿وصابروا﴾ الوعد الذي وعدتكم، ﴿ورابطوا﴾ عدوي وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم، ﴿واتقوا الله﴾ فيما بيني وبينكم، ﴿لعلكم تفلحون﴾ غدًا إذا لقيتموني[[أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٣، وابن المنذر ٢/٥٤٣، وابن أبي حاتم ٣/٨٤٧، ٨٤٨، ٨٥٠.]]. (٤/١٩٧)
١٥٨٩٣- عن بشير بن أبي سلمة: أنه سمع محمد بن كعب القرظي يقول: ﴿ورابطوا﴾، قال: الذي يقعد بعد الصلاة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٥٠.]]. (ز)
١٥٨٩٤- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: ﴿اصبروا﴾ على طاعة الله، ﴿وصابروا﴾ أهل الضلالة؛ فإنكم على حق وهم على باطل، ﴿ورابطوا﴾ في سبيل الله[[أخرجه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٦٧، وابن جرير ٦/٣٣٢، وابن المنذر ٢/٥٤٤ وفيه: ﴿اصبروا﴾ على دينكم. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٣٤٣-. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٤٤، وابن جرير ٦/٣٣٣ من طريق معمر، بلفظ: صابروا المشركين، ورابطوا في سبيل الله.]]. (٤/١٩٧)
١٥٨٩٥- عن زيد بن أسلم -من طريق هشام بن سعد- في الآية، قال: ﴿اصبروا﴾ على الجهاد، ﴿وصابروا﴾ عدوكم، ﴿ورابطوا﴾ على دينكم[[أخرجه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٦٧، وابن جرير ٦/٣٣٤، وابن أبي حاتم ٣/٨٤٨، ٨٥٠، والبيهقي في الشعب (٤٢٠٥).]]. (٤/١٩٧)
١٥٨٩٦- عن زيد بن أسلم -من طريق زكريا بن منظور- في قوله: ﴿اصبروا وصابروا﴾، قال: ﴿اصبروا﴾ على الخير، ﴿وصابروا﴾ عدوكم[[أخرج ابن أبي حاتم ٣/٨٤٨ شطره الأول، وعلَّق شطره الثاني.]]. (ز)
١٥٨٩٧- عن محمد بن السائب الكلبي قال: ﴿اصبروا﴾ على البلاء[[تفسير الثعلبي ٣/٢٣٨، وتفسير البغوي ٢/١٥٦.]]. (ز)
١٥٨٩٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا﴾ على أمر الله ﷿ وفرائضه، ﴿وصابروا﴾ مع النبي ﷺ في المواطن، ﴿ورابطوا﴾ العدو في سبيل الله حتى يدعوا دينهم لدينكم، ﴿واتقوا الله﴾ ولا تعصوا، ومن يفعل ذلك فقد أفلح، فذلك قوله: ﴿لعلكم تفلحون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٤.]]. (ز)
١٥٨٩٩- عن مقاتل بن حيان –من طريق بُكَيْر بن معروف-: ﴿اصبروا﴾ على الفرائض، ﴿وصابروا﴾ عدوكم، ﴿ورابطوا﴾ مع النبي ﷺ العدو[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٨٤٧، ٨٤٨، وأخرج آخره ٣/٨٥٠. وأوله في تفسير الثعلبي ٣/٢٣٨، وتفسير البغوي ٢/١٥٦.]]. (ز)
١٥٩٠٠- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج-: ﴿اصبروا﴾ على الطاعة، ﴿وصابروا﴾ أعداء الله، ﴿ورابطوا﴾ في سبيل الله[[أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٣.]]. (ز)
١٥٩٠١- عن سفيان [الثوري] -من طريق أيوب بن سُويد- في قوله: ﴿اصبروا﴾، قال: اصبروا على الفرائض، ﴿وصابروا﴾ قال: صابروا على العدو، فلا تكونوا أجزع منهم[[أخرجه ابن المنذر ٢/٥٤٤.]]. ١٥٠٤ (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱصۡبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٢٠٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٥٩٠٢- عن سهل بن سعد، أن رسول الله ﷺ قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها»[[أخرجه البخاري ٤/٣٥ (٢٨٩٢).]]. (٤/١٩٩)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.