الباحث القرآني

﴿رَبَّنَاۤ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَیۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِینَ مِنۡ أَنصَارࣲ ۝١٩٢﴾ - تفسير

١٥٧٩٧- عن عمرو بن دينار، قال: قدم علينا جابر بن عبد الله في عمرة، فانتهيت إليه أنا وعطاء، فقلت: ﴿وما هم بخارجين من النار﴾ [البقرة:١٦٧]. قال: أخبرني رسول الله ﷺ أنهم الكفار. قلت لجابر: فقوله: ﴿إنك من تدخل النار فقد أخزيته﴾. قال: وما أخزاه حين أحرقه بالنار! وإن دون ذلك خزيًا![[أخرجه الحاكم ٢/٣٢٨ (٣١٧٣)، وابن جرير ٦/٣١٣. وأورده الثعلبي ٣/٢٣٣. وفي إسناد الحديث في المستدرك: بَحْر السَّقاءِ. قال فيه الذهبي في التلخيص: «بحر السقاء هالك».]]. (٤/١٨٤)

١٥٧٩٨- عن أنس بن مالك -من طريق قتادة- في قوله: ﴿من تدخل النار فقد أخزيته﴾، قال: من تُخَلِّدْ فيها[[أخرجه ابن جرير ٦/٣١٢، وابن أبي حاتم ٣/٨٤٢.]]. (٤/١٨٣)

١٥٧٩٩- عن سعيد بن المسيب -من طريق الثوري، عن رجل- في قوله: ﴿ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته﴾، قال: هذه خاصة لمن لا يخرج منها[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٤٢، وعَبد بن حُمَيد -كما في قطعة من تفسيره- ص٦٥، وابن جرير ٦/٣١٢، وابن المنذر ٢/٥٣٥. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٨٤٢.]]. (٤/١٨٣)

١٥٨٠٠- عن جويبر، أنه سأل الضحاك [بن مزاحم]: أرأيت قوله: ﴿من تدخل النار فقد أخزيته﴾؟ فقال: ذلك له خزي[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٤٢.]]. (ز)

١٥٨٠١- عن الأشعث الحُمْليِّ، قال: قلت للحسن [البصري]: يا أبا سعيد، أرأيت ما تذكر من الشفاعة، حق هو؟ قال: نعم حق. قال: قلت: يا أبا سعيد، أرأيت قول الله -جل وعز-: ﴿ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته﴾، ﴿يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها﴾ [المائدة: ٣٧]. قال: فقال لي: إنك والله لا تسطو على شيء، إن للنار أهلًا لا يخرجون منها كما قال الله. قال: قلت: يا أبا سعيد: فيم دخلوا؟ وبم خرجوا؟ قال: كانوا أصابوا ذنوبًا في الدنيا، فأخذهم الله بها، فأدخلهم بها، ثم أخرجهم بما يعلم في قلوبهم من الإيمان والتصديق به[[أخرجه ابن جرير ٦/٣١٢.]]. (ز)

١٥٨٠٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق أبي هلال-: أي: من تخلد في النار فقد أخزيته[[أخرجه عبد بن حميد -كما في قطعة من تفسيره- ص٦٥، وابن المنذر ٢/٥٣٥. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٨٤٢.]]. (ز)

١٥٨٠٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته﴾ يعني: من خلدته في النار فقد أهنته، ﴿وما للظالمين من أنصار﴾ يعني: وما للمشركين من مانع يمنعهم من النار[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢١، ٣٢٢.]]. (ز)

١٥٨٠٤- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- قوله: ﴿إنك من تدخل النار فقد أخزيته﴾، قال: هو من يُخَلَّدُ فيها[[أخرجه ابن جرير ٣/٣١٣، وابن المنذر ٢/٥٣٥ من طريق ابن ثور.]]. ١٤٩٧ (ز)

١٤٩٧ اختلف المفسرون في معنى الخزي في الآية، فخصه البعض بمن خُلِّد في النار، وجعله جابر عامًّا في كل دخول للنار حتى ولو لم يُخَلَّد صاحبه، ورجَّح ابن جرير (٦/٣١٣-٣١٤) مستندًا إلى دلالة العموم قول جابر: أن المقصود بقوله تعالى: ﴿فقد أخزيته﴾ كل من دخل النار حتى وإن أُخرج منها، فقال: «وأولى القولين بالصواب عندي قول جابر: إن من أدخل النار فقد أخزي بدخوله إياها، وإن أخرج منها، وذلك أن الخزي إنما هو هتك ستر المخزي وفضيحته، ومن عاقبه ربه في الآخرة على ذنوبه فقد فضحه بعقابه إياه، وذلك هو الخزي». وعلَّق ابن عطية (٢/ ٤٤٩) فقال: «أما إنه خزي دون خزي، وليس خزي من يخرج منها بفضيحة هادمة لقدره، وإنما الخزي التام للكفار». وقال (٢/٤٥٠) في تفسير قوله تعالى: ﴿ولا تخزنا يوم القيامة﴾ مستندًا إلى دلالة القرآن: «إشارة إلى قوله تعالى: ﴿يوم لا يخزي الله النبي والذين ءامنوا معه﴾ [التحريم:٨] فهذا وعده تعالى، وهو دالٌّ على أن الخزي إنما هو مع الخلود».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب