الباحث القرآني
﴿ٱلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡا۟ أَجۡرٌ عَظِیمٌ ١٧٢﴾ الآيات - قراءات
١٥٤٥٤- عن عبد الله بن مسعود أنّه كان يقرأ: ‹مِن بَعْدِ مَآ أصابَهُمُ القُرْحُ›[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٤١-تفسير). قرأ بضم القاف شعبة عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف العاشر، وقرأ الجمهور بفتح القاف. انظر: التيسير ص٩٠، والنشر ٢/٢٤٢.]]. (٤/١٤٣)
﴿ٱلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡا۟ أَجۡرٌ عَظِیمٌ ١٧٢﴾ الآيات - نزول الآيات
١٥٤٥٥- عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم النخعي- قال: نزلت هذه الآية فينا؛ ثمانية عشر رجلًا: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٦ (٤٥٠٩)، وابن عساكر في تاريخه ٣٣/٨٠، من طريق المسعودي، عن علي بن علي السائب، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود به. وفي سنده علي بن علي بن السائب، قال عنه ابن حبان في الثقات ٧/٢١١: «يعتبر بحديثه من غير رواية المسعودي عنه». والراوي عنه هنا هو المسعودي. وروايته أيضًا عن إبراهيم النخعي منقطعة. انظر: لسان الميزان ٥/٥٦٥. وإبراهيم بن يزيد النخعي، لم يسمع من ابن مسعود، فهي مرسلة. انظر: جامع التحصيل ص١٤١.]]. (٤/١٤١)
١٥٤٥٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: إن الله قذف في قلب أبي سفيان الرعب يوم أحد بعد الذي كان منه، فرجع إلى مكة، فقال النبي ﷺ: «إن أبا سفيان قد أصاب منكم طرفًا، وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب». وكانت وقعة أحد في شوال، وكان التجار يقدمون المدينة في ذي القعدة، فينزلون ببدر الصغرى في كل سنة مرة، وإنهم قدموا بعد وقعة أحد، وكان أصاب المؤمنين القرح، واشتكوا ذلك إلى النبي ﷺ، واشتد عليهم الذي أصابهم، وإن رسول الله ﷺ ندب الناس لينطلقوا معه، وقال: «إنما يرتحلون الآن فيأتون الحج، ولا يقدرون على مثلها حتى عام مقبل». فجاء الشيطان فخوف أولياءه، فقال: ﴿إن الناس قد جمعوا لكم﴾. فأبى عليه الناس أن يتبعوه، فقال: «إني ذاهب وإن لم يتبعني أحد». فانتَدَب معه أبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، والزبير، وسعد، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو عبيدة بن الجراح، في سبعين رجلًا، فساروا في طلب أبي سفيان، فطلبوه حتى بلغوا الصفراء، فأنزل الله: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٢-٢٤٣، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٥ (٤٣١٦) مختصرًا، من طريق محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن عمه الحسين، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس به. وفي سنده محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي، قال عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣/٢٦٨: «كان ليِّنًا في الحديث». وفيه أيضًا سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي، قال عنه الإمام أحمد: «لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعًا لذاك». انظر: تاريخ بغداد ١٠/١٨٣. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، وقد تقدم الكلام عليه. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٤/١٣٧)
١٥٤٥٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: لَمّا رجع المشركون عن أحد قالوا: لا محمدًا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، بئسما صنعتم، ارجعوا. فسمع رسول الله ﷺ بذلك، فندب المسلمين، فانتَدَبوا، حتى بلغ حمراء الأسد، أو بئر أبي عِنَبَة -شك سفيان-، فقال المشركون: نرجع قابِلَ. فرجع رسول الله ﷺ، فكانت تُعَدّ غزوة، فأنزل الله: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآية، وقد كان أبو سفيان قال للنبي ﷺ: موعدك موسمَ بدر حيث قتلتم أصحابنا. فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أُهْبَة[[الأُهْبَة: العُدَّة. لسان العرب (أهب).]] القتال والتجارة، فأتوه فلم يجدوا به أحدًا، وتَسَوَّقوا[[تَسَوَّق القوم: باعوا واشتروا. الصحاح (سوق).]]؛ فأنزل الله: ﴿فانقلبوا بنعمة من الله وفضل﴾ الآية[[أخرجه النسائي في الكبرى ١٠/٥٥ (١١٠١٧)، والطبراني في الكبير ١١/٢٤٧ (١١٦٣٢)، والضياء المقدسي في المختارة ١٢/ ١٨٥ (٢٠٩) من طريق محمد بن منصور الجواز، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس به. قال الهيثمي في المجمع ٦/١٢١ (١٠١١٣): «رجاله رجال الصحيح، غير محمد بن منصور الجواز، وهو ثقة». وقال السيوطي في الدر المنثور ٤/١٣٨: «سند صحيح».]]. (٤/١٣٨)
١٥٤٥٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو بن دينار- نحوه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٦ (٤٥١٠) مرسلًا.]]. (ز)
١٥٤٥٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحَكَم بن أبان- قال: خرج رسول الله ﷺ إلى بدر الصغرى وبهم الكُلُوم[[الكُلُوم: جمع كَلْم، وهو الجَرْح. القاموس المحيط (كلم).]]، خرجوا لموعد أبي سفيان، فمر بهم أعرابي، ثم مر بأبي سفيان وأصحابه وهو يقول: ونَفَرَتْ مِن رِفْقَتِي مُحَمَّدِ وعَجْوَةٍ مَنثُورَةٍ كالعُنجُدِ[[العَنجَد -بفتح العين والجيم، وضمهما، وضم العين وفتح الجيم-: الزبيب، أو نوعٌ منه، أو الأسود منه، أو الرديء منه. القاموس المحيط (عنجد).]] فتلقاه أبو سفيان، فقال: ويلك ما تقول. فقال: محمد وأصحابه تركتهم ببدر الصغرى. فقال أبو سفيان: يقولون ويصدقون ونقول ولا نصدق. وأصاب رسول الله ﷺ شيئًا من الأعراب وانقلبوا، قال عكرمة: ففيهم أنزلت هذه الآية: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ إلى قوله: ﴿فانقلبوا بنعمة من الله وفضل﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٦ (٤٥١١) مرسلًا. وفي سنده حفص بن عمر العدني، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (١٤٢٠): «ضعيف».]]. (٤/١٣٩)
١٥٤٦٠- عن الحسن البصري، قال: إن أبا سفيان وأصحابه أصابوا من المسلمين ما أصابوا، ورجعوا، فقال رسول الله ﷺ: «إن أبا سفيان قد رجع، وقد قذف الله في قلبه الرعب، فمن ينتدب في طلبه؟». فقام النبي ﷺ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وناس من أصحاب النبي ﷺ، فتبعوهم، فبلغ أبا سفيان أن النبي ﷺ يطلبه، فلقي عيرًا من التجار، فقال: رُدُّوا محمدًا، ولكم من الجُعْل كذا وكذا، وأخبِروهم أني قد جمعت لهم جموعًا، وأني راجع إليهم. فجاء التجار، فأخبروا بذلك النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: «حسبنا الله ونعم الوكيل». فأنزل الله: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٦-٨١٧ (٤٥١٢) مرسلًا.]]. (٤/١٣٩)
١٥٤٦١- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق مَعْمَر- في حديثه: فلما دخل رسول الله ﷺ المسجدَ دعا المسلمين لطلب الكفار، فاستجابوا، فطلبوهم عامة يومهم، ثم رجع بهم رسول الله ﷺ، فأنزل الله: ﴿الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح﴾ الآية[[أخرجه عبد الرزاق ٥/٣٦٦-٣٦٧ (٩٧٣٦). وفي آخره: ولقد أخبرنا عبد الرزاق: أن وجه رسول الله ﷺ ضُرِب يومئذ بالسيف سبعين ضربة، وقاه الله شرها كلها.]]. (ز)
١٥٤٦٢- عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم -من طريق ابن إسحاق- قال: خرج رسول الله ﷺ لحمراء الأسد، وقد أجمع أبو سفيان بالرجعة إلى رسول الله ﷺ وأصحابه، وقالوا: رجعنا قبل أن نستأصلهم! لَنَكُرَّنَّ على بقيتهم. فبلغه أن النبي ﷺ خرج في أصحابه يطلبهم، فثنى ذلك أبا سفيان وأصحابَه، ومَرَّ ركبٌ من عبد القيس، فقال لهم أبو سفيان: بَلِّغوا محمدًا أنّا قد أجمعنا الرجعة إلى أصحابه لنستأصلهم. فلما مر الركب برسول الله ﷺ بحمراء الأسد أخبروه بالذي قال أبو سفيان، فقال رسول الله ﷺ والمؤمنون معه: «حسبنا الله ونعم الوكيل». فأنزل الله في ذلك: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآيات[[أخرجه البيهقي في الدلائل ٣/٣١٥-٣١٦، وابن جرير ٦/٢٤٦-٢٤٨، وابن المنذر ٢/٤٩٦-٥٠٠ (١١٨٩) مرسلًا.]]. (٤/١٣٦)
١٥٤٦٣- عن عبد الملك ابن جريج، قال: أُخبرت أن أبا سفيان لما راح هو وأصحابه يوم أحد منقلبين، قال المسلمون للنبي ﷺ: إنهم عامدون إلى المدينة، يا رسول الله. فقال: «إن رَكِبوا الخيل وتركوا الأثقال فهم عامدوها، وإن جلسوا على الأثقال وتركوا الخيل فقد أرعبهم الله، فليسوا بعامديها». فركبوا الأثقال، ثم ندب أناسًا يتبعونهم ليروا أن بهم قوة، فاتبعوهم ليلتين أو ثلاثًا، فنزلت: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٣، وابن المنذر ٢/٤٩٣ (١١٨٤) مرسلًا.]]. (٤/١٤٠)
١٥٤٦٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ وذلك أن المشركين انصرفوا يوم أحد ولهم الظفر، فقال النبي ﷺ: «إني سائر في أثر القوم». وكان النبي ﷺ يوم أحد على بغلة شهباء، فدَبَّ المنافقون إلى المؤمنين، فقالوا: أتوكم في دياركم، فوطئوكم قتلًا، وكان لكم النصر يوم بدر، فكيف تطلبونهم وهم اليوم عليكم أجرأ، وأنت اليوم أرعب؟! فوقع في أنفس المؤمنين قول المنافقين، فاشتكوا ما بهم من الجِراحات، فأنزل الله ﷿: ﴿إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله﴾ إلى آخر الآية، وأنزل الله تعالى: ﴿إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون﴾ [ النساء:١٠٤]، يعنى: تتوجعون من الجِراحات، إلى آخر الآية. فقال النبي ﷺ: «لأطلبنهم ولو بنفسي». فانتَدَب مع النبي ﷺ سبعون رجلًا من المهاجرين والأنصار، حتى بلغوا صفراء بدر الصغرى، فبلغ أبا سفيان أن النبي ﷺ يطلبه، فأمعن عائدًا إلى مكة مرعوبًا، ولقي أبو سفيان نُعَيْم بن مسعود الأشجعي وهو يريد المدينة، فقال: يا نُعَيْم، بَلَغَنا أن محمدًا في الأثر، فأخبِره أن أهل مكة قد جمعوا جمعًا كثيرًا من قبائل العرب لقتالكم، وأنهم لقوا أبا سفيان، فلاموه بِكَفِّه عنكم بعد الهزيمة، حتى هموا به فرَدُّوه، فإن رددت عَنّا محمدًا فلك عشر ذَوْد[[الذَّود: القطيع من الإبل الثلاث إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر، وقيل غير ذلك. لسان العرب (ذود).]] من الإبل إذا رجعت إلى مكة. فسار نُعَيْم فلقي النبي ﷺ في الصفراء، فقال: «ما وراءك يا نُعَيْم؟». فأخبره بقول أبي سفيان، ثم قال: أتاكم الناس. فقال النبي ﷺ: «حسبنا الله ونعم الوكيل، نِعْمَ الملتجأ ونِعْم الحِرْز». فأنزل الله سبحانه: ﴿الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح﴾[[تفسير مقاتل ١/٣١٥-٣١٦.]]. (ز)
١٥٤٦٥- عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان: أن رجلًا من أصحاب رسول الله ﷺ من بني عبد الأشهل كان شهد أُحدًا قال: شهدت مع رسول الله ﷺ أُحدًا أنا وأخ لي، فرجعنا جريحين، فلما أذِن رسول الله ﷺ بالخروج في طلب العدو، قلت لأخي أو قال لي: أتفوتنا غزوة مع رسول الله ﷺ؟!. والله ما لنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل، فخرجنا مع رسول الله ﷺ، وكنت أيسر جرحًا منه، فكنت إذا غلب حملته عَقَبة ومشى عَقَبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون، فخرج رسول الله ﷺ حتى انتهى إلى حمراء الأسد، وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأقام بها ثلاثًا؛ الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة، فنزل: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٠-٢٤١، وابن المنذر ٢/٤٩٦-٤٩٧ (١١٨٩) مرسلًا.]]. (٤/١٤٢)
﴿ٱلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ - تفسير
١٥٤٦٦- عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- في قوله تعالى: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾، قال: كنا ثمانية عشر رجلًا[[أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/١٤١. وتقدم في نزول الآيات.]]. (٤/١٤١)
١٥٤٦٧- عن عائشة، في قوله: ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآية، قالت لعروة: يا ابن أختي، كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر، لَمّا أصاب نبيَّ الله ﷺ ما أصاب يوم أحد، انصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا، فقال: «من يرجع في أثرهم». فانتَدَب منهم سبعون رجلًا، فيهم أبو بكر والزبير، فخرجوا في آثار القوم، فسمعوا بهم، فانصرفوا بنعمة من الله وفضل، قال: لم يلقوا عدوًا[[أخرجه البخاري ٥/١٠٢ (٤٠٧٧) واللفظ له، ومسلم ٤/١٨٨٠ (٢٤١٨).]]. (٤/١٤٠)
١٥٤٦٨- عن عبيد الله بن عدي بن الخيار -من طريق عروة بن الزبير- أنه قال: دخلتُ على عثمان، فتشهدت، ثم قلتُ: إن الله بعث محمدًا بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكُنْتَ ممن استجاب لله ورسوله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٥-٨١٦.]]. (ز)
١٥٤٦٩- عن إبراهيم النخعي -من طريق مغيرة- قال: كان عبد الله من الذين استجابوا لله والرسول[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٤.]]. (٤/١٤٢)
١٥٤٧٠- عن محمد بن إسحاق -من طريق سَلَمة- قال: فقال الله تبارك وتعالى: ﴿الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح﴾ وهم الذين ساروا مع رسول الله ﷺ الغَدَ من يوم أحد إلى حمراء الأسد، على ما بهم من ألم الجراح، ﴿للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٤١. وينظر: سيرة ابن هشام ٢/ ١٢١، وتفسير الثعلبي ٣/٢١١.]]. (ز)
﴿مِنۢ بَعۡدِ مَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ﴾ - تفسير
١٥٤٧١- عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر- في قوله: ﴿من بعد ما أصابهم القرح﴾، قال: الجِراحات[[أخرجه ابن المنذر (١١٨٦).]]. (٤/١٤٢)
١٥٤٧٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح﴾، يعني: الجِراحات[[تفسير مقاتل ١/٣١٦-٣١٧.]]. (ز)
١٥٤٧٣- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: فقال الله تبارك وتعالى: ﴿الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح﴾، أي: الجراح[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٤١.]]. (ز)
﴿لِلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡا۟ أَجۡرٌ عَظِیمٌ ١٧٢﴾ - تفسير
١٥٤٧٤- عن أبي هريرة -من طريق أبي عثمان- قوله: ﴿أجر عظيم﴾، قال: الجنة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٧.]]. (ز)
١٥٤٧٥- وعن الحسن البصري= (ز)
١٥٤٧٦- وسعيد بن جبير= (ز)
١٥٤٧٧- وعكرمة مولى ابن عباس= (ز)
١٥٤٧٨- والضحاك بن مزاحم= (ز)
١٥٤٧٩- وقتادة بن دعامة، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٨١٧.]]. (ز)
١٥٤٨٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم﴾: فذلك يوم أُحد بعد القتل والجراحة، وبعدما انصرف المشركون وأبو سفيان وأصحابه، فقال النبي ﷺ: «ألا عصابة تَنتَدِبُ لأمر الله فتطلب عدوَّها!»[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٧ (٤٥١٣)، وابن جرير ٦/٢٤١ مرسلًا.]]. (ز)
١٥٤٨١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿للذين أحسنوا منهم﴾ الفعل، ﴿واتقوا﴾ معاصيه ﴿أجر عظيم﴾ وهو الجنة[[تفسير مقاتل ١/٣١٦، ٣١٧.]]. (ز)
﴿لِلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡا۟ أَجۡرٌ عَظِیمٌ ١٧٢﴾ - تَتِمَّات للقصة
١٥٤٨٢- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: كان يوم أُحد السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال أذَّن مُؤَذِّن رسول الله ﷺ في الناس بطلب العدو، وأَذَّن مُؤَذِّنه أن لا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، فكَلَّمه جابر بن عبد الله، فقال: يا رسول الله، إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع، وقال: يا بني إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن، ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله ﷺ على نفسي، فتخَلَّف على أخواتك. فتخلفت عليهن، فأَذِن له رسول الله ﷺ فخرج معه، وإنما خرج رسول الله ﷺ ترهيبًا للعدو ليبلغهم أنه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة، وأن الذي أصابهم لم يوهنهم من عدوهم[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٠ مرسلًا.]]. (٤/١٤١)
١٥٤٨٣- عن موسى بن عقبة، عن محمد ابن شهاب الزهري، قال: فأمر النبي ﷺ أصحابه وبهم أشد القرح بطلب العدو، ويسمعوا بذلك، وقال: «لا ينطلق معي إلا من شهد القتال». يعني: بأحد، فقال عبد الله بن أبي: أنا راكب معك. فقال: «لا». فاستجابوا لله ولرسوله على الذي بهم من البلاء، فانطلقوا، فقال الله ﷿ في كتابه: ﴿الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم﴾. قال: وأقبل جابر بن عبد الله السلمي إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، إن أبي رجعني وقد خرجت معك لأشهد القتال، فقال: ارجع، وناشدني أن لا أترك نساءنا، وإنما أراد حين أوصاني بالرجوع رجاء الذي كان أصابه من القتل، فاستشهده الله، فأراد بي البقاء لِتَرِكَتِه، فلا أحب أن تتوجه وجهًا إلا كنت معك، وقد كرهت أن تطلب معك إلا من شهد القتال. فأَذِن لي رسول الله ﷺ، فطلب رسول الله ﷺ العدو حتى بلغ حمراء الأسد، ونزل القرآن في طاعة من أطاع الله، ونفاق من نافق، وتعزية المسلمين، وشأن مواطنهم كلها، ومخرج رسول الله ﷺ إذ غدا؛ فقال جل ثناؤه: ﴿وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم﴾ [آل عمران:١٢١]، ثم ما بعد الآية في قصة أمرهم[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١١/٢٢٠-٢٢١.]]. (ز)
﴿لِلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡا۟ أَجۡرٌ عَظِیمٌ ١٧٢﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٥٤٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار- قال: افصلوا بينهما؛ قوله: ﴿للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم﴾، ﴿الذين قال لهم الناس﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٧.]]. (٤/١٤٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.