الباحث القرآني

﴿وَكَأَیِّن مِّن نَّبِیࣲّ قَـٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّیُّونَ كَثِیرࣱ فَمَا وَهَنُوا۟ لِمَاۤ أَصَابَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا۟ وَمَا ٱسۡتَكَانُوا۟ۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِینَ ۝١٤٦﴾ - قراءات

١٤٨٨٤- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي عبيدة- أنّه قرأ: ﴿وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُونَ﴾. ويقول: ألا ترى أنّه يقول: ﴿فَما وهَنُواْ لِمَآ أصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٢٨ - تفسير)، وعَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص٥٨. وهذه قراءة العشرة، ما عدا نافعًا، وابن كثير، والبصريَّيْن، فإنّهم قرؤوا ‹قُتِل›. ينظر: النشر ٢/٢٤٢.]]. (٤/٥٣)

١٤٨٨٥- عن عبد الله بن مسعود -من طريق زِرٍّ- أنّه كان يقرأها بغير ألف[[أخرجه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٥٨.]]. (٤/٥٣)

١٤٨٨٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، أنّه قرأ: ﴿وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ﴾ بغير ألف[[أخرجه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٥٨.]]١٤١٤. (٤/٥٣)

١٤١٤ عَلَّق ابنُ جرير (٦/١١٠) على هذه القراءة، فقال: «وأمّا الذين قرءوا ذلك: ‹قُتِل› فإنهم قالوا: إنّما عنى بالقتل النبي وبعضَ من معه من الربيين دون جميعهم، وإنّما نفى الوهن والضعف عمَّن بقي من الربيين مِمَّن لم يُقْتَل». ورَجَّحها مستندًا إلى السياق، وأقوال أهل التأويل، فقال: «لأنّ الله ﷿ إنّما عاتب بهذه الآية والآيات التي قبلها مِن قوله: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم﴾ الذين انهزموا يوم أحد، وتركوا القتال، أو سمعوا الصائح يصيح: إنّ محمدًا قد قتل. فعذَلَهم اللهُ ﷿ على فرارهم وتركهم القتال، فقال: أفإن مات محمدٌ أو قتل -أيها المؤمنون- ارتددتم عن دينكم، وانقلبتم على أعقابكم؟! ثم أخبرهم عما كان مِن فعل كثير مِن أتباع الأنبياء قبلهم، وقال لهم: هلّا فعلتم كما كان أهلُ الفضل والعلم مِن أتباع الأنبياء قبلكم يفعلونه إذا قُتِل نبيُّهم؛ مِن المُضِيِّ على منهاج نبيِّهم، والقتال على دينه أعداءَ دين الله على نحو ما كانوا يُقاتِلون مع نبيهم، ولم تهنوا ولم تضعفوا كما لم يضعف الذين كانوا قبلكم من أهل العلم والبصائر من أتباع الأنبياء إذا قُتِل نبيُّهم، ولكنهم صبروا لأعدائهم حتى حكم الله بينهم وبينهم. وبذلك من التأويل جاء تأويل المتأول». وعَلَّق ابنُ تيمية (٢/١٥٠) على قراءة ‹قُتِل›، وقال: «أي: النبي قُتل». ثُمَّ رجَّح (٢/١٥٠-١٥١ بتصرف) هذا المعنى بقوله: «هذا أصحُّ القَولَيْن، وقوله: ﴿معه ربيون كثير﴾ أي: كم من نبي معه ربيون كثير قُتل ولم يُقتلوا معه. فإنّه كان يكون المعنى: أنّه قتل وهم معه. والمقصود: أنّه كان معه ربيون كثير، وقتل في الجُملة، وأولئك الربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله». ثم ذكر مستنده في ذلك، وهو سبب النزول، والسياق، فقال: «وهذا المعنى هو الذي يناسب سبب النزول؛ وهو ما أصابهم يوم أحد لَمّا قيل: إنّ محمدًا قد قُتِل. وقد قال قبل ذلك: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإيْن كات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين﴾».

١٤٨٨٧- عن عطية [العوفي]، مثله[[علَّقه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٥٨.]]. (٤/٥٣)

١٤٨٨٨- عن الحسن البصري= (ز)

١٤٨٨٩- وإبراهيم النخعي، أنّهما كانا يقرآن: ﴿قاتَلَ مَعَهُ﴾[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٣٠ - تفسير). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]١٤١٥. (٤/٥٣)

١٤١٥ عَلَّق ابنُ جرير (٦/١١٠) على هذه القراءة، فقال: «فأمّا مَن قرأ ﴿قاتل﴾ فإنّه اختار ذلك؛ لأنه قال: لو قُتلوا لم يكن لقوله: ﴿فما وهنوا﴾ وجهٌ معروف؛ لأنه يستحيل أن يوصفوا بأنهم لم يهنوا ولم يضعفوا بعد ما قُتِلوا». وعَلَّق عليها ابنُ تيمية (٢/١٥٢) بقوله: «فعلى هذه القراءة الرِّبِّيُّون الذين قاتلوا معه هم الذين ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا».

﴿وَكَأَیِّن مِّن نَّبِیࣲّ قَـٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّیُّونَ كَثِیرࣱ﴾ - تفسير

١٤٨٩٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق زِرِّ بن حُبَيْش- في قوله: ﴿ربيون﴾، قال: ألوف[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٣٤، والثوري ص٨١، وابن جرير ٦/١١١-١١٣، وابن المنذر (١٠٠٨)، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٠، والطبراني (٩٠٩٦). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٥٤)

١٤٨٩١- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿ربيون﴾، يقول: جموع[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٢، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٠، وابن المنذر ١/٤١٩.]]. (٤/٥٤)

١٤٨٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق الحسن-: هي الجموع الكثيرة[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٣١ - تفسير).]]. (٤/٥٤)

١٤٨٩٣- عن عبد الله بن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿ربيون﴾. قال: جموع. قال: وهل تعرفُ العربُ ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول حسان: وإذا معشر تجافَوْا عن القصـ ــد أملنا عليهم رِبِّيِّا؟[[أخرجه الطستي في مسائله -كما في الإتقان ٢/١٠٤-. وعزاه السيوطي إلى ابن الأنباري في الوقف والابتداء.]]. (٤/٥٤)

١٤٨٩٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿ربيون كثير﴾، قال: علماء كثير[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٣.]]. (٤/٥٥)

١٤٨٩٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- الرِّبِّيُّون: هم الجموع الكثيرة[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٧.]]. (٤/٥٥)

١٤٨٩٦- عن سعيد بن جبير -من طريق خُصَيْف- أنّه كان يقول: ما سمعنا قطُّ أنّ نبيًّا قُتِل في القتال[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٢٩ - تفسير)، وابن المنذر (١٠٠١). وعلَّقه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٥٩.]]١٤١٦. (٤/٥٣)

١٤١٦ عَلَّق ابنُ عطية (٢/٣٧٩) على قول مَن لم يُجَوِّز قتلَ النبي، فقال: «على هذا القول يتعلق قوله: ﴿معه﴾ بـ﴿قُتِل﴾، وهذه الجملة ‹قُتِل مَعَه رِبِّيُّونَ› هي خبر الابتداء». وعَلَّق (٢/٣٨١) عليه أيضًا عند تفسير قوله تعالى: ﴿فما وهنوا﴾ بقوله: «ومَن أسنده إلى الرِّبِّيِّين قال في هذا الضمير: إنّه يعود على من َبقي منهم، إذ المعنى يفهم نفسه».

١٤٨٩٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله ﷿: ‹قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ›، قال: جموع كثيرة[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٤، وابن المنذر ١/٤٢٠. وعلَّقه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٥٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٠.]]. (ز)

١٤٨٩٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو- في قوله: ﴿ربيون كثير﴾، قال: جموع كثيرة[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٤. وعلَّقه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٥٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٠.]]. (ز)

١٤٨٩٩- عن الضحاك بن مُزاحِم، في قوله: ﴿ربيون﴾، قال: الرِّبَّة الواحدةُ: ألفٌ[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٣٣ - تفسير).]]. (٤/٥٤)

١٤٩٠٠- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر، وعبيد بن سليمان- في قوله: ‹وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ›، يقول: جموع كثيرة، قُتِل نبِيُّهم[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٥، وابن المنذر ١/٤٢١ بنحوه من طريق علي بن الحكم.]]. (ز)

١٤٩٠١- عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قوله: ﴿ربيون﴾، قال: فقهاء علماء[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٣١ - تفسير)، وابن جرير ٦/١١٣.]]. (٤/٥٤)

١٤٩٠٢- عن الحسن البصري -من طريق مَعْمَر- ﴿ربيون﴾، قال: علماء كثير[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٣٤، وابن المنذر (١٠١٥)، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٥٥)

١٤٩٠٣- عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- أنّه سأله عن قوله: ﴿وكأين من نبي قاتل معه﴾. قال: قد كانت أنبياءُ الله قبلَ محمد قاتَل معها علماءُ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٨٠.]]. (ز)

١٤٩٠٤- عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- في هذه الآية: ﴿وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير﴾، قال: علماء صُبُرٌ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٨١، وابن جرير ٦/١١٥ من طريق جعفر بن حبان.]]١٤١٧. (ز)

١٤١٧ عَلَّق ابنُ عطية (٢/٣٨٠) على قول الحسن من طريق الأشهب، فقال: «وهذا القول هو على النسبة إلى الرَّبِّ؛ إمّا لأنّهم مطيعون له، أو من حيث هم علماء بما شرع. ويَقْوى هذا القولُ في قراءة مَن قرأ (رَبِّيُّونَ) بفتح الراء، وأمّا في ضم الراء وكسرها فيجيء على تغيير النسب، كما قالوا في النسبة إلى الحرم: حِرْمِيّ -بكسر الحاء-، وإلى البصرة: بِصْرِيّ -بكسر الباء-. وفي هذا نظر».

١٤٩٠٥- عن الحسن البصري -من طريق مبارك- ﴿وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير﴾، قال: أبرار، أتقياء، صُبُرٌ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٨١، وابن جرير ٦/١١٥ بلفظ: أتقياء صُبُرٌ.]]. (ز)

١٤٩٠٦- عن عطية العوفي، قال: جموع[[أخرجه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٥٩.]]. (ز)

١٤٩٠٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ‹وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ›، يقول: جموع كثيرة[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٣٤ من طريق معمر، وابن جرير ٦/١١٣. وعلَّقه ابن المنذر ١/٤١٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٠. وذكره عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٥٩.]]. (ز)

١٤٩٠٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿قاتل معه ربيون كثير﴾، يقول: جموع كثيرة[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٥. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٧٨٠.]]. (ز)

١٤٩٠٩- عن عطاء الخراساني -من طريق عثمان بن عطاء-: وأمّا ﴿ربيون كثير﴾ فالرُّبْوَة: عشرة آلاف في العدد. والرِّبِّيُّون: الجموع الكثيرة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٨٠، وأبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء الخراساني) ص ١٠٣ من طريق يونس بن يزيد.]]. (ز)

١٤٩١٠- عن الحسن البصري، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٧٨٠.]]. (ز)

١٤٩١١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ‹قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ›، يقول: جموع كثيرة[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٤.]]١٤١٨. (ز)

١٤١٨ رَجَّح ابنُ جرير (٦/١١١) قولَ الربيع وما في معناه: أنّ الرِّبِّيون: الجموع الكثيرة، فقال: «والرِّبِّيُّون عندنا: الجماعةُ الكثيرةُ، واحدهم ربي، وهم جماعة». مستندًا في ذلك إلى أقوال أهل التأويل من السلف. وكذا رجَّحه ابنُ تيمية (٢/١٥٤- ١٥٥) مستندًا إلى الدلالات العقلية، والسياق، والنظائر، ولغة العرب. وانتَقَدَ قولَ مَن قال: إنّهم العلماء. مِن وجوه كثيرة، هي: ١- أنّ الآية وصَفَت الرِّبِّيُّون بكونهم كثير، ومعلوم أنّ العلماء الذين يَرُبُّون الناس لا يكونون إلا قليلًا، فكيف يُقال: هم كثير؟! ٢- أن الأمر بالجهاد والصبر لا يختص بالعلماء. ٣- أنّ الصحابة لم يكونوا كلهم ربانيين. ٤- أنّ استعمال لفظ الرِّبِّي في هذا ليس معروفًا في اللغة، بل المعروف: الجموع الكثيرة. ٥- أنّ الله أمر بالصبر والثبات كُلَّ مَن أمره بالجهاد؛ سواء كان من الربانيين أو لم يكن. ٦- أنّه لا مناسبة في تخصيص العلماء بالذكر هنا، وإنما المناسب ذكرهم في مثل قوله تعالى: ﴿لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم﴾ [المائدة:٦٣]. ٧- أن الربي منسوب إلى الرب، بخلاف الرباني فهو منسوب إلى ربان السفينة. ٨- الربانيون يُذَمُّون تارة ويُمدحون أخرى، ولو كانوا منسوبين إلى الرب بأنهم عرفوه وعبدوه لم يكونوا مذمومين قط. وكذا انتقد ابن عطية (٢/٣٨١) قول من قال هم العلماء بقوله: «وهذا ضعيف».

١٤٩١٢- عن محمد بن السائب الكلبي: الرَِّبِّيَّةُ الواحدة: عشرة آلاف[[تفسير الثعلبي ٣/١٨١، وتفسير البغوي ٢/١١٧.]]١٤١٩. (ز)

١٤١٩ ذكر ابن عطية (٢/٣٨٠) نحو هذا القول، ووجّهه، فقال: «قال بعض المفسرين: هم عشرة آلاف فصاعدًا، أخذ ذلك من بناء الجمع الكثير في قولهما: هم الألوف».

١٤٩١٣- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ أخبر بما لَقِيَت الأنبياءُ والمؤمنون قبلهم؛ يُعَزِّيهم ليَصْبِرُوا، فقال سبحانه: ﴿وكأين من نبي﴾: وكم من نبي ﴿قاتل معه﴾ قبل محمد ﴿ربيون كثير﴾ يعني: الجمع الكثير[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٠٥.]]. (ز)

١٤٩١٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قوله: ‹وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ›، قال: وكأين من نبي أصابه القتلُ، ومعه جماعاتٌ[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٦، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٠.]]١٤٢٠. (ز)

١٤٢٠ ذكر ابنُ عطية (٢/٣٧٨-٣٧٩) قولَ مَن جوَّز قتلَ النبيِّ، ثُمَّ عَلَّق عليه بقوله: «إذا كان هذا فـ﴿ربيون﴾ مرتفع بالظرف بلا خلاف. وقوله: ﴿معه ربيون﴾ على هذا التأويل يجوز أن يكون صفة لـ﴿نبي﴾، ويجوز أن يكون حالًا مِن الضمير الذي أُسْنِد إليه ‹قُتِلَ›. فإن جعلته صفةً أضمرت للمبتدأ الذي هو ﴿كَأيِّن﴾ خبرًا تقديره في آخر الكلام: مضى أو ذهب أو فقد: ﴿فما وهنوا﴾. وإن جعلت ﴿معه ربيون﴾ حالًا من الضمير فخبر المبتدأ في قوله: ‹قُتِلَ›، وإذا جعلته صفة فالضمير في معه عائد على النبي، وإذا جعلته حالًا فالضمير في ﴿معه﴾ عائد على الضمير ذي الحال، وعلى كلا الوجهين من الصفة أو الحال فـ﴿معه ربيون﴾ متعلق في الأصل بمحذوف، وليس متعلقًا بـ‹قُتِلَ›». وعَلَّق (٢/٣٨١) عليه أيضًا عند تفسيره قوله تعالى: ﴿فما وهنوا﴾ بقوله: «الضمير في قوله: ﴿فما وهنوا﴾ عائد على جميع الربيين في قول مَن أسند ‹قُتِلَ› إلى ﴿نبي﴾».

١٤٩١٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- قال: الرِّبِّيُّون: الأتباع. والرَّبّانِيُّون: الولاة[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٦.]]١٤٢١. (٤/٥٥)

١٤٢١ عَلَّق ابنُ عطية (٢/٣٨١) على قول ابن زيد، فقال: «كأنّ هذا مِن حيث هم مربوبون». وكذا قال ابنُ تيمية (٢/١٥٤) عقب إيراد قول ابن زيد: «كأنّه جعلهم المربوبين».

﴿فَمَا وَهَنُوا۟ لِمَاۤ أَصَابَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ﴾ - تفسير

١٤٩١٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق هارون بن عنترة، عن أبيه- في قوله: ‹وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قُتِلَ› الآية، قال: هم قوم قُتِل نبيُّهم؛ فلم يَضْعُفُوا، ولم يستكينوا لقتلِ نبيِّهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٨١.]]. (٤/٥٥)

١٤٩١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- ﴿فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله﴾، قال: لقتل أنبيائهم[[أخرجه ابن المنذر (١٠١٦).]]. (٤/٥٥)

١٤٩١٨- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق علي بن الحكم- ﴿ربيون كثير﴾، قال: فالرِّبِّيُّون: الجموع، قُتِل نبيُّهم في قتالهم، فلم يَهِنوا لذلك، ولم يضعفوا لإيمانهم[[أخرجه ابن المنذر ١/٤٢١.]]. (ز)

١٤٩١٩- عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيِّ -من طريق السُّدِّيِّ- ﴿فما وهنوا لما أصابهم﴾، يعني: فما عجزوا عن عدوِّهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٨١.]]. (٤/٥٥)

١٤٩٢٠- عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- أنّه سأله عن قوله: ﴿فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله﴾، قال: لكي لا يَهِن أصحابُ محمد ﷺ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٨١.]]. (ز)

١٤٩٢١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا﴾ الآية، يقول: ما عجزوا، وما تَضَعْضَعُوا لِقَتْلِ نبيِّهم[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٧، وابن المنذر ١/٤٢١، وابن أبي حاتم ٣/٧٨١-٧٨٢. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٥٦)

١٤٩٢٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: ﴿فما وهنوا﴾ فما وهن الرِّبِّيُّون ﴿لما أصابهم في سبيل الله﴾ مِن قتل النبي ﷺ. يقول: ما ضعفوا في سبيل الله لقتل النبيِّ[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٨، وابن أبي حاتم ٣/٧٨١.]]. (ز)

١٤٩٢٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا﴾، يقول: وما عجزوا، وما ضعفوا لقتل نبيهم[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٨.]]. (ز)

١٤٩٢٤- قال أبو عمرو بن العلاء -من طريق اليزيدي- في قوله: ﴿وكأين من نبي قاتل﴾، قال: قيل: قتل محمد. لأنّهم أشاعوا أنّ النبيَّ ﷺ قُتِل يوم أحد، فما وهنوا لِما أصابهم، وما ضعفوا، وما استكانوا[[أخرجه أبو عمرو الداني في المكتفى ص٤٥ (٣).]]. (ز)

١٤٩٢٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فما وهنوا﴾ يعني: فما عجزوا لِما نزل بهم من قبل أنبيائهم وأنفسهم، ﴿لما أصابهم في سبيل الله﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٠٥-٣٠٦.]]. (ز)

١٤٩٢٦- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ﴿فما وهنوا﴾ لفقد نبيهم[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٨، وابن أبي حاتم ٣/٧٨١، وابن المنذر ١/٤٢١ من طريق إبراهيم بن سعد.]]. (ز)

﴿وَمَا ضَعُفُوا۟ وَمَا ٱسۡتَكَانُوا۟ۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِینَ ۝١٤٦﴾ - تفسير

١٤٩٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿وما استكانوا﴾، قال: تخَشَّعوا[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٩، وابن المنذر ١/٤٢٢، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٢.]]. (٤/٥٦)

١٤٩٢٨- عن أبي العالية الرِّياحِيِّ، في قوله: ﴿وما استكانوا﴾ قال: وما جَبُنُوا، ولكنَّهم صبروا على أمر ربهم، وطاعة نبيهم، وجهاد عدوهم[[تفسير الثعلبي ٣/١٨٢، وتفسير البغوي ٢/١١٧.]]. (ز)

١٤٩٢٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وما استكانوا﴾، يقول: ما ارْتَدُّوا عن بصيرتهم، ولا عن دينهم، أن قاتلوا على ما قاتَل عليه نبيُّ اللهِ حتى لحقوا بالله[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٧، وابن المنذر ١/٤٢٢، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٢. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٥٦)

١٤٩٣٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿وما ضعفوا وما استكانوا﴾، يقول: ما ذَلُّوا حين قال رسول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ، ليس لهم أن يعلونا». ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٨، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٢ (٤٢٩١). والحديث المرفوع مرسل.]]. (٤/٥٦)

١٤٩٣١- عن عطاء [بن أبي رباح]، في قوله: ﴿وما استكانوا﴾، قال: وما تَضَرَّعوا[[تفسير البغوي ٢/١١٧.]]. (ز)

١٤٩٣٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿وما استكانوا﴾، يقول: وما ارْتَدُّوا عن بصيرتهم، قاتلوا على ما قاتل عليه نبيُّ الله ﷺ حتى لحقوا بالله[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٨.]]. (ز)

١٤٩٣٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما ضعفوا﴾ يعني: خضعوا لعدوهم، ﴿وما استكانوا﴾ يعني: وما استسلموا، يعني: الخضوع لعدوهم بعد قتل نبيهم، فصبروا، ﴿والله يحب الصابرين﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٠٥-٣٠٦.]]. (ز)

١٤٩٣٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ﴿وما ضعفوا﴾ عن عدوهم، ﴿وما استكانوا﴾ لِما أصابهم في الجهاد عن الله، وعن دينهم، وذلك الصبر، ﴿والله يحب الصابرين﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٨، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٢، وابن المنذر ١/٤٢١ من طريق إبراهيم بن سعد.]]. (ز)

١٤٩٣٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- ﴿وما استكانوا﴾، قال: ما استكانوا لعدوِّهم[[أخرجه ابن جرير ٦/١١٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٨٢.]]١٤٢٢. (٤/٥٦)

١٤٢٢ قال ابنُ جرير (٦/١١٧) في تفسير قوله: ﴿وما استكانوا﴾: «يعني: وما ذَلُّوا فتخشَّعوا لعدوِّهم بالدخول في دينهم، ومداهنتهم فيه، خيفة منهم، ولكن مَضَوْا قُدُمًا على بصائرهم ومنهاج نبيهم، صبرًا على أمر الله وأمر نبيهم، وطاعة الله، واتِّباعًا لتنزيله ووحيه».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب