الباحث القرآني
﴿لَیۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءٌ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ أَوۡ یُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَـٰلِمُونَ ١٢٨﴾ - نزول الآية
١٤٥٣٣- عن أبي هريرة: أنّ رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قَنَت بعد الركوع: «اللَّهُمَّ، أنجِ الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين. اللَّهُمَّ، اشْدُدْ وطأتَك على مُضَر، واجعلها عليهم سنينَ كسِنِي يوسف». يجهر بذلك. وكان يقول في بعض صلاته؛ في صلاة الفجر: «اللَّهُمَّ العَن فلانًا وفلانًا» لأحياء من أحياء العرب. حتى أنزل الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾. وفي لفظ: «اللَّهُمَّ، العَن لِحْيانَ، ورَعْلًا، وذكوان، وعصية عصت الله ورسوله». ثُمَّ بلغنا: أنّه ترك ذلك لَمّا نزل قوله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ الآية[[أخرجه البخاري ٦/٣٨ (٤٥٦٠)، ومسلم ١/٤٦٦ (٦٧٥).]]. (٣/٧٦٢)
١٤٥٣٤- عن عبد الله بن عمر، قال: كان النبي ﷺ يدعو على أربعة نفر؛ فأنزل الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ الآية، فهداهم الله للإسلام[[أخرجه أحمد ١٠/٧٥ (٥٨١٢)، والترمذي ٥/٢٥٥ (٣٢٥٠)، وابن خزيمة ١/٦٤٩-٦٥٠ (٦٢٣)، وابن جرير ٦/٤٧، وابن أبي حاتم ٣/٧٥٧ (٤١٢٨) من طريق محمد بن عجلان، عن نافع، عن عبد الله بن عمر به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب». وقال ابن خزيمة ١/٦٤٩-٦٥٠ (٦٢٣): «حديث غريب». وقال ابن عساكر في معجمه ١/١٦٩ (١٨٩): «حديث حسن غريب». وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري ٧/١٩٩ (٧٨١٨).]]. (٣/٧٦٢)
١٤٥٣٥- عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللَّهُمَّ، العَن أبا سفيان. اللَّهُمَّ، العَن الحارث بن هشام. اللَّهُمَّ، العَن سُهَيْل بن عمرو. اللَّهُمَّ، العن صفوان بن أمية». فنزلت هذه الآية: ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون﴾؛ فتيب عليهم كلهم[[أخرجه البخاري ٥/٩٩ (٤٠٦٩)، ٦/٣٨ (٤٥٥٩)، ٩/١٠٦ (٧٣٤٦)، وأحمد ٩/٤٨٦ (٥٦٧٤) واللفظ له.]]. (٣/٧٦١)
١٤٥٣٦- عن عبد الله بن عمر: أنّ النبي ﷺ لَعَنَ في صلاة الفجر بعد الركوع في الركعة الآخرة، فقال: «اللَّهُمَّ، العَن فُلانًا وفُلانًا» ناسًا من المنافقين دعا عليهم؛ فأنزل الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ الآية[[أخرجه البخاري ٥/٩٩ (٤٠٦٩)، ٩/١٠٦ (٧٣٤٦)، وعبد الرزاق ١/٤١٣ (٤٥٧) واللفظ له.]]. (٣/٧٦٣)
١٤٥٣٧- عن أنس بن مالك: أنّ النبي ﷺ كُسِرَت رَباعِيَتُه يوم أحد، وشُجَّ في وجهه، حتى سال الدَّمُ على وجهه، فقال: «كيف يُفْلِحُ قومٌ فعلوا هذا بنبيِّهم، وهو يدعوهم إلى ربهم؟!». فأنزل الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون﴾[[أخرجه مسلم ٣/١٤١٧ (١٧٩١)، وابن جرير ٦/٤٣-٤٤، وابن المنذر ١/٣٧٣ (٩٠٥)، وابن أبي حاتم ٣/٧٥٦ (٤١٢٤). وعلَّقه البخاري ٥/٩٩.]]١٣٧٥. (٣/٧٦٠)
١٤٥٣٨- قال عبد الله بن مسعود: أراد النبيُّ ﷺ أن يدعو على المُنهزمين عنه من أصحابه يوم أُحد، وكان عثمان منهم، فنهاه الله ﷿ عن ذلك، وتاب عليهم؛ وأنزل هذه الآية[[أورده الثعلبي ٣/١٤٥. كما ذكره الآلوسي في روح المعاني ٤/ ٤٩ دون ذكر عثمان. وهو منكر المتن؛ لمخالفته للأحاديث الصحيحة وسائر ما ورد في سبب نزول الآية، كما أنه مخالف لخلق النبي ﷺ المشتمل على الرحمة والعفو، خصوصًا مع أصحابه.]]. (ز)
١٤٥٣٩- عن سالم بن عبد الله بن عمر، قال: جاء رجلٌ مِن قريش إلى النبي ﷺ، فقال: إنّك تنهى عن السَّبْيِ! يقول: قد سبى العرب. ثم تَحَوَّل، فحوَّل قفاه إلى النبي ﷺ، وكشف أسْتَهُ، فلعنه، ودعا عليه، فأنزل الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ الآية، ثم أسلم الرجل فحَسُن إسلامُه[[أخرجه ابن إسحاق في السير ١/٢٣٤، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ١/٢٨٨. قال السيوطي في لباب النقول ١/٤٧: «مرسل غريب».]]. (٣/٧٦٣)
١٤٥٤٠- عن سالم بن عبد الله -من طريق حنظلة بن أبي سفيان- قال: وقوله ﷿: ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم﴾ نزلت في سُهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، والحارث بن هشام، كان النبي ﷺ يدعو في الصلاة، فنزلت فيهم هذه الآية[[أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة ٢/٦٧٣، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١١/٤٩٣-٤٩٤.]]. (ز)
١٤٥٤١- قال سعيد بن المسيب= (ز)
١٤٥٤٢- وعامر الشعبي= (ز)
١٤٥٤٣- ومحمد بن إسحاق: لَمّا رأى رسول الله ﷺ والمسلمون يومَ أحد ما بأصحابهم من جَدْع الآذانِ والأنوف، وقَطْعِ المذاكير، وقالوا: لَئِن أدالنا الله تعالى منهم لنفعَلَنَّ بهم مثل ما فعلوا، ولَنُمَثِّلَنَّ بهم مُثْلَةً لم يُمَثِّلها أحدٌ من العرب بأحد. فأنزل الله تعالى هذه الآية[[تفسير الثعلبي ٣/١٤٦، وتفسير البغوي ٤/١٠٢-١٠٣ دون ذكر الشعبي.]]. (ز)
١٤٥٤٤- عن الحسن البصري، قال: بلغني: أنّ رسول الله ﷺ لَمّا انكشف عنه أصحابُه يوم أحد كُسِرَت رَباعِيَتُه، وجُرِح وجهه، فقال وهو يصعد على أحد: «كيف يفلح قوم خضَّبوا وجه نبيهم بالدم، وهو يدعوهم إلى ربهم؟!». فأنزل الله مكانه: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/٤٤، ٤٦، ١٤٣، وأبو عمرو الداني في المكتفى في الوقف والابتدا ١/٤٤ مرسلًا.]]. (٣/٧٦١)
١٤٥٤٥- عن قتادة بن دِعامة، قال: ذُكِر لنا: أنّ هذه الآية أُنزِلت على رسول الله ﷺ يوم أحد، وقد جُرِح في وجهه، وأُصِيب بعضُ رَباعِيَتِه، وفوق حاجبه، فقال -وسالم مولى أبي حذيفة يغسل عن وجهه الدم-: «كيف يُفْلِح قومٌ خَضَّبوا وجهَ نبيِّهم بالدَّمِ، وهو يدعوهم إلى ربهم؟!». فأنزل الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/٤٥ مرسلًا.]]. (٣/٧٦٠)
١٤٥٤٦- عن قتادة بن دِعامة: أنّ رَباعِيَة رسول الله ﷺ أُصِيبَتْ يوم أحد، أصابها عتبةُ بن أبي وقاص، وشجَّه في وجهه، فكان سالم مولى أبي حذيفة يغسل الدم، والنبيُّ ﷺ يقول: «كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم؟!». فأنزل الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/٤٥، وابن المنذر ١/٣٧٥ (٩٠٨). قال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ١/٢٢١: «معضل».]]. (٣/٧٦١)
١٤٥٤٧- عن عكرمة، نحو ذلك. وزاد فيه: أدمى رجل من هذيل يقال له عبد الله بن قَمِئة وجه رسول الله ﷺ يوم أحد، فدعا عليه رسول الله ﷺ، وكان حتفه أن سلَّط الله عليه تيسًا فنطحه حتى قتله[[أورده الثعلبي ٣/ ١٤٧ عن عكرمة وقتادة مرسلًا.]]. (ز)
١٤٥٤٨- قال عطاء: أقام رسول الله ﷺ بعد أحد أربعين يومًا يدعو على أربعة من ملوك كِندة: مشرح، وأحمده، ولحي، وأختهم العمودة[[كذا في مطبوعة المصدر، ولعلها: «مشرح ومحرش وأبصعة وأختهم العمردة»، وينظر: الدر المنثور ١٢/ ٣٨٤.]]، وعلى بطن من هذيل يُقال لهم: لحيان، وعلى بطون من سُلَيم: رعل وذكوان وعُصَيَّة والقارة، وكان يقول: «اللَّهُمَّ، اشْدُدْ وطأتَك على مُضَر، واجعلها عليهم سنينَ كسِنِي يوسف»، فأجاب الله دعاءه، وأقحطوا حتى أكلوا أولادهم وأكلوا الكلاب والميتة والعظام المحرقة، فلما انقضت الأربعون نزلت هذه الآية[[أورده الثعلبي ٣/ ١٤٦ مرسلًا.]]. (ز)
١٤٥٤٩- عن الربيع بن أنس، قال: نزلت هذه الآيةُ على رسول الله ﷺ يوم أحد، وقد شُجَّ في وجهه، وأُصِيبَت رَباعِيَتُه، فهمَّ رسول الله ﷺ أن يدعو عليهم، فقال: «كيف يُفْلِح قوم أدْمَوْا وجهَ نبيِّهم، وهو يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى الشيطان، ويدعوهم إلى الهدى ويدعونه إلى الضلالة، ويدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار؟!». فهمَّ أن يدعو عليهم؛ فأنزل الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ الآية؛ فكفَّ رسول الله ﷺ عن الدعاء عليهم[[أخرجه ابن جرير ٦/٤٥-٤٦ مرسلًا.]]. (٣/٧٦١). (ز)
١٤٥٥٠- وعن محمد بن السائب الكلبي، نحوه[[أورده الثعلبي ٣/١٤٥.]]. (ز)
١٤٥٥١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ليس لك﴾ يا محمد ﴿من الأمر شيء﴾، وذلك أنّ سبعين رجلًا مِن أصحاب الصُّفَّة فقراء كانوا إذا أصابوا طعامًا فشَبِعُوا منه تَصَدَّقوا بفضله، ثُمَّ إنّهم خرجوا إلى الغزو محتسبين إلى قتال قبيلتين من بني سليم: عصية، وذكوان، فقاتلوهم، فقُتِل السبعون جميعًا، فشقَّ على النبي ﷺ وأصحابه قتلُهم، فدعا عليهم النبي ﷺ أربعين يومًا في صلاة الغداة؛ فأنزل الله تعالى: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٠٠، وجاء في تفسير الثعلبي ٣/ ١٤٧: «قال مقاتل: نزلت هذه الآية في أهل بئر معونة، وهم سبعون رجلًا من قراء أصحاب رسول الله ﷺ، أميرهم المنذر بن عمرو، وبعثهم رسول الله ﷺ إلى بئر معونة في صفر سنة أربع من الهجرة على رأس أربعة أشهر من أحد، ليعلموا الناس القرآن والعلم، فقتلهم جميعا عامر بن الطفيل، وكان فيهم عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق فلما قتل رفع بين السماء والأرض، فوَجَد رسول الله ﷺ من ذلك وجْدًا شديدًا وقنت عليهم شهرًا، فنزلت: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾».]]. (ز)
﴿لَیۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءٌ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ أَوۡ یُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَـٰلِمُونَ ١٢٨﴾ - تفسير الآية
١٤٥٥٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أو يتوب عليهم﴾ فيهديهم لدينه، ﴿أو يعذبهم﴾ على كفرهم، ﴿فإنهم ظالمون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٠٠.]] ١٣٧٦. (ز)
١٤٥٥٣- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ثُمَّ قال لمحمد ﷺ: ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون﴾، أي: ليس لك مِن الحكم في شيء في عبادي إلا ما أمرتُك به فيهم، أو أتوب عليهم برحمتي، فإن شئتُ فعلت، أو أعذبهم بذنوبهم ﴿فإنهم ظالمون﴾، أي: قد استحقوا ذلك بمعصيتهم إيّاي[[أخرجه ابن جرير ٦/٤٣، وابن المنذر ١/٣٧٦ من طريق زياد، وابن أبي حاتم ٣/٧٥٧-٧٥٨.]]. (ز)
١٤٥٥٤- قال يحيى بن سلام: فيها تقديم وتأخير؛ قال: ﴿ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين﴾، ﴿أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون﴾، ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾[[تفسير ابن أبي زمنين ١/٣١٧. وأخرجه أبو عمرو الداني في المكتفى ص ٤٥ (٢).]]. (ز)
﴿لَیۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءٌ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ أَوۡ یُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَـٰلِمُونَ ١٢٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٤٥٥٥- عن مِقْسَم: أنّ النبي ﷺ دعا على عتبة بن أبي وقاص يوم أحد حين كَسَر رَباعِيَتَه، ووَثَأَ[[وثأ، أي: ضربه فقطع اللحم ووصل إلى العظم من غير أن يكسره. اللسان (وثأ).]] وجهه، فقال: «اللَّهُمَّ، لا تُحِلْ عليه الحولَ حتى يموت كافرًا». قال: فما حال عليه الحولُ حتى مات كافرًا[[أخرجه البيهقي في الدلائل ٣/٢٦٥، وعبد الرزاق ١/٤١٢ (٤٥٥)، وابن جرير ٦/٤٦. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١/٤١٤: «مرسل». وقال البقاعي في نظم الدرر ٩/١٨٢: «عن مقسم مرسلًا».]]. (ز)
١٤٥٥٦- عن يعقوب بن عاصم -من طريق ابن جريج- قال: الذي أدْمى وجهَ النبي ﷺ يوم أحد هو رجل مِن هُذَيْل، يقال له: ابن قَمِئَةَ، فكان حتفُه أن سلَّط اللهُ عليه تيسًا؛ فنطحه حتى قتله[[أخرجه عبد بن حميد ص٥٣-٥٤.]]. (ز)
١٤٥٥٧- قال عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
١٤٥٥٨- وقتادة بن دِعامة، نحوه[[تفسير الثعلبي ٣/١٤٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.