الباحث القرآني
﴿وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرࣲ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةࣱۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٢٣ إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ أَلَن یَكۡفِیَكُمۡ أَن یُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَـٰثَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُنزَلِینَ ١٢٤﴾ - نزول الآيات
١٤٤٢٣- عن عبد الله بن مسعود -من طريق الأسود- قال: صبيحةَ تسع عشرة من رمضان؛ صبيحةَ بدر[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٦٢.]]. (ز)
١٤٤٢٤- عن عامر بن ربيعة -من طريق عبد الله بن الزبير- قال: كان بدر يوم الاثنين، صبيحةَ سبع عشرة من رمضان[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٦٢.]]. (ز)
١٤٤٢٥- عن مجاهد بن جبر: ﴿ولقد نصركم الله ببدر﴾ إلى ﴿بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين﴾ في قصة بدر[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٧٥٠)
﴿بِبَدۡرࣲ﴾ - تفسير
١٤٤٢٦- عن علي بن أبي طالب -من طريق حارثة- قال: بدرٌ بِئْرٌ[[أخرجه ابن المنذر (٨٧٢).]]. (٣/٧٥٠)
١٤٤٢٧- عن عامر الشعبي -من طريق زكريا- قال: كانت بدر بِئرًا لرجل من جُهَيْنة، يُقال له: بدر. فسُمِّيَتْ به[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٣٥٤، وابن جرير ٦/١٧، وابن أبي حاتم ٣/٧٥٠، وابن المنذر (٨٧٣). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٧٥٠)
١٤٤٢٨- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- قال: بدرٌ: ماءٌ عن يمين طريق مكة بين مكة والمدينة[[أخرجه ابن جرير ٦/١٨.]]. (٣/٧٥٠)
١٤٤٢٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو- قال: كانت بدر مَتْجَرًا في الجاهلية[[أخرجه ابن المنذر (٨٧٤).]]. (٣/٧٥١)
١٤٤٣٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: بدرٌ: ماءٌ بين مكة والمدينة، التقى عليه النبي ﷺ والمشركون، وكان أول قتال قاتله النبي ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٦/١٨-١٩. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٧٥٠)
١٤٤٣١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، نحوه[[أخرجه ابن جرير ٦/١٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٥٠.]]. (ز)
١٤٤٣٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق زياد-، قال: وكان بدرٌ موسمًا من مواسم العرب، يجتمع لها سوقٌ كلَّ عام، فيقيم ثلاثًا[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٦٢.]]. (ز)
﴿وَأَنتُمۡ أَذِلَّةࣱۖ﴾ - تفسير
١٤٤٣٣- عن قتادة بن دِعامة، قال: بدرٌ: ماءٌ بين مكة والمدينة، التقى عليه النبيُّ ﷺ والمشركون، وكان أولَ قتال قاتله النبيُّ ﷺ. وذُكِر لنا: أنّه قال لأصحابه يومئذ: «أنتم اليوم بعِدَّة أصحاب طالوت يومَ لَقِي جالوتَ». وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، وألفٌ المشركون يومئذ، أو راهَقُواْ[[راهقوا، أي: قاربوا ذلك العدد. المصباح المنير (رهق).]] ذلك[[أخرجه ابن جرير ٦/١٨-١٩ واللفظ له، وابن أبي حاتم ٥/١٦٨٢ (٨٩٦٦).]]. (٣/٧٥٠)
١٤٤٣٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، نحو ذلك[[أخرجه ابن جرير ٦/١٩. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٧٥١.]]. (ز)
١٤٤٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق مِقْسَم- قال: عددُ أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر، وكان المهاجرون منهم سبعة وسبعين، وكان الأنصار مائتين وستة وثلاثين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٥١.]]. (ز)
١٤٤٣٦- عن الحسن البصري -من طريق عبّاد- في قوله: ﴿وأنتم أذلة﴾، يقول: وأنتم قليل، وهم يومئذ بضعة عشر وثلاثمائة[[أخرجه ابن جرير ٦/١٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٥١.]]. (٣/٧٥١)
١٤٤٣٧- عن ميمون بن مِهْران، قال: كان عِدَّةُ أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٧٥٠.]]. (ز)
١٤٤٣٨- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق مَعْمَر- قال: التَقَوْا ببدر، أصحابُ رسول الله يومئذ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، والمشركون بين الألف والتسع مائة، وكان ذلك يوم الفرقان[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٦٢.]]. (ز)
١٤٤٣٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة﴾: وأنتم قليل، يذكِّرهم النِّعَم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٩.]]. (ز)
١٤٤٤٠- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق ابن ثور- ﴿وأنتم أذلة﴾، قال: قليلٌ عددُكم في عددِ الكفار يوم بدر[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٦٢.]]. (ز)
١٤٤٤١- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة﴾، يقول: وأنتم أقل عددًا، وأضعفُ قُوَّة[[أخرجه ابن جرير ٦/١٦، وابن المنذر ١/٣٦٦ من طريق زياد، وابن أبي حاتم ٣/٧٥١.]]. (ز)
﴿فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٢٣﴾ - تفسير
١٤٤٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فاتقوا الله﴾ ولا تعصوه؛ ﴿لعلكم تشكرون﴾ ربَّكم في النِّعَم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٩.]]. (ز)
١٤٤٤٣- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿فاتقوا الله لعلكم تشكرون﴾، أي: فاتقونِ؛ فإنّه شُكْرُ نعمتي[[أخرجه ابن جرير ٦/١٦، وابن المنذر ١/٣٦٦ الشطر الثاني من طريق زياد، وابن أبي حاتم ٣/٧٥١.]]. (ز)
١٤٤٤٤- عن سفيان بن عيينة -من طريق عمر بن عبد الغفار- قال: على كُلِّ مسلم أن يشكر الله في نصره ببدر، يقول الله: ﴿ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٥١.]]. (٣/٧٥١)
﴿فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٢٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٤٤٤٥- عن عِياض الأشعريِّ، قال: شهدتُ اليرموك وعلينا خمسةُ أمراء: أبو عُبَيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض. قال: وقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أبو عُبَيدة، فكتبنا إليه: إنّه قد جاش إلينا الموت. واسْتَمْدَدْناهُ، فكتب إلينا: إنّه قد جاءني كتابكُم تَسْتَمِدُّونني، وإنِّي أدُلُّكم على مَن هو أعزُّ نصرًا وأحضرُ جندًا: الله ﷿؛ فاستنصروه؛ فإنّ محمدًا ﷺ قد نُصِر يوم بدر في أقَلَّ مِن عِدَّتِكم، فإذا جاءكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تُراجِعُوني. فقاتلناهم، فهزمناهم أربعة فراسخ[[أخرجه أحمد ١/٤٢٢ (٣٤٤)، وابن حبان ١١/٨٣-٨٤ (٤٧٦٦)، والضياء في المختارة ١/٣٧٧ (٢٦٢). وقال ابن كثير في مسند الفاروق ١/٣٥٩: «إسناد حديث جيد، إسناد صحيح، ولم يخرجوه». وقال الهيثمي في المجمع ٦/٢١٣ (١٠٣٦٩): «رجاله رجال الصحيح».]]. (٣/٧٤٩)
﴿إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ أَلَن یَكۡفِیَكُمۡ أَن یُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَـٰثَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُنزَلِینَ ١٢٤﴾ - نزول الآية
١٤٤٤٦- عن عامر الشعبي -من طريق داود-: أنّ المسلمين بلغهم يوم بدر أن كُرْز بن جابر المحاربي يُمِدُّ المشركين، فشق ذلك عليهم؛ فأنزل الله: ﴿ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف﴾ إلى قوله: ﴿مسومين﴾. قال: فبلغت كُرْزًا الهزيمة؛ فلم يُمِدَّ المشركين، ولم يُمَدَّ المسلمون بالخمسة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٣٥٨، وابن جرير ٦/٢٠، وابن المنذر (٨٨٦)، وابن أبي حاتم ٣/٧٥٢.]]. (٣/٧٥٢)
﴿إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ أَلَن یَكۡفِیَكُمۡ أَن یُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَـٰثَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُنزَلِینَ ١٢٤﴾ - تفسير الآية
١٤٤٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق مِقْسَم- قال: كان الذي أسر العباسَ أبا اليَسَر كعب بن عمرو أخا بني سلمة، وكان أبو اليَسَر رجلًا مجموعًا، وكان العباس رجلًا جسيمًا، فقال رسول الله ﷺ لأبي اليَسَر: «كيف أسرت العباسَ، أبا اليَسَر؟». قال: يا رسول الله، لقد أعانني عليه رجلٌ ما رأيته قبل ذلك ولا بعده، هيئتُه كذا وكذا. قال رسول الله ﷺ: «لقد أعانك عليه مَلَكٌ كريم»[[أخرجه أحمد ٥/٣٣٤-٣٣٥ (٣٣١٠) مُطَوَّلًا، وابن سعد في الطبقات ٤/٨، وابن جرير ٦/٢٤. وأورده الثعلبي ٤/٣٣٥ من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس به. قال الهيثمي في المجمع ٦/٨٥-٨٦ (١٠٠٠٦): «رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يُسَمَّ، وبقية رجاله ثقات». قلنا: وفي سنده الحسن بن عمارة، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (١٢٦٤): «متروك».]]. (ز)
١٤٤٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق مِقْسَم- قال: لم تقاتل الملائكةُ في يومٍ من الأيام سوى يوم بدر، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عَدَدًا ومَدَدًا؛ لا يضرِبون[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٣.]]١٣٧١. (ز)
١٤٤٤٩- عن أبي داود المازني -من طريق محمد بن إسحاق- وكان شهد بدرًا، قال: إنِّي لَأَتْبَعُ رجلًا مِن المشركين يوم بدرٍ لأضربه، إذ وقع رأسُه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفتُ أن قد قتله غيري[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٣.]]. (ز)
١٤٤٥٠- عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كُنّا مُحاصِري قُرَيْظَة والنَّضِير ما شاء اللهُ أن نحاصرهم، فلم يُفْتَح علينا، فرجعنا، فدعا رسولُ الله ﷺ بغُسْل، فهو يغسل رأسَه إذ جاءه جبريل ﷺ، فقال: يا محمد، وضعتم أسلحتَكم ولم تضع الملائكةُ أوزارَها؟! فدعا رسولُ الله ﷺ بخرقة، فلفَّ بها رأسَه ولم يغسله، ثم نادى فينا، فقمنا كالِّين مُعْيين لا نعبأ بالسير شيئًا، حتى أتينا قريظة والنضير، فيومئذ أمدَّنا الله ﷿ بثلاثة آلاف من الملائكة، وفتح الله لنا فتحًا يسيرًا، فانقلبنا بنعمة من الله وفضل[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٣١/٤١، وابن عدي في الكامل ٤/٢٤٤، وابن جرير ٦/٢٦ واللفظ له، وأورده الثعلبي ٣/١٤٢ من طريق سليمان بن زيد أبي إدام المحاربي، عن عبد الله بن أبي أوفى به. قال ابن عدي: «لأبي إدام هذا أحاديث أخر عن ابن أبي أوفى، وأكثر روايته عن ابن أبي أوفى، على أنه قليل الحديث، ولم أر له حديثًا منكرًا جدًا فأذكره». قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ١/٢٠٧ (٣٥): «رواه سليمان بن زيد أبو إدام عن عبد الله بن أبي أوفى، وسليمان هذا متروك الحديث». وقال الشيخ أحمد شاكر: «إسناده لا يقوم».]]. (ز)
١٤٤٥١- قال أبو أسيد مالك بن ربيعة -من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن بعض بني ساعدة- بعد ما أُصِيب بصرُه: لو كنتُ معكم ببدر الآن ومعي بصري لأخبرتُكم بالشِّعْبِ الذي خرجت منه الملائكةُ، لا أشكُّ ولا أتَمارى[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١.]]. (ز)
١٤٤٥٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن خثيم- قال: لم تُقاتِل الملائكةُ إلا يومَ بدر[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٥.]]. (ز)
١٤٤٥٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: لم يُقاتلوا معهم يومئذ الملائكةُ، ولا قبله ولا بعده، إلا يوم بدر[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٦٩.]]. (ز)
١٤٤٥٤- عن الحسن البصري -من طريق عباد- في قوله: ﴿إذ تقول للمؤمنين﴾ الآية، قال: هذا يومُ بدر[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١، وابن أبي حاتم ٣/٧٥٢-٧٥٣.]]. (٣/٧٥٣)
١٤٤٥٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي نجيح- ﴿ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين﴾ قال: أُمِدُّوا بألف، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف، ﴿بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين﴾، وذلك يوم بدر، أمدهم الله بخمسة آلاف من الملائكة[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٥، وابن أبي حاتم ٣/٧٥٢ مختصرًا.]]. (ز)
١٤٤٥٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إذ تقول﴾ يا محمد ﴿للمؤمنين﴾ يوم أحد: ﴿ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين﴾ عليكم من السماء، وذلك حين سَأَلُوا المَدَد[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٩.]]. (ز)
١٤٤٥٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: قالوا لرسول الله ﷺ وهم ينتظرون المشركين: يا رسول الله، أليس يُمِدُّنا اللهُ كما أمَدَّنا يومَ بدر؟ فقال رسول الله ﷺ: «ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين؟!، فإنّما أمدكم يوم بدر بألف». قال: فجاءت الزيادةُ مِن الله على أن يصبروا ويتقوا[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٧-٢٨.]]. (٣/٧٥٤)
﴿إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ أَلَن یَكۡفِیَكُمۡ أَن یُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَـٰثَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُنزَلِینَ ١٢٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٤٤٥٨- عن عبد الله بن عباس، قال: حدَّثني رجلٌ من بني غِفار، قال: أقبلتُ أنا وابنُ عمٍّ لي حتى أصْعَدْنا في جبلٍ يُشْرِف بنا على بدر، ونحن مشركان، ننتظر الوقعة على من تكون الدَّبْرَة[[الدَّبْرَة: الهزيمة. النهاية (دبر).]]، فنَنتَهِب مع من يَنتَهِب. قال: فبينا نحن في الجبل إذ دَنَتْ مِنّا سحابةٌ، فسمعنا فيها حَمْحَمَةَ الخيل، فسمعت قائلًا يقول: أقْدِمْ، حَيْزُومُ. قال: فأمّا ابنُ عمي فانكشف قناع قلبه فمات مكانَه، وأما أنا فكدت أهلك، ثُمَّ تماسكت[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٢.]]. (ز)
١٤٤٥٩- قال أبو رافع مولى رسول الله ﷺ -من طريق عكرمة-: كنتُ غلامًا للعباس بن عبد المطلب، وكان الإسلام قد دخلنا أهلَ البيت، فأسلم العباسُ، وأسلمتْ أمُّ الفضل، وأسلمتُ، وكان العباس يهاب قومَه، ويكره أن يخالفهم، وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير مُتَفَرِّق في قومه. وكان أبو لهب عدو الله قد تخلف عن بدر، وبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة، وكذلك صنعوا، لم يتخلَّف رجل إلا بعث مكانه رجلًا، فلما جاء الخبرُ عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قُوَّةً وعِزًّا، قال: وكنت رجلًا ضعيفًا، وكنت أعمل القِداح[[القِداح: خشب السِهام. (قدح)]]، أنحتها في حُجْرَة زمزم، فواللهِ، إنِّي لجالس فيها أنحت القداح، وعندي أمُّ الفضل جالسةً، وقد سَرَّنا ما جاءنا من الخبر، إذ أقبل الفاسق أبو لهب يَجُرُّ رجليه بِشَرٍّ، حتى جلس على طُنُبِ الحجرة[[طنب الحجرة: الطنب أحد أطناب الخيمة، واستعير هنا لناحية الغرفة وطرفها. النهاية (طنب).]]، فكان ظهره إلى ظهري، فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدِم. قال: قال أبو لهب: هلُمَّ إلَيَّ، يا ابن أخي، فعندك الخبرُ. قال: فجلس إليه، والناس قيام عليه، فقال: يا ابن أخي، أخبِرْني كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء، واللهِ، إن كان إلا أن لقيناهم، فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاءوا، وايمُ اللهِ، مع ذلك ما لُمْتُ الناس، لقينا رجالًا بيضًا على خَيْل بُلْقٍ[[بُلْق: فيها بياض وسواد. القاموس (بلق).]] ما بين السماء والأرض، ما يليق لها شيء، ولا يقوم لها شيء. قال أبو رافع: فرفعتُ طُنُب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك الملائكة[[أخرجه أحمد ٣٩/٢٩٠ (٢٣٨٦٤) باختصار، والحاكم ٣/٣٦٥ (٥٤٠٦)، ٣/٣٦٦ (٥٤٠٧)، وابن جرير ٦/٢٣-٢٤ من طريق محمد بن إسحاق، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة به. قال الحاكم: «لم يزد أبو أحمد في هذا الإسناد على هذا المتن، وأتى به مرسلًا». وقال الذهبي: «حسين بن عبد الله بن عبيد الله واه». وقال الهيثمي في المجمع ٦/٨٧-٨٨ (١٠٠١٣): «بعضه مرسل، ورجال غير المرسل ثقات». وقال أيضًا ٦/٨٨-٨٩ (١٠٠١٤): «في إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وثَّقه أبو حاتم وغيره، وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات».]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.