الباحث القرآني
﴿یَوۡمَ تَبۡیَضُّ وُجُوهࣱ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهࣱۚ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِیمَـٰنِكُمۡ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ١٠٦ وَأَمَّا ٱلَّذِینَ ٱبۡیَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِی رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ ١٠٧﴾ - نزول الآية
١٤١٢١- عن أبي ذرٍّ، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ قال رسول الله ﷺ: «تُحْشَر أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فأسألهم: ماذا فعلتم في الثقلين ...»[[أخرجه ابن عدي في الكامل ٤/١٣٥، وقال المحقق: أخرجه العقيلي في الضعفاء ٣/٣٠٦.]]. (ز)
﴿یَوۡمَ تَبۡیَضُّ وُجُوهࣱ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهࣱۚ﴾ - تفسير
١٤١٢٢- عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله ﷺ قرأ: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾، قال: «تبيض وجوه أهل الجماعات والسنة، وتسود وجوه أهل البدع والأهواء»[[عزاه السيوطي إلى أبي نصر السجزي في الإبانة.]]. (٣/٧٢٢)
١٤١٢٣- عن عبد الله بن عمر، عن النبي ﷺ، في قوله تعالى: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾، قال: «تَبْيَضُّ وجوه أهل السنة، وتَسْوَدُّ وجوه أهل البدع»[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٤٣/١٠ في ترجمة علي بن العباس القزويني. وأورده الديلمي في الفردوس ٥/٥٢٩ (٨٩٨٦). قال القرطبي في تفسيره ٤/١٦٧: «ذكره الخطيب، وقال: منكر من حديث مالك». قال ابن حجر في لسان الميزان ١/٢٠٢: «قال الدارقطني: هذا موضوع».]]. (٣/٧٢٢)
١٤١٢٤- عن أبي أمامة -من طريق أبي غالب-: أنّه رأى رؤوس الأَزارِقة[[الأَزارِقَة: فرقة من الخوارج. لسان العرب (زرق).]] منصوبة على درج مسجد دمشق، فقال: كلاب النار، شرُّ قتلى تحت أديم السماء، خيرُ قتلى مَن قتلوه. ثم قرأ: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ الآية. قلت لأبي أمامة: أنت سمعته مِن رسول الله ﷺ؟ قال: لَوْ لَمْ أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثًا أو أربعًا -حتى عَدَّ سبعًا- ما حدَّثْتُكُمُوه[[أخرجه أحمد ٣٦/٥١٨ (٢٢١٨٣)، ٣٦/٥٤٢ (٢٢٢٠٨)، والترمذي ٥/٢٥١-٢٥٢ (٣٢٤٥)، وابن ماجه ١/١٢١- ١٢٢ (١٧٦)، وابن المنذر ١/١٢٦ (٢٤٢)، ١/٣٢٦ (٧٨٨). قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الهيثمي في المجمع ٦/٢٣٤ (١٠٤٣٦): «رجاله ثقات».]]. (٣/٧٢١)
١٤١٢٥- عن أبي غالب، قال: سمعت أبا أمامة يُحَدِّث عن النبي ﷺ في قوله ﷿: ﴿فَأَمّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنهُ﴾ [آل عمران:٧]، قال: «هم الخوارج». وفي قوله: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران:١٠٦]، قال: «هم الخوارج»[[أخرجه أحمد ٣٦/٥٩٤ (٢٢٢٥٩)، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٩ مختصرًا. وضعّف المحققون إسناده.]]. (ز)
١٤١٢٦- عن أبي غالب، قال: لَمّا أُتي برُؤُوس الأَزارِقَة، فنُصِبَت على دَرَج[[الدَّرَج: الطريق. لسان العرب (درج).]] دمشق؛ جاء أبو أمامة، فلما رآهم دمعت عيناه، ثم قال: كلاب النار، كلاب النار، هؤلاء لَشَرُّ قتلى قُتِلوا تحت أديم السماء، وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء. قلت: فما شأنُك دَمَعَتْ عيناك؟ قال: رحمة لهم، إنهم كانوا مِن أهل الإسلام. قال: قلت: أبرأيك قلتَ: كلاب النار؟ أو شيء سمعته؟ قال: إني إذًا لَجريء، بل سمعته من رسول الله ﷺ غير مرة، ولا اثنتين، ولا ثلاثًا. فعَدَّد مِرارًا، ثم تلا: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ حتى بلغ: ﴿هم فيها خالدون﴾. وتلا: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات﴾ حتى بلغ: ﴿أولوا الألباب﴾ [آل عمران:٧]. ثم أخذ بيدي، فقال: أما إنهم بأرضك كثير، فأعاذك الله تعالى منهم[[أخرجه عبد الرزاق ١٠/١٥٢ (١٨٦٦٣)، والترمذي ٥/٢٥٢ (٣٢٤٥) ولم يذكر الآية الثانية، والطبراني في الكبير ٨/٢٦٦-٢٦٧ (٨٠٣٣). كما أخرجه مطولًا ٨/٢٦٨ (٨٠٣٥)، وفيه: ثم تلا ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا﴾ إلى أن بلغ ﴿أكفرتم بعد إيمانكم﴾. قال الترمذي: «حديث حسن». وصححه المحقق.]]. (ز)
١٤١٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في هذه الآية، قال: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدع والضلالة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٩، والخطيب في تاريخه ٧/٣٧٩، واللالكائي في السنة (٧٤).وعزاه السيوطي لأبي نصر في الإبانة.]]. (٣/٧٢١)
١٤١٢٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي عن أبي صالح- قال: إذا كان يوم القيامة رُفِع لكل قوم ما كانوا يعبدون، فيسعى كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، وهو قوله تعالى: ﴿نُوَلِّهِ ما تَوَلّى﴾ [النساء:١١٥]، فإذا انتهوا إليه حزنوا، فتسودّ وجوههم من الحزن، ويبقى أهل القبلة واليهود والنصارى لم يعرفوا شيئًا مما رفع لهم فيها، فيأتيهم الله ﷿، فيسجد له مَن كان يسجد له في دار الدنيا مطيعًا مؤمنًا، ويبقى أهل الكتاب والمنافقون كما هم لا يستطيعون السجود، ثم يُؤذَن لهم فيرفعون رؤوسهم، ووجوه المؤمنين مثل الثلج بياضًا، والمنافقون وأهل الكتاب قيام كأن في ظهورهم السَّفافِيد[[السَّفافِيد: جمع سُفُّود، وهو حديدة ذات شُعَب مُعَقَّفة، يُشْوى به اللحم. لسان العرب (سفد).]]، فإذا نظروا إلى وجوه المؤمنين وبياضها حزنوا حزنًا شديدًا، فاسودّت وجوههم، فيقولون: ربَّنا، سوَّدت وجوه مَن كان يعبد غيرك، فما لنا سوّدت وجوهنا، فواللهِ ربّنا، ما كنا مشركين؟ فيقول الله للملائكة: انظروا كيف كذبوا على أنفسهم[[تفسير الثعلبي ٣/١٢٤.]]. (ز)
١٤١٢٩- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿وتسود وجوه﴾، قال: هم اليهود[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٩.]]. (٣/٧٢٣)
١٤١٣٠- عن عامر الشعبي -من طريق أبي خالد- في قوله: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾، قال: هذا لأهل القبلة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٩.]]. (٣/٧٢٣)
١٤١٣١- عن عطاء، قال: تَبْيَضُّ وجوه المهاجرين والأنصار، وتَسْوَدُّ وجوه بني قريظة والنضير[[تفسير الثعلبي ٣/١٢٤.]]. (ز)
١٤١٣٢- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾، قال: بالأعمال والأحداث[[أخرجه ابن المنذر (٧٨٦).]]. (٣/٧٢٣)
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ﴾ - تفسير
١٤١٣٣- عن أبي أمامة -من طريق أبي غالب- في قوله: ﴿فأما الذين اسودت وجوههم﴾، قال: هم الخوارج[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٥، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٩. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٧٢٣)
١٤١٣٤- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد- في قوله: ﴿فأما الذين اسودت وجوههم﴾، قال: هم المنافقون؛ كانوا أعْطَوا كلمة الإيمان بألسنتهم، وأنكروها بقلوبهم وأعمالهم[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٦، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٩.]]. (٣/٧٢٣)
١٤١٣٥- قال قتادة بن دِعامة: هم أهل البِدع كلهم[[تفسير الثعلبي ٣/١٢٥، وتفسير البغوي ٤/٨٨.]]. (ز)
﴿أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِیمَـٰنِكُمۡ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ١٠٦﴾ - تفسير
١٤١٣٦- عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله ﷺ، في قوله تعالى: ﴿أكفرتم بعد إيمانكم﴾: «أي: بعد الإقرار الأول من صلب آدم ﵇»[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٢٨. وعلّقه أبونعيم في الحلية ٢/٢٢٢، والثعلبي ٣/١٢٥، من طريق الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبَي به. إسناده ضعيف؛ فيه الربيع بن أنس البكري أو الحنفي البصري، قال ابن حجر في التقريب (١٨٨٢): «صدوق له أوهام». ومثله لا يتحمل التفرّد بهذا الحديث، وفيه أيضًا أبو العالية رفيع بن مهران، وهو يرسل كثيرًا، قال عنه ابن حجر في التقريب (١٩٥٣): «ثقة، كثير الإرسال».]]. (ز)
١٤١٣٧- عن أبي بن كعب -من طريق أبي العالية- في الآية، قال: صاروا فِرْقَتَيْن يوم القيامة، يقال لِمَن اسْوَدَّ وجهه: ﴿أكفرتم بعد إيمانكم﴾ فهو الإيمان الذي كان في صُلْب آدم، حيث كانوا أمة واحدة ...[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٥-٦٦٦، وابن المنذر (٧٩١)، وابن أبي حاتم ٣/٧٣٠.]]١٣٤٤. (٣/٧٢٢)
١٤١٣٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي العالية- في قوله ﷿: ﴿أكفرتم بعد إيمانكم﴾، أي: بعد الإقرار والميثاق بالله ﷿[[أخرجه البيهقي في القضاء والقدر ١/٢٧٢. وقال: «وروي ذلك مرفوعًا، والموقوف أصح».]]. (ز)
١٤١٣٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يونس بن أبي مسلم- في الآية، قال: هم أهل الكتاب، كانوا مُصَدِّقين بأنبيائهم، مُصَدِّقين بمحمد، فلمّا بعثه الله كفروا، فذلك قوله: ﴿أكفرتم بعد إيمانكم﴾[[أخرجه ابن المنذر (٧٨٧). وعزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (٣/٧٢٣)
١٤١٤٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ الآية: لقد كفر أقوام بعد إيمانهم كما تسمعون. ولقد ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ كان يقول: «والذي نفس محمد بيده، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الحوض ممن صحبني أقوام، حتى إذا رُفِعوا إلَيَّ ورأيتهم اخْتَلَجُوا دوني، فلأقولن: ربِّ، أصحابي أصحابي. فلَيُقالَنَّ: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٤.]]. (ز)
١٤١٤١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون﴾، قال: فهذا مَن كَفَر من أهل القبلة حين اقتتلوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٣٠.]]. (ز)
١٤١٤٢- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق ابن ثَوْر- ﴿أكفرتم بعد إيمانكم﴾، قال: إيمانهم الذي أُخذ عليهم العهد في ظهر آدم ﵇[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٢٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٣٠.]]. (ز)
١٤١٤٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أكفرتم بعد إيمانكم﴾ بمحمد ﷺ قبل أن يُبْعَث، ﴿فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٤.]]. (ز)
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِینَ ٱبۡیَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِی رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ ١٠٧﴾ - تفسير
١٤١٤٤- عن أبي بن كعب -من طريق أبي العالية- في الآية، قال: ... ﴿وأما الذين ابيضت وجوههم﴾ فهم الذين استقاموا على إيمانهم، وأخلصوا له الدين، فبيَّض الله وجوههم، وأدخلهم في رضوانه وجَنَّته[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٥، ٦٦٦، وابن المنذر (٧٩١)، وابن أبي حاتم ٣/٧٣٠.]]. (٣/٧٢٢)
١٤١٤٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله﴾: هؤلاء أهل طاعة الله، والوفاء بعهد الله. قال الله ﷿: ﴿ففي رحمة الله هم فيها خالدون﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٤، وابن المنذر ١/٣٢٩. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٧٢٣)
١٤١٤٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة﴾ يعني: في جنة ﴿الله هم فيها خالدون﴾ يعني: لا يموتون[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٤.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.