الباحث القرآني
﴿وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰنࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣﴾ - نزول الآية
١٤٠٤٥- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: لقي النبي ﷺ نفرًا من الأنصار، فآمنوا به، وصَدَّقوا، وأراد أن يذهب معهم، فقالوا: يا رسول الله، إنّ بين قومنا حربًا، وإنا نخاف إن جئت على حالك هذه أن لا يتهيأ الذي تريد. فواعدوه العام المقبل، فقالوا: نذهب برسول الله ﷺ، فلعل الله أن يصلح تلك الحرب، وكانوا يرون أنها لا تصلح -وهي يوم بُعاث-، فلقوه من العام المقبل سبعين رجلًا قد آمنوا به، فأخذ منهم النقباء اثني عشر رجلًا، فذلك حين يقول: ﴿واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم﴾. وفي لفظ لابن جرير: فلما كان من أمر عائشة ما كان، فتثاور الحيان، قال بعضهم لبعض: موعدكم الحرة. فخرجوا إليها، فنزلت هذه الآية: ﴿واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم﴾ الآية[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٤٠٨ (٤٤٣)، وابن جرير ٥/٦٥٥-٦٥٦، وابن المنذر ١/٣٢٠ (٧٧٧) مرسلًا.]]. (٣/٧١٤). (ز)
١٤٠٤٦- عن مقاتل بن حيان -من طريق زكريا- قال: بلغني -والله أعلم-: أنّ هذه الآية أنزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في رجلين أحدهما من الخزرج، والآخر من الأوس، اقتتلوا في الجاهلية زمانًا طويلًا، فقدم النبي ﷺ المدينة، فأصلح بينهم، فجرى الحديث بينهما في المجلس، فتفاخروا، فقال بعضهم: أما -والله- لو تأخر الإسلام قليلًا لقتلنا سادتكم، ونكحنا نساءكم. قال الآخرون: قد كان الإسلام مستأخرًا زمانًا طويلًا، فهلا فعلتم ذلك! فنادوا عند ذلك بالأشعار، وذكروا القتل، فتفاخروا، واستبُّوا، حتى كان بينهم، فغضبت الأوس [إلى الأوس] والخزرج إلى الخزرج، ودنا بعضهم من بعض، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فركب إليهم، وقد أشرع بعضهم الرِّماح إلى بعض، فنادى النبي ﷺ بأعلى صوته، واطلع عليهم، وتلا: ﴿يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته﴾ حتى بلغ إلى آخر الآيات، يقول: ﴿حق تقاته﴾ أن تطيعوه فلا تعصوه في شيء، فذلك حق الله على العباد. فلما سمعوا ذلك كفَّ بعضهم عن بعض، وتناول بعضهم خدود بعض بالتقبيل[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٢١، ٣٢٢. وأورده السيوطي مختصرًا.]]. (٣/٧١٥)
﴿وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا﴾ - تفسير
١٤٠٤٧- عن علي بن أبي طالب -من طريق الحارث الأعور- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كتاب الله: هو حبل الله المتين»[[أخرجه الترمذي مطولًا ٥/١٧١-١٧٢ (٣١٣٠)، والدارمي ٢/٥٢٦ (٣٣٣١)، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٣ (٣٩١٤). قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حمزة الزيات، وإسناده مجهول، وفي حديث الحارث مقال». وقال البزار في مسنده ٣/٧١ (٨٣٦): «وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن علي، ولا نعلم رواه عن علي إلا الحارث». وقال ابن كثير في تفسيره ١/١٣٨: «وقد روي هذا موقوفًا عن علي، وهو أشبه». وقال الألباني في الضعيفة ١٣/٨٨٣ (٦٣٩٣): «ضعيف».]]. (ز)
١٤٠٤٨- عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله ﷺ: «إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله ﷿ حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي[[عِترة الرجل: أقرباؤه من ولدٍ وغيره، وقيل: هم قومه الأدنون. لسان العرب (عتر).]] أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يَرِدا عَلَيَّ الحوض»[[أخرجه أحمد ٣٥/٤٥٦ (٢١٥٧٨)، ٣٥/٥١٢ (٢١٦٥٤). قال الهيثمي في المجمع ٩/١٦٢-١٦٣ (١٤٩٥٧): «إسناده جيد».]]. (٣/٧١٠)
١٤٠٤٩- عن زيد بن أرقم، قال: خَطَبَنا رسول الله ﷺ، فقال: «إنِّي تارك فيكم كتاب الله، هو حبل الله، مَن اتَّبَعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة»[[أخرجه ابن حبان ١/٣٣١ (١٢٣). وأورده الثعلبي ٣/١٦٣. وهو حديث صحيح، وقد أخرجه مسلم (٢٤٠٨) بسياق أطول، وفيه: «ألا وإني تاركٌ فيكم ثقلَين: أحدُهما كتابُ الله ﷿، هو حبلُ اللهِ ...» الحديث.]]. (٣/٧١٠)
١٤٠٥٠- عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله ﷺ: «إني لكم فَرَط[[الفَرَط: المتقدم إلى الماء. لسان العرب (فرط).]]، وإنكم واردون عَلَيَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين». قيل: وما الثقلان، يا رسول الله؟ قال: «الأكبر كتاب الله ﷿، سببٌ طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، لن تزالوا ولا تضلوا، والأصغر عِتْرَتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يَرِدا عَلَيَّ الحوض، وسألت لهما ذاك ربي، فلا تَقَدَّمُوهما فتهلكوا، ولا تُعَلِّموهما فإنهما أعلم منكم»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٣/٦٦ (٢٦٨١) من طريق حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم به. قال الهيثمي في المجمع ٩/١٦٤ (١٤٩٦٥): «في سنده حكيم بن جبير، وهو ضعيف».]]. (٣/٧١٠)
١٤٠٥١- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «أيها الناس، إنِّي تارِكٌ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يَرِدا عَلَيَّ الحوض»[[أخرجه أحمد ١٧/١٦٩-١٧٠ (١١١٠٤)، ١٧/٢١١ (١١١٣١)، ١٧/٣٠٨-٣٠٩ (١١٢١١)، ١٨/١١٤ (١١٥٦١). قال الهيثمي في المجمع ٩/١٦٣ (١٤٩٦٢): «رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده رجال مختلف فيهم».]]. (٣/٧١١)
١٤٠٥٢- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض»[[أخرجه أحمد ١٧/١٦٩، ١٧٠ (١١١٠٤)، والترمذي ٦/٣٣٧ (٤١٢٢)، وابن جرير ٥/٦٤٦ واللفظ له. قال الترمذي: «حديث حسن غريب». وقال الألباني الصحيحة ٥/٣٧-٣٨ (٢٠٢٤): «الحديث حسن».]]. (٣/٧٠٩)
١٤٠٥٣- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة، وإنّ أُمَّتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة». قالوا: يا رسول الله، ومن هذه الواحدة؟ قال: «الجماعة». ثم قال: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾[[أخرجه أحمد ١٩/٢٤١ (١٢٢٠٨)، ١٩/٤٦٢ (١٢٤٧٩)، وابن ماجه ٥/١٣٠ (٣٩٩٣)، وابن جرير ٥/٦٤٧-٦٤٨ واللفظ له، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٣ (٣٩١٥). وأورده الثعلبي ٣/١٦٣. قال ابن كثير في البداية والنهاية ١٩/٣٧ عن إسناد ابن ماجه: «إسناده جيد قوي، على شرط الصحيح». وقال السخاوي في الأجوبة المرضية ٢/٥٧٤: «رجاله رجال الصحيح». وقال الألباني في الصحيحة ١/٤٠٦ عن أحد إسنادي أحمد: «سنده حسن في الشواهد».]]. (٣/٧١٢)
١٤٠٥٤- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي وائل- في قول الله: ﴿واعتصموا بحبل الله﴾، قال: حبل الله: القرآن[[أخرجه سعيد بن منصور (٥١٩ - تفسير)، وابن أبي شيبة ١٠/٤٨٢-٤٨٣، وابن جرير ٥/٦٤٦، وابن المنذر (٧٧٢)، والطبراني (٩٠٣٢) بسند صحيح.]]. (٣/٧٠٩)
١٤٠٥٥- عن عبد الله بن مسعود -من طريق شقيق- قال: إن هذا الصراط مُحْتَضَر، تحضره الشياطين، ينادون -يا عبد الله- هلم هذا هو الطريق؛ ليصدوا عن سبيل الله، فاعتصموا بحبل الله، فإن حبل الله: القرآن[[أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (٧٤)، وابن جرير ٥/٦٤٥، والطبراني (٩٠٣١)، والبيهقي في الشعب (٢٠٢٥). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن الأنباري في المصاحف، وابن مردويه.]]. (٣/٧٠٩)
١٤٠٥٦- عن عبد الله بن مسعود -من طريق الشعبي- ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا﴾، قال: حبل الله: الجماعة[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٢٠ - تفسير)، وابن جرير ٥/٦٤٤، وابن المنذر (٧٧٣)، والطبراني (٩٠٣٣). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٧١١)
١٤٠٥٧- عن عبد الله بن مسعود -من طريق الشعبي-: أنه خطب فقال: أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة؛ فإنهما حبل الله الذي أمر به[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٨، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٣.]]. (٣/٧١١)
١٤٠٥٨- عن أبي العالية الرِّياحِيّ -من طريق الربيع- ﴿واعتصموا بحبل الله﴾، قال: بالإخلاص لله وحده[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٦، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٤، والطبراني في الدعاء ٣/١٥١٧ ولفظه: بلا إله إلا الله.]]. (٣/٧١٣)
١٤٠٥٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿بحبل الله﴾: بعهد الله[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٥.]]. (ز)
١٤٠٦٠- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا﴾، قال: القرآن[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٦.]]. (ز)
١٤٠٦١- عن الحسن البصري -من طريق ابن فَضالَة- ﴿واعتصموا بحبل الله﴾، قال: بطاعته[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٤.]]. (٣/٧١٣)
١٤٠٦٢- قال الحسن البصري: ﴿حبل الله﴾: القرآن[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زَمَنين ١/٣٠٧-.]]. (ز)
١٤٠٦٣- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق ابن جُرَيْج- ﴿بحبل الله﴾، قال: العهد[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٥.]]. (ز)
١٤٠٦٤- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا﴾: حبل الله المتين الذي أمر أن يعتصم به: هذا القرآن[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٤.]]. (ز)
١٤٠٦٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- ﴿واعتصموا بحبل الله﴾، قال: بعهد الله وبأمره[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٤.]]. (٣/٧١٣)
١٤٠٦٦- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا﴾: أمّا حبل الله: فكتاب الله[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٤.]]. (ز)
١٤٠٦٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واعتصموا بحبل الله﴾ يعني: بدين الله ﴿جميعا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٣.]]. (ز)
١٤٠٦٨- عن مقاتل بن حيان -من طريق إسحاق- قوله: ﴿واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا﴾، يقول: اعتصموا بأمر الله وطاعته جميعًا، ولا تفرقوا[[أخرجه ابن المنذر ١/٣١٩.]]. (ز)
١٤٠٦٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿واعتصموا بحبل الله﴾، قال: الإسلام[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٦.]]١٣٣٨. (٣/٧١٣)
﴿وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ﴾ - تفسير
١٤٠٧٠- عن سِماك بن الوليد الحنفي، أنّه لقي عبد الله بن عباس، فقال: ما تقول في سلطان علينا يظلموننا، ويشتموننا، ويعتدون علينا في صدقاتنا، ألا نمنعهم؟ قال: لا، أعطهم، الجماعةَ الجماعةَ، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها، أما سمعت قول الله: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/٧٢٤.]]. (٣/٧١٢)
١٤٠٧١- عن أبي العالية الرياحي -من طريق الربيع- ﴿ولا تفرقوا﴾، يقول: لا تَعادَوْا عليه -يقول: على الإخلاص-، وكونوا عليه إخوانًا[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤٧، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٤، و الطبراني في الدعاء ٣/١٥١٧ ولفظه: بلا إله إلا الله، كونوا عليها إخوانًا، ولا تفرقوا، ولا تَعادَوْا.]]. (٣/٧١٣)
١٤٠٧٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم﴾: إنّ الله ﷿ قد كره لكم الفرقة، وقدم إليكم فيها، وحَذَّرَكموها، ونهاكم عنها، ورضي لكم السمع والطاعة والألفة والجماعة، فارضوا لأنفسكم ما رضي الله لكم إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله[[أخرجه ابن جرير ٥/٦١٩، وابن المنذر ١/٣٢٠.]]. (ز)
١٤٠٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تفرقوا﴾، يعني: ولا تختلفوا في الدين كما اختلف أهل الكتاب[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٣.]]. (ز)
﴿وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰنࣰا﴾ - تفسير
١٤٠٧٤- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «يا معشر الأنصار، بِمَ تَمُنُّون عَلَيَّ؟! أليس جئتكم ضلالًا فهداكم الله بي؟! وجئتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي؟!». قالوا: بلى، يا رسول الله[[أخرجه أحمد ١٩/٧٨ (١٢٠٢١)، ٢١/٢٤٠ (١٣٦٥٥)، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٥ (٣٩٢٨) واللفظ له.]]. (٣/٧١٦)
١٤٠٧٥- عن مجاهد بن جبر: ﴿فألف بين قلوبكم﴾ بالإسلام[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٥.]]. (ز)
١٤٠٧٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا﴾: إذ كنتم تَذابَحُون فيها، يأكل شديدكم ضعيفكم، حتى جاء الله بالإسلام، فآخى به بينكم، وألف به بينكم، أما -والله الذي لا إله إلا هو- إنّ الأُلْفة لَرحمة، وإنّ الفُرقة لَعذاب. ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ كان يقول: «والذي نفس محمد بيده، لا يتواد رجلان في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما، وإن أردأهما المحدث»[[أخرجه ابن المنذر (٧٧٩).]]. (٣/٧١٥)
١٤٠٧٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: أما ﴿إذ كنتم أعداء﴾ ففي حرب سُمَيْرٍ، ﴿فألف بين قلوبكم﴾ بالإسلام[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥٥، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٥ شطره الثاني.]]. (ز)
١٤٠٧٨- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء﴾: يقتل بعضكم بعضًا، ويأكل شديدكم ضعيفكم، حتى جاء الله بالإسلام فألف به بينكم، وجمع جمعكم عليه، وجعلكم عليه إخوانًا[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥٠، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٥.]]. (٣/٧١٤)
١٤٠٧٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واذكروا نعمت الله عليكم﴾ الإسلام، ﴿إذ كنتم أعداء﴾ في الجاهلية يقتل بعضكم بعضًا، ﴿فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا﴾ يعني: برحمته إخوانًا فى الإسلام[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٣.]]. (ز)
١٤٠٨٠- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- في قوله: ﴿واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء﴾ في الجاهلية، ﴿فألف بين قلوبكم﴾ في الإسلام، ﴿فأصبحتم بنعمته﴾ برحمته، يعني: بالإسلام ﴿إخوانا﴾ والمؤمنون إخوة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٥ عدا قوله: ﴿فألف بين قلوبكم﴾ في الإسلام، فقد علَّقه. وأخرجه ابن المنذر ١/٣٢١-٣٢٢ من طريق زكريا.]]. (ز)
١٤٠٨١- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق ابن ثور- في قوله: ﴿إذ كنتم أعداء﴾، قال: ما كان بين الأوس والخزرج في شأن عائشة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٥.]]. (٣/٧١٤)
١٤٠٨٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: كانت الحرب بين الأوس والخزرج عشرين ومائة سنة، حتى قام الإسلام، فأطفأ الله ذلك، وأَلَّف بينهم[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥١.]]. (٣/٧١٥)
﴿وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ﴾ - تفسير
١٤٠٨٣- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله ﷿: ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها﴾. قال: أنقذكم الله بمحمد ﷺ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عباس بن مِرْداس السُّلَمِيّ وهو يقول: يكب على شفا الأذقان كبًّا كما زلق التختم عن خُفاف[[مسائل نافع بن الأزرق ص١٩٧. وعزاه السيوطي إلى الطَّسْتِيّ. وخُفاف: هو خُفاف بن نُدبة الشاعر المشهور. الشعر والشعراء (ص٦٣٢).]]. (٣/٧١٦)
١٤٠٨٤- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها﴾ الآية: كان هذا الحي من العرب أذلَّ الناس ذلًّا، وأشقاه عيشًا، وأبينه ضلالة، وأعراه جلودًا، وأجوعه بطونًا، معكوفين على رأس حَجَر بين الأسدين: فارس والروم، لا واللهِ، ما في بلادهم يومئذ شيء يُحْسَدون عليه، مَن عاش منهم عاش شَقِيًّا، ومَن مات ردي في النار، يؤكلون ولا يأكلون. واللهِ، ما نعلم قبيلًا يومئذ من حاضر الأرض كانوا أصغر فيها خطرًا، وأرق فيها شأنًا منهم، حتى جاء الله بالإسلام؛ فورثكم به الكتاب، وأحل لكم به دار الجهاد، ووسع لكم به الرزق، وجعلكم ملوكًا على رقاب الناس، وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم؛ فاشكروا نعمة الله، فإن ربكم منعم يحب الشاكرين، وإن أهل الشكر في مزيد من الله -تبارك وتعالى-[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٢٣.]]. (ز)
١٤٠٨٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار﴾، يقول: كنتم على طرف النار، مَن مات منكم وقع في النار، فبعث الله محمدًا ﷺ فاستنقذكم به من تلك الحفرة[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥٩-٦٦٠، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٦.]]. (٣/٧١٦)
١٤٠٨٦- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار﴾ يقول: كنتم على الكفر بالله، ﴿فأنقذكم منها﴾ من ذلك، وهداكم إلى الإسلام[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥٩.]]١٣٣٩. (ز)
١٤٠٨٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها﴾ يقول للمشركين: الميت منكم في النار، والحي منكم على حَرْف النار، إن مات دخل النار، ﴿فأنقذكم منها﴾ يعني: مِن الشرك إلى الإيمان[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٣.]]. (ز)
١٤٠٨٨- عن مقاتل بن حيان -من طريق زكريا- في قوله: ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار﴾ يقول: كنتم مشركين في جاهليتكم، الميت في النار، والحي على شفا حفرة من النار، ﴿فأنقذكم﴾ الله من الشرك إلى الإيمان[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٢١-٣٢٢، و أخرج آخره ابن أبي حاتم ٣/٧٢٦ من طريق بُكَيْر بن معروف.]]١٣٤٠. (ز)
١٤٠٨٩- عن حسن بن حَيّ -من طريق أحمد بن المفضل- ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها﴾، قال: عصبية[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٠.]]. (ز)
﴿وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٤٠٩٠- عن قتادة، قوله: ﴿فأصبحتم بنعمته إخوانا﴾، ذُكِر لنا: أنّ رجلًا قال لابن مسعود: كيف أصبحتم؟ قال: أصبحنا بنعمة الله إخوانًا[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥٧، وابن المنذر ١/٣٢٢.]]. (ز)
١٤٠٩١- عن عبد الله بن عباس أنه قرأ: ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها﴾، قال: أنقذنا منها، فأرجو أن لا يعيدنا فيها[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٧١٦)
١٤٠٩٢- عن عبد الله بن عباس، أنّ أعرابيًّا سمعه وهو يقرأ هذه الآية، فقال: واللهِ، ما أنقذهم منها وهو يريد أن يُوقِعهم فيها. فقال ابن عباس: خذوها مِن غير فقيه[[تفسير الثعلبي ٣/١٢١-١٢٢.]]. (ز)
١٤٠٩٣- عن عون بن عبد الله -من طريق مِسْعَر- ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها﴾، قال: إنِّي لأرجو أن لا يعيدكم الله فيها بعد أن أنقذكم منها[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله -موسوعة ابن أبي الدنيا ١/١٢٠ (١٤١)-، وأبو نُعَيْم في حلية الأولياء ٤/٢٦٣.]]. (ز)
﴿كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣﴾ - تفسير
١٤٠٩٤- عن سعيد بن جُبَيْر -من طريق عطاء بن دينار- قول الله تعالى: ﴿لكم آياته﴾، يعني: ما بَيَّنَ في هذه الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٢٦.]]. (ز)
١٤٠٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كذلك﴾ يعني: هكذا ﴿يبين الله لكم آياته﴾ يعني: علاماته في هذه النعمة، أعداء في الجاهلية إخوانًا في الإسلام، ﴿لعلكم﴾ لكي ﴿تهتدون﴾ فتعرفوا علاماته في هذه النعمة. فلمّا سمع القوم القرآن من النبي ﷺ تَحاجَزُوا، ثم عانق بعضهم بعضًا، وتناول بخدود بعض بالتقبيل والالتزام، يقول جابر بن عبد الله، وهو في القوم: لقد اطَّلَع إلينا رسول الله ﷺ وما أحد هو أكره طلعة إلينا منه لما كنا هممنا به، فلمّا انتهى إليهم النبي ﷺ، قال: «اتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم»[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٣.]]. (ز)
﴿كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٤٠٩٦- عن أبي شُرَيْح الخُزاعِيّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ هذا القرآن سبب، طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به؛ فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا»[[أخرجه ابن حِبان ١/٣٢٩ (١٢٢). قال الهيثمي في المجمع ١/١٦٩ (٧٧٩): «رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ٢/٣٣٠ (٧١٣).]]. (٣/٧١٠)
١٤٠٩٧- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا، ويسخط لكم ثلاثًا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا مَن ولّاه اللهُ أمرَكم، ويسخط لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال»[[أخرجه مسلم ٣/١٣٤٠ (١٧١٥)، والبيهقي ٨/٢٨٢ (١٦٦٥٦) واللفظ له.]]. (٣/٧١٢)
١٤٠٩٨- عن معاوية بن أبي سفيان، أن رسول الله ﷺ قال: «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة -يعني: الأهواء-، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة»[[أخرجه أحمد ٢٨/١٣٤-١٣٥ (١٦٩٣٧)، وأبو داود ٧/٦ (٤٥٩٧)، والدارمي ٢/٣١٤ (٢٥١٨)، والحاكم ١/٢١٨ (٤٤٣). قال الحاكم: «هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث». وكذا قال الذهبي. وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١١٣٣: «أسانيدها جياد». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٤٠٤ (٢٠٤).]]. (٣/٧١٣)
١٤٠٩٩- عن ابن عمر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «مَن خرج من الجماعة قِيدَ شِبْرٍ فقد خلع رِبْقَة[[الرِّبْقَة في الأصل: عُروة في حَبْل تُجعل في عُنق البهيمة أو يدها تمسكها، فاستعارها للإسلام، يعني: ما يَشُدُّ المسلم نفسَه من عُرى الإسلام، أي: حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه. لسان العرب (ربق).]] الإسلام من عنقه حتى يراجعه، ومن مات وليس عليه إمام جماعة فإن موتته مِيتة جاهلية»[[أخرجه الحاكم ١/١٥٠ (٢٥٩)، ١/٢٠٣ (٤٠٣). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين». وقال الذهبي في التلخيص: «على شرطهما».]]. (٣/٧١٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.