الباحث القرآني
﴿وَلَا تُجَـٰدِلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡۖ﴾ - تفسير الآية، والنسخ فيها
٦٠٠٤٨- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾، قال: بِلا إله إلا الله[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٥٥٨)
٦٠٠٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾، يقول: مَن أدّى منهم الجزيةَ فلا تقولوا لهم إلا حسنًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٩.]]. (ز)
٦٠٠٥٠- عن سعيد بن جبير -من طريق سالم- ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم﴾، قال: أهل الحرب، مَن لا عهد له، جادِلْه بالسيف[[أخرجه ابن جرير ١٨/٤١٩، والهروي في ذم الكلام وأهله ٢/١١٠ بلفظ: أهل الحرب ادعوهم، فإن أبوا فجادلوهم بالسيف.]]. (ز)
٦٠٠٥١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن مجاهد-: ﴿إلا الذين ظلموا﴾ وقالوا: إنّ مع الله إلهًا آخر، أو له نِدٌّ، أو له شريك[[أخرجه يحيى بن سلّام ٢/٦٣٤.]]. (ز)
٦٠٠٥٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق عاصم بن حكيم-: ﴿إلا الذين ظلموا﴾ وقالوا: إن مع الله إلهًا آخر. وليس له نِدٌّ ولا شريك[[أخرجه يحيى بن سلّام ٢/٦٣٤.]]. (ز)
٦٠٠٥٣- عن مجاهد بن جبر: ﴿إلا الذين ظلموا﴾ مَن أقام على الشرك منهم ولم يؤمن[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٦٣٤.]]. (ز)
٦٠٠٥٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم﴾، قال: الذين قالوا: مع الله إله، أو له ولد، أو له شريك، أو يد الله مغلولة، أو الله فقير ونحن أغنياء، أو آذى محمدًا ﷺ، وهم أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ١٨/٤١٨، وإسحاق البستي في تفسيره ص٧١ بنحوه، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٧٠ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١١/٥٥٨)
٦٠٠٥٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم﴾، قال: لا تقاتلوا إلا مَن قاتل ولم يُعطِ الجزيةَ، ومَن أدّى منهم الجزية فلا تقولوا لهم إلا حسنًا[[أخرجه ابن جرير ١٨/٤١٨، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٩. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر. وأخرج سفيان الثوري أوله ص٢٣٥ من طريق خُصيف.]]. (١١/٥٥٨)
٦٠٠٥٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصيف- في قوله تعالى: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾، قال: كان ناسٌ مِن الأنصار يسترضعون لأولادهم في اليهود، فكانوا يجادلونهم، ويذكرون لهم الإسلام؛ فأنزل الله: ﴿لا إكراه في الدين﴾ [البقرة:٢٥٦][[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٨.]]. (ز)
٦٠٠٥٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾ قال: إن قالوا شرًّا فقولوا خيرًا، ﴿إلا الذين ظلموا منهم﴾ فانتَصِروا منهم[[أخرجه ابن جرير ١٨/٤١٨، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٩. وعزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١١/٥٥٨)
٦٠٠٥٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾، قال: نهى عن مجادلتهم في هذه الآية، ثم نسخ ذلك فقال: ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر﴾ [التوبة:٢٩][[عند ابن جرير ١٨/٤٢٠: قال: ثم نسخ بعد ذلك، فأمر بقتالهم في سورة براءة. دون ذكر الآية، وعند ابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٨ قال: نسختها ﴿فاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وجَدْتُمُوهُمْ﴾ [التوبة:٥].]]، ولا مجادلة أشد من السيف[[أخرجه يحيى بن سلّام ٢/٦٣٣، وابن جرير ١٨/٤٢٠، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٨. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف. وزاد يحيى بن سلّام ٢/٦٣٣ في أوله: ﴿إلا بالتي هي أحسن﴾، قال: أي: بكتاب الله. وزاد ابن جرير في آخره ١٨/٤٢٠: أن يقاتلوا حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله ﷺ، أو يُقِرُّوا بالخراج.]]. (١١/٥٥٩)
٦٠٠٥٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ: يعني: من آمن[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٦٣٤.]]. (ز)
٦٠٠٦٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تجادلوا﴾ يعني: النبي ﷺ وحده ﴿أهْلَ الكتاب﴾ ألبتة؛ يعني: مؤمنيهم عبد الله بن سلام وأصحابه، ﴿إلاَّ بالتي هِيَ أحْسَنُ﴾ فيها تقديم، يقول: جادلهم؛ قل لهم بالقرآن، وأخبرهم عن القرآن. نَسَخَتْها آيةُ السيف في براءة، فقال تعالى: ﴿قاتِلُواْ الذين لا يُؤْمِنُونَ بالله ولا باليوم الآخر﴾ [التوبة:٢٩][[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٨٥.]]. (ز)
٦٠٠٦١- عن سفيان بن حسين -من طريق عباد بن العوام- في قوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾، قال: التي هي أحسن ﴿وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون﴾، فهذه مجادلتهم بالتي هي أحسن[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٩.]]. (١١/٥٥٨)
٦٠٠٦٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾، قال: ليست بمنسوخة، لا ينبغي أن تُجادِل من آمن منهم، لعلهم يُحْدِثون شيئًا في كتاب الله لا تعلمه أنت، فلا تجادله، ولا ينبغي أن تجادل ﴿إلا الذين ظلموا﴾ المقيم منهم على دينه. فذلك الذي يُجادَل، ويقال له بالسيف. قال: وهؤلاء يهود. قال: ولم يكن بدار الهجرة من النصارى أحد، إنما كانوا يهودًا، هم الذي كلَّموا وحالفوا رسول الله ﷺ، وغدرت النضير يوم أحد، وغدرت قريظة يوم الأحزاب[[أخرجه ابن جرير ١٨/٤١٩، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٨ من طريق أصبغ بن الفرج. وفي تفسير الثعلبي ٧/٢٨٤: ﴿إلا الذين ظلموا منهم﴾ بالإقامة على كفرهم بعد قيام الحجة عليهم.]]. (ز)
٦٠٠٦٣- عن يحيى بن سلّام في قوله ﷿: ﴿إلا الذين ظلموا منهم﴾، قال بعضهم: مَن قاتلك ولم يعطك الجزية، يعني: [إذا] أُمر بجهادهم. وإنما أمر بجهادهم بالمدينة، وهذه الآية مكية[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦٣٣.]]٥٠٥٧. (ز)
﴿وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمۡ وَ ٰحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ٤٦﴾ - تفسير
٦٠٠٦٤- عن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «لا تُصَدِّقوا أهل الكتاب، ولا تُكَذِّبوهم، وقولوا ﴿آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون﴾»[[أخرجه البخاري ٦/٢٠ (٤٤٨٥)، ٩/١١١ (٧٣٦٢)، ٩/١٥٧-١٥٨ (٧٥٤٢)، وابن جرير ١٨/٤٢٢، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٧٠ (١٧٣٦٤)، وأورده الثعلبي ٧/٢٨٥.]]. (١١/٥٥٩)
٦٠٠٦٥- عن عطاء بن يسار، قال: كانت اليهود يُحَدِّثون أصحاب النبيَّ ﷺ، فيُسَبِّحون كأنهم يعجبون، فقال رسول الله ﷺ: «لا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، وقولوا: ﴿آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون﴾»[[أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٦/١١١ (١٠١٦١)، ١٠/٣١٢ (١٩٢١١)، وابن أبي شيبة ٥/٣١٣ (٢٦٤٢٢)، وابن جرير ١٨/٤٢٢، وابن أبي حاتم ١/٢٤٢ (١٢٩٨)، ٢/٦٩٧ (٣٧٨١) مرسلًا. وأورده الثعلبي ٧/٢٨٥.]]. (١١/٥٥٩)
٦٠٠٦٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- وفي قوله: ﴿وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم﴾، قال: لمن يقول هذا منهم، يعني: مَن لم يقل مع الله إله، أو له ولد، أو له شريك، أو يد الله مغلولة، أو الله فقير، وآذى محمدًا ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١٨/٤١٨، ٤١٩، ٤٢٣، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٧٠ بنحوه، وأخرج يحيى بن سلّام ٢/٦٣٤ نحوه من طريق ابن مجاهد. وعزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١١/٥٥٨)
٦٠٠٦٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقولوا﴾ لهم يعني: ظَلَمَة اليهود: ﴿آمَنّا بالذي أُنزِلَ إلَيْنا﴾ يعني: القرآن، ﴿وأُنزِلَ إلَيْكُمْ﴾ يعني: التوراة، وقولوا لهم: ﴿وإلهنا وإلهكم واحِدٌ﴾ ربنا وربكم واحد، ﴿ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ يعني: مخلصين بالتوحيد[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٨٥.]]. (ز)
﴿وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمۡ وَ ٰحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ٤٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٠٠٦٨- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء؛ فإنهم لن يَهْدُوكم وقد ضَلُّوا، إمّا أن تُصَدِّقوا بباطل، أو تُكَذِّبوا بحق، واللهِ، لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حَلَّ له إلا أن يتبعني»[[أخرجه أحمد ٢٢/٤٦٨ (١٤٦٣١)، والبزار -كما في كشف الأستار ١/٧٨-٧٩ (١٢٤)-. قال البزار: «لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد، وقد رواه سعيد بن زيد، عن مجالد». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ١/٤٥٨: «إسناد صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ١/١٧٣-١٧٤ (٨٠٨): «رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، وفيه مجالد بن سعيد، ضعَّفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ١/٢٤٨ (٣٧٦): «مجالد ضعيف». وقال ابن حجر في فتح الباري ١٣/٣٣٤: «ورجاله موثوقون، إلا أن في مجالد ضَعْفًا». وقال في موضع آخر منه ١٣/٥٢٥: «وفي سنده مجالد بن سعيد، وهو لين». وقال العيني في عمدة القاري ٢٥/٧٤: «ورجاله ثقات، إلا أن في مجالد ضعفًا». وقال المعلمي في الأنوار الكاشفة ص١٢٢-١٢٣: «هذا من رواية مجالد عن الشعبي عن جابر، ومجالد ليس بالقوي، وأحاديث الشعبي عن جابر أكثرها لم يسمعه الشعبي من جابر». وقال الألباني في الإرواء ٦/٣٤ (١٥٨٩): «حسن».]]. (١١/٥٦٠)
٦٠٠٦٩- عن أبي نملة الأنصاري: أنّ رجلًا من اليهود قال لجنازة: أنا أشهد أنها تتكلم. فقال رسول الله ﷺ: «إذا حدَّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله. فإن كان حقًّا لم تكذبوهم، وإن كان باطلًا لم تصدقوهم»[[أخرجه أحمد ٢٨/٤٦٠-٤٦٢ (١٧٢٢٥-١٧٢٢٦)، وأبو داود ٥/٤٨٧-٤٨٨ (٣٦٤٤)، وابن حبان ١٤/١٥١ (٦٢٥٧)، والثعلبي ٧/٢٨٥. قال ابن القطان في بيان الوهم ٤/٨٣ (١٥١٦): «فهذا الحديث كما ترى من الأفراد، لا يعرف راويه إلا فيه، ولا يعرف الحديث إلا به، ومقتضاه حكم من الأحكام، وأبو نملة معروف من الصحابة، واسمه: عمار بن معاذ بن زرارة، شهد بدرًا مع أبيه معاذ، ثم المشاهد بعدها، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان». وقال ابن كثير في تفسيره ٦/٢٨٤: «وأبو نملة هذا هو: عمارة. وقيل: عمار. وقيل: عمرو بن معاذ بن زرارة الأنصاري». وقال المناوي في الفتح السماوي ٢/٨٩٨-٨٩٩ (٧٧٩): «وأصله في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة مختصرًا». وأورده الألباني في الصحيحة ٦/٧١٢ (٢٨٠٠).]]. (١١/٥٦٠)
٦٠٠٧٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق القاسم بن عبد الرحمن- قال: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء؛ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، لتكذبوا بحق، وتصدقوا بباطل، فإن كنتم سائليهم لا محالة فانظروا ما واطَأَ كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (١٩٢١٢)، كذلك أخرجه ابن جرير ١٨/٤٢٣ من طريق حُريث بن ظُهير بنحوه.]]. (١١/٥٦٠)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.