الباحث القرآني
﴿وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَۘ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ﴾ - تفسير
٥٩٤٧١- قال مقاتل بن سليمان: فحذَّره الله ﷿ أن يَتَّبع دينهم، فقال سبحانه: ﴿ولا تدع﴾ يقول: ولا تعبد ﴿مع الله﴾ تعالى ﴿إلها آخر﴾ فإنّه واحد ليس معه شريك. ثم وحَّد نفسه جل جلاله فقال: ﴿لا إله إلا هو﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٦٠.]]. (ز)
﴿كُلُّ شَیۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ﴾ - نزول الآية
٥٩٤٧٢- عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا نزلت: ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ قيل: يا رسول الله، فما بال الملائكة؟ فنزلت: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ ...[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٥٢٥)
٥٩٤٧٣- عن عبد الملك ابن جريج، قال: لما نزلت: ﴿كل من عليها فان﴾ [الرحمن:٢٦] قالت الملائكة: هلك أهل الأرض. فلما نزلت: ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ [آل عمران:١٨٥، العنكبوت:٥٧] قالت الملائكة: هلك كل نفس. فلما نزلت: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ قالت الملائكة: هلك أهل السماء، وأهل الأرض[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٥٢٤)
﴿كُلُّ شَیۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ﴾ - تفسير الآية
٥٩٤٧٤- عن علي بن أبي طالب -من طريق الحسن، وسعيد بن جبير- أنّ رجلًا سأله شيئًا فلم يعطه، فقال: أسألك لوجه الله. فقال له عليٌّ: كذبتَ، ليس لوجه الله سألتني، إنّما وجه الله الحق، ألا ترى قوله ﷾: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إلّا وجْهَهُ﴾ يعني: الحق؟ ولكن سألتني بوجهك الخلق [[أخرجه الثعلبي ٧/٢٦٧.]]. (ز)
٥٩٤٧٥- عن عبد الله بن عباس، قال: لما نزلت: ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ قيل: يا رسول الله، فما بال الملائكة؟ فنزلت: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾. فبين في هذه الآية فناء الملائكة، والثقلين من الجن والإنس، وسائر عالم الله وبريته؛ من الطير، والوحش، والسباع، والأنعام، وكل ذي روح؛ أنه هالك ميت[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٥٢٥)
٥٩٤٧٦- عن عبد الله بن عباس: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ إلا ما يريد به وجهه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٥٢٥)
٥٩٤٧٧- عن عيسى المديني، قال: سمعت علي بن الحسين سأل كعب الأحبار عن قوله: ﴿فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله﴾ [الزمر:٦٨]، مَن الذين استثنى؟ قال: هم ثلاثة عشر: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وحملة العرش الثمانية، وملَك الموت، ورب العزة. فيأمر ملك الموت فيقبض فلانًا وفلانًا وحملة العرش حتى لا يبقى غيره، فيقول ربُّ العزة: مُت، يا ملك الموت. فيموت، فذلك قوله: ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ [الرحمن:٢٦-٢٧]. وذلك قوله: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة في العرش ص٤٠٢-٤٠٣ (٤٢)، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٢٨.]]. (ز)
٥٩٤٧٨- عن أبي العالية الرياحي، في قوله: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾، قال: إلا ما أُرِيدَ به وجهه[[تفسير الثعلبي ٧/٢٦٧، وتفسير البغوي ٦/٢٢٨.]]. (ز)
٥٩٤٧٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصيف- ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾، قال: إلّا ما أُرِيدَ به وجهه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠٢٨.]]. (١١/٥٢٥)
٥٩٤٨٠- عن مجاهد بن جبر، ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾، قال: إلا هو[[تفسير الثعلبي ٧/٢٦٧.]]. (ز)
٥٩٤٨١- عن الضحاك بن مزاحم: كلّ شيء هالك إلّا الله، والجنة، والنار، والعرش[[تفسير الثعلبي (ط دار التفسير) ٢٠/٥٢٤.]]. (ز)
٥٩٤٨٢- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿كل شيء هالك﴾ يعني: كل شيء من الحيوان ميت، ﴿إلا وجهه﴾ إلا الله؛ فإنّه لا يموت -تبارك وتعالى-[[علَّقه يحيى بن سلّام ٢/٦١٤.]]. (ز)
٥٩٤٨٣- عن [جعفر بن محمد] الصادق، قال: إلا دينه[[تفسير الثعلبي ٧/٢٦٧.]]. (ز)
٥٩٤٨٤- عن يحيى بن شبل، قال: كنت جالسًا عند مقاتل بن سليمان، فجاء شابٌّ، فسأله: ما تقول في قول الله تعالى: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾؟ قال: فقال مقاتل: هذا جهمي. قال: ما أدري ما جهم، إن كان عندك عِلم فيما أقول وإلا فقُل: لا أدري. فقال: ويحك، إنّ جهمًا -واللهِ- ما حجَّ هذا البيت، ولا جالس العلماء، إنما كان رجلًا أُعطي لسانًا. وقوله تعالى: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ إنما هو شيء في الروح[[كذا في المصدر، ويظهر أنها: فيه الروح، كما في تفسير مقاتل في قوله: كل شيء من الحيوان.]]، كما قال ههنا لملكة سبأ: ﴿وأوتيت من كل شيء﴾ [النمل:٢٣] لم تؤت إلا ملك بلادها، وكما قال: ﴿وآتيناه من كل شيء سببًا﴾ [الكهف:٨٤] لم يؤت إلا ما في يده من الملك. ولم يَدَعْ في القرآن «كل شيء، وكل شيء» إلا سَرَدَ علينا[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٠/١١٩.]]. (ز)
٥٩٤٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ يقول سبحانه: كل شيء من الحيوان ميت، ثم استثنى نفسَه جل جلاله بأنّه تعالى حيٌّ دائم لا يموت، فقال جل جلاله: ﴿إلا وجهه﴾ يعني: إلا هو[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٦٠.]]. (ز)
٥٩٤٨٦- عن مقاتل [بن حيان] -من طريق منصور بن الحميد- ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾: يعني: الحيوان خاصة مِن أهل السموات والملائكة، ومَن في الأرض، وجميع الحيوان، ثم تهلك السماء والأرض بعد ذلك، ولا تهلك الجنة والنار وما فيها، ولا العرش، ولا الكرسي[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠٢٨، والبيهقي (٦٨٩٤).]]. (١١/٥٢٥)
٥٩٤٨٧- عن سفيان الثوري، في قوله: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾، قال: إلا ما أريد به وجهه من الأعمال الصالحة[[تفسير سفيان الثوري ص٢٣٤، ومن طريق راويه أبي حذيفة النهدي أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٦٨٩٤)، كما أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠٢٨ من طريق عطاء بن مسلم الحلبي.]]٥٠١٦. (١١/٥٢٥)
٥٩٤٨٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه﴾ هو كقوله: ﴿ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ [الرحمن:٢٧][[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦١٤.]]٥٠١٧. (ز)
﴿لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ ٨٨﴾ - تفسير
٥٩٤٨٩- قال مقاتل بن سليمان: قوله ﴿له الحكم﴾ يعني: القضاء، ﴿وإليه ترجعون﴾ أحياء في الآخرة، فيجزيكم ﷿ بأعمالكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٦٠.]]. (ز)
٥٩٤٩٠- قال يحيى بن سلّام: ﴿له الحكم﴾ القضاء، ﴿وإليه ترجعون﴾ يوم القيامة[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦١٤.]]. (ز)
﴿لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ ٨٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٩٤٩١- عن عبادة بن الصامت -من طريق شهر بن حوشب- قال: يُجاء بالدنيا يوم القيامة، فيُقال: ميِّزوا ما كان لله منها. قال: فيماز ما كان لله منها، ثم يُؤمَر بسائرها فيُلقى في النار[[أخرجه الثعلبي ٧/٢٦٧.]]. (ز)
٥٩٤٩٢- عن عبد الله بن عمر: أنّه كان إذا أراد أن يتعاهد قلبَه يأتي الخرِبة، يقف على بابها، فينادي بصوت حزين: أين أهلُكِ؟ ثم يرجع إلى نفسه، فيقول: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر -كما في تفسير ابن كثير ٦/٢٧٢-.]]. (١١/٥٢٦)
٥٩٤٩٣- عن ثابت، قال: لَمّا مات موسى بن عمران ﵇ جالَتِ الملائكةُ في السموات، يقولون: مات موسى، فأيُّ نفس لا تموت![[أخرجه أحمد في الزهد ص٧٤.]]. (١١/٥٢٦)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.