الباحث القرآني
﴿حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَوۡا۟ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ﴾ - تفسير
٥٧٠٢١- عن كعب الأحبار -من طريق وهب بن منبه- قال: كان سليمان إذا ركب حمل أهله وخدمه وحشمه، وقد اتَّخذ مطابخ ومخابز يحمل فيها تنانير[[تنانِير: جمع تَنّور: وهو الذي يُطبخ فيه. العين للخليل (تنر).]] الحديد، وقُدور عظام، يَسَعُ كلُّ قِدْرٍ عشر جزائر[[جزائر: جمع جَزُور: وهو البعِير ذكرًا كان أو أنثى. النهاية (جزر).]]، وقد اتخذ ميادين للدواب أمامه، فيطبخ الطباخون، ويخبز الخبازون، وتجري الدواب بين يديه بين السماء والأرض، والريح تهوي بهم، فسار مِن إصْطَخر إلى اليمن، فسلك مدينة رسول الله ﷺ، فقال سليمان: هذه دارُ هجرة نبيٍّ في آخر الزمان، طوبى لِمَن آمن به، وطوبى لمن اتبعه. ورأى حول البيت أصنامًا تُعبَد من دون الله، فلما جاوز سليمان البيت بكى البيت، فأوحى الله إلى البيت: ما يبكيك؟ فقال: يا ربِّ، أبكاني أنّ هذا نبيٌّ مِن أنبيائك وقومٌ مِن أوليائك مرُّوا عَلَيَّ فلم يهبطوا، ولم يُصَلُّوا عندي، والأصنام تُعبَد حولي مِن دونك. فأوحى الله إليه: أن لا تبك، فإني سوف أملؤك وجوهًا سُجَّدًا، وأُنزِل فيك قرآنًا جديدًا، وأبعث منك نبيًّا في آخر الزمان، أحب أنبيائي إلَيَّ، وأجعل فيك عُمّارًا مِن خلقي يعبدونني، وأفرِض على عبادي فريضة يَذِفُّون[[الذَّف: الإسراع. النهاية (ذفف).]] إليك ذفيف النُّسور إلى وكرها، ويحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها، والحمامة إلى بيضتها، وأطهرك من الأوثان، وعبدة الشياطين. ثم مضى سليمان حتى مرَّ بوادي السُّدِّيّر؛ واد من الطائف، فأتى على وادي النمل. هكذا قال كعب: إنّه وادٍ بالطائف[[تفسير الثعلبي ٧/١٩٦، وتفسير البغوي ٦/١٥٠.]]. (ز)
٥٧٠٢٢- عن كعب الأحبار -من طريق وهب بن منبه- قال: إنّ سليمان كان إذا ركب حمل أهله وسار. [وذكر الحديث حتى قال]: ثم مضى سليمانُ حتى مرَّ بوادي النسرين من الطائف، فأتى على وادي النمل ...[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٢/٢٦٤-٢٦٦.]]. (ز)
٥٧٠٢٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿حتى إذا أتوا على وادي النمل﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّه وادٍ بأرض الشام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٥٧. وعلقه يحيى بن سلام ٢/٥٣٧.]]. (١١/٣٤٥)
٥٧٠٢٤- قال مقاتل بن سليمان: وقال ﷿: ﴿حتى إذا أتوا على واد النمل﴾ مِن أرض الشام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٩٩. ومثله في تفسير الثعلبي ٧/١٩٧، وتفسير البغوي ٦/١٥٠ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]٤٨٥٠. (ز)
﴿قَالَتۡ نَمۡلَةࣱ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُوا۟ مَسَـٰكِنَكُمۡ﴾ - تفسير
٥٧٠٢٥- عن كعب الأحبار -من طريق وهب بن منبه- قال: ... أتى على وادي النمل، فقالت نملة تسمى: جيرين، مِن قبيلة تسمى: الشيصبان، وكانت عرجاء تَتَكاوَس[[الكَوْسُ: المَشي على رِجْلٍ واحِدة، ومِن ذوات الأربع على ثلاث قوائم. لسان العرب (كوس).]]، وكانت مثل الذِّئب العظيم، فنادت النملة: ﴿يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون﴾، يعني: أنّ سليمان يفهم مقالتها، وكان لا يتكلم خَلْقٌ إلا حَمَلَتِ الريحُ ذلك، فألقته في مسامع سليمان ...[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٢/٢٦٤-٢٦٦.]]. (ز)
٥٧٠٢٦- عن نَوفٍ البِكالي -من طريق الأعمش، عن الحكم بن الوليد- قال: كان النمل في زمن سليمان بن داود أمثال الذباب. وفي لفظ: أمثال الذئاب[[أخرجه البخاري في تاريخه ١/٦٠، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٥٧. وأخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص٢٣٢ بلفظ: كانت النملة مثل الذيب من العِظَم، وابن جرير ١٨/٢٨ بلفظ: الذئاب. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]٤٨٥١. (١١/٣٤٥)
٥٧٠٢٧- عن عامر الشعبي -من طُرُق- قال: النملة التي فَقِهَ سليمانُ كلامَها كانت مِن الطير ذات جناحين، ولولا ذلك لم يعرف سليمانُ ما تقول[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٥٧.]]. (١١/٣٤٥)
٥٧٠٢٨- قال الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق أبي رَوْق-: كان اسم تلك النملة: طاحِية[[أخرجه الثعلبي ٧/١٩٧، وينظر: تفسير البغوي ٦/١٥١.]]. (ز)
٥٧٠٢٩- عن الحكم [بن عتيبة]، قال: كان النملُ في زمن سليمان أمثال الذباب[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٣٤٦)
٥٧٠٣٠- عن وهب بن مُنَبِّه، قال: أمر اللهُ الريحَ، قال: لا يتكلم أحدٌ مِن الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلا حَمَلَتْه فوَضَعَتْه في أُذُنِ سليمان بن داود، فبذلك سَمِع كلامَ النملة[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٣٤٦)
٥٧٠٣١- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: النملة من الطير[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٧٩، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٥٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٣٤٥)
٥٧٠٣٢- عن أبي رَوْق عطية بن الحارث الهمداني-من طريق ابنه-: كان اسم نملة سليمان: حرمى[[أخرجه الثعلبي ٧/١٩٧.]]. (ز)
٥٧٠٣٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قالت نملة﴾ واسمها: الجرمي: ﴿يا أيها النمل ادخلوا﴾ وهن خارجات، فقالت: ادخلوا ﴿مساكنكم﴾ يعني: بيوتكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٩٩. وبعضه في تفسير الثعلبي ٧/١٩٧، وتفسير البغوي ٦/١٥١ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]٤٨٥٢. (ز)
﴿لَا یَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَیۡمَـٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ ١٨﴾ - تفسير
٥٧٠٣٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لا يحطمنكم سليمان﴾ يعني: لا يهلكنكم سليمان ﴿وجنوده وهم لا يشعرون﴾ بهلاككم. فسمع سليمانُ قولَها مِن ثلاثة أميال، فانتهى إليها سليمانُ حين قالت: ﴿وهم لا يشعرون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٩٩. وبعضه في تفسير الثعلبي ٧/١٩٧، وتفسير البغوي ٦/١٥١ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
٥٧٠٣٥- عن هارون الأعور -من طريق النَّضر- قال: وزعموا: أنّ الحَطْمَ الغَشَيانُ، حطمتهم الخيل أي: غشيتهم[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٩.]]. (ز)
٥٧٠٣٦- قال يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده﴾: قال الله: ﴿وهم لا يشعرون﴾، أي: والنمل لا يشعُرْنَ أنّ سليمان يفهم كلامَهم[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٣٧.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.