الباحث القرآني
﴿فَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَىٰۤ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ﴾ - تفسير
٥٥٩٤٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق عمرو بن ميمون-: أنّ موسى حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون، فأمر بشاةٍ، فذُبِحَتْ، ثم قال: لا يُفرَغ مِن سلخها حتى يجتمع إلَيَّ ستمائة ألفٍ مِن القِبْط. فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر، فقال له: انفرِق. فقال له البحر: لقد استكبرتَ، يا موسى، وهل انفرقتُ لأحدٍ مِن ولد آدم؟! ومع موسى رجلٌ على حِصانٍ له، فقال: أين أُمِرْتَ، يا نبيَّ الله؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه؛ هذا البحر. فاقتحم فرسَه، فسبح به، ثم خرج، فقال: أين أمرت، يا نبي الله؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه. قال: واللهِ، ما كَذبت ولا كُذِبت. ثم اقتحم الثانية، فسبح، ثم خرج، ثم قال: أين أمرت، يا نبي الله؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه. فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر. فضربه موسى بعصاه، فانفلق، فكان فيه اثنا عشر طريقًا، لكل سبطٍ طريقٌ، يتراءون، فلما خرج أصحاب موسى وتَتامَّ أصحابُ فرعون التقى البحر عليهم، فأغرقهم، فما رُئِي سوادٌ أكثر مِن يومئذ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٤-٢٧٧٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٢٦٢)
٥٥٩٤١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: أوحى الله إلى موسى: أنِ اضرب بعصاك البحر. وأوحى إلى البحر: أنِ اسمع لموسى وأطِع إذا ضربك. فبات البحر له أفْكَلٌ -يعني: رعدةٌ-، لا يدري مِن أيِّ جوانبه يضربه، فقال يُوشَع لموسى: بماذا أُمِرْت؟ قال: أُمِرْتُ أن أضرب البحر. قال: فاضربه. فضرب موسى البحر بعصاه، فانفلق، فكان فيه اثنا عشر طريقًا، كل طريقٍ كالطَّود العظيم، فكان لكل سبطٍ منهم طريقٌ يأخذون فيه، فلمّا أخذوا في الطريق قال بعضُهم لبعضٍ: ما لنا لا نرى أصحابَنا. فقالوا لموسى: إنّ أصحابنا لا نراهم. قال: سيروا، فإنّهم على طريق مثل طريقكم. قالوا: لن نرضى حتى نراهم. قال موسى: اللهم، أعِنِّي على أخلاقهم السيئة. فأوحى الله إليه أن قُل بعصاك هكذا؛ وأومأ بيده يُديرها على البحر، قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا، فصار فيها كُوًى[[كُوىً: جمع كوَّة: وهي الخَرْق في الحائط، والثَّقْب في البيت ونحوه. اللسان (كوى).]]، ينظر بعضهم إلى بعض، فساروا حتى خرجوا من البحر[[أخرجه ابن جرير ١/٦٥٩-٦٦٠، وإسحاق البستي في تفسيره ص٥٣٤، وابن أبي حاتم ٥/١٥٥٢، ٨/٢٧٧٢ مختصرًا من طريق سعيد بن جبير.]]. (١١/٢٦٠)
٥٥٩٤٢- عن أبي مسعود الجريري، عن أبي السليل، عن قيس بن عُباد، قال: وكان من أكثر الناس، أو أحدث الناس، عن بني إسرائيل. قال: فحدَّثنا: أنّ الشِّرْذِمَة الذين سمّاهم فرعونُ مِن بني إسرائيل كانوا ستمائة ألف. قال: وكان مقدمة فرعون سبعمائة ألف، كل رجل منهم على حصان على رأسه بيضة، وفي يده حربة، وهو خلفهم في الدهم. فلما انتهى موسى ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنو إسرائيل: يا موسى، أين ما وعدتنا؟ هذا البحر بين أيدينا، وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا، فقال موسى للبحر: انفلق، أبا خالد. قال: لا، لن أنفلق لك، يا موسى، أنا أقدم منك خَلْقًا. قال: فنودي: ﴿أن اضرب بعصاك البحر﴾. فضربه، فانفلق البحر، وكانوا اثني عشر سبطًا -قال الجريري: فأحسبه قال: إنّه كان لكل سبط طريق- قال: فلمّا انتهى أول جنود فرعون إلى البحر هابت الخيل اللهب. قال: ومُثِّل لحصان منها فرس ودِيق، فوجد ريحها، فاشْتَدَّ، فاتبعه الخيل. قال: فلمّا تَتامَّ آخرُ جنود فرعون في البحر، وخرج آخرُ بني إسرائيل، أمر البحرَ، فانصفق عليهم، فقالت بنو إسرائيل: ما مات فرعونُ، وما كان ليموت أبدًا. فسمع اللهُ تكذيبَهم نبيَّه ﵇، قال: فرمى به على الساحل، كأنّه ثور أحمر، يتراءاه بنو إسرائيل[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٧٤، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٢-٢٧٧٣ مختصرًا.]]. (ز) (١١/٢٥٧)
٥٥٩٤٣- عن عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي -من طريق محمد بن كعب القرظي- قال: لقد ذُكر لي: أنّ فرعون خرج في طلب موسى ﵇ على سبعين ألفًا مِن دُهم الخيل، سوى ما في جنده من شبه الخيل.= (ز)
٥٥٩٤٤- قال ابن إسحاق: وخرج موسى ببني إسرائيل، حتى إذا قابله البحر لم يكن له عنه مُنصَرَف؛ طلع فرعون في جنوده من خلفهم، ﴿فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾ للنجاة، قد وعدني ذلك، ولا خُلْف لموعوده. فأوحى الله ﷿فيما ذُكِر لي- إلى البحر: إذا ضربك موسى بالعصاة فانفلِق. قال: فبات البحرُ يضرب بعضُه بعضًا فَرَقًا مِن الله ﷿، وانتظار ما أُمِر به، وأوحى الله ﷿ إلى موسى: ﴿أن اضرب بعصاك البحر﴾. فضربه بها، وفيها سلطان الله ﷿ الذي أعطاه، ﴿فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم﴾ عن يَبَسٍ من الأرض. يقول الله ﷿ لموسى: ﴿فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى﴾ [طه:٧٧]. فلما شق له البحر عن طريقٍ قاعهُ يبسٌ، تلا موسى ببني إسرائيل، فاتبعه فرعون وجنوده[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٤/٤٩٥-٤٩٦ (٢٤٦)-.]]. (ز)
٥٥٩٤٥- عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام: إنّ موسى لَمّا انتهى إلى البحر قال: يا مَن كان قبل كل شيء، والمُكَوِّن لكلِّ شيء، والكائن بعد كل شيء، اجعل لنا مخرجًا. فأوحى الله إليه: ﴿أن اضرب بعصاك البحر﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٧١.]]. (١١/٢٥٧)
٥٥٩٤٦- عن عبد الملك ابن جُرَيْج= (ز)
٥٥٩٤٧- وأبي بكر بن عبد الله، وغيرهما -من طريق حجاج- قالوا: لَمّا انتهى موسى إلى البحر، وهاجت الريح، والبحر يرمي بتياره، ويموج مثل الجبال، وقد أوحى الله إلى البحر: أن لا ينفلق حتى يضربه موسى بالعصا. فقال له يوشع: يا كليم الله، أين أُمِرْت؟ قال: ههنا. قال: فجاز البحرَ ما يواري حافره الماء، فذهب القوم يصنعون مثل ذلك، فلم يقدروا، وقال له الذي يكتم إيمانه: يا كليم الله، أين أُمِرْتَ؟ قال: ههنا، فكبح فرسَه بلجامه حتى طار الزَّبَد مِن شدقيه، ثم قحمه البحر، فأرسب في الماء، فأوحى الله إلى موسى: أنِ اضرب بعصاك البحر. فضرب بعصاه موسى البحر، فانفلق، فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتل سرجه ولا لِبْدُه[[اللبد: ما يُفرش على ظهر الدابة. اللسان (لبد).]][[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٨٣.]]. (ز)
٥٥٩٤٨- قال مقاتل بن سليمان: فلمّا صار موسى إلى البحر أوحى الله ﷿ إليه، ﴿فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر﴾، فجاءه جبريل ﵇، فقال: اضرب بعصاك البحر. فضربه بعصاه في أربع ساعات من النهار، ﴿فانفلق﴾ البحر، فانشق الماء اثني عشر طريقًا يابِسًا، كل طريق طوله فرسخان، وعرضه فرسخان، وقام الماء؛ عن يمين الماء، وعن يساره، كالجبل العظيم، فذلك قوله ﷿: ﴿فكان كل فرق كالطود العظيم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٦٧.]]. (ز)
٥٥٩٤٩- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: أوحى الله -فيما ذُكِر- إلى البحر: إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له. قال: فبات البحر يضرب بعضه بعضًا فرقًا مِن الله، وانتظار أمره، وأوحى الله إلى موسى: أن أضرب بعصاك البحر. فضربه بها، وفيها سلطان الله الذي أعطاه، فانفلق[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٨٢.]]. (ز)
٥٥٩٥٠- قال يحيى بن سلّام: قوله ﷿: ﴿فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر﴾ جاءه جبريل على فرس، فأمره أن يضرب البحر بعصاه، فضربه موسى بعصاه، ﴿فانفلق﴾ البحرُ[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٠٦.]]٤٧٩٨. (ز)
﴿فَكَانَ كُلُّ فِرۡقࣲ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِیمِ ٦٣﴾ - تفسير
٥٥٩٥١- عن عبد الله بن مسعود، في قوله: ﴿كالطود﴾، قال: كالجبل[[علَّقه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (١١/٢٥٦)
٥٥٩٥٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿كالطود﴾، قال: كالجبل[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٨٤-٥٨٥، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٣. وعلَّقه البخاري ٤/١٧٨٦. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ٨/٤٩٧: «وقع هذا لأبي ذرٍّ منسوبًا إلى ابن عباس، ولغيره منسوبًا إلى مجاهد، والأول أظهر، ووصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وزاد: على نشز من الأرض».]]. (١١/٢٥٦)
٥٥٩٥٣- عن ابن عباد[[لعله: قيس بن عُباد، المتقدم تفسيره في الآية السابقة.]] -من طريق عكرمة- قال: أوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر. فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم، قال: فضرب، فصار اثني عشر طريقًا، وكانوا اثني عشر سبط، لكل سبط طريق[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٣.]]. (ز)
٥٥٩٥٤- عن عبيد، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: ﴿كالطود العظيم﴾، قال: كالجبل العظيم[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٨٥، وإسحاق البستي في تفسيره ص٥٣٥. وعلقه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٣.]]. (ز)
٥٥٩٥٥- عن عمرو بن ميمون الأودي -من طريق أبي إسحاق الهمداني- في قوله ﷿: ﴿فكان كل فرق كالطود العظيم﴾: مثل النخلة، لا يتحرك، فسار موسى ومَن معه، واتبعهم فرعون في طريقهم حتى أنهم تتامُّوا فيه أطبقت عليهم، فلذلك قال: ﴿وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون﴾ [البقرة:٥٠][[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦١/٨٠.]]. (ز)
٥٥٩٥٦- عن قتادة بن دعامة، قال: الطود: الجبل[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٥٠٦، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢٥٦)
٥٥٩٥٧- عن محمد بن كعب القرظي= (ز)
٥٥٩٥٨- وعبد الله بن عبيد، مثل ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٣، ولعل المراد: عبد الله بن عبيد بن عمير.]]. (ز)
٥٥٩٥٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم﴾، يقول: كالجبل العظيم، فدخل بنو إسرائيل، وكان في البحر اثنا عشر طريقًا، في كل طريق سبط، وكان الطريق كما إذا انفلقت الجِدْران، فقال كل سِبْط: قد قُتِل أصحابُنا. فلمّا رأى ذلك موسى دعا الله ﷿، فجعلها لهم قناطرَ[[قَناطِر: جمع قَنطَرة: الجِسْر يُبْنى بالآجُرّ أو بالحجارة على الماء يُعْبَرُ عليه. اللسان (قنطر).]]، كهيئةِ الطِّيقان، فنظر آخرُهم إلى أولهم، حتى خرجوا جميعًا[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٨٣-٥٨٤، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٣.]]. (١١/٢٤٦)
٥٥٩٦٠- عن عطاء الخراساني -من طريق ابنه عثمان- قال: وأما ﴿كالطود العظيم﴾: الفسح العظيم بين الجبلين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٤.]]. (ز)
٥٥٩٦١- عن عبد الملك ابن جُرَيْج= (ز)
٥٥٩٦٢- وأبي بكر بن عبد الله، وغيرهما -من طريق حجاج- قالوا: انفلق البحر، فكان كل فِرْق كالطود العظيم، اثنا عشر طريقًا، في كل طريق سبط، وكان بنو إسرائيل اثني عشر سبطًا، وكانت الطرق بجدران، فقال كل سبط: قد قُتِل أصحابنا. فلمّا رأى ذلك موسى دعا الله، فجعلها لهم بقناطر كهيئة الطِّيقان، ينظر بعضهم إلى بعض، وعلى أرض يابسة، كأنّ الماء لم يُصِبها قطُّ، حتى عبر[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٨٤.]]. (ز)
٥٥٩٦٣- قال مقاتل بن سليمان: قوله ﷿: ﴿فكان كل فرق كالطود العظيم﴾، يعني: كالجبلين المقابلين، كل واحد منهما على الآخر، وفيهما كُوًى مِن طريق إلى طريق لينظر بعضهم إلى بعض إذا ساروا فيه؛ ليكون آنس لهم إذا نظر بعضهم إلى بعض، فسلك كل سبط مِن بني إسرائيل في طريق لا يخالطهم أحدٌ مِن غيرهم، وكانوا اثني عشر سِبْطًا، فساروا في اثني عشر طريقًا، فقطعوا البحر، وهو نهر النيل بين أيْلَة ومصر، نصف النهار، في ست ساعات من النهار يوم الاثنين، وهو يوم العاشر من المحرم، فصام موسى ﵇ يوم العاشر شُكرًا لله ﷿ حين أنجاه الله ﷿، وأغرق عدوه فرعون، فمِن ثَمَّ تصومه اليهود، وسار فرعون وقومه في تمام ثمانية ساعات، فلمّا توسطوا البحرَ تَفَرَّقَتِ الطُّرُق عليهم، فأغرقهم الله ﷿ أجمعين، فذاك قوله تعالى: ﴿وأزلفنا ثم الآخرين﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٦٧.]]. (ز)
٥٥٩٦٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿فكان كل فرق كالطود العظيم﴾: أي: كالجبل على نَشَز من الأرض. يقول ﷿ لموسى: ﴿اضرب لهم طريقًا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى﴾ [طه:٧٧]. فلما أسفر له البحر عن طريقٍ قائمةٍ يبسٍ سلك فيه موسى ببني إسرائيل، واتبعه فرعون بجنوده[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٨٤ مختصرًا، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٧٣.]]. (ز)
٥٥٩٦٥- قال يحيى بن سلّام: أي: كالجبل العظيم، صار اثني عشر طريقًا، لكل سبط طريق، وصار ما بين كل طريقين منه مثل القناطر، ينظر بعضهم إلى بعض[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٠٦.]]. (ز)
﴿فَكَانَ كُلُّ فِرۡقࣲ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِیمِ ٦٣﴾ - آثار متعلقة بالآيات
٥٥٩٦٦- عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أُعَلِّمك الكلماتِ التي قالَهُنَّ موسى حين انفلق البحر؟». قلت: بلى. قال: «اللهم، لك الحمد، وإليك المشتكى، وبك المستغاث، وأنت المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله». قال ابن مسعود: فما تركتهن منذ سمعتهنَّ مِن النبي ﷺ[[أخرجه الخرائطي في فضيلة الشكر ص٣٧ (١١)، والطبراني في الأوسط ٣/٣٥٦-٣٥٧ (٣٣٩٤). قال الطبراني: «لم يروِ هذا الحديثَ عن الأعمش إلا وكيع، ولا عن وكيع إلا زكريا، تفرَّد به جعفر، ولا يُروى عن رسول الله ﷺ إلا بهذا الإسناد». وقال البيهقي في الدعوات الكبير ١/٣٥٤ (٢٦٤): «تفرَّد به عبد الله بن نافع هذا، وليس بالقوي». وقال المنذري في الترغيب ٢/٣٨٥: «رواه الطبراني في الصغير، بإسناد جيد». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/١٨٣ (١٧٤٢٧): «رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وفيه مَن لم أعرفهم».]]. (١١/٢٥٧)
٥٥٩٦٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران- قال: كتب صاحبُ الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو؟ والثاني، والثالث، والرابع؟ وعن أكرم الخلق على الله، وأكرم الإماء على الله، وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رَحِم، وعن قبر سار بصاحبه، وعن المجرة، وعن القوس، وعن مكان طلعت فيه الشمسُ لم تطلع قبل ذلك ولا بعده. فلمّا قرأ معاوية الكتاب قال: أخزاه الله، وما علمي بما ههنا! فقيل له: اكتب إلى ابن عباس، فسَلْه. فكتب إليه يسأله، فكتب إليه ابن عباس: إنّ أفضل الكلام لا إله إلا الله؛ كلمة الإخلاص، لا يُقبَل عمل إلا بها، والتي تليها سبحان الله وبحمده؛ أحب الكلام إلى الله، والتي تليها الحمد لله؛ كلمة الشكر، والتي تليها الله أكبر؛ فاتحة الصلوات والركوع والسجود، وأكرم الخلق على الله آدم ﵇، وأكرم إماء الله مريم، وأَمّا الأربعة الذين لم يركضوا في رحم فآدم، وحواء، والكبش الذي فدى به إسماعيل، وعصا موسى؛ حيث ألقاها فصار ثعبانًا مبينًا، وأَمّا القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس، وأما المجرة فباب السماء، وأما القوس فإنها أمان لأهل الأرض مِن الغرق بعد قوم نوح، وأما المكان الذي طلعت فيه الشمسُ لم تطلع قبله ولا بعده فالمكان الذي انفرج مِن البحر لبني إسرائيل. فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم، فقال: لقد علمتُ أنّ معاوية لم يكن له بهذا علم، وما أصاب هذا إلا رجل مِن أهل بيت النبوة[[أخرجه ابن عبد البر في التمهيد ٦/٤٩. وعزاه السيوطي إلى أبي العباس محمد بن إسحاق السراج في تاريخه.]]. (١١/٢٥٨)
٥٥٩٦٨- عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر بن أبي المغيرة- قال: كان البحرُ ساكنًا لا يتحرك، فلمّا كان ليلةَ ضربه موسى بالعصا صار يَمُدُّ ويَجْزُرُ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٧١.]]. (١١/٢٥٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.