الباحث القرآني
﴿وَأَنذِرۡ عَشِیرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِینَ ٢١٤﴾ - قراءات
٥٦٦٣١- عن عمرو بن مُرَّة -من طريق جرير- أنّه كان يقرأ: (وأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ورَهْطَكَ مِنهُمُ المُخْلَصِينَ)[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٦١. وهي قراءة شاذة.]]. (١١/٣١٢)
﴿وَأَنذِرۡ عَشِیرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِینَ ٢١٤﴾ - نزول الآية
٥٦٦٣٢- عن أبي هريرة، قال: لَمّا أُنزِلَت هذه الآية: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ دعا رسولُ الله ﷺ قريشًا، فاجتمعوا، فعَمَّ وخَصَّ، فقال: «يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا، غير أنّ لكم رحمًا سأبُلُّها بِبِلالِها[[أي: أصِلكم في الدنيا، ولا أُغنِي عنكم من اللَّه شيئًا. والبِلال جمع بَلَل. وقيل: هو كل ما بلَّ الحلق من ماء أو لبن أو غيره. النهاية (بلل).]]»[[أخرجه البخاري ٤/٦-٧ (٢٧٥٣)، ٦/١١١-١١٢ (٤٧٧١) بنحوه، ومسلم ١/١٩٢ (٢٠٤) واللفظ له، وابن جرير ١٧/٦٥٦-٦٥٧، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٢٥ (١٦٠١٢)، ٩/٢٨٢٦ (١٦٠١٤).]]. (١١/٣٠٣)
٥٦٦٣٣- عن عائشة، قالت: لَمّا نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ قام رسول الله ﷺ، فقال: «يا فاطمة ابنة محمد، يا صفية ابنة عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم مِن الله شيئًا، سلوني مِن مالي ما شئتم»[[أخرجه مسلم ١/١٩٢ (٢٠٥)، وابن جرير ١٧/٦٥٤، وأخرجه ابن جرير ١٧/٦٥٥ عن عروة بن الزبير مرسلًا مثله. وقد أورد السيوطي مرسل عروة أيضًا.]]. (١١/ ٣٠٣)
٥٦٦٣٤- عن قبيصة بن مخارق، وزهير بن عمرو، قالا: لَمّا نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ انطلق رسول الله ﷺ إلى رَضْمَةٍ[[الرَّضْمَة: واحدة الرَّضم والرِّضام، وهي دون الهِضاب. النهاية (رضم).]] مِن جبل، فعلا أعلاها حجرًا، ثم قال: «يا بني عبد مَنافاه، إني نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يَرْبَأ[[رَبَأ القومَ يَرْبَؤهم: اطَّلَعَ لهم على شَرَف. النهاية (ربأ).]] أهله، فخشي أن يسبقوه إلى أهله، فجعل يهتف: يا صباحاه يا صباحاه، أُتيتُم، أُتيتُم»[[أخرجه مسلم ١/١٩٣ (٢٠٧)، والطبراني في الكبير ٥/٢٧٢ (٥٣٠٥)، وابن جرير ١٧/٦٥٧-٦٥٨، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٢٥-٢٨٢٦ (١٦٠١٣).]]. (١١/٣٠٤)
٥٦٦٣٥- عن أبي موسى الأشعري، قال: لَمّا نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ وضع رسول الله ﷺ إصبعيه في أذنيه، ورفع صوته، وقال: «يا بني عبد مناف، يا صباحاه»[[أخرجه الترمذي ٥/٤٠٧ (٣٤٦٣)، وابن حبان ١٤/٤٨٨ (٦٥٥١)، وابن جرير ١٧/٦٥٨. قال الترمذي: «هذا حديث غريب مِن هذا الوجه، وقد رواه بعضهم عن عوف، عن قسامة بن زهير، عن النبي ﷺ مرسلًا، ولم يذكروا فيه عن أبي موسى، وهو أصح».]]. (١١/٣٠٥)
٥٦٦٣٦- عن أنس بن مالك، قال: لَمّا نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ بكى رسول الله ﷺ، ثم جمع أهله، فقال: «يا بني عبد مناف، أنقِذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار». ثم التفت إلى فاطمة فقال: «يا فاطمة بنت محمد، أنقذي نفسك من النار؛ فإنِّي لا أُغْني عنكم مِن الله شيئًا، غير أنّ لكم رحمًا سأبُلُّها بِبِلالِها»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٣٠٥)
٥٦٦٣٧- عن البراء بن عازب، قال: لَمّا نزلت على النبي ﷺ: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ صعد النبي ﷺ ربوة مِن جبل، فنادى: «يا صباحاه». فاجتمعوا، فحذَّرهم وأنذرهم، ثم قال: «لا أملك لكم من الله شيئًا، يا فاطمة بنت محمد، أنقذي نفسك مِن النار، فإني لا أملك مِن الله شيئًا»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٣٠٥)
٥٦٦٣٨- عن الزبير بن العوام، قال: لما نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ صاح على أبي قبيس: «يا آل عبد مناف، إني نذير». فجاءته قريشٌ، فحذَّرهم، وأنذرهم[[أخرجه أبو يعلى في مسنده ٢/٤٠ (٦٧٩) مطولًا. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال الهيثمي في المجمع ٧/٨٥ (١١٢٤٥): «رواه أبو يعلى، من طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي، عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم، وكلاهما وُثِّق، وقد ضعَّفهما الجمهور». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٧/١١٥-١١٦ (٦٤٨٩): «هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بعض رواته».]]. (١١/٣٠٦)
٥٦٦٣٩- عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ جعل يدعوهم قبائل قبائل[[أخرجه البخاري ٤/١٨٤-١٨٥.]]. (١١/٣٠٦)
٥٦٦٤٠- عن عبد الله بن عباس، قال: لما نزلت: (وأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ورَهْطَكَ مِنهُمُ المُخْلَصِينَ)؛ خرج النبي ﷺ حتى صعد على الصفا، فنادى: «يا صباحاه». فقالوا: مَن هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد. فاجتمعوا إليه، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: «أرأيتُكم لو أخبرتكم أنّ خيلًا بالوادي تريد أن تُغِير عليكم، أكنتم مُصَدِّقِيَّ؟». قالوا: نعم، ما جَرَّبنا عليك إلا صِدقًا. قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟! فنزلت: ﴿تبت يدا أبي لهب وتب﴾[[أخرجه البخاري ٦/١١١ (٤٧٧٠)، ٦/١٢٢ (٤٨٠١)، ٦/١٧٩-١٨٠ (٤٩٧١، ٤٩٧٢)، ومسلم ١/١٩٣ (٢٠٨)، وابن جرير ١٧/٦٥٩-٦٦٠، ٢٤/٧١٥-٧١٦، وابن أبي حاتم ١/٢١٦-٢١٧ (١١٥٠)، ٦/١٩٩٦ (١٠٦٣٦)، ٩/٢٨٢٥ (١٦٠١١)، ٩/٣٠٧٢ (١٧٣٧٩)، والثعلبي ٧/١٨٢-١٨٣، ١٠/٣٢٣.]]. (١١/٣٠٦)
٥٦٦٤١- عن أبي أُمامة، قال: لَمّا نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ جمع رسول الله ﷺ بني هاشم، فأجلسهم على الباب، وجمع نساءَه وأهله، فأجلسهم في البيت، ثم اطَّلع عليهم، فقال: «يا بني هاشم، اشتروا أنفسكم مِن النار، واسْعَوْا في فكاك رقابكم، وافْتَكُّوا أنفسكم من الله، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا». ثم أقبل على أهل بيته، فقال: «يا عائشة بنت أبي بكر، ويا حفصة بنت عمر، ويا أم سلمة، ويا فاطمة بنت محمد، ويا أم الزبير عمة رسول الله، اشتروا أنفسكم مِن الله، واسْعَوْا في فكاك رقابكم، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا، ولا أغني». فبكت عائشة، وقالت: وهل يكون ذلك يوم لا تغني عنّا شيئًا؟ قال: «نعم، في ثلاثة مواطن؛ يقول الله: ﴿ونضع الموازين القسط ليوم القيامة﴾ الآيتين [الأنبياء:٤٧]، فعند ذلك لا أُغني عنكم مِن الله شيئًا، ولا أملك لكم مِن الله شيئًا، وعند النور، مَن شاء الله أتمَّ له نورَه، ومَن شاء أكَبَّه في الظُّلمات يغمه فيها، فلا أملك لكم من الله شيئًا، ولا أغني عنكم من الله شيئًا، وعند الصراط، مَن شاء الله سلَّمه، ومَن شاء أجازه، ومَن شاء كبكبه في النار». قالت عائشة: قد علمنا الموازين، هي الكَفَّتان، فيُوضَع في هذه اليسرى، فترجح إحداهما وتخف الأخرى، وقد علمنا ما النور والظلمة، فما الصراط؟ قال: «طريق بين الجنة والنار، يجوز الناس عليها، وهو مثل حدِّ الموسى، والملائكة صافَّة يمينًا وشمالًا، يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السَّعْدان، وهم يقولون: ربِّ، سَلِّمْ، سَلِّمْ. وأفئدتهم هواء، فمَن شاء الله سلَّمه، ومَن شاء كبكبه فيها»[[أخرجه الآجري في الشريعة ٣/١٣٣٧-١٣٣٩ (٩٠٧)، والطبراني في الكبير ٨/٢٢٥ (٧٨٩٠). قال الهيثمي في المجمع ٧/٨٥-٨٦ (١١٢٤٦): «رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو متروك».]]. (١١/٣٠٨)
٥٦٦٤٢- عن علي بن أبي طالب -من طريق عباد بن عبد الله- قال: لَمّا نزلت هذه الآية على رسول الله ﷺ: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ دعاني رسول الله ﷺ، فقال: «يا عليُّ، إنّ الله أمرني أن أُنذِر عشيرتي الأقربين، فضِقت ذَرْعًا، وعرفت أنِّي مهما أُبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فَصَمَتُّ عليها حتى جاء جبريل، فقال: يا محمد، إنّك إن لم تفعل ما تُؤمَر به يعذبْك ربُّك. فاصنع لي صاعًا مِن طعام، واجعل عليه رِجْل شاة، واجعل لنا عُسًّا[[العُسّ: القَدَح الكبير. النهاية (عسس).]] مِن لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم، وأُبَلِّغ ما أُمرتُ به». ففعلتُ ما أمرني به، ثم دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلًا، يزيدون رجلًا أو ينقصونه، فيهم أعمامه؛ أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب. فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعتُ لهم، فجئتُ به، فلما وضعتُه تناول النَّبي ﷺ حِذْيةً[[حِذْية: قطعة. النهاية (حذا).]] مِن اللحم، فشقَّها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: «كلوا بسم الله». فأكل القومُ حتى تهلوا عنه، ما نرى إلا آثارَ أصابعهم، واللهِ، إن كان الرجل الواحد منهم لَيأكل مثل ما قدمتُ لجميعهم، ثم قال: «اسقِ القوم، يا علي». فجئتهم بذلك العُسّ، فشربوا منه حتى رَوَوْا جميعًا، وايمُ الله، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما أراد النبيُّ ﷺ أن يكلمهم بَدَرَه أبو لهب إلى الكلام، فقال: لقد سحركم صاحبُكم. فتفرَّق القوم، ولم يكلمهم النبي ﷺ، فلما كان الغد، قال: «يا عليُّ، إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعتَ مِن القول، فتفرَّق القومُ قبل أن أكلمهم، فعُد لنا بمثل الذي صنعت بالأمس مِن الطعام والشراب، ثم اجمعهم لي». ففعلتُ، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام، فقرَّبته، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا، ثم تكلَّم النبي ﷺ، فقال: «يا بني عبد المطلب، إنِّي -واللهِ- ما أعلم شابًّا في العرب جاء قومه بأفضلَ مِمّا جئتُكم به، إنِّي قد جئتُكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيُّكم يؤازِرني على أمري هذا؟». فقلتُ وأنا أحدثهم سِنًّا: أنا. فقام القوم يضحكون[[أخرجه أحمد ٢/٢٢٥ (٨٨٣)، والبزار في مسنده ٣/١٩ (٧٦٦) مختصرًا. قال البزار: «هكذا رواه شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد، عن علي بن أبي طالب ﵁، عن النبي ﷺ». وقال ابن كثير في تفسيره ٦/١٧٠: «تفرَّد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم أبي مريم، وهو متروك كذاب شيعي، اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعَّفه الأئمة». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٣٠٣ (١٤١١٠): «رواه البزار ... وأحمد باختصار، والطبراني في الأوسط باختصار أيضًا، ورجال أحمد وأحد إسنادي البزار رجال الصحيح، غير شريك وهو ثقة».]]. (١١/٣٠٩)
٥٦٦٤٣- عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي بن أبي طالب، قال: لَمّا نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ دعا رسولُ الله ﷺ رِجالًا مِن أهل بيته، إن كان الرهطُ منهم لَآكلًا الجذعة، وإن كان لَشاربًا فرقًا، فقدم إليهم رِجل -يعني- شاة، فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال: «عليٌّ يَقْضِي دينِي، ويُنجِز مَوْعِدي»[[أخرجه أحمد ٢/٢٢٥ (٨٨٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٢/٤٧ واللفظ له. قال الهيثمي في المجمع ٩/١١٣ (١٤٦٦٥): «رواه أحمد، وإسناده جيد».]]. (ز)
٥٦٦٤٤- عن البراء بن عازب، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ جمع رسول الله ﷺ بني عبد المطلب، وهم يومئذ أربعون رجلًا، منهم العشرة يأكلون المُسِنَّة، ويشربون العُسّ، فأمر عليًّا برِجل شاة، فصنعها لهم، ثم قرَّبها إلى رسول الله ﷺ، فأخذ منها بضعة، فأكل منها، ثم تتبع بها جوانب القَصْعَة، ثم قال: «ادنوا بسم الله». فدنا القوم عشرةً عشرةً، فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعْب مِن لبن، فجرع منها جرعة، فناولهم، فقال: «اشربوا باسم الله». فشربوا حتى رَوَوْا عن آخرهم، فقطع كلامَهم رجلٌ، فقال: لَهَدَّ ما سحركم مثل هذا الرجل! فأسكت النبيُّ ﷺ يومئذ، فلم يتكلم، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب، ثم بدرهم بالكلام، فقال: «يا بني عبد المطلب، إنِّي أنا النذير إليكم مِن الله والبشير، قد جئتكم بما لم يجئ به أحدٌ؛ جئتكم بالدنيا والآخرة، فأسلِموا تسلموا، وأطيعوا تهتدوا»[[أخرجه الثعلبي ٧/١٨٢. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه صباح بن يحيى المزني، قال عنه الذهبي في الميزان ٢/٣٠٦ (٣٨٥٠): «متروك، بل متهم». وفيه أيضًا زكريا بن ميسرة البصري؛ قال عنه ابن حجر في التقريب (٢٠٢٧): «مستور».]]. (١١/٣١١)
٥٦٦٤٥- عن عكرمة مولى ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ قال: «يا بني هاشم، ويا صفية عمة رسول الله، إنِّي لا أُغني عنكم مِن الله شيئًا، إيّاكم أن يأتينَّ الناسَ يحملون الآخرة، وتأتون أنتم تحملون الدنيا، وإنّكم ترِدون على الحوض ذات الشمال وذات اليمين، فيقول القائل منكم: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان. فأعرف الحسب، وأُنكِر الوصف، فإيّاكم أن يأتي أحدكم يوم القيامة وهو يحمل على ظهره فرسًا ذات حَمْحَمَة[[الحَمْحَمَة: صوت الفرس دون الصَّهيل. النهاية (حمحم).]]، أو بعيرًا له رغاء، أو شاة لها ثُغاء، أو يحمل قَشْعًا مِن أدَمٍ[[قَشَعًا من أدَمٍ: جِلدًا يابِسًا. النهاية (قشع).]]، فيختلجون مِن دوني، ويُقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأطيبوا نفسي، وإياكم أن ترجعوا القَهْقَرى مِن بعدي». قال عكرمة: إنّما قال لهم رسول الله ﷺ هذا القول حيث أنزل الله عليه: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مرسلًا.]]. (١١/٣٠٨)
٥٦٦٤٦- عن الحسن البصري -من طريق عمرو بن عبيد- قال: لَمّا نزلت هذه الآية على رسول الله ﷺ: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾؛ قام رسول الله ﷺ بالأَبْطَح، ثم قال: «يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف، يا بني قصي -قال: ثم فخَّذ قريشًا قبيلة قبيلة، حتى مرَّ على آخرهم-، إنِّي أدعوكم إلى الله، وأُنذركم عذابَه»[[أخرجه ابن جرير في تاريخه ٢/٣٢٢، وفي تفسيره ١٧/٦٦٣ مرسلًا.]]. (ز)
٥٦٦٤٧- عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- في قوله: ﴿فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون﴾، قال: إنّ هذه الآية لَمّا نزلت دعا رسولُ الله ﷺ عشيرته بطنًا بطنًا، حتى انتهى إلى بني عبد المطلب، فقال: «يا بني عبد المطلب، إنِّي رسول الله إليكم، لي عملي ولكم أعمالكم، إنِّي لا أملك لكم مِن الله شيئًا، إنما أوليائي منكم المتقون، ألا لا أعرِفَنَّكم تأتونني تحملون الدنيا على رِقابكم، ويأتيني الناس يحملون الآخرة»[[أخرجه يحيى بن سلّام ٢/٥٢٨ مرسلًا.]]. (ز)
٥٦٦٤٨- عن قتادة -من طريق معمر- ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ نادى على الصفا بأفخاذ عشيرته فخذًا فخذًا، يدعوهم إلى الله، فقال في ذلك المشركون: لقد بات هذا الرجلُ يُهَوِّتُ[[يُهَوِّت: ينادي عشيرته. النهاية (هوت).]] منذ الليلة. قال: وقال الحسن: جمع نبيُّ الله ﷺ أهلَ بيته قبل موته، فقال: «ألا إنّ لي عملي ولكم عملكم، ألا إنِّي لا أُغني عنكم مِن الله شيئًا، ألا إنّ أوليائي منكم المتقون، ألا لا أعرفِنَّكم يوم القيامة تأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم، ويأتي الناس يحملون الآخرة، يا صفية بنت عبد المطلب، يا فاطمة بنت محمد، اعملا؛ فإنِّي لا أُغني عنكما مِن الله شيئًا»[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مرسلًا.]]. (١١/٣٠٧)
٥٦٦٤٩- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق عقيل-: أنّ رسول الله ﷺ لَمّا أُنزِل عليه: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ جمع قريشًا، ثم أتاهم، فقال لهم: «هل فيكم غريب؟». فقالوا: لا، إلّا ابن أُختٍ لنا لا نراه إلا مِنّا. قال: «إنه منكم». فوعظهم رسول الله ﷺ، ثم قال لهم في آخر كلامه: «لا أعرِفَنَّ ما ورد على الناس يوم القيامة يسوقون الآخرة، وجئتم إلَيَّ تسوقون الدنيا»[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٥٦ مرسلًا.]]. (ز)
٥٦٦٥٠- عن محمد بن سليم المرادي، عن خالد بن أبي عمران: أنّه حين نزلت هذه الآية: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ أنزلت عليه بسَحَرٍ، فنادى بأعلى صوته: «يا قصي، يا آل عبد مناف، يا آل هاشم، يا آل عبد المطلب، النجا، النجا، صُبّحتم صُبّحتم». فأتوه خائفين عليه، فلما اجتمعوا، قال: «إنّما مَثَلي مَثَلُ رجل أتى قومه، فقال: غُشيتم. وزعم أنّه قد شهِد الغارة، ومَرَّ على القتلى، فصَدَّقه المُصَدِّقون فنَجَوْا، وكذَّبه المكذبون فهلكوا، وأنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد»[[أخرجه ابن وهب في الجامع ٢/٩٢-٩٣ (١٧٣).]]. (ز)
٥٦٦٥١- تفسير محمد بن السائب الكلبي، قوله ﷿: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾: أنّ رسول الله ﷺ خرج حتى قام على الصفا، وقريش في المسجد، ثم نادى: «يا صباحاه». ففزِع الناس، فخرجوا، فقالوا: ما لك يا ابن عبد المطلب؟ فقال: «يا آل غالب». قالوا: هذه غالب عندك. ثم نادى: «يا أهل لؤي». ثم نادى: «يا آل كعب». ثم نادى: «يا آل مرة». ثم نادى: «يا آل كلاب». ثم نادى: «يا آل قصي». فقالت قريش: أنذر الرجل عشيرته الأقربين، انظروا ماذا يريد. فقال له أبو لهب: هؤلاء عشيرتك قد حضروا، فما تريد؟ فقال رسول الله ﷺ: «أرأيتم لو أنذرتكم أنّ جيشًا يُصَبِّحونكم، أصدَّقتموني؟». قالوا: نعم. قال: «فإنِّي أنذركم النار، وإني لا أملك لكم مِن الدنيا منفعة، ولا من الآخرة نصيبًا؛ إلا أن تقولوا: لا إله إلا الله». فقال أبو لهب: تبًّا لك. فأنزل الله: ﴿تبت يدا أبي لهب﴾، فتفرَّقَتْ عنه قريشٌ، وقالوا: مجنون يَهْذي مِن أُمِّ رأسه[[ذكره يحيى بن سلّام في تفسيره ٢/٥٢٧-٥٢٨.]]. (ز)
٥٦٦٥٢- عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، قال: لَمّا هلك قُصَيِّ بن كلاب قام عبد مناف بن قُصيّ بعده، وأمْرُ قريش إليه، واختطَّ بمكة رَباعًا بعد الذي كان قصيّ قطع لقومه، وعلى عبد مناف اقتصر رسول الله ﷺ حين أنزل الله -تبارك وتعالى- عليه: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾[[أخرجه ابن سعد في الطبقات ١/٥٥ مرسلًا.]]. (ز)
٥٦٦٥٣- قال محمد بن إسحاق: وكان الذي تنتهي إليه عداوةُ رسول الله ﷺ -يُجْتَمَع إليه فيها- أبو جهل، حسدًا وبغيًا لِما خصَّ اللهُ به رسولَه ﷺ من كرامته. ثم إنّ الله تعالى أمر رسوله ﷺ أن يصدع بما جاء به، وأن يُنادي الناس بأمره، وأن يدعو إلى لله تعالى. وكان ربما أخفى الشيء، واسْتَسَرَّ به إلى أن أُمِر بإظهاره ثلاث سنين مِن مبعثه، ثم قال الله تعالى: ﴿فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين﴾ [الحجر:٩٤]، وقال: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين﴾، وقال: ﴿وقل إني أنا النذير المبين﴾ [الحجر:٨٩][[سيرة ابن إسحاق ص١٢٦.]]. (ز)
﴿وَأَنذِرۡ عَشِیرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِینَ ٢١٤﴾ - تفسير الآية
٥٦٦٥٤- عن عدي بن حاتم: أنّ النبيَّ ﷺ ذكر قريشًا، فقال: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾، يعني: قومي[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٧/٨٦ (٢٠١) مطولًا. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٣-٢٤ (١٦٤٤٥): «رواه الطبراني، وفيه حسين السلولي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات».]]. (١١/٣٠٦)
٥٦٦٥٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ قال: أمَر اللهُ محمدًا ﷺ أن يُنذِر قومَه، ويبدأ بأهل بيته وفصيلته، قال: ﴿وكذب به قومك وهو الحق﴾ [الأنعام:٦٦][[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٦٤. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٣١٢)
٥٦٦٥٦- عن عبيد، قال: سمعتُ الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾: بدأ بأهل بيته وفصيلته[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٦٤، وإسحاق البستي في تفسيره ص٥٤٤ وزاد: الأدنون فمن بعدهم.]]. (ز)
٥٦٦٥٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾، لَمّا نزلت هذه الآية قال النبى ﷺ: «إنِّي أُرْسِلت إلى الناس عامة، وأرسلت إليكم يا بني هاشم، وبني المطلب خاصة». وهم الأقربون، وهما أخوان؛ ابنا عبد مناف[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٨١.]]. (ز)
﴿وَأَنذِرۡ عَشِیرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِینَ ٢١٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٦٦٥٨- عن عبد الواحد الدمشقي، قال: رأيت أبا الدرداء يُحَدِّث الناس ويُفتيهم، وولده وأهل بيته جلوسٌ في جانب الدار يتحدثون، فقيل له: يا أبا الدرداء، ما بالُ الناس يرغبون فيما عندك مِن العلم، وأهل بيتك جلوس لاهين؟ فقال: إنِّي سمعت نبيَّ الله ﷺ يقول: «إنّ أزهدَ الناس في الأنبياء وأشدَّهم عليهم الأقربون، وذلك فيما أنزل الله: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾» إلى آخر الآية. ثم قال رسول الله ﷺ: «إنّ أزهد الناس في العالم أهلُه حتى يفارقهم، وإنّه لَيُشَفَّعُ في أهل داره وجيرانه، فإذا مات خلا عنهم مِن مَرَدَة الشياطين أكثر من عدد ربيعة ومضر، قد كانوا مشتغلين به، فأكثِروا التَّعَوُّذ بالله منهم»[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٣٧/٢٩٠-٢٩١ (٤٣٥٤) في ترجمة عبد الواحد الدمشقي.]]. (١١/٣١٢)
٥٦٦٥٩- عن محمد بن جحادة: أنّ كعبًا لقي أبا مسلم الخولاني، فقال: كيف كرامتُك على قومك؟ قال: إنِّي عليهم لَكريم. قال: إني أجد في التوراة غير ما تقول. قال: وما هو؟ قال: وجدت في التوراة أنّه لم يكن حكيم في قوم إلا كان أزهدهم فيه قومُه، ثم الأقرب فالأقرب، فإن كان في حسَبه شيء عيَّروه به، وإن كان عمل بُرهة من دهره ذَنبًا عيَّروه به[[أخرجه ابن عساكر ٢٧/٢٠٢-٢٠٣. وأخرج البيهقي في المدخل (٧٠٤) عن الحسن بن صالح، عن أبيه، قال: قال كعب لأبي مسلم الخولاني: كيف تجد قومك لك؟ قال: مكرمين مطيعين. قال: ما صَدَقَتْني التوراة إذن؛ ما كان رجل حكيم في قوم إلا بغوا عليه وحسدوه.]]. (١١/٣١٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.