الباحث القرآني
﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِیۤ إِن شَاۤءَ جَعَلَ لَكَ خَیۡرࣰا مِّن ذَ ٰلِكَ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ وَیَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا ١٠﴾ - نزول الآية
٥٤٤٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- قال: لَمّا عيَّر المشركون رسولَ الله ﷺ بالفاقة قالوا: ﴿مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق﴾؛ حزِن رسولُ الله ﷺ، فنزل جبريل، فقال: إنّ ربَّك يُقرِئك السلامَ، ويقول: ﴿وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق﴾. ثم أتاه رضوان خازِن الجِنان، ومعه سفط من نور يتلألأ، فقال: هذه مفاتيح خزائن الدنيا. فنظر النبيُّ ﷺ إلى جبريل كالمستشير له، فضرب جبريلُ بيده إلى الأرض: أن تواضع. فقال: يا رضوان، لا حاجة لي فيها. فنُودي: أن أرفع بصرك. فرفع، فإذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش، وبدت جنةُ عدن، فرأى منازلَ الأنبياءَ، وعَرَفَهم، وإذا منازله فوق منازل الأنبياء، فقال: «رضيتُ». ويرون أنّ هذه الآية أنزلها رضوان: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك﴾ الآية[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص٣٣٢-٣٣٣، والثعلبي ٧/١٢٤-١٢٥، من طريق جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (١١/١٣٨)
٥٤٤٠١- عن عبد الله بن عباس، قال: بينما جبريلُ عِند النبيِّ ﷺ إذ قال: هذا ملَك يَتَدَلّى مِن السماء، لم يهبط إلى الأرض قطُّ قبلها، استأذن ربَّه في زيارتِك، فأذِن له. فلم يلبث أن جاء فقال: السلام عليك، يا رسول الله. قال: «وعليك السلام». قال: إنّ الله يُخَيِّرك إن شئتَ أن يُعطِيَك مِن خزائن كلِّ شيء ومفاتيح كل شيء لَم يُعْطَ أحدٌ قبلك، ولا يُعطيه أحدًا بعدك، ولا ينقصك مما ذَخَرَ لك عنده شيئًا. فقال: «لا، بل يجمعهما لي في الآخرة جميعًا». فنزلت: ﴿تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/١٣٩)
٥٤٤٠٢- عن خيثمة -من طريق حبيب بن أبي ثابت- قال: قيل للنبي ﷺ: إن شئتَ أعطيناك خزائنَ الأرض ومفاتيحَها ما لم يُعْطَ نبيٌّ قبلك، ولا يُعطاه أحدٌ بعدك، ولا يُنقِصك ذلك مما لك عند الله شيئًا، وإن شئتَ جمعتها لك في الآخرة. قال: «اجمعوها لي في الآخرة». فأنزل الله: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١١/٥٠٩-٥١٠، وحماد بن إسحاق في تركة النبي ص٤٧، وابن جرير ١٧/٤٠٧ موقوفًا على حبيب، وإسحاق البستي في تفسيره ص٤٩٩-٥٠٠، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٦. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه. وهو مرسل.]]. (١١/١٣٩)
٥٤٤٠٣- قال مقاتل بن سليمان: نزل في قولهم: ﴿لولا أنزل إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها﴾، فقال -تبارك وتعالى-: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٢٨.]]. (ز)
﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِیۤ إِن شَاۤءَ جَعَلَ لَكَ خَیۡرࣰا مِّن ذَ ٰلِكَ﴾ - تفسير
٥٤٤٠٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق محمد بن إسحاق بسنده- قال: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك﴾ مِن أن تمشي في الأسواق، وتلتمس المعاش، كما يلتمسه الناس، ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٠٥، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٦ من قول محمد بن إسحاق كما سيأتي.]]. (ز)
٥٤٤٠٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيج- في قوله: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك﴾: مِمّا قالَوا، وتَمَنَّوْا لك[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٠٦، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٦ من طريق ابن أبي نجيح مختصرًا.]]. (ز)
٥٤٤٠٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: قال الله يَرُدُّ عليهم: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك﴾، يقول: خيرًا مِمّا قال الكفارُ مِن الكنز والجنة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٠، ٢٦٦٢-٢٦٦٤، ٢٦٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/١٣٥)
٥٤٤٠٧- قال مقاتل بن سليمان: فقال -تبارك وتعالى-: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك﴾ يعني: أفضل مِن الكنز والجنة في الدنيا، جعل لك في الآخرة ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٢٨.]]. (ز)
٥٤٤٠٨- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك﴾ مِن أن تمشي في الأسواق، وتلتمس المعاش، كما يلتمسه الناس، ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٦.]]. (ز)
٥٤٤٠٩- قال يحيى بن سلَّام: قوله: ﴿تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك﴾ مِمّا قالوا، يعني: المشركين، وتَمَنَّوا له: ﴿أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها﴾، أي: يجعل لهم مكان ذلك خيرًا من ذلك ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٧١.]]٤٧٠٦. (ز)
﴿جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ وَیَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا ١٠﴾ - قراءات
٥٤٤١٠- قال يحيى بن سلَّام: قوله: ﴿ويَجْعَل لَكَ قُصُورًا﴾ مَشِيدة في الدنيا إن شاء، وهذا على مقرأ من لم يرفعها. ومَن قرأها بالرفع: ‹ويَجْعَلُ لَكَ قُصُورًا› في الآخرة[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٧١. ‹ويَجْعَلُ لَكَ› بالرفع قراءة متواترة، قرأ بها ابن كثير، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم، وقرأ بقية العشرة: ﴿ويَجْعَل لَّكَ﴾ بالجزم. انظر: النشر ٢/٣٣٣، والإتحاف ص٤١٥.]]. (ز)
﴿جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ وَیَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا ١٠﴾ - تفسير الآية
٥٤٤١١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿جنات﴾ قال: حوائط، ﴿ويجعل لك قصورا﴾ قال: بيوتًا مبنية مشيدة، كان ذلك في الدنيا. قال: كانت قريش ترى البيتَ مِن الحجارة قصرًا كائِنًا ما كان[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٠٧-٤٠٨، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٦. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]٤٧٠٧. (١١/١٣٨)
٥٤٤١٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: ﴿ويجعل لك قصورا﴾: مشيدة في الدنيا، كل هذا قالته قريش، وكانت قريش ترى البيت مِن حجارة ما كان صغيرًا قصرًا[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٠٨. وعلَّقه يحيى بن سلام ١/٤٧١ مختصرًا.]]. (ز)
٥٤٤١٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا﴾، قال: وإنّه -واللهِ- مَن دخل الجنة لَيُصِيبَنَّ قُصورًا لا تَبْلى ولا تهدم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/١٣٥)
٥٤٤١٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿ويجعل لك قصورًا﴾، قال: جعل الله له في الآخرة الجنات والقصور[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٦.]]. (ز)
٥٤٤١٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ يقول: بينها الأنهار، ﴿ويجعل لك قصورا﴾ يعني: بيوتًا في الجنة، وذلك أنّ قريشًا يُسَمُّون بيوتَ الطين: القصور[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٢٨.]]. (ز)
٥٤٤١٦- قال يحيى بن سلَّام: قوله: ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ فإنما قالوا هم جنة واحدة، ﴿ويجعل لك قصورا﴾ مشيدة في الدنيا إن شاء[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٧١.]]. (ز)
﴿جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ وَیَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا ١٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٤٤١٧- عن أبي أُمامة، عن النبي ﷺ، قال: «عَرَض عَلَيَّ رَبِّي لِيجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، فقلتُ: لا، يا ربِّ، ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا -وقال: ثلاثًا أو نحو هذا-، فإذا جعتُ تضرعتُ إليك وذكرتُك، وإذا شبعتُ حمدتُك وشكرتُك»[[أخرجه أحمد ٣٦/٥٢٨ (٢٢١٩٠)، والترمذي ٤/٣٧٣ (٢٥٠٣). قال الترمذي: «هذا حديث حسن ... وعلي بن يزيد يُضَعَّف في الحديث». وقال أبو سعد السمعاني في المنتخب من معجم شيوخ السمعاني ص٥٢٢: «هذا حديث غريب». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٣/٦٠٦-٦٠٧: «حسنه -الترمذي- ولم يبين لِمَ لا يصح، وينبغي أن يُقال فيه: ضعيف؛ فإنّه من رواية يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه». وقال المناوي في التيسير ٢/١٣٠: «بإسناد حسن». وقال في فيض القدير ٤/٣١٢ (٥٤١٧): «رمز المصنف -السيوطي- لحسنه، وهو تابع للترمذي. وقال في المنار: وينبغي أن يقال فيه: ضعيف؛ فإنه من رواية يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه. وقال العراقي: فيه ثلاثة ضعفاء؛ علي بن يزيد، والقاسم، وعبيد الله بن زحر».]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.