الباحث القرآني
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ ٱلۡغَـٰفِلَـٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ لُعِنُوا۟ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ ٢٣﴾ - نزول الآية
٥٢٧٢٨- عن عائشة، قالت: رُمِيتُ بما رُمِيتُ به وأنا غافلة، فبلغني بعد ذلك، فبينا رسولُ الله ﷺ عندي جالسٌ إذ أُوحِي إليه، وكان إذا أُوحِي إليه أخذه كهيئة السُّبات، وإنّه أوحي إليه وهو جالس، ثم استوى، فمسح على وجهه، وقال: «يا عائشةُ، أبشري». فقلتُ: بحمد الله لا بحمدك. فقرأ: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات﴾ حتى بلغ: ﴿أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم﴾[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٢٧، من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن عائشة به. إسناده حسن.]]٤٦١٨. (١٠/٧٠٩)
٥٢٧٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات﴾، قال: نزلت في عائشة خاصةً. زاد ابن أبي حاتم: ﴿لعنوا في الدنيا والآخرة﴾، قال: واللعنةُ في المنافقين عامَّةً[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٥٥٦-٢٥٥٧، والحاكم ٤/١٠. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٠/٧٠٨) (ز)
٥٢٧٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوّام بن حَوْشَب، عن شيخ من بني أسد-: أنّه قرأ سورة النور، ففسَّرها، فلمّا أتى على هذه الآية: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات﴾ قال: هذه في عائشةَ وأزواجِ النبيِّ ﷺ، ولم يجعل لِمَن فعل ذلك توبةً، وجعل لِمَن رمى امرأةً مِن المؤمنات مِن غير أزواج النبي ﷺ التوبة. ثم قرأ: ﴿إن الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء﴾ إلى قوله: ﴿إلا الذين تابوا﴾. فجعل لِمَن قذف امرأةً مِن المؤمنين التوبة، ولم يجعل لِمَن قذف امرأةً مِن أزواج النبي ﷺ توبة. ثم تلا هذه الآية: ﴿لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم﴾. فهَمَّ بعضُ القوم أن يقومَ إلى ابن عباس فيُقَبِّل رأسه؛ لِحُسْن ما فَسَّر[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٢٨-٢٢٩، والطبراني ٢٣/١٥٣-١٥٤. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن مردويه.]]. (١٠/٧٠٩)
٥٢٧٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات﴾ إلى ﴿عذاب عظيم﴾، يعني: أزواج النبيَّ ﷺ، رَماهُنَّ أهلُ النفاق، فأوجب الله لهم اللعنة والغضب، وباءوا بسخط مِن الله. وكان ذلك في أزواج النبي ﷺ، ثم نزل بعد ذلك: ﴿والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء﴾ إلى قوله: ﴿فإن الله غفور رحيم﴾، فأنزل الله الجلدَ والتوبةَ، فالتوبة تُقبَل، والشهادةُ تُرَدّ[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٢٩.]]. (ز)
٥٢٧٣٢- عن أبي الجوزاء -من طريق عمرو بن مالك النكري- ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات﴾، قال: هذه لأمهات المؤمنين خاصة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٥٥٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٧٠٨)
٥٢٧٣٣- عن خُصَيْف، قال: قلتُ لسعيد بن جبير: أيما أشدُّ؛ الزِّنا أمِ القذفُ؟ قال: الزِّنا. قلتُ: إنّ الله يقول: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات﴾. قال: إنّما أُنزِل هذا في شأن عائشة خاصة[[أخرجه ابن جرير ١٧/١٦٢، ٢٢٧، والطبراني ٢٣/١٥١-١٥٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وفي لفظ عند الطبراني أنّه سُئِل: كلُّ مَن قذف محصنة لعنه الله؟ قال: لا، إنما نزلت هذه في شأن عائشة.]]. (١٠/٧٠٨)
٥٢٧٣٤- عن سفيان بن عيينة، عن رجل، عن سعيد بن جبير، قوله: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات﴾ الآية، قال: نزلت في أزواج النبي ﷺ[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٤٤٨.]]. (ز)
٥٢٧٣٥- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، قال: نزلت هذه الآيةُ في عائشة خاصة: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات والمؤمنات﴾[[عزاه السيوطي إلى الطبراني، وعند الطبراني ٢٣/١٥٢ من طريق سلمة بن نبيط: أنها في أزواج النبي ﷺ. وهو نحو الأثر التالي.]]. (١٠/٧٠٨)
٥٢٧٣٦- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات والمؤمنات﴾، قال: إنّما عُنِي بهذا نساء النبيِّ ﷺ خاصة[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٢٧-٢٢٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٧٠٨)
٥٢٧٣٧- عن سلمة بن نُبَيْطٍ -من طريق أبي أسامة- ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات والمؤمنات﴾، قال: هُنَّ نساء النبي ﷺ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٥٥٧، وأخرجه الطبراني ٢٣/١٥٢ عن الضحاك من طريق سلمة بن نبيط كما تقدم.]]. (١٠/٧٠٨)
٥٢٧٣٨- عن أبي حمزة الثمالي -من طريق علي بن علي- قال: بلغنا: أنّها نزلت في مشركي أهل مكة إذ كان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهدٌ، فكانت المرأةُ إذا خرجت إلى رسول الله ﷺ إلى المدينة مهاجرةً قذفها المشركون مِن أهل مكة، وقالوا: إنّما خرجت تفجر[[تفسير الثعلبي ٧/٨٢.]]٤٦١٩. (ز)
٥٢٧٣٩- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة﴾، قال: إنّما عُنِي بهذه الآية: أزواجُ النبي ﷺ، فأمّا مَن رمى امرأةً من المسلمين فهو فاسِق -كما قال الله-، أو يتوب[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٥٥، والطبراني ٢٣/١٥٣.]]. (ز)
٥٢٧٤٠- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَير بن معروف- في قول الله: ﴿الغافلات﴾ يعني: عن الفواحش، يعني: عائشة، ﴿المؤمنات﴾ يعني: أمهات المؤمنين، نساء النبي ﷺ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٥٥٧ معلقًا الشطر الأول وموصولًا باقيه.]]. (ز)
٥٢٧٤١- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم﴾، قال: هذا في عائشة، ومَن صنع هذا اليوم في المسلمات فله ما قال الله، ولكن عائشة كانت إمام ذلك[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٢٩، وابن أبي حاتم ٨/٢٥٥٧ من طريق أصبغ.]]٤٦٢٠. (ز)
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ ٱلۡغَـٰفِلَـٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ لُعِنُوا۟ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ ٢٣﴾ - تفسير الآية
٥٢٧٤٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيج عن عطاء، ومقاتل بن سليمان عن الضحاك-: ﴿ان الذين يرمون المحصنات﴾ يريد: العفائف، ﴿الغافلات المؤمنات﴾ يريد: المُصَدِّقات بتوحيد الله وبرسله. وقد قال حسان بن ثابت في عائشة: حَصانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ برِيبة وتُصْبِحُ غَرْثى مِن لحومِ الغَوافِل فقالت عائشة: لكنك لست كذلك. ﴿لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم﴾ يقول: أخرجهم من الإيمان. مثل قوله في سورة الأحزاب [٦١] للمنافقين: ﴿ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا﴾[[أخرجه الطبراني مطولًا ٢٣/١٣٠-١٣٣، ومضى بتمامه في تفسير آيات قصة الإفك مجموعة.]]. (١٠/٦٨١)
٥٢٧٤٣- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار-: ﴿ان الذين يرمون المحصنات﴾ يعني: يقذفون بالزِّنا الحافظات لفروجهن العفائف، ﴿الغافلات﴾ يعني: عن الفواحش، يعني: عائشة، ﴿المؤمنات﴾ يعني: الصادقات؛ ﴿لعنوا﴾ يعني: جُلِدوا ﴿في الدنيا والآخرة﴾ يُعَذَّبون بالنار، يعني: عبد الله بن أبي؛ لأنّه منافق له عذاب عظيم، ﴿ولهم عذاب عظيم﴾ يعني: جَلدَ النبي ﷺ؛ حسان بن ثابت، وعبد الله بن أبي، [ومسطحًا]، وحمنة بنت جحش، كل واحد منهم ثمانين جلدة في قذف عائشة، ثم تابوا من بعد ذلك، غير عبد الله بن أبي رأس المنافقين مات على نفاقه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٥٥٧-٢٥٥٨، والطبراني في الكبير ٢٣/١٥٢ (٢٢٨)، ومضى بتمامه في تفسير الآيات مجموعة دون آخره.]]. (١٠/٦٩٠) (ز)
٥٢٧٤٤- عن الحسن بن محمد بن علي -من طريق حبيب بن أبي ثابت- في قوله: ﴿إن الذين يرمون المحصنات﴾، قال: المحصنات ما وراء الأربع[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٥٥٧ في تفسير هذه الآية، والمعنى: أنّ هذا حكم مَن يرمي المحصنات غير زوجِهِ؛ لأنّ رمي الزوجة بذلك له حكم آخر ... ويحتمل أن يكون هذا القول تفسيرًا للمحصنات في قوله تعالى: ﴿والمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إلّا ما مَلَكَتْ أيْمانُكُمْ﴾ [النساء:٢٤]، عطفًا على المحرمات المذكورات في الآية التي قبلها: ﴿حرمت عليكم...﴾ [النساء:٢٣].]]. (ز)
٥٢٧٤٥- تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: قوله: ﴿إن الذين يرمون المحصنات﴾ العفائف[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٤٣٤.]]. (ز)
٥٢٧٤٦- عن جعفر بن بُرْقان، قال: سألتُ ميمون بن مِهْران، قلتُ: الذي ذكر الله: ﴿الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء﴾ إلى قوله: ﴿إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم﴾، فجَعَل في هذه توبة، وقال في الأخرى: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات﴾ إلى قوله:﴿لهم عذاب عظيم﴾؟ قال ميمون: أمّا الأولى فعسى أن تكون قد قارَفَتْ، وأما هذه فهي التي لم تُقارِف شيئًا مِن ذلك[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٢٨، وابن أبي حاتم ٨/٢٥٣١-٢٥٣٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٦٤٩)
٥٢٧٤٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن الذين يرمون﴾ يعني: يقذِفون بالزِّنا ﴿المحصنات﴾ لفروجهن عفائف، يعني: عائشة، ﴿الغافلات﴾ عن الفواحش، ﴿المؤمنات﴾ يعني: المُصَدِّقات؛ ﴿لعنوا﴾ يعني: عُذِّبوا بالجلد ثمانين ﴿في الدنيا و﴾في ﴿الآخرة﴾ بعذاب النار، يعني: عبد الله بن أُبَي يُعَذَّب بالنار؛ لأنه منافق، ﴿ولهم عذاب عظيم﴾ ثم ضرب النبيُّ ﷺ عبد الله بن أبي، وحسان بن ثابت، و[مسطحًا]، وحمنة بنت جحش، كل واحد منهم ثمانين في قذف عائشة ﵂[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٩٣.]]. (ز)
٥٢٧٤٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿الغافلات﴾ أي: لم يَفْعَلْن الذي قُذِفْنَ به، ﴿المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (٢٣) يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون﴾ بلغني: أنّه يعني بذلك: عبد الله بن أُبي بن سلول في أمر عائشة[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٣٥.]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ ٱلۡغَـٰفِلَـٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ لُعِنُوا۟ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ ٢٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٢٧٤٩- عن حذيفة، عن النبي ﷺ، قال: «قَذْفُ المُحْصَنَةِ يهدِمُ عملَ مائة سنة»[[أخرجه البزار ٧/٣٣١ (٢٩٢٩)، والطبراني في الكبير ٣/١٦٨ (٣٠٢٣)، وأخرجه الحاكم ٤/٦١٧ (٨٧١٢) مطولًا. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده إلا ليث، ولا عن ليث إلا موسى بن أعين، وقد رواه جماعة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة موقوفًا». وقال الهيثمي في المجمع ٦/٢٧٩ (١٠٦٨٢): «رواه الطبراني، والبزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، وقد يُحَسَّن حديثه، وبَقِيَّةُ رجاله رجال الصحيح». وقال الألباني في الضعيفة ٧/١٦٩ (٣١٨٥): «ضعيف».]]. (ز)
٥٢٧٥٠- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «اجْتَنِبوا السبعَ المُوبِقات». قيل: يا رسول الله، وما هُنَّ؟ قال: «الشِّرك بالله، والسِّحر، وقتلُ النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتَّوَلِّي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات»[[أخرجه البخاري ٤/١٠ (٢٧٦٦)، ٨/١٧٥ (٦٨٥٧)، ومسلم ١/٩٢ (٨٩)، وابن أبي حاتم ٨/٢٥٥٦ (١٤٢٨٤).]]. (ز)
٥٢٧٥١- قال ابن أبي عمر: سمعتُ سفيان بن عيينة يقول: مَن قذف محصنةً حَبِط عملُه سبعين سنة. ثم قرأ: ﴿إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات﴾ حتى بلغ: ﴿عظيم﴾[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٤٤٩.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.