الباحث القرآني

﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یَسۡجُدُ لَهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَاۤبُّ وَكَثِیرࣱ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِیرٌ حَقَّ عَلَیۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن یُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ﴾ - تفسير

٥٠١٨٧- عن أبي العالية الرياحي -من طريق عوف- قال: ما في السماء من شمس ولا قمر ولا نجم إلا يقع ساجدًا حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يُؤذَن له، فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلعه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٤٨٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/٤٣٤)

٥٠١٨٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: ﴿ألم تر أن الله يسجد له من في السموات﴾ الآية، قال: سجود ظل هذا كله، ﴿وكثير من الناس﴾ قال: المؤمنون، ﴿وكثير حق عليه العذاب﴾ قال: هذا الكافر؛ سجود ظله وهو كاره[[أخرجه ابن جرير ١٦/٤٨٧-٤٨٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]٤٤٤٢. (١٠/٤٣٤)

٤٤٤٢ علَّق ابنُ جرير (١٦/٤٨٨) على قول مجاهد بقوله: «فعلى هذا التأويل الذي ذكرناه عن مجاهد وقع قوله: ﴿وكثير حق عليه العذاب﴾ بالعطف على قوله: ﴿وكثير من الناس﴾، ويكون داخلًا في عداد من وصفه الله بالسجود له، ويكون قوله: ﴿حق عليه العذاب﴾ مِن صلة: ﴿كثير﴾، ولو كان الكثير الثاني مِمَّن لم يَدخل في عداد من وُصف بالسجود كان مرفوعًا بالعائد مِن ذكره في قوله: ﴿حق عليه العذاب﴾. وكان معنى الكلام حينئذ: وكثير أبى السجود؛ لأن قوله: ﴿حق عليه العذاب﴾ يدل على معصية الله، وإبائه السجود، فاستحق بذلك العذاب».

٥٠١٨٩- عن مجاهد بن جبر، في الآية، قال: سجود كل شيء فَيْئُه، وسجود الجبال فيئها[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]٤٤٤٣. (١٠/٤٣٤)

٤٤٤٣ ساق ابنُ تيمية (٤/٤١٣) هذا القول، وذكر قولًا آخر بأن السجود هنا بمعنى الطاعة؛ لأنه ما من شيء إلا وهو خاضع لله كما قال تعالى: ﴿قالتا أتينا طائعين﴾ [فصلت:١١]، وبَيَّن أن كلا القولين صحيح، فقال: «فإذا كان السجود في هذه الآية ليس عامًّا وهو هناك عام؛ كان السجود المطلق هو سجود الطوع. فهذه المذكورات تسجد تطوعًا هي وكثير من الناس، والكثير الذي حق عليه العذاب إنما يسجد كرهًا، وحينئذ فالكثير الذي حق عليه العذاب لم يقل فيه: إنه يسجد، ولا نفى عنه كل سجود، بل تخصيص مَن سواه بالذكر يدل على أنه ليس مثله، وحينئذ فإذا لم يسجد طائعًا حصل فائدة التخصيص، وهو مع ذلك يسجد كارهًا، فكلا القولين صحيح».

٥٠١٩٠- عن طاووس بن كيسان، في الآية، قال: لم يستثنِ من هؤلاء أحدًا حتى إذا جاء ابنُ آدم استثناه، فقال: ﴿وكثير من الناس﴾، قال: والذي كان هو أحق بالشكر هو أكفرُهم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٤٣٥)

٥٠١٩١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ألم تر﴾ يعني: ألم تعلم ﴿أن الله يسجد له من في السماوات﴾ مِن الملائكة وغيرهم، ﴿ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم﴾ سجود هؤلاء الثلاثة حين تغرب الشمس قبل المغرب لله تعالى تحت العرش، ﴿و﴾يسجد ﴿الجبال والشجر والدواب﴾ ظلهم حين تطلع الشمس، وحين تزول إذا تحول ظِلُّ كل شيء فهو سجوده. ثم قال سبحانه: ﴿و﴾يسجد ﴿كثير من الناس﴾ يعني: المؤمنين، ﴿و﴾يسجد ﴿كثير﴾ ممن ﴿حق عليه العذاب﴾ مِن كُفّار الإنس والجن سجودهم هو سجود ظلالهم، ﴿ومن يهن الله فما له من مكرم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٢٠.]]. (ز)

٥٠١٩٢- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض﴾ يعني: أنّ جميع أهل السماء يُسَبِّحون له، وبعض أهل الأرض، يعني: الذين يسجدون له ...، ﴿والشمس والقمر والنجوم﴾ كلها، ﴿والجبال والشجر﴾ كلها، ﴿والدواب﴾. ثم رجع إلى صفة الإنسان، فاستثنى فيه، فقال: ﴿وكثير من الناس﴾ يعني: المؤمنين، ﴿وكثير حق عليه العذاب﴾ يعني: مَن لم يؤمن، وقال: ﴿ومن يهن الله﴾ فيدخله النار، ﴿فما له من مكرم﴾ يدخله الجنة، ﴿إن الله يفعل ما يشاء﴾[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٣٥٨.]]٤٤٤٤. (ز)

٤٤٤٤ ذكر ابنُ عطية (٦/٢٢٦) قولًا بأن سجودها هو بظهور الصنعة فيها. وانتقده فقال: «وهذا وهم، وإنما خلط هذه الآية بآية التسبيح، وهناك يحتمل أن يقال: هي بآثار الصنعة».

﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یَسۡجُدُ لَهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَاۤبُّ وَكَثِیرࣱ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِیرٌ حَقَّ عَلَیۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن یُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ﴾ - آثار متعلقة بالآية

٥٠١٩٣- عن ابن أبي مليكة، قال: مرَّ رجلٌ على عبد الله بن عمرو وهو ساجِدٌ في الحِجر، وهو يبكي، فقال: أتَعْجَبُ أن أبكي مِن خشية الله، وهذا القمر يبكي مِن خشية الله؟![[عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.]]. (١٠/٤٣٥)

٥٠١٩٤- عن مجاهد بن جبر، قال: الثوب يسجد[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٤٣٤)

٥٠١٩٥- قال مجاهد بن جبر: يسجد المؤمن طائعًا، ويسجد الكافر كارهًا[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٥٨.]]. (ز)

٥٠١٩٦- عن عمرو بن دينار، قال: سمعتُ رجلًا يطوف بالبيت ويبكي، فإذا هو طاووس [بن كيسان]، فقال: أعَجِبْتَ مِن بكائي؟ قلت: نعم. قال: وربِّ هذه البنية، إنّ هذا القمر لَيبكي من خشية الله، ولا ذنب له[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٤٣٥)

٥٠١٩٧- عن الضحاك بن مزاحم، قال: إذا فاء الفَيْءُ لم يبق شيءٌ مِن دابة ولا طائر إلا خرَّ لله ساجدًا[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٤٣٤)

٥٠١٩٨- كان الحسن البصري لا يَعُدُّ السجود إلا من المسلمين، ولا يعد ذلك مِن المشركين[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٥٨.]]. (ز)

﴿إِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یَشَاۤءُ﴾ - تفسير

٥٠١٩٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن الله يفعل ما يشاء﴾ في خلقه. فقرأ النبيُّ ﷺ هذه الآية، فسجد لها هو وأصحابُه ﵃[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٢٠.]]. (ز)

﴿إِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یَشَاۤءُ﴾ - آثار متعلقة بالآية

٥٠٢٠٠- عن علي -من طريق محمد بن علي بن الحسين- أنّه قيل له: إنّ ههنا رجلًا يتكلم في المشيئة. فقال له علي: يا عبد الله، خلقك الله لما يشاء أو لِما شئتَ؟ قال: بل لما يشاء. قال: فيمرضك إذا شاء أو اذا شئتَ؟ قال: بل إذا شاء. قال: فيشفيك إذا شاء أو إذا شئتَ؟ قال: بل إذا شاء. قال: فيدخلك حيث شاء أو حيث شئتَ؟ قال: بل حيث يشاء. قال: واللهِ، لو قلتَ غير ذلك لضربت الذي فيه عيناك بالسيف[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٣٩٩-، واللالكائي في السنة (١٣١٠). وعزاه السيوطي إلى الخلعي في فوائده.]]. (١٠/٤٣٥)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب