الباحث القرآني

﴿وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ یَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى ۝٧﴾ - تفسير

٤٧٤١٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: السِّرُ: ما أسره ابنُ آدم في نفسه. وأخفى: ما أخفى ابنُ آدم مِمّا هو فاعلُه قبل أن يعملَه، فإنه يعلم ذلك كله، فعِلْمُه فيما مضى مِن ذلك وما بقي عِلْمٌ واحد، وجميعُ الخلائق عنده في ذلك كنفس واحدة، وهو كقوله: ﴿ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة﴾ [لقمان:٢٨][[أخرجه ابن جرير ١٦/١٣، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧٣). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٦٠)

٤٧٤١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، يعني بأخفى: ما لم يعمله، وهو عاملُه. وأما السر فيعني: ما أسرَّ في نفسه[[أخرجه ابن جرير ١٦/١٣.]]. (ز)

٤٧٤١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج، عن سعيد بن جبير-: السِّرُّ: ما أسرَّ الإنسانُ في نفسه. وأخفى: ما لا يعلم الإنسانُ مِمّا هو كائِن[[أخرجه ابن جرير ١٦/١٤.]]. (ز)

٤٧٤١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء، عن سعيد بن جبير- في قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: السِّرُّ: ما يكون في نفسك اليوم. وأخفى: ما يكون في غدٍ وبعد غد، لا يعلمه إلا الله[[أخرجه ابن جرير ١٦/١٣ واللفظ له، وأبو الشيخ في العظمة (١٧٢)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢٣٨). وعزاه السيوطي إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد.]]. (١٠/١٦١)

٤٧٤٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير- في قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: السِّرُّ: ما علمتَه أنت. وأخفى: ما قذف اللهُ في قلبك مِمّا لم تعلمه[[أخرجه الحاكم ٢/٣٧٨-٣٧٩.]]. (١٠/١٦١)

٤٧٤٢١- عن سعيد بن جبير، في الآية، قال: السِّرُّ: ما تُسِرُّ في نفسك. وأخفى مِن السِّرِّ: ما لم يكن بعدُ وهو كائِنٌ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/١٦٢)

٤٧٤٢٢- عن سعيد بن جبير -من طريق ابن فضيل، عن عطاء بن السائب- في قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: السِّرُّ: ما أسررتَ في نفسك. وأخفى من ذلك: ما لم تُحَدِّث به نفسك[[أخرجه ابن جرير ١٦/١٥.]]. (ز)

٤٧٤٢٣- عن سعيد بن جبير -من طريق خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب- قال: أنت تعلم ما تُسِرُّ اليومَ، ولا تعلم ما تُسِرُّ غدًا، والله يعلمُ ما أسررتَ اليوم، وما تُسِرُّ غدًا[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه - التفسير ٦/٢٥٤ (١٤١٢).]]. (ز)

٤٧٤٢٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: الوسوسة، والسر: العملُ الذي تُسِرُّون مِن الناس[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٢٢٨ من طريق ابن جريج. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٦١)

٤٧٤٢٥- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: السر: ما أسررتَ في نفسك. وأخفى: ما لم تُحَدِّث به نفسَك[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرج ابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٤ شطره الأول من طريق أبي روق بلفظ: السر: ما حدثت به نفسك.]]. (١٠/١٦٢)

٤٧٤٢٦- عن عبيد، قال: سمعتُ الضحاك بن مزاحم يقول: ﴿يعلم السر وأخفى﴾؛ أمّا السِّرُّ: فما أسررتَ في نفسك. وأمّا أخفى مِن السِّرِّ: فما لم تَعْلَمه وأنت عاملُه، يعلمُ اللهَ ذلك كله[[أخرجه ابن جرير ١٦/١٥، وإسحاق البستي في تفسيره ص٢٢٩.]]. (ز)

٤٧٤٢٧- عن عكرمة مولى ابن عباس، في الآية، قال: السِّرُّ: ما حدَّث به الرجلُ أهلَه. وأخفى: ما تكلَّمْتَ به في نفسك[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/١٦٢)

٤٧٤٢٨- عن الحسن البصري، قال: السِّرُّ: ما أسرَّ الرجلُ إلى غيره. وأخفى من ذلك: ما أسرَّ في نفسه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/١٦١)

٤٧٤٢٩- عن يعلى بن مسلم، قال: سمعتُ وهب بن منبه، في قول الله ﷿: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: السِّرُّ: ما يَتَسارّون به. وأخفى: ما تُكِنُّ القلوب[[أخرجه أبو الشيخ في العظمة ٢/٥١٨-٥١٩ (١٧١).]]. (ز)

٤٧٤٣٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق الحسن بن دينار- قال: السِّرُّ: ما أخفيتَ في نفسك. وأخفى منه: ما علِم الله -تبارك وتعالى- أنّك عامِلٌ[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٢٥٣.]]. (ز)

٤٧٤٣١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: أخفى من السر: ما حدَّثْتَ به نفسَك، وما لم تُحَدِّث به نفسَك أيضًا مِمّا هو كائِن[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٢٥٣ بلفظ: السر: ما حدّثت به نفسك، وأخفى منه: ما هو كائن مما لم تحدث به نفسك، وعبد الرزاق ٢/١٥ من طريق معمر، وابن جرير ١٦/١٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/١٥٢)

٤٧٤٣٢- عن زيد بن أسلم -من طريق حفص بن ميسرة- في قوله ﷿: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: يعلم أسرار العباد، وأخفى سرَّه فلا يُعلَم[[أخرجه أبو الشيخ في العظمة ٢/٥١٦ (١٧٠)، وأخرج ابن أبي حاتم ٨/٢٦٦٤ شطره الأول.]]٤٢٣٦. (١٠/١٦٢)

٤٢٣٦ وجّه ابن جرير (١٦/١٦) قول زيد وابنه عبد الرحمن، فقال: «وكأنّ الذين وجهوا تأويل ذلك إلى أن السِّرَّ هو: ما حدث به الإنسانُ غيره سِرًّا، وأن أخفى: معناه: ما حدث به نفسه، وجهوا تأويل أخفى إلى الخفي». وانتقد ابنُ عطية (٦/٨٠) هذا القول، فقال: «وقد تُؤُوِّل على بعض السلف أنه جعل ﴿وأَخْفى﴾ فعلًا ماضيًا، وهذا ضعيف».

٤٧٤٣٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن تجهر بالقول﴾ يعني: النبيَّ ﷺ، وإن تُعْلِن بالقول ﴿فإنه يعلم السر﴾ يعني: ما أسرَّ العبدُ في نفسه، ﴿و﴾ما ﴿أخفى﴾ مِن السِّرِّ، ما لا يعلم أنه يعلمه[[كذا في المطبوع.]]، وهو عامله، فيعلم الله ذلك كلَّه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢١.]]٤٢٣٧. (ز)

٤٢٣٧ قال ابنُ عطية (٦/٨٠): «المخاطبة بـ﴿تَجْهَرْ﴾ لمحمد ﷺ، وهي مراد بها جميع الناس؛ إذ هي آية اعتبار».

٤٧٤٣٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، قال: يعلم أسرار العباد، وأخفى سِرَّه فلا يُعلَم[[أخرجه ابن جرير ١٦/١٦.]]٤٢٣٨. (ز)

٤٢٣٨ للسلف في تفسير قوله: ﴿وأخفى﴾ ثلاثة أقوال: الأول: أنه ما حدَّث الإنسان به نفسه ولم يعمله. الثاني: أنه ما علمَ الله مما هو كائن. الثالث: ﴿وأخفى﴾ فعل ماضٍ، والمعنى: أن الله أخفى سرَّه عن عباده فلا يعلمه أحد منهم. وهو قول ابن زيد. وقد رجّح ابن جرير (١٦/١٦-١٧) مستندًا إلى ظاهر الآية والدلالة العقلية القولَ الثاني، وانتقد قول ابن زيد مستندًا إلى اللغة، فذكر أنّ المعنى أن الله «يعلم السر وأخفى من السر؛ لأن ذلك هو الظاهر من الكلام، ولو كان معنى ذلك ما تأوله ابن زيد لكان الكلام: وأخفى الله سرَّه. لأنّ»أخفى«فعلٌ واقعٌ مُتَعَدِّ، إذ كان بمعنى»فعَل«على ما تأوله ابن زيد، وفي انفراد أخفى من مفعوله، والذي يعمل فيه لو كان بمعنى»فعَل«الدليل الواضح على أنه بمعنى أفعل، وأن تأويل الكلام: فإنه يعلم السر وأخفى منه. فإذ كان ذلك تأويله فالصواب من القول في معنى أخفى من السر أن يُقال: هو ما علم الله مما خفي عن العباد، ولم يعلموه مما هو كائن ولما يكن؛ لأنّ ما ظهر وكان فغير سِرٍّ، وأن ما لم يكن وهو غير كائن فلا شيء، وأن ما لم يكن وهو كائن فهو أخفى من السر، لأن ذلك لا يعلمه إلا الله، ثم مَن أعلمه ذلك من عباده».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب