﴿فَأَوۡجَسَ فِی نَفۡسِهِۦ خِیفَةࣰ مُّوسَىٰ ٦٧﴾ - تفسير
٤٧٩٥١- عن وهب بن مُنَبِّه، ﴿فأوجس في نفسه خيفة موسى﴾: لَمّا رأى ما ألقوا مِن الحبال والعصي، وخُيِّل إليه أنها تسعى، وقال: واللهِ، إن كانت لَعصيًا في أيديهم، ولقد عادت حيّات، وما تعدو عصاي هذه. أو كما حَدَّث نفسه[[أخرجه ابن جرير ١٦/١١٤.]]. (ز)
٤٧٩٥٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿فأوجس في نفسه خيفة موسى﴾: فأوحى الله إليه: لا تخف، وألق ما في يمينك تلقف ما يأفكون. فألقى عصاه، فأكلت كل حيَّة لهم، فلما رأوا ذلك سجدوا، وقالوا: ﴿آمنا برب العالمين رب موسى وهارون﴾ [الأعراف:١٢١-١٢٢][[أخرجه ابن جرير ١٦/١١٤.]]. (ز)
٤٧٩٥٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فأوجس﴾ يعني: فوقع ﴿في نفسه خيفة موسى﴾ يعني: خاف موسى إن صنع القومُ مثل صنعه أن يَشُكُّوا فيه فلا يتبعوه، ويشك فيه مَن تابعه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٢. وفي تفسير الثعلبي ٦/٢٥٢، وتفسير البغوي ٥/٢٨٣ بنحو قوله في معنى ﴿في نفسه خيفة موسى﴾ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
قال ابنُ عطية (٦/١١٠): «قوله تعالى: ﴿فَأَوْجَسَ﴾ عبارة عما يعتري نفسَ الإنسان إذا وقع ظنُّه في أمر على شيء يسوءه، وظاهر الأمر كله الصلاح، فهذا الفعل مِن أفعال النفس يسمى: الوجيس، وعبر المفسرون عن»أوجس«بـ:أضمر، وهذه العبارة أعمُّ مِن الوجيس بكثير».
ابنُ عطية (٦/١١٠) الاختلاف في اشتقاق ﴿خيفة﴾؛ فذكر أنها تصح أن يكون أصلها: خِوْفة؛ فيكون خوف موسى عامًّا. أو أن يكون أصلها: خَوفَة؛ فيكون خوف موسى «إنما كان على الناس أن يَضِلُّوا لهول ما رأى».
ثم القول الأول، فقال: «والأولُ أصوب أنه أوجس على الجملة، وبقي ينتظر الفرج». ولم يذكر مستندًا.