الباحث القرآني

﴿وَلَوۡ أَنَّاۤ أَهۡلَكۡنَـٰهُم بِعَذَابࣲ مِّن قَبۡلِهِۦ لَقَالُوا۟ رَبَّنَا لَوۡلَاۤ أَرۡسَلۡتَ إِلَیۡنَا رَسُولࣰا فَنَتَّبِعَ ءَایَـٰتِكَ مِن قَبۡلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخۡزَىٰ ۝١٣٤﴾ - تفسير

٤٨٦٧٠- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ، قال: «يَحْتَجُّ على الله يوم القيامة ثلاثةٌ: الهالِكُ في الفَتْرَةِ، والمغلوبُ على عقله، والصبيُّ الصغيرُ. فيقول المغلوب على عقله: لم تجعل لي عقلًا أنتفعُ به. ويقول الهالِك في الفترة: لم يأتني رسولٌ ولا نبيٌّ، ولو أتاني لك رسولٌ أو نبيٌّ لكنتُ أطوعَ خلقِك لَك. وقرأ: ﴿لولا أرسلت إلينا رسولا﴾. ويقول الصبيُّ الصغير: كنتُ صغيرًا لا أعقل. قال: فتُرفعُ لهم نارٌ، ويقال لهم: رِدُوها. قال: فيَرِدُها مَن كان في علم الله أنّه سعيدٌ، ويَتَلَكَّأ عنها مَن كان في علم الله أنّه شَقِيٌّ. فيقول: إيّاي عصيتم، فكيف برسُلي لو أتَتْكم؟!»[[أخرجه البزار -كما في كشف الأستار ٣/٣٤ (٢١٧٦)-، واللالكائي في شرح أصول أهل السنة ٤/٦٦٦ (١٠٧٦)، وابن جرير ١٦/٢١٩، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٨٤ (١٦٩٥٠) مختصرًا. قال البزار: «لا نعلمه يُرْوى عن أبي سعيد إلا من حديث فضيل». وقال -كما في تفسير ابن كثير ٥/٥٦-: «لا يعرف من حديث أبي سعيد إلا من طريقه، عن عطية عنه». وقال ابن عبد البر في التمهيد ١٨/١٢٨: «مِن الناس مِن يُوقِف هذا الحديث على أبي سعيد، ولا يرفعه، منهم أبو نعيم الملائي». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٢١٦ (١١٩٣٨): «رواه البزار، وفيه عطية وهو ضعيف». وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد ١/٢٥٢: «رواه البزار من طريق عطية العوفي، وفيه ضعف. والترمذي يحسّن حديثه، خصوصًا إذا كان له شاهد، وحديثه هذا له عدة شواهد تقتضي الحكم بحسنه وثبوته».]]٤٣٢٤. (ز)

٤٣٢٤ علَّق ابنُ عطية (٤/٧٢ ط: دار الكتب العلمية) على هذا الحديث بقوله: «فأما الصبي والمغلوب على عقله فبَيِّنٌ أمرهما، وأما صاحب الفترة فليس ككافر قريش قبل النبي ﷺ؛ لأنّ كُفّار قريش وغيرهم مِمَّن عَلِم وسَمِع عن نبوَّة ورسالة في أقطار الأرض فليس بصاحب فترة، والنبيُّ ﷺ قد قال للرجل الذي سأله عن أبيه: «أبي وأبوك في النار». ورأى عمروَ بن لحي في النار، إلى غير هذا مما يطول ذكره، وإنما صاحب الفترة يُفْرَضُ أنه آدمي لم يصل إليه أن الله تعالى بعث رسولًا، ولا دعا إلى دين، وهذا قليلُ الوجود، اللهم إلا أن يشذ في أطراف الأرض المنقطعة عن العمران».

٤٨٦٧١- عن عطية العوفي، قال: الهالِك في الفترة، والمعتوه، والمولود يقول: ربِّ، لم يأتني كتابٌ ولا رسولٌ. وقرأ هذه الآية: ﴿ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٢٦٨)

٤٨٦٧٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولو أنا أهلكناهم بعذاب﴾ في الدنيا ﴿من قبله﴾ يعني: مِن قبل هذا القرآن في الآخرة؛ ﴿لقالوا ربنا لولا﴾ يعني: هلّا ﴿أرسلت إلينا رسولا﴾ معه كتابٌ؛ ﴿فنتبع آياتك﴾ يعني: آياتِ القرآنِ، ﴿من قبل أن نذل﴾ يعني: نستذلَّ، ﴿ونخزى﴾ يعني: ونُعَذَّب في الدنيا. نظيرُها في القصص[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٧-٤٨. يشير إلى قوله تعالى: ﴿ولَوْلا أنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْلا أرْسَلْتَ إلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ ونَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ [القصص:٤٧].]]. (ز)

٤٨٦٧٣- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله﴾ مِن قبلِ القرآن؛ ﴿لقالوا ربنا لولا﴾ هلّا ﴿أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى﴾ في العذاب[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٢٩٦.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب