الباحث القرآني

﴿فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ﴾ - تفسير

٤٨٥٩٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فاصبر على ما يقولون﴾ مِن تكذيبِهم إيّاك بالعذابِ، ﴿وسبح بحمد ربك﴾ يعني: صلِّ بأمر ربك[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٦.]]٤٣٢١. (ز)

٤٣٢١ وجَّه ابنُ تيمية (٤/٣٤٦) قول من قال بأن معنى: ﴿وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾: فصل بأمر ربك، فقال: «وتوجيه هذا أن قوله:»بحمده«أي: بكونه محمودًا، كما قد قيل في قول القائل: سبحان الله وبحمده؛ قيل: سبحان الله ومع حمده أسبِّحه، أو أسبِّحه بحمدي له، وقيل: سبحان الله وبحمده سبَّحناه، أي: هو المحمود على ذلك، كما تقول: فعلتُ هذا بحمد الله، وصلينا بحمد الله، أي: بفضله وإحسانه الذي يَستحقُّ الحمدَ عليه، وهو يرجع إلى الأول، كأنه قال: بحمدِنا لله فإنه المستحق لأن نحمده على ذلك. وإذا كان ذلك بكونه المحمود على ذلك فهو المحمود على ذلك، حيث كان هو الذي أمَر بذلك وشَرَعَه، فإذا سبَّحنا سبَّحنا بحمده، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلى المُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِن أنْفُسِهِمْ﴾ الآية [آل عمران:١٦٤]. وقد يكون القائل الذي قال:»فسبح بحمد ربك«أي: بأمره؛ أراد: المأمور به، أي: سبّحه بما أمرك أن تُسبِّحه به، فيكون المعنى: سَبِّح التسبيحَ الذي أمركَ ربُّك به، كالصلاة التي أمرك بها. وقولنا: صليتُ بأمر الله، وسبَّحتُ بأمر الله. يتناول هذا وهذا، يتناول أنه أمرَ بذلك ففَعَلْتُه بأمْرِه لم أبتدعْه، وأني فعلتُ بما أمرني به لم أبتدعْ».

٤٨٥٩٧- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿فاصبر على ما يقولون﴾ مِن قولهم لك: إنّك ساحرٌ، وإنك شاعرٌ، وإنك مجنونٌ، وإنك كاذبٌ، وإنك كاهنٌ[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٢٩٢.]]. (ز)

﴿قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ﴾ - تفسير

٤٨٥٩٨- عن جرير بن عبد الله، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها﴾، قال: «﴿قبل طلوع الشمس﴾ صلاة الصبح، ﴿وقبل غروبها﴾ صلاة العصر»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٢/٣٠٨ (٢٢٨٣)، وابن عساكر في تاريخه ٤١/٢٤٨. قال الهيثمي في المجمع ٧/٦٧ (١١١٧٢): «وفيه يحيى بن سعيد العطار، وهو ضعيف».]]. (١٠/٢٦٢)

٤٨٥٩٩- عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تُضامُونَ[[تُضامون -بتشديد الميم وتخفيفها-: فالتشديد معناه: لا يَنضَمُّ بَعضُكم إلى بَعْض وتَزْدَحِمون وقتَ النَّظَر إليه. ومعنى التخفيف: لا يَنالُكم ضَيمٌ في رُؤْيتِه، فَيراه بعضُكم دُونَ بعضٍ. النهاية (ضمم).]] في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ فافعلوا». ثم قرأ: ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها﴾[[أخرجه البخاري ١/١١٥ (٥٥٤)، ١/١١٩ (٥٧٣)، ٦/١٣٩ (٤٨٥١)، ٩/١٢٧ (٧٤٣٤، ٧٤٣٥، ٧٤٣٦)، ومسلم ١/٤٣٩ (٦٣٣)، ويحيى بن سلّام ١/٢٩٣، وابن جرير ١٦/٢١٠.]]. (١٠/٢٦٢)

٤٨٦٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَزِين- في قوله: ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها﴾، قال: هي الصلاة المكتوبة[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٢٩٣، وعبد الرزاق ٢/٢١، وابن المنذر في الأوسط ٢/٣٢٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٢٦١)

٤٨٦٠١- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس﴾ قال: هي صلاة الفجر، ﴿وقبل غروبها﴾ قال: صلاة العصر[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢١، وابن جرير ١٦/٢١١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٢٦١)

٤٨٦٠٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس﴾ قال: صلاة الصبح. ﴿وقبل غروبها﴾ الظهر والعصر[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٢٩٣.]]. (ز)

٤٨٦٠٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها﴾، قال: كان هذا قبل أن تُفرَض الصلاة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٢٦٢)

٤٨٦٠٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قبل طلوع الشمس﴾ يعني: الفجر، ﴿وقبل غروبها﴾ يعني: الظهر والعصر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٦.]]. (ز)

٤٨٦٠٥- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها﴾، قال: العصر[[أخرجه ابن جرير ١٦/٢١١.]]. (ز)

﴿وَمِنۡ ءَانَاۤىِٕ ٱلَّیۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ﴾ - تفسير

٤٨٦٠٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿ومن آناء الليل فسبح﴾، قال: آناء الليل: جَوْف الليل[[أخرجه ابن جرير ١٦/٢١٢.]]. (ز)

٤٨٦٠٧- قال عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- ﴿ومن آناء الليل﴾، قال: المصلّى من الليل كله[[أخرجه ابن جرير ١٦/٢١١.]]. (ز)

٤٨٦٠٨- قال عبد الله بن عباس: يريد: أول الليل[[تفسير البغوي ٥/٣٠٢.]]. (ز)

٤٨٦٠٩- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿ومن آناء الليل﴾: يعني: الليل كله[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٢٨٥.]]. (ز)

٤٨٦١٠- عن عكرمة مولى ابن عباس، في قوله: ﴿ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار﴾، قال: بعد الصبح، وعند غروب الشمس[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٢٦٣)

٤٨٦١١- عن أبي رجاء، قال: سمعتُ الحسن البصري قرأ: ﴿ومن آناء الليل﴾، قال: مِن أوله، وأوسطه، وآخره[[أخرجه ابن جرير ١٦/٢١٢.]]. (ز)

٤٨٦١٢- عن الحسن البصري: ﴿فسبح وأطراف النهار﴾، يعني: التطوع[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٢٩٣.]]. (ز)

٤٨٦١٣- عن الحسن البصري -من طريق قرة بن خالد- في قوله: ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار﴾ قال: ما بين صلاة الصبح وصلاة العصر، ﴿وزلفا من الليل﴾ [هود:١١٤] المغرب والعشاء[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٢٩٣.]]. (ز)

٤٨٦١٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ومن آناء الليل﴾ قال: صلاة المغرب والعشاء، ﴿وأطراف النهار﴾ قال: صلاة الظهر[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢١، وابن جرير ١٦/٢١١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]٤٣٢٢. (١٠/٢٦١)

٤٣٢٢ وجَّه ابنُ عطية (٦/١٤٥) قول قتادة قائلًا: «وأمّا من قال: ﴿وأَطْرافَ النَّهارِ﴾ لصلاة الظهر وحدها فلا بدَّ له مِن أنْ يتمسك بأن يكون النهار للجنس كما قلنا، أو يقول: إنّ النهار ينقسم قسمين؛ فصَلَهُما الزوال، ولكل قسم طرفان، فعند الزوال طرفان، الآخِر من القسم الأول، والأول من القسم الآخر، فقال عن الطرفين: أطرافًا، على نحو: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ [التحريم:٤]».

٤٨٦١٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ومن آناء الليل﴾: يعني: المغرب والعشاء[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٢٩٣.]]. (ز)

٤٨٦١٦- قال قتادة بن دعامة= (ز)

٤٨٦١٧- وإسماعيل السُّدِّيّ: ﴿ومن آناء الليل﴾، يعني: ومِن ساعات الليل[[علقه يحيى بن سلّام ١/٢٩٣.]]. (ز)

٤٨٦١٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن آناء الليل﴾ يعني: المغرب والعشاء ﴿فسبح وأطراف النهار﴾ ... قال مقاتل: كانت الصلاة ركعتين بالغَداةِ، وركعتين بالعَشِي، فلمّا عُرِج بالنبي ﷺ فُرِضَت عليه خمس صلوات؛ ركعتين ركعتين غير المغرب، فلما هاجر إلى المدينة أُمِر بتمام الصلوات، ولها ثلاثة أحوال[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٦.]]. (ز)

٤٨٦١٩- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿وأطراف النهار﴾، قال: المكتوبة[[أخرجه ابن جرير ١٦/٢١١.]]. (ز)

٤٨٦٢٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار﴾، قال: ﴿من آناء الليل﴾: العتمة، ﴿وأطراف النهار﴾: المغرب والصبح[[أخرجه ابن جرير ١٦/٢١١.]]. (ز)

﴿لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ ۝١٣٠﴾ - قراءات

٤٨٦٢١- عن أبي عبد الرحمن [السلمي] -من طريق عاصم- أنّه قرأ: ‹لَعَلَّكَ تُرْضى› برفع التاء[[أخرجه الفراء في معاني القرآن ٢/١٩٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. و‹لَعَلَّكَ تُرْضى› بضم التاء قراءة متواترة، قرأ بها الكسائي، وأبو بكر عن عاصم، وقرأ بقية العشرة: ﴿تَرْضى﴾ بفتح التاء. انظر: النشر ٢/٣٢٢، والإتحاف ص٣٩٠.]]. (١٠/٢٦٣)

﴿لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ ۝١٣٠﴾ - تفسير الآية

٤٨٦٢٢- قال الحسن البصري: أي: فإنّك سترضى ثوابَ عملِك في الآخرةِ[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٢٩٤.]]. (ز)

٤٨٦٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لعلك ترضى﴾ يا محمدُ في الآخرةِ بثوابِ اللهِ ﷿[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٦.]]. (ز)

٤٨٦٢٤- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿لعلك ترضى﴾، قال: بما تُعْطى[[أخرجه ابن جرير ١٦/٢١٣.]]. (ز)

٤٨٦٢٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿لعلك ترضى﴾، قال: الثوابَ؛ ترضى فيما يزيدُك اللهُ على ذلك[[أخرجه ابن جرير ١٦/٢١٢ ولفظه: بما يثيبك الله. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٢٦٣)

٤٨٦٢٦- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿لعلك ترضى﴾ لكي ترضى في الآخرة ثوابَ عملِك[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٢٩٤.]]. (ز)

﴿لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ ۝١٣٠﴾ - آثار متعلقة بالآية

٤٨٦٢٧- عن عُمارة بن رُوَيْبَة، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «لن يَلِجَ النارَ أحدٌ صَلّى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها»[[أخرجه مسلم ١/٤٤٠ (٦٣٤).]]. (١٠/٢٦٣)

٤٨٦٢٨- عن فضالة بن وهب الليثي، أنّ النبي ﷺ قال له: «حافِظْ على العَصْرَيْن». قلت: وما العصران؟ قال: «صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها»[[أخرجه أبو داود ١/٣١٩ (٤٢٨)، والحاكم ١/٦٩ (٥١)، ١/٣١٥ (٧١٧)، ٣/٧٢٨ (٦٦٣٧). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وعبد الله هو ابن فضالة بن عبيد، وقد خرج له في الصحيح حديثان». ووافقه الذهبي. قال إبراهيم الحسيني الحنفي في البيان والتعريف ٢/١٩ (٩٣٥): «قال الحافظ ابن حجر في الأربعين المتباينة: هذا حديث صحيح». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٢/٣٠٦ (٤٥٤): «إسناده صحيح، وصححه ابن حبان، والسيوطي».]]. (١٠/٢٦٣)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب