الباحث القرآني
﴿فَوَسۡوَسَ إِلَیۡهِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ﴾ - تفسير
٤٨٤٨١- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «إنّ في الجنة شجرةٌ يسير الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عام لا يقطعها، وهي شجرة الخلد»[[أخرجه أحمد ١٥/٥٣٧ (٩٨٧٠)، ١٦/٣٤ (٩٩٥٠)، والدارمي ٢/٤٣٦ (٢٨٣٩). وأصله عند البخاري ٤/١١٩ (٣٢٥٢)، ومسلم ٤/٢١٧٦ (٢٨٢٨)، كلاهما دون ذكر: شجرة الخلد.]]. (١٠/٢٥٢)
٤٨٤٨٢- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عمر بن عبد الرحمن بن مُهْرِبٍ- قال: لَمّا أسكن اللهُ آدمَ الجنةَ وزوجتَه، ونهاه عن الشجرة؛ كانت الشجرةُ غصونُها مُتَشَعِّبَةٌ بعضُها على بعض، وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخُلْدِهم، وهي الثمرة التي نهى اللهُ آدمَ عنها وزوجته، فلمّا أراد إبليسُ أن يَسْتَزِلَّهما دخل الحيَّة، وكانت الحيَّةُ لها أربعُ قوائم كأنها بُخْتِيَّةٌ[[البُخْتِية: الأُنثى من الجِمالِ البُخْتِ، وهي جمالٌ طوالُ الأَعْناق. النهاية واللسان (بخت).]] مِن أحسن دابَّةٍ خلقها الله، فلما دخلت الحيَّةُ الجنةَ خرج مِن جوفها إبليس، فأخذ مِن الشجرة التي نهى اللهُ آدمَ وزوجتَه عنها، فجاء بها إلى حواء، فقال: انظري إلى هذه الشجرة، ما أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها! فأخذتها حواءُ، فأكلتها، ثم ذهبت بها إلى آدم، فقالت: انظر إلى هذه الشجرة، ما أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها! فأكل منها آدم؛ فبَدَت لهما سوآتهما، فدخل آدمُ في جوف الشجرة، فناداه ربه: أين أنت؟ قال: ها أنا ذا، يا رب. قال: ألا تخرج؟ قال: أستحي منك، يا رب. قال: اهبط إلى الأرض. ثم قال: يا حواء، غَرَرْتِ عبدي؟! فإنّك لا تحملين حَمْلًا إلا كرهًا، فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفتِ على الموتِ مِرارًا. وقال للحيَّة: أنت التي دخل الملعون في جوفك حتى غرَّ عبدي، أنت ملعونة لعنة، تتحول قوائمك في بطنك، ولا يكون لك رِزْقٌ إلا التراب، أنت عدوُّ بني آدم، وهم أعداؤك، أينما لقيتِ أحدًا منهم أخذتِ بعَقِبَيْه، وحيث ما لقيك أحدٌ منهم شَدَخَ رأسَك. قيل لوهب: وهل كانت الملائكة تأكل؟ قال: يفعلُ الله ما يشاء[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٢٦-٢٢٧، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/٢٠٣-٢٠٤، وابن جرير ١/٥٦١-٥٦٢ مطولًا، وابن أبي حاتم ١/٨٧، ٥/١٤٤٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (١٠/٢٥٣)
٤٨٤٨٣- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى﴾، يقول: هل أدلك على شجرةٍ إن أكلتَ منها كنتَ ملِكًا مثل الله، ﴿أو تكونا من الخالدين﴾ [الأعراف:٢٠] فلا تموتان أبدًا[[أخرجه ابن جرير ١٦/١٨٨. وعلَّقه يحيى بن سلّام في تفسيره ١/٢٨٤ مختصرًا بلفظ: ألا أدلك.]]. (ز)
٤٨٤٨٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فوسوس إليه الشيطان﴾ يعني: إبليس وحده، فـ﴿قال يا آدم هل أدلك﴾ يقول: ألا أدلك ﴿على شجرة الخلد﴾ مَن أكل منها خَلَدَ في الجنة فلا يموت[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٤.]]. (ز)
٤٨٤٨٥- قال يحيى بن سلّام: ﴿على شجرة الخلد وملك لا يبلى﴾ أي: إنك إن أكلت منها خَلَدتَ في الجنة. وهو قوله: ﴿ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين﴾ يقول: أي: لكيلا تكونا ملَكين، ﴿أو تكونا من الخالدين﴾ [الأعراف:٢٠] يقول: إذا أكلتما من الشجرة تَحَوَّلْتُما مَلَكَيْنِ مِن ملائكة الله، أو كنتما مِن الخالدين[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٢٨٤.]]. (ز)
﴿وَمُلۡكࣲ لَّا یَبۡلَىٰ ١٢٠﴾ - تفسير
٤٨٤٨٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿و﴾على ﴿ملك لا يبلى﴾ يقول: لا يَفْنى[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٤.]]. (ز)
﴿وَمُلۡكࣲ لَّا یَبۡلَىٰ ١٢٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٨٤٨٧- عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم: أنّ آدم حين دخل الجنة، ورأى ما فيها مِن الكرامة، وما أعطاه اللهُ منها؛ قال: لو أنّ خُلْدًا كان. فاغتنمها منه الشيطان لَمّا سَمِعها منه، فأتاه مِن قِبَل الخُلْد[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٤.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.