الباحث القرآني
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ٦٢﴾ - قراءات
٢٠٦٨- عن عبد الله بن عباس، قال: يقولون: الصابون. وما الصابون! الصابئون. ويقولون: الخاطون. وما الخاطون!، الخاطئون[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. قرأ أبو جعفر من القراء العشرة بحذف الهمزة من ﴿والصابئين﴾، وبقية العشرة بإثبات الهمزة. انظر: النشر ٢/٢١٥.]]. (١/٣٩٨)
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ٦٢﴾ - نزول الآية
٢٠٦٩- عن سلمان -من طريق مجاهد- قال: سألت النبي ﷺ عن أهل دين كنت معهم، فذكَر من صلاتِهم وعبادتهم؛ فنزلت: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا﴾ الآية[[أخرجه ابن أبي عمر في مسنده -كما في المطالب العالية ١٥/٦٢ (٣٦٦٧)-، ومن طريقه ابن أبي حاتم ١/١٢٦ (٦٣٤). قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٢٤٦ (٥٧٦٥): «هذا إسناد رواته ثقات». وقال ابن حجر في العُجاب في بيان الأسباب ١/٢٥٦: «بسند صحيح». وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ١٤/٦٨: «بالأسانيد الثابتة عن سفيان عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد» فذكره.]]. (١/٣٨٩)
٢٠٧٠- عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السُّدِّي، عن مُرَّةَ الهمداني-= (ز)
٢٠٧١- وعبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّي، عن أبي مالك وأبي صالح- نزلت هذه الآية في سلمان الفارسي، وكان من أهل جُنْديسابور، من أشرافهم، وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص٢٥-٢٦، وابن عساكر في تاريخه ٢١/٤١٨ دون آخره. قال ابن حجر في العُجاب ١/٢٥٦: «وأخرج الواحدي أيضًا من تفسير إسحاق بن راهويه بسنده القوي» ثم ذكره.]]. (ز)
٢٠٧٢- عن مجاهد، قال: لَمّا قصَّ سلمانُ على رسول الله ﷺ قصة أصحابه؛ قال: «هم في النار». قال سلمان: فأظلمت عَلَيَّ الأرضُ. فنزلت: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا﴾ إلى قوله: ﴿يحزنون﴾. قال: فكأنما كُشِف عَنِّي جبلٌ[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص٢٤ مرسلًا. قال ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب ١/٢٥٥: «بسند له صحيح إلى ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد».]]. (١/٣٨٩)
٢٠٧٣- عن مجاهد، قال: سأل سلمان الفارسيُّ النبيَّ ﷺ عن أولئك النصارى، وما رأى أعمالهم، فقال: «لم يموتوا على الإسلام». قال سلمان: فأظلمت عَلَيَّ الأرض، وذكرت اجتهادهم؛ فنزلت هذه الآية: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا﴾، فدعا سلمان، فقال: «نزلت هذه الآية في أصحابك». ثم قال: «مَن مات على دين عيسى قبل أن يسمع بي فهو على خير، ومَن سمع بي ولم يؤمن بي فقد هلك»[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٥ مرسلًا. وينظر: تخريج الحديث السابق.]]. (١/٣٩٤)
٢٠٧٤- عن السُّدِّي، في قوله: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا﴾ الآية، قال: نزلت هذه الآية في أصحاب سلمان الفارسي، وكان رجلًا من جُندَيْسابورَ، وكان من أشرافهم، وكان ابن الملك صديقًا له مُؤاخيًا، لا يقضي واحدٌ منهما أمرًا دون صاحبه، وكانا يركبان إلى الصيد جميعًا، فبينما هما في الصيد إذ رُفع لهما بيت من عباءةٍ، فأتياه، فإذا هما فيه برجل بين يديه مصحف يقرأ فيه، وهو يبكي، فسألاه: ما هذا؟ فقال: الذي يريد أن يعلم هذا لا يقف موقفكما، فإن كنتما تريدان أن تعلما ما فيه فانزلا حتى أُعْلِمَكما. فنزلا إليه، فقال لهما: هذا كتاب جاء من عند الله، أمر فيه بطاعته، ونهى عن معصيته، فيه: أن لا تسرق، ولا تزني، ولا تأخذ أموال الناس بالباطل. فقَصَّ عليهما ما فيه، وهو الإنجيل الذي أنزل الله على عيسى، فوقع في قلوبهما، وتابعاه، فأسلما، وقال لهما: إن ذبيحة قومكما عليكما حرام. فلم يزالا معه كذلك يتعلمان منه، حتى كان عيدٌ للملك، فجمع طعامًا، ثم جمع الناس والأشراف، وأرسل إلى ابن الملك رسولًا، فدعاه إلى صنيعه ليأكل مع الناس، فأبى الفتى، وقال: إني عنك مشغول، فكل أنت وأصحابك. فلما أكثر عليه من الرسل أخبرهم أنه لا يأكل من طعامهم، فبعث الملك إلى ابنه، ودعاه، وقال: ما أمرك هذا؟ قال: إنا لا نأكل من ذبائحكم، إنكم كفار ليس تَحِلُّ ذبائحُكم. فقال له الملك: مَن أمرك هذا؟ فأخبره أنّ الراهب أمره بذلك، فدعا الراهب، فقال: ماذا يقول ابني؟ قال: صدق ابنك. قال له: لولا أن الدم فينا عظيم لقتلتك، ولكن اخرج من أرضنا. فأَجَّلَه أجلًا، فقال سلمان: فقمنا نبكي عليه، فقال لهما: إن كنتما صادقين فأنا في بِيعَة بالموصل مع ستين رجلًا نعبد الله، فائتونا فيها. فخرج الراهب، وبقي سلمان وابن الملك، فجعل سلمان يقول لابن الملك: انطلق بنا. وابن الملك يقول: نعم. وجعل ابن الملك يبيع متاعه، يريد الجهاز، فلما أبطأ على سلمان خرج سلمان حتى أتاهم، فنزل على صاحبه، وهو رب البِيعَة، وكان أهل تلك البِيعة أفضل مرتبة من الرهبان، فكان سلمان معه يجتهد في العبادة، ويتعب نفسه، فقال له سلمان: أرأيت الذي تأمرني به، هو أفضل أو الذي أصنع؟ قال: لا، بل الذي تصنع. قال: فخَلِّ عني. ثم إن صاحب البِيعة دعاه، فقال: أتعلم أن هذه البِيعة لي، وأنا أحق الناس بها، ولو شئت أن أُخْرِج منها هؤلاء لفعلت، ولكني رجل أضعف عن عبادة هؤلاء، وأنا أريد أن أتحول من هذه البِيعة إلى بِيعة أخرى، هم أهون عبادةً من هؤلاء، فإن شئت أن تقيم ههنا فأقم، وإن شئت أن تنطلق معي فانطلق. فقال له سلمان: أي البِيعتين أفضل أهلًا؟ قال: هذه. قال سلمان: فأنا أكون في هذه. فأقام سلمان بها، وأوصى صاحب البِيعة بسلمان، فكان سلمان يتعبد معهم، ثم إنّ الشيخ العالم أراد أن يأتي بيت المقدس، فدعا سلمان، فقال: إني أريد أن آتي بيت المقدس، فإن شئت أن تنطلق معي فانطلق، وإن شئت أن تقيم فأقم. قال له سلمان: أيهما أفضل؛ أنطلق معك أو أقيم؟ قال: لا، بل تنطلق معي. فانطلق معه، فمَرُّوا بمُقْعَد على ظهر الطريق مُلْقًى، فلما رآهما نادى: يا سيد الرهبان، ارحمني رحمك الله. فلم يكلمه، ولم ينظر إليه، وانطلقا حتى أتيا بيت المقدس، وقال الشيخ لسلمان: اخرج فاطلب العلم، فإنه يحضر هذا المسجد علماء الأرض. فخرج سلمان يسمع منهم، فرجع يومًا حزينًا، فقال له الشيخ: ما لك، يا سلمان؟ قال: أرى الخير كله قد ذهب به مَن كان قبلنا من الأنبياء وأتباعهم. فقال له الشيخ: لا تحزن، فإنّه قد بقي نبيٌّ ليس مِن نبيٍّ بأفضلَ تبعًا منه، وهذا زمانه الذي يخرج فيه، ولا أراني أدركه، وأمّا أنت فشابٌّ، فلعلك أن تدركه، وهو يخرج في أرض العرب، فإن أدركته فآمِن به، واتَّبِعْه. قال له سلمان: فأخبرني عن علامته بشيء. قال: نعم، وهو مختوم في ظهره بخاتم النبوة، وهو يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة. ثم رجعا حتى بلغا مكان المُقْعَد، فناداهما، فقال: يا سيد الرهبان، ارحمني رحمك الله. فعَطَف إليه حماره، فأخذ بيده فرفعه، فضرب به الأرض، ودعا له، وقال: قم بإذن الله. فقام صحيحًا يشتدُّ، فجعل سلمان يتعجب وهو ينظر إليه يشتد، وسار الراهب فتغيب عن سلمان، ولا يعلم سلمان، ثم إنّ سلمان فَزِع، فطلب الراهب، فلقيه رجلان من العرب من كَلْب فسألهما: هل رأيتما الراهب؟ فأناخ أحدهما راحلته، قال: نِعْمَ راعي الصِّرْمَة[[الصِّرْمة: القطيع من الإبل والغنم. لسان العرب (صرم).]] هذا! فحمله فانطلق به إلى المدينة، قال سلمان: فأصابني من الحزن شيء لم يصبني مثله قط. فاشترته امرأة من جُهَينَة، فكان يرعى عليها هو وغلام لها، يَتَراوَحان الغنم، هذا يومًا وهذا يومًا، وكان سلمان يجمع الدراهم، ينتظر خروج محمد ﷺ، فبينما هو يومًا يرعى إذ أتاه صاحبه يَعْقُبُه، فقال له: أشعرت أنه قد قدم اليوم المدينة اليوم رجل يزعم أنه نبي؟ فقال له سلمان: أقِمْ في الغنم حتى آتيك. فهبط سلمان إلى المدينة، فنظر إلى النبي ﷺ ودارَ حوله، فلما رآه النبي ﷺ عرف ما يريد، فأرسل ثوبه حتى خرج خاتمه، فلما رآه أتاه وكلَّمه، ثم انطلق، فاشترى بدينار؛ ببعضه شاة فشواها، وببعضه خبزًا، ثم أتاه به، فقال: «ما هذا؟». قال سلمان: هذه صدقة. قال: «لا حاجة لي بها، فأخرجْها فليأكُلْها المسلمون». ثم انطلق فاشترى بدينار آخر خبزًا ولحمًا، ثم أتى به النبي ﷺ، فقال: «ما هذا؟». قال: هذه هدية. قال: «فاقعد فكل». فقعد، فأكلا منها جميعًا، فبينما هو يحدثه إذ ذكر أصحابه، فأخبره خبرهم، فقال: كانوا يصلون، ويصومون، ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبيًّا. فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله ﷺ: «يا سلمان، هم من أهل النار». فاشتد ذلك على سلمان، وقد كان قال له سلمان: لو أدركوك صدَّقوك واتَّبعوك. فأنزل الله هذه الآية: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر﴾[[أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ١/٣١، والواحدي في أسباب النزول ص٢٥ مختصرًا، وابن جرير ٢/٤٠-٤٤، وابن أبي حاتم ١/١٢٧ (٦٣٦) مختصرًا.]]٢٦٨. (١/٣٨٩)
٢٠٧٥- قال مقاتل بن سليمان: وذلك أنّ سلمان الفارسي كان من جندسابور، فأتى النبي ﷺ فأسلم، وذكر سلمان أمر الراهب وأصحابه، وأنهم مجتهدون في دينهم يصلون ويصومون، فقال النبي ﷺ: «هُمْ فِي النار». فأنزل الله ﷿ فيمن صدق منهم بمحمد ﷺ وبما جاء به: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٢.]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟﴾ - تفسير
٢٠٧٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن الذين آمنوا﴾ يعني: صَدَّقوا، يعني: أقَرُّوا، وليسوا بمنافقين، ﴿والَّذِينَ هادُوا والنَّصارى﴾ يعني: اليهود والنَّصارى[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٢.]]٢٦٩. (ز)
﴿وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟﴾ - تفسير
٢٠٧٧- عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- قال: نحن أعلم الناس من حيث تَسَمَّت اليهود باليهودية، بكلمة موسى ﵇: ﴿إنا هدنا إليك﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٧٧.]]. (١/٣٩٥)
٢٠٧٨- عن عبد الله بن مسعود، قال: نحن أعلم الناس من أين تَسَمَّت اليهود باليهودية، والنصارى بالنصرانية، إنما تَسَمَّت اليهود باليهودية بكلمة قالها موسى: ﴿إنا هدنا إليك﴾. فلما مات قالوا: هذه الكلمة كانت تعجبه. فتَسَمَّوْا باليهود[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (١/٣٩٥)
٢٠٧٩- عن علي بن أبي طالب -من طريق عبد الله بن نُجَيٍّ- قال: إنما سميت اليهود لأنهم قالوا: ﴿إنا هدنا إليك﴾[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٨٢، وابن أبي حاتم ١/٢٠٨.]]. (١/٣٩٥)
٢٠٨٠- قال أبو عمرو بن العلاء: لأنّهم يَتَهَوَّدُون، أي: يتحرّكون عند قراءة التوراة، ويقولون: إنّ السموات والأرض تحرّكت حين آتى اللهُ موسى التوراة[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٨.]]. (ز)
٢٠٨١- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حَجّاج- قال: إنما سميت اليهود من أجل أنهم قالوا: ﴿إنا هدنا إليك﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٢-٣٣.]]٢٧٠. (ز)
﴿وَٱلنَّصَـٰرَىٰ﴾ - تفسير
٢٠٨٢- عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- قال: نحن أعلم الناس من حيث تَسَمَّت اليهود باليهودية، بكلمة موسى ﵇: ﴿إنا هدنا إليك﴾. ولِمَ تَسَمَّت النصارى بالنصرانية، من كلمة عيسى ﵇: ﴿كونوا أنصار الله﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٧٧.]]. (١/٣٩٥)
٢٠٨٣- عن عبد الله بن مسعود، قال: إنما تَسَمَّت النصارى بالنصرانية لكلمة قالها عيسى: ﴿من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله﴾. فتَسَمَّوْا بالنصرانية[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (١/٣٩٥)
٢٠٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي عن أبي صالح- قال: إنما سميت النصارى: نصارى؛ لأنّ قرية عيسى كانت تسمى: ناصِرَة[[أخرجه ابن سعد في طبقاته ١/٥٣-٥٤، وابن جرير ٢/٣٤.]]٢٧١. (١/٣٩٦)
٢٠٨٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: إنما سموا نصارى بقرية يقال لها: ناصِرة، ينزلها عيسى ابن مريم، فهو اسم تَسَمَّوْا به، ولم يؤمروا به[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٤. وذكر يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٤٦- نحوه مختصرًا.]]. (١/٣٩٥)
٢٠٨٦- قال محمد ابن شهاب الزهري: سُمُّوا نصارى لأنّ الحوارِيِّين قالوا: نحن أنصار الله[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٨.]]. (ز)
٢٠٨٧- قال مقاتل: لأنّهم نزلوا قرية يُقال لها: ناصرة، فنُسبوا إليها[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٨.]]. (ز)
٢٠٨٨- عن عبد الملك ابن جُريج -من طريق حَجّاج- قال: ... والنصارى إنما سُمُّوا نصارى من أجل أنهم نزلوا أرضًا يقال لها: ناصِرَة[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٢-٣٣.]]. (ز)
﴿وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ﴾ - تفسير
٢٠٨٩- قال عمر بن الخطاب: هم قوم من أهل الكتاب، ذبائحهم ذبائح أهل الكتاب[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٩، وتفسير البغوي ١/١٠٢.]]. (ز)
٢٠٩٠- عن مجاهد، قال: سُئِل ابن عباس عن الصابئين. فقال: هم قوم بين اليهود والنصارى والمجوس، لا تَحِلُّ ذبائحهم، ولا مناكحتهم[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (١٠٢٠٨).]]. (١/٣٩٦)
٢٠٩١- عن عبد الله بن عباس، قال: الصابئون ليس لهم كتاب[[أخرجه ابن مردويه كما في الفتح ١/٤٥٤.]]. (ز)
٢٠٩٢- عن الحسن، قال: نُبِّىء زيادٌ: أنّ الصابئين يُصَلُّون إلى القبلة، ويصلون الخمس، فأراد أن يضع عنهم الجزية، قال: فخُبِّر بعدُ: أنهم يعبدون الملائكة[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٦.]]. (ز)
٢٠٩٣- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: الصابئون: فرقة من أهل الكتاب، يقرؤون الزَّبور[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٧، وابن أبي حاتم ١/١٢٧.]]. (١/٣٩٧)
٢٠٩٤- عن جابر بن زيد= (ز)
٢٠٩٥- والضّحاك بن مُزاحِم، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/١٢٦.]]. (ز)
٢٠٩٦- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٦.]]. (ز)
٢٠٩٧- عن سعيد بن جبير -من طريق سالم- قال: الصابئون: منزلة بين النصرانية والمجوسية. ولفظ ابن أبي حاتم: منزلة بين اليهود والنصارى[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٧، ٤/١١٧٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٣٩٦)
٢٠٩٨- عن سعيد بن جبير، قال: ذهبت الصابئون إلى اليهود، فقالوا: ما أمركم؟ قالوا: نبينا موسى جاءنا بكذا وكذا، ونهانا عن كذا وكذا، وهذه التوراة، فمن تابعنا دخل الجنة. ثم أتوا النصارى، فقالوا في عيسى ما قالت اليهود في موسى، وقالوا: هذا الإنجيل، فمن تابعنا دخل الجنة. فقالت الصابئون: هؤلاء يقولون: نحن ومن اتبعنا في الجنة، واليهود يقولون: نحن ومن اتبعنا في الجنة، فمن به ندين؟! فسماهم الله: الصابئين[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٣٩٧)
٢٠٩٩- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق لَيْث- قال: الصابئون: قومٌ بين اليهود والمجوس، ليس لهم دين[[تفسير مجاهد ص٢٠٤ من طريق ابن أبي نجيح، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٤٧، وفي مصنفه (١٠٢٠٧)، وابن جرير ٢/٣٥ -من طرق، وفي أحدها زيادة: لا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم-، وابن أبي حاتم ١/١٢٧، ٤/١٧٥-١٧٦ -وفيه بزيادة: بين اليهود والمجوس والنصارى-. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد. وذكره البغوي ١/١٠١ بزيادة: هم قبيلة نحو الشام.]]٢٧٢. (١/٣٩٦)
٢١٠٠- عن مجاهد بن جَبْر، قال: الصابئون ليسوا بيهود ولا نصارى، هم قوم من المشركين لا كتاب لهم[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/٣٩٦)
٢١٠١- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: الصابئون بين المجوس واليهود، لا تؤكل ذبائحهم، ولا تنكح نساؤهم[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٥.]]. (ز)
٢١٠٢- عن مُطَرِّف، قال: كُنّا عند الحكم، فحدَّثه رجل من البصرة عن الحسن أنه كان يقول في الصابئين: أنهم كالمجوس.= (ز)
٢١٠٣- قال الحكم: ألم أخبركم بذلك؟![[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٨.]]. (ز)
٢١٠٤- عن معاوية بن عبد الكريم، قال: سمعت الحسن، فذكر الصابئين، فقال: هم قوم يعبدون الملائكة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٨.]]. (ز)
٢١٠٥- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِل- قال: الصّابِئُ: الذي يعرف الله وحده، وليست له شريعة يعمل بها، ولم يُحدِث كُفْرًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٨، ٤/١١٨٦.]]. (١/٣٩٧)
٢١٠٦- قال ابن جُرَيْج: قلت لعطاء: ﴿والصابئين﴾ زعموا أنها قبيلة من نحو السواد، ليسوا بمجوس ولا يهود ولا نصارى. قال: قد سمعنا ذلك، وقد قال المشركون للنبي: قد صبأ[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٦. وعلَّق ابن أبي حاتم ١/١٢٧ نحوه.]]. (ز)
٢١٠٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: الصابئون قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى غير القبلة، ويقرؤون الزبور[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (١٠٢٠٦)، وابن جرير ٢/٣٧ من طريق سعيد، وابن أبي حاتم ٤/١١٧٦. وذكر يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٤٦- نحوه مختصرًا.]]. (١/٣٩٧)
٢١٠٨- قال قتادة بن دِعامة: قوم يقرءون الزبور، ويعبدون الملائكة، ويصلون إلى الكعبة، ويُقِرُّون بالله تعالى، أخذوا من كل دين شيئًا[[تفسير البغوي ١/١٠٢.]]. (ز)
٢١٠٩- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق سفيان- قال: الصابئون طائفة من أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٧، وابن أبي حاتم ١/١٢٧ من طريق أسباط بزيادة: يقرؤون الزبور. وأورده الثعلبي ١/٢٠٩ ثم ذكر أنه رأي أبي حنيفة. وعزاه السيوطي إلى وكيع.]]٢٧٣. (١/٣٩٧)
٢١١٠- عن أبي الزِّناد -من طريق ابنه- قال: الصابئون قوم مما يلي العراق، وهم بِكُوثى[[كوثى: مدينة بالعراق. معجم البلدان ٤/٤٨٧.]] يؤمنون بالنبيين كلهم، ويصومون من كل سنة ثلاثين يومًا، ويُصَلُّون إلى اليمن كل يوم خمس صلوات[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع- تفسير القرآن ١/٦٣-٦٤ (١٤١)، وابن أبي حاتم ١/١٢٨، ٤/١١٧٦.]]. (١/٣٩٧)
٢١١١- عن ابن أبي نَجِيح: ﴿والصابئين﴾ بين اليهود والمجوس، لا دين لهم[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٥.]]. (ز)
٢١١٢- وقال الكلبي: هم قوم بين اليهود والنصارى، يحلقون أوساط رءوسهم، ويَجُبُّون[[الجب: القطع. القاموس المحيط (جبب).]] مَذاكِيرَهم[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٩، وتفسير البغوي ١/١٠٢.]]. (ز)
٢١١٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والصّابِئِينَ﴾ وهم قوم يُصَلُّون للقبلة، يقرؤون الزَّبُور، ويعبدون الملائكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٢.]]. (ز)
٢١١٤- قال أبو جعفر الرازي-من طريق آدم-: بلغني: أنّ الصابئين قوم يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزَّبور، ويصلون إلى القبلة[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٧، وابن أبي حاتم ١/١٢٨.]]. (ز)
٢١١٥- قال سفيان الثوري: الصابئين بين اليهود والمجوس، لا دين لهم[[تفسير سفيان الثوري ١/٤٦.]]. (ز)
٢١١٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿والصابئين﴾، قال: الصابئون: [أهل][[زيادة من نسخة شاكر.]] دين من الأديان، كانوا بالجزيرة؛ جزيرة الموصل، يقولون: لا إله إلا الله، وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي، إلا قول: لا إله إلا الله. قال: ولم يؤمنوا برسول الله، فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون للنبي ﷺ وأصحابه: هؤلاء الصابئون. يُشَبِّهُونهم بهم[[أخرجه ابن جرير ٢/٣٦.]]٢٧٤. (ز)
﴿مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا﴾ - تفسير
٢١١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قوله: ﴿من آمن بالله﴾ يعني: مَن وحَّدَ الله، ﴿واليوم الاخر﴾ يعني: مَن آمن باليوم الآخر، يقول: آمن بما أنزل الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٨-١٢٩.]]. (ز)
٢١١٨- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسْباط- ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله اليوم الآخر﴾، قال: فكان إيمان اليهود أنّه مَن تمسك بالتوراة وسنة موسى، حتى جاء عيسى، فلما جاء عيسى كان مَن تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولًا منه، حتى جاء محمد ﷺ، فمَن لم يَتَّبِع محمدًا ﷺ منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل كان هالكًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٧.]]٢٧٥. (ز)
٢١١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا﴾ يقول: مَن صَدَّق منهم بالله ﷿ بأنّه واحد لا شريك له، وصَدَّق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال بأنه كائن ﴿فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾، يقول: ﴿إن الذين آمنوا﴾ يعني: صَدَّقوا بتوحيد الله تعالى، ومَن آمن مِن الذين هادوا ومن النصارى ومن الصابئين ﴿من آمن﴾ منهم ﴿بالله واليوم الآخر﴾ فيما تقدم إلى آخر الآية[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٢.]]. (ز)
﴿فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ٦٢﴾ - تفسير
٢١٢٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: أجرٌ كبير لحسناتهم، وهي الجنة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٩.]]. (ز)
٢١٢١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم﴾ من نزول العذاب، ﴿ولا هم يحزنون﴾ عند الموت[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٢.]]. (ز)
﴿فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ٦٢﴾ - النسخ في الآية
٢١٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا﴾ الآية، قال: فأنزل الله بعد هذا: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ [آل عمران:٨٥][[أخرجه ابن جرير ٢/٤٥-٤٦، وابن أبي حاتم ١/١٢٦. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في الناسخ والمنسوخ.]]٢٧٦. (١/٣٩٤)
٢١٢٣- عن سعيد بن عبد العزيز، في قول الله -جلَّ وعزَّ- ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر﴾، قال: هي منسوخة، نَسَخَتْها: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا﴾ [آل عمران:٨٥][[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.