الباحث القرآني
﴿وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَیۡنࣰاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسࣲ مَّشۡرَبَهُمۡۖ﴾ - تفسير
١٩٦٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبَيْر- قال: ذلك في التِّيه؛ ظُلِّل عليهم الغمام، وأُنزل عليهم المن والسلوى، وجعل لهم ثيابًا لا تَبْلى ولا تَتَّسِخ، وجُعل بين ظهرانيهم حجر مُرَبَّع، وأمر موسى فضرب بعصاه الحجر، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، في كل ناحية منه ثلاث عيون، لكل سبط عين، ولا يرتحلون مَنقَلَة[[المَنقَلَة: المرحلة من مراحل السفر. لسان العرب (نقل).]] إلا وجدوا ذلك الحجر منهم بالمكان الذي كان به منهم في المنزل الأول[[أخرجه ابن جرير ٢/٦، وابن أبي حاتم ١/١٢١-١٢٢. وقد أورده السيوطي مختصرًا من طريق عكرمة، وعزاه إلى ابن جرير ٢/٧.]]. (١/٣٨٢)
١٩٦٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن الحكم، عن الضحاك- قال: لما كان بنو إسرائيل في التِّيه شق لهم من الحجر أنهارًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢١.]]. (ز)
١٩٧٠- وقال عبد الله بن عباس: كان حجرًا خفيفًا مُرَبَّعًا على قَدْر رأس الرجل، كان يضعه في مِخْلاته[[وعاء يوضع فيه الخَلى، وهو الحشيش. تاج العروس (خلى).]]، فإذا احتاجوا إلى الماء وضعه وضربه بعصاه[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٣، وتفسير البغوي ١/١٠٠.]]. (ز)
١٩٧١- قال سعيد بن جُبَير: هو الحجر الذي وضع موسى ثوبه عليه ليغتسل، ففر بثوبه، ومر به على ملأ من بني إسرائيل حين رموه بالأُدْرَة[[الأُدْرة -بضم الهمزة- نفخة في الخُصْيَة. لسان العرب (أدر).]]، فلما وقف أتاه جبرائيل، فقال: إن الله تعالى يقول: ارفع هذا الحجر، فلي فيه قدرة، ولك فيه معجزة. فرفعه، ووضعه في مِخْلاته[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٣، وتفسير البغوي ١/١٠٠.]]. (ز)
١٩٧٢- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: انفجر لهم الحجر بضربة موسى اثنتي عشرة عينًا، كل ذلك كان في تِيهِهم حين تاهُوا[[أخرجه ابن جرير ٢/٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٣٨٢)
١٩٧٣- عن مجاهد بن جَبْر، قال: استسقى موسى لقومه، فقال: اشربوا، يا حمير. فقال الله تعالى له: لا تُسَمِّ عبادي: حميرًا[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة.]]. (١/٣٨٤)
١٩٧٤- عن عَطِيَّة العَوْفِي: وجعل لهم حجرًا مثل رأس الثور، يُحمل على ثور، فإذا نزلوا منزلًا وضعوه، فضربه موسى بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، فاستمسك الماء[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢١.]]. (ز)
١٩٧٥- قال وهْب بن مُنَبِّه: كان موسى ﵇ يقرع لهم أقرب حجر من عرض الحجارة، فيتفجّر لهم عيونًا، لكلّ سبط عين، وكانوا اثني عشر سِبْطًا، ثمّ تسيل كلّ عين في جدول إلى السِّبْط الذي أمر بسقيهم[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٣.]]. (ز)
١٩٧٦- وقال عطاء: كان للحجر أربعة وجوه، لكل وجه ثلاثة أعين، لكل سبط عين ...، كان يضربه موسى اثنتي عشرة ضربة، فيظهر على موضع كل ضربة مثل ثدي المرأة، فيعرق، ثم يتفجر الأنهار، ثم تسيل[[تفسير البغوي ١/١٠٠.]]. (ز)
١٩٧٧- عن قتادة بن دِعامة في قوله: ﴿وإذ استسقى موسى لقومه﴾ الآية، قال: كان هذا في البَرِّيَّة حيث خَشوا الظَّمَأ، استسقى موسى، فأمر بحجر أن يضربه بعصاه، وكان حجرًا طُورانِيًّا من الطُّور يحملونه معهم، حتى إذا نزلوا ضربه موسى بعصاه ﴿فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشاربهم﴾، قال: لكل سبط منهم عين معلومة يستفيد ماءَها[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه ابن جرير ٢/٦ من طريق سعيد، وابن أبي حاتم ١/١٢١ مختصرًا من طريق شيبان. وذكر يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٤٤- نحوه.]]. (١/٣٨٢)
١٩٧٨- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسْباط- قال: كان ذلك في التِّيه[[أخرجه ابن جرير ٢/٨.]]. (ز)
١٩٧٩- عن عطاء الخراساني -من طريق ابنه عثمان- قال: كان لبني إسرائيل حجر، فكان يضعه هارون، ويضربه موسى بعصاه[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢١.]]. (ز)
١٩٨٠- عن جُوَيْبِر أنّه سُئِل عن قوله: ﴿قد علم كل أناس مشربهم﴾. قال: كان موسى يضع الحجر، ويقوم من كل سِبْط رجل، ويضرب موسى الحجر، فينفجر منه اثنتا عشرة عينًا، فَيَنتَضِحُ[[حمل الماء من النهر أو البئر. المصباح المنير (نضح).]] من كل عين على رجل، فيدعو ذلك الرجل سِبْطه إلى تلك العين[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٢.]]. (١/٣٨٣)
١٩٨١- وقال أبو رَوْق: كان الحجر من الكذان[[الكذان: حجارة رخوة. النهاية (كذن).]]، وكان فيه اثنتا عشرة حفرة، ينبع من كلِّ حفرة عين ماء عذب فُرات فيأخذوه، فإذا فرغوا وأراد موسى حمله ضربه بعصاه، فيذهب الماء، وكان يسقي كل يوم ستمائة ألف[[تفسير الثعلبي ١/٢٠٣.]]. (ز)
١٩٨٢- قال أبو عمرو بن العلاء: انبجست: عرقت وانفجرت، أي: سالت[[تفسير البغوي ١/١٠٠.]]. (ز)
١٩٨٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذ استسقى موسى لقومه﴾ وهم في التِّيه، قالوا: من أين لنا شراب نشرب؟ فدعا موسى ﵇ ربه أن يسقيهم، فأوحى الله ﷿ إلى موسى ﵇: ﴿فقلنا اضرب بعصاك الحجر﴾. وكان الحجر خفيفًا مُرَبَّعًا، فضربه، ﴿فانفجرت منه﴾ من الحجر ﴿اثنتا عشرة عينا﴾، فَرَووا بإذن الله ﷿، وكانوا اثني عشر سبطًا، لكل سبط من بني إسرائيل عين تجري على حِدَة، لا يخالطهم غيرهم، فذلك قوله سبحانه: ﴿قد علم كل أناس مشربهم﴾، يعني: كل سبط مشربهم. يقول الله ﷿: ﴿كلوا﴾ من المن والسلوى، ﴿واشربوا﴾ من العيون، وهو من رزق الله حلالًا طيبًا، فذلك قوله سبحانه: ﴿كلوا من طيبات ما رزقناكم﴾ [طه:٨١] ... وكان موسى ﵇ إذا ظَعَنَ[[أي: ذهب وسار، ويقال لكل من سافر: ظعن. لسان العرب (ظعن).]] حمل الحجر معه، وتنصَبُّ العيون منه، ثم إنهم قالوا: يا موسى، فأين اللباس؟ فجعلت الثياب تطول مع أولادهم، وتبقى على كبارهم، ولا تمزق، ولا تبلى، ولا تدنس، وكان لهم عمود من نور يضيء لهم بالليل إذا ارتحلوا وغاب القمر[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٠.]]. (ز)
١٩٨٤- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- استسقى لهم موسى في التِّيه، فَسُقوا في حجر مثل رأس الشاة، قال: يُلْقُونه في جوانب الجُوالِق[[الجوالق: بكسر الجيم واللام، وبضم الجيم وفتح اللام وكسرها: وعاء. القاموس المحيط (جوق).]] إذا ارتحلوا، ويقرعه موسى بالعصا إذا نزل، فتنفجر منه اثنتا عشرة عينًا، لكل سبط منهم عين، فكان بنو إسرائيل يشربون منه، حتى إذا كان الرحيل استمسكت العيون، وقيل به فأُلْقِي في جانب الجوالق، فإذا نزل رُمِي به، فقرعه بالعصا، فتفجرت عين من كل ناحية مثل البحر[[أخرجه ابن جرير ٢/٨.]]٢٥٥. (ز)
﴿وَلَا تَعۡثَوۡا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِینَ ٦٠﴾ - تفسير
١٩٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله: ﴿ولا تعثوا في الأرض﴾، قال: لا تَسْعَوا في الأرض[[أخرجه ابن جرير ٢/١١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١/٣٨٣)
١٩٨٦- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿ولا تعثوا في الأرض مفسدين﴾، قال: لا تَسْعَوْا في الأرض فسادًا[[أخرجه ابن جرير ٢/١٠، وابن أبي حاتم ١/١٢٢.]]. (١/٣٨٣)
١٩٨٧- عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِي -من طريق السُّدِّي- في قوله: ﴿ولا تعثوا في الأرض مفسدين﴾، قال: يعني: ولا تمشوا بالمعاصي[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٢٢.]]. (١/٣٨٣)
١٩٨٨- عن قتادة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ولا تعثوا في الأرض مفسدين﴾، قال: لا تسيروا في الأرض مُفْسِدِين[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣١١، وابن أبي حاتم ١/١٢٢ من طريق شيبان. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٤٤-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٣٨٤)
١٩٨٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تعثوا في الأرض﴾ يقول: لا تَعْلُوا، ولا تَسْعَوْا في الأرض ﴿مفسدين﴾ يقول: لا تعملوا في الأرض بالمعاصي، فرَفَعُوا من المن والسلوى لِغَدٍ، فذلك قوله سبحانه: ﴿ولا تطغوا فيه﴾ [طه:٨١]، يقول: لا ترفعوا منه لغد[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١١.]]. (ز)
١٩٩٠- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿ولا تعثوا في الأرض مفسدين﴾: لا تطغوا في الأرض مفسدين. لا تَعْثَ: لا تَطْغَ[[أخرجه ابن جرير ٢/١٠.]]٢٥٦. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.