الباحث القرآني
﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ یَـٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ﴾ - تفسير
١٧٧٤- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿باتخاذكم العجل﴾، قال: حُلِيٌّ استعاروه من آل فرعون، فقال لهم هارون: أحرِقوه، تَطَهّرُوا منه[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٠٩ (٥٢٥).]]. (ز)
١٧٧٥- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في قوله: ﴿وإذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل﴾، فقال: ذلك حين وقع في قلوبهم من شأن عبادتهم العجل ما وقع، وحين قال الله: ﴿ولما سقط في ايديهم وراوا انهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا﴾ [الأعراف:١٤٩]. قال: فذلك حين يقول موسى: ﴿يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٠٩ (٥٢٥).]]. (ز)
١٧٧٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنكم ظلمتم﴾ أي: ضَرَرْتم ﴿أنفسكم باتخاذكم العجل﴾ إلَهًا من دون الله ﷾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٠٦.]]. (ز)
﴿فَتُوبُوۤا۟ إِلَىٰ بَارِىِٕكُمۡ﴾ - تفسير
١٧٧٧- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله ﷿: ﴿إلى بارئكم﴾. قال: خالقكم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول تُبَّعٍ: شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النَّسَم[[أخرجه الطستي -كما في الإتقان ٢/١٠٣-.]]. (١/٣٧٠)
١٧٧٨- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿إلى بارئكم﴾، قال: خالقكم[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٥، وابن أبي حاتم ١/١١٠.]]. (١/٣٧٠)
١٧٧٩- عن سعيد بن جبير، أنه فَسَّره كذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/١١٠ (عقب ٥٢٦).]]. (ز)
١٧٨٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، أنه فَسَّره كذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١١٠ (عقب ٥٢٦).]]. (ز)
١٧٨١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فتوبوا إلى بارئكم﴾، يعني: خالقكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٠٦.]]. (ز)
١٧٨٢- عن سفيان الثوري في قوله: ﴿فتوبوا الى بارئكم﴾، قال: خالقكم الذي خلقكم[[أخرجه سفيان الثوري ص٤٥ (١٦).]]. (ز)
﴿فَٱقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ عِندَ بَارِىِٕكُمۡ فَتَابَ عَلَیۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ ٥٤﴾ - تفسير
١٧٨٣- عن علي بن أبي طالب -من طريق عُمارَة بن عبد، وأبي عبد الرحمن- قال: قالوا لموسى: ما توبتنا؟ قال: يقتل بعضكم بعضًا. فأخذوا السكاكين، فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وابنه، لا يُبالي مَن قتل، حتى قُتِل منهم سبعون ألفًا، فأوحى الله إلى موسى: مُرْهُم فليرفعوا أيديهم، وقد غُفِر لمن قتل، وتِيبَ على مَن بقي[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١١١، وعند البغوي ١/٩٦ نحوه، وفيه: فاشتد ذلك على موسى، فأوحى الله تعالى إليه: أما يرضيك أن أدخل القاتل والمقتول الجنة، فكان مَن قُتِل منهم شهيدًا، ومَن بقي مكفرًا عنه ذنوبه، فذلك قوله تعالى: ﴿فَتابَ عَلَيْكُمْ﴾.]]. (١/٣٦٩)
١٧٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عِكْرِمة- قال: أمر موسى قومه -عن أمر ربه- أن يقتلوا أنفسهم، واحْتَبى[[الاحتباء: أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بقوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوضًا عن الثوب. لسان العرب (حبا).]] الذين عكفوا على العجل، فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل، فأخذوا الخناجر بأيديهم، وأصابتهم ظلمة شديدة، فجعل يقتل بعضهم بعضًا، فانجَلَتِ الظلمةُ عنهم، وقد أجلوا عن سبعين ألف قتيل، كلُّ مَن قتل منهم كانت له توبة، وكل مَن بقي كانت له توبة[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٠.]]. (١/٣٦٨)
١٧٨٥- عن ابن جُرَيْجٍ، قال: قال لي عطاء: سمعت عُبَيْد بن عُمَير يقول: قام بعضهم إلى بعض يقتل بعضهم بعضًا، ما يتَوَقّى الرجلُ أخاه ولا أباه ولا ابنه ولا أحدًا، حتى نزلت التوبة.= (ز)
١٧٨٦- قال ابن جريج: وقال ابن عباس: بلغ قتلاهم سبعين ألفًا، ثم رفع الله ﷿ عنهم القتل، وتاب عليهم[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٣.]]. (ز)
١٧٨٧- عن أبي عبد الرحمن[[لعله: أبو عبد الرحمن السلمي.]] -من طريق أبي إسحاق- أنّه قال في هذه الآية: ﴿فاقتلوا أنفسكم﴾، قال: عمدوا إلى الخناجر، فجعل يطعن بعضهم بعضًا[[أخرجه ابن جرير ١/٦٧٩.]]. (ز)
١٧٨٨- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم﴾ الآية، قال: فصاروا صَفَّيْن، فجعل يقتل بعضهم بعضًا، فبلغ القتلى ما شاء الله، ثم قيل لهم: قد تيب على القاتل والمقتول[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٢.]]. (ز)
١٧٨٩- عن القاسم بن أبي بَزَّة، أنّه سمع سعيد بن جبير= (ز)
١٧٩٠- ومجاهدًا قالا: قام بعضهم إلى بعض بالخناجر يقتل بعضهم بعضًا، لا يَحِنُّ رجل على رجل قريب ولا بعيد، حتى ألْوى[[أي: فَتَلَه. لسان العرب (لوى).]] موسى بثوبه، فطرحوا ما بأيديهم، فتَكَشَّف عن سبعين ألف قتيل. وإنّ الله أوحى إلى موسى: أن حسبي، قد اكتفيت. فذلك حين ألوى بثوبه[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٠، وابن أبي حاتم ١/١١٠ (٥٣١).]]. (ز)
١٧٩١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: كان موسى أمر قومه عن أمر ربه أن يقتل بعضهم بعضًا بالخناجر، ففعلوا، فتاب الله عليهم[[تفسير مجاهد ص٢٠٢، وأخرجه ابن جرير ١/٦٨٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وفي لفظ عند ابن جرير ١/٦٨٢: كان موسى أمر قومه -عن أمر ربه- أن يقتل بعضهم بعضًا، ولا يقتل الرجل أباه ولا أخاه، فبلغ ذلك في ساعة من نهار سبعين ألفًا.]]. (١/٣٧٠)
١٧٩٢- عن الحسن البصري -من طريق ابن شَوْذَبٍ- في قوله: ﴿فاقتلوا أنفسكم﴾، قال: أصابت بني إسرائيل ظلمةٌ حِندِس[[الحِندِس: شدة الظلمة. لسان العرب (حندس).]]، فقتل بعضهم بعضًا، ثم انكشف عنهم، فجعل توبتهم في ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١١٠.]]. (ز)
١٧٩٣- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إنكم ظلمتم أنفسكم﴾ الآية، قال: أُمِرَ القوم بشديد من البلاء، فقاموا يتناحرون بالشِّفار، ويقتل بعضهم بعضًا، حتى بلغ الله نقمته فيهم وعقوبته، فلما بلغ ذلك سقطت الشِّفار من أيديهم، وأمسك عنهم القتل، فجعله الله لِلْحَيِّ منهم توبة، وللمقتول شهادة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١١٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وعند ابن جرير ١/٦٨٣ بنحوه مختصرًا من طريق معمر.]]. (١/٣٦٩)
١٧٩٤- وقال قتادة بن دِعامة: جعل عقوبة عبدة العجل القتل؛ لأنّهم ارتدّوا، والكفر يبيح الدّم[[تفسير الثعلبي ١/١٩٨.]]. (ز)
١٧٩٥- عن الزُّهْرِيِّ -من طريق عَقِيل- قال: لَمّا أُمِرَت بنو إسرائيل بقتل أنفسها برزوا ومعهم موسى، فاضطربوا بالسيوف، وتطاعنوا بالخناجر، وموسى رافع يديه، حتى إذا أفْنَوْا بعضهم قالوا: يا نبيَّ الله، ادعُ لنا. وأخذوا بعَضُدَيْهِ، فلم يزل أمرهم على ذلك، حتى إذا قبل الله توبتهم قبض أيديهم بعضهم عن بعض، فألقوا السلاح، وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم، فأوحى الله إلى موسى: ما يحزنك؟ أمّا مَن قُتِل منكم فحَيٌّ عندي يرزق، وأما مَن بقي فقد قبلت توبته. فسُرَّ بذلك موسى وبنو إسرائيل[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٢. وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.]]. (١/٣٦٩)
١٧٩٦- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: ... فلمّا سُقِط في أيدي بني إسرائيل حين جاء موسى، ورأوا أنهم قد ضلوا؛ قالوا: لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين. فأبى الله أن يقبل توبة بني إسرائيل إلا بالحال التي كرهوا أن يقاتلوهم حين عبدوا العجل، فقال لهم موسى: ﴿يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم﴾. قال: فصَفُّوا صفين، ثم اجتلدوا بالسيوف، فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوه بالسيوف، فكان مَن قُتِل من الفريقين شهيدًا، حتى كثر القتل، حتى كادوا أن يهلكوا، حتى قُتِل بينهم سبعون ألفًا، وحتى دعا موسى وهارون: ربَّنا، هلكت بنو إسرائيل، ربَّنا، البَقِيَّةَ البَقِيَّةَ. فأمرهم أن يضعوا السلاح، وتاب عليهم، فكان مَن قُتِل شهيدًا، ومَن بقي كان مُكَفِّرًا عنه، فذلك قوله: ﴿فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم﴾[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٠، وابن أبي حاتم ١/١١١ (٥٣٣).]]. (ز)
١٧٩٧- قال مقاتل بن سليمان: ... ندم القوم على صنيعهم، فذلك قوله سبحانه: ﴿ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا﴾، يعني: أشركوا بالله ﷿ ﴿قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:١٤٩]. فقالوا: كيف لنا بالتوبة، يا موسى؟ قال: اقتلوا أنفسكم. يعني: يقتل بعضكم بعضًا -كقوله سبحانه في النساء: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾ يقول: لا يقتل بعضُكم بعضَكم؛ ﴿إن الله كان بكم رحيما﴾ [النساء:٢٩]- يعني: ذلك القتل والتوبة خير لكم عند بارئكم، يعني: عند خالقكم، قالوا: قد فعلنا. فلما أصبحوا أمَرَ موسى ﵇ البقية الاثني عشر ألفًا الذين لم يعبدوا العجل أن يقتلوهم بالسيف والخناجر، فخرج كلُّ بني أبٍ على حِدَةٍ من منازلهم، فقعدوا بأَفْنِيَة بيوتهم، فقال بعضهم لبعض: هؤلاء إخوانكم أتوكم شاهرين السيوف، فاتقوا الله واصبروا، فلعنة الله على رجل حَلَّ جيوبَه، أو قام من مجلسه، أو اتقى بيدٍ أو رِجلٍ، أو حارَ[[الحَوْر: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء. لسان العرب (حور).]] إليهم طرفة عين. قالوا: آمين. فقتلوهم مِن لدن طلوع الشمس إلى انتصاف النهار يوم الجمعة، وأرسل الله ﷿ عليهم الظُّلْمَة حتى لا يعرف بعضهم بعضًا، فبلغت القتلى سبعين ألفًا، ثم أنزل الله ﷿ الرحمة، فلم يحدّ فيهم السلاح، فأخبر الله ﷿ موسى ﵇ أنه قد نزلت الرحمة. فقال لهم: قد نزلت الرحمة. ثم أمر موسى المنادي، فنادى: أنِ ارفعوا سيوفكم عن إخوانكم. فجعل الله ﷿ القتلى شهداء، وتاب الله على الأحياء، وعفا عن الذين صبروا للقتل فلم يقتلوا، فمَن مات قبل أن يأتيهم موسى ﵇ على عبادة العجل دخل النار، ومَن هرب مِن القتل لعنهم الله وضربت عليهم الذلة والمسكنة، فذلك قوله: ﴿سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا﴾ [الأعراف:١٥٢]، وذلك قوله سبحانه: ﴿وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب﴾ [الأعراف:١٦٧]، فكان الرجل يأتي نادي قومَه وهم جلوس، فيقتل من العشرة ثلاثة، ويدع البقية، ويقتل الخمسة من العشرين ومَن كتب عليهم الشهادة، ويبقى الذين لم يُقْضَ لهم أن يُقْتَلوا، فذلك قوله ﷿: ﴿ثم عفونا عنكم﴾ فلم نهلككم جميعًا ﴿من بعد ذلك﴾ يعني: بعد العجل؛ ﴿لعلكم﴾ يعني: لكي ﴿تشكرون﴾ ربكم في هذه النعم، يعني: العفو، ﴿فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم﴾ وذلك قوله سبحانه في الأعراف: ﴿والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها﴾ يعني: من بعد عبادة العجل، ﴿وآمنوا﴾ يعني: وصَدقوا بأن الله واحد لا شريك له ﴿إن ربك من بعدها لغفور رحيم (١٥٣)﴾: لَذو تَجاوُزٍ عنهم، رحيم بهم عند التوبة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٠٦-١٠٧.]]. (ز)
١٧٩٨- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: قاموا صَفَّيْن، فاقتتلوا بينهم، فجعل الله القتل لِمَن قُتِل منهم شهادة، وكانت توبة لمن بقي، وكان قتل بعضهم بعضًا أنّ الله عَلِم أنّ ناسًا منهم علموا أنّ العجل باطل، فلم يمنعهم أن ينكروا عليهم إلا مخافة القتال، فلذلك أمر أن يقتل بعضهم بعضًا[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٤.]]. (ز)
١٧٩٩- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: لَمّا رجع موسى إلى قومه، وأحرق العجل وذَرّاه في اليم؛ خرج إلى ربه بمن اختار من قومه، فأخذتهم الصاعقة، ثم بُعِثوا، سأل موسى ربه التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل، فقال: لا، إلا أن يقتلوا أنفسهم. قال: فبلغني: أنهم قالوا لموسى: نصبر لأمر الله. فأمر موسى مَن لم يكن عبد العجل أن يقتل مَن عبده، فجلسوا بالأفنية، وأَصْلَت[[أصْلَت السيف: أي: جَرَّده. لسان العرب (صلت).]] عليهم القوم السيوف، فجعلوا يقتلونهم، وبكى موسى، وبَهَشَ[[أي: اجتمع. القاموس المحيط (بهش).]] إليه النساء والصبيان يطلبون العفو عنهم، فتاب عليهم، وعفا عنهم، وأمر موسى أن ترفع عنهم السيوف[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٤.]]٢٣١. (ز)
١٨٠٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- قال: لَمّا رجع موسى إلى قومه، وكانوا سبعين رجلًا قد اعتزلوا مع هارون العجل لم يعبدوه، فقال لهم موسى: انطلقوا إلى موعد ربكم. فقالوا: يا موسى، أما من توبة؟ قال: بلى، ﴿فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم﴾ الآية. فاخْتَرَطُوا السيوف والجِرَزَة[[الجُرْزُ من السلاح: والجمع الجِرَزَة، والجُرْزُ، والجُرُزُ: العمود من الحديد. لسان العرب (جرز).]] والخناجر والسكاكين، قال: وبعث عليهم ضَبابَة، قال: فجعلوا يتلامسون بالأيدي، ويقتل بعضهم بعضًا، قال: ويلقى الرجل أباه وأخاه فيقتله ولا يدري، ويتنادون فيها: رحم الله عبدًا صبر حتى يبلغ الله رضاه. وقرأ قول الله جل ثناؤه: ﴿وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين﴾ [الدخان:٣٣]، قال: فقتلاهم شهداء، وتيب على أحيائهم. وقرأ: ﴿فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم﴾[[أخرجه ابن جرير ١/٦٨٤.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.