الباحث القرآني
﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةࣲ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَیۡسَرَةࣲۚ﴾ - نزول الآية
١١٢٤٣- قال [محمد بن السائب] الكلبي: قالت بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة: هاتوا رءوس أموالنا ولكم الربا ندعه لكم. فقالت بنو المغيرة: نحن اليوم أهل عُسْرة، فأَخِّرُونا إلى أن تُدْرَك الثمرة. فأبوا أن يؤخروهم؛ فأنزل الله تعالى: ﴿وإن كان ذو عسرة﴾ الآية[[علَّقه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص٢١٣.]]. (ز)
﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةࣲ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَیۡسَرَةࣲۚ﴾ - تفسير الآية
١١٢٤٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: نزلت في الربا[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٥٤- تفسير)، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٢، والنحاس في ناسخه (ت: اللاحم) ٢/١٠٧. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، و المثبت في المطبوع منه بلفظ: «الدَّيْن»، كما في الأثر التالي، وهو عند سعيد بن منصور من طريق خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد. وعند ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن فضيل، عن يزيد به.]]. (٣/٣٨٣)
١١٢٤٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: نزلت في الدَّيْن[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٢.]]. (ز)
١١٢٤٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوْفي- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة﴾، قال: إنما أُمِرَ في الربا أن يُنظَر المعْسِرُ، وليست النظِرةُ في الأمانة؛ ولكن تُؤَدّى الأمانةُ إلى أهلها[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٩، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٢.]]. (٣/٣٨٣)
١١٢٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، هذا في شأن الربا[[أخرجه ابن المنذر ١/٦٢، وعند ابن جرير ٥/٥٩ من طريق ابن جريج.]]. (٣/٣٨٣)
١١٢٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة﴾، يعني: المطلوب[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٠، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٢.]]. (٣/٣٨٤)
١١٢٤٩- عن ابن سيرين: أنّ رجلين اختصما إلى شُرَيْح في حق، فقضى عليه شُريح، وأمر بحبسه، فقال رجل عنده: إنّه معسر، واللهُ تعالى يقول: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾. قال: إنما ذلك في الربا، إنّ الربا كان في هذا الحي من الأنصار، فأنزل الله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾. وقال الله: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها﴾ [النساء:٥٨][[أخرجه عبد الرزاق ١/١١١ وفي آخره: «ولا والله، لا يأمر الله بأمر ثم نخالفه، احبسوه إلى جنب هذه السارية حتى يوفيه»، وسعيد بن منصور (٤٥٣– تفسير)، وابن جرير ٥/٥٧-٥٨، والنحاس في ناسخه ص٢٦٣ وعندهما في آخره: «ولا يأمرنا الله بشيء ثم يعذبنا عليه». وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٣٨٣)
١١٢٥٠- عن شُرَيْح -من طريق إبراهيم- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: هذا في الدَّين[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٢٤٥-.]]. (ز)
١١٢٥١- عن الحسن[[كذا في ابن جرير (طبعة: د التركي)، وذكر محققوه أنها في نسخ أخرى: «الخشني»، «الحسي»، ورجح الشيخ أحمد شاكر أنه: الشعبي، وفي تفسير سعيد بن منصور ذكر محققه أنه لم يتبين من رسم الكلمة مَن المراد، ولم يتمكن من حل الإشكال لعدم وقوفه على الأثر عند غيرهما.]]: أن الربيع بن خُثَيْم كان له على رجل حق، فكان يأتيه ويقوم على بابه، ويقول: أثَمَّ فلان؟ إن كنت مُوسِرًا فأَدِّ، وإن كنت مُعْسِرًا فإلى مَيْسَرَة[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٥٢- تفسير)، وابن جرير ٥/٥٨.]]. (ز)
١١٢٥٢- عن إبراهيم [النَّخَعي] -من طريق مُغِيرة- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: ذلك في الربا[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٥٢- تفسير)، وابن جرير ٥/٥٨.]]. (ز)
١١٢٥٣- عن إبراهيم [النَّخَعي] -من طريق منصور- في الرجل يتزوج إلى الميسرة، قال: إلى الموت، أو إلى فرقة[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٠.]]. (ز)
١١٢٥٤- عن محمد بن إسحاق، قال: أخبرني من لا أتهم، عن أبان بن عثمان= (ز)
١١٢٥٥- وعمر بن عبد العزيز، أنهما قالا جميعًا: من لم يكن له إلا مسكن [...] فهو -واللهِ- معسر، ممن أمر الله بإنظاره، فإن كان له فضل من [...]، وإلا فلينظره إلى أن يرزقه الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٥٢. وما بين المعقوفين في الموضعين ذكر محققه أنّ هنا طمسًا بالأصل، تفسير ابن أبي حاتم ٣/١١٥١، تحقيق د. عبد الله الغامدي، نسخة مرقومة بالآلة الكاتبة.]]. (ز)
١١٢٥٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- ﴿فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: يؤخره ولا يَزِد عليه، وكان إذا حلَّ دَيْنُ بعضهم فلم يجد ما يعطيه زاد عليه، وأَخَّرَه[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٠.]]. (ز)
١١٢٥٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في الآية، قال: مَن كان ذا عُسْرَة فنظرة إلى ميسرة، وكذلك كل دَيْن على المسلم، فلا يحل لمسلم له دَيْن على أخيه يعلم منه عسرة أن يسجنه، ولا يطلبه حتى ييسره الله عليه، وإنما جعل النَّظِرة في الحلال، فمِن أجل ذلك كانت الديون على ذلك[[أخرجه ابن جرير ٥/٦١، وابن المنذر ١/٦٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٣٨٤)
١١٢٥٨- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: هذا في شأن الربا، وكان أهل الجاهلية بها يتبايعون، فلَمّا أسلم مَن أسلم منهم أُمِرُوا أن يأخذوا رؤوس أموالهم[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٩، وابن المنذر ١/٦٤ بنحوه.]]. (ز)
١١٢٥٩- عن ابن عبيد بن عمير أنّه قال: نزلت في الربا[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٥٢.]]. (ز)
١١٢٦٠- عن أبي جعفر محمد بن علي -من طريق جابر- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: الموت[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٠، وابن المنذر ١/٦٣، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٣.]]. (ز)
١١٢٦١- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق ابن جُرَيج- ﴿فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: في الربا والدَّيْن، في كل ذلك[[أخرجه ابن جرير ٥/٦١، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٢.]]. (ز)
١١٢٦٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: فنَظِرَة إلى مَيْسَرَةٍ برأس ماله[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٩، وابن المنذر ١/٦٢.]]. (ز)
١١٢٦٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، قال: يؤخره، ولا يزد عليه بشيء[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٥٢.]]. (ز)
١١٢٦٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة﴾ برأس المال ﴿إلى ميسرة﴾ يقول: إلى غِنًى[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٩، وابن المنذر ١/٦٢ الشطر الأول منه، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٣ الشطر الثاني منه.]]١٠٦٣. (٣/٣٨٤)
١١٢٦٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن كان﴾ المطلوب ﴿ذو عسرة﴾ من القوم، يعني: بني المغيرة ﴿فنظرة إلى ميسرة﴾ يقول: فأجِّله إلى غناه. كقوله سبحانه: ﴿أنظرني إلى يوم يبعثون﴾ [الأعراف:١٤]، يقول: أجِّلني[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٢٨.]]. (ز)
١١٢٦٦- قال مالك بن أنس: لا يحبس الحُرّ ولا العبد في الدَّين، ولكن يستبرئ أمره، فإن اتهم أنه خَبَّأ مالًا أو غَيَّبَه حبسه، وإن لم يجد له شيئًا ولم يخبئ شيئًا لم يحبسه، وخلّى سبيله، فإنّ الله -تبارك وتعالى- يقول: ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة﴾، إلاّ أن يحبسه قدر ما يتلوّم[[التَّلَوُّم: الانتظار والتَّلَبُّث. لسان العرب (لوم).]] من اختباره ومعرفة ماله، وعليه أن يأخذ عليه حميلًا[[المدونة ٤/٥٩. والحميل: الكفيل. لسان العرب (حمل).]]. (ز)
﴿وَأَن تَصَدَّقُوا۟ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٨٠﴾ - تفسير
١١٢٦٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: ﴿وأن تصدقوا﴾ بها للمعسر، فتتركوها له[[أخرجه ابن المنذر ١/٦٢.]]. (٣/٣٨٣)
١١٢٦٨- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- ﴿وأن تصدقوا خير لكم﴾، يعني: مَن تصدَّقَ بدَيْن له على مُعْدِم فهو أعظم لأجره، ومن لم يتصدق عليه لم يأثم، ومن حبس مُعْسِرًا في السجن فهو آثم؛ لقوله: ﴿فنظرة إلى ميسرة﴾، ومَن كان عنده ما يستطيع أن يُؤَدِّيَ عن دَيْنِه فلم يفعل كُتِب ظالِمًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٥٣.]]. (٣/٣٨٤)
١١٢٦٩- عن إبراهيم النخعي -من طريق مغيرة- ﴿وأن تصدقوا خير لكم﴾، قال: برؤوس الأموال[[أخرجه عبد الرزاق ١/١١٢، وابن جرير ٥/٦٤، وابن المنذر ١/٦٣، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٣.]]. (ز)
١١٢٧٠- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق يزيد، عن جُوَيْبِر-: ﴿فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم﴾، والنَّظِرة واجبة، وخيَّر الله الصدقة على النَّظِرة، والصدقة لكل مُعْسِر، فأما الموسر فلا[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥، وابن المنذر ١/ ٦٤ من طريق محمد بن يزيد، عن جويبر.]]. (ز)
١١٢٧١- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق هُشَيْم، عن جُوَيْبِر-: ﴿وأن تصدقوا﴾ من رؤوس أموالكم، يعني: على المعسر ﴿خير لكم﴾ من نَظِرة إلى ميسرة، فاختار الله الصدقة على النِّظارة[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٣٨٤)
١١٢٧٢- قال الحسن البصري: ﴿وأن تصدقوا خير لكم﴾، أي: خير لكم في يوم ترجعون فيه إلى الله، ﴿واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون﴾[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٦٧-.]]. (ز)
١١٢٧٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وأن تصدقوا خير لكم﴾، أي: برأس المال، فهو خير لكم[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤. وعلَّقه ابن المنذر ١/ ٦٤، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٣.]]. (ز)
١١٢٧٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: ﴿وأن تصدقوا خير لكم﴾ برؤوس أموالكم على الفقير فهو خير لكم. فتصدق به العبّاس[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤، وابن المنذر ١/٦٤، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٣ بنحوه.]]. (٣/٣٨٤)
١١٢٧٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- ﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم﴾، يقول: وإن تصدقت عليه برأس مالك فهو خير لك[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٥، وابن أبي حاتم ٢/٥٥٣.]]. (ز)
١١٢٧٦- عن مقاتل بن حيان -من طريق بكير بن معروف-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٥٣.]]. (ز)
١١٢٧٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأن تصدقوا﴾ به كله على بني المغيرة وهم مُعْسِرون فلا تأخذونه، فهو ﴿خير لكم﴾ مِن أخْذِه ﴿إن كنتم تعلمون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٢٨.]]. (ز)
١١٢٧٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿وأن تصدقوا خير لكم﴾ قال: من النَّظِرة ﴿إن كنتم تعلمون﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٤.]]١٠٦٤. (ز)
﴿وَأَن تَصَدَّقُوا۟ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٨٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
١١٢٧٩- عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: خرجتُ أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول مَن لقينا أبا اليُسْرِ صاحب رسول الله ﷺ، ... فقال له أبي: يا عم، إني أرى في وجهك سُفْعَة[[السُّفْعة: السواد والشحوب. لسان العرب (سفع).]] من غضب؟ قال: أجل، كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال، فأتيت أهلَه، فسلَّمت، فقلت: أثَمَّ هو؟ قالوا: لا. فخرج عَلَيَّ ابن له جَفْرٌ[[الجَفْر: الصَّبِيُّ إذا قوي على الأكل. لسان العرب (جفر).]]، فقلت: أين أبوك؟ فقال: سمع صوتك، فدخل أريكة أمي. فقلت: اخرج إلَيَّ، فقد علمتُ أين أنت؟ فخرج، فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني؟ قال: أنا -واللهِ- أُحَدِّثُك ثم لا أكْذِبُك، خشيت -واللهِ- أن أحدثك فأكذبك، وأن أعدك فأخلفك، وكنتَ صاحب رسول الله ﷺ، وكنتُ -واللهِ- مُعْسرًا. قال: قلتُ: آللهِ؟ قال: اللهِ. قال: قلتُ: آللهِ؟ قال: اللهِ. قلتُ: آللهِ؟ قال: اللهِ. قال: فأتى بصحيفته، فمحاها بيده، ثم قال: فإن وجدت قضاءً فاقضني، وإلا فأنت في حِلٍّ، فأشهد بصر عيني -ووضع أصبعيه على عينيه-، وسمع أذني هاتين، ووعاه قلبي -وأشار إلى مناط قلبه- رسولَ الله ﷺ وهو يقول: «مَن أنظر مُعْسِرًا، أو وضع عنه؛ أظلَّه الله في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه»[[أخرجه مسلم ٤/٢٣٠١ (٣٠٠٦).]]. (٣/٣٨٥)
١١٢٨٠- عن حذيفة، قال: قال النبي ﷺ: «تَلَقَّتِ الملائكةُ روحَ رجل مِمَّن كان قبلكم، قالوا: أعَمِلْتَ من الخير شيئًا؟ قال: لا، قالوا: تذكَّر، قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المُعسر، ويتجوَّزوا عن الموسر. قال: قال الله ﷿: تجوّزوا عنه»[[أخرجه البخاري ٣/٥٧ (٢٠٧٧)، ومسلم ٣/١١٩٤ (١٥٦٠) واللفظ له. وأخرجه أحمد ٢٨/٢٩٦ (١٧٠٦٤) موقوفًا على حذيفة.]]. (٣/٣٨٥)
١١٢٨١- عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن أنظَر مُعْسِرًا إلى مَيْسَرَتِه أنظَرَه الله بذنبه إلى توبته»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١١/١٥١ (١١٣٣٠)، وفي الأوسط ٢/٣٥٦ (٢٢١٧). قال الطبراني في الأوسط: «لا يُرْوى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الصُّدائِيُّ». وقال الهيثمي في المجمع ٤/١٣٤ (٦٦٧٥): «وفيه الحكم بن الجارود، ضعَّفه الأزدِيُّ، وشيخ الحكم وشيخ شيخه لم أعرفهما». وقال الألباني في الضعيفة ١١/٢٩٩ (٥١٨٥): «ضعيف».]]. (٣/٣٨٦)
١١٢٨٢- عن بُرَيْدة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن أنظر مُعْسِرًا كان له بكل يوم مثله صدقةً». قال: ثم سمعتُه يقول: «مَن أنظر مُعْسِرًا فله بكل يوم مِثْلَيْه صدقة». فقلت: يا رسول الله، إني سمعتك تقول: «فله بكل يوم مثله صدقة». وقلتَ الآن: «فله بكل يوم مثليه صدقة»؟ فقال: «إنه ما لم يحلّ الدينُ فله بكل يوم مثله صدقة، وإذا حلَّ الدَّيْنُ فأنظَرَه فله بكل يومٍ مِثْلَيْه صدقة»[[أخرجه أحمد ٣٨/١٥٣ (٢٣٠٦٤)، وابن ماجه ٣/٤٩٢ (٢٤١٨)، والحاكم ٢/٣٤ (٢٢٢٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ٣/٦٥: «إسناد ضعيف، نُفَيْع بن الحارث الأعمى الكوفي متفق على ضعفه، ورواه الإمام أحمد في مسنده من حديث بريدة بن الحصيب أيضًا، ورواة أحمد في الصحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٤/١٣٥ (٦٦٧٦): «روى ابن ماجه طرفًا منه، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح». وقال الألباني في الإرواء ٥/٢٦٣ (١٤٣٨): «صحيح». وقال في السلسلة الصحيحة ١/١٢٦ (٨٦): «إسناده صحيح، رجاله ثقات محتج بهم في صحيح مسلم».]]. (٣/٣٨٦)
١١٢٨٣- عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن أحبَّ أن يسمع الله دعوته، ويُفَرِّج كربته في الدنيا والآخرة؛ فلْيُنظِرْ مُعْسِرًا، أو لِيَدَعْ له، ومَن سره أن يظله الله من فوْرِ جهنم[[فَوْر جهنم: وهَجها وغليانها. لسان العرب (فور).]] يوم القيامة ويجعله في ظلِّه فلا يكونن على المؤمنين غليظًا، وليكن بهم رحيمًا»[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٥/١٣٠ في ترجمة أبي عبد الله الصنابحي، والبيهقي في الشعب ١٣/٥٣٩ (١٠٧٤٧)، من طريق المهاجر بن غانم، عن الصنابحي، عن أبي بكر به. إسناده ضعيف؛ المهاجر بن غانم مجهول، ترجمته في: لسان الميزان ٨/١٧٧ (٧٩٥٥).]]. (٣/٣٨٦)
١١٢٨٤- عن أبي قتادة: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «مَن سرَّه أن ينجيه الله مِن كرب يوم القيامة فليُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أو يَضَعْ عنه»[[أخرجه مسلم ٣/١١٩٦ (١٥٦٣).]]. (٣/٣٨٧)
١١٢٨٥- عن محمد بن كعب القرظي: أنّ أبا قتادة كان له دَيْنٌ على رجل، وكان يأتيه يتقاضاه، فيختبِئ منه، فجاء ذات يوم، فخرج صبيٌّ، فسأله عنه، فقال: نعم، هو في البيت يأكل خَزِيرَة. فناداه: يا فلان، اخرج، فقد أُخْبِرْتُ أنك هاهنا. فخرج إليه، فقال: ما يغيبك عنِّي؟ فقال: إنِّي مُعْسِر، وليس عندي. قال: آللهِ، إنّكَ مُعْسِرٌ؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة، ثم قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «مَن نفَّس عن غَريمه، أو مَحا عنه؛ كان في ظلِّ العرش يوم القيامة»[[أخرجه أحمد ٣٧/٢٥١ (٢٢٥٥٩) قطعة منه، ٣٧/٣٠٧ (٢٢٦٢٣)، والدارمي ٢/٣٤٠ (٢٥٨٩). قال البغوي في شرح السنة ٨/١٩٩: «هذا حديث حسن».]]. (٣/٣٨٧)
١١٢٨٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن أنظر مُعْسِرًا، أو وضَع له؛ أظلَّه الله يوم القيامة تحت ظلِّ عرشه يوم لا ظل إلا ظله»[[أخرجه أحمد ١٤/٣٢٩ (٨٧١١)، والترمذي ٣/١٥٠ (١٣٥٤). قال الترمذي: «حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه».]]. (٣/٣٨٧)
١١٢٨٧- عن عثمان بن عفان: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «أظلَّ الله عبدًا في ظلِّه يوم لا ظل إلا ظله؛ أنظَرَ مُعْسِرًا، أو ترك لغارِم[[رجل غارم: عليه دين. لسان العرب (غرم).]]»[[أخرجه عبد الله بن أحمد في المسند ١/٥٤٨ (٥٣٢). قال الهيثمي في المجمع ٤/١٣٣ (٦٦٦٥): «رواه عبد الله في المسند، وفيه عباس بن الفضل الأنصاري، ونسب إلى الكذب». وقال الألباني في الضعيفة ١١/١٢٤ (٥٠٧٧): «ضعيف جدًّا».]]. (٣/٣٨٧)
١١٢٨٨- عن شداد بن أوس: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَن أنظر مُعْسِرًا، أو تصدق عليه؛ أظله الله في ظله يوم القيامة»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٤/٢٥٤ (٤١٢٤). قال الطبراني: «لم يروِ هذا الحديث عن يعلى بن شداد إلا أيوب بن نهيك، تفرد به يحيى بن سلام». وإسناده ضعيف جدًا، قال الهيثمي في المجمع ٤/١٣٤: «فيه يحيى بن سلام الأفريقي، وهو ضعيف». وفيه أيوب بن نهيك، قال عنه ابن حجر في اللسان ٢/٢٥٦ (١٣٨٧): «ضعّفه أبو حاتم وغيره، وقال الأزدي: متروك».]]. (٣/٣٨٨)
١١٢٨٩- عن كعب بن عُجْرَة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن أنظر مُعْسِرًا، أو يسَّر عليه؛ أظلَّه الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٩/١٠٦ (٢١٤)، وفي الأوسط ٤/٢٩٤ (٤٢٤١). قال الطبراني في الأوسط: «لم يروِ هذا الحديثَ عن عبيدة إلا الفضل بن موسى، ولا يروى عن كعب بن عجرة إلا بهذا الإسناد». وقال الهيثمي في المجمع ٤/١٣٤ (٦٦٦٧): «رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه عُبَيْدَة بن مُعَتِّب، وهو متروك».]]. (٣/٣٨٨)
١١٢٩٠- عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ، قال: «مَن أنظر مُعْسِرًا، أو وضَع عنه؛ أظلَّه الله في ظلِّه يوم القيامة»[[عزاه الهيثمي في المجمع ٤/١٣٤ (٦٦٦٩) إلى الطبراني في الكبير. قال الهيثمي في المجمع: «وفيه خالد بن عبدالرحمن المخزومي، وهو مجمع على ضعفه».]]. (٣/٣٨٨)
١١٢٩١- عن أسعد بن زُرارة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن سرَّه أن يُظِلَّه الله يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه فلْيُيَسِّر على مُعْسِر، أو لِيَضَع عنه»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١/٣٠٤ (٨٩٩). قال الهيثمي في المجمع ٤/١٣٤ (٦٦٦٨): «رواه الطبراني في الكبير من طريق عاصم بن عبيد الله، عن أسعد. وعاصم ضعيف، ولم يدرك أسعد بن زرارة».]]. (٣/٣٨٨)
١١٢٩٢- عن أبي اليَسَر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ أول الناس يَسْتَظِلُّ في ظلِّ الله يوم القيامة لَرَجُلٌ أنظَرَ مُعْسِرًا حتى يجد شيئًا، أو تَصَدَّق عليه بما يطلبه، يقول: ما لي عليك صدقة ابتغاء وجه الله. ويخرق صحيفته»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٩/١٦٧ (٣٧٧) بلفظ: «يحرق»، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٣/٤٦٠ (١٩١٨). قال الهيثمي في المجمع ٤/١٣٤ (٦٦٧٠): «لأبي اليَسَر في الصحيح غير هذا الحديث، رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٩٧٨ (٦٩١٧): «إسناد ضعيف».]]. (٣/٣٨٩)
١١٢٩٣- عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «من أنظر مُعْسِرًا، أو وضع له؛ وقاه الله من فَيْح جهنم[[الفَيْح: سطوع الحر وفورانه. لسان العرب (فيح).]]»[[أخرجه أحمد ٥/١٤٩ (٣٠١٥). قال الهيثمي في المجمع ٤/١٣٣ (٦٦٦٦): «رواه أحمد، وفيه عبد الله بن جعوبة السلمي، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٥٣٣ (٦٧٤١): «ضعيف جدًّا». والراوي الذي لم يعرفه الهيثمي هو نوح بن جعونة، ولعل اسم الراوي تصحّف في نسخته من المسند، وقد جزم ابن حجر في اللسان ٨/٢٩٤ أنه نوح بن أبي مريم الوضّاع بعد أن حكى تردّد الذهبي في كونه هو.]]. (٣/٣٨٩)
١١٢٩٤- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «مَن نَفَّس عن مسلم كُرْبَة مِن كُرَب الدنيا نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومَن يَسَّر على مُعْسِر في الدنيا يَسَّر اللهُ عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٧٤ (٢٦٩٩).]]. (٣/٣٨٩)
١١٢٩٥- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «كان تاجِرٌ يُدايِنُ الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه؛ لعلَّ الله أن يتجاوز عَنّا. فتجاوز الله عنه»[[أخرجه البخاري ٣/٥٨ (٢٠٧٨)، ٤/١٧٦ (٣٤٨٠)، ومسلم ٣/١١٩٦ (١٥٦٢).]]. (٣/٣٨٩)
١١٢٩٦- عن أبي مسعود البَدْرِيِّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «حُوسِب رجلٌ مِمَّن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان يُخالط الناس، وكان مُوسِرًا، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال الله: نحن أحق بذلك، تجاوزوا عنه»[[أخرجه مسلم ٣/١١٩٥ (١٥٦١).]]. (٣/٣٩٠)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.