الباحث القرآني
﴿أَوۡ كَٱلَّذِی مَرَّ عَلَىٰ قَرۡیَةࣲ﴾ - تفسير
١٠٣٨٥- عن عبد الله بن سلام: أنّ عُزَيْرًا هو العبد الَّذي أماته الله مائةَ عام، ثُمَّ بعثه[[أخرجه ابن عساكر ٤٠/٣٢٠ من طريق الخطيب. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر، والخطيب من طريق إسحاق.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٣٨٦- عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي إسحاق عن ناجِيَة بن كعب- في قوله: ﴿أوْ كالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ﴾ أنّه عُزَيْر[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٢، والحاكم ٢/٢٨٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في الشعب.]]. (٣/٢٠٦)
١٠٣٨٧- عن ناجية بن كعب الأسدي -من طريق أبي إسحاق- ﴿أوْ كالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ﴾، قال: عُزَيْر[[أخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص٧١، وابن جرير ٤/٥٧٨.]]. (ز)
١٠٣٨٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سَلْمٍ الخَوّاص-: أن عُزَيْر بن سروخا هو الذي فيه قال الله في كتابه: ﴿أوْ كالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٩، وابن عساكر ٤٠/٣٢٠ من طريق الكلبي عن أبي صالح.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٣٨٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق مُقاتِل وجُوَيْبِر عن الضحاك، ومن طريق السدي عن مجاهد-= (ز)
١٠٣٩٠- وكعب [الأحبار] -من طريق قتادة-= (ز)
١٠٣٩١- والحسن البصري -من طريق قتادة-= (ز)
١٠٣٩٢- ووهب [بن مُنَبِّه] -من طريق إدريس ابن بنت وهب-: أنه عُزَيْرًا[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٠/٣٢١ من طريق إسحاق بن بشر. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٣٩٣- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن معقل وابن إسحاق، عَمَّن لا يتَّهم- قال: هو إرْمِيا[[أخرجه عبد الرزاق ١/٩٩، وابن جرير ٤/٥٨٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٠.]]. (٣/٢١١)
١٠٣٩٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: اسمُ الخَضِر -فيما كان وهْب بن مُنَبِّه يزعم عن بني إسرائيل-: إرْمِيا بن حِلْقِيا، وكان من سِبْط هارون بن عمران[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٠. وقد ذكره استطرادًا في هذه الآية بعد أن أشار إلى قول من قال: إنّه إرميا. وقبل أن يذكر مَن قال بذلك.]]٩٩٢. (ز)
١٠٣٩٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح– قال: كان نبيًّا، وكان اسمه: إرْمِيا[[تفسير مجاهد ص٢٤٣.]]. (ز)
١٠٣٩٦- عن مجاهد: أنّه رجل من بني إسرائيل[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٠.]]. (ز)
١٠٣٩٧- عن مجاهد بن جبر: هو كافرٌ شكَّ في البَعْث[[تفسير الثعلبي ٢/٢٤٢، وتفسير البغوي ١/٣١٧.]]. (ز)
١٠٣٩٨- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان-: أنّه عُزَيْر[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٨-٥٧٩. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٠.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٣٩٩- عن سليمان بن بُرَيْدة -من طريق أبي خُزَيْمة-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٨. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٠.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٤٠٠- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٨-٥٧٩.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٤٠١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد، ومَعْمَر-، مثله[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٦ من طريق مَعْمَر، وابن جرير ٤/٥٧٩، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٠ من طريق سعيد بن بشير. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٤-.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٤٠٢- وإسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: أنّه عُزَيْر[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٩، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٠.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٤٠٣- عن الحسن البصري، مثله[[أخرجه ابن عساكر ٤٠/٣٢١ من طريق إسحاق بن بشر. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٠.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٤٠٤- عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، في قوله: ﴿أو كالذي مر على قرية﴾، قال: كان نبيًّا اسمُه: إرْمِيا[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨١، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٠. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٣/٢١١)
١٠٤٠٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿أوْ كالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ﴾، قال: ذُكِر لنا -والله أعلم-: أنّ الذي أتى على القرية هو عُزَيْر[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٩.]]. (ز)
١٠٤٠٦- عن مقاتل بن سليمان: أنّه عُزَيْر بن شرحيا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٦.]]. (ز)
١٠٤٠٧- عن ابن وهب، قال: أخبرني بكرُ بنُ مُضَر، قال: يقولون -والله أعلم-: إنّه إرْمِيا[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨١.]]. (ز)
١٠٤٠٨- عن محمد بن سليمان اليَساري، قال: سمعتُ رجلًا مِن أهل الشام يقول: إنّ الذي أماته الله مائة عام ثُمَّ بعثه اسمه: حِزْقِيلُ بن بُوزا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٠.]]٩٩٣. (٣/٢١٢)
﴿عَلَىٰ قَرۡیَةࣲ﴾ - تفسير
١٠٤٠٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿أوْ كالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ﴾، قال: القريةُ بيتُ المقدس، مَرَّ بها عُزَيْرٌ بعد أن خرَّبها بُخْتُنَصَّر[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٣.]]. (٣/٢١١)
١٠٤١٠- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان-: أنّه مَرَّ الأرضَ المُقَدَّسة[[تفسير الثعلبي ٢/٢٤٢، وتفسير البغوي ١/٣١٧.]]. (٣/٢١١)
١٠٤١١- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن معقل وابن إسحاق، عَمَّن لا يتَّهم- قال: هي بيت المقدس[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٢-٥٨٣.]]. (٣/٢١١)
١٠٤١٢- وعن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد– قال: ذُكِر لنا: أنّه بيت المقدس، أتى عليه عُزَيْرٌ بعد ما خرَّبه بُخْتُنَصَّر البابِلِيُّ[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٣، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٠ من طريق سعيد بن بشير. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٤-.]]. (٣/٢١١)
١٠٤١٣- وعن إسماعيل السُّدِّيّ: مُسْلِمُ باذ[[تفسير الثعلبي ٢/٢٤٢ وفيه: سلما باذ، وتفسير البغوي ١/٣١٧.]]. (ز)
١٠٤١٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿أوْ كالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ﴾، قال: القريةُ بيتُ المقدس، مَرَّ عليها عُزَيْرٌ وقد خَرَّبها بُخْتُنَصَّر[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٣.]]. (٣/٢١١)
١٠٤١٥- قال مقاتل بن سليمان: قريةٌ تدعى: سابور، على شاطئ دِجْلَة، بين واسِط والمدائِن[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٦.]]. (ز)
١٠٤١٦- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج-: أنّها بيتُ المقدس[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٥.]]. (ز)
١٠٤١٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهُمْ أُلُوفٌ﴾، قال: قرية كانت نزل بها الطاعون -قال ابن جرير: ثُمَّ اقتص قصتهم التي ذكرناها في موضعها عنه، إلى أن بلغ ﴿فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا﴾ [البقرة:٢٤٣] في المكان الذي ذهبوا يبتغون فيه الحياة، فماتوا، ثُمَّ أحياهم الله-. قال: ومَرَّ بها رجلٌ وهِي عِظامٌ تَلُوح، فوقف ينظر، فقال: ﴿أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه﴾ إلى قوله: ﴿لم يتسنه﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٤.]]٩٩٤. (ز)
﴿عَلَىٰ قَرۡیَةࣲ﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٠٤١٨- عن الحسن البصري، قال: كان أمرُ عُزَيْر وبُخْتُنَصَّرَ في الفَتْرَةِ[[أخرجه ابن عساكر ٤٠/٣٣٨ من طريق إسحاق بن بشر. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (٣/٢١٢)
١٠٤١٩- عن عطاء بن أبي رباح، قال: كان أمرُ عُزَير بين عيسى ومحمد[[أخرجه ابن عساكر ٤٠/٣٣٨ من طريق إسحاق بن بشر. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (٣/٢١٢)
١٠٤٢٠- عن وهْب بن مُنَبِّه، قال: كانت قصة عُزَير وبُخْتُنَصَّرَ بين عيسى وسليمان[[أخرجه ابن عساكر ٤٠/٣٣٨ من طريق إسحاق بن بشر. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (٣/٢١٢)
١٠٤٢١- قال مقاتل بن سليمان: كان هذا بعد ما رُفِع عيسى بن مريم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٦.]]. (ز)
﴿وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا﴾ - تفسير
١٠٤٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿خاوية﴾، قال: خَرابٌ[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/٢١٢)
١٠٤٢٣- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿وهِيَ خاوِيَةٌ﴾، قال: خَواها: خَرابُها، ﴿على عروشها﴾ قال: سُقُوفها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٠-٥٠١، وأخرج ابن جرير ٤/٥٨٥ نحو شطره الأول من طريق عبيد بن سليمان.]]. (ز) (٣/٢١٣)
١٠٤٢٤- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿خاوية﴾، قال: ليس فيها أحدٌ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٠.]]. (٣/٢١٢)
١٠٤٢٥- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- ﴿وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها﴾، قال: ساقِطَةٌ على سُقُفِها[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٠١ في شطره الثاني.]]٩٩٥. (٣/٢١٣)
١٠٤٢٦- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: مَرَّ عليها عُزَيْرٌ وقد خرَّبها بُخْتُنَصَّر[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٦.]]. (ز)
١٠٤٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها﴾، يعني: ساقِطَةٌ على سُقُوفها[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٦.]]. (ز)
١٠٤٢٨- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج-: بلَغَنا: أنّ عُزَيْرًا خرج فوَقَفَ على بيت المقدس وقد خرَّبه بُخْتُنَصَّر، فوقف فقال: أبَعْدَما كان لك مِن القُدْس والمقاتِلة والمال ما كان؟! فحَزِن[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٥.]]. (ز)
﴿قَالَ أَنَّىٰ یُحۡیِۦ هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ﴾ - تفسير
١٠٤٢٩- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿أنى يحيي هذه الله بعد موتها﴾، أي: كيف يُحْيِي اللهُ؟[[تفسير مجاهد ص٢٤٣.]]. (ز)
١٠٤٣٠- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق، عَمَّن لا يتَّهم- قال: ... لَمّا ولّى بُخْتُنَصَّر عنهم راجعًا إلى بابل بمَن مَعه مِن سَبايا بني إسرائيل؛ أقْبَلَ إرْمِيا على حمار له، ومعه عصير مِن عنب في زُكْرة، وسَلَّةُ تين، حتى أتى إيلياء، فلمّا وقف عليها ورأى ما بها من الخراب دخله شكٌّ، فقال: ﴿أنى يحيي هذه الله بعد موتها﴾؟ ...[[أخرجه ابن جرير مطولًا جِدًّا ٤/٥٨٧-٥٩٣.]]. (ز)
١٠٤٣١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد بن بشير- في قوله: ﴿أنى يحيي هذه الله بعد موتها﴾، قال: أنّى تَعْمَرُ هذه بعد خرابها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠١. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٤-.]]. (٣/٢١٣)
١٠٤٣٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠١.]]. (ز)
١٠٤٣٣- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط-: أنُّ عُزَيْرًا جاء مِن الشام على حمار له، معه عنبٌ وعصيرٌ وتِينٌ، فلَمّا مَرَّ بالقرية فرآها وقَفَ عليها، وقَلَّب يده، وقال: كيف يُحْيي هذه اللهُ بعد موتها؟! تكذيبًا منه وشَكًّا[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٠١. وفي نسخة ابن جرير (ت: شاكر) ٥/٤٧٥ بلفظ: ليس تكذيبًا منه وشكًّا. بزيادة «ليس» على وجه النفي. وأضافها محقق النسخة المرقومة بالآلة الكاتبة من تفسير ابن أبي حاتم ٣/١٠١٣ معلقًا بأنها ساقطة من الأصل، والتصويب من الطبري.]]. (ز)
١٠٤٣٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أنّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ﴾ يعني: أهْل هذه القرية، ﴿بَعْدَ مَوْتِها﴾ بعد هلاكهم، لَمْ يَشُكَّ في البعثِ، ولكِنَّه أحَبَّ أن يُرِيَه اللهُ ﷿ كيف يبعث الموتى، كما سأل إبراهيم ﵇ ربه ﷿: ﴿أرِنِي كَيْفَ تُحْيِ المَوْتى﴾ [البقرة:٢٦٠][[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٦.]]. (ز)
﴿فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ عَامࣲ﴾ - تفسير
١٠٤٣٥- عن عَبّاد بن منصور، قال: سألتُ الحسنَ عن قوله: ﴿أنى يحيي هذه الله بعد موتها﴾. قال: هذا رجلٌ مِن بني إسرائيل، مَرَّ على قرية وهي خاوية على عروشها، قال: أنّى يحيي هذه الله بعد موتها؟ قال: فعاقبه الله بقوله ذلك، فأماته الله مائة عام وحِمارُهُ صافِنٌ[[صافنٌ: كلُّ صافٍّ قدميه قائمًا فهو صافنٌ. النهاية (صفن).]] إلى جنبه، لا يطعم ولا يسقى، حتى أتى عليه مائة عام، طعامه وشرابه إلى جنبه، فذلك مائة عام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠١.]]. (ز)
١٠٤٣٦- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن معقل- قال: إنّ إرْمِيا لَمّا خُرِّب بيتُ المقدس وحُرِّقَت الكتب وقَفَ في ناحية الجبل، فقال: ﴿أنى يحيي هذه الله بعد موتها﴾؟! فأماته الله مائة عام، ثُمَّ رَدَّ الله مَن ردَّ مِن بني إسرائيل على رأس سبعين سنة مِن حين أماته، يعمرونها ثلاثين سنة تمام المائة، فلَمّا ذهبتِ المائةُ ردَّ اللهُ روحَه، وقد عمَرت على حالها الأول، فجعل ينظر إلى العظام كيف يَلْتَئِمُ بعضُه إلى بعض، ثم نظر إلى العظام تُكْسى عَصَبًا ولحمًا، فلما تبيَّن له قال: ﴿أعلم أن الله على كل شيء قدير﴾. فقال: ﴿انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنَّه﴾، وكان طعامه تينًا في مِكْتَل، وقُلَّةً[[القُلَّة: الجرة، وقيل: الضخمة منها. النهاية (قل).]] فيها ماء[[أخرجه عبد الرزاق ١/٩٩، ١٠٠، وابن جرير ٤/٥٨٠، ٥٩٥ وابن أبي حاتم ٢/٥٠١، ٥٠٢، وأبو الشيخ في العظمة (٥٤٢). كما أورد نحوه أيضًا ابن جرير ٤/٥٨٧-٥٩٣، والثعلبي ٢/٢٤٣-٢٤٦، والبغوي ١/٣١٧-٣٢٠ مطولًا عن وهْب بن مُنَبِّه من طريق ابن إسحاق، وفيه: أنّ الذي عمَّر بيت المقدس بعد خرابها مَلِكٌ فارِسِيٌّ.]]. (٣/٢١١)
١٠٤٣٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿أنى يحيي هذه الله بعد موتها﴾، قال: هو عُزَيْرٌ مرَّ على قرية خَرِبَة، فتعجَّب، فقال: ﴿أنى يحيي هذه الله بعد موتها﴾. فأماته الله أوَّلَ النهار، فلبث مائة عام، ثم بعثه في آخر النهار، فقال: ﴿كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٦، وابن جرير ٤/٥٩٧، وابن أبي حاتم ٢/٥٠١-٥٠٢. وذكر يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٤- نحوه، ولفظه: ذُكِر لنا: أنّه مات ضُحًى، وبُعِث قبلَ غروب الشمس، فقال: لبثتُ يومًا. ثم التفت فرأى بَقِيَّةً من الشمس من ذلك اليوم، فقال: أو بعض يوم.]]. (ز)
١٠٤٣٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: فأماته الله وأمات حِمارَه فهلكا، ومرّ عليهما مائة سنة[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٠١ (٢٦٥٠).]]. (ز)
﴿ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ﴾ - تفسير
١٠٤٣٩- عن علي بن أبي طالب -من طريق ناجِيَة بن كعب-: ﴿فأماته الله مائة عام ثم بعثه﴾، فأَوَّلُ ما خلق منه عيناه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٢، والحاكم ٢/٢٨٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في الشعب.]]. (٣/٢٠٦)
١٠٤٤٠- عن الحسن البصري -من طريق حَزْم بن أبي حَزْم- في قوله: ﴿فأماته الله مائة عام ثم بعثه﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّه أُميت ضَحْوَةً، وبُعِث حين سقطت الشمس قبل أن تغرب، وأنّ أول ما خلق الله منه عيناه، فجعل ينظر بهما إلى عَظْمٍ؛ كيف يرجع إلى مكانه[[أخرجه سعيد بن منصور (٤٣٤- تفسير). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، والبيهقي في البعث.]]. (٣/٢١٣)
١٠٤٤١- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿ثم بعثه﴾: ثُمَّ إنّ الله أحيا عُزَيْرًا[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٥، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٠٢.]]. (ز)
١٠٤٤٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: أماته الله مائة عام، ثم بعثه، فقال: ﴿كم لبثت قال لبثتُ يومًا أو بعض يوم﴾. وذلك أنّه بُعِث -فيما ذُكِر لنا- قبل غروب الشمس[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٢.]]. (ز)
﴿قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ یَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ یَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِا۟ئَةَ عَامࣲ﴾ - تفسير
١٠٤٤٣- عن علي بن أبي طالب -من طريق ناجِيَة بن كَعْب- في قوله: ﴿قال بل لبثت مائة عام﴾، قال: فأتى مدينتَه وقد ترك جارًا له إسْكافًا[[إسكاف: يقال: إن كل صانع إسكاف عند العرب، وخص بعضهم به النجار. اللسان (سكف).]] شابًّا، فجاء وهو شيخ كبير[[يأتي تخريجه.]]. (٣/٢٠٦)
١٠٤٤٤- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِرَ لنا: أنّه مات ضُحًى، ثم بعثه قبل غيبوبة الشمس، فقال: ﴿لبثت يومًا﴾. ثم التفت فرأى بقية من الشمس، فقال: ﴿أو بعض يوم﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٧-٥٩٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٠١-٥٠٢. كما أخرجه نحوه عبد الرزاق ١/١٠٦ من طريق مَعْمَر، ومن طريقه ابنُ جرير وابنُ أبي حاتم.]]. (٣/٢١٣)
١٠٤٤٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: وذلك أنّه بُعِث -فيما ذُكِر لنا- قبل غروب الشمس، فقال: ﴿لبثت يوما﴾. ثم التفت فرأى بَقِيَّةً من الشمس مِن ذلك اليوم، فقال: ﴿أو بعض يوم﴾. قال: ﴿بل لبثت مائة عام﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٢.]]. (ز)
١٠٤٤٦- عن الحسن البصري، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٢.]]. (ز)
١٠٤٤٧- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قال: لَمّا وقفَ على بيت المقدس، وقد خَرَّبَه بُخْتُنَصَّر؛ قال: ﴿أنّى يحيي هذه الله بعد موتها﴾: كيف يعيدُها كما كانت؟ ﴿فأماته الله﴾ قال: ذُكِر لنا: أنّه مات ضُحًى، وبُعِث قبل غروب الشمس بعد مائة عام، فقال: ﴿كم لبثت﴾؟ قال: ﴿يومًا﴾. فلمّا رأى الشمسَ قال: ﴿أو بعض يوم﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٨.]]. (ز)
﴿فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ﴾ - تفسير
١٠٤٤٨- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن جُرَيْج- قال: طعامُه سَلَّةُ تين، وشرابُه دَنُّ[[الدَنُّ: وعاء ضخم للخمر ونحوها. اللسان (دنن).]] خمرٍ[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٥، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٣.]]. (٣/٢١٤)
١٠٤٤٩- عن وهب بن منبه -من طريق عبد الصمد- قال: كان طعامُه تينًا في مِكْتَل، وقُلَّةً فيها ماء[[أخرجه عبد الرزاق ١/٩٩، ١٠٠، وابن جرير/٥٨٠، ٥٩٥، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٣ في شطره الأول، وعلَّق شطره الثاني، وأبو الشيخ في العظمة (٥٤٢).]]. (٣/٢١١)
١٠٤٥٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: كان طعامه الذي معه سلَّةً من تين، وشرابه زِقٌّ[[الزِقُّ: كل وعاء اتخذ لشراب ونحوه، وقيل: فيه غير ذلك. اللسان (زقق).]] مِن عصير[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٣.]]. (٣/٢١٣)
١٠٤٥١- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: ثُمَّ إنّ الله ﷿ أحيا عُزَيْرًا، فقال له: ﴿كم لبثت قال لبثت يومًا أو بعض يوم﴾. قيل له: ﴿بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك﴾ من التين والعنب ﴿وشرابك﴾ من العصير ﴿لم يتسنَّه﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٣.]]. (ز)
١٠٤٥٢- عن الكلبي: كان معه سَلَّتان: سَلَّةٌ مِن تين، وسَلَّة مِن عنب، وزِقٌّ فيه عصير[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٤-.]]. (ز)
١٠٤٥٣- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: كان طعامُه سَلَّ عنب، وشرابُه دَنَّ خَمْرٍ[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٩.]]. (ز)
١٠٤٥٤- عن بكر بن مُضَر، قال: طعامُه سَلُّ عنب، وسَلُّ تين[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٤.]]. (ز)
١٠٤٥٥- عن سَلْمٍ الخَوّاص، قال: كان طعامه وشرابه سَلَّ عِنَبٍ وسَلَّ تين، وزِقَّ عصير[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٥.]]. (ز)
﴿لَمۡ یَتَسَنَّهۡۖ﴾ - تفسير
١٠٤٥٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿لم يتسنه﴾، قال: لم يَتَغَيَّر[[أخرجه أبو يعلى (٢٦٥٨)، وابن جرير ٤/٦٠٤، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٣، وابن عساكر ٤٠/٣٢١، ٣٢٢، ٣٢٤ من طرق. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/٢١٤)
١٠٤٥٧- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿لم يتسنه﴾. قال: لَمْ تُغَيِّرْهُ السُّنونُ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر: طاب منه الطعمُ والريحُ معًا لن تراه يتغير مِن أسَنْ[[عزاه السيوطي إلى الطستي في مسائله -كما في الإتقان ٢/٩٩-.]]. (٣/٢١٤)
١٠٤٥٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ قال: لم يَفْسُد بعد مائة حَوْل، والطعام والشراب يفسد في أقلَّ من ذلك، ﴿وانظر إلى العظام كيف ننشزها﴾ يقول: نَشْخَصُها[[نَشْخَصُها: نجعلها شاخصة، أي: نرفعها ونظهرها. النهاية (شخص).]] عُضْوًا عُضْوًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٣-٥٠٤.]]. (٣/٢١٦)
١٠٤٥٩- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح، وابن جُرَيْج- ﴿لم يتسنه﴾، قال: لم يَنتِن[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٥، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٣-٥٠٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٢١٤)
١٠٤٦٠- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان، وجُوَيْبِر- في قوله -تبارك وتعالى-: ﴿فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه﴾، قال: لم يَتَغَيَّر، وقد أتى عليه مائةُ عام[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٤.]]. (ز)
١٠٤٦١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق النَّضْر- ﴿لم يتسنه﴾: لم يَتَغَيَّر[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٤.]]. (ز)
١٠٤٦٢- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق، عَمَّن لا يتَّهم- ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾: لم يَتَغَيَّر[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٣. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٤.]]. (ز)
١٠٤٦٣- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- قوله: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾، أي: لم يتغير[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٦، وابن جرير ٤/٦٠٣. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٤. كما أخرجه ابن جرير من طريق سعيد.]]. (ز)
١٠٤٦٤- عن الحسن البصري= (ز)
١٠٤٦٥- وأبي مالك[[في المطبوع: ابن مالك. والتصحيح من النسخة المحققة المرقومة بالآلة الكاتبة ص١٠٢٠.]] [غزوان الغفاري]= (ز)
١٠٤٦٦- وحميد الأعرج، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٣-٥٠٤.]]. (ز)
١٠٤٦٧- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾، يقول: لم يتغير؛ فيحمُض التين والعنب، ولم يختمر العصير، هما حُلْوان كما هما. وذلك أنّه مرَّ جائِيًا من الشام على حمار له، معه عصيرٌ وعِنَبٌ وتينٌ، فأماته الله، وأمات حماره، ومرَّ عليهما مائةُ سنة[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٣، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٤.]]. (ز)
١٠٤٦٨- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾، يقول: لم يَنتِن[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٥.]]٩٩٦. (ز)
١٠٤٦٩- عن أبي عمرو ابن العلاء: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾: لم تأتِ عليه السنون[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٤.]]. (ز)
١٠٤٧٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لم يتسنه﴾، يقول: لم يتغير طعمُه بعد مائة عام. نظيرُها في سورة محمد ﷺ [١٥]: ﴿من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٧.]]. (ز)
١٠٤٧١- عن بكر بن مُضَر، قال: لم يَتَغَيَّر حالُه[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٤.]]. (ز)
١٠٤٧٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾: لم يَتَغَيَّر في مائة سنة[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٤.]]. (ز)
﴿لَمۡ یَتَسَنَّهۡۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٠٤٧٣- عن هانئ البَربريِّ مولى عثمان، قال: لَمّا كتب عثمان المصاحف شَكُّوا في ثلاث آيات، فكتَبوها في كَتِف شاة، وأرسلوني بها إلى أُبَيِّ بن كعب وزيد بن ثابت، فدخلت عليهما، فناولتها أُبيَّ بن كعب، فقرأها، فوجد فيها: (لا تَبْدِيلَ لِلْخَلْقِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ). فمحا بيده أحَدِ اللامين، وكتبها: ﴿لا تبديل لخلق الله﴾ [الروم:٣٠]. ووجد فيها: (انظُرْ إلى طَعامِكَ وشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّنْ). فمحا النون، وكتبها: ﴿لم يتسنه﴾. وقرأ فيها: (فَأَمْهِلِ الكْافِرِينَ). فمحا الألف، وكتبها: ﴿فمهِّل الكافرين﴾ [الطارق:١٧]. ونظر فيها زيدُ بن ثابت، ثم انطلقت بها إلى عثمان، فأثبتوها في المصاحف كذلك[[أخرجه أبو عبيد في الفضائل ص١٥٩، وابن راهويه في مسنده -كما في المطالب العالية (٣٨٤٨)-، وابن جرير ٤/٦٠٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن الأنباري في المصاحف.]]. (٣/٢١٤)
١٠٤٧٤- عن هانئ، قال: كنتُ الرسولَ بين عثمان وزيد بن ثابت، فقال زيد: سَلْهُ عن قوله: (لَمْ يَتَسَنَّنْ)، أو ﴿لم يتسنه﴾؟ فقال عثمان: اجعلوا فيها هاءً[[أخرجه أبو عبيد ص١٥٩، وابن جرير ٤/٦٠٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن الأنباري.]]. (٣/٢١٥)
﴿وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ﴾ - تفسير
١٠٤٧٥- عن علي بن أبي طالب -من طريق ناجية بن كعب-: ... فجعل ينظر إلى عظامه، ينضَمُّ بعضُها إلى بعض، ثم كُسِيَت لحمًا، ثم نُفِخ فيه الروح، فقيل له: ﴿كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٢، والحاكم ٢/٢٨٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في الشعب.]]. (٣/٢٠٦)
١٠٤٧٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح، وابن جُرَيْج- قال: كان هذا رجلًا مِن بني إسرائيل، نفخ الروح في عينيه، فينظر إلى خلقه كله حين يحييه الله، وإلى حماره حين يحييه الله[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٤ من طريق ابن أبي نجيح مقتصرًا على الشطر الثاني.]]. (ز)
١٠٤٧٧- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد، وجُوَيْبِر- في قوله: ﴿فأماته الله مائة عام ثم بعثه﴾، قال: فنظر إلى حماره قائمًا، وإلى طعامه وشرابه لم يتغير، فكان أول شيء خُلِق منه رأسُه، فجعل ينظر إلى كُلِّ شيء منه يوصل بعضه إلى بعض، ﴿فلما تبين له، قال أعلم أن الله على كل شيء قدير﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١٠.]]. (ز)
١٠٤٧٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق النَّضْر بن عَرَبِيٍّ- ﴿وانظر إلى حمارك﴾، قال: لَمّا قام نَظَر إلى مفاصله مُتَفَرِّقَةً، فمضى كُلُّ مَفْصِل إلى صاحبه، فلمّا اتصلت المفاصل كُسِيَتْ لحمًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٤.]]. (ز)
١٠٤٧٩- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق- قال: بعثه الله، فقال: ﴿كم لبثت قال لبثتُ يومًا أو بعض يوم﴾ إلى قوله: ﴿ثم نكسوها لحمًا﴾. قال: فنظر إلى حماره يَتَّصِل بعضٌ إلى بعض -وقد كان مات معه- بالعُروق والعَصَب، ثم كيف كَسى ذلك منه اللحمُ حتى استوى، ثُمَّ جرى فيه الروحُ، فقام ينهق، ونظر إلى عصيره وتينه، فإذا هو على هيئته حين وضعه لم يتغير، فلمّا عايَنَ مِن قدرة الله ما عاين قال: ﴿أعلم أن الله على كل شيء قدير﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٣، ٦٠٧.]]. (ز)
١٠٤٨٠- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِل- قال: ردَّ اللهُ روحَ الحياة في عين إرْمِيا وآخِرُ جسدِه مَيِّتٌ، فنظر إلى طعامه وشرابه لم يتسنَّه، ونظر إلى حماره واقفًا كهيئته يوم رَبَطَه، لم يَطْعَم ولم يَشْرَب، ونظر إلى الرُّمَّة[[الرمة -بضم الراء أو كسرها، مع تشديد الميم-: القطعة البالية، أو العظم البالي. والمراد هنا: قطعة الحبل البالي الذي على عنق الحمار. النهاية (رمم).]] في عنق الحمار لم تتغير؛ جديدةً[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٤، ٦١٠.]]. (ز)
١٠٤٨١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّه أول ما خلق الله منه رأسَه، ثُمَّ رُكِّبت فيه عيناه، ثم قيل له: انظر. فجعل ينظر، فجعلت عظامه تَواصَلُ بعضُها إلى بعض، وبِعَيْنِ نبيِّ الله ﵇ كان ذلك، فقال: ﴿أعلم أن الله على كل شيء قدير﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١١، كما أخرج عبد الرزاق ١/١٠٧ نحوه من طريق مَعْمَر.]]. (ز)
١٠٤٨٢- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط-: ﴿وانْظُرْ إلى حِمارِكَ﴾ قد هَلَكَ، وبَلِيَتْ عِظامُه، وانظر إلى عظامه كيف نُنشِزُها، ثم نكسوها لحمًا[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٧، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٤ (٢٦٧٠).]]. (ز)
١٠٤٨٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: ﴿وانْظُرْ إلى حِمارِكَ﴾، وكان حمارُه عنده كما هو، ﴿وانظر إلى العظام كيف ننشزها﴾ قال: ذُكِر لنا -والله أعلم-: أنّه أول ما خلق منه عيناه، ثم قيل: انظر. فجعل ينظر إلى العظام يَتواصل بعضُها إلى بعض، وذلك بعينيه، فقال: ﴿أعلم أن الله على كل شيء قدير﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١١، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٤ مختصرًا.]]. (ز)
١٠٤٨٤- قال مقاتل بن سليمان: ... نظر إلى حماره وقد ابيضَّت عظامُه، وبَلِيَت، وتَفَرَّقت أوصالُه، فنُودِي من السماء: أيتها العظامُ البالية، اجتمعي؛ فإنّ الله ﷿ منزل عليكِ روحًا. فسَعَتِ العظامُ بعضها إلى بعض؛ الذراعُ إلى العَضُد، والعَضُد إلى المنكبين والكَتِف، وسَعَتِ الساقُ إلى الركبتين، والركبتان إلى الفخذين، والفَخِذان إلى الوَرِكَيْن، والتَصَق الوَرِكان بالظَّهر، ثم وقع الرأسُ على الجسد، وعُزَيْرٌ ينظُر، ثم ألقى على العظام العروق والعصب، ثم ردَّ عليه الشَّعَر، ثم نفخ في مَنخَرِه الروح، فقام الحمارُ ينهق عند رأسه، فأُعلِم كيف يبعث أهل هذه القبور بعد هلاكهم، وبُعِث حمارُه بعد مائة عام، كما لم يتغير طعامه وشرابه، وبُعث بعد طوال الدهر ليُعتَبر بذلك، فذلك قوله سبحانه: ﴿ولنجعلك آية للناس﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٧.]]. (ز)
١٠٤٨٥- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: بدأ بعينيه فنفخ فيهما الروح، ثم بعظامه فأنشَزَها، ثم وصَل بعضَها إلى بعض، ثم كساها العَصَب، ثم العروق، ثم اللحم. ثم نظر إلى حماره، فإذا حمارُه قد بَلِي وابيضَّت عظامه في المكان الذي ربطه فيه، فنُودي: يا عظامُ، اجتمعي؛ فإنّ الله منزلٌ عليك روحًا. فسعى كُلُّ عَظْمٍ إلى صاحبه، فوصل العظام، ثم العصب، ثم العروق، ثم اللحم، ثم الجلد، ثم الشعَر، وكان حماره جَذَعًا[[قال الليث: الجَذَع من الدوابِّ والأَنعام قبل أن يُثْني بسنة، وهو أول ما يستطاع ركوبه والانتفاعُ به. اللسان (جذع).]]، فأحياه الله كبيرًا قد تشنَّن[[تَشَنّنَ أي: أخلق ويَبُسَ جِلْدُه. النهاية (طبق).]]، فلم يبق منه إلا الجلدُ من طول الزمن[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٩.]]٩٩٧. (ز)
١٠٤٨٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿وانظر إلى حمارك﴾ واقفًا عليك منذ مائة سنة[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١١.]]. (ز)
﴿وَلِنَجۡعَلَكَ ءَایَةࣰ لِّلنَّاسِۖ﴾ - تفسير
١٠٤٨٧- قال عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل وجُوَيْبِر عن الضحاك، والسُّدِّي عن مجاهد-﴿ولنجعلك آية للناس﴾، يعني: لبني إسرائيل، وذلك أنّه كان يجلس مع بني بنيه وهم شيوخ، وهو شاب؛ لأنّه كان مات وهو ابن أربعين سنة، فبعثه الله شابًّا كهيئته يوم مات[[أخرجه ابن عساكر ٤٠/٣٢١-٣٢٢. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٤٨٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أبي طالب القاص- في قوله: ﴿ولِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ﴾ قال: كان بُعِث ابنَ مائة وأربعين، شابًا، وكان ولده أبناء مائة سنة، وهم شيوخ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٥. وعزاه السيوطي إلى سفيان بن عيينة.]]. (٣/٢١٥)
١٠٤٨٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق الأعمش، عن رجل-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٥.]]. (٣/٢١٦)
١٠٤٩٠- عن المِنهال بن عمرو -من طريق الأعمش- في قوله: ﴿ولِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ﴾، قال: جاء وولدُه أشياخٌ، وهو شابٌّ[[أخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص٧٢.]]. (ز)
١٠٤٩١- عن عباد بن منصور، قال: سألتُ الحسن عن قوله: ﴿ولِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ﴾. قال: فكان هذا عبدًا نفعه الله بما أراه من العِبرة في نفسه، وجعله آيةً للناس[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٥.]]. (ز)
١٠٤٩٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: رجع إلى أهله، فوجد داره قد بِيعَت وبُنِيَت، وهلك مَن كان يعرفه، فقال: اخرجوا مِن داري. قالوا: ومَن أنت؟ قال: أنا عُزَيْر. قالوا: أليس قد هلك عزيرٌ مُنذُ كذا وكذا؟ قال: فإنّ عزيرًا أنا هو، كان من حالي وكان. فلمّا عرفوا ذلك خرجوا له من الدار، ودفعوها إليه[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١٤، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٥.]]. (ز)
١٠٤٩٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: ﴿آية﴾، يقول: عِبْرَة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٥ (٢٦٧٧).]]. (ز)
١٠٤٩٤- عن سفيان، قال: سمعتُ الأعمش يقول: ﴿ولِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ﴾، قال: جاء شابًّا وولدُه شيوخٌ[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٥.]]. (ز)
١٠٤٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ﴾، يعني: عبرة؛ لأنّه بَعَثَه شابًّا بعد مائة سنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٨.]]٩٩٨. (ز)
﴿وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَیۡفَ نُنشِزُهَا﴾ - قراءات
١٠٤٩٦- عن زيد بن ثابت، أنّ رسول الله ﷺ قرأ: ﴿كَيْفَ نُنشِزُها﴾ بالزاي[[أخرجه الحاكم ٢/٢٥٥ (٢٩١٨). قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه؛ فإنّهما لم يَحْتَجّا بإسماعيل بن قيس بن ثابت». وقال الذهبي في التلخيص: «إسماعيل بن قيس من ولد زيد بن ثابت، ضَعَّفوه». وهي قراءة متواترة، قرأ بها ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم، وخلف العاشر، وقرأ بقية العشرة: ‹نُنشِرُها› بالراء. انظر: النشر ٢/٢٣١.]]. (٣/٢١٦)
١٠٤٩٧- عن زيد بن ثابت، أنّه كان يقرأ: ﴿نُنشِزُها﴾ بالزاي، وإنّ زيدًا أعْجَمَ عليها في مصحفه[[أخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص٧٢، وعبد الرزاق ١/١٠٨، وسعيد بن منصور (٤٣٦- تفسير)، ومسدد في مسنده -كما في المطالب العالية (٣٨٩٧)-. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٣/٢١٦)
١٠٤٩٨- عن أبي بن كعب، أنّه قرأ: ﴿كَيْفَ نُنشِزُها﴾، أعْجَمَ الزّايَ[[أخرجه مسدد -كما في المطالب العالية (٣٨٩٧)-.]]. (٣/٢١٧)
١٠٤٩٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمير بن قُمَيْم، وأبي هلال- أنّه كان يقرأ: ‹نُنشِرُها› بالراء[[أخرجه سعيد بن منصور (٤٣٨- تفسير). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد.]]. (٣/٢١٧)
١٠٥٠٠- عن عطاء بن أبي رباح، أنّه قرأ: ‹نُنشِرُها› بالراء[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/٢١٧)
١٠٥٠١- عن الحسن البصري، مثله[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٢١٧)
١٠٥٠٢- قال يحيى بن سلّام: قرأها قومٌ: ﴿نُنشِزُها﴾ بالزاي، وقوم آخرون: ‹كَيْف نُنشِرُها›، وهو أجود الوجهين، وتصديقه في كتاب الله: ﴿ثُمَّ إذا شاءَ أنشَرَهُ﴾ [عبس:٢٢][[تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٥.]]. (ز)
﴿وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَیۡفَ نُنشِزُهَا﴾ - تفسير الآية
١٠٥٠٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿كيف ننشزها﴾، قال: نُخْرِجُها[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/٢١٦)
١٠٥٠٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله: ﴿انظر إلى العظام كيف ننشزها﴾، يقول: نَشْخَصُها عُضْوًا عُضْوًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٥.]]. (٣/٢١٦)
١٠٥٠٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ‹كَيْفَ نُنشِرها›، قال: انظر إليها حين يحييها الله[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١٧.]]. (ز)
١٠٥٠٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد-، بمثله[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١٧.]]. (ز)
١٠٥٠٧- عن الحسن البصري= (ز)
١٠٥٠٨- وقتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿كيف ننشزها ثم نكسوها لحما﴾، قال: بَلَغَنا: أنّ أول ما خُلِق مِن عُزَيْرٍ خُلِق عيناه، فكان ينظر إلى عظامه كيف يجتمع إليه، وإلى لحمه[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٧.]]. (ز)
١٠٥٠٩- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِل- في قوله: ﴿كيف ننشزها﴾، قال: فجعل ينظر إلى العظام كيف يلتئمُ بعضُها إلى بعض[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٦ (٢٦٧٩)، وتقدم هذا المعنى عن وهْب من طريق ابن إسحاق في رواية ابن جرير، وتقدم ذكر طريق عبد الصمد عن ابن وهب من تفسير ابن جرير أيضًا، وروايته له ليست كرواية ابن أبي حاتم المذكورة هنا.]]. (ز)
١٠٥١٠- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- ﴿كيف ننشزها﴾، قال: نُحَرِّكُها[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٦.]]. (٣/٢١٧)
١٠٥١١- قال مقاتل بن سليمان: ‹كَيْفَ نُنشِرُها›، يعني: نُحْيِيها. نظيرها: ﴿أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون﴾ [الأنبياء:٢١]، يعني: يَبْعَثُون الموتى[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٨.]]. (ز)
١٠٥١٢- عن مُبَشِّر بن عبيد، في قراءته: ﴿كيف ننشزها﴾، قال: نُقِيمُها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٦.]]. (ز)
١٠٥١٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- ‹كَيْف نُنشِرُها›، قال: نُحْيِيها[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١٧.]]٩٩٩. (٣/٢١٧)
﴿ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ﴾ - تفسير
١٠٥١٤- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق النَّضْر بن عَرَبِيٍّ- في قوله: ﴿ثُمَّ نَكْسُوها لَحْمًا﴾، قال: لَمّا اتَّصَلَتِ المفاصلُ كُسِيَتْ لحمًا، ثم كُسِي اللحمُ عَصَبًا، ثم مُدَّ الجِلْدُ عليها، ثم نُفِخ في مِنخَرِه، فنَهَق[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٦ (٢٦٨٣).]]. (ز)
١٠٥١٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿وانْظُرْ إلى العِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْمًا﴾، قال: فبَعَث الله -تبارك وتعالى- ريحًا، فجاءت بعظام الحمار مِن كل سَهْلٍ وجَبَل ذَهَبَتْ به الطيرُ والسِّباعُ، فاجْتَمَعَتْ، فركّب بعضها في بعض وهو ينظر، فصار حمارًا من عِظام ليس له لحمٌ ولا دمٌ، وإنّ الله -جلَّ جلاله- كسا العظام لحمًا ودمًا، فقام حمارًا مِن لحم ودم وليس فيه روح، ثُمَّ أقبل مَلَكٌ يمشي حتى أخذ بمِنخَرِ الحمار فنفخ فيه، فنهق الحمار، فقال: ﴿أعلم أن الله على كل شيء قديرٌ﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٧، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٦ (٢٦٨٠، ٢٦٨٢).]]. (ز)
١٠٥١٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وانظر إلى العظام﴾ قال: وانظر إلى عظامك كيف نحييها حين سألتنا: كيف نحيي هذه؟ قال: فجعل اللهُ الروحَ في بصره وفي لسانه، ثم قال: ادعُ الآن بلسانك الذي جعل الله فيه الروح، وانظر ببصرك. قال: فكان ينظر إلى الجمجمة. قال: فنادى ليلحق كل عظم بألِيفِه. قال: فجاء كلُّ عظم إلى صاحبه، حتى اتَّصَلَتْ وهو يراها، حتّى إنّ الكِسْرة من العظم لتأتي إلى المَوْضِع الذي انكسرت منه، فتلصَقُ به، حتى وصل إلى جمجمته، وهو يرى ذلك، فلمّا اتصلت شَدَّها بالعصب والعروق، وأجرى عليها اللحم والجلد، ثم نفخ فيها الروح، ثم قال: ﴿انظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحمًا فلما تبين له قال أعلم أن الله على شيء قدير﴾. قال: ثُمَّ أمر فنادى تلك العظام التي قال: ﴿أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها﴾ كما نادى عِظامَ نفسه، ثم أحياها الله كما أحياهُ[[أخرجه ابن جرير ٤/٦١١.]]. (ز)
﴿فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ٢٥٩﴾ - قراءات
١٠٥١٧- عن هارون، قال: في قراءة ابن مسعود: (قِيلَ اعْلَمْ أنَّ اللهَ)، على وجه الأمر[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٢٠. وهي قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص٢٣.]]. (٣/٢١٨)
١٠٥١٨- عن الأعمش، قال: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (قِيلَ اعْلَمْ)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص٥٨.]]. (٣/٢١٨)
١٠٥١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق طاووس- أنّه قرأ: ‹فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ اعْلَمْ›. قال: إنّما قيل له ذلك[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٧، وابن جرير ٤/٦٢١، وابن أبي حاتم ٢/٥٠٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٢١٧)
﴿فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ٢٥٩﴾ - تفسير الآية
١٠٥٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار- أنّه كان يقرأ: ‹قالَ اعْلَمْ›. ويقول: لم يكن بأفضلَ من إبراهيم؛ قال الله: ﴿واعلم أن الله﴾ [البقرة:٢٦٠][[أخرجه سعيد بن منصور (٤٣٥ - تفسير). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر. ‹قالَ اعْلَمْ› بالوصل، وإسكان الميم قراءة متواترة، قرأ بها حمزة، والكسائي، وقرأ بقية العشرة ﴿قالَ أعْلَمُ﴾ بقطع الهمزة، وضم الميم. انظر: النشر ٢/٢٣١، والإتحاف ص٢٠٩.]]. (٣/٢١٧)
١٠٥٢١- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- قال: جعل ينظر إلى كُلِّ شيء منه يُوصَلُ بعضه إلى بعض، ﴿فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٢٢.]]. (ز)
١٠٥٢٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب-، نحوه[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٢٣.]]. (ز)
١٠٥٢٣- عن الحسن البصري -من طريق عباد بن منصور- قال: ذُكِر لنا -والله أعلم-: أنّ أول شيء خلقه الله منه عيناه، ثم جعل يخلق بعْدُ بَقِيَّة خلقه، وهو ينظر بعينيه كيف يكسو العظام لحمًا؛ لِيَعْتَبِر ويعلم أنّ الله يحيي الموتى، وأنّه على كل شيء قدير. فلَمّا رأى ما أراه الله من ذلك أجاب ربَّه خيرًا في معرفته، فقال: ﴿أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٦.]]. (ز)
١٠٥٢٤- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد، وابن إسحاق- قال: لَمّا عايَن مِن قدرة الله ما عايَن قال: ﴿أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٢٢.]]١٠٠٠. (ز)
١٠٥٢٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: بعين نبيِّ الله ﵇يعني: إنشار العظام-، فقال: ﴿أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٢٢.]]. (ز)
١٠٥٢٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ﴿قال﴾ عُزَيْرٌ عند ذلك -يعني: عند معاينة إحياء الله حماره-: ﴿أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٢٢.]]. (ز)
١٠٥٢٧- عن الربيع بن أنس -من طريق جعفر- قال: ذُكِر لنا -والله أعلم-: أنّه قيل له: انظر. فجعل ينظر إلى العظام كيف يَتَواصَلُ بعضها إلى بعض، وذلك بعينيه، فقيل له: ‹اعْلَمْ أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ›[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٢١.]]. (ز)
١٠٥٢٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فلما تبين له﴾ يعني: لعُزَيْرٍ كيف يحيي الله الموتى، خرَّ لله ساجدًا ﴿قال أعلم أن الله على كل شيء قدير﴾ يعني: مِن البعث، وغيره[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٦-٢١٨.]]. (ز)
١٠٥٢٩- عن محمد بن إسحاق -من طريق سَلَمَة-: ﴿أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، أي: إنّ الله على كُلِّ ما أراد بعباده مِن نقمة أو عفوٍ قديرٌ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٠٧.]]. (ز)
﴿فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ٢٥٩﴾ - تَتِمَّاتٌ للقِصَّة
١٠٥٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل وجُوَيْبِر عن الضحاك، والسدي عن مجاهد-= (ز)
١٠٥٣١- وكعب -من طريق قتادة-= (ز)
١٠٥٣٢- والحسن البصري -من طريق قتادة-= (ز)
١٠٥٣٣- ووهب [بن مُنَبِّه] -من طريق إدريس ابن بنت وهب- يزيد بعضهم على بعض: أنّ عُزَيْرًا كان عبدًا صالحًا حكيمًا، خرج ذات يوم إلى ضَيْعَةٍ له يَتَعاهَدُها، فلمّا انصرف انتهى إلى خَرِبة حين قامت الظَّهِيرة، وأصابه الحَرُّ، فدخل الخَرِبة وهو على حمار له، فنزل عن حماره، ومعه سَلَّةٌ فيها تين، وسَلَّةٌ فيها عِنب، فنزل في ظِلِّ تلك الخَرِبة، وأخرج قَصْعَةً معه، فاعتصر مِن العنب الذي كان معه في القَصْعَة، ثم أخرج خبزًا يابسًا معه فألقاه في تلك القصعة في العصير؛ ليبتلَّ ليأكُلَه، ثُمَّ استلقى على قفاه، وأسند رجليه إلى الحائط، فنظر سُقُفَ تلك البيوت، ورأى ما فيها، وهي قائمة على عُرُشِها، وقد باد أهلها، ورأى عِظامًا بالية، فقال: أنّى يُحْيِي هذه اللهُ بعد موتها؟ فلم يشكَّ أنّ الله يحييها، ولكن قالها تعجبًا، فبعث الله ملَكَ الموت فقَبَضَ روحَه، فأماته الله مائة عام، فلَمّا أتت عليه مائةُ عام، وكان فيما بين ذلك في بني إسرائيل أمورٌ وأحداثٌ، فبعث الله إلى عُزَيْرٍ ملَكًا، فخلق قلبَه ليَعْقِلَ به، وعينيه لينظر بهما، فيعقِلَ كيف يحيي الله الموتى، ثم ركَّب خَلْقَه وهو يَنْظُرُ، ثم كسا عظامَه اللحم والشعر والجلد، ثم نفخ فيه الروح، كل ذلك يرى ويعقل، فاستوى جالسًا، فقال له الملَكُ: كم لبثتَ؟ قال: لبثت يومًا -وذلك أنّه كان نام في صدر النهار عند الظهيرة، وبُعِثَ في آخر النهار والشمس لم تَغِب- فقال: أو بعض يوم، ولم يتمَّ لي يوم. فقال له الملك: ﴿بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك﴾. يعني: الطعام الخبز اليابس، وشرابه العصير الذي كان اعتصر في القَصْعة، فإذا هما على حالِهما، لم يتغير العصير والخبز اليابس، فذلك قوله: ﴿لم يتسنه﴾، يعني: لم يتغير، وكذلك التين والعنب غَضٌّ لم يتغيَّر عن حاله، فكأنّه أنكر في قلبه، فقال له المَلَك: أنكرتَ ما قلتُ لك؟! انظر إلى حمارك. فنظر، فإذا حماره قد بَلِيت عظامُه، وصارت نَخِرة، فنادى الملَكُ عظامَ الحمار، فأجابت، وأقبلت من كل ناحية، حتى ركبه الملَك وعزيرٌ ينظر إليه، ثم ألبَسَها العروقَ والعصبَ، ثم كساها اللحم، ثم أنْبَت عليها الجلد والشعر، ثم نفخ فيه الملَك، فقام الحمارُ رافعًا رأسه وأذنيه إلى السماء ناهقًا، فذلك قوله: ﴿وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما﴾، يعني: انظر إلى عظام حمارك كيف يركبُ بعضُها بعضًا في أوصالها، حتى إذا صارت عظامًا مُصَوَّرًا حمارًا بلا لحم، ثم انظر كيف نكسوها لحمًا، ﴿فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير﴾ من إحياء الموتى وغيره. قال: فرَكِب حمارَه حتى أتى مَحِلَّته، فأنكره الناس، وأنكر الناسَ، وأنكر منازلَه، فانطلق على وهْمٍ منه حتى أتى منزله، فإذا هو بعجوز عمياء مُقْعَدة قد أتى عليها مائةٌ وعشرون سنةً، كانت أمَةً لهم، فخرج عنهم عُزَيْرٌ وهي بنتُ عشرين سنة، كانت عرَفته وعقَلته، فقال لها عُزَيْرٌ: يا هذه، أهذا منزل عُزَيْر؟ قالت: نعم. وبَكَتْ، وقالت: ما رأيتُ أحدًا من كذا وكذا سنة يذكُرُ عُزَيْرًا، وقد نسيه الناس. قال: فإنِّي أنا عُزَيْرٌ. قالت: سبحان الله! فإنّ عُزَيْرًا قد فقدناه منذ مائة سنة، فلم نسمع له بذِكْر. قال: فإنِّي أنا عُزَيْر؛ كان الله أماتني مائة سنة، ثم بعثني. قالت: فإنّ عزيرًا كان رجلًا مستجاب الدعوة، يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء، فادعُ الله أن يَرُدَّ عليَّ بصري حتى أراك، فإن كنتَ عُزَيْرًا عرَفتُك. فدعا ربَّه، ومسح يده على عَيْنَيها؛ فصحَّتا، وأخذ بيدها، فقال: قُومي بإذن الله. فأطلَق اللهُ رجلَيها؛ فقامت صحيحة كأنما نشِطت من عِقال، فنظرت، فقالت: أشهد أنك عُزَيْرٌ. فانطلقت إلى محلَّة بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم، وابنٌ لعزير شيخٌ ابنُ مائة سنة وثمان عشرة سنة، وبنو بنيه شيوخ في المجلس، فنادتهم، فقالت: هذا عُزَيْرٌ قد جاءكم. فكذَّبُوها، فقالت: أنا فلانة مولاتُكم، دعا لي ربَّه فردَّ عليَّ بصري، وأطلق رجلي، وزعم أنّ الله كان أماته مائة سنة ثم بعثه. فنهض الناس، فأقبلوا إليه، فنظروا إليه، فقال ابنُه: كانت لأبي شامةٌ سوداءُ بين كتفيه. فكشف عن كَتِفَيْه، فإذا هو عزير. فقالت بنو إسرائيل: فإنّه لم يكن فينا أحدٌ حَفِظ التوراة فيما حُدِّثنا غيرُ عزير، وقد حرَّق بُخْتُنَصَّر التوراةَ، ولم يبق منها شيءٌ إلا ما حَفِظَت الرجال؛ فاكتبها لنا. وكان أبوه سروخا قد دفن التوراة أيام بُخْتُنَصَّرَ في موضع لم يعرفه أحد غيرُ عزير، فانطلق بهم إلى ذلك الموضع، فحفره، فاستخرج التوراة، وكان قد عَفِن الوَرَقُ، ودَرَس الكتابُ، فجلس في ظلِّ شجرة وبنو إسرائيل حولَه، فجدَّد لهم التوراة، فنزل من السماء شِهابان حتى دخلا جوفَه، فتذكَّر التوراةَ، فجدَّدها لبني إسرائيل، فمِن ثمَّ قالت اليهود: عزيرٌ ابن الله. لِلَّذي كان من أمر الشِّهابين، وتجديده للتوراة، وقيامه بأمر بني إسرائيل، وكان جدّد لهم التوراة بأرض السَّواد بدِير حِزْقيلَ، والقرية التي مات فيها يُقال لها: سابُراباذُ. قال ابن عباس: فكان كما قال الله: ﴿ولنجعلك آية للناس﴾. يعني: لبني إسرائيل؛ وذلك أنه كان يجلس مع بني بنيه، وهم شيوخ، وهو شاب؛ لأنه كان مات وهو ابن أربعين سنة، فبعثه الله شابًّا كهيئته يوم مات[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٠/٣٢١-٣٢٢ من طريق إسحاق بن بشر. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (٣/٢٠٧)
١٠٥٣٤- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن معقل-، نحوه، إلا أنه عدَّ الرجل المارَّ بالقرية النبيَّ إرْمِيا[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٩٣-٥٩٤.]]. (ز)
١٠٥٣٥- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق، عمَّن لا يتهم- مُطَوَّلَة جِدًّا مع تفاصيل غريبة، وعدَّ الرجلَ المارَّ بالقرية النبيَّ إرْمِيا[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٨٧-٥٩٣. وينظر: تفسير الثعلبي ٢/٢٤٣-٢٤٦، وتفسير البغوي ١/٣١٧-٣٢٠.]]. (ز)
١٠٥٣٦- عن بكر بن مُضَر، قال: يزعمون في بعض الكتب: أنّ إرْمِيا كان بإيلْيا حين خَرَّبَها بُخْتُنَصَّر، فخرج منها إلى مصر فكان بها، فأوحى الله إليه: أنِ اخرج منها إلى بيت المقدس. فأتاها، فإذا هي خَرِبة، فنظر إليها، فقال: أنّى يحيي هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام، ثم بعثه، فإذا حمارُه حيٌّ قائمٌ على رباطه، وإذا طعامه سَلُّ عِنَب وسَلُّ تين. قال: وردَّ الله إليه بصرَه، وجعل الروح فيه قبل أن يُبْعَثَ بثلاثين سنة، ثم نظر إلى بيت المقدس وكيف عُمِّر وما حوله. قال: فيقولون -والله أعلم-: إنّه الذي قال الله -تعالى ذكره-: ﴿أوْ كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٠٤، ٦١٢.]]١٠٠١. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.