الباحث القرآني
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِی حَاۤجَّ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ فِی رَبِّهِۦۤ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ﴾ - تفسير
١٠٣٥٠- عن علي بن أبي طالب -من طريق سماك بن حرب، عن رجل من بني أسد- قال: الذي حاجَّ إبراهيم في ربه هو نُمْرودُ بن كَنْعانَ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٩٨. وعزاه السيوطي إلى الطيالسي.]]. (٣/٢٠٣)
١٠٣٥١- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم﴾، قال: نُمْرودُ بن كنعان، يزعمون أنّه أول مَن مَلَكَ في الأرض[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/٢٠٥)
١٠٣٥٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح، وليث، والنضر، وعبد الله بن كثير- في قول الله: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِي حاجَّ إبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أنْ آتاهُ اللَّهُ المُلْكَ﴾، قال: هو نمروذ بن كنعان[[تفسير مجاهد ص٢٤٣، وأخرجه ابن جرير ٤/٥٦٨-٥٧٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٤٩٨.]]. (٣/٢٠٣)
١٠٣٥٣- وعن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
١٠٣٥٤- والحسن البصري، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٤٩٨.]]. (ز)
١٠٣٥٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِي حاجَّ إبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أنْ آتاهُ اللَّهُ المُلْكَ﴾، قال: هو اسمه نُمْرُوذ، وهو أوَّلُ مَلَكٍ تَجَبَّر في الأرض، حاجَّ إبراهيم في ربه[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٣، وابن جرير ٤/٥٦٩، وابن أبي حاتم ٢/٤٩٨. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٣-.]]. (٣/٢٠٣)
١٠٣٥٦- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: هو نُمْرُوذ[[نمروذ، بالدال المهملة والمعجمة، والوجهان جائزان. ينظر: التاج (نمرد).]] بن كَنْعان[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٦٩.]]. (٣/٢٠٣)
١٠٣٥٧- عن زيد بن أسلم -من طريق مَعْمَر-، بمثله[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٥، وابن جرير ٤/٥٧٠، وابن أبي حاتم ٢/٤٩٩.]]. (ز)
١٠٣٥٨- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِي حاجَّ إبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أنْ آتاهُ اللَّهُ المُلْكَ﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّ الذي حاجَّ إبراهيمَ في ربه كان مَلِكًا يُقال له: نمروذ، وهو أوَّلُ جَبّارٍ تَجَبَّر في الأرض، وهو صاحب الصَّرْحِ بِبابِل[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٦٩.]]. (٣/٢٠٣)
١٠٣٥٩- عن الكلبي -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِي حاجَّ إبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾، قال: هو جَبّارٌ اسمه نمرود، وهو أوَّلُ مَن تَجَبَّر في الأرض[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٣.]]. (ز)
١٠٣٦٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِي حاجَّ إبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾ وهو نُمْرُوذ بن كَنْعان بن ريب بن نمروذ بن كوشى بن نوح، وهو أوَّلُ مَن مَلَكَ الأرض كلها، وهو الذي بَنى الصَّرْحَ ببابِل، ﴿أن آتاه الله﴾ يقول: أن أعطاه الله ﴿الملك﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٥.]]. (ز)
١٠٣٦١- قال عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج-: هو نُمْرُوذ، ويُقال: إنّه أولُ مَلِك في الأرض[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٠.]]٩٩١. (ز)
١٠٣٦٢- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب-: هو نُمْرُوذ[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٦٩.]]. (ز)
١٠٣٦٣- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٠.]]. (ز)
﴿إِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ رَبِّیَ ٱلَّذِی یُحۡیِۦ وَیُمِیتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡیِۦ وَأُمِیتُۖ قَالَ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ یَأۡتِی بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ﴾ - تفسير
١٠٣٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِي حاجَّ إبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾، قال: نُمْرُودُ بن كَنْعان، يزعمون أنّه أولُ مَن مَلَكَ في الأرض، أُتِي برجلين؛ قَتَل أحدَهما وترك الآخر، فقال: أنا أُحيي وأميتُ. قال: أسْتَحْيِي: أترُكُ مَن شئت، وأُمِيتُ: أقتُلُ مَن شئتُ[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/٢٠٥)
١٠٣٦٥- عن كعب -من طريق هَمّام- قال: رأى إبراهيمُ قومًا يأتون النُّمْرُود الجبّار، فيُصِيبُون منه طعامًا، فانطَلَق معهم، فكُلَّما مَرَّ به رجلٌ قال له: مَن ربك؟ قال: أنت ربي. وسجد له، وأعطاه حاجتَه، حتى مرَّ به إبراهيمُ صلى الله عليه، فقال: مَن ربك؟ ﴿قال ربي الذي يحي ويميت﴾. قال: فأنا أحيي وأميت. ﴿قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر﴾. فخرج ولم يُعْطِه شيئًا، فعمد إبراهيم إلى تراب فملأ به وِعاءه، ودخل منزله وأَمَرَ أهلَه أن لا يَحُلّوهُ، فوضع رأسه فنام، فحَلَّتِ امرأتُه الوِعاءَ، فإذا أجْوَدُ دقيقٍ رَأَتْ، فخَبَزَتْهُ، فقرَّبته إليه، فقال لها: مِن أين هذا؟ قالت: سَرَقْتُه مِن الوعاء. قال: فضحك، ثُمَّ حَمِد الله، وأثنى عليه[[أخرجه ابن المبارك في الزهد ١/٣٠٧، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٦/١٧٦.]]. (ز)
١٠٣٦٦- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿قال أنا أحيي وأميت﴾، قال: أقتُلُ من شئتُ، وأَسْتَحْيِي مَن شئتُ؛ أدَعُه حيًّا فلا أقتُلُه. وقال: مَلَكَ الأرض مشرقها ومغربها أربعةُ نفر: مؤمنان وكافران؛ فالمؤمنان: سليمان بن داود، وذو القرنين، والكافران: بُخْتُنَصَّرَ، ونُمُرودُ بن كنعان، لم يملكها غيرُهم[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٢٠٥)
١٠٣٦٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: كنّا نُحدَّثُ: أنّه مَلِكٌ يُقال له: نُمرودُ بن كنعان. وهو أوَّلُ مَلِكٌ تجبَّر في الأرض، وهو صاحب الصَّرْح ببابِل. ذُكِر لنا: أنّه دعا برجلين، فقتل أحدهما، واستحيا الآخر، فقال: أنا أستحيي مَن شئتُ، وأقتُلُ مَن شئتُ[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٦٩، ٥٧١. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٣-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٢٠٥)
١٠٣٦٨- عن قتادة بن دعامة= (ز)
١٠٣٦٩- والكلبي -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿أن آتاه الملك﴾ قالا: أي: أن آتى اللهُ الجبارَ المُلكَ، ﴿إذ قال إبراهيم ربي الذي يحى ويميت﴾ فقال ذلك الجبار: فأنا أحيي وأميت، يقول: أنا أقتل من شِئتُ، وأُحْيِي مَن شِئْتُ[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٣.]]. (ز)
١٠٣٧٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: لَمّا خرج إبراهيمُ من النار أدْخَلُوه على المَلِك، ولم يكن قبل ذلك دخل عليه، فكلَّمه، وقال له: مَن ربُّك؟ قال: ربي الذي يحيي ويميت. قال نمرود: أنا أحيي وأميت؛ أنا أُدْخِلُ أربعة نفر بيتًا فلا يُطْعَمون ولا يُسْقَون، حتى إذا هلكوا من الجوع أطْعَمتُ اثنين وسقَيْتُهما فعاشا، وتركت اثنين فماتا. فعرف إبراهيم أنّه يفعل ذلك، قال له: فإنّ ربي الذي يأتي بالشمس من المشرق، فَأْتِ بها من المغرب. فبُهِت الذي كفر، وقال: إنّ هذا إنسان مجنون، فأخرجوه، ألا تَرون أنّه مِن جنونه اجترأ على آلهتكم فكسرها، وأنّ النار لم تأكله! وخشي أن يَفْتَضِحَ في قومه، وهو قول الله -تعالى ذكره-: ﴿وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه﴾ [الأنعام:٨٣]، فكان يزعم أنّه ربٌّ، فَأَمَر بإبراهيم فأُخْرِج[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٥، وابن أبي حاتم ٢/٤٩٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/٢٠٦)
١٠٣٧١- عن زيد بن أسلم -من طريق مَعْمَر-: أنّ أول جَبّار كان في الأرض نُمْروذ، وكان الناس يخرجون يَمْتارون[[يمتارون أي: يجلبون. النهاية (مير).]] مِن عنده الطعامَ، فخرج إبراهيم ﵇ يَمْتارُ مَعَ مَن يَمْتارُ، فإذا مرَّ به ناسٌ قال: مَن ربُّكم؟ قالوا: أنت. حتى مرَّ به إبراهيم، فقال: مَن ربك؟ قال: الذي يُحْيِي ويُميت. قال: أنا أحيي وأميت. قال إبراهيم: ﴿فَإنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ المَغْرِبِ فبُهت الذي كفر﴾، فردَّه بغير طعام[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٥، وابن جرير ٤/٥٧٢-٥٧٣، وابن أبي حاتم ٢/٤٩٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ في العظمة.]]. (٣/٢٠٣)
١٠٣٧٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب-، بنحوه[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٣.]]. (ز)
١٠٣٧٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: لَمّا قال له إبراهيمُ: ربي الذي يحيي ويميت. قال هو -يعني: نمروذ-: فأنا أحيي وأميت. فدعا برجلين، فاستحيا أحدَهما، وقتل الآخرَ، قال: أنا أحيي وأميت؛ إنِّي أسْتَحْيِي مَن شِئتُ. فقال إبراهيم: ﴿فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٤.]]. (ز)
١٠٣٧٤- قال مقاتل بن سليمان: وذلك أنّ إبراهيم ﷺ حين كسر الأصنام سجنه نمروذ، ثم أخرجه لِيُحرقَه بالنار، فقال لإبراهيم ﵇: مَن ربُّك؟ ﴿إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت﴾ وإياه أعبد، ومنه أسأل الخير. قال نمروذ: ﴿أنا أحيي وأميت﴾. قال له إبراهيم: أرني بيان الذي تقول. فجاء برجلين، فقتل أحدَهما، واستحيا الآخرَ. وقال: كان هذا حيًّا فأَمَتُّه، وأَحْيَيْتُ هذا، ولو شئتُ قتلتُه. قال إبراهيم: ﴿فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٥. وفي تفسير الثعلبي ٢/٢٣٩، وتفسير البغوي ١/٣١٥ نحوه مختصرًا منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
١٠٣٧٥- عن محمد بن إسحاق -من طريق سَلَمة- قال: ذُكِر لنا -والله أعلم-: أنّ نمروذ قال لإبراهيم فيما يقول: أرأيتَ إلهك هذا الذي تعبد، وتدعو إلى عبادته، وتذكُر مِن قُدرتِه الَّتي تُعَظِّمه بها على غيره ما هو؟ فقال له إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت. قال نمروذ: فأنا أحيي وأميت. فقال له إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟ قال: آخذ رجلين قد استوجبا القَتْل في حُكمي، فأقتلُ أحدَهما، فأكون قد أمَتُّه، وأعفو عن الآخر، فأتركه، فأكون قد أحْيَيْتُه. فقال له إبراهيم عند ذلك: فإنّ الله يأتي بالشمس من المشرق، فأْتِ بها من المغرب؛ أعرفْ أنه كما تقولُ. فبُهِتَ عند ذلك نمروذ، ولم يرجع إليه شيئًا، وعرف أنه لا يُطيق ذلك[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٦.]]. (ز)
﴿فَبُهِتَ ٱلَّذِی كَفَرَۗ﴾ - تفسير
١٠٣٧٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فبهت﴾ الجبّارُ ﴿الذي كفر﴾ بتوحيد الله ﷿. يقول: بُهِت نمروذ الجبار، فلم يدْرِ ما يرُدُّ على إبراهيم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٥-٢١٦.]]. (ز)
١٠٣٧٧- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- يقول الله -تبارك وتعالى-: ﴿فبهت الذي كفر﴾، يقول: وقعت عليه الحجةُ -يعني: نمروذ-[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٦، وابن أبي حاتم ٢/٤٩٩.]]. (ز)
١٠٣٧٨- قال سفيان -من طريق الفريابي- قوله: ﴿فبهت الذي كفر﴾، قال: فسَكَتَ، فلم يُجِبْه بشيء[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٩٩.]]. (ز)
﴿وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ٢٥٨﴾ - تفسير
١٠٣٧٩- عن إسماعيل السدي: ﴿واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾، قال: إلى الإيمان[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٣/٢٠٦)
١٠٣٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ إلى الحُجَّة، يعني: نمروذ. مِثلُها في براءة [١٩]: ﴿أجَعَلۡتُمۡ سِقایَةَ ٱلۡحاۤجِّ وعِمارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرامِ كَمَنۡ ءامَنَ بِٱللَّهِ وٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـٔاخِرِ وجَـٰهَدَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ لا یَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وٱللَّهُ لا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ إلى الحُجَّة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٦.]]. (ز)
١٠٣٨١- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- في قوله: ﴿واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾، أي: لا يهديهم في الحُجَّة عند الخصومة؛ لِما هم عليه مِن الضلالة[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٧، وابن أبي حاتم ٢/٤٩٩.]]. (ز)
﴿وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ٢٥٨﴾ - تَتِمَّاتٌ للقصة
١٠٣٨٢- عن زيد بن أسلم -من طريق مَعْمَر-: أنّ أول جبار كان في الأرض نُمْروذ، وكان الناس يخرجون يمتارون مِن عنده الطعام، فخرج إبراهيم ﵇ يمتار مع مَن يمتار، فإذا مرَّ به ناسٌ قال: مَن ربكم؟ قالوا: أنت. حتى مرَّ به إبراهيم، فقال: مَن ربك؟ قال: الذي يحيي ويميت. قال: أنا أحيي وأميت. قال إبراهيم: ﴿فَإنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ المَغْرِبِ فبُهت الذي كفر﴾، فردَّه بغير طعام، فرجع إبراهيم إلى أهله، فمَرَّ على كَثِيبٍ من رَمْلٍ أعْفَرَ، فقال: ألا آخُذُ مِن هذا فآتي به أهلي، فتطيب أنفسُهم حين أدخُلُ عليهم! فأخذ منه، فأتى أهله، فوضع متاعَه، ثم نام، فقامت امرأتُه إلى متاعه، ففتَحَتْ، فإذا هو بأجودِ طعامٍ رآه أحد، فصنعت له منه، فقَرَّبَتْهُ إليه، وكان عهدُه بأهله أنّه ليس عندهم طعام. فقال: مِن أين هذا؟ قالت: مِن الطعام الذي جئتَ به. فعرف أنّ الله رزَقه، فحمد الله. ثُمَّ بعث الله إلى الجبّاِر مَلَكًا أنْ: آمِن بي، وأتركَك على مُلكِك. قال: فهل ربٌّ غيري؟! فأبى، فجاءه الثانية، فقال له ذلك، فأبى عليه، ثم أتاه الثالثة، فأبى عليه، فقال له المَلَك: فاجمع جموعَك إلى ثلاثة أيام. فجمع الجبّارُ جموعَه، فأمر الله الملَكَ ففتح عليه بابًا من البَعُوض، فطلَعت الشمسُ فلم يَرَوْها من كثرتها، فبعثها الله عليهم، فأكلت شحومَهم، وشربت دماءَهم، فلم يبق إلا العظام، والملِكُ كما هو لم يُصِبْه من ذلك شيءٌ، فبعث الله عليه بعوضة، فدخلت في مَنخَرِه، فمكث أربعمائة سنة يُضْرَبُ رأسُه بالمطارق، وأرحمُ الناس به مَن جمع يديه ثم ضربَ بهما رأسه. وكان جَبّارًا أربعمائة سنة، فعَذَّبه الله أربعمائة سنة كمُلْكِه، ثُمَّ أماته الله. وهو الذي كان بنى صَرْحًا إلى السماء فأتى الله بُنْيانَه مِن القواعد[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٥، وابن جرير ٤/٥٧٢-٥٧٣، وابن أبي حاتم ٢/٤٩٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ في العظمة.]]. (٣/٢٠٣)
١٠٣٨٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب-، بنحوه[[أخرجه ابن جرير ٤/٥٧٣، وفيه زيادات غريبة.]]. (ز)
١٠٣٨٤- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ إنّ الله ﷿ سلَّط على نمروذ بعوضة، بعد ما أنجا اللهُ ﷿ إبراهيمَ من النار، فعضَّت شَفَتَه، فأَهْوى إليها، فطارت في منخره، فذهب ليأخذها، فدخلت خياشيمه، فذهب يستخرجها، فدخلت دِماغَه، فعذبَّه الله ﷿ بها أربعين يومًا، ثُمَّ مات منها، وكان يُضْرَب رأسه بالمطرقة، فإذا ضُرِب رأسه سَكَنَتِ البعوضةُ، وإذا رُفِع عنها تحركت. فقال الله سبحانه: وعِزَّتي وجلالي، لا تقوم الساعة حتى آتي بها -يعني: الشمس من قِبَل المغرب-، فيَعْلَمُ مَن يَرى ذلك أنِّي أنا اللهُ قادِرٌ على أن أفعل ما شِئتُ[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢١٥-٢١٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.