الباحث القرآني
﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِیُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكࣰاۚ﴾ - تفسير
٩٨٨٩- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: كان طالوتُ أميرًا على الجيش[[تفسير مجاهد ص٢٤١، وأخرجه ابن جرير ٤/٤٥٣، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٣/١٤٩)
٩٨٩٠- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: ... سأل اللهَ ﷿ نبيُّهم أن يبعث لهم ملِكًا، فأوحى اللهُ ﷿ إليه: أنِ انظر القَرَنَ[[القَرَن –بالتحريك-: جَعْبَة من جُلود تُشَقّ، ويَجْعل فيها النُّشّاب. النهاية (قرن).]] الذي في بيتك فيه الدُّهْن، فإذا دخل عليك رجل [ينُشُّ][[[يقال: نشّ الماء وغيره إذا غلى. النهاية (نشش).]]] الدُّهْنَ الذي في القَرَنِ فإنّه مَلِك بني إسرائيل، فادْهَن رأسَه منه، ومَلِّكْهُ عليهم. فجعل ينظر مَن ذلك الرجل الداخل عليه، وكان طالوت رجلًا دَبّاغًا من سِبْط ابن يامين لم يكن فيه نُبُوَّةٌ ولا مُلْك، فخرج طالوت يطلب حمارًا مع غلام له، فمر ببيت أشمويل النبي، فدخل عليه مع غلامه، فذكر له أمرَ حماره، إذ نَشَّ الدُّهْن في القَرَن، فقام إليه النبي ﷺ فأخذه، ثم قال لطالوت: قَرِّب رأسَك. فقَرَّبه، فدَهَنَه، فقال: يا مُنشِدَ الحمار، هذا خيرٌ لك مِمّا تطلُب، أنت مَلِكُ بني إسرائيل الذي أمرني ربي أن أُمَلِّكَه عليهم. وكان اسم طالوت بالسُّرْيانِيّة: مبارك، وخرج من عنده، فقال الناس: ملك طالوت ...[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٤/٤٣٧-٤٣٩.]]. (ز)
٩٨٩١- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق- قال: لَمّا قال الملأ من بني إسرائيل لشَمْوِيل بن بالِي ما قالوا له؛ سأل اللهَ نبيُّهم شَمْويلُ أن يبعث لهم ملِكًا، فقال الله: انظر القَرَنَ الذي فيه الدُّهْنُ في بيتك، فإذا دخل عليك رجل فنَشَّ الدُّهْنُ الذي في القَرَن فهو ملِك بني إسرائيل، فادْهُن رأسَه منه، وملِّكْه عليهم. فأقام ينتظر متى ذلك الرجل داخِلًا عليه، وكان طالوت رجلًا دبّاغا يعمل الأُدُمَ[[الأدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ. النهاية، مادة (أدم).]]، وكان من سِبْطِ بِنْيامِين بن يعقوب، وكان سِبْطُ بنيامين سِبْطًا لم يكن فيهم نُبُوَّةٌ ولا مُلْك، فخرج طالوت في ابتغاء دابَّةٍ له أضَلَّتْهُ، ومعه غلام، فمَرّا ببيت النبي ﵇، فقال غلامُ طالوتَ لطالوتَ: لو دخَلْتَ بنا على هذا النبيِّ فسأَلْناه عن أمر دابَّتِنا، فيُرْشِدَنا، ويدعوَ لنا فيها بخير. فقال طالوت: ما بِما قُلْتَ مِن بَأْسٍ. فدخلا عليه، فبينما هما عنده يذكران له من شأن دابَّتهما، ويسألانه أن يدعو لهما فيها، إذ نَشَّ الدُّهْنُ الذي في القَرَن، فقام إليه النبي ﵇، فأخذه، ثم قال لطالوت: قرِّبْ رأسَك. فقرَّبه، فدهَنه منه، ثم قال: أنت ملِكُ بني إسرائيل الذي أمرني الله أن أُمَلِّكَك عليهم. وكان اسمُ طالوت بالسُّرْيانية: شاولَ بن قيس بن أبيال بن صِرار بن يحرب بن أفيح بن آيس بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فجلس عنده، وقال الناس: مُلِّك طالوتُ. فأتت عظماءُ بني إسرائيل نبيَّهم، فقالوا له: ما شأن طالوت يُمَلَّكُ علينا وليس من بيت النبوة ولا المملكة؟! قد عرفتَ أنّ النبوة والمُلْك في آل لاوي وآل يهوذا. فقال لهم: إنّ الله اصطفاه عليكم، وزاده بَسْطَةً في العِلْم والجِسْم[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٤٨-٤٤٩. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق.]]. (٣/١٣٣)
٩٨٩٢- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِل- قال: قالت بنو إسرائيل لشَمْوِيلَ: ابعث ملِكًا نُقاتِلْ في سبيل الله. قال: قد كفاكم اللهُ القتالَ. قالوا: إنّا نَتَخَوَّفُ مَن حولنا، فيكون لنا ملِك نَفْزَعُ إليه. فأوحى الله إلى شَمْوِيل: أنِ ابعث لهم طالوت ملِكًا، وادْهَنْهُ بدُهْنِ القُدْس. وضلَّت حُمُرٌ لأبي طالوت، فأرسله وغلامًا له يَطْلُبانِها، فجاؤوا إلى شَمْوِيل يسألونه عنها، فقال: إنّ الله قد بعثك ملِكًا على بني إسرائيل. قال: أنا؟ قال: نعم. قال: وما علِمْتَ أن سِبْطِي أدنى أسباط بني إسرائيل؟ قال: بلى. قال: فبأيِّ آيةٍ؟ قال: بآيةِ أن ترجع وقد وجَدَ أبوك حُمُرَه. فدَهَنَهُ بدُهْنِ القُدْس، فقال لبني إسرائيل: ﴿إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٤٩، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٣ مختصرًا.]]. (٣/١٣٤)
٩٨٩٣- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في الآية، قال: كانت بنو إسرائيل يُقاتِلون العَمالِقَة، وكان ملِكُ العَمالِقَةِ جالوتَ، وإنّهم ظَهَرُوا على بني إسرائيل، فضربوا عليهم الجِزْيَة، وأخذوا تَوْراتَهُم، وكانت بنو إسرائيل يسألون الله أن يبعث لهم نَبِيًّا يُقاتِلون معه، وكان سِبْطُ النبوة قد هلكوا، فلم يبق منهم إلا امرأةٌ حُبْلى، فأخذوها، فحبسوها في بيت؛ رَهْبةَ أن تَلِدَ جاريةً فتُبْدِلَها بغلام، لِما تَرى من رَغْبَةِ بني إسرائيل في ولدها، فجعلت تدعو الله أن يرزقها غلامًا، فولدت غلامًا، فسَمَّتْهُ: شَمعونَ، فكبِر الغلام، فأَسْلَمَتْهُ يتعلم التوراة في بيت المقدس، وكفله شيخٌ من علمائهم وتبنّاه، فلمّا بلغ الغلامُ أن يبعثه الله نبيًّا أتاه جبريلُ والغلامُ نائمٌ إلى جنب الشيخ، وكان لا يَتَّمِنُ[[يتّمن: لغة في يأتمن. اللسان (أمن).]] عليه أحدًا غيرَه، فدعاه بلَحْنِ الشيخ: يا شماؤلُ. فقام الغلام فَزِعًا إلى الشيخ، فقال: يا أبتاه، دعوتني؟ فكَرِه الشيخ أن يقول: لا. فيَفْزَعَ الغلامُ، فقال: يا بني، ارجع فنم. فرجع فنام، ثم دعاه الثانية، فأتاه الغلام أيضًا، فقال: دعوتني؟ فقال: ارجع فنم؛ فإن دعوتَك الثالثةَ فلا تُجِبْني. فلما كانت الثالثةُ ظهر له جبريل، فقال: اذهب إلى قومك، فَبَلِّغْهم رسالةَ ربِّك، فإنّ الله قد بعثك فيهم نبيًّا. فلما أتاهم كذَّبوه، وقالوا: اسْتَعْجَلْتَ بالنبوة، ولم يَأْنِ لك. وقالوا: إن كنتَ صادقًا فابعث لنا ملِكًا نقاتل في سبيل الله آيةً من نبوتك. فقال لهم شَمْعونُ: عسى إن كُتِب عليكم القتال أن لا تقاتلوا. قالوا: ﴿وما لنا لا نقاتل في سبيل الله﴾ الآية. فدعا الله، فأُتِي بعصا تكون على مقدار طول الرجل الذي يُبْعَثُ فيهم ملِكًا، فقال: إنّ صاحبكم يكون طولُه طولَ هذه العصا. فقاسوا أنفسهم بها، فلم يكونوا مثلَها، وكان طالوتُ رجلا سَقّاءً يسقي على حمار له، فضلَّ حمارُه، فانطلق يطلبه في الطريق، فلَمّا رَأَوْهُ دَعَوْهُ، فقاسوه بها، فكان مثلَها، فقال له نبيُّهم: إنّ الله قد بعث لكم طالوت ملِكًا. قال القوم: ما كنتَ قطُّ أكذبَ منك الساعةَ، ونحن من سِبْطِ المملكة، وليس هو من سِبْطِ المملكة، ولم يُؤْتَ سَعَةً من المال فنتبعه لذلك. فقال النبي: إنّ الله اصطفاه عليكم، وزاده بسطة في العلم والجسم[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٤١، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٣، ٤٦٦.]]. (٣/١٣٥)
٩٨٩٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: لَمّا قالت بنو إسرائيل لنبيهم: سَلْ ربك أن يكتب علينا القتال. فقال لهم ذلك النبي: ﴿هل عسيتم إن كتب عليكم القتال﴾ الآية. قال: فبعث الله طالوت ملكًا. قال: وكان في بني إسرائيل سِبطان؛ سِبْطُ نُبُوَّةٍ، وسِبْطُ مملكة، ولم يكن طالوت من سِبْط النبوة، ولا من سِبْط المملكة، فلمّا بُعِث لهم ملكًا أنكروا ذلك، وعجِبوا، وقالوا: ﴿أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال﴾. قالوا: وكيف يكون له الملك علينا وليس من سِبط النبوة، ولا من سبط المملكة؟! فقال: ﴿إن الله اصطفاه عليكم﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٢.]]. (٣/١٢٩)
٩٨٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ... وكان طالوت مِن سِبْط بنيامين، وكان جسيمًا عالِمًا، وكان اسمه: شارل بن كيس، وبالعربية: طالوت بن قَيْس، وسُمِّي طالوت لطُولِه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٦.]]. (ز)
٩٨٩٦- عن خالد الرَّبَعِيّ، قال: قالت بنو إسرائيل لنبيٍّ لهم: ﴿ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله﴾. قال لهم النبي: إن النبيَّ ألْيَنُ لكم، وإنّ الملِك فيه بعضُ الشِّدَّة والغِلْظة. قال: فقالوا: ادعُ لنا ربك يبعث لنا ملِكًا نقاتل في سبيل الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٦٣ (٢٤٤٤).]]. (ز)
﴿قَالُوۤا۟ أَنَّىٰ یَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَیۡنَا﴾ - تفسير
٩٨٩٧- عن أبي مالك [غزوان الغفاري] -من طريق السدي- في قوله: ﴿أنى﴾، يعني: مِن أين؟![[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٦٥.]]. (٣/١٣٧)
٩٨٩٨- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿قالوا أنى يكون له الملك علينا﴾: كيف يكون له المُلك علينا؟![[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٦٥ (٢٤٥٥).]]. (ز)
٩٨٩٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ﴾ إسماعيل: ﴿إنَّ اللَّهَ﴾ ﷿ ﴿قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكًا قالُوا أنّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ﴾ يعني: مِن أين يكون له الملك ﴿عَلَيْنا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٦.]]. (ز)
﴿وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ یُؤۡتَ سَعَةࣰ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ﴾ - تفسير
٩٩٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿قالوا أنى يكون له الملك علينا﴾، قال: لم يقولوا ذلك إلا أنّه كان في بني إسرائيل سِبْطان؛ كان في أحدهما النبوة، وفي الآخر الملك، فلا يبعث نبيٌّ إلا مَن كان مِن سِبْطِ النُّبُوَّة، ولا يملك على الأرض أحدٌ إلا مَن كان مِن سِبْطِ المُلْك، وأنّه ابتَعث طالوت حين ابتعثه وليس من أحد السِّبْطَيْن[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٢، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٥ (٢٤٥٦).]]. (٣/١٣٦)
٩٩٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿ألم تر إلى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى﴾ الآية، قال: هذا حين رُفِعَت التوراة، واسْتُخْرِج أهلُ الإيمان، وكانت الجبابرةُ قد أخْرَجَتْهُم من ديارهم وأبنائهم، فلما كُتِبَ عليهم القتال، وذلك حين أتاهم التابوت. قال: وكان من بني إسرائيل سِبْطان؛ سِبْطُ نبوة، وسِبْطُ خلافة، فلا تكونُ الخلافةُ إلا في سبط الخلافة، ولا تكون النبوة إلا في سبط النبوة، فقال لهم نبيهم: إنّ الله قد بعث لكم طالوت ملِكًا. قالوا: أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحقُّ بالملك منه، وليس من أحد السِّبطين، لا من سِبْط النبوة، ولا من سِبط الخلافة؟! قال: ﴿إن الله اصطفاه عليكم﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/١٢٩)
٩٩٠٢- عن ابن عباس -من طريق يونس بن يزيد، عَمَّن حَدَّثه- أنّه قال لكعب [الأحبار]: أخبِرْني عن سِتِّ آيات في القرآن لم أكن علمتُهُنَّ، ولا تخبرني عنْهُنَّ إلا ما تَجِدُ في كتاب الله المنزل: ... وما بال طالوت رغِب عنه قومه؟، قال كعب: ... وأما طالوتُ فإنّه كان من غير السِّبط الذي المُلْك فيه، فبذلك رَغِب قومه عنه[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/٢٩ (٦٢).]]. (ز)
٩٩٠٣- عن سعيد بن جبير: ﴿ونحن أحق بالملك منه﴾، قال: لأنّه لم يكن مِن سِبط النبوة، ولا من سِبْط الخِلافة[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/١٣٨)
٩٩٠٤- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا﴾، وكان في بني إسرائيل سِبْطان؛ سِبْط نُبُوَّة، وسِبْط خلافة، فلذلك قالوا: ﴿أنى يكون له الملك علينا﴾. يقولون: ومِن أين يكون له الملك علينا، وليس من سِبط النبوة، ولا سِبط الخلافة؟! قال: ﴿إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم﴾[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥١.]]. (ز)
٩٩٠٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو بن دينار- قال: كان طالوت سَقَّاءً يبيع الماء[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/١٣٦)
٩٩٠٦- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: ... [مالَتْ] عظماءُ بني إسرائيل [إلى] النبي ﷺ، فقالوا له: ما شأنُ طالوت يُمَلَّك علينا وليس لهُ من بيت النبوة ولا المملكة؟! وقد عرفتَ أنّ المُلك والنبوة في آل لاوي وآل يهوذا. قال: ﴿إن الله اصطفاه عليكم﴾ لِلَّذِي سبق له أنّه مَلِكُكم. ... وكان طالوت رجلًا [فقيرًا][[في مطبوعة المصدر: «قيرا»، والتصحيح من مختصره لابن منظور ١١/١٦٥.]] مغمورًا فيهم بالدَّين، فمن ذلك قالوا: ﴿ولم يؤت سعة من المال﴾، وكيف يكون له الملك علينا وهو مغمور بالدّين؟![[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٤/٤٣٧-٤٣٩.]]. (ز)
٩٩٠٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: بعث الله لهم طالوت ملِكًا، وكان من سِبْط بنيامين، سِبْطٌ لم تكن فيه مملكة ولا نبوة، وكان في بني إسرائيل سِبطان؛ سِبْط نبوة، وسِبْط مملكة، فكان سِبْط النبوة سِبْطَ لاوِي، إليه موسى، وكان سِبطُ المملكة سِبطَ يَهُوذا، إليه داود، وسليمان. فلمّا بُعِث طالوتُ من غير سِبط النبوة والمملكة أنكروا ذلك، وعجِبوا منه، وقالوا: ﴿أنى يكون له الملك علينا﴾. قالوا: كيف يكون له الملكُ علينا وليس من سِبْط النبوة ولا المملكة؟![[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرج عبد الرزاق ١/٩٧ نحوه مختصرًا من طريق مَعْمَر.]]. (٣/١٣٨)
٩٩٠٨- قال وهْب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق-: كان رجلًا دَبّاغًا يعمل الأديم[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٤٨. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق.]]. (٣/١٣٣)
٩٩٠٩- قال إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط-: كان طالوتُ رجلًا سَقّاءً، يسقي على حمارٍ له[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٤١، ٤٤٢، ٤٤٥، ٤٧٨، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٣، ٤٦٦، ٤٦٧.]]. (٣/١٣٥)
٩٩١٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قالُوا أنّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنا﴾ وليس طالوت من سِبْط النُّبُوَّة، ولا من سِبْط الملوك؟!، وكان طالوت فيهم حقير الشأن دون، ﴿ونَحْنُ أحَقُّ بِالمُلْكِ مِنهُ﴾؛ مِنّا الأنبياء والملوك، وكانت النبوة في سِبْط لاوي بن يعقوب، والملوك في سِبْط يهوذا بن يعقوب، ﴿ولَمْ يُؤْتَ﴾ طالوت ﴿سَعَةً مِنَ المالِ﴾ أن يُنفِق علينا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٦.]]. (ز)
٩٩١١- قال يحيى بن سلّام: كان طالوت من سِبْطٍ قد عملوا ذنبًا عظيمًا، فنُزِع منهم الملك في ذلك الزمان؛ فأنكروه، ﴿وقالوا أنى يكون له الملك علينا﴾ وهو من سِبط الإثم؟! يعنون: الذنب الذي كانوا أصابوا، ﴿ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال﴾[[تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٤٦.]]. (ز)
﴿قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَیۡكُمۡ﴾ - تفسير
٩٩١٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿إن الله اصطفاه﴾، يعني: اختاره عليكم[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٤، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٥ (٢٤٥٧).]]. (٣/١٣٧)
٩٩١٣- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿إنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ﴾، قال: اختاره عليكم[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٤.]]. (ز)
٩٩١٤- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق بَكّار بن عبد الله- أنّه سُئِل: أنبيٌّ كان طالوت؟ قال: لا، لم يَأْتِه وحْيٌ[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٠، وابن جرير ٤/٤٤٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/١٣٨)
٩٩١٥- قال مقاتل بن سليمان: قال لهم نبيهم إسماعيل: ﴿إنَّ اللَّهَ﴾ ﷿ ﴿اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ﴾ يعني: اختاره، كقوله سبحانه: ﴿إنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ﴾ [البقرة:١٣٢]، يعني: اختاره[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٦.]]. (ز)
٩٩١٦- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب-: ﴿إن الله اصطفاه عليكم﴾: اختاره[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٤.]]٩٤٨. (ز)
﴿وَزَادَهُۥ بَسۡطَةࣰ فِی ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ﴾ - تفسير
٩٩١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيِّ، عن أبي مالك- ﴿وزاده بسطة﴾ يقول: فضيلة ﴿في العلم والجسم﴾ يقول: كان عظيمًا جَسيمًا، يفضُلُ بني إسرائيل بِعُنُقِه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٦٦.]]. (٣/١٣٧)
٩٩١٨- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: ... ﴿وزاده بسطة في العلم والجسم﴾ فيه تقديم، يعني: في الجسم والعلم، كان أطولهم بسطةً رجل. وقال الحسن: لم يكن بأعلمهم، ولكن كان أعلمهم بالحرب، فذلك قوله: ﴿في العلم﴾، أنّه كان مُجَرِّبًا[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٤/٤٣٧-٤٣٩.]]. (ز)
٩٩١٩- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الله بن المبارك، عن بعض أصحابه- في قوله: ﴿وزاده بسطة في العلم﴾، قال: العلم بالحرب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٦٦.]]. (٣/١٣٧)
٩٩٢٠- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِل- في قوله: ﴿والجسم﴾، قال: كان فوق بني إسرائيل من مَنكِبَيْه فصاعدًا[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٥، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٦.]]. (٣/١٣٧)
٩٩٢١- قال إسماعيل السُّدِّيُّ -من طريق أسباط-: أتى النبي ﷺ بعصا تكون مقدارًا على طول الرجل الذي يُبعث فيهم ملِكًا، فقال: إنّ صاحبكم يكون طوله طول هذه العصا. فقاسوا أنفسهم بها فلم يكونوا مثلها، فقاسوا طالوت بها فكان مثلها[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٥، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٦ (٢٤٦١). وقد تقدم مُطَوَّلًا.]]. (٣/١٣٦)
٩٩٢٢- قال الكلبي: ﴿وزاده بسطةً في العلم﴾ بالحرب، ﴿والجسم﴾ يعني: بالطول[[تفسير الثعلبي ٢/٢١١، وتفسير البغوي ١/٢٩٨.]]. (ز)
٩٩٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وزادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ والجِسْمِ﴾، وكان أعلمَ بني إسرائيل، وكان طالوت من سِبْط بنيامين، وكان جسيمًا عالِمًا، وكان اسمه: شارل بن كيس، وبالعربية: طالوت بن قَيْس، وسُمِّي طالوت لِطوله، ﴿واللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ﴾ بعَطِيَّةِ المُلْك، ﴿عَلِيمٌ﴾ بمن يعطيه المُلْك[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٦.]]. (ز)
٩٩٢٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق عبد الرحمن بن سلمة- قال: وكان طالوت رجلًا قد أُعْطِي بَسْطَةً في الجسم، وقُوَّةً في البطش، وشِدَّةً في الحرب، مذكور بذلك في الناس[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٦٦ (٢٤٦٣).]]. (ز)
٩٩٢٥- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب-: ﴿إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم﴾ بعد هذا[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٥.]]. (ز)
٩٩٢٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿وزاده بسطة في العلم والجسم﴾، كان طالوتُ أعلمَهم يومئذ، وأطولَهم[[تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٤٦.]]. (ز)
﴿وَٱللَّهُ یُؤۡتِی مُلۡكَهُۥ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِیمࣱ ٢٤٧﴾ - تفسير
٩٩٢٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿والله يؤتي ملكه من يشاء﴾، قال: سُلْطانه[[تفسير مجاهد ص٢٤٢، وأخرجه ابن جرير ٤/٤٥٦، وابن أبي حاتم ٢/٤٦٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/١٣٧)
٩٩٢٨- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: ... ﴿والله يؤتي ملكه من يشاء﴾، يعني: الملكُ بيد الله ﷿، يضعه الله حيث يشاء، ليس أن تخبروا[[كذا في مطبوعة المصدر، ولعلها: تَخَيَّرُوا.]][[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٤/٤٣٧-٤٣٩.]]. (ز)
٩٩٢٩- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِل- ﴿والله يؤتي ملكه من يشاء﴾: الملك بيد الله، يضعه حيث شاء، ليس لكم أن تختاروا فيه[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٥٦.]]٩٤٩. (ز)
٩٩٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ﴾ بعَطِيَّةِ المُلْك، ﴿عَلِيمٌ﴾ بمن يعطيه المُلْك[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.