الباحث القرآني
﴿لَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُوا۟ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ - قراءات
٦٨٧٠- عن عطاء، قال: نزلت: (لا جُناحَ عَلَيْكُمْ أن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فِي مَواسِمِ الحَجِّ). وفي قراءة ابن مسعود: (فِي مَواسِمِ الحَجِّ فابْتَغُوا حِينَئِذٍ)[[أخرجه أبو داود في المصاحف ص٥٥. وكلاهما قراءة شاذة؛ لمخالفتها رسم المصاحف، وقراءة عطاء تروى أيضًا عن ابن عباس، وابن الزبير، وعكرمة، وغيرهم. انظر: مختصر ابن خالويه ص١٩.]]. (٢/٣٩٩)
٦٨٧١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة، وعطاء- أنّه كان يقرأ: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فِي مَواسِمِ الحَجِّ)[[أخرجه أبو عبيد في فضائله ص١٦٤، وابن أبي شيبة (القسم الأول من الجزء الرابع) ص١٧٧-١٧٨، والبخاري (٢٠٥٠، ٢٠٩٨)، وابن جرير ٣/٥٠٤، ٥٠٥، ٥٠٨. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وابن المنذر.]]. (٢/٣٩٩)
٦٨٧٢- عن عبد الله بن الزبير -من طريق عبد الله ابن أبي يزيد- أنه قرأ: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فِي مَواسِمِ الحَجِّ)[[أخرجه عبد الرزاق ١/٧٨، وابن أبي شيبة (القسم الأول من الجزء الرابع) ص١٧٧، وابن جرير ٣/٥٠٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وفي المطبوع من تفسير عبد الرزاق: أبو الزبير.]]. (٢/٣٩٨)
٦٨٧٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أيوب- قال: كانت تُقرأ هذه الآية: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فِي مَواسِمِ الحَجِّ)[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٤.]]. (ز)
﴿لَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُوا۟ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ - نزول الآية
٦٨٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار- قال: كانت عُكاظُ ومَجَنَّةُ وذو المجاز أسواقًا في الجاهلية، فتَأَثَّموا أن يَتَّجِروا في الموسم، فسألوا رسول الله ﷺ عن ذلك؛ فنزلت: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فِي مَواسِمِ الحَجِّ)[[أخرجه البخاري ٢/١٨١-١٨٢ (١٧٧٠)، ٣/٥٣ (٢٠٥٠)، ٣/٦٢ (٢٠٩٨)، ٦/٢٧ (٤٥١٩)، وعبد الرزاق في تفسيره ١/٣٢٥ (٢٢٧)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٣/٨١٨ (٣٥٠)، وابن جرير ٣/٥٠٧، ٥١٠، وابن أبي حاتم ١/٣٥١ (١٨٤٦). قال ابن حجر في الفتح ٤/٢٩٠: «وقراءة ابن عباس: (فِي مَواسِمِ الحَجِّ) معدودة من الشاذِّ الذي صَحَّ إسناده، وهو حجة وليس بقرآن».]]. (٢/٣٩٧)
٦٨٧٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عبيد بن عمير-: إنّ الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى، وعرفة، وسوق ذي المجاز، ومواسم الحج، فخافوا وهم حُرُم؛ فأنزل الله: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فِي مَواسِمِ الحَجِّ). فحدَّث عبيدُ بنُ عمير أنه كان يقرؤها في المصحف[[أخرجه أبو داود ٣/١٥٦-١٥٧ (١٧٣٤)، وابن خزيمة ٤/٥٨٩-٥٩٠ (٣٠٥٤)، والحاكم ١/٦١٨ (١٦٤٨)، ١/٦٥٥ (١٧٧١)، ٢/٣٠٤ (٣٠٩٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال النووي في المجموع ٧/٤٩: «رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٥/٤١٦ (١٥٢٤): «إسناده صحيح، على شرط الشيخين».]]. (٢/٣٩٧)
٦٨٧٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: كانوا يَتَّقون البيوعَ والتجارةَ في الموسم والحج، ويقولون: أيامُ ذِكْرِ الله. فنزلت: ﴿ليس عليكم جناح﴾ الآية[[أخرجه أبو داود ٣/١٥٤ (١٧٣١)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٣/٨١٩ (٣٥١)، وابن جرير ٣/٥٠٥، ٥٠٨ واللفظ له. قال الألباني في صحيح أبي داود ٥/٤١٢-٤١٣ (١٥٢١): «حديث صحيح».]]. (٢/٣٩٧)
٦٨٧٧- عن أبي أُمامة التَّيْمِيِّ، قال: قلتُ لابن عمر: إنّا أُناسٌ نُكْرِي[[من الكراء، وهو أجر المستأجر، والمعنى: أننا نكري دوابنا للحجاج ونكون معهم في جميع المشاهد. الفتح الرباني ١٨/٨٤.]]، فهل لنا مِن حجٍّ؟ قال: أليس تطوفون بالبيت، وبين الصفا والمروة، وتأتون المُعرَّفَ[[الـمُعَرَّف يراد به: الوقوف بعرفة، وهو التعريف أيضًا. النهاية (عرف).]]، وتَرْمُون الجمار، وتحلقون رؤوسكم؟ قلتُ: بلى. فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي ﷺ، فسأله عن الذي سألتني عنه، فلم يُجِبْهُ، حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، فدعاه النبي ﷺ، فقرأ عليه الآية، وقال: «أنتم حُجّاجٌ»[[أخرجه أحمد ١٠/٤٧٣-٤٧٤ (٦٤٣٤، ٦٤٣٥)، وأبو داود ٣/١٥٥-١٥٦ (١٧٣٣)، وابن خزيمة ٤/٥٨٧-٥٨٨ (٣٠٥١، ٣٠٥٢)، والحاكم ١/٦١٨ (١٦٤٧)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٣/٨٢٠ (٣٥٢)، وابن جرير ٣/٥٠٣، ٥٠٩، وابن أبي حاتم ١/٣٥١ (١٨٤٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٥/٤١٥ (١٥٢٣): «إسناده صحيح».]]. (٢/٣٩٨)
٦٨٧٨- عن محمد بن سُوقَة، قال: سمعتُ سعيد بن جبير يقول: كان بعضُ الحاجِّ يُسَمَّون: الدّاجّ. فكانوا ينزِلُون في الشِّقِّ الأيسر من منى، وكان الحاج ينزلون عند مسجد منى، فكانوا لا يَتَّجِرُون، حتى نزلت: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، فحَجُّوا[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٧.]]. (ز)
٦٨٧٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق عمرو بن ذَرٍّ- قال: كان ناس لا يتَّجِرون أيام الحج؛ فنزلت فيهم: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة (القسم الأول من الجزء الرابع) ص١٧٧-١٧٨، وابن جرير ٣/٥٠٣.]]. (٢/٣٩٩)
٦٨٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، وذلك أنّ أهل الجاهلية كانوا يَحُجُّون، منهم الحاجُّ والتاجر، فلَمّا أسلموا قالوا للنبي ﷺ: إنّ سوق عكاظ وسوق منى وذي المجاز في الجاهلية كانت تقوم قبل الحج وبعد الحج، فهل يصلح لنا البيعُ والشراءُ في أيام حَجِّنا قبل الحجِّ وبعد الحجِّ؟ فأنزل الله ﷿: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾ فى مواسم الحج[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٥.]]. (ز)
﴿لَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُوا۟ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ - تفسير الآية
٦٨٨١- عن أبي صالح مولى عمر، قال: قلت لعمر: يا أمير المؤمنين، كنتم تَتَّجِرون في الحج؟ قال: وهل كانت معايشهم إلا في الحج[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٩.]]. (ز)
٦٨٨٢- عن بُرَيْدَة [بن الحُصَيْب]، في قوله تبارك وتعالى: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، قال: إذا كنتم مُحْرِمين أن تبيعوا وتشتروا[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٤.]]. (ز)
٦٨٨٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، يقول: لا حرج عليكم في الشراء والبيع، قبل الإحرام وبعده[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٢، وابن أبي حاتم ١/٣٥١.]]. (٢/٣٩٩)
٦٨٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قرأ هذه الآية: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، قال: كانوا لا يَتَّجِرون بمنى، فأُمِروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات[[أخرجه أبو داود (١٧٣١).]]. (٢/٣٩٩)
٦٨٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، قال: كان الناس إذا أحرموا لم يتبايعوا حتى يقضوا حجَّهم، فأحلَّه الله لهم[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٧.]]. (ز)
٦٨٨٦- عن أبي أُمَيْمَة، قال: سمعتُ ابن عمر -وسُئِل عن الرجل يَحُجُّ ومعه تجارة-، فقرأ ابن عمر: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٤.]]. (ز)
٦٨٨٧- عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور- قال: لا بأس بالتجارة في الحج. ثم قرأ: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٨.]]. (ز)
٦٨٨٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِن رَبِّكُمْ﴾، قال: التجارة في الدنيا، والأجر في الآخرة[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٥. وعزاه السيوطي إلى سفيان بن عيينة.]]. (٢/٤٠٠)
٦٨٨٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِن رَبِّكُمْ﴾، قال: التجارة أُحِّلَتْ لهم في المواسم. قال: فكانوا لا يَبِيعون أو يَبْتاعون في الجاهلية بعرفة، ولا بمنى[[تفسير مجاهد ص٢٣٠ مختصرًا، وأخرجه ابن جرير ٣/٥٠٥.]]. (ز)
٦٨٩٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق عمرو بن ذرٍّ- قال: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، رُخِّص لهم في المَتْجَرِ، والركوب، والزاد[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٧.]]. (ز)
٦٨٩١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: كان هذا الحيُّ من العرب لا يُعرِّجون على كسير، ولا على ضالَّةٍ ليلة النَّفْر، وكانوا يسمونها ليلة الصَّدْر، ولا يطلبون فيها تجارة، ولا بَيْعًا، فأحلَّ الله ﷿ ذلك كلَّه للمؤمنين؛ أن يُعَرِّجوا على حوائجهم، ويبتغوا من فضل ربهم[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٥. كما أخرجه عبد الرزاق ١/٧٩ بنحوه، وابن جرير ٣/٥١٠ من طريق مَعْمَر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٣٩٩)
٦٨٩٢- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قوله: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، هي التجارة. قال: اتَّجِرُوا في المَوْسِم[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٨.]]. (ز)
٦٨٩٣- عن منصور بن المُعْتَمِر -من طريق شَرِيك- في قوله: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، قال: هو التجارة في البيع والشراء، والاشتراء لا بأس به[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٤.]]. (ز)
٦٨٩٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، قال: كان هذا الحيُّ من العرب لا يُعَرِّجون على كسيرٍ، ولا على ضالَّةٍ، ولا ينتظرون لحاجة، وكانوا يسمونها: ليلةَ الصَّدْرِ، ولا يطلبون فيها تجارة، فأحلَّ اللهُ ذلك كلَّه؛ أن يُعَرِّجوا على حاجتهم، وأن يبتغوا فضلًا من ربهم[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٠٨.]]. (ز)
٦٨٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾ في مواسم الحج، يعني: التجارة، فرخَّص الله سبحانه في التجارة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٥.]]. (ز)
٦٨٩٦- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾، يعني بالفضل: التجارة والرزق بعرفات ومنى، ولا في شيء من مواقيت الحج، ولا عند البيت، فرخَّص الله التجارة في الحج والعمرة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٣٥٢ (١٨٤٨). وهكذا النص في الأصل.]]. (ز)
﴿عَرَفَـٰتࣲ﴾ - تفسير
٦٨٩٧- عن علي بن أبي طالب -من طريق ابن المسيب- قال: بعث اللهُ جبريلَ إلى إبراهيم، فحجَّ به، فلما أتى عرفةَ قال: قد عَرَفْتُ. وكان قد أتاها مَرَّةً قبل ذلك، ولذلك سُمِّيَتْ: عرفة[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٥/٩٦، وابن جرير ٣/٥٠٨.]]. (٢/٤٠١)
٦٨٩٨- عن عبد الله بن عمرو -من طريق سالم بن أبي الجَعْد- قال: إنما سُمِّيَت: عرفات؛ لأنّه قيل لإبراهيم حين أُرِيَ المناسك: عَرَفْتَ؟[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٣٥٢.]]. (٢/٤٠٠)
٦٨٩٩- عن عبد الله بن عمرو -من طريق ابن أبي مُلَيْكَة-: أنّ جبريل ﵇ وقف بإبراهيم ﵇ بعرفات[[أخرجه عبد الرزاق ١/٧٩.]]. (ز)
٦٩٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الطُّفَيْل- قال: إنما سُمِّي: عرفات؛ لأنّ جبريل كان يقول لإبراهيم ﵉: هذا موضع كذا، وهذا موضع كذا. فيقول: قد عَرَفْتُ، قد عَرَفْتُ. فلذلك سُمِّيت: عرفات[[أخرجه ابن جرير ٣/٥١٤. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وابن المنذر.]]٧٢٧. (٢/٤٠٠)
٦٩٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي صالح-: أنّ إبراهيم ﵇ رأى ليلة التَّرْوِيَةِ في منامه أنّه يُؤْمَر بذبح ابنه، فلمّا أصبح رَوّى يومَه أجمع -أي: فَكَّر- أمِنَ الله تعالى هذه الرؤيا أم من الشيطان؟ فسمي اليوم: يوم التروية. ثم رأى ذلك ليلة عرفة ثانيًا، فلمّا أصبح عَرَف أنّ ذلك من الله تعالى؛ فسُمِّي اليوم: يوم عرفة[[تفسير البغوي ١/٢٢٨.]]. (ز)
٦٩٠٢- عن عبد الله بن عباس، قال: حَدُّ عرفة: من الجبل المُشْرِف على بطن عرفة، إلى جبال عرفة، إلى ملتقى وصِيقٍ ووادي عرفة[[أخرجه الأزرقي ٢/١٩٤.]]. (٢/٤٠٢)
٦٩٠٣- عن زكريا [بن أبي زائِدة]، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، قال: قال ابنُ عباس: أصلُ الجبل الذي يلي عُرَنَة وما وراءه موقفٌ، حتى يأتي الجبل جبل عرفة.= (ز)
٦٩٠٤- وقال ابن أبي نجيح: عرفات: نَبْعَةُ، والنُّبَيْعَةُ، وذات النّابِت، وذلك قول الله: ﴿فإذا أفضتم من عرفات﴾، وهو الشِّعْبُ الأوسط.= (ز)
٦٩٠٥- وقال زكريا: ما سال من الجبل الذي يقف عليه الإمام إلى عرفة فهو من عرفة، وما دَبُرَ ذلك الجبل فليس من عرفة[[أخرجه ابن جرير ٣/٥١٤.]]. (ز)
٦٩٠٦- قال الضحاك بن مُزاحِم: إنّ آدم لَمّا أُهبط وقع في الهند، وحوّاء بجدة، فجعل آدم يطلب حوّاء وهي تطلبه، فاجتمعا بعرفات يوم عرفة، وتعارفا؛ فسُمِّي اليوم: عرفة، والموضع: عرفات[[تفسير الثعلبي ٢/١٠٩، وتفسير البغوي ١/٢٢٨.]]. (ز)
٦٩٠٧- عن نُعَيْم بن أبي هند -من طريق سليمان التَّيْمِيِّ- قال: لَمّا وقف جبريلُ بإبراهيم بعرفة قال: عرفتَ؟ فسُمِّيَتْ: عرفات[[أخرجه عبد الرزاق ١/٧٩، وابن جرير ٣/٥١٣.]]. (ز)
٦٩٠٨- قال الحسن البصري: إنّ جبريل أرى إبراهيمَ ﵇ المناسكَ كلَّها، حتى إذا بلغ إلى عرفات قال: يا إبراهيم، أعرفتَ ما رأيتَ من المناسك؟ قال: نعم. ولذلك سُمِّيَتْ: عرفة[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢١٠-.]]. (ز)
٦٩٠٩- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق عبد الملك بن سليمان- قال: إنما سُمِّيَتْ: عرفة؛ أنّ جبريل كان يُرِي إبراهيمَ ﵉ المناسكَ، فيقول: عرفتَ، عرفتَ؟ فسُمِّيَ: عرفات[[أخرجه ابن جرير ٣/٥١٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٣٥٢ (عَقِب ١٨٥١).]]. (ز)
٦٩١٠- ورُوِي عن أبي مِجْلَز [لاحق بن حميد]، نحوه[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٣٥٢ (عَقِب ١٨٥١).]]. (ز)
٦٩١١- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: لَمّا أذَّن إبراهيمُ في الناس بالحج، فأجابوه بالتلبية، وأتاه مَن أتاه؛ أمره اللهُ أن يخرج إلى عرفات، ونعتها، فخرج، فلما بلغ الشجرة عند العَقَبَةِ استقبله الشيطان يَرُدُّه، فرماه بسبع حَصَياتٍ، يُكَبِّر مع كل حصاة، فطار فوقع على الجمرة الثانية، فصدَّه أيضًا، فرماه وكَبَّر، فطار فوقع على الجمرة الثالثة، فرماه وكَبَّر، فلمّا رأى أنه لا يُطِيقُه، ولم يَدْرِ إبراهيم أين يذهب؛ انطلق حتى أتى ذا المجاز، فلمّا نظر إليه فلم يعرِفهُ جازَ؛ فلذلك سُمِّي: ذا المجاز. ثم انطلق حتى وقع بعرفات، فلمّا نظر إليها عرف النَّعْتَ، قال: قد عرفتُ، فسُمِّي: عرفات. فوقف إبراهيم بعرفات، حتى إذا أمسى ازْدَلَف إلى جَمْعٍ، فسُمِّيَت: المُزْدَلِفَة. فوقف بجَمْعٍ[[أخرجه ابن جرير ٣/٥١٣.]]٧٢٨. (ز)
٦٩١٢- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أبي حمزة الثُّمالِي- قال: إنّها سُمِّيَت: عرفات؛ لأنّ هاجر حملت إسماعيل، فأخرجته من عند سارة، وكان إبراهيم غائبًا، فلمّا قَدِم لم يَرَ إسماعيل، فحَدَّثَتْهُ سارةُ بالذي صَنَعَتْ هاجر، فانطلق في طَلَبِ إسماعيل، فوجده مع هاجر بعرفات، فعَرَفَه، فسُمِّيَتْ: عرفات[[تفسير الثعلبي ٢/١٠٩، أما البغوي ١/٢٢٨ فقد اكتفى بذكر رواية أسباط عن السدي٧٢٩. (ز)
﴿عَرَفَـٰتࣲ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٩١٣- عن يعلى بن الأشْدَق، عن عبد الله بن جَرادٍ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ إبراهيم غدا من فلسطين، فحلفته سارةُ أن لا ينزل عن ظهر دابَّتِه حتّى يرجع إليها؛ مِنَ الغِيرَة، فأتى إسماعيل، ثُمَّ رجع، فحبسته سارةُ سنة، ثمّ استأذنها، فأذِنت له، فخرج حتّى بلغ مكّة وجبالها، فبات ليلةً يسير ويسعى، حتّى أذِنَ الله ﷿ له في ثلث الليل الأخير عند سَنَدِ[[السند: ما ارتفع من الأرض في قبل الجبل أو الوادي. لسان العرب (سند).]] جبل عرفة، فلمّا أصبح عرف البلاد والطريق، فجعل الله ﷿ عرفة حيث عَرَف، فقال: اللهم اجعل بيتَك أحبَّ بلادك إليك؛ حيث تهوي قلوب المسلمين مِن كُلِّ فَجٍّ عميق»[[أورده الثعلبي ٢/١١٠ عن يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد به. وقد تصحف اسميهما في المصدر المطبوع. في إسناده يعلى بن الأشدق أبو الهيثم العقيلي الجزري، قال الذهبي عنه في الميزان ٤/٤٥٦: «قال ابن عدي: روى عن عمه عبد الله بن جراد، وزعم أنّ لعمِّه صحبة، فذكر أحاديث كثيرة منكرة، وهو وعمُّه غير معروفين. وقال ابن حبان: وضعوا له أحاديث، فحدّث بها ولم يدرِ. وقال أبو زرعة: ليس بشيءٍ، لا يُصَدَّق». وعبدالله بن جراد قال عنه الذهبي في الميزان ٢/٤٠٠: «مجهول، لا يصح خبره؛ لأنه من رواية يعلى بن الأشدق الكذّاب عنه».]]. (ز)
﴿فَإِذَاۤ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَـٰتࣲ﴾ - تفسير
٦٩١٤- عن المِسْوَر بن مَخْرَمة، قال: خَطَبَنا رسولُ الله ﷺ بعرفة، فحمِد الله، وأثنى عليه، ثم قال: «أمّا بعدُ -وكان إذا خطب قال: «أمّا بعدُ»- فإنَّ هذا اليوم الحجُّ الأكبرُ، ألا وإنّ أهل الشرك والأوثان كانوا يَدْفَعُون مِن ههنا قبل أن تغيب الشمس إذا كانت الشمس في رؤوس الجبال، كأنها عَمائِمُ الرجال في وجوهها، وإنّا نَدْفَعُ بعد أن تغيب الشمس، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام بعد أن تطلع الشمس إذا كانت الشمس في رؤوس الجبال، كأنها عمائم الرجال في وجوهها، وإنا ندفع قبل أن تطلع الشمس، مُخالِفًا هَدْيُنا لهَدْيِ أهل الشرك»[[أخرجه الحاكم ٢/٣٠٤ (٣٠٩٧)، ٣/٦٠١ (٦٢٢٩). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٢٥٥ (٥٥٥٩): «رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح».]]. (٢/٤٠١)
٦٩١٥- عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ قال: «مَن أفاض من عرفات قبل الصبح فقد تَمَّ حجُّه، ومن فاته فقد فاته الحجُّ»[[أخرجه البيهقي ٥/٢٨٣ (٩٨١٥). قال الذهبي في المهذب (٨١٠٢): «هذا غريب، وسنده صالح».]]. (٢/٤٠١)
٦٩١٦- عن علي، قال: وقف رسول الله ﷺ بعرفة، فقال: «هذه عرفةُ، وهو المَوْقِفُ، وعرفةُ كلُّها مَوْقِفٌ». ثم أفاض حين غربت الشمس، وأَرْدَف أسامةَ بن زيد، وجعل يشير بيده على هِينَتِه[[الهِينَة: الهون، وعدم الإسراع. اللسان (هون).]]، والناس يضربون يمينًا وشمالًا، يلتفت إليهم ويقول: «يا أيها الناس، عليكم السكينةُ». ثم أتى جَمْعًا، فصلّى بهم الصلاتين جميعًا، فلمّا أصبح أتى قُزَح، فوقف عليه، وقال: «هذا قُزَحُ، وهو الموقفُ، وجَمْعٌ كُلُّها موقفٌ». ثم أفاض حتى انتهى إلى وادي مُحَسِّر، فقَرَعَ ناقته، فخَبَّتْ[[الخبب: ضرب من العَدْو، وخبت الدابة: عدت وأسرعت. لسان العرب (خبب).]]، حتى جاوز الوادي، فوقف وأردفَ الفَضْل، ثم أتى الجمرةَ فرماها، ثم أتى المَنحَرَ، فقال: «هذا المَنحَر، ومنى كلها مَنحَر»[[أخرجه أحمد ٢/٤٥٤-٤٥٥ (١٣٤٨)، وأبو داود ٣/٣٠٩ (١٩٣٥)، والترمذي ٢/٣٩٥-٣٩٦ (٩٠٠) واللفظ له، وابن ماجه ٤/٢١٤ (٣٠١٠) مختصرًا. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٦/١٧١ (١٦٧٨): «إسناده حسن». وقال أيضًا في ٦/١٨٣ (١٦٩١): «إسناده حسن صحيح».]]. (٢/٤٠٣)
٦٩١٧- عن ابن عباس، قال: يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالًا حتى يُهِلَّ بالحج، فإذا ركب إلى عرفة فمَن تيَسَّر له هديُه من الإبل أو البقر أو الغنم ما تَيَسَّر له من ذلك، أيَّ ذلك شاء، غير إن لم يتيسر له فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج، وذلك قبل يوم عرفة، فإذا كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح عليه، ثم لينطلقْ حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام، ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جَمْعًا للذي يبيتون به، ثم ليذكروا الله كثيرًا، وأكثِرُوا التكبيرَ والتهليلَ قبل أن تُصْبِحُوا، ثم أفيضوا، فإنّ الناس كانوا يُفِيضُون، وقال الله: ﴿ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم﴾، حتى ترموا الجمرة[[أخرجه البخاري (٤٥٢١).]]. (٢/٤٠١)
٦٩١٨- قال قتادة بن دِعامة: أفاض رسول الله ﷺ من عرفات، بعد غروب الشمس[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢١٠-.]]. (ز)
٦٩١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فإذا أفضتم من عرفات﴾ بعد غروب [الشمس][[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٥.]]. (ز)
﴿فَإِذَاۤ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَـٰتࣲ﴾ - آثار متعلقة بالآية[[⟨أورد السيوطي آثارًا عديدة في بيان الموقف في عرفة، وصفة إفاضة الرسول ﷺ منها، اخترنا بعضًا منها.⟩{ع}]]
٦٩٢٠- عن جابر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «نحَرْتُ ههنا، ومنى كلُّها منحر، فانحروا في رِحالكم، ووقفتُ ههنا، وعرفةُ كلُّها موقف، ووقفتُ ههنا، وجَمْعٌ كلها موقف»[[أخرجه مسلم ٢/٨٩٣ (١٢١٨).]]. (٢/٤٠٢)
٦٩٢١- عن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن النبي ﷺ، قال: «كلُّ عرفات موقف، وارفعوا عن عُرَنة، وكلُّ جَمْعٍ موقف، وارفعوا عن مُحَسِّر، وكلُّ فِجاجِ مكة منحر، وكُلُّ أيام التشريق ذبح»[[أخرجه أحمد ٢٧/٣١٦ (١٦٧٥١)، وابن حبان ٩/١٦٦ (٣٨٥٤). وقد اختلف الرواة على وصله وإرساله، ورجّح الحفّاظ إرساله، قال البزار في مسنده ٨/٣٦٣-٣٦٥ (٣٤٤٤): «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا قال فيه: عن نافع بن جبير عن أبيه، إلا سويد بن عبد العزيز، وهو رجل ليس بالحافظ، ولا يحتج به إذا انفرد بحديث، وحديث ابن أبي حسين هذا هو الصواب، وابن أبي حسين لم يلق جبير بن مطعم. وإنما ذكرنا هذا الحديث لأنا لم نحفظ عن رسول الله ﷺ أنه قال: «في كل أيام التشريق ذبح» إلا في هذا الحديث، فمن أجل ذلك ذكرناه، وبَيَّنّا العِلَّة فيه». وقال البيهقي في السنن الكبير ٩/٢٩٥: «هذا هو الصحيح، وهو مرسل». وقال ابن القيم في الزاد ٢/٣١٨: «الحديث منقطعٌ، لا يثبت وصله». وقال ابن كثير في تفسيره ١/٥٥٥: «وهذا أيضًا منقطع، فإنّ سليمان بن موسى هذا -وهو الأشدق- لم يُدْرِك جبير بن مطعم. ولكن رواه الوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان، فقال الوليد: عن ابنٍ لجبير بن مطعم، عن أبيه. وقال سويد: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي ﷺ، فذكره». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٢٥١ (٥٥٤٠): «رواه أحمد ... ورجاله موثقون». وقال أيضًا في ٤/٢٥ (٥٩٨٨): «ورجال أحمد وغيره ثقات». وقال ابن حجر في التلخيص ٢/٥٥٠ (١٠٤٨): «وفي إسناده انقطاع؛ فإنّه من رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن جبير بن مطعم، ولم يلقه، قاله البزار». وقال في الفتح ١٠/٨: «في سنده انقطاع، ووصله الدارقطني، ورجاله ثقات». وقال المناوي في التيسير ٢/٢١٥: «وإسناده صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٥/٥٩٧: «إسناد لا بأس به في الشواهد».]]. (٢/٤٠٣)
٦٩٢٢- عن ابن عباس، قال: أفاضَ رسول الله ﷺ من عرفة وعليه السَّكِينَةُ، ورَدِيفُه أسامةُ، فقال: «يا أيها الناس، عليكم بالسكينة؛ فإن البِرَّ ليس بإيجافِ[[الإيجاف: سرعة السير. النهاية (وجف).]] الخيل والإبل». قال: فما رأيْتُها رافعةً يديها عاديةً حتى أتى جَمْعًا، ثم أرْدَف الفَضْلَ بن العَبّاس، فقال: «أيها الناس، إنّ البِرَّ ليس بإيجاف الخيل والإبل؛ فعليكم بالسكينة». قال: فما رأيتُها رافعةً يديها حتى أتى منى[[أخرجه أحمد ٤/٢٤٨-٢٤٩ (٢٤٢٧)، وأبو داود ٣/٢٩٩-٣٠٠ (١٩٢٠). وأورده الثعلبي ٢/١١٣. وقال الألباني في صحيح أبي داود ٦/١٦٨ (١٦٧٦): «إسناده صحيح».]]. (٢/٤٠٤)
٦٩٢٣- عن ابن عباس: أنّه دَفَعَ مع النبي ﷺ يوم عرفة، فسمع النبيُّ ﷺ وراءَه زجرًا شديدًا، وضَرْبًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم، وقال: «يا أيها الناس، عليكم بالسكينة؛ فإنّ البِرَّ ليس بالإيضاعِ[[الإيضاع: سرعة السير. النهاية (وضع).]]»[[أخرجه البخاري ٢/١٦٤ (١٦٧١).]]. (٢/٤٠٤)
٦٩٢٤- عن أسامة بن زيد، أنّه سُئِل: كيف كان رسول الله ﷺ يسير حين أفاضَ مِن عرفة؟ وكان رسول الله ﷺ أرْدَفَهُ من عرفات، قال: كان يَسِيرُ العَنَقَ[[العنق والنص نوعان من إسراع السير، وفي العنق نوع من الرفق. صحيح مسلم بشرح النووي ٩/٣٤.]]، فإذا وجد فَجْوَةً نَصَّ[[أخرجه البخاري ٢/١٦٣ (١٦٦٦)، ٤/٥٨ (٢٩٩٩)، ٥/١٧٨ (٤٤١٣)، ومسلم ٢/٩٣٦ (١٢٨٦).]]. (٢/٤٠٥)
٦٩٢٥- عن ابن عمر: أنّ رسول الله ﷺ وقف حتى غربت الشمسُ، فأقبل يُكَبِّرُ اللهَ، ويُهَلِّله، ويُعَظِّمه، ويُمَجِّده، حتى انتهى إلى المزدلفة[[أخرجه ابن خزيمة ٤/٢٦٦ (٢٨٤٦)، من طريق أحمد بن أبي سريج الرازي، عن عمرو بن مجمع، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر به. في إسناده عمرو بن مجمّع أبو المنذر السكوني، قال عنه الذهبي في الميزان ٣/٢٨٦: «ضعّفوه، روى عنه أحمد بن أبي سريح وأبو كريب، قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يُتابع عليه. وقال الدارقطني: ضعيف». وقال ابن حجر في اللسان ٦/٢٢٥: «وذكره ابن حِبّان في الثقات، وقال: يُخْطِىء. وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث. وذكره ابن شاهين في الضعفاء، وأخرج له ابن خزيمة في صحيحه حديثًا طويلًا في الحج، من روايته عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر».]]. (٢/٤٠٥)
٦٩٢٦- عن المعْرُور بن سُوَيْد، قال: رأيتُ ابنَ عمر حين دفع من عرفة، كأنِّي أنظر إليه، رجلٌ أصلعُ، على بعير له يُوضِع، وهو يقول: إنا وجدنا الإفاضة هي الإيضاع[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٣٥٢ (١٨٥٠، ١٨٥٣).]]. (ز)
﴿فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ - تفسير
٦٩٢٧- عن ابن عمر: أنّ رسول الله ﷺ كان يقف عند المشعر الحرام ويقفُ الناس، يدعون الله، ويُكَبِّرُونه، ويُهَلِّلُونه، ويُمَجِّدُونه، ويُعَظِّمُونه، حتى يَدْفَع إلى منى[[أخرجه ابن خزيمة ٤/٤٦٠ (٢٨٥٦)، من طريق أحمد بن أبي سريج الرازي، عن عمرو بن مجمع، عن موسى بن عقبة، عن ابن عمر به. وقد تقدّم في الحديث السابق ضعفه؛ لضعف عمرو بن مجمّع.]]. (٢/٤١٠)
٦٩٢٨- عن عروة بن مُضَرِّس، قال: أتيتُ رسولَ الله ﷺ وهو بِجَمْعٍ، فقلتُ: جِئْتُك من جَبَلَيْ طيِّءٍ، وقد أكْلَلْتُ مَطِيَّتي، وأتعبتُ نفسي، واللهِ، ما تركتُ من جَبَلٍ إلا وقَفْتُ عليه، فهل لي مِن حَجٍّ؟ فقال: «مَن صَلّى معنا هذه الصلاة في هذا المكان، ثم وقف هذا الموقف حتى يُفِيضَ الإمام، وكان وقف قبل ذلك في عرفات ليلًا أو نهارًا؛ فقد تمَّ حجُّه، وقضى تَفَثَه»[[أخرجه أحمد ٢٦/١٤٢ (١٦٢٠٨)، ٢٦/١٤٥-١٤٦ (١٦٢٠٩)، ٣٠/٢٣٣-٢٣٦ (١٨٣٠٠، ١٨٣٠١، ١٨٣٠٢، ١٨٣٠٣، ١٨٣٠٤)، وأبو داود ٣/٣٢١ (١٩٥٠)، والنسائي ٥/٢٦٣-٢٦٤ (٣٠٤١، ٣٠٤٢)، والترمذي ٢/٤٠١-٤٠٢ (٩٠٦)، وابن خزيمة ٤/٤٣٧-٤٣٨ (٢٨٢٠)، وابن حبان ٩/١٦١-١٦٢ (٣٨٥٠، ٣٨٥١)، والحاكم ١/٦٣٤-٦٣٥ (١٧٠٠، ١٧٠١، ١٧٠٢). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط كافَّة أئمة الحديث». وقال أبو نعيم في الحلية ٧/١٨٩: «هذا حديث صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٢٥٤ (٥٥٥٦): «ورجال أحمد رجال الصحيح». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٦/١٩٦ (١٧٠٤): «إسناده صحيح».]]. (٢/٤١٣)
٦٩٢٩- عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: خرجتُ مع عبد الله إلى مكة، ثم قدِمْنا جَمْعًا، فصلّى الصلاتَيْن، كلُّ صلاة وحدها بأذان وإقامة، والعشاء بينهما، ثم صلى الفجر حين طلوع الفجر؛ قائلٌ يقول: طلع الفجر. وقائلٌ يقول: لم يطلع الفجر. ثم قال: إنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ هاتين الصلاتين حُوِّلَتا عن وقتهما في هذا المكان؛ المغربَ والعشاءَ، فلا يَقْدَمُ الناسُ جَمْعًا حتى يُعْتِمُوا، وصلاة الفجر هذه الساعة». ثم وقف حتى أسْفَرَ، ثم قال: لو أنّ أمير المؤمنين أفاض الآن أصاب السُّنَّةَ. فما أدري أقَوْلُه كان أسرع، أم دَفْعُ عثمانَ، فلم يَزَلْ يُلَبِّي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر[[أخرجه البخاري ٢/١٦٤-١٦٥ (١٦٧٥)، ٢/١٦٦ (١٦٨٢، ١٦٨٣) واللفظ له، ومسلم ٢/٩٣٨ (١٢٨٩).]]. (٢/٤١٠)
٦٩٣٠- عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله ونحن بجَمْعٍ: سمعتُ الذي أُنزِلَت عليه سورةُ البقرة يقول في هذا المقام: «لبيك اللَّهُمَّ لبيك»[[أخرجه مسلم ٢/٩٣٢ (١٢٨٣).]]. (٢/٤١٤)
٦٩٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي صالح- أنّه نظر إلى الناس ليلة جمع، فقال: لقد أدركتُ الناس هذه الليلة ما ينامون من صلاة، يتأولون قول الله تعالى: ﴿فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾[[تفسير الثعلبي ٢/١١٢.]]. (ز)
٦٩٣٢- عن عبد الله بن عمر: أنّه كان يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل، فيذكرون الله ما بدا لهم، ثم يَدْفَعُون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يَدْفَع، فمنهم من يَقْدَمُ منى لصلاة الفجر، ومنهم من يَقْدَمُ بعد ذلك، فإذا قَدِموا رمَوُا الجَمْرةَ، وكان ابن عمر يقول: أرْخَصَ في أولئك رسولُ الله ﷺ[[أخرجه البخاري (١٦٧٦)، ومسلم (١٢٩٥).]]. (٢/٤١٠)
٦٩٣٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾، وذلك ليلةُ جَمْعٍ[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٢٠.]]. (ز)
٦٩٣٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فاذكروا الله﴾ تلك الليلة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٥.]]. (ز)
٦٩٣٥- عن سفيان بن عُيَيْنة -من طريق ثابت بن هُرْمُز، عن أبيه أو عمِّه- في قوله: ﴿فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾، قال: هي [الصلاتان][[سقطت من المطبوعة، والاستدراك من الرسالة المحققة المرقومة بالآلة الكاتبة ص٥٢٠، وكذا في تفسير ابن كثير ١/٥٥٤.]] جميعًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٣٥٢ (١٨٥٢).]]. (ز)
﴿ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ - تفسير
٦٩٣٦- عن عبد الله بن عمرو -من طريق عمرو بن ميمون- أنّه سُئِل عن المشعر الحرام. فسَكَتَ، حتى إذا هَبَطَت أيدي الرَّواحل بالمزدلفة قال: هذا المَشْعَرُ الحرام[[أخرجه ابن أبي شيبة (القسم الأول من الجزء الرابع) ص٣٨٩، وابن جرير ٣/٥١٨ مُطَوَّلًا، وابن أبي حاتم ٢/٣٥٣، والأزرقي في تاريخ مكة ٢/١٩١، والبيهقي في سننه ٥/١٢٣. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وسفيان، وعبد بن حميد. وعند ابن أبي شيبة: عبد الله بن عمر. وقال البيهقي بعد إيراده الأثر: كذا قال: عبد الله بن عمرو. وقيل: عبد الله بن عمر. وورد في رواية مُطَوَّلة عند ابن جرير من طريق عبد الرزاق، وفي آخرها: حين هبطت أيدي الركاب في أدنى الجبال فهو مشعر إلى مكة.]]٧٣٠. (٢/٤٠٧)
٦٩٣٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق إسحاق، عن الضَّحّاك- قال: الجُبَيْل وما حوله مشاعر[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٢١.]]. (٢/٤٠٨)
٦٩٣٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: ما بين الجبلين اللذين بجَمْعٍ مَشْعَرٌ[[أخرجه ابن جرير ٣/٥١٧، ٥٢٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٢/٤٠٨)
٦٩٣٩- عن عبد الله بن عمر -من طريق سالم- قال: المشعر الحرامُ: مزدلفةُ كلُّها[[أخرجه عبد الرزاق -كما في تفسير ابن كثير ١/٣٥٢-، ومن طريقه ابن جرير ٣/٥١٧، وابن أبي حاتم ٢/٣٥٣، والحاكم ٢/٢٧٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٤٠٨)
٦٩٤٠- عن عبد الله بن عمر -من طريق إبراهيم-: أنّه رأى الناسَ يزدحمون على قُزَحَ، فقال: علامَ يَزْدَحِمُ هؤلاء؟! كُلُّ ما ههنا مَشْعَرٌ[[أخرجه ابن جرير ٣/٥١٩. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد.]]. (٢/٤٠٨)
٦٩٤١- عن نافع، عن ابن عمر، أنّهُ سُئِل عن قوله: ﴿فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾. قال: هو الجبلُ، وما حوله[[أخرجه سعيد بن منصور (٣٥٣ - تفسير)، وابن جرير ٣/٥١٦، والبيهقي في سننه ٥/١٢٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٢/٤٠٨)
٦٩٤٢- عن عبد الله بن الزبير -من طريق ابن أبي مُلَيْكَة- قال: كلُّ مزدلفة موقفٌ، إلا وادي مُحَسِّر[[أخرجه عبد الرزاق ١/٧٨، وابن جرير ٣/٥٢١ واللفظ له.]]. (ز)
٦٩٤٣- عن عروة بن الزبير -من طريق حَجّاج، عمَّن سَمِع عروة-، مثل ذلك[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٢١.]]. (ز)
٦٩٤٤- في حديث جابر بن عبد الله الطويل عن صفة حج الرسول ﷺ، قال:... فسار رسول الله ﷺ، ولا تشكُّ قريش أنّ رسول الله ﷺ واقفٌ عند المشعر الحرام بالمزدلفة، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية[[أخرجه مسلم ٢/٨٨٦-٨٩١ (١٢١٨).]]. (٢/٤١٥)
٦٩٤٥- عن سعيد بن جبير -من طريق السدي- قال: ما بين جَبَلَيْ مزدلفة فهو المشعر الحرام[[أخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص٦٤، وابن أبي شيبة (القسم الأول من الجزء الرابع) ص٣٨٩، وابن جرير ٣/٥١٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٥٣ (عَقِب ١٨٥٦).]]. (٢/٤٠٨)
٦٩٤٦- عن عبد الرحمن بن الأسود -من طريق جابر- قال: لم أجد أحدًا يُخْبِرُني عن المشعر الحرام[[أخرجه ابن أبي شيبة (القسم الأول من الجزء الرابع) ص٣٨٩، وابن جرير ٣/٥٢٠.]]٧٣١. (٢/٤٠٩)
٦٩٤٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح، وابن جريج- قال: المشعر الحرام: المزدلفةُ كلها[[أخرجه ابن جرير ٣/٥١٩.]]. (ز)
٦٩٤٨- عن ثُوَيْر، قال: وقفتُ مع مجاهد على الجُبَيْل، فقال: هذا المشعر الحرام[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٢١.]]. (ز)
٦٩٤٩- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في قوله: ﴿فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾، قال: المشعر الحرام: جَمْعٌ. أمرهم أن يذكروه عند المشعر الحرام، إذا ما هم أفاضوا من عرفات، كما هداهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٥٣ (١٨٥٧).]]. (ز)
٦٩٥٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾، قال: المشعر الحرام: جَمْعٌ كلُّه[[أخرجه عبد الرزاق ١/٧٨، وابن جرير ٣/٥١٧. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢١٠- بلفظ: هي المزدلفة، وذكر أيضًا عن قتادة: أنها سُمِّيَتْ جمعًا؛ لأنه يُجْمَع فيها بين المغرب والعشاء.]]. (ز)
٦٩٥١- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: المشعر الحرام: هو ما بين جبال المزدلفة. ويُقال: هو قَرْنُ قُزَح[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٢٠، وابن أبي حاتم ٢/٣٥٣ (عقب ١٨٥٦).]]. (ز)
٦٩٥٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾: وهي المزدلفة، وهي جَمْعٌ[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٢٠.]]. (ز)
٦٩٥٣- عن عبد الله بن عمر= (ز)
٦٩٥٤- ومجاهد بن جبر= (ز)
٦٩٥٥- وعكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٦٩٥٦- والحسن البصري= (ز)
٦٩٥٧- وقتادة بن دِعامة= (ز)
٦٩٥٨- والربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: أنّه بين الجَبَلَيْن[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٥٣ (عقب ١٨٥٦) عن الربيع، وعلَّقه عن الباقين.]]. (ز)
٦٩٥٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿عند المشعر الحرام﴾، فإذا أصبحتم -يعني: بالمشعر حيث يبيت الناس بالمزدلفة- فاذكروا الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٥.]]. (ز)
﴿ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٩٦٠- عن عليٍّ، قال: لَمّا أصبح رسول الله ﷺ بالمزدلفة غَدا فوقف على قُزَح، وأَرْدَف الفَضْل، ثم قال: «هذا الموقف، وكل مزدلفة موقف»[[أخرجه أحمد ١/٥٤٤ (٥٢٥)، ٢/٥-٦ (٥٦٢)، ٢/٨-٩ (٥٦٤)، ٢/٥٠ (٦١٣)، ٢/٤٥٤-٤٥٥ (١٣٤٨)، وأبو داود ٣/٣٠٩ (١٩٣٥)، والترمذي ٢/٣٩٥-٣٩٦ (٩٠٠)، وابن ماجه ٤/٢١٤ (٣٠١٠)، وابن جرير ٣/٥٢٢ واللفظ له. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح». وتقدم مُطَولًا مع تخريجه في تفسير قوله تعالى: ﴿فَإذا أفَضْتُمْ مِن عَرَفاتٍ﴾.]]. (ز)
٦٩٦١- عن جابر، أنّ رسول الله ﷺ قال حين وقف بعرفة: «هذا الموقف، وكل عرفة موقف». وقال حين وقف على قُزَحَ: «هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف»[[أخرجه الحاكم ١/٦٤٧ (١٧٤٢). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقد أخرجه مسلم بنحوه، كما تقدم في تفسير قوله تعالى: ﴿فَإذا أفَضْتُمْ مِن عَرَفاتٍ﴾.]]. (٢/٤٠٨)
٦٩٦٢- عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «ارفعوا عن بَطْن عُرَنةَ، وارفعوا عن بَطْنِ مُحَسِّر»[[أخرجه الحاكم ١/٦٣٣ (١٦٩٧)، وابن خزيمة ٤/٤٣٤-٤٣٥ (٢٨١٦). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وشاهده على شرط الشيخين صحيح، إلا أنّ فيه تقصيرًا في سنده». وقال ابن المُلَقِّن في البدر ٦/٢٣٦: «واعترض النووي على الحاكم في تصحيحه وأنّه على شرط مسلم؛ فقال: ليس كما قال، فليس هو على شرط مسلم، ولا إسناده صحيح؛ لأنه من رواية محمد بن كثير، ولم يروِ له مسلم، وقد ضعَّفه جمهور الأئمة». وأورده الألباني في الصحيحة ٤/٤٧ (١٥٣٤)، وعقَّب على الحاكم بقوله: «وهو كما قال».]]. (٢/٤٠٩)
٦٩٦٣- عن زيد بن أسْلَم، عن النبي ﷺ، قال: «عرفةُ كلها موقفٌ إلا عُرَنةَ، وجَمْعٌ كلها موقفٌ إلا مُحَسِّرًا»[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٢١، وأخرج الشطر الأول ابن أبي شيبة ٣/٢٤٥ (١٣٨٧٦). قال ابن كثير في تفسيره ١/٥٥٥: «هذا حديث مرسل».]]. (ز)
٦٩٦٤- عن ابن الحُوَيْرِث، قال: رأيتُ أبا بكر واقفًا على قُزَح، وهو يقول: أيها الناس، أصْبِحُوا، أيها الناس، أصْبِحوا. ثم دَفَع[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٢٢.]]. (ز)
٦٩٦٥- عن عبد الله بن عباس، قال: كان يُقال: ارتفعوا عن مُحَسِّر، وارتفعوا عن عُرَنات[[أخرجه الأزرقي ٢/١٩٢، والحاكم ١/٤٦٢.]]. (٢/٤٠٩)
٦٩٦٦- عن عبد الله بن الزبير، قال: عرفةُ كلُّها موقف إلا بطن عُرَنة، والمزدلفة كلُّها موقف إلا بطن مُحَسِّر[[أخرجه مالك ١/٣٨٨، وابن جرير ٣/٥٢١.]]. (٢/٤٠٩)
٦٩٦٧- عن نافع، قال: كان ابنُ عمر يقف بجَمْع كُلَّما حَجَّ، على قُزَحَ نفسِه، لا ينتهي حتى يَتَخلَّص عنه، فيقف عليه الإمام كلما حجَّ[[أخرجه الأزرقي ٢/١٩٠.]]. (٢/٤١٠)
٦٩٦٨- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق حسين بن عُقَيل- قال: قِفْ خلف المشعر الحرام، فإن لم تَقْدِر فإذا حاذَيْتَ به ذَكَرْتَ الله ودعوتَه؛ فإنه تعالى قال: ﴿فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ٨/٣١٨ (١٤٠٧٥).]]. (ز)
٦٩٦٩- عن ابن جُرَيْج، قال: قلتُ لعطاء [بن أبي رباح]: أين المزدلفة؟ قال: المزدلفة إذا أفْضَيْتَ من مَأْزِمَيْ[[المأزم: كل طريق ضيق بين جبلين. اللسان (أزم).]] عرفة، فذلك إلى مُحَسِّر، وليس المَأْزِمان -مَأْزِما عرفة- من المزدلفة، ولكن مَفْضاهما. قال: قِفْ بأيِّهما شئت، وأحَبُّ إلَيَّ أن تَقِفَ دون قُزَح[[أخرجه ابن جرير ٣/٥١٩، والأزرقي ٢/١٩١-١٩٢.]]. (٢/٤٠٩)
٦٩٧٠- عن عمرو بن ميمون، قال: سمعتُ عمر بن الخطاب بجَمْعٍ بعدما صلّى الصبح، وقَفَ فقال: إنّ المشركين كانوا لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثَبِيرُ[[ثبير: جبل على يسار الذاهب إلى منى، وهو أعظم جبال مكة، عُرف برجل من هذيل اسمه: ثبير، دفن فيه. وقوله: ويقولون: أشرق ثبير. أي: لتَطْلُع عليك الشمس. وقيل معناه: أضئ يا جبل. ينظر: فتح الباري ٧/٥٣١.]]. وإنّ رسول الله ﷺ خالَفَهم، فأفاض قبلَ طلوعِ الشمس[[أخرجه البخاري ٢/١٦٦ (١٦٨٤).]]. (٢/٤١١)
﴿وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ﴾ - تفسير
٦٩٧١- عن عبد الله بن الزبير -من طريق محمد بن عبيد الله- في قوله: ﴿واذكروه كما هداكم﴾، قال: ليس هذا بعامٍّ، هذا لأهل البلد، كانوا يُفِيضون مِن جَمْعٍ، ويُفِيضُ الناسُ من عرفات، فأبى الله لهم ذلك؛ فأنزل الله: ﴿ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٥٣، والطبراني -كما في مجمع الزوائد ٣/٢٤٩-.]]. (٢/٤١٤)
٦٩٧٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واذكروه كما هداكم﴾ لأمر دينه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٥.]]. (ز)
﴿وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ﴾ - تفسير
٦٩٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن كنتم من قبله﴾: مِن قبل أن يهديكم لدينه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٥.]]. (ز)
٦٩٧٤- عن سفيان الثَّورِيِّ -من طريق قَبِيصَة- ﴿وإنْ كُنْتُمْ مِن قَبْلِهِ﴾ قال: مِن قبلِ القرآن[[تفسير سفيان الثوري ص٦٣. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٥٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٧٣٢. (٢/٤١٥)
﴿لَمِنَ ٱلضَّاۤلِّینَ ١٩٨﴾ - تفسير
٦٩٧٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿وإن كنتم من قبله لمن الضالين﴾، قال: لَمِن الجاهلين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٥٣.]]. (٢/٤١٥)
٦٩٧٦- تفسير الحسن البصري: مِن الضالِّين في مناسككم، وحجِّكم، ودينِكم كلِّه[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢١١-.]]. (ز)
٦٩٧٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لمن الضالين﴾ عن الهُدى[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٥.]]. (ز)
﴿لَمِنَ ٱلضَّاۤلِّینَ ١٩٨﴾ - آثار في أحكام الآية
٦٩٧٨- عن جابر، قال: رأيتُ رسول الله ﷺ يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: «لِتَأْخُذوا مناسككم؛ فإنِّي لا أدري لعلِّي لا أحُجُّ بعد حجَّتي هذه»[[أخرجه مسلم ٢/٩٤٣ (١٢٩٧).]]. (٢/٤١٥)
٦٩٧٩- في حديث جابر الطويل عن صفة حج الرسول ﷺ، قال: ... ثُمَّ ركب القَصْواء حتى أتى المَوْقِف، فجعل بَطْنَ ناقته القَصْواء إلى الصَّخَرات، وجعل جَبَل المُشاةِ بين يديه، فاستقبل القبلة، فلم يَزَلْ واقفًا حتى غربت الشمس، وذهبت الصُّفْرة قليلًا حين غاب القُرْص، وأَرْدَف أسامةَ خلفه، فدفع رسول الله ﷺ وقد شَنَقَ للقَصْواء الزِّمام، حتى إنّ رأسها لَيُصِيب مَوْرِكَ رَحْلِه[[شنق -بتخفيف النون-: ضمَّ وضيَّق. ومَوْرِكِ الرَّحل: هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل؛ إذا ملَّ من الركوب. وضبطه القاضي بفتح الراء. قال: وهو قطعة أدم يتورك عليها الراكب تجعل في مقدم الرحل شبه المخدة الصغيرة. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي، ٨/١٨٦.]]، وهو يقول بيده اليمنى: «السكينة، أيها الناس». كُلَّما أتى جبلًا من الجبال أرْخى لها قليلًا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فجَمَع بين المغرب والعشاء بأذانٍ واحد وإقامتين، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجع رسول الله ﷺ حتى طلع الفجر، فصلى الفجرَ حين تبيَّن له الصبح، ثم ركب القَصْواء حتى أتى المشعر الحرام، فرَقِي عليه، فاستقبل الكعبة، فحَمِد الله وكَبَّره ووَحَّدَه، فلم يزل واقفًا حتى أسْفَر جِدًّا، ثم دفع قبل أن تَطْلُعَ الشمس[[أخرجه مسلم ٢/٨٨٦-٨٩١ (١٢١٨).]]. (٢/٤١٥)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.