الباحث القرآني

﴿أَوۡ كَصَیِّبࣲ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ﴾ - تفسير

٦٩٦- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «إنما الصَّيِّب من ههنا». وأشار بيده إلى السماء[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٩/١٤٠ (٩٣٥٣). قال الطبراني: «لم يذكر أحدٌ مِمَّن روى هذا الحديث عن ابن عجلان إلا ابن لهيعة». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٢١٦ (٣٢٩٦): «وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام».]]. (١/١٧٦)

٦٩٧- عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السدي، عن مرة الهمداني-: الصَّيِّب: المطر[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٢.]]. (ز)

٦٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طرق- في قوله: ﴿أوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ﴾، قال: المطر[[أخرجه أبو يعلى في مسنده (٢٦٦٤)، وابن جرير ١/٣٥٢ من طريق هارون بن عنترة، عن أبيه، وابن أبي حاتم ١/٥٤ (١٨٠)، وأبو الشيخ في العظمة (٧٤٧). وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر. كما أخرجه ابن جرير ١/٣٥٢-٣٥٣ من طريق علي، والسدي عن أبي مالك وأبي صالح، والعوفي، والضحاك.]]. (١/١٧٦)

٦٩٩- عن أبي العالية -من طريق الربيع-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (ز)

٧٠٠- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٣. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (١/١٧٦)

٧٠١- عن الحسن البصري، مثله[[علّقه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (ز)

٧٠٢- عن عطية العوفي، مثله[[علّقه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (ز)

٧٠٣- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جريج-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٢-٣٥٣. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (١/١٧٦)

٧٠٤- عن قتادة -من طريق سعيد، ومَعْمَر-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١/٢٥٢-٣٥٣، وعند عبد الرزاق ١/٣٩ من طريق مَعْمَر. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (ز)

٧٠٥- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (ز)

٧٠٦- عن عطاء الخراساني، مثله[[علّقه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (ز)

٧٠٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٣، وابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (١/١٧٦)

٧٠٨- عن مقاتل بن سليمان، مثله[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٢.]]. (ز)

٧٠٩- عن سعيد بن جبير -من طريق أبي الهيثم- قال: السحاب فيه المطر[[أخرجه سفيان الثوري ص٤١. وعلّق ابن أبي حاتم ١/٥٤ نحوه.]]. (ز)

٧١٠- قال سفيان -من طريق سَوّار بن عبد الله العَنبَرِيّ-: الصَّيِّب: الذي فيه المطر[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٣.]]. (ز)

٧١١- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- ﴿أوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ﴾، قال: أو كغَيْثٍ من السماء[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٣.]]. (ز)

٧١٢- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿أوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ﴾، قال: هو السحاب[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٤.]]٧٦. (ز)

٧٦ رجَّح ابنُ كثير (١/٣٠٠) أن الصَّيِّب هو المطر، فقد حكى القَوْلَيْن الوارِدَيْن هنا، ثم قال: «والأشهر: هو المطر نزل من السماء في حال ظلمات».

﴿فِیهِ ظُلُمَـٰتࣱ﴾ - تفسير

٧١٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿فِيهِ ظُلُماتٌ﴾، يقول: ابتلاء[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٩، وابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (١/١٧٠)

٧١٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: ﴿فِيهِ ظُلُماتٌ﴾، يقول: أي: هم في ظُلْمَة ما هُم فيه من الكفر، والحذر من القتل، على الذي هم عليه من الخلاف والتخويف منكم؛ على مثل ما وُصِف مِن الذي هو في ظُلْمة الصيِّب[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٣٣-، وابن جرير ١/٣٦٧، وابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (١/١٧٣)

٧١٥- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق علي بن الحكم- ﴿فِيهِ ظُلُماتٌ﴾، قال: أمّا الظلمات فالضلالة[[أخرجه ابن جرير ١/٣٧٢ من طريق عبيد بن سليمان، وابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (ز)

﴿وَرَعۡدࣱ﴾ - تفسير

٧١٦- عن ابن عباس، قال: أقبلتْ يهودُ إلى رسول الله ﷺ، فقالوا: يا أبا القاسم، إنّا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبَأْتَنا بهنَّ عرفنا أنك نبيٌّ، واتَّبَعْناك ... قالوا: أخبِرنا ما هذا الرعد؟ قال: «مَلَكٌ من ملائكة الله، مُوَكَّلٌ بالسحاب، بيديه مِخْراق[[المخراق: اسم الآلة التي يحصل بها الشق والخرق، ويُحتمل أن يكون هو ما عبر عنه في بعض الآثار بالسوط. قال في النهاية في غريب الحديث: (خرق): وفي حديث عليّ: «البرق مخاريق الملائكة». هي جمع مخراق، وهو في الأصل ثوب يُلفّ ويضرب به الصبيان بعضهم بعضًا، أراد أنه آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه، ويفسره حديث ابن عباس: «البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب».]] من نار، يَزْجُر به السَّحاب، يسُوقُه حيثُ أمره الله». قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: «صوته». قالوا: صدقت ...[[أخرجه أحمد ٤/٢٨٥ (٢٤٨٣) مطولًا، والترمذي ٥/٣٤٨ (٣٣٨٠)، وابن أبي حاتم ١/٥٥ (١٨٥). قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٢٤٢ (١٣٩٠٣): «رواه الترمذي باختصار، رواه أحمد والطبراني، ورجالهما ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ٤/٤٩١-٤٩٣ (١٨٧٢): «وجملة القول أنّ الحديث عندي حسن على أقل الدرجات».]]. (٨/٣٩٩)

٧١٧- عن علي بن أبي طالب -من طريق عَمِيرَة بن سالم، عن أبيه أو غيره- قال: الرَّعد: الـمَلَك[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المطر (١٢٦)، وابن جرير ١/٣٦٠، والبيهقي ٣/٣٦٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، والخرائطي.]]. (٨/٤٠٠)

٧١٨- عن أبي هريرة، قال: ما خلق اللهُ شيئًا أشدَّ سَوْقًا من السحاب، مَلَكٌ يسوقه، والرعدُ صوتُ الملك يزجر به، والمخاريقُ يسوقُه بها[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/٤٠١)

٧١٩- عن عبد الله بن عمرو، أنه سُئِل عن الرعد. فقال: مَلَكٌ وكَّله الله بسياق السحابِ، فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلدةٍ أمره فساقه، فإذا تفرَّق عليه زجره بصوته حتى يجتمع، كما يَرُدُّ أحدكم ركابَه. ثم تلا هذه الآية: ﴿ويُسبحُ الرعدُ بحمدِهِ﴾ [الرعد:١٣][[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٤٠٢)

٧٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿ورَعْدٌ﴾، يقول: تخويف[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٩، وابن أبي حاتم ١/٥٥ (١٨٦).]]. (١/١٧٠)

٧٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنّه قال: إنّ الرعد مَلَك يَنْعِق بالغيث كما يَنْعِق الراعي بغنمه[[أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٧٢٢)، وابن أبي الدنيا في المطر (٩٤)، وابن جرير ١/٣٦٠.]]. (٨/٤٠١)

٧٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- قال: الرَّعْد: مَلَك من الملائكة، اسمه الرَّعْد، وهو الذي تسمعون صوته[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٧.]]. (٨/٤٠١)

٧٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك- قال: الرعد: مَلَك يزجر السَّحاب بالتسبيح والتكبير[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٧.]]. (٨/٤٠١)

٧٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج، عن مجاهد- قال: الرعد: اسم مَلَك، وصوته هذا تسبيحه، فإذا اشتد زَجْرُهُ السحابَ اضطرب السحابُ واحْتَكَّ، فتخرج الصواعق من بينه[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مرْدُويَه.]]. (٨/٤٠١)

٧٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق شَهْر بن حَوْشَب- قال: الرَّعد: مَلَك يسوق السحاب بالتسبيح، كما يسوق الحادي الإبلَ بحِدائِه[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٧، وأبو الشيخ (٧٧٥)، والخرائطي ص٣٣١ (١٠١٧). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٤٠٠)

٧٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق موسى بن سالم مولى ابن عباس- قال: الرعدُ الملَكُ، والبرقُ الماءُ[[أخرجه الخرائطي ص٣٣٠ (١٠١١).]]. (٨/٤٠٣)

٧٢٧- عن موسى بن سالم أبي جَهْضَم مولى ابن عباس، قال: كتب ابنُ عباس إلى أبي الجَلْدِ [جَيْلان بن فَرْوَة] يسألهُ عن الرعد. فقال: الرعدُ مَلَك[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٠.]]. (٦/٤٠٠)

٧٢٨- عن الحسن بن الفرات، عن أبيه: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلْد يسأله عن الرعد. فقال: الرعد: رِيح[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦١، وابن أبي حاتم ١/٥٥.]]. (ز)

٧٢٩- عن مجاهد، أنّ رجلًا سأله عن الرعد. فقال: ملَكُ يُسبِّح بحمده[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٨/٤٠٣)

٧٣٠- عن مجاهد -من طريق الحكم - قال: الرَّعْد: مَلَك يَزْجُر السحاب بصوته[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٣٣٣، وابن جرير ١/٣٥٧. والخرائطي في مكارم الأخلاق ص٣٣١ (١٠١٣). وذكره البغوي في تفسيره ١/٦٩ بلفظ: الرعد اسم الملَك، ويقال لصوته أيضًا: رعد.]]٧٧. (٨/٤٠٣)

٧٧ وجَّه ابنُ جرير (١/٣٦١-٣٦٢) قول ابن عباس ومجاهد بقوله: «فإن كان الرعدُ ما ذكره ابن عباس ومجاهد، فمعنى الآية: أو كَصَيِّب من السماء فيه ظلمات وصوت رعد؛ لأنّ الرعد إن كان مَلَكًا يسوق السحاب فغير كائن في الصَّيِّب؛ لأنّ الصَّيِّب إنما هو ما تَحَدَّر من صَوْب السحاب، والرَّعْد إنّما هو في جو السماء يسوق السحاب، على أنه لو كان فيه ثَمَّ لم يكن له صوت مسموع، لم يكن هنالك رعب يُرْعَب به أحد، لأنه قد قيل: إن مع كل قطرة من قطر المَطَر مَلَكًا، فلا يعدو المَلَك الذي اسمه الرعد، لو كان مع الصَّيِّب، إذا لم يكن مسموعًا صوته؛ أن يكون كبعض تلك الملائكة التي تنزل مع القطر إلى الأرض، في أن لا رعب على أحد بكونه فيه، فقد علم -إذ كان الأمر على ما وصفنا من قول ابن عباس- أنّ معنى الآية: أو كَمَثَل غيث تَحَدَّر من السماء فيه ظلمات وصوت رعد، إن كان الرعد هو ما قاله ابن عباس، وأنه استغنى بدلالة ذكر الرعد باسمه، على المراد في الكلام من ذكر صوته». ووجَّه (١/٣٦٢) قول أبي الجَلْد بقوله: «وإن كان الرَّعد ما قاله أبو الجَلْد فلا شيء في قوله: ﴿فيه ظلمات ورعد﴾ متروك؛ لأن معنى الكلام حينئذ: فيه ظلمات ورعد الذي هو ما وصفنا صفته». وقال ابنُ عطية (١/١٣٩): «وقيل: الرعد: اسم الصوت المسموع. قاله علي بن أبي طالب ﵄، وهذا المعلوم في لغة العرب ... وأكثر العلماء على أن الرعد مَلَك، وذلك صوته يُسَبِّح ويزجر السحاب ... وقيل: الرعد اصطكاك أجرام السحاب...». وانتقد هذا كما سبق.

٧٣١- عن مجاهد، قال: الرعدُ مَلَكٌ يُنشِئُ السحاب، ودويُّه صوتُه[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وأبي الشيخ.]]. (٨/٤٠٢)

٧٣٢- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: ﴿ويسبحُ الرعدُ بحمدهِ﴾، قال: هو مَلَكٌ يُسمّى: الرعد، وذلك الصوتُ تسبيحه[[أخرجه أبو الشيخ (٧٧٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٤٠٢)

٧٣٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عتاب بن زياد- قال: إنّ الرعد مَلَك من الملائكة، قد وُكِّل بالسحاب يسوقها كما يَسوق الراعي الإبل[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٧، والبيهقي في سُنَنِه ٣/٣٦٣ من طريق إسماعيل بن أبي خالد. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٨/٤٠٢)

٧٣٤- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمر بن أبي زائدة- قال: الرعدُ مَلَكٌ يزجُرُ السحاب بصوتِه[[أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ص٣٣١ (١٠١٢).]]. (٨/٤٠٣)

٧٣٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جريج- قال: الرعد مَلَك يؤمر بإزجاء السحاب فيؤلف بينه، فذلك الصوت تسبيحه[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٧.]]. (ز)

٧٣٦- قال عطية العوفي: الرعد ملك، وهذا تسبيحه[[تفسير الثعلبي ٥/٢٧٩.]]. (ز)

٧٣٧- عن شَهْر بن حَوْشَب -من طريق أبي الخطاب البصري- قال: إن الرَّعد مَلَك يزجُر السحاب كما يَحُثُّ الراعي الإبِلَ، فإذا شذّت سحابةٌ ضَمَّها[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٧، وأبو الشيخ في العظمة (٧٧٧). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٨/٤٠٢)

٧٣٨- عن أبي صالح [باذام] -من طريق إسماعيل بن سالم- قال: الرَّعْد: مَلَك من الملائكة[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٧.]]. (٨/٤٠٢)

٧٣٩- عن قتادة -من طريق سعيد- قال: الرَّعد خَلْقٌ من خَلق الله، سامعٌ مطيعٌ لله[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٩.]]. (ز)

٧٤٠- عن معمر، في قوله تعالى: ﴿يسبح الرعد بحمده﴾، قال: سألت [محمد ابن شهاب] الزهري عن الرعد، ما هو؟ فقال: الله أعلم[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٣٣٣.]]. (ز)

٧٤١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته﴾، قال: والرعد هو ملك يُقال له: الرعد، يُسيِّره بأمره بما يريد أن يمطر[[أخرجه أبو الشيخ في العظمة ٤/١٢٨٤ (٧٧٢).]]. (٨/٤٠٣)

﴿وَبَرۡقࣱ﴾ - تفسير

٧٤٢- عن علي بن أبي طالب -من طريق عَمِيرَة بن سالم، عن أبيه أو غيره- قال: البرق: مَخاريقُ من نار، بأيدي ملائكة السحاب، يزجرون به السحاب[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المطر -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٨/٤٤١ (١٢٦)-، وابن جرير ١/٣٦٣، والخرائطي في مكارم الأخلاق ص٣٣١ (١٠١٤)، وأبو الشيخ (٧٧١)، والبيهقي ٣/٣٦٣، كما أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٥ من طريق ربيعة بن الأبيض بلفظ: البرق مخاريقُ الملائكة. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]٧٨. (٨/٣٩٧، ٤٠٠)

٧٨ ذكر ابن عطية (٥/١٨٨) أن البرق روي فيه عن النبي ﷺ أنّه مخراق بيد ملك يزجر به السحاب، ثم علَّق عليه بقوله: «وهذا أصح ما روي فيه». ونقل عن بعض العلماء أنه قال: البرق: اصطكاك الأجرام، ثم انتقده قائلًا: «وهذا عندي مردود».

٧٤٣- عن أبي هريرة -من طريق شَهْر بن حَوْشَب- أنه سُئِل عن البرق. فقال: اصْطِفاقُ البَرَد[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٥. واصْطِفاق البرد: ضَرْبُ بعضِه بعضًا. لسان العرب (صفق).]]. (٨/٣٩٧)

٧٤٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك-: البرقُ: مخاريقُ بأيدي الملائكة، يزْجرون بها السحاب[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٣.]]. (ز)

٧٤٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- قال: هو سَوْط من نور، يزجر به المَلَك السحاب[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٣.]]٧٩. (ز)

٧٩ جمع ابنُ جرير (١/٣٦٦-٣٦٧) بين قول علي، وابن عباس من طريق الضحاك، وقول مجاهد، فقال: «وقد يحتمل أن يكون ما قاله علي بن أبي طالب وابن عباس ومجاهد بمعنًى واحد، وذلك أن تكون المخاريق التي ذكر علي ﵄ أنها هي البرق، هي السياط التي هي من نور الَّتي يزجي بها الملك السحاب، كما قال ابن عباس، ويكون إزجاء المَلَك بها السحاب مَصْعَه إياه، وذلك أن المِصاع عند العرب أصله: المجالدة بالسيوف، ثم تستعمله في كل شيء جُولِد به في حرب وغير حرب».

٧٤٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق جُوَيْبِر، عن الضحاك- قال: مَلَك يَتَرايا[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المطر -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٨/٤٤١ (١٢٤)-، وأبو الشيخ في العظمة (٧٨٠). وقوله: «يترايا» كما في العظمة (ت: الأعظمي) ص١٢٨٦، وفي كتاب المطر (ت: طارق العمودي) ص١٣١: «يتراءى».]]. (٨/٣٩٧)

٧٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج، عن مجاهد-: البرق مَلَك[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٥.]]. (ز)

٧٤٨- عن شَهْر بن حَوْشَب، قال: قال عبد الله بن عمرو لرجل: سَلْ كعبًا عن البرق. فقال كعب: البرق: تصفيقُ المَلَكِ البَرَدَ -وحكى حَمّاد[[هو ابن سلمة من رواة هذا الأثر.]] بيده-، لو ظَهَر لأهل الأرض لَصُعِقوا[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المطر -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٨/٤٤٢ (١٢٧)-، وابن أبي حاتم ١/٥٥، وأبو الشيخ في العظمة (٧٨١).]]. (٨/٣٩٧)

٧٤٩- عن الشعبي، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلْد [جَيْلان بن فَرْوَة] يسأله عن البرق -وكان عالِمًا يقرأ الكتب-، فكتب إليه: البرق مِن تَلَأْلُئِ الماء[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المطر -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٨/٤٤١ (١٢٠)-، وابن أبي حاتم ١/٥٥. وأخرج عنه ابن جرير ١/٣٦٤، وابن أبي حاتم ١/٥٥ من طريق الحسن بن الفرات بلفظ: البرق الماء، وعند ابن جرير ١/٣٦٤ من طريق عطاء، عن رجل من أهل البصرة، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجلد -رجل من أهل هَجَر-، يسأله عن البرق، فكتب إليه: كتبتَ إليَّ تسألني عن البرق: وإنه من الماء.]]٨٠. (٨/٣٩٦)

٨٠ انتقد ابنُ عطية (١/١٣٩) هذا الأثر بقوله: «وهذا قول ضعيف». ولم يذكر مُسْتَنَدًا.

٧٥٠- عن ربيعة بن الأبيض -من طريق ابن أشْوَع- قال: البَرْقُ: مَخارِيق بيد الملائكة، يَسوقون بها السحاب[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المطر -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٨/٤٤١ (١٢٥)-.]]. (ز)

٧٥١- عن مجاهد -من طريق عثمان بن الأسود- قال: البَرْق: مَصْعُ[[قال في النهاية (مصع): أي يضرب السحاب ضربة فيرى البرق يلمع. وأصل المصع: الحركة والضرب، والمماصعة والمِصاع: المجالدة والمضاربة.]] مَلَك يسوق به السحاب[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٤ مختصرًا، وابن أبي حاتم ١/٥٤. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيدٍ، وأبي الشيخ.]]٨١. (٨/٣٩٧)

٨١ وجَّه ابنُ جرير (١/٣٦٧) قول مجاهد بقوله: «وكأنّ مجاهدًا إنما قال: مصع ملك، إذ كان السحاب لا يماصع الملك، وإنما الرعد هو الماصع له، فجعله مصدرًا من مَصَعَه يَمْصَعه مَصْعًا».

٧٥٢- عن مجاهد، قال: البَرْق: مَخارِيق يسوق به الرعدُ السحابَ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٧)

٧٥٣- عن مجاهد، في قوله: ﴿يريكم البرقَ﴾، قال: ملائكة تَمْصَع بأجنحتها، فذلك البرقُ، زعموا أنها تُدعى: الحيّات[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣٩٦)

٧٥٤- عن الضحاك -من طريق علي بن الحكم- في قوله: ﴿فيه ظلمات ورعد وبرق﴾، قال: أمّا البرق فالإيمان، عُنِي بذلك أهل الكتاب[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٥، وعند ابن جرير ١/٣٧٢ من طريق عبيد بن سليمان دون قوله: عني بذلك أهل الكتاب.]]. (ز)

٧٥٥- عن شَهْر بن حَوْشَب –من طريق أبي الخطاب البصري- قال: إنّ الرعد مَلَكٌ يزجُرُ السحاب كما يحثُّ الراعي الإبل، فإذا شذَّت سحابةٌ ضمَّها، فإذا اشتدَّ غضبُه طار مِن فيه النارُ، فهي الصواعقُ[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٧، وأبو الشيخ في العظمة (٧٧٧). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٨/٤٠٢)

٧٥٦- قال عطية العوفي: الرعد مَلَك، وهذا تسبيحه، والبرق سَوْطُه الذي يزجر به السحاب[[تفسير الثعلبي ٥/٢٧٩.]]. (ز)

٧٥٧- عن ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: الصَواعِق: مَلَك يضربُ السحابَ بالمطارق، فيُصيب منه مَن يشاء[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٦.]]. (ز)

٧٥٨- عن محمد بن مسلم الطائفي -من طريق هشام بن عبيد الله- قال: بلَغنا: أنّ البرقَ ملَكٌ له أربعة أوجه: وجهُ إنسانٍ، ووجهُ ثورٍ، ووجهُ نسرٍ، ووجهُ أسدٍ، فإذا مصع بذنَبه فذلك البرقُ[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٥ بلفظ: ... فإذا مصع بأجنحته ...، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٤/٣٦٣، والبداية والنهاية ١/٨٧-.]]. (٨/٣٩٦)

٧٥٩- عن ابن جريج، في قوله: ﴿يريكُمُ البرقَ﴾، قال شعيبٌ الجَبائيُّ[[قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٤/٣٥٣: «شعيب الجبائي: يماني يروي عن الكتب [يعني: المنسوبة إلى أهل الكتاب]، روى عنه سلمة بن وهرام». ثم جزم ابن أبي حاتم بأنه شعيب بن الأسود. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٢/٢٧٨: «شعيب الجبائى، أخباري متروك، قاله الأزدي ...، وجبأ: جبل من أعمال الجند باليمن، فكأنه شعيب بن الأسود صاحب الملاحم، تابعي». وله ترجمة في لسان الميزان ٣/١٥٠، قال ابن حجر فيها: «إخباري متروك، ثم ذكر شيئًا من غرائبه».]] في كتاب الله: الملائكة حملة العرش، أسماؤهم في كتاب الله الحيّات، لكلِّ ملك وجه إنسان وأسدٍ ونسرٍ، فإذا حرَّكوا أجنحتهم فهو البرقُ. قال أميةُ بن أبي الصَّلتِ: رجلٌ وثورٌ تحت رجْل يمينه والنسر للأُخرى وليثٌ مرصدُ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٦)

﴿مِّنَ ٱلصَّوَ ٰ⁠عِقِ﴾ - تفسير

٧٦٠- عن الشَّعْبِيِّ، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلْد [جَيْلان بن فَرْوَة] يسأله عن الصواعق. فكتب إليه: أنّ الصواعق: مخاريق يُزْجَر بها السحاب[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٦.]]. (ز)

﴿أَوۡ كَصَیِّبࣲ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ فِیهِ ظُلُمَـٰتࣱ وَرَعۡدࣱ وَبَرۡقࣱ یَجۡعَلُونَ أَصَـٰبِعَهُمۡ فِیۤ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَ ٰ⁠عِقِ﴾ الآية - تفسير

٧٦١- عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السدي، عن مرة الهمداني-= (ز)

٧٦٢- وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله: ﴿أوْ كَصَيِّبٍ﴾ الآية، قال: كان رجلان من المنافقين من أهل المدينة هَرَبا من رسول الله ﷺ إلى المشركين، فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله، فيه رعدٌ شديد وصواعقُ وبرقٌ، فجعلا كُلَّما أصابتهما الصواعقُ يجعلان أصابعهما في آذانهما من الفَرَق[[الفَرَق: الخوف. لسان العرب (فرق).]] أن تدخل الصواعق في مسامعهما فتقتلهما، وإذا لَمَع البرقُ مَشَيا في ضوئه، وإذا لم يلمع لم يُبْصِرا؛ قاما مكانهما لا يمشيان، فجعلا يقولان: ليتنا قد أصبحنا، فنأتي محمدًا، فنضع أيديَنا في يده. فأصبحا، فأتياه، فأسلما، ووضعا أيديهما في يده، وحسُن إسلامهما، فضرب الله شأن هَذَيْن المنافقَيْن الخارجَيْن مثلًا للمنافقين الذين بالمدينة، وكان المنافقون إذا حضروا مجلس النبي ﷺ جعلوا أصابعهم في آذانهم فَرَقًا من كلام النبي ﷺ أن ينزل فيهم شيء، أو يُذْكروا بشيء فيُقْتَلوا، كما كان ذانك المنافقان الخارجان يجعلان أصابعهما في آذانهما، وإذا أضاء لهم مَشَوْا فيه، فإذا كَثُرَتْ أموالهم وأولادهم وأصابوا غنيمة وفتحًا مَشَوْا فيه، وقالوا: إنّ دين محمد حينئذ صدق. واستقاموا عليه، كما كان ذانك المنافقان يمشيان إذا أضاء بهما البرق، وإذا أظلم عليهم قاموا، فكانوا إذا هلكت أموالهم وأولادهم وأصابهم البلاء قالوا: هذا من أجل دين محمد. فارْتَدُّوا كُفّارًا، كما كان ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما[[أخرجه ابن جرير ١/٣٦٨.]]٨٢. (١/١٧١)

٨٢ انتَقَد ابنُ جرير (١/٣٧٥) هذا الأثر بقوله: «وقد ذكرنا الخبرَ الذي روي عن ابن مسعود وابن عباس ... فإن كان ذلك صحيحًا -ولست أعلمه صحيحًا، إذ كنت بإسناده مُرتابًا- فإنّ القولَ الذي رُوي عنهما هو القول، وإن يكن غيرَ صحيح فأَوْلى بتأويل الآية ما قلنا».

٧٦٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿أو كصيب من السماء﴾ قال: كمطر، ﴿فيه ظلمات ورعد وبرق﴾ إلى آخر الآية: هو مَثَل المنافق في ضوء ما تكلم بما معه من كتاب الله، وعَمِل مُراءاةً للناس، فإذا خلا وحده عَمِل بغيره، فهو في ظُلْمَةٍ ما أقام على ذلك، وأما الظلمات فالضلالة، وأما البرق فالإيمان، وهم أهل الكتاب، ﴿وإذا أظلم عليهم﴾ فهو رجل يأخذ بطرف الحق، لا يستطيع أن يجاوزه[[أخرجه ابن جرير ١/٣٥٢، ٣٦٩.]]. (١/١٧٢)

٧٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: ﴿أو كصيب﴾ الآية، يقول: أي: هم من ظلمات ما هم فيه من الكفر، والحَذَر من القتل، على الذي هم عليه من الخلاف والتخويف منكم؛ على مثل ما وُصِف مَن الذي هو في ظُلْمَة الصَّيِّب، فجعل أصابعه في أذنيه من الصواعق حذر الموت[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٣٣-، وابن جرير ١/٣٦٧، وابن أبي حاتم ١/٥٤.]]. (١/١٧٣)

٧٦٥- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ﴾، قال: أما إضاءة النار فإقبالهم إلى المؤمنين والهدى، وذهاب نورهم إقبالهم إلى الكافرين والضلالة، وإضاءة البرق وإظلامه على نحو ذلك المثل[[أخرجه ابن جرير ١/٣٤٠، ٣٧٠، وابن أبي حاتم ١/٥١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/١٧٤)

٧٦٦- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿أو كصَيِّب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق﴾، قال: مَثَل ضُرِبَ للكافرين[[أخرجه ابن جرير ١/٣٧٣.]]. (ز)

٧٦٧- عن قتادة -من طريق سعيد- ﴿أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت﴾، قال: هذا مَثَل ضربه الله للمنافق لجُبْنِه، لا يسمع صوتًا إلا ظَنَّ أنه قد أُتِي، ولا يسمع صِياحًا إلا ظَنَّ أنه ميِّتٌ، أجْبَنُ قوم، وأَخْذَلُه للحق، وقال الله في آية أخرى: ﴿يحسبون كل صيحة عليهم﴾ [المنافقون:٤][[أخرجه ابن جرير ١/٣٧١.]]٨٣. (١/١٧٤)

٨٣ انتقد ابنُ جرير (١/٣٧٧ بتصرّف) أثرَ قتادة وأثر ابن جريج [الآتي] مُسْتَنِدًا إلى مخالفته الواقع المشاهَد، فقال: «وكان قتادة وابن جريج يَتَأَوَّلان قوله: ﴿يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت﴾ أنّ ذلك من الله -جَلَّ ثناؤُه- صفةٌ للمنافقين بالهَلَع، وضعفِ القلوب، وكراهةِ الموت، ويتأولان في ذلك قوله: ﴿يحسبون كل صيحة عليهم﴾ [المنافقون:٤]. وليس الأمر في ذلك عندي كالذي قالا، وذلك أنّه قد كان فيهم مَن لا تُنكر شجاعته، ولا تُدفع بسالته، وإنما كانت كراهتهم شهودَ المشاهد مع رسول الله ﷺ لأنهم لم يكونوا في أديانهم مُسْتَبْصِرين، ولا برسول الله ﷺ مُصَدِّقين، فكانوا للحضور معه مشاهدَه كارهين، إلا بالتخذيل عنه. ولكن ذلك وصفٌ من الله -جَلَّ ثناؤه- لهم بالإشفاق من حُلُول عقوبة الله بهم على نفاقهم، إمّا عاجلًا وإما آجلًا». وأثر ابن جُرَيْج المنتقد هنا سيأتي عند تفسير قوله تعالى: ﴿حَذَرَ المَوْتِ﴾.

٧٦٨- عن قتادة -من طريق مَعْمَر- ﴿فيه ظلمات ورعد وبرق﴾، يقول: أجْبَنُ قوم، لا يسمعون شيئًا إلا إذا ظَنُّوا أنهم هالكون فيه حَذرًا من الموت، ﴿والله مُحيطٌ بالكافرين﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/٤٠، وابن جرير ١/٣٧١.]]. (ز)

٧٦٩- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: كان المنافقون إذا حضروا مجلس النبي ﷺ جعلوا أصابعهم في آذانهم فَرَقًا من كلام النبي ﷺ أن ينزل فيهم شيء، أو يُذكَروا بشيء فيُقْتَلُوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٦.]]. (ز)

٧٧٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿فيه ظلمات ورعد وبرق﴾، قال: مَثَلُهم كمَثَل قوم ساروا في ليلة مُظْلِمة، ولها مطر ورعد وبرق على جادَّة[[جادّة: طريق. لسان العرب (جدد).]]، فلما أبرقت أبْصَرُوا الجادَّة، فمَضَوْا فيها، وإذا ذهب البرق تَحَيَّروا. وكذلك المنافق، كُلَّما تكلم بكلمة الإخلاص أضاء له، فإذا شكَّ تَحَيَّر ووَقَع في الظُّلْمة، فكذلك قوله: ﴿كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا﴾. ثم قال في أسماعهم وأبصارهم التي عاشوا بها في الناس: ﴿ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم﴾[[أخرجه ابن جرير ١/٣٧٢. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٥٩.]]. (ز)

٧٧١- قال مقاتل بن سليمان: مَثَل المطر مَثَل القرآن، كَما أنّ المطر حياةُ الناس فكذلك القرآن حياةٌ لِمَن آمَن به، ومثل الظلمات يعني: الكافر بالقرآن، يعني: الضلالة التي هُمْ فيها، ومَثَل الرعد ما خُوِّفوا به من الوعيد فِي القرآن، ومَثَل البرق الذي في المطر مثل الإيمان، وهو النور الذي في القرآن، ﴿يَجْعَلُونَ أصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ﴾ يقول: مَثَل المنافق إذا سَمِع القرآن فصَمَّ أُذُنَيْه كراهية للقرآن كمَثَل الَّذِي جعل إصبعيه في أُذُنَيْه من شِدَّة الصواعق[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٢.]]. (ز)

٧٧٢- قال ابن جُرَيْج -من طريق حجاج-: ليس في الأرض شيء يسمعه المنافق إلا ظَنَّ أنه يُراد به، وأنه الموت؛ كراهيةً له، والمنافق أكْرَهُ خلق الله للموت، كما إذا كانوا بالبراري في المطر فَرُّوا من الصواعق[[أخرجه ابن جرير ١/٣٧٣.]]. (ز)

٧٧٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿فيه ظلمات ورعد وبرق﴾، فقرأ حتى بلغ: ﴿إن الله على كل شيء قدير﴾، قال: هذا أيضًا مَثَل ضربه الله للمنافقين، كانوا قد استناروا بالإسلام، كما استنار هذا بنور هذا البَرْق[[أخرجه ابن جرير٢/٣٧١.]]٨٤. (ز)

٨٤ كلام المفسرين في هذا المَثَل يندرج تحت مقامين: المقام الأول: معنى المَثل: قال ابنُ جرير (١/٣٧٣-٣٧٤) بعد أن سرد الآثار السالفة الذكر، وسرد غيرها مما سيأتي: «وهذه الأقوال التي ذكرنا عمَّن رويناها عنه، فإنها -وإن اختلفت فيها ألفاظ قائليها- متقاربات المعاني؛ لأنها جميعًا تُنبِئ عن أنّ الله ضَرَب الصَّيِّب لظاهرِ إيمان المنافق مثلًا، ومَثَّل ما فيه من ظُلُماتٍ بضلالته، وما فيه من ضياءِ برقٍ بنور إيمانه، واتِّقاءه من الصواعق بتصيير أصابعه في أذنيه لِضَعْف جَنانِه ونخْب فؤاده من حُلول عقوبة الله بساحته، ومَشْيِه في ضوء البرق باستقامته على نور إيمانه، وقيامه في الظلام بحيرته في ضلالته وارتكاسه في عَمَهِه». وذَكَر أيضًا: أنّ الرعدَ والصواعق ضُرِبَت مثلًا "لِما هم عليه من الوَجَل من وعيد الله إياهم ... إما في العاجل وإما في الآجل، أن يحلّ بهم، ... فَهُم من وجلهم أن يَكون ذلك حَقًّا يَتَّقُونه بالإقرار بما جاء به محمد ﷺ بألسنتهم، مخافةً على أنفسهم من الهلاك». ووافقه ابنُ كثير (١/٣٠١)، واستدل بالقرآنِ على أنّ من شأن المنافقين الخوف والفزع، في قوله تعالى: ﴿يحسبون كل صيحة عليهم﴾ [المنافقون:٤]، وقوله: ﴿ولَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ * لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أوْ مَغاراتٍ أوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إلَيْهِ وهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ [التوبة:٥٦-٥٧]. وقريب منهما صنيعُ ابنِ عطية (١/١٤٠)، إلا أنّه ذكر أنّ قول الجمهور تفسير نزول الصيب بنزول القرآن، وفسر الظلمات بالعمى عن آياته، وفسر البرق بنور القرآن وحُجَجه، وزاد في تفسير الصواعق أنها تكاليف الشرع التي يكرهونها، ثم عقَّب عليه بقوله: «وكله بيِّنٌ صحيح». ثم ذكر ما رُوِي عن ابن مسعود سالفًا من أنه قال: إن رجلين من المنافقين هربا إلخ، وكذا أنّ المنافقين كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم في مجلس رسول الله ﷺ، ثم عقَّب بقوله: «وهذا وِفاقٌ لقول الجمهور». المقام الثاني: في كون هذا المَثَل وسابقه لصنف واحد، أو كل منهما لصنف: فقد رجَّح ابنُ جرير (١/٣٥٤-٣٥٦) مُسْتَنِدًا إلى لغة العرب أنّهما لصنف واحد، مُسْتَدِلًّا بكون ﴿أو﴾ في الآية بمعنى الواو، واستشهد على ذلك بأبيات من الشعر. وانتقده ابنُ عطية (١/١٣٧-١٣٨) بقوله: «وقال ابن جرير ﴿أو﴾ بمعنى الواو، وهذه عُجْمة». ورجَّح ابنُ تيمية (١/١٦٤-١٦٥ بتصرّف) مستندًا إلى لغة العرب، والدّلالات العقليّة كونهما مَثَلَيْن بقوله: «فإنّ المفسرين اختلفوا: هل المثلان مضروبان لهم كلهم، أو هذا المثل لبعضهم؟ على قولين، والثاني هو الصواب». واستدل على ذلك بـ١) دلالة ﴿أو﴾، وأنه إنما يثبت بها أحد الأمرين، وانتقد من قال إنها في الآية للتخيير، أو بمعنى الواو. ٢) بالمقابلة بين المَثَلَيْن، وبيان الفروق بينهما، فقد قال تعالى في المثل الأول: ﴿صم بكم عمي﴾، وقال في المثل الثاني: ﴿يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير﴾ فبيَّن في المثل الثاني أنهم يسمعون ويبصرون ﴿ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم﴾، وفي الأول كانوا يبصرون ثم صاروا ﴿في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي﴾، وفي الثاني ﴿كلما أضاء لهم﴾ البرق ﴿مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا﴾، فلهم حالان: حال ضياء، وحال ظلام، والأولون بقوا في الظلمة. فالأول حال مَن كان في ضوء فصار في ظلمة، والثاني حال من لم يستقر لا في ضوء ولا في ظلمة، بل تختلف عليه الأحوال التي تُوجِب مقامه واسترابته. ٣) أنه قد يكون المنافق والكافر تارة مُتَّصِفًا بهذا الوصف، وتارة مُتَّصِفًا بهذا الوصف، فيكون التقسيم في المَثَلَيْن لتنوع الأشخاص، ولتنوع أحوالهم ... وكذلك المنافق يضرب لَه المثل بمن أبصر ثم عمي، أو هو مضطرب يسمع ويبصر ما لا ينتفع به". وبنحوه قال ابن كثير (١/٣٠٣، ٣٠٤، ٣٠٦).

﴿حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ﴾ - تفسير

٧٧٤- عن قتادة -من طريق مَعْمَر- ﴿حَذَرَ المَوْتِ﴾، قال: حذرًا من الموت[[أخرجه عبد الرزاق ١/٤٠، وابن جرير ١/٣٧٦.]]٨٥. (ز)

٨٥ انتقد ابنُ جرير (١/٣٧٦) قول قتادة مستندًا إلى السياق، فقال: «وذلك مذهب من التأويل ضعيف؛ لأن القوم لم يجعلوا أصابعهم في آذانهم حذرًا من الموت، فيكون معناه ما قال: إنه يراد به حذرًا من الموت، وإنما جعلوها من حذار الموت في آذانهم».

٧٧٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿حَذَرَ المَوْتِ﴾، يعني: مخافة الموت. يقول: كما كَرِه الموت من الصاعقة فكذلك يكره الكافرُ القرآن، فالموت خيرٌ لَهُ من الكفر بالله ﷿، والقرآن[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٢.]]. (ز)

﴿وَٱللَّهُ مُحِیطُۢ بِٱلۡكَـٰفِرِینَ ۝١٩﴾ - تفسير

٧٧٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: ﴿واللَّهُ مُحِيطٌ بِالكافِرِينَ﴾، قال: مُنزِل ذلك بهم من النِّقمة[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٣٣-، وابن جرير ١/٣٧٨، وابن أبي حاتم ١/٥٧.]]. (١/١٧٣)

٧٧٧- عن مجاهد -من طريق ابن جُرَيْج- ﴿واللَّهُ مُحِيطٌ بِالكافِرِينَ﴾، قال: جامعهم في جهنم[[أخرجه ابن جرير ١/٣٧٨، وابن أبي حاتم ١/٥٧ بلفظ: يوم القيامة في جهنم.]]. (١/١٧٤)

٧٧٨- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله ﷿: ﴿واللَّهُ مُحِيطٌ بِالكافِرِينَ﴾: جامعهم في جهنم[[تفسير مجاهد ص١٩٧، وأخرجه ابن جرير ١/٥٧، وابن أبي حاتم ١/٥٧ بلفظ: جامعهم، يعني: يوم القيامة. وجعله وجهًا آخر عن مجاهد لمعنى الآية غير السابق.]]. (ز)

٧٧٩- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿واللَّهُ مُحِيطٌ بِالكافِرِينَ﴾: يبعثهم الله من بعد الموت، فيبعث أولياءه [و]أعداءه، فيُنَبِّئهم بأعمالهم، فذلك قوله: ﴿واللَّهُ مُحِيطٌ بِالكافِرِينَ﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٧ (٢٠٢).]]. (ز)

٧٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واللَّهُ مُحِيطٌ بِالكافِرِينَ﴾، يعني: أحاط علمه بالكافرين[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٢.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب