الباحث القرآني
﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَاۤىِٕرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَیۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِ أَن یَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ ١٥٨﴾ - قراءات
٤٥٨٣- عن حمّاد، قال: وجدتُ في مصحف أُبَيّ: (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ ألّا يَطَّوَّفَ بِهِما)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص٥٣. قراءة (ألّا يَطَّوَّفَ) المنسوبة لأبي بن كعب، وابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد هي قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص١٨، والمحتسب لابن جني ١/١١٥.]]. (٢/٩٢)
٤٥٨٤- عن عطاء، قال: في مُصْحَف ابن مسعود: (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ ألّا يَطَّوَّفَ بِهِما)[[أخرجه عبد بن حميد -كما في المحلى ٧/١١-، وابن جرير ٢/٧٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٥٧٠. (٢/٩٢)
٤٥٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- أنّه كان يقرأ: (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ ألّا يَطَّوَّفَ بِهِما)[[أخرجه أبو عبيد في فضائله ص١٦٣، وابن جرير ٢/٧٢٣، وابن أبي داود في المصاحف ص٧٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن الأنباري.]]. (٢/٩٢)
٤٥٨٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- أنه قرأ: ﴿فلا جناح عليه أن يطوف﴾ مثَقَّلة[[أخرجه الطبراني في الأوسط (٤٦٣٨). وقراءة ابن عباس هذه قراءة متواترة، وهي قراءة العشرة.]]. (٢/٩٢)
٤٥٨٧- عن مجاهد -من طريق حُمَيْد- أنه كان يقرأ: (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ ألّا يَطَّوَّفَ بِهِما)[[أخرجه ابن أبي داود ص٨٩.]]. (٢/٩٢)
٤٥٨٨- عن الأعمش، قال: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (ومَن تَطَوَّعَ بِخَيْرٍ)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص٨. وقراءة عبد الله (ومَن تَطَوَّعَ بِخَيْرٍ) قراءة شاذة. انظر: البحر المحيط ١/٦٣٢.]]. (٢/٩٦)
﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَاۤىِٕرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَیۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِ أَن یَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ ١٥٨﴾ - نزول الآية
٤٥٨٩- عن عائشة، أنّ عُرْوَة قال لها: أرأيتِ قول الله تعالى: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما﴾، فما أرى على أحد جُناحًا أن يطّوّف بهما. فقالت عائشة: بِئسَ ما قُلْتَ، يا ابن أختي، إنّها لو كانت على ما أوَّلْتَها كانت: فلا جناح عليه ألّا يطَّوَّف بهما. ولكنها إنما نزلت أنّ الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يُهِلّون لِمَناة الطاغية التي كانوا يعبدونها، وكان مَن أهَلّ لها يَتَحَرَّج أن يطوف بالصفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول الله ﷺ، فقالوا: يا رسول الله، إنّا كُنّا نَتَحَرَّجُ أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية. فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾ الآية. قالت عائشة ﵂: ثُمَّ قد سَنَّ رسول الله ﷺ الطواف بهما، فليس لأحد أن يَدَعَ الطواف بهما[[أخرجه البخاري ٣/٦ (١٧٩٠)، ٦/٢٣ (٤٤٩٥)، ومسلم ٢/٩٢٨ (١٢٧٧)، وابن جرير ٢/٧١٨-٧١٩، وابن أبي حاتم ١/٢٦٦ (١٤٣١).]]. (٢/٨٧)
٤٥٩٠- عن عائشة -من طريق عروة- قالت: نزلت هذه الآية في الأنصار؛ كانوا في الجاهلية إذا أحْرَمُوا لا يَحِلُّ لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلَمّا قَدِمْنا ذكروا ذلك لرسول الله ﷺ؛ فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾[[أخرجه الحاكم ٢/٢٩٧ (٣٠٦٩). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين». ولم يتعقبه الذهبي.]]. (٢/٨٨)
٤٥٩١- عن عائشة -من طريق عروة- قالت: كان رجال من الأنصار مِمَّن كان يُهِلُّ لِمَناة في الجاهلية -ومَناة صَنَمٌ بين مكة والمدينة- قالوا: يا نبي الله، إنّا كُنّا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيمًا لمناة، فهل علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾ الآية. قال عروة: فقلت لعائشة: ما أُبالِي أن لا أطوف بين الصفا والمروة؛ قال الله: ﴿فلا جناح عليه أن يطوف بهما﴾. فقالت: يا ابن أختي، ألا ترى أنه يقول: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾. قال الزُّهْرِي: فذكرتُ ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. فقال: هذا العلم. قال أبو بكر: ولقد سمعتُ رجالًا من أهل العلم يقولون: لَمّا أنزل الله الطواف بالبيت، ولم ينزل الطواف بين الصفا والمروة؛ قيل للنبي ﷺ: إنّا كنا نطوف في الجاهلية بين الصفا والمروة، وإنّ الله قد ذكر الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة، فهل علينا من حرج أن لا نطوف بهما؟ فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾ الآية كلها. قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما؛ فيمن طاف، وفيمن لم يَطُف[[أخرجه البخاري ٢/١٥٧-١٥٨ (١٦٤٣)، ومسلم ٢/٩٢٩ (١٢٧٧)، وابن جرير ٢/٧١٩ واللفظ له.]]. (٢/٩٠)
٤٥٩٢- عن عائشة -من طريق مجاهد- أنّها قالت: إنّه كان على الصفا والمروة صنمان في الجاهلية يطوفون بينهما، فلمّا هدمهما رسول الله ﷺ كما هدم الأصنام تَحَرَّج أصحابُ رسول الله ﷺ أن يطوفوا بين الصفا والمروة، وقالوا: إنّا كُنّا نطوف من أجل الصنمين، فقد هدمهما الله. فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾. أي: من مناسك الحج، فلا تحرّجوا أن يطوف بينهما[[أخرجه الطبراني في الأوسط (٤٦٣٨).]]. (ز)
٤٥٩٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك- قال: كانت الشياطين في الجاهلية تَعْزِفُ الليل أجمع بين الصفا والمروة، وكانت فيها آلهة لهم أصنام، فلما جاء الإسلام قال المسلمون: يا رسول الله، ألا نطوف بين الصفا والمروة؛ فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية. فأنزل الله: ﴿فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما﴾. يقول: ليس عليه إثم، ولكن له أجر[[أخرجه الحاكم ٢/٢٩٨ (٣٠٧٣)، وابن جرير ٢/٧١٦، وابن أبي حاتم ١/٢٦٧ (١٤٣٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يُخَرِّجاه». ولم يتعقبه الذهبي.]]. (٢/٨٨)
٤٥٩٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قالت الأنصار: إنّ السَّعْيَ بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية. فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾ الآية[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٨/١٧٧-١٧٨ (٨٣٢٣). قال الهيثمي في المجمع ٣/٢٤٨ (٥٥٣٠): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حفص بن جميع، وهو ضعيف». وقال ابن حجر في الفتح ٣/٥٠٠: «بإسناد حسن». وقال الزرقاني في شرح الموطأ ٢/٤٧٥: «إسناد حسن».]]. (٢/٨٨)
٤٥٩٥- عن عمرو بن حُبْشِي، قال: سألتُ ابنَ عمر عن قوله: ﴿إن الصفا والمروة﴾ الآية. فقال: انطَلِق إلى ابن عباس فاسأله؛ فإنّه أعلم مَن بقي بما أُنزِل على محمد. فأتيتُه، فسألتُه، فقال: إنّه كان عندهما أصنام، فلمّا أسلموا أمسكوا عن الطواف بينهما؛ حتى أُنزِلت: ﴿إن الصفا والمروة﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٢/٧١٥. وأورده الثعلبي ٢/٢٦. وفي إسناده جابر الجعفي، وهو ضعيف جِدًّا. انظر: الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢/٣٢٧.]]. (٢/٨٩)
٤٥٩٦- وفي رواية الواحدي: سألتُ ابن عمر عن هذه الآية. فقال: انطلِق إلى ابن عباس، فَسَلْه؛ فإنّه أعلمُ مَن بَقِي بما أنزل اللهُ على محمد ﷺ. فأتيته، فسألته، فقال: كان على الصفا صنم على صورة رجلٍ يُقال له: إساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تُدعى: نائلة، زعم أهلُ الكتاب أنّهما زنيا في الكعبة، فمسخهما الله تعالى حَجَريْن، ووضَعَهَما على الصفا والمروة ليُعتَبر بهما، فلما طالت المدة عُبِدا من دون الله تعالى، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسَحُوا على الوثنَيْن، فلما جاء الإسلام وكُسرت الأصنام كَره المسلمون الطواف لأجل الصنَمَيْن؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية[[ذكره الواحدي في أسباب النزول ص١٥٤.]]. (ز)
٤٥٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾: وذلك أنّ ناسًا تَحَرَّجُوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة؛ فأخبر الله أنهما من شعائره، والطواف بينهما أحب إليه، فمضت السنة بالطواف بينهما[[أخرجه ابن جرير ٢/٧١٦. قال ابن حجر في العُجاب ١/٣٥١: «بسند جيد». وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه ٢/٣٢٨ (٣٣٢٠)، من طريق بكر بن عبد الله، عن ابن عباس.]]. (٢/٨٩)
٤٥٩٨- عن عاصم الأحول، أنّه سأل أنس بن مالك عن الصفا والمروة. فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما جاء الإسلام أمسكنا عنهما؛ فأنزل الله تعالى: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾[[أخرجه البخاري ٦/٢٣ (٤٤٩٦) واللفظ له، ومسلم ٢/٩٣٠ (١٢٧٨)، وابن جرير ٢/٧١٥، ٧١٧، وابن أبي حاتم ١/٢٦٧ (١٤٣٢).]]. (٢/٨٧)
٤٥٩٩- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نجيح- قال: قالت الأنصار: إنّما السعي بين هذين الحجرين من أمر أهل الجاهلية. فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾[[تفسير مجاهد ص٢١٧، وأخرجه سعيد بن منصور (٢٣٥- تفسير)، وابن جرير ٢/٧١٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٩٠)
٤٦٠٠- عن عامر الشعبي -من طريق داود بن أبي هند- قال: كان وثَنٌ بالصفا يُدْعى: إسافًا، ووَثَنٌ بالمروة يُدْعى: نائِلَة، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بالبيت يسعون بينهما، ويمسحون الوَثَنَيْن، فلمّا قَدِم رسول الله ﷺ قالوا: يا رسول الله، إنّ الصفا والمروة إنما كان يُطاف بهما من أجل الوَثَنَيْن، وليس الطواف بهما من الشعائر. فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة﴾ الآية. فذُكِّر الصفا من أجل الوثن الذي كان عليه، وأُنِّث المروة من أجل الوثن الذي كان عليه مُؤَنَّثًا[[أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي بيأبيزمنين ١/١٩٠-، وسعيد بن منصور (٢٣٤- تفسير)، وابن جرير ٢/٧١٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٢/٨٩)
٤٦٠١- عن المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يُحَدِّث عن أبي مِجْلَز، قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة، فقال المسلمون: إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك. فأنزل الله ﷿: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما﴾. قال: فَرُوِّيتُ أنّ أبا مِجْلَز كان يرى أنهما ليسا بواجبين. قال أبو المعتمر: كم من أمر جميل يقوله الناس وليس بواجب[[أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ٢/٢٤٠ (١٤٣٦).]]. (ز)
٤٦٠٢- عن قتادة -من طريق مَعْمَر- قال: كان ناس من أهل تِهامَة في الجاهلية لا يطوفون بين الصفا والمروة؛ فأنزل الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٧١٨. كما أخرج نحوه من طريق سعيد بلفظ: فكان حي من تهامة في الجاهلية لا يسعون بينهما؛ فأخبرهم الله أن الصفا والمروة من شعائر الله، وكان من سنة إبراهيم وإسماعيل الطوافُ بينهما.]]. (٢/٩٠)
٤٦٠٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، وذلك أن الحُمُس -وهم: قريش، وكِنانة، وخُزاعة، وعامر بن صَعْصَعَة- قالوا: ليست الصفا والمروة من شعائر الله. وكان على الصفا صنم يُقال له: نائِلة، وعلى المروة صنم يقال له: يَساف، في الجاهلية، قالوا: إنه حُرِّج علينا في الطواف بينهما. فكانوا لا يطوفون بينهما؛ فأنزل الله ﷿: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٢.]]. (ز)
٤٦٠٤- عن مقاتل بن حيّان: إنّ النّاس كانوا قد تركوا الطواف بين الصفا والمروة، غير الحُمُس، وهم: قريش، وكِنانة، وخُزاعة، وعامر بن صَعْصَعَة، سُمُّوا حُمُسًا لِتَشَدُّدِهم في دينهم، والحماسة: الشجّاعة والصّلابة. فسألَتِ الحُمُسُ رسولَ الله ﷺ عن السعي بين الصفا والمروة، أمن شعائر الله أم لا؟ فإنّه كان لا يطوف بهما أحد غيرُنا. فنزلت هذه الآية[[تفسير الثعلبي ٢/٢٧.]]. (ز)
٤٦٠٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿فلا جُناح عليه أن يَطَّوَّف بهما﴾، قال: كان أهل الجاهلية قد وضَعوا على كل واحد منهما صَنمًا يُعَظِّمُونهما، فلَمّا أسلم المسلمون كرِهوا الطواف بالصفا والمروة؛ لِمَكان الصَّنَمَيْن؛ فقال الله تعالى: ﴿إن الصفا والمروةَ من شَعائر الله فمن حج البيتَ أو اعتمر فلا جُناح عليه أن يطَّوَّف بهما﴾. وقرأ: ﴿ومَن يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإنَّها مِن تَقْوى القُلُوبِ﴾ [الحج:٣٢]. وسَنَّ رسول الله ﷺ الطوافَ بهما[[أخرجه ابن جرير ٢/٧١٧.]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ﴾ - تفسير
٤٦٠٦- عن عامر الشعبي -من طريق داود بن أبي هند- قال: ﴿إن الصفا والمروة﴾ الآية، ... فذُكِّر الصفا من أجل الوَثَن الذي كان عليه، وأُنِّث المروة من أجل الوَثَن الذي كان عليه مُؤَنَّثًا[[أخرجه سعيد بن منصور (٢٣٤- تفسير)، وابن جرير ٢/٧١٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٢/٨٩)
﴿مِن شَعَاۤىِٕرِ ٱللَّهِۖ﴾ - تفسير
٤٦٠٧- عن عائشة -من طريق مجاهد- ... ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، قالت: أي: من مناسك الحج[[أخرجه الطبراني في الأوسط (٤٦٣٨).]]. (ز)
٤٦٠٨- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، قال: من الخير الذي أخبرتكم عنه[[تفسير مجاهد ص٢١٧، وأخرجه سعيد بن منصور (٢٣٥- تفسير)، وابن جرير ٢/٧١٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٥٧١. (٢/٩٠)
٤٦٠٩- عن عكرمة -من طريق عِمْران بن حُدَير- قال: الصفا والمروة من مساجد الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٦٧ (١٤٣٣).]]. (ز)
٤٦١٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، يقول: هما مِن أمْرِ المناسك التي أمَرَ الله بها[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٢.]]. (ز)
﴿فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَیۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِ أَن یَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ﴾ - تفسير
٤٦١١- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿فلا جناح عليه﴾، يعني: فلا حرج[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٦٧ (١٤٣٤).]]. (ز)
٤٦١٢- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿فلا جناح عليه أن يطوف بهما﴾: فلم يُحَرِّج مَن لم يَطُفْ بهما[[تفسير مجاهد ص٢١٧، وأخرجه سعيد بن منصور (٢٣٥- تفسير)، وابن جرير ٢/٧٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٩٠)
٤٦١٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، يقول: ليس عليه إثم، ولكن له أجر[[أخرجه ابن جرير ٢/٧١٣، وابن أبي حاتم ١/٢٦٧ (١٤٣٥).]]. (ز)
٤٦١٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما﴾، يقول: لا حَرَج عليه أن يطوف بينهما؛ لقولهم: إنّ علينا حَرَجًا في الطواف بينهما[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٢.]]٥٧٢. (ز)
﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ ١٥٨﴾ - تفسير
٤٦١٥- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿ومَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ﴾، قال: من تَطَوَّع خيرًا فهو خيرٌ له، تَطَوَّع رسول الله ﷺ، فطاف بينهما؛ فكانت سُنَّةً[[تفسير مجاهد ص٢١٧، وأخرجه ابن جرير ٢/٧٢٨. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد.]]٥٧٣. (٢/٩٠)
٤٦١٦- عن عامر الشعبي -من طريق داود بن أبي هند- قال: جعله الله تَطَوُّعَ خير[[أخرجه ابن جرير ٢/٧١٤.]]. (ز)
٤٦١٧- عن الحسن البصري، أنّه قال: أراد سائر الأعمال[[تفسير البغوي ١/١٧٥. وفي تفسير الثعلبي ٢/٢٩ بلفظ: يعني به: الدين كله.]]. (ز)
٤٦١٨- عن قتادة -من طريق شَيْبان- قال: لا شيء أشكرُ من الله، ولا أجزى لخير من الله ﷿[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٦٨.]]. (٢/٩٨)
٤٦١٩- عن قتادة -من طريق سعيد- قوله: ﴿شاكر عليم﴾، قال: إنّ الله لا يعذب شاكرًا، ولا مؤمنًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٦٨ (١٤٣٧).]]. (ز)
٤٦٢٠- عن الكلبيِّ أنّه قال: ﴿ومن تطَوّع﴾، أي: زاد في الطواف بعد الواجب[[تفسير الثعلبي ٢/٢٩، وتفسير البغوي ١/١٧٥.]]. (ز)
٤٦٢١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن تطوع خيرًا﴾ بعد الفريضة، فزاد في الطواف؛ ﴿فإن الله شاكر عليم﴾ لأعمالكم، عليم بها. وقد طاف إبراهيم الخليل ﵇ بين الصفا والمروة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٢. وينظر: تفسير الثعلبي ٢/٢٩، وتفسير البغوي ١/١٧٥.]]. (ز)
٤٦٢٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿ومن تطوَّع خيرًا فإن الله شاكر عليم﴾، أنّه قال: ﴿ومَن تطوع خيرًا﴾ فاعتمر ﴿فإن الله شاكر عليمٌ﴾. قال: فالحج فريضةٌ، والعمرةُ تَطَوُّع، ليست العمرةُ واجبةً على أحد من الناس[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٢٩.]]٥٧٤. (ز)
﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ ١٥٨﴾ - من أحكام الآية
٤٦٢٣- عن جابر، قال: لَمّا دنا رسول الله ﷺ من الصفا [في حَجَّته]، قرأ: «﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، أبدَأ بما بدأ الله به». فبدأ بالصفا، فَرَقِيَ عليه[[أخرجه مسلم ٢/٨٨٦-٨٩١ (١٢١٨) مطولًا، وابن جرير ٢/٧٢٤. وأورده الثعلبي ٢/٢٨.]]. (٢/٩٣)
٤٦٢٤- عن ابن عباس، أنّ النبي ﷺ قال: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾. فأتى الصفا، فبدأ بها، فقام عليها، ثم أتى المروة، فقام عليها، وطاف وسعى[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٢٤. في إسناده محمود بن ميمون، لم نقف له على ترجمة.]]. (ز)
٤٦٢٥- عن عائشة -من طريق عروة- قالت: لَعَمْرِي، ما أتَمَّ اللهُ حَجَّ مَن لَمْ يَسْعَ بين الصفا والمروة، ولا عمرته؛ لأن الله قال: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾[[أخرجه مسلم (١٢٧٧)، وابن ماجه (٢٩٨٦)، وابن جرير ٢/٧٢١. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، ووكيع.]]. (٢/٩١)
٤٦٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- أنّه قرأ: ﴿فلا جناح عليه أن يَطَّوف﴾ مثَقَّلة، فمن تركه فلا بأس.= (ز)
٤٦٢٧- فبلغ ذلك عائشة، فقالت: ليس كما قال، لو كانت كما قال لكانت: فلا جناح عليه ألا يطوف بهما[[أخرجه الطبراني في الأوسط (٤٦٣٨).]]. (٢/٩٢) (ز)
٤٦٢٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- أنّه أتاه رجل، فقال: أبْدَأُ بالصفا قبل المروة، أو أبدأ بالمروة قبل الصفا؟ وأصلّي قبل أن أطوف، أو أطوف قبل؟ وأحلق قبل أن أذبح، أو أذبح قبل أن أحلق؟ فقال ابن عباس: خذوا ذلك من كتاب الله، فإنه أجدر أن يُحْفَظ، قال الله: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾؛ فالصفا قبل المروة. وقال: ﴿لا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله﴾ [البقرة:١٩٦]؛ فالذبح قبل الحلق. وقال: ﴿وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود﴾ [الحج:٢٦]؛ فالطواف قبل الصلاة[[أخرجه الحاكم ٢/٢٧٠-٢٧١. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.]]. (٢/٩٣)
٤٦٢٩- عن سعيد بن جبير، قال: قلتُ لابن عباس: لِمَ بُدِئَ بالصفا قبل المروة؟ قال: لأنّ الله قال: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾[[عزاه السيوطي إلى وكيع.]]. (٢/٩٣)
٤٦٣٠- عن عبد الله بن الزبير -من طريق عطاء- قال: هما تَطَوُّعٌ[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٢٣.]]. (ز)
٤٦٣١- عن أنس بن مالك -من طريق عاصم الأحول- قال: كانت الأنصار يكرهون أن يطوفوا بين الصفا والمروة حتّى نزلت هذه الآية: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾؛ فالطواف بينهما تطوع[[أخرجه عبد بن حميد (١٢٢٤- منتخب)، ومسلم (١٢٧٨)، وابن جرير ٢/٧٢٣، وابن أبي حاتم ١/٢٦٧.]]. (٢/٩١)
٤٦٣٢- عن ابن جُرَيْج، قال: قال عطاء: لو أنَّ حاجًّا أفاضَ بعدما رمى الجمرة؛ جمرة العقبة، فطاف بالبيت، ولم يَسْعَ، فأصابها -يعني: امرأته-؛ لم يكن عليه شيء، لا حجٌّ ولا عمرة؛ من أجل قول الله في مصحف ابن مسعود: (فَمَن حَجَّ البَيْتَ أوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أن لّا يَطَّوَّفَ بِهِما). فعاودتُه بعد ذلك، فقلتُ: إنّه قد ترك سُنَّة النبي ﷺ. قال: ألا تسمعه يقول: ﴿فمن تَطوَّع خَيرًا فهو خير له﴾ [البقرة:١٨٤]. فأبى أن يجعل عليه شيئًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٢٢.]]٥٧٥. (ز)
٤٦٣٣- كان عطاء -من طريق ابن أبي نَجِيح- يقول: يبدل مكانه أُسْبُوعَين بالكعبة إن شاء[[تفسير مجاهد ص٢١٧، وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد. وطاف بالكعبة سبعًا -بفتح السين وضمها- وأسبوعا وسُبوعا: أي: سبع مرات. التاج (سبع).]]. (٢/٩٠)
٤٦٣٤- عن قتادة -من طريق سعيد- قال: فكان حَيٌّ من تِهامة في الجاهلية لا يَسْعَوْن بينهما، فأخبرهم الله أنّ الصفا والمروة من شعائر الله، وكان من سنة إبراهيم وإسماعيل الطواف بينهما[[أخرجه ابن جرير ٢/٧١٨.]]. (٢/٩٠)
﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ ١٥٨﴾ - آثار متعلقة بأحكام الآية
٤٦٣٥- عن حبيبة بنت أبي تِجْراة، قالت: رأيتُ رسول الله ﷺ يطوف بين الصفا والمروة، والناس بين يديه، وهو وراءهم، وهو يسعى، حتى أرى ركبتيه من شِدَّة السعي، يدور به إزاره، وهو يقول: «اسْعَوْا؛ فإنّ الله ﷿ كتب عليكم السَّعْيَ»[[أخرجه أحمد ٤٥/٣٦٣ (٢٧٣٦٧)، ٤٥/٣٦٧ (٢٧٣٦٨) واللفظ له، والحاكم ٤/٧٩ (٦٩٤٤). قال ابن الأثير في أسد الغابة ٧/٦١ (٦٨٣٣) في ترجمة حبيبة بنت أبي تجراة: «وفي إسناده اضطراب على عبد الله بن المؤمل». وقال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق ٣/٥١٢ (٢٢٠١): «في إسناده اختلاف». وقال الذهبي في تنقيح التحقيق ٢/٤٢: «ابن المؤمل ضُعِّف، وعن ابن معين أنه ليس به بأس». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٢٤٧ (٥٥٢٢): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير ... وفيه عبدالله بن المؤمل، وثقه ابن حبان، وقال: يخطئ. وضعّفه غيره». وقال الألباني في الإرواء ٤/٢٦٨-٢٦٩ (١٠٧٢): «صحيح».]]. (٢/٩٣)
٤٦٣٦- عن ابن عباس، قال: سُئِل رسول الله ﷺ عام الحج عن الرَّمَل. فقال: «إنّ الله كتب عليكم السَّعْيَ، فاسْعَوْا»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١١/١٨٤ (١١٤٣٧)، وفي الأوسط ٥/١٨٨ (٥٠٣٢). قال الهيثمي في المجمع ٣/٢٣٩ (٥٤٦٧): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه المفضل بن صدقة، وهو ضعيف».]]. (٢/٩٤)
٤٦٣٧- عن الثوري -من طريق زيد بن أبي الزَّرْقاء- قال: إن عاد تاركُ الطواف بينهما لقضائه فحَسَن، وإن لم يَعُدْ فعليه دم[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٢٢.]]. (ز)
٤٦٣٨- عن أبي حنيفة= (ز)
٤٦٣٩- وأبي يوسف= (ز)
٤٦٤٠- ومحمد بن الحسن، مثله[[علَّقه ابن جرير ٢/٧٢٢.]]. (ز)
٤٦٤١- عن مالك بن أنس -من طريق ابن وهْب- قال: مَن نسي السَّعْيَ بين الصفا والمروة حتى يستبعد من مكة فليرجع، فلْيَسْعَ، وإن كان قد أصاب النساء فعليه العمرة والهدي[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٢١.]]. (ز)
٤٦٤٢- عن الشافعي -من طريق الربيع- قال: على مَن ترك السَّعْيَ بين الصفا والمروة حتى رجع إلى بلده العودُ إلى مكة، حتى يطوف بينهما، لا يُجْزِئُه غيرُ ذلك[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٢٢.]]٥٧٦. (ز)
﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ ١٥٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٦٤٣- عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «إنّما جُعِل الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار؛ لإقامة ذِكْر الله، لا لغيره»[[أخرجه أحمد ٤٠/٤٠٨ (٢٤٣٥١)، وأبو داود ٣/٢٧١ (١٨٨٨)، والترمذي ٢/٤٠٩-٤١٠ (٩١٨)، وابن خزيمة ٤/٢٧٩ (٢٨٨٢)، ٤/٣١٧ (٢٩٧٠)، والحاكم ١/٦٣٠ (١٦٨٥). قال الترمذي: «حديث حسن صحيح». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». وقال الخطيب في تاريخه ١٣/٢٣٥ (٦١١٣) في ترجمة علي بن أحمد النعيمي: «وهو حديث غريب». وقال أبو الطيب المكي في شفاء الغرام ١/٢٤٤: «روينا في مسند الدارمي بسند صحيح».]]. (٢/٩٥)
٤٦٤٤- عن ابن عباس، أنّه رآهم يطوفون بين الصفا والمروة، فقال: هذا مما أوْرَثَتْكُم أُمُّ إسماعيل[[أخرجه الحاكم ٢/٢٧١.]]. (٢/٩٤)
٤٦٤٥- عن سعيد بن جبير، قال: أقبل إبراهيم ومعه هاجر وإسماعيل ﵈، فوضعهم عند البيت، فقالت: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: فعَطِش الصبيُّ، فنظرت فإذا أقرب الجبال إليها الصفا، فسَعَتْ، فرَقَتْ عليه، فنظرت فلم تَرَ شيئًا، ثم نظرت فإذا أقرب الجبال إليها المروة، فنظرت فلم تَرَ شيئًا. قال: فهي أول من سعى بين الصفا والمروة، ثم أقبلتْ، فسمعتْ حفيفًا أمامها، قال: قد أسمع، فإن يكن عندك غِياثٌ فهَلُمَّ. فإذا جبريلُ أمامها يَرْكُضُ زمزم بعَقِبِه، فنَبَع الماءُ، فجاءت بِشَنٍّ لها تَقْرُش فيه الماء[[تقرش فيه الماء: أي: تجمعه، وتضم بعضه إلى بعض. لسان العرب (قرش).]] فقال لها: تخافين العطش؟ هذا بلد ضِيفان الله، لا يخافون العطش[[عزاه السيوطي إلى الخطيب في تالي التلخيص.]]. (٢/٩٥)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.