الباحث القرآني

﴿ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ ۝١٤٧﴾ - تفسير

٤٣٨٢- عن أبي العالية، قال: قال الله لنبيه: ﴿الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ﴾. يقول: لا تكونَنَّ في شكٍّ -يا محمد- أنّ الكعبة هي قبلتك، وكانت قِبْلةً لأنبياء قبلك[[عزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وابن جرير. وعند ابن جرير من قول الربيع كما في الأثر التالي.]]. (٢/٣٣)

٤٣٨٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٧٣، وابن أبي حاتم ١/٢٥٦ (١٣٧٣).]]. (ز)

٤٣٨٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿الحقّ من ربك﴾ يا محمد أنّ القبلة التي ولَّيْناكَها هي القبلة، ﴿فلا﴾ يعني: لِئَلّا ﴿تكونن﴾ يا محمد ﴿من الممترين﴾ يعني: مِن الشّاكِّينَ أنّ البيت الحرام هو القبلة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٨.]]. (ز)

٤٣٨٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- ﴿فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ﴾، قال: من الشّاكِّين، لا تَشُكَنَّ في ذلك[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٧٣.]]٥٥٤. (ز)

٥٥٤ اقتصر ابنُ جرير (٢/٦٧٤) على هذا القول، وذهب في توجيهه إلى أنّ الخطاب وإن كان للنبي ﷺ فإنه مراد به غيره، مستندًا في هذا إلى لغة العرب، فقال: «وذلك من الكلام الذي تُخْرِجه العربُ مخرج الأمر والنهي للمخاطب به، والمراد به غيره، كما قال -جلَّ ثناؤه-: ﴿يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين﴾ [الأحزاب:١]، ثم قال: ﴿واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا﴾ [الأحزاب:٢]، فخرج الكلام مخرج الأمر للنبي ﷺ والنهي له، والمراد به أصحابه المؤمنون به». وقد ذكر ابنُ تيمية (١/٣٧٦) هذا التوجيه، وعَلَّق عليه بقوله: «ولكن بتقدير أن يكون الأمر كذلك فهو أيضًا مخاطب بهذا، وهو منهي عن هذا، فالله سبحانه قد نهاه عما حرّمه من الشرك والقول عليه بلا علم والظلم والفواحش، وبنهي الله له عن ذلك وطاعته لله في هذا استحق عظيم الثواب، ولولا النهي والطاعة لما استحق ذلك».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب