الباحث القرآني

﴿وَإِذَا لَقُوا۟ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡا۟ إِلَىٰ شَیَـٰطِینِهِمۡ قَالُوۤا۟ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ ۝١٤﴾ - قراءات

٥٨٤- عن اليماني أنّه قرأ: (وإذا لاقَوُاْ الَّذِينَ آمَنُواْ)[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري. وهي قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص١٠.]]. (١/١٦٧)

﴿وَإِذَا لَقُوا۟ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡا۟ إِلَىٰ شَیَـٰطِینِهِمۡ قَالُوۤا۟ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ ۝١٤﴾ - نزول الآية

٥٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبَيٍّ وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم، فاستقبلهم نفرٌ من أصحاب رسول الله ﷺ، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ: انظروا كيف أردُّ هؤلاء السفهاء عنكم. فذهب، فأخذ بيد أبي بكر، فقال: مرحبًا بالصِّدِّيق، سيد بني تيم، وشيخ الإسلام، وثاني رسول الله في الغار، الباذل نفسه وماله لرسول الله ﷺ. ثم أخذ بيد عمر، فقال: مرحبًا بسيد عَدِيِّ بن كعب الفاروق، القوي في دين الله، الباذل نفسه وماله لرسول الله ﷺ. ثم أخذ بيد عليٍّ، وقال: مرحبًا بابن عم رسول الله، وخَتَنِه[[خَتَنه: صِهْره؛ زوج ابنته. لسان العرب (ختن).]]، سيِّد بني هاشم ما خلا رسول الله ﷺ. ثم افترقوا، فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلتُ. فأثنوا عليه خيرًا، فرجع المسلمون إلى النبي، وأخبروه بذلك، فنزلت هذه الآية[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص٢٢. وأورده الثعلبي ١/١٥٥. قال ابن حجر في العُجاب ١/٢٣٧-٢٣٨: «... وآثار الوضع لائحة على هذا الكلام، وسورة البقرة نزلت في أوائل ما قدم رسول الله ﷺ المدينة كما ذكره ابن إسحاق وغيره، وعليٌّ إنما تزوج فاطمة ﵄ في السنة الثانية من الهجرة». وقال السيوطي في لباب النقول ص٧: «هذا الإسناد واهٍ جدًّا؛ فإنّ السدي الصغير كذابٌ، وكذا الكلبي، وأبو صالح ضعيف».]]. (١/١٦٤)

٥٨٦- ذكر مقاتل بن سليمان نحوه في سبب نزول قوله تعالى: ﴿ومن الناس من يقول آمنا بالله﴾ إلى قوله: ﴿قالوا إنما نحن مصلحون﴾، وزاد فيه: فقال عمر بن الخطاب ﵁: ويحك، يا ابن أُبَيٍّ، اتَّقِ الله، ولا تُنافِق، وأصْلِح، ولا تُفْسِد؛ فإن المنافق شرُّ خليقة الله، وأخبثُهم خُبْثًا، وأكثرهم غِشًّا. فقال عبد الله بن أبي بن سلول: يا عمر، مهلًا، فواللهِ، لقد آمنتُ كإيمانكم، وشهدتُ كشهادتكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٠.]]. (ز)

٥٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق جُوَيْبِر، عن الضَّحّاك- قال: كان عبد الله بن أُبيّ بن سلول الخزرجي عظيم المنافقين من رهط سعد بن عبادة، وكان إذا لَقِيَ سعدًا قال: نِعْم الدينُ دين محمد. وكان إذا رجع إلى رؤساء قومه من أهل الكفر قال: شُدُّوا أيديكم بدين آبائكم. فأنزل الله هذه الآية[[أخرجه الثعلبي ١/١٥٥. إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (ز)

﴿وَإِذَا لَقُوا۟ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡا۟ إِلَىٰ شَیَـٰطِینِهِمۡ قَالُوۤا۟ إِنَّا مَعَكُمۡ﴾ - تفسير

٥٨٨- عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السدي، عن مرة الهمداني-= (١/١٦٧)

٥٨٩- وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- ﴿وإذا خَلَوْا إلى شَياطِينِهِمْ﴾، وقال: أما شياطينهم: فهم رءوسهم في الكُفر[[أخرجه ابن جرير ١/٣٠٧. وعزاه السيوطي إليه مقتصرًا على ابن مسعود.]]. (ز)

٥٩٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله: ﴿وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا﴾ الآية، قال: كان رجال من اليهود إذا لَقوا أصحاب النبي ﷺ أو بعضهم قالوا: إنّا على دينكم. وإذا خلوا إلى أصحابهم -وهم شياطينهم- قالوا: إنا معكم[[أخرجه ابن جرير ١/٣٠٦،، وابن أبي حاتم ١/٤٦-٤٧ مختصرًا بلفظ: ﴿إلى شياطينهم﴾ وهم إخوانهم.]]. (١/١٦٥)

٥٩١- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: ﴿وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا﴾ أي: صاحبكم رسول الله ﷺ، ولكنه إليكم خاصة، ﴿وإذا خَلَوْا إلى شَياطِينِهِمْ﴾ من يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول ﴿قالوا إنا معكم﴾ أي: إنّا على مثل ما أنتم عليه[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٣١-، وابن جرير ١/٣٠٧ دون ذكر أوله، وابن أبي حاتم ١/٤٧-٤٨.]]. (١/١٦٦)

٥٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله: ﴿وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا﴾ وهم منافقو أهل الكتاب، فذَكَرَهم وذَكَر استهزاءَهم، وأنهم إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا: إنا معكم على دينكم، ﴿إنما نحن مستهزئون﴾ بأصحاب محمد[[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (١٠١٨).]]. (١/١٦٥)

٥٩٣- قال عبد الله بن عباس: ﴿وإذا خَلَوْا إلى شَياطِينِهِمْ﴾، وهم خمسة نفر من اليهود: كعب بن الأشرف بالمدينة، وأبو بُرْدَة في بني أسْلَم، وعبد الدار في جُهَيْنَة، وعوف بن عامر في بني أسد، وعبد الله بن السوداء بالشام. ولا يكون كاهنٌ إلا ومعه شيطانٌ تابِعٌ له[[تفسير الثعلبي ١/١٥٦، وتفسير البغوي ١/٦٧.]]. (ز)

٥٩٤- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿وإذا خَلَوْا إلى شَياطِينِهِمْ﴾، قال: أصحابهم من المنافقين والمشركين[[تفسير مجاهد ص١٩٦، وأخرجه ابن جرير ١/٣٠٨، وابن أبي حاتم ١/٤٧. وعزاه ابن حجر في تغليق التعليق ٤/١٧٢ والسيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/١٦٧)

٥٩٥- عن أبي مالك غَزْوان الغفاري -من طريق السُّدِّي- في قوله: ﴿وإذا خَلَوْا﴾ قال: مضوا ﴿إلى شَياطِينِهِمْ﴾ يعني: رؤوس اليهود، وكعب بن الأشرف[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٤٧.]]. (١/١٦٧)

٥٩٦- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس-= (ز)

٥٩٧- والسدي -من طريق أسباط-= (ز)

٥٩٨- والربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، نحوه في تفسير ﴿شَياطِينِهِمْ﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٤٨.]]. (ز)

٥٩٩- عن قتادة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وإذا خَلَوْا إلى شَياطِينِهِمْ﴾ قال: إلى إخوانهم من المشركين، ورؤوسهم وقادتهم في الشر ﴿قالوا إنا معكم﴾[[أخرجه ابن جرير ١/٣٠٧ دون لفظ: إلى إخوانهم من المشركين. وعند عبد الرزاق ١/٣٩ من طريق مَعْمَر. وابن جرير ١/٣٠٨ من طريقه بلفظ: المشركون. كما أخرج نحوه ابن أبي حاتم ١/٤٧. وذكر نحوه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٢٣-. وعزاه ابن حجر في فتح الباري ٨/١٦١ والسيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/١٦٧)

٦٠٠- عن إسماعيل السدي- من طريق أسباط - قال: أما شياطينهم فهم رؤساؤهم في الكفر[[أخرجه النحاس في معاني القرآن ١/٩٥.]]. (ز)

٦٠١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿وإذا خَلَوْا إلى شَياطِينِهِمْ﴾، قال: إخوانهم من المشركين[[أخرجه ابن جرير ١/٣٠٨، ٣١٢، وابن أبي حاتم ١/٤٧-٤٨.]]٦٤. (ز)

٦٤ رجَّح ابنُ جرير (١/٣٠٦)، وابنُ عطية (١/١٢٧)، وابنُ تيمية (١/١٥٩) العمومَ في معنى ﴿شياطينهم﴾، قال ابنُ عطية: «ولفظ الشيطنة -الذي معناه: البعد عن الإيمان، والخير- يعمُّ جميع من ذُكِر والمنافقين، حتى يُقدَّر كل واحد شيطان غيره، فمنهم الخالون، ومنهم الشياطين». وقال ابنُ تيمية: «والآية تتناول هذا كله وغيره». ونقل ابن عطية عن ابن الكلبي وغيره قوله: «هم شياطين الجن». ثم انتقده قائلًا: «وهذا في هذا الموضع بعيد». وكذا ابن تيمية مستندًا لدلالة العقل قائلًا: «ولفظها -أي: الآية- يدل على أنّ المراد: شياطين الإنس؛ لأنه قال: ﴿وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم﴾. ومعلوم أن شيطان الجن معهم لما لقوا الذين آمنوا لا يحتاج أن يخلوا به، وشيطان الجن هو الذي أمرهم بالنفاق ولم يكن ظاهرًا حتى يخلو معهم، ويقول: إنا معكم، لا سيما إذا كانوا يظنون أنهم على حق.كما قال تعالى: ﴿وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون﴾، ولو علموا أن الذي يأمرهم بذلك شيطان لم يرضوه».

٦٠٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يعني: صَدَّقُوا من أصحاب النبي ﷺ ﴿قالُوا﴾ لهم: ﴿آمَنّا﴾ صَدَّقنا بمحمد، ﴿وإذا خَلَوْا إلى شَياطِينِهِمْ﴾ يعني: رؤساء اليهود؛ كَعْب بن الأشرف وأصحابه ﴿قالُوا﴾ لهم: ﴿إنّا مَعَكُمْ﴾ على دينكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩١.]]. (ز)

٦٠٣- عن ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- في قوله: ﴿وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا﴾، قال: إذا أصاب المؤمنين رخاءٌ قالوا: إنّا نحنُ معكم، إنما نحن إخوانكم. وإذا خَلَوْا إلى شياطينهم استهزءوا بالمؤمنين[[أخرجه ابن جرير ١/٣٠٨.]]. (ز)

﴿إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ ۝١٤﴾ - تفسير

٦٠٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله: ﴿إنما نحن مستهزئون﴾، قال: ساخِرون بأصحاب محمد[[أخرجه ابن جرير ١/٣٠٦، ٣١١، وابن أبي حاتم ١/٤٦-٤٨ (١٣٣، ١٣٦، ١٤٢).]]. (١/١٦٥)

٦٠٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: ﴿إنما نحن مستهزئون﴾، أي: إنما نحن مستهزئون بالقوم، ونلعب بهم[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٣١-، وابن جرير ١/٣١١.]]. (١/١٦٦)

٦٠٦- عن قتادة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إنما نحن مستهزئون﴾، يقولون: إنما نَسْخَر من هؤلاء القوم، ونَسْتَهْزِئُ بهم[[أخرجه ابن جرير ١/٣١١، وعبد بن حميد -كما في فتح الباري ٨/١٦١-. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٤٨.]]٦٥. (١/١٦٧)

٦٥ نقل ابنُ جرير (١/٣١١) إجماع المفسرين أنّ معنى الاستهزاء في هذه الآية: السخرية، فقال: «أجمع أهل التأويل جميعًا -لا خلاف بينهم- على أنّ معنى قوله: ﴿إنما نحن مستهزئون﴾: إنما نحن ساخرون».

٦٠٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿إنما نحن مستهزئون﴾، قال: أي: نستهزئ بأصحاب محمد ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١/٣١٢، وابن أبي حاتم ١/٤٨.]]. (ز)

٦٠٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ﴾ بمحمد وأصحابه، فقال الله سبحانه: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩١.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب