الباحث القرآني
﴿وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَـٰتࣲ﴾ - تفسير
٣٦١٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق طاوس- في قوله: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾، قال: ابتلاه الله بالطهارة؛ خمس في الرأس، وخمس في الجسد. في الرأس: قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسِّواك، وفَرْق الرأس. وفي الجسد: تقليمُ الأظفار، وحَلْق العانَة، والخِتان، ونَتْف الإبط، وغسل مكان الغائط والبول بالماء[[أخرجه عبد الرزاق ١/٥٧، وابن جرير ٢/٤٩٩، وابن أبي حاتم ١/٢١٩، والحاكم ٢/٢٦٦، والبيهقي في سننه ١/١٤٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/٥٧٩)
٣٦١٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: الكلمات التي ابْتُلِي بِهِنَّ إبراهيم فأتمهن: فراقُ قومه في الله حين أُمِر بمفارقتهم، ومحاجته نَمْرود في الله حين وقَفَه على ما وقَفَه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافهم، وصبرُه على قذفهم إياه في النار ليحرقوه في الله، والهجرةُ بعد ذلك من وطنه وبلاده حين أمره بالخروج عنهم، وما أمره به من الضيافة والصبر عليها، وما ابتُلِي به من ذبح ولده، فلما مضى على ذلك كله وأخلصه البلاء قال الله له: ﴿أسلم قال أسلمت لرب العالمين﴾ [البقرة:١٣١][[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢١٩. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق.]]. (١/٥٧٩)
٣٦١٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق حَنَش- قال: الكلمات التي ابتلى بها إبراهيم عشر؛ ست في الإنسان، وأربع في المشاعر. فأما التي في الإنسان: فحَلْق العانة، ونَتْف الإبط -أو الخِتان-، وتَقْلِيم الأَظْفار، وقَصُّ الشّارِب، والسِّواك، وغُسْل يوم الجمعة. والأربعة التي في المشاعر: الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠١، وابن أبي حاتم ١/٢١٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/٥٨٠)
٣٦١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: ما ابْتُلِي أحدٌ بهذا الدين فقام به كله إلا إبراهيم، قال: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن﴾. قيل: ما الكلمات؟ قال: سهام الإسلام، ثلاثون سهمًا؛ عشر في براءة: ﴿التائبون العابدون﴾ [التوبة:١١٢] إلى آخر الآية، وعشر في أول سورة «قد أفلح»، و«سأل سائل»: ﴿والذين يصدقون بيوم الدين﴾ [المعارج:٢٦] الآيات، وعشر في الأحزاب: ﴿إن المسلمين والمسلمات﴾ [الأحزاب:٣٥] إلى آخر الآية. فأتمهن كلهن، فكتب له براءة، قال تعالى: ﴿وإبراهيم الذي وفى﴾ [النجم:٣٧][[أخرجه ابن أبي شيبة ١١/٥١١، وابن جرير ٢/٤٩٨، ٤٩٩، وابن أبي حاتم ١/٢٢٠، والحاكم ٢/٤٧٠، ٥٥٢، وابن عساكر ٦/١٩٤. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١/٥٨١)
٣٦١٨- عن عكرمة مولى ابن عباس، نحوه[[تفسير البغوي ١/١٤٥.]]. (ز)
٣٦١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق قتادة- ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾، قال: مِنهُنَّ مَناسِكُ الحج[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٣-٥٠٤، وابن أبي حاتم ١/٢٢١، والحاكم ٢/٥٦٠. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٧٥-. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/٥٨١)
٣٦٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: الكلمات: ﴿إني جاعلك للناس إمامًا﴾، و﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد﴾، والآيات في شأن المنسَك، والمقام الذي جُعِل لإبراهيم، والرزق الذي رزق ساكنو البيت، وبَعْث محمد في ذريتهما[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٣.]]. (١/٥٨١)
٣٦٢١- عن أبي الجَلْد [جَيْلان بن فَرْوَة] -من طريق مَطَر- قال: ابتُلِي إبراهيم بعشرة أشياء، هُنَّ في الإنسان سُنَّة: الاستنشاق، وقَصُّ الشّارِب، والسِّواك، ونَتْف الإبط، وقَلْمُ الأَظْفار، وغَسْلُ البَراجِم، والخِتان، وحَلْقُ العانة، وغَسْلُ الدُّبُرِ والفَرْج[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٠.]]٤٨٢. (ز)
٣٦٢٢- قال سعيد بن جبير: هو قول إبراهيم وإسماعيل إذ يرفعان البيت: ﴿ربنا تقبل منا﴾ الآية [البقرة:١٢٧]، فرَفَعاها بسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر[[تفسير الثعلبي ١/٢٦٨، وتفسير البغوي ١/١٤٥.]]. (ز)
٣٦٢٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾، قال: ابْتُلِيَ بالآيات التي بعدها: ﴿إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١١/٥٢١، وابن جرير ٢/٥٠٢.]]. (١/٥٨٢)
٣٦٢٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق النضر- في قوله: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾، قال: قال له الرب: يا إبراهيم، إنِّي قد خبأتك خبيئة. قال: خبأت لي -يا ربِّ- أنّك جاعلي للناس إمامًا؟ قال: نعم. وأنّك باعث في أمتي رسولًا منهم يتلو عليهم آياتك، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويزكيهم. قال: نعم. فأتَمَّ الله ذلك له[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٢.]]. (ز)
٣٦٢٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن﴾، قال الله لإبراهيم: إني مُبْتَلِيك بأمر، فما هو؟ قال: تجعلني للناس إمامًا؟ قال: نعم. قال: ومِن ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين. قال: تجعل البيتَ مثابة للناس؟ قال: نعم. وأمنًا؟ قال: نعم. وتجعلنا مسلمين لك؟ ومن ذريتنا أمة مسلمة لك؟ قال: نعم. وترينا مناسكنا وتتوب علينا؟ قال: نعم. قال: وتجعل هذا البلد آمنًا؟ قال: نعم. قال: وترزق أهله من الثمرات مَن آمن منهم؟ قال: نعم[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠١، وابن أبي حاتم ١/٢٢١.]]٤٨٣. (ز)
٣٦٢٦- عن ابن أبي نَجِيح، أخبر به[[أي ما مضى في رواية مجاهد.]] عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: فعَرَضتُه على مجاهد، فلم ينكره[[أخرجه آدم ابن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٢١٣-، وابن جرير ٢/٥٠٢، وابن أبي حاتم ١/٢٢١، وأخرج ابن جرير ٢/٥٠٢ عن ابن جريج أنه روى نحو هذا الأثر عن مجاهد ثم قال: فاجتمع على هذا القول مجاهد وعكرمة جميعًا.]]. (ز)
٣٦٢٧- عن يونس بن أبي إسحاق، قال: سمعت مجاهدًا وسأله أبي: يا أبا الحجاج، ما قوله: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾؟ قال: فيهِنَّ الخِتانُ، يا أبا إسحاق[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦/١٩٤.]]. (ز)
٣٦٢٨- عن عامر الشعبي -من طريق يونس بن أبي إسحاق- ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾، قال: مِنهُنَّ الخِتان[[أخرجه ابن أبي شيبة ١١/٥٢١، وابن جرير ٢/٥٠٥.]]. (١/٥٨٢)
٣٦٢٩- عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- قال: ابتلاه بالكوكب فرَضِي عنه، وابتلاه بالقمر فرَضِي عنه، وابتلاه بالشمس فرضي عنه، وابتلاه بالهجرة فرضي عنه، وابتلاه بالخِتان فرضي عنه، وابتلاه بابنه فرضي عنه[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٥، وابن أبي حاتم ١/٢٢١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٥٨٢)
٣٦٣٠- عن أبي صالح [باذام] -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- في قوله: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾، قال: منهن ﴿إني جاعلك للناس إماما﴾، ومنهن آيات النسك ﴿وإذْ يَرْفَعُ إبْراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيْتِ﴾ [البقرة:١٢٧][[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠١.]]. (ز)
٣٦٣١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق أبي هلال- في قوله: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾، قال: ابتلاه: أمَرَه بالخِتان، وحَلْقِ العانَة، وغَسْلِ القُبُل والدُّبُر، والسِّواك، وقَصِّ الشّارِب، وتَقْلِيم الأَظافِر، ونَتْفِ الإبط. قال أبو هلال: ونسيت خصلة[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٠.]]. (ز)
٣٦٣٢- عن قتادة بن دِعامة: إنّ الله ابتلى إبراهيم بالمناسك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٢١. وينظر: تفسير البغوي ١/١٤٥.]]. (ز)
٣٦٣٣- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط-: الكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم ربه: ﴿رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إنَّكَ أنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾ إلى ﴿وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنهُمْ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٦، ٥٥٦، وابن أبي حاتم ١/٢٣٢ (١٢٣٧).]] [البقرة:١٢٧-١٢٩]. (ز)
٣٦٣٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن﴾، فالكلمات: ﴿إني جاعلك للناس إمامًا﴾، وقوله: ﴿وإذ جعلنا البيت مثابة للناس﴾، وقوله: ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾، وقوله: ﴿وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل﴾ الآية، وقوله: ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد﴾ الآية. قال: فذلك كله من الكلمات التي ابتُلِيَ بِهِنَّ إبراهيم[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٣، وابن أبي حاتم ١/٢٢١ (عَقِب ١١٦٩). وينظر: تفسير البغوي ١/١٤٥.]]٤٨٤. (ز)
٣٦٣٥- عن أبي رَوْق عطية بن الحارث الهمداني: هي قوله ﵇: ﴿الذي خلقني فهو يهدين﴾ إلى آخر الآيات [الشعراء: ٧٨-٨٥][[تفسير الثعلبي ١/٢٦٨.]]. (ز)
٣٦٣٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات﴾، يعني بذلك: كلَّ مسألة في القرآن مما سأل إبراهيم، من قوله: ﴿رب اجعل هذا بلدًا آمنا وارزق أهله من الثمرات﴾ [البقرة:١٢٦]، ومن قوله: ﴿ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم﴾ [البقرة:١٢٨]، وحين قال: ﴿ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك﴾ [البقرة:١٢٩]، وحين قال لقومه حين حاجُّوه: ﴿إني بريء مما تشركون﴾ [الأنعام:٧٨]، وحين قال: ﴿إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا﴾ [الأنعام:٧٩]، وحين أُلْقِيَ في النار، وحين أراد ذبح ابنه، وحين قال: ﴿رب هب لي من الصالحين﴾ [الصافات:١٠٠]، وحين سأل الولد، وحين قال: ﴿واجنبني وبني أن نعبد الأصنام﴾ [إبراهيم:٣٥]، وحين قال: ﴿فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم﴾ [إبراهيم:٣٧]، وحين قال: ﴿ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم﴾ [البقرة:١٢٧]، وما كان نحو هذا في القرآن، وما سأل إبراهيمُ فاستجاب له فأتمهنَّ، ثم زاده الله مِمّا لم يكن في مسألته[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٥.]]. (ز)
﴿وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَـٰتࣲ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٦٣٧- عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال: كان النبي ﷺ يقول: «ألا أخبركم لِمَ سَمّى الله إبراهيمَ: خليلَه الَّذِي وفّى؛ لأنّه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى: ﴿فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ﴾» [الروم:١٧] حتى يختم الآية[[أخرجه أحمد ٢٤/٣٣٨ (١٥٦٢٤)، وابن جرير ٢/٥٠٧، ٢٢/٧٧، وابن أبي حاتم ٩/٣٠٨٩ (١٧٤٧٩). قال ابن جرير بعد إخراجه هذا الحديث والذي بعده: «خبران في أسانيدهما نظر». وقال ابن كثير في تفسيره ١/١٦٨: «شرع ابن جرير يُضَعِّف هذين الحديثين، وهو كما قال، فإنه لا يجوز روايتهما إلا ببيان ضعفهما، وضَعَّفهما من وجوه عديدة، فإنّ كلًّا من السندين مشتمل على غير واحدٍ من الضعفاء، مع ما في متن الحديث ممّا يدل على ضعفه». وقال الزَّيْلَعِيُّ في تخريج أحاديث الكشاف ٣/٣٨٤: «وهو معلول». وقال ابن حجر في الفتح ٨/٦٠٥: «وروى الطبري بإسناد ضعيف ...». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/١١٧ (١٧٠١٠): «رواه الطبراني، وفيه ضعفاء وُثِّقُوا». وقال الألباني في الضعيفة ٩/٢٨ (٤٠٢٦): «إسناد ضعيف».]]. (ز)
٣٦٣٨- عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿وإبراهيم الذي وفى﴾، قال: «أتدرون ما وفّى؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «وفّى عملَ يومه؛ أربعَ ركعات في النهار»[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ١/٦٢٨-، وابن جرير ٢/٥٠٧، ٢٢/٧٨. ينظر إلى كلام ابن جرير وابن كثير في تخريج الحديث السابق، وقال ابن حجر في الفتح ٨/٦٠٥: «وروى عبد بن حميد بإسناد ضعيف عن أبي أمامة مرفوعًا: وفي عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار». وقال السيوطي: «بسندٍ ضعيف». وضعّفه الألباني في الضعيفة ٩/٢٨-٢٩ (٤٠٢٦).]]٤٨٥. (ز)
٣٦٣٩- عن أبي أمامة -من طريق القاسم- قال: طلعت كفٌّ من السماء، بين أصبعين من أصابعها شعرةٌ بيضاء، فجعلت تدنو من رأس إبراهيم ثم تدنو، فأَلْقَتْها في رأسه، وقالت: اشْتَعِلْ وقارًا. ثم أوحى الله إليه أن تَطهَّر، وكان أولَ مَن شاب واخْتَتَن. وأنزل الله على إبراهيم مِمّا أُنزِل على محمد: ﴿التائبون العابدون الحامدون﴾ إلى قوله: ﴿وبشر المؤمنين﴾ [التوبة:١١٢]، و﴿قد أفلح المؤمنون﴾ إلى قوله: ﴿هم فيها خالدون﴾ [المؤمنون:١-١١]، و﴿إن المسلمين والمسلمات﴾ الآية [الأحزاب:٣٥]، والتي في «سأل»: ﴿والذين هم على صلاتهم دائمون﴾ إلى قوله: ﴿قائمون﴾ [المعارج:٢٣-٣٣]. فلم يَفِ بهذه السهامِ إلا إبراهيمُ ومحمدٌ ﷺ[[أخرجه الحاكم ٢/٥٥٠-٥٥١. وقد حشد السيوطي في هذا الموضع ١/٥٨٢-٦١٥ آثارًا عديدة عن سنن الفطرة، وفضائل إبراهيم ﵇ ومناقبه.]]. (١/٦٠٠)
﴿فَأَتَمَّهُنَّۖ﴾ - تفسير
٣٦٤٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿فأتمهن﴾، قال: فَأَدّاهُنَّ[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٩.]]. (١/٥٨٢)
٣٦٤١- عن أبي العالية -من طريق الربيع- ﴿فأتمهن﴾، أي: عَمِل بِهِنَّ[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٢.]]. (ز)
٣٦٤٢- قال الضحاك بن مزاحم: قام بِهِنَّ[[تفسير البغوي ١/١٤٥.]]. (ز)
٣٦٤٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿فأتمهن﴾، أي: عَمِل بِهِن فَأَتَمَّهُنَّ[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٩. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٢٢. وفي تفسير الثعلبي ١/٢٦٩، وتفسير البغوي ١/١٤٥ بلفظ: أدّاهُنَّ.]]. (ز)
٣٦٤٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿فأتمهن﴾، أي: عَمِل بِهِنَّ وأَتَمَّهُنَّ[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٩، وابن أبي حاتم ١/٢٢٢.]]٤٨٦. (ز)
﴿قَالَ إِنِّی جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِیۖ﴾ - تفسير
٣٦٤٥- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿إني جاعلك للناس إمامًا﴾ يُقْتَدى بدينك وهَدْيِك وسُنَّتِك، ﴿قال ومن ذريتي﴾ إمامًا لغير ذريتي[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٦١٥)
٣٦٤٦- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- وقوله: ﴿إني جاعلك للناس إمامًا﴾، فجعله الله إمامًا يُؤْتَمّ ويُقْتَدى به، فقال إبراهيم: يا رب، ﴿ومن ذريتي﴾. يقول: اجعل من ذريتي مَن يُؤْتَمُّ به ويُقتدى به. يقول: ليس كلُّ ذريتك -يا إبراهيم- على حق[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٢.]]. (ز)
٣٦٤٧- عن الحسن البصري= (ز)
٣٦٤٨- وعطاء الخراساني، نحو شَطْره الأول[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٢٢.]]. (ز)
٣٦٤٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- في قوله: ﴿ومن ذريتي﴾، قال: أمّا مَن كان منهم صالحًا فسأجعله إمامًا يُقْتَدى به، وأمّا مَن كان منهم ظالِمًا فَلا، ولا نعمة عين[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٣.]]. (ز)
٣٦٥٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- في قول الله -جلَّ وعزَّ-: ﴿وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامًا﴾ تُقْتَدى[[أخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص٤٨.]]. (ز)
٣٦٥١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿إني جاعلك للناس إماما﴾، قال: نَقْتَدِي بهُداك وسُنَّتِك[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦/١٩٥. وعلَّق ابن أبي حاتم ١/٢٢٢ نحوه.]]. (ز)
٣٦٥٢- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٢.]]. (ز)
٣٦٥٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿إني جاعلك للناس إمامًا﴾ يُؤْتَمّ به ويُقْتَدى به. قال إبراهيم: ﴿ومن ذريتي﴾ فاجعل مَن يُؤْتَمَّ به ويُقْتَدى به[[أخرجه ابن جرير ٢/٥٠٩-٥١٠.]]٤٨٧. (١/٦١٦)
٣٦٥٤- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿إني جاعلك للناس إماما﴾، يعني: يُهتَدى بهديك وسنتك، فأعجَبَ ذلك إبراهيم[[ذكره يحيي بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٧٥-.]]. (ز)
٣٦٥٥- قال مقاتل بن سليمان: قال: ﴿إني جاعلك للناس إمامًا﴾ في الدين، يُقْتَدى بسنتك، ﴿قال﴾ إبراهيم: يا رب، ﴿ومن ذريتي﴾ فاجعلهم أئمَّة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٦.]]. (ز)
﴿قَالَ لَا یَنَالُ عَهۡدِی ٱلظَّـٰلِمِینَ ١٢٤﴾ - تفسير
٣٦٥٦- عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ في قوله: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾، قال: «لا طاعة إلا في المعروف»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ١/٤١١-. قال السيوطي في الإتقان ٤/٢٤٦: «بسند ضعيف».]]. (١/٦١٧)
٣٦٥٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قال اللهُ لإبراهيم: ﴿إني جاعلك للناس إماما﴾. قال: ﴿ومن ذريتي﴾. فأبى أن يفعل، ثم قال: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٢. وعزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١/٦١٦)
٣٦٥٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في الآية، قال: يُخْبِرُه أنه كائنٌ في ذريته: ظالِمٌ لا ينال عهدَه، ولا ينبغي له أن يُولِيه شيئًا من أمره، وإن كانوا مِن ذرية خليله. ومحسنٌ ستنفذ فيه دعوته، ويبلغ ما أراب[[كذا في تفسير ابن أبي حاتم المطبوع ١/٢٢٢ (١١٧٥)، والنسخة المحققة للدكتور أحمد الزهراني ص٣٦٤، وأورد الأثر ابن كثير كاملًا في تفسيره ١/٤١٥، وفيه بلفظ: ما أراد.]] من مسألته[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٢ (١١٧٥). وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق وابن جرير، ولم نجده فيه، ويبدو أنها زائدة في بعض نسخ الدر المنثور كما يُفْهَم من كلام محققيه.]]. (١/٦١٧)
٣٦٥٩- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿إني جاعلك للناس إمامًا﴾ يُقْتَدى بدينك وهَدْيِك وسُنَّتِك، ﴿قال ومن ذريتي﴾ إمامًا لغير ذريتي، ﴿قال لا ينال عهدي الظالمين﴾ أن يُقتدى بدينهم وهَدْيهم وسُنَّتهم[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٦١٥)
٣٦٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- ﴿قال لا ينال عهدي الظالمين﴾، قال: ليس للظالمين عهد، وإن عاهدته فانقضه[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٣.]]. (ز)
٣٦٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق هارون بن عنترة، عن أبيه- في قوله: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾، قال: ليس لظالمٍ عليك عهدٌ في معصية الله أن تطيعه[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٤ مختصرًا، وابن أبي حاتم ١/٢٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. كما أخرجه ابن جرير ٢/٥١٣ من طريق العوفي بلفظ: لا عهد لظالم عليك في ظلمه أن تطيعه فيه.]]. (١/٦١٧)
٣٦٦٢- عن عطاء،نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٢٤.]]. (ز)
٣٦٦٣- وعن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٤.]]. (ز)
٣٦٦٤- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: قال الله: ﴿قال لا ينال عهدي الظالمين﴾، فعَهْدُ الله الذي عهد إلى عباده دينُه، قال: لا ينال ديني الظالمين[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٣ (١١٨٠).]]. (ز)
٣٦٦٥- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾، قال: الظالم في هذه الآية المُشْرِك، لا يكون إمامًا ظالمًا، يقول: لا يكون إمامٌ مشركًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٤ (١١٨٤).]]. (ز)
٣٦٦٦- عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور- ﴿قال لا ينال عهدي الظالمين﴾، قال: لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمون، فأمّا في الدنيا فقد ناله الظالِمُ فأَمِن به، وأكل، وأبصر، وعاش[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٤.]]. (ز)
٣٦٦٧- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾، قال: لا ينال عهدي عدوٌّ لي يعصيني، ولا أنْحَلُها إلا وليًّا لي يطيعني[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٥، وابن أبي حاتم ١/٢٢٣ (١١٨٣، ١١٨٥).]]. (ز)
٣٦٦٨- عن مقاتل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٣ (عَقِب ١١٨٣).]]. (ز)
٣٦٦٩- عن مجاهد بن جبر -من طُرُق- في قوله: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾، قال: لا أجعل إمامًا ظالمًا يُقْتَدى به[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٢، ٥١٣ من طريق ابن أبي نجيح، ومنصور، وخصيف، وابن جريج. وعلَّق عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/٢٢ (٤٧) نحوه. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد، وابن إسحاق.]]. (١/٦١٦-٦١٧)
٣٦٧٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصَيْف- في قوله: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾، قال: إنّه سيكون في ذريتك ظالمون[[أخرجه سنن سعيد بن منصور (ت: سعد آل حميد) ٢/٦٠٦ (٢١٢)، وابن جرير ٢/٥١٦.]]. (ز)
٣٦٧١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾، مثله[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٢.]]. (ز)
٣٦٧٢- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جُرَيْج- قال: ﴿إني جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريتي﴾، فأبى أن يجعل مِن ذريته ظالمًا إمامًا. قال ابن جُرَيج: قلت لعطاء: ما عهده؟ قال: أمرُه[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٣، وابن أبي حاتم ١/٢٢٣ مختصرًا.]]٤٨٨. (ز)
٣٦٧٣- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف-، نحو شطره الأول[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٣.]]. (ز)
٣٦٧٤- عن واصل بن السائب، قال: سألتُ عطاء عن قوله: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾. قال: هي رحمة لا ينالها إلا المؤمنون أهل الجنة، ورحمته في الدنيا على الخلق كلهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٢٣، وتفسير البغوي ١/١٤٦.]]. (ز)
٣٦٧٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- قال: هذا عند الله يوم القيامة؛ لا ينال عهده ظالِمًا، فأما في الدنيا فقد نالوا عهده، فوارثوا به المسلمين، وغازوهم، وناكحوهم، فلما كان يوم القيامة قَصَر الله عهده وكرامته على أوليائه[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٤. كما أخرجه عبد الرزاق ١/١٥٨، وابن جرير ٢/٥١٤ من طريق معمر بنحوه، وابن أبي حاتم ١/٢٢٤ بشطره الأول، وأخرج نحو شطره الثاني من طريق شَيْبان. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٤٨٩. (١/٦١٦)
٣٦٧٦- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٣٦٧٧- والحسن البصري، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٢٤ (عَقِب ١١٨٨).]]. (ز)
٣٦٧٨- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿قال لا ينال عهدي الظالمين﴾، يقول: ﴿عهدي﴾: نُبُوَّتي[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١١، وابن أبي حاتم ١/٢٢٣.]]٤٩٠. (ز)
٣٦٧٩- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: قال الله لإبراهيم: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾، فقال: فعَهْدُ اللهِ الذي عَهِد إلى عباده دينُه، يقول: لا ينال دينُه الظالمين٤٩١، ألا ترى أنه قال: ﴿وبارَكْنا عَلَيْهِ وعَلى إسْحاقَ ومِن ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾ [الصافات:١١٣]، يقول: ليس كل ذريتك -يا إبراهيم- على الحق[[أخرجه ابن جرير ٢/٥١٥، وابن أبي حاتم ١/٢٢٣ مختصرًا.]]٤٩٢. (ز)
٣٦٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قال﴾ الله: إن في ذريتك الظلمة، يعني: اليهود والنصارى، ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾ يعني: المشركين من ذريتك، قال: لا ينال طاعتي الظلمة من ذريتك، ولا أجعلهم أئمة، أنْحَلُها أوليائي، وأُجَنِّبُها أعدائي[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٧.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.