الباحث القرآني
﴿أَمۡ تُرِیدُونَ أَن تَسۡـَٔلُوا۟ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُىِٕلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ﴾ - نزول الآية
٣٣٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: قال رافع بن حُرَيْمِلَةَ ووهب بن زيد لرسول الله ﷺ: يا محمد، ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه، أو فَجِّر لنا أنهارًا نتبعك ونصدقك، فأنزل الله في ذلك من قولهم: ﴿أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى﴾ إلى قوله: ﴿سواء السبيل﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٠٩، وابن أبي حاتم ١/٢٠٢ (١٠٧٤)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/٥٧٥. قال ابن حجر في العُجاب ١/٣٥١: «عن ابن عباس بسند جيد ... أخرجه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رافع بن حريملة ...».]]. (١/٥٥٤)
٣٣٣٦- قال عبد الله بن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي أمية ورَهْطٍ من قريش، قالوا: يا محمد، اجعل لنا الصَّفا ذهبًا، ووَسِّعْ لنا أرضَ مكة، وفَجِّر الأنهار خلالها تفجيرًا؛ نؤمنْ بك. فأنزل الله تعالى هذه الآية[[أورده الواحدي في أسباب النزول ص٣٤، والثعلبي ١/٢٥٦-٢٥٧. قال ابن حجر في العجاب ١/٣٥٠: «ذكره الثعلبي، ولعله من تفسير الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، فإني وجدته عن ابن عباس بسند جيد؛ لكنه مغاير له، أخرجه ابن أبي حاتم» ثم ذكر الرواية السابقة.]]. (ز)
٣٣٣٧- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: قال رجل: يا رسول الله، لو كانت كَفّاراتُنا ككَفّارات بني إسرائيل؟ فقال رسول الله ﷺ: «ما أعطاكم الله خير، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئةَ وجدها مكتوبةً على بابه وكفارتَها، فإن كَفَّرَها كانت له خِزْيًا في الدنيا، وإن لم يُكَفِّرْها كانت له خِزْيًا في الآخرة، وقد أعطاكم الله خيرًا من ذلك، قال: ﴿ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه﴾» الآية [النساء:١١٠]. قال: وقال: «والصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كَفّاراتٌ لِما بينهنَّ». وقال: «مَن هَمَّ بحسنة فلم يعملها كُتبت له حسنة، وإن عملها كُتبت له عشرة أمثالها، ولا يهلك على الله إلا هالك». فأنزل الله: ﴿أم تريدون أن تسألوا رسولكم﴾الآية[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٠٩، وابن أبي حاتم ١/٢٠٣ (١٠٧٦). قال ابن حجر في العُجاب ١/٣٥٢: «... أخرجه ابن أبي حاتم بسند قوي».]]٤٣٤. (١/٥٥٥)
٣٣٣٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج، وابن أبي نَجِيح- قال: سَأَلَتْ قريشٌ محمدًا ﷺ أن يجعل لهم الصفا ذهبًا، فقال: «نعم، وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم». فَأَبَوْا ورجعوا، فأنزل الله: ﴿أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل﴾ أن يُرَيَهم الله جهرة[[أخرجه ابن جرير ٢/٤١٠، وابن أبي حاتم ١/٢٠٣ (١٠٧٥). قال ابن حجر في العُجاب ١/٣٥١: «أخرجه الفريابي والطبري وابن أبي حاتم صحيحًا إليه». وهو مرسل، إذ أرسله مجاهد إلى النبي ﷺ، وهو معروف بالإرسال، وإن كانت مراسيله خيرًا من مراسيل غيره من التابعين، قال يحيى القطان: «مرسلات مجاهد أحب إليّ من مرسلات عطاء بكثير. وقال أبو عُبَيد الآجُرِّي: قلت لأبي داود: مراسيل عطاء أحبُّ إليك أو مراسيل مجاهد؟ قال: مراسيل مجاهد، عطاء كان يحمل عن كلٍّ». تنظر ترجمته في: تهذيب الكمال للمزي ٢٧/٢٢٨، وجامع التحصيل للعلائي ص٢٧٣.]]. (١/٥٥٦)
٣٣٣٩- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: سألتِ العربُ محمدًا ﷺ أن يأتيهم بالله فيروه جهرة، فنزلت هذه الآية[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٠٩ ولم يشر للنزول، وابن أبي حاتم ١/٢٠٣ ولم يشر للنزول. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٤٣٥. (١/٥٥٥)
﴿أَمۡ تُرِیدُونَ أَن تَسۡـَٔلُوا۟ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُىِٕلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ﴾ - تفسير
٣٣٤٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل﴾، قال: ما كان سُئِل موسى أن قيل له: ﴿أرنا الله جهرة﴾ [النساء:١٥٣][[أخرجه ابن جرير ٢/٤٠٩، وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٦٩-. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٠٣. وعزاه السيوطي إلى عبد حميد.]]. (١/٥٥٦)
٣٣٤١- قال مقاتل بن سليمان:﴿أم تريدون أن تسألوا رسولكم﴾، يعني: يقول: تريدون أن تسألوا محمدًا أن يريكم ربكم جهرة كما سُئِل موسى من قَبْلِ محمد، يعني: كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿أرنا الله جهرة﴾ [النساء:١٥٣][[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٠.]]. (ز)
﴿وَمَن یَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِیمَـٰنِ﴾ - تفسير
٣٣٤٢- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿ومن يتبدل الكفر بالإيمان﴾، يقول: يتبدل الشِّدَّة بالرَّخاء[[أخرجه ابن جرير ٢/٤١٤، وابن أبي حاتم ١/٢٠٤.]]٤٣٦. (١/٥٥٦)
٣٣٤٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٠٤.]]. (ز)
٣٣٤٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن يتبدل﴾، يعني: مَن يَشْتَرِ الكفرَ بالإيمان، يعني: اليهود[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٠.]]. (ز)
﴿فَقَدۡ ضَلَّ سَوَاۤءَ ٱلسَّبِیلِ ١٠٨﴾ - تفسير
٣٣٤٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿فقد ضل سواء السبيل﴾، قال: عَدَل عن السبيل[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٠٤.]]. (١/٥٥٦)
٣٣٤٦- قال مقاتل بن سليمان:﴿فقد ضل سواء السبيل﴾، يعني: قد أخطأ قَصْدَ طريق الهُدى، كقوله سبحانه في القصص: ﴿عسى ربي أن يهديني سواء السبيل﴾ [٢٢]، يعني: قصد الطريق[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٠.]]. (ز)
﴿فَقَدۡ ضَلَّ سَوَاۤءَ ٱلسَّبِیلِ ١٠٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٣٤٧- عن المغيرة بن شعبة: أنّ رسول الله ﷺ كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال[[أخرجه البخاري ٢/١٢٤ (١٤٧٧)، ٣/١٢٠ (٢٤٠٨)، ٨/٤ (٥٩٧٥)، ٨/١٠٠ (٦٤٧٣)، ٩/٩٥ (٧٢٩٢)، ومسلم ٣/١٣٤١ (٥٩٣).]]. (ز)
٣٣٤٨- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «ذَرُونِي ما تركتُكم، فإنّما هَلَك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بأمر فأْتُوا منه ما استطعتم، وإن نهيتكم عن شيء فاجتنبوه»[[أخرجه البخاري ٩/٩٤ (٧٢٨٨)، ومسلم ٢/٩٧٥ (١٣٣٧)، ٤/١٨٣٠ (١٣٣٧).]]. (ز)
٣٣٤٩- عن أنس بن مالك، قال: نُهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء، فكان يُعْجِبُنا أن يجيء الرجلُ من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع[[أخرجه مسلم ١/٤١ (١٢).]]. (ز)
٣٣٥٠- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما رأيت قومًا خيرًا من أصحاب محمد ﷺ، ما سألوه إلا عن ثنتَي عشرة مسألة، كلها في القرآن: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ والمَيْسِرِ﴾ [البقرة:٢١٩]، و﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ﴾ [البقرة:٢١٧]، و﴿ويَسْأَلُونَكَ عَنِ اليَتامى﴾ [البقرة:٢٢٠]، يعني: هذا وأشباهه[[أخرجه البزار ٢/١٩٢ (٥٠٦٥)، والطبراني في المعجم الكبير (١١/٤٥٤) مُطَوَّلًا.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.