الباحث القرآني

مقدمة السورة

٢٢٤- عن عائشة أم المؤمنين، قالت: لقد نزل بمكة على محمد ﷺ -وإنِّي لَجاريةٌ ألعب-: ﴿بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر﴾ [القمر:٤٦]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده[[أخرجه البخاري ٦/١٨٥ (٤٩٩٣).]]. (ز)

٢٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طرق- قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة[[أخرجه أبو جعفر النحاس في الناسخ والمنسوخ ٢/٣١٧. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ١/٥٠: «إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات، من علماء العربية المشهورين».]]. (١/٩٤)

٢٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق خُصَيْفٍ، عن مجاهد-: مَدَنِيَّة[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٧/١٤٣-١٤٤.]]. (١/٩٤)

٢٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني-: مدنية، وهي أول ما نزل بالمدينة، نزلت بعد المطففين[[أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن ١/٣٣-٣٥.]]. (ز)

٢٢٨- عن عبد الله بن الزبير، قال: أُنزِل بالمدينة سورة البقرة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١/٩٤)

٢٢٩- عن عكرمة -من طريق عطاء الخراساني- قال: أول سورة نزلت بالمدينة سورة البقرة[[أخرجه الثعلبي في تفسيره ١/١٣٥، والواحدي في أسباب النزول ص١٢١. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في الناسخ والمنسوخ.]]. (١/٩٤)

٢٣٠- عن عكرمة، والحسن البصري -من طريق يزيدَ النحويِّ-: مدنية[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٧/١٤٢-١٤٣.]]. (ز)

٢٣١- عن قتادة -من طرق-: مدنية[[أخرجه الحارث المحاسبي في فهم القرآن ص٣٩٥ من طريق سعيد ومعمر، وأبو بكر ابن الأنباري -كما في الإتقان ١/٥٧- من طريق همام.]]. (ز)

٢٣٢- عن محمد بن مسلم الزهري: مدنية، نزلت بعد الفاتحة[[تنزيل القرآن ص ٣٧، ٤٢.]]. (ز)

٢٣٣- عن علي بن أبي طلحة: مدنية[[أخرجه أبو عبيد في فضائله (ت: الخياطي) ٢/٢٠٠.]]. (ز)

٢٣٤- قال مقاتل بن سليمان: مدنية، وهي ست وثمانون ومائتا آية[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٨٣.]]٢٩. (ز)

٢٩ قال ابنُ كثير (١/٢٤٨): «والبقرة جميعها مدنية بلا خلاف». ثم ذكر الروايات عن السلف في بيان مدنية السورة، ثم قال: «وهكذا قال غيرُ واحد من الأئمة، والعلماء، والمفسرين، ولا خلاف فيه».

٢٣٥- عن أبي أُمامة الباهلي، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين؛ سورة البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غَيايَتان[[مثنّى غَيايةٍ -بياءين مثناتين تحتيتين- وقد ذكر لها في القاموس عدة معانٍ، المناسب منها هنا هو: كل ما أظلَّ الإنسان من فوق رأسه كالسَّحابة ونحوها. (غيي).]]، أو كأنهما غَمامَتان، أو كأنهما فِرقان[[أي قطيعان، وفي القاموس: والفِرْق -بالكسر-: القطيع من الغنم العظيم ومن البقر أو الظباء أو من الغنم فقط أو من الغنم الضالَّة، أو ما دون المئة، والقِسم من كل شيء ... إلخ. (فَرَقَ).]] من طير صَوافَّ[[صواف: باسطات أجنحتها. لسان العرب (صفف).]]، تُحاجّانِ عن صاحبهما، اقرءوا سورة البقرة؛ فإنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة[[في صحيح مسلم: البَطَلة: السَّحرة. وفي النهاية في غريب الحديث (بطل): قيل هم السحرة. يقال: أبطل إذا جاء بالباطل.]]»[[أخرجه مسلم ١/٥٥٣ (٨٠٤).]]. (١/٩٧)

٢٣٦- عن سَهْل بن سَعْد السّاعِدِيّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ لكل شيء سَنامًا[[سنام الشيء: أعلاه. لسان العرب (سنم).]]، وسَنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته نهارًا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام، ومن قرأها في بيته ليلًا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال»[[أخرجه ابن حبان ٣/٥٩ (٧٨٠). قال الهيثمي في المجمع ٦/٣١٢ (١٠٨١٧): «فيه سعيد بن خالد الخزاعي المدني، وهو ضعيف». [كذا في المجمع: سعيد بن خالد، والصحيح: خالد بن سعيد، كما في سند ابن حبان. من حاشية تخريج ابن حبان ٣/٦٠]. وقال الألباني في الضعيفة ٣/٥٢٥ (١٣٤٩): «ضعيف».]]. (١/١٠٦)

٢٣٧- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لكل شيء سنامًا، وإنّ سنام القرآن البقرة، وفيها آية هي سيدة آي القرآن؛ آية الكرسي، لا تُقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه»[[أخرجه الترمذي ٥/١٤٨ (٣٠٩٤)، والحاكم ١/٧٤٨ (٢٠٥٨، ٢٠٥٩، ٢٠٦٠)، ٢/٢٨٥ (٣٠٢٧)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٣/٩٥٠ (٤٢٤). قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير، وضعّفه». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٥٢٤ (١٣٤٨): «ضعيف، غير أنّ طرفه الأول قد وجد ما يشهد له».]]. (١/١٠٧)

٢٣٨- عن مَعْقِلِ بن يَسار، أنّ رسول الله ﷺ قال: «البقرة سنام القرآن، وذُرْوتُه[[ذروة السنام: أعلاه. لسان العرب (ذرا).]]؛ نزل مع كل آية منها ثمانون مَلَكًا، واستُخْرِجَت: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ [البقرة:٢٥٥] من تحت العرش، فوُصِلَت بها»[[أخرجه أحمد ٣٣/٤١٧ (٢٠٣٠٠). قال الهيثمي في المجمع ٦/٣١١ (١٠٨١٠): «في سنن أبي داود منه طرف، رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يُسَمّ، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني، وأسقط المبهم». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٧٨٧ (٦٨٤٣): «منكر».]]. (١/١٠٨)

٢٣٩- عن عبد الله بن مسعود، قال: إنّ لكل شيء سنامًا، وسنام القرآن البقرة، وإنّ الشيطان إذا سمع سورة البقرة تُقرأ خرج من البيت الذي يُقرأ فيه وله ضَريط[[أخرجه الدارمي ٢/٤٤٧، وابن الضريس (١٧٧)، والطبراني (٨٦٤٤)، والحاكم ١/٥٦١، والبيهقي في الشعب (٢٤٨٧). وذكره محمد بن نصر في قيام الليل ص٦٨ دون إسناد.]]. (١/١٠٦)

٢٤٠- عن السائب بن خبّاب -ويُقال: له صحبة- قال: البقرة سنام القرآن[[أخرجه البخاري في تاريخه ٤/١٥١-١٥٢.]]. (١/١٠٧)

٢٤١- عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «السورة التي يُذْكَر فيها البقرة فُسطاطُ القرآن[[البقرة فُسطاط القرآن: أي أنّ سوره تجتمع حولها، كما أنّ فسطاط المِصْرِ: مجتمع أهله حول جامعه. ينظر: لسان العرب (فسط).]]، فتَعَلَّمُوها؛ فإنّ تعلمها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة»[[أورده الديلمي ٢/٣٤٤ (٣٥٥٩). قال الألباني في الضعيفة ٨/٢١٤ (٣٧٣٨): «موضوع».]]. (١/١٠٨)

٢٤٢- عن خالد بن مَعْدان موقوفًا، مثله[[أخرجه الدارمي ٢/٤٤٦.]]. (١/١٠٨)

٢٤٣- عن ربيعة الجُرَشِيِّ، قال: سُئِل رسول الله ﷺ: أيُّ القرآن أفضل؟ قال: «السورة التي تُذكر فيها البقرة». قيل: فأيُّ البقرة أفضل؟ قال: «آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة نزلت من تحت العرش»[[أخرجه البغوي في معجم الصحابة ٢/٤٠٠ (٧٦٤)، وابن عساكر في تاريخه -كما في مختصر ابن منظور ٨/٢٨٠-. وفي إسناده عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف. انظر ترجمته في: ميزان الاعتدال ٢/٤٧٥، وتهذيب التهذيب ٥/٣٧٣. وفي سماع ربيعة الجرشي من النبي ﷺ كلام، قال البغوي: «يُحَدِّث عن النبي ﷺ، ويُشَكُّ في سماعه».]]. (١/١٠٨)

٢٤٤- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقولوا: سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء، وكذلك القرآن كله، ولكن قولوا: السورة التي يُذكر فيها البقرة، والسورة التي يُذكر فيها آل عمران، وكذلك القرآن كله»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٦/٤٧ (٥٧٥٥)، والبيهقي في الشعب ٤/١٧٢ (٢٣٤٦). قال البيهقي: «عبيس بن ميمون منكر الحديث، وهو لا يصح، وإنما يروى فيه عن ابن عمر من قوله». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٥٧ (١١٦١٧): «وفيه عبيس بن ميمون، وهو متروك».]]٣٠. (١/٩٥)

٣٠ انتَقَدَ ابنُ كثير (١/٢٤٩) هذا الحديث، مستندًا إلى السنة، وأقوال السلف، فقال: «هذا حديثٌ غريبٌ، لا يصح رفعُه ... وقد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود: أنّه رمى الجمرة ... ثم قال: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة». وذكر آثارًا أخرى.

٢٤٥- عن جامع بن شَدّاد، قال: كُنّا في غَزاةٍ فيها عبد الرحمن بن يزيد، ففشا في الناس أنّ ناسًا يكرهون أن يقولوا: سورة البقرة وآل عمران، حتى يقولوا: السورة التي يذكر فيها البقرة، والسورة التي يذكر فيها آل عمران. فقال عبد الرحمن: إنِّي لَمَعَ عبدِ الله بن مسعود إذ استبطن الوادي، فجعل الجمرة على حاجبه الأيمن، ثم استقبل الكعبة، فرماها بسبع حَصَياتٍ، يكبّر مع كل حصاة، فلما فرغ قال: من ههنا -والذي لا إله غيره- رمى الذي أُنزِلت عليه سورة البقرة[[أخرجه أبو داود الطيالسي ١/٢٥١ (٣١٨)، وأخرج النسائي ٥/٢٧٤ (٣٠٧٣)، والبيهقي ٥/٢١٠ (٩٥٤٧) عن الأعمش أنّه سمع الحجاج بن يوسف ينهى عن التسمية بسورة كذا. وأصل الحديث عند البخاري ٢/١٧٧ (١٧٤٧)، ومسلم ٢/٩٤٢ (١٢٩٦) دون ذكر سبب القصة.]]. (١/٩٤)

٢٤٦- عن عبد الله بن عمر -من طريق نافع- قال: لا تقولوا: سورة البقرة. ولكن قولوا: السورة التي يُذكر فيها البقرة[[أخرجه البيهقي في الشعب (٢٥٨٣). وقد ذكر السيوطي بعد هذا ١/٩٥-١١٨ آثارًا عديدة في فضائل سورة البقرة.]]. (١/٩٥)

﴿الۤمۤ ۝١﴾ - تفسير

٢٤٧- عن ابن عباس، عن جابر بن عبد الله بن رِئاب، قال: مرَّ أبو ياسر بن أخْطَبَ في رجال من يهودَ برسول الله ﷺ، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة: ﴿الم ذلك الكتاب﴾، فأتى أخاه حُيَيّ بن أخْطَب في رجال من اليهود، فقال: تعلمون -والله- لقد سمعت محمدًا يتلو فيما أُنزِل عليه: ﴿الم ذلك الكتاب﴾. فقالوا: أنتَ سَمِعْتَه؟ قال: نعم. فمشى حُيَيٌّ في أولئك النفر إلى رسول الله ﷺ، فقالوا: يا محمد، ألم يُذكر أنك تتلو فيما أُنزِل عليك: ﴿الم ذلك الكتاب﴾؟ قال: «بلى». قالوا: قد جاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال: «نعم». قالوا: لقد بعث الله قبلك أنبياء، ما نعلمه بَيَّن لنبيٍّ منهم ما مُدَّة ملكه، وما أجل أمته غيرك. فقال حُيَيُّ بن أخطب -وأقبل على مَن كان معه-: الألِف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة، أفتدخلون في دين نبيٍّ إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة؟! ثم أقبل على رسول الله ﷺ، فقال: يا محمد، هل مع هذا غيره؟ قال: «نعم». قال: وما ذاك؟ قال: «﴿المص﴾». قال: هذه أثقل وأطول؛ الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه إحدى وستون ومائة سنة، هل مع هذا يا محمد غيره؟ قال: «نعم». قال: وما ذاك؟ قال «﴿الر﴾». قال: هذه أثقل وأطول؛ الألف واحدة، واللام ثلاثون، والراء مائتان، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة، فهل مع هذا يا محمد غيره؟ قال: «نعم، ﴿المر﴾». قال: فهذه أثقل وأطول؛ الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مائتان، فهذه إحدى وسبعون سنة ومائتان. ثم قال: لقد لُبّس علينا أمرك، يا محمد، حتى ما ندري أقليلًا أُعْطِيتَ أم كثيرًا؟ ثم قاموا، فقال أبو ياسر لأخيه حُيَيّ ومَن معه مِن الأحبار: ما يُدريكم، لعله قد جُمع هذا لمحمد كلُّه؛ إحدى وسبعون، وإحدى وستون ومائة، وإحدى وثلاثون ومائتان، وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون. فقالوا: لقد تشابه علينا أمره. فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات﴾ [آل عمران:٧][[أخرجه البخاري في تاريخه ٢/٢٠٨ (٢٢٠٩)، وابن جرير ١/٢٢١-٢٢٢. قال ابن جرير (١/٢١٠): «كرهنا ذكر الذي حُكيَ ذلك عنه، إذ كان الذي رواه ممن لا يُعتمد على روايته ونقله». وقال السيوطي: «بسند ضعيف».]]٣١. (١/١٢٤)

٣١ انتَقَد ابنُ كثير (١/٢٥٧-٢٥٨) هذا الحديث، فقال: «وأمّا مَن زعم أنها دالَّةٌ على معرفة المُدَد، وأنه يُسْتَخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم؛ فقد ادَّعى ما ليس له، وطار في غير مطاره، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف، وهو مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته». ثمَّ ساق الأثر، وتعقَّبه بقوله: «فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به، ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحًا أن يُحسَبَ ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر التي ذكرناها، وذلك يبلغ منه جملة كثيرة، وإن حُسبَت مع التكرر فأتم وأعظم».

٢٤٨- قال أبو بكر الصديق: في كل كتاب سِرٌّ، وسِرُّ الله تعالى في القرآن أوائل السور[[تفسير الثعلبي ١/١٣٦، وتفسير البغوي ١/٥٨.]]. (ز)

٢٤٩- وقال علي بن أبي طالب: لكل كتاب صفوة، وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي[[تفسير الثعلبي ١/١٣٦، وتفسير البغوي ١/٥٨.]]. (ز)

٢٥٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مُرَّة الهمداني- في قوله: ﴿الم﴾، قال: هو اسم الله الأعظم[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٦.]]. (١/١٢٢)

٢٥١- عن عبد الله بن مسعود وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السدي، عن مُرَّة الهمداني-= (١/١٢١)

٢٥٢- وعبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّي، عن أبي مالك وأبي صالح- قالوا: ﴿الم﴾ حروف اشْتُقَّتْ من حروف هجاء أسماء الله[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٨، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٦٨)، وعند ابن أبي حاتم من قول السدي كما سيأتي. وذكره السيوطي مقتصرًا على ابن مسعود.]]. (ز)

٢٥٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الضُّحى- في قوله ﴿الم﴾، قال: أنا الله أعلم[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٨، وابن أبي حاتم ١/٣٢، والنحاس في القطع والائتناف ص١١١، وابن النجار في تاريخه ١٧/٣-٤. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/١٢١)

٢٥٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿الم﴾، و﴿حم﴾، و﴿ن﴾، قال: اسم مُقَطَّع[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٧، ٢٠/٢٧٤، ٢٣/١٤٢-١٤٣، وابن أبي حاتم ١/٣٢. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]٣٢. (١/١٢١)

٣٢ بيَّن ابنُ جرير (١/٢١٥-٢١٨) أنّ أقوال ابن مسعود من طريق السدي، وابن عباس من طريق السدي وأبي الضحى، وسعيد ابن جبير، المراد بها: أنها حروف مقطعة من أسماء وأفعال،كل حرف من ذلك لمعنًى غير معنى الحرف الآخر. ثم وجَّه ذلك بأن القائلين بها نَحَوْا بذلك منحى العرب في الاكتفاء بذكر حرف واحد من الكلمة إذا كان فيه دلالة على ما حُذِف منها، وأن ذلك مستفيضٌ ظاهرٌ في كلام العرب، ثم استشهد على صحة ذلك عند العرب بأبيات من الشعر، وبيَّن أن الأمر في الحروف المقطعة على هذا القول كذلك، في كون كل حرف منها دالًّا على كلمة تامة. وانتقد ابنُ كثير (١/٢٥٣) هذا بقوله: «وما أنشدوه من الشواهد على صحة إطلاق الحرف الواحد على بقية الكلمة، فإنّ في السياق ما يدل على ما حُذف بخلاف هذا». ورجَّح ابنُ عطية (١/١٠١) أنّ الصواب في هذه الحروف تَلَمُّسُ تفسيرِها، وأن ذلك قول الجمهور، معلِّلًا ذلك بصنيع العرب الذي أشار إليه ابن جرير.

٢٥٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿الم﴾، و﴿المص﴾، و﴿الر﴾، و﴿المر﴾، و﴿كهيعص﴾، و﴿طه﴾، و﴿طسم﴾، و﴿طس﴾، و﴿يس﴾، و﴿ص﴾، و﴿حم﴾، و﴿ق﴾، و﴿ن﴾، قال: هو قَسَمٌ أقْسَمَه الله، وهو من أسماء الله[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٧، ١٠/٥٣، ١٥/٤٥٢، ١٦/٧، ١٧/٥٤٢، ١٨/٥، ١٩/٣٩٨، ٢٠/٦، ٢٧٤، ٢١/٤٠٠، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ١/٣٤-، وابن أبي حاتم ٥/١٤٣٧، ٨/٢٧٤٧، ٩/٢٨٣٨-٢٨٣٩، والبيهقي في الأسماء والصفات ص١٦٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/١٢١)

٢٥٦- عن عبد الله بن عباس، قال: فواتح السور أسماء من أسماء الله[[أخرجه ابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ١/٣٤-.]]. (١/١٢٢)

٢٥٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي- في قوله: ﴿الم﴾، و﴿حم﴾، و﴿طس﴾، قال: هي اسم الله الأعظم[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٦، وابن أبي حاتم ١/٣٢، ٨/٢٨٣٨، ٣٠٢٩.]]. (١/١٢٢)

٢٥٨- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قول الله -تعالى ذِكْرُه-: ﴿الم﴾، قال: هذه الأحرف من التسعة والعشرين حرفًا، دارت فيها الألسن كلها، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو في آلائه وبلائه، وليس منها حرفٌ إلا وهو في مدة قوم وآجالهم. وقال عيسى ابن مريم: وعجيب ينطقون في أسمائه، ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون؟! قال: فالألف: مفتاح اسمه الله، واللام: مفتاح اسمه لطيف، والميم: مفتاح اسمه مجيد. والألف: آلاء الله، واللام: لطفه، والميم: مجده. الألف: سنة، واللام: ثلاثون سنة، والميم: أربعون[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٣٣، ٢/٥٨٤. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وهو عنده من قول الربيع -كما سيأتي-.]]. (١/١٢٧)

٢٥٩- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٩-٢١٠، وابن أبي حاتم ١/٣٣، ٢/٥٨٤.]]. (ز)

٢٦٠- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- في قوله: ﴿الم﴾، قال: أنا الله أعلم[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٨، والنحاس في معاني القرآن ١/٧٣. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٣٢.]]. (ز)

٢٦١- عن سعيد بن جبير أنّه قال: هي أسماء الله تعالى مُقَطَّعة، لو علم الناسُ تَأْلِيفَها لَعَلِمُوا اسم الله الأعظم[[تفسير الثعلبي ١/١٣٦، وتفسير البغوي ١/٥٩.]]. (ز)

٢٦٢- عن مجاهد -من طريق شبل، عن ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿الم﴾، قال: اسم من أسماء القرآن[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٤، وابن أبي حاتم ١/٣٣.]]. (١/١٢٣)

٢٦٣- عن مجاهد -من طريق ابن جُرَيْج- قال: ﴿الم﴾، و﴿حم﴾، و﴿ألمص﴾، و﴿ص﴾ فواتح افتتح الله بها القرآن[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٥، وابن أبي حاتم ٥/١٤٣٧، كما أخرجه ابن جرير من طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ ابن حيان.]]٣٣. (١/١٢٣)

٣٣ وجَّه ابنُ جرير (١/٢١٥) ذلك بما نقله عن بعض أهل العربية أنه قال: «ذلك أدِلَّةٌ على انقضاء سُورة وابتداءٍ في أخرى، وعلامةٌ لانقطاع ما بينهما، كما جعلت (بل) في ابتداء قصيدةٍ دلالةً على ابتداء فيها، وانقضاءِ أخرى قَبلها، كما ذكرنا عن العرب إذا أرادوا الابتداءَ في إنشاد قصيدة، قالوا: بل ... و(بل) ليست من البيت ولا داخلةً في وزنه، ولكن لِيَدُلَّ به على قطع كلام وابتداء آخر». وذكر نحوه ابنُ عطية (١/١٠٠).

٢٦٤- عن مجاهد -من طريق خُصَيْف- قال: فواتح السور كلها ﴿الم﴾، و﴿الر﴾، و﴿حم﴾، و﴿ق﴾، وغير ذلك هجاء موضوع[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/١٢٤)

٢٦٥- وقال مجاهد: هي أسماء السور[[تفسير البغوي ١/٥٩.]]. (ز)

٢٦٦- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق أبي رَوْق- قال: ﴿الم﴾: أنا الله أعلم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٨. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٣٢.]]. (ز)

٢٦٧- عن عكرمة -من طريق خالد الحذاء- قال: ﴿الم﴾ قَسَمٌ[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٧، وابن أبي حاتم ١/٣٣.]]. (١/١٢٢)

٢٦٨- عن سالم بن عبد الله، قال: ﴿الم﴾، و﴿حم﴾، و﴿ن﴾، ونحوها أسماء الله مُقَطَّعَة[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٧.]]. (ز)

٢٦٩- عن داود بن أبي هند، قال: كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور. فقال: يا داود، إنّ لكل كتاب سِرًّا، وإنّ سِرَّ هذا القرآن فواتح السور، فدعها وسَلْ عمّا بدا لك[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ ابن حيّان في التفسير.]]. (١/١٢٧)

٢٧٠- عن عامر الشعبي -من طريق إسماعيل بن سالم- أنّه سُئِل عن فواتح السور؛ نحو: ﴿الم﴾، و﴿ألر﴾. قال: هي أسماء من أسماء الله، مُقَطَّعة الهجاء، فإذا وصَلْتَها كانَتِ اسمًا من أسماء الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٣٢، وابن جرير ١/٢٠٦ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة في تفسيره، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/١٢٢)

٢٧١- عن الحسن البصري، قال: ﴿الم﴾، و﴿طسم﴾ فواتح يفتتح الله بها السور[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٤٧ من طريق أبي بكر الهذلي، بلفظ: فواتح افتتح الله بها كتابه، أو القرآن.]]. (١/١٢٣)

٢٧٢- قال يحيى بن سلام: كان الحسن يقول: ما أدري ما تفسير ﴿الم﴾، و﴿الر﴾، و﴿ألمص﴾، وأشباه ذلك من حروف المعجم[[تفسير ابن أبي زمنين ١/١٢٠.]]. (ز)

٢٧٣- عن قتادة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿الم﴾، قال: اسم من أسماء القرآن[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٩، وابن جرير ١/٢٠٤. وعلّقه ابن أبي حاتم ١/٣٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/١٢٣)

٢٧٤- قال محمد بن كعب القرظي: الألف: آلاء الله، واللام: لطفه، والميم: ملكه[[تفسير الثعلبي ١/١٣٩، وتفسير البغوي ١/٥٨.]]. (ز)

٢٧٥- عن إسماعيل السدي -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: فواتح السور كلها من أسماء الله[[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (١٦٩). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (١/١٢٣)

٢٧٦- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- قال: أما ﴿الم﴾ فهو حرف اشْتُقَّ من حروف اسم الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٣٢.]]. (ز)

٢٧٧- عن زيد بن أسلم -من طريق ابنه عبد الرحمن- قال: ﴿الم﴾ ونحوها أسماء السور[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/١٦٢ (٣٤٠)، وابن جرير ١/٢٠٦ من طريقه.]]٣٤. (١/١٢٤)

٣٤ علَّق ابنُ كثير (١/٢٥٠) على هذا الأثر بقوله: «ويعتضد هذا بما ورد في الصحيحين، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: ﴿ألم﴾ السجدة، و﴿هل أتى على الإنسان﴾».

٢٧٨- عن زيد بن أسلم: ﴿الم﴾ اسم من أسماء القرآن[[علّقه ابن أبي حاتم ١/٣٣.]]٣٥. (ز)

٣٥ وجَّه ابنُ جرير (١/٢١٣-٢١٥) هذا الأثر بتوجيهين: الأول: أن ﴿ألم﴾ اسم للقرآن، فيكون تأويل ﴿ألم ذَلِكَ الكِتابُ﴾ على معنى القسم، كأنه قال: والقرآن، هذا الكتاب لا ريب فيه. الثاني: أنه اسمٌ من أسماء السورة التي تُعرف به، فيَفهم السامع من القائل يقول: قرأت اليوم ﴿ألمص﴾، ﴿ن﴾، أيَّ السُّوَر التي قرأها من سُوَر القرآن. ووجَّهه ابنُ كثير (١/٢٥١) بقوله: «ولعلَّ هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرحمن بن زيد: أنّه اسم من أسماء السور، فإنّ كل سورة يُطْلَق عليها اسم القرآن، فإنه يبعد أن يكون ﴿ألمص﴾ اسمًا للقرآن كله؛ لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول: قرأت ﴿ألمص﴾. إنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف، لا لمجموع القرآن».

٢٧٩- عن الربيع بن أنس: في قوله: ﴿الم﴾، قال: ألف: مفتاح اسمه الله، ولام: مفتاح اسمه لطيف، وميم: مفتاح اسمه مجيد[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/١٢٢)

٢٨٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- في قول الله: ﴿الم﴾، قال: هذه الأحرف من التسعة والعشرين حرفًا، دارت فيها الألسُن كلها، ليس منها حرفٌ إلا وهو مِفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو في آلائه وبَلائه، وليس منها حرف إلا وهو في مُدّةِ قوم وآجالهم. وقال عيسى ابن مريم وعجب: ينطقون في أسمائه، ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون به؟! قال: الألف: مفتاح اسمه «الله»، واللام: مفتاح اسمه «لطيف»، والميم: مفتاح اسمه «مجيد». والألف: آلاء الله، واللام: لطفه، والميم: مجده. الألف: سنةٌ، واللام: ثلاثون سنة، والميم: أربعون سنة[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٩. وعلّق ابن أبي حاتم ١/٣٣ نحوه.]]٣٦. (ز)

٣٦ بيَّن ابنُ جرير (١/٢١٨-٢٢٠) أنّ القائلين بذلك وجَّهوا ذلك إلى أنّ كلَّ حرف من الحروف المقطعة بعضُ حروفِ كلمةٍ تامة استُغْنِيَ بدلالته عَلى تَمامه عن ذكر تمامه، وإنما أُفْرِد كلُّ حرف من ذلك، وقصَّر به عن تمام حروف الكلمة، أنّ جميعَ حُروف الكلمة لو أُظْهِرت لم تدلّ الكلمة التي تُظهر إلا على معنى واحد، لا على معنيين وأكثر منهما، وإذا كان الله -جل ثناؤه- قد أراد الدلالة بكلّ حرف منها على معانٍ كثيرة لشيء واحد لم يَجُز إلا أن يُفرَد الحرفُ الدالُّ على تلك المعاني، لِيَعلمَ المخاطبون به أنّ الله ﷿لم يقصد بما خاطبهم به مَعنًى واحدًا، وإنما قصد الدلالةَ به على أشياء كثيرة. وانتقد ابنُ كثير (١/٢٥٣-٢٥٤ بتصرف) هذا التوجيه بقوله: «هذا ليس كما ذكره أبو العالية -يعني الأثر السابق-، فإنّ أبا العالية زعم أنّ الحرف دلَّ على هذا، وعلى هذا، وعلى هذا معًا ...، ودلالة الحرف الواحد على اسم يمكن أن يدل على اسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير أو الإضمار بوضع ولا بغيره، فهذا مما لا يُفْهَم إلا بتوقيف، والمسألة مختلف فيها، وليس فيها إجماع حتى يُحكَم به».

٢٨١- قال أبو رَوْق عطية بن الحارث الهمداني: إنها تسكيت للكفار، وذلك أنّ رسول الله ﷺ كان يجهر بالقراءة في الصلوات كلها، وكان المشركون يقولون: ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون﴾ [فصلت:٢٦]، فربما صَفَّقوا، وربما صَفَّرُوا، وربما لَغطوا لِيُغَلِّطُوا النبيَّ ﷺ، فلما رأى رسول الله ذلك أسَرَّ في الظُّهْر والعصر، وجهر في سائرها، وكانوا أيضًا يأتونه ويُؤْذُونه، فأنزل الله تعالى هذه الحروف المقطعة، فلمّا سمعوها بَقَوْا مُتَحَيِّرِين مُتَفَكِّرِين؛ فاشتغلوا بذلك عن إيذائه وتغليطِه، فكان ذلك سببًا لاستماعهم، وطريقًا إلى انتفاعهم[[تفسير الثعلبي ١/١٣٧.]]. (ز)

٢٨٢- عن جعفر الصادق-من طريق علي بن موسى الرِّضا-: وقد سُئِل عن قوله: ﴿الم﴾. فقال: في الألف ست صفات من صفات الله: الابتداء؛ لأن الله تعالى ابتدأ جميع الخلق، والألف ابتداء الحروف. والاستواء؛ فهو عادل غير جائر، والألف مُسْتَوٍ بذاته. والانفراد؛ والله فَرْد، والألف فَرْد. واتصال الخلق بالله؛ والله لا وصلة له بالخلق، وكلهم يحتاجون إليه، والله غنيٌّ عنهم، وكذلك الألف لا يتصل بحرف، والحروف متصلة به، وهو منقطع عن غيره، والله بائن بجميع صفاته من خلقه. ومعناه من الألفة؛ فكما أن الله سبب إلْفَةِ الخلق، فكذلك الألف، عليه تَأَلَّفت الحروف، وهو سبب إلْفَتُها[[أخرجه الثعلبي ١/١٤٠.]]. (ز)

٢٨٣- عن ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: ﴿الم﴾ اسم من أسماء القرآن[[أخرجه ابن جرير ١/٢٠٤.]]. (ز)

٢٨٤- عن ابن جُرَيْج -من طريق محمد بن ثور- قال: إنّ اليهود كانوا يَجِدون محمدًا وأمته: أنّ محمدًا مبعوث. ولا يدرون ما مُدَّة أُمَّة محمد، فلمّا بعث الله محمدًا ﷺ، وأنزل ﴿الم﴾؛ قالوا: قد كُنّا نعلم أن هذه الأمة مبعوثة، وكنا لا ندري كم مدتها، فإن كان محمد صادقًا فهو نبي هذه الأمة، قد بُيّن لنا كم مدة محمد -لأن ﴿الم﴾ في حساب جُمَّلِهم[[حساب الجُمل: طريقة لتسجيل الأعداد والتواريخ باستعمال الحروف الأبجدية؛ إذ يعطى كل حرف رقمًا معينًا يدل عليه؛ فتكوَّن من هذه الحروف جملة تدل على رقم أو تاريخ مقصود، وبالعكس تستخدم الأرقام للوصول إلى الجمل والنصوص. تنظر: الموسوعة العربية العالمية (حساب الجمل).]] إحدى وسبعون سنة-، فما نصنع بدين إنما هو واحد وسبعون سنة؟! فلمّا نزلت ﴿الر﴾ -وكانت في حساب جُمَّلهم مائتي سنة وإحدى وثلاثين سنة-، فقالوا: هذه الآن مائتان وإحدى وثلاثون سنة، وواحدة وسبعون. قيل: ثم أُنزل ﴿المر﴾ -فكان في حساب جُمَّلِهم مائتي سنة وإحدى وسبعين سنة- في نحو هذا من صدور السور. فقالوا: قد التبس علينا أمرُه[[أخرجه ابن المنذر ١/١١١.]]. (١/١٢٦)

٢٨٥- وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هي أسماء السور المُفْتَتَحَة بها[[تفسير الثعلبي ١/١٣٦، وتفسير البغوي ١/٥٩.]]٣٧. (ز)

٣٧ رجَّح ابنُ جرير (١/٢٢٣-٢٢٥) أنّ الحروف المقطعة في فواتح السور تحوي سائر ما قاله مفسرو السلف؛ لأن الله -جلّ ثناؤه- لو أراد بذلك الدلالة على معنًى واحد دون سائر المعاني غيره لأبان ذلك لهم رسول الله ﷺ، وفي تركه ﷺ إبانةَ ذلك أوضحُ الدليل على أنه مُرادٌ به جميعُ وجوهه التي هو لها محتمل، إذ لم يكن مستحيلًا في العقل وجهٌ منها أن يكون من تأويله ومعناه، كما كان غير مستحيل اجتماعُ المعاني الكثيرة للكلمة الواحدة باللفظ الواحد في كلام واحد. ونقل ابنُ عطية (١/٩٩-١٠١) اختلافًا في التكلم في تفسير الحروف المقطعة، أو الامتناع عن تفسيرها، ثم قال: «والصواب ما قاله الجمهور: أن تُفَسَّر هذه الحروف، ويُلْتَمَس لها التأويل». وعلَّق ابنُ كثير (١/٢٥٥-٢٥٧)، فقال: «ولم يُجمِع العلماء فيها على شيء معين، وإنما اختلفوا، فمَن ظهر له بعض الأقوال بدليلٍ فعليه اتِّباعه، وإلا فالوقف حتى يتبين». وفي بيان الحكمة من إيراد هذه الحروف في أوائل السور نقل ابنُ كثير (١/٢٥٧) قولَ مَن قال: «إنما ذُكِرَت هذه الأحرف في أوائل السور التي ذُكِرَت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه تركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها». ثم رجَّح ذلك بقوله: «ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة، ولهذا يقول تعالى: ﴿ألم * ذَلِكَ الكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ [البقرة:١-٢]، ﴿ألم * اللَّهُ لا إلَهَ إلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ * نزلَ عَلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [آل عمران:١-٣]، ﴿ألمص * كِتابٌ أُنزلَ إلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنهُ﴾ [الأعراف:١-٢]، ﴿ألر كِتابٌ أنزلْناهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بِإذْنِ رَبِّهِمْ﴾ [إبراهيم:١] ... وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لِمَن أمْعَن النظر».

﴿الۤمۤ ۝١﴾ - آثار متعلقة بالآية

٢٨٦- عن عبد الله بن عباس، قال: آخرُ حرف عارَضَ به جبريلُ ﵇ النبي ﷺ: ﴿ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين﴾[[عزاه السيوطي إلى أبي نصر السِّجْزِيِّ في الإبانة.]]. (١/١٢٧)

٢٨٧- عن أبي عبد الرحمن السلمي: أنّه كان يَعُدُّ ﴿الم﴾، و﴿حم﴾ آية[[عزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد.]]. (١/١١٨)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب