الباحث القرآني
﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ﴾ - قراءات
٤٧٠٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عبد الله بن السائب، عن رجل- أنّه قرأ: (وإن مِّنْهُمْ إلّا وارِدُها). يعني: الكفار. قال: لا يَرِدُها مُؤْمِنٌ. كذا قرأها[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٦. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن الأنباري، والبيهقي في البعث. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن عكرمة. انظر: مختصر ابن خالويه ص٨٩.]]. (١٠/١٢٠)
٤٧٠٠١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمر بن الوليد الشَّنِّيِّ- أنه قرأ: (وإن مِّنْهُمْ إلّا وارِدُها). قال: وهم الظَّلَمة. كذلك كُنّا نقرؤها[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٦، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٢٤٨- واللفظ له. وعند ابن جرير: يعني الكفار، لا يَرِدُها مؤمن.]]. (١٠/١٢٠)
﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ﴾ - تفسير الآية
٤٧٠٠٢- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾. يقول: «مُجْتازٌ فيها»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٠/١١٥)
٤٧٠٠٣- عن أبي أيوب، قال: قال رسول الله ﷺ: «أول مَن يختصم يوم القيامة الرجلُ وامرأتُه، وما ينطِق لسانُها ولا لسانُه، ولكن يداها ورجلاها، يشهدان عليها بما كانت تُغَيِّبُ له، ويداه ورجلاه يشهدان عليه بما كان يُولِيها، ثم يُدْعى الرجلُ وخَوَلُه وخَدَمُه كمِثل ذلك، ثم يُؤتى بأهل الأسواق، فما هي بقراريط تؤخذ منهم ولا دَوانِق، إلا حسناتُ ذا تُدْفَع إلى ذا، وسيئاتُ ذا تُدْفَع إلى ذا، ثم يُؤتى بالجبابرة في مَقامِع مِن حديد، فيُوقَفُون عند رب العالمين، فيقول: سُوقوهم إلى النار. فما أدري أيدخلونها، أو كما قال الله: ﴿وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا﴾؟»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال ص١٦٥ (١٩٧)، والطبراني في الكبير ٤/١٤٨ (٣٩٦٩)، وفيه عبد الله بن عبد العزيز. قال العقيلي في الضعفاء ٢/٢٧٦ بعد سياقه لهذه الرواية مع رواية أخرى مرسلة للزهري: «قال لي عبد الله بن علي، قال محمد بن يحيى: الحديثان منكران جميعًا، والحمل فيهما على عبد الله بن عبد العزيز، وهو ضعيف الحديث». وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/١٦٠-١٦١ (١٠٧٦): «قال النيسابوري: حديث منكر، والحمل فيه على عبد الله بن عبد العزيز». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٢/٤٥٥ (٤٤٢٥) عن الحديث: «باطل». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٤٩ (١٨٣٨٨): «وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي، وهو ضعيف، وقد وثَّقه سعيد بن منصور، وقال: كان مالك يرضاه، وبقية رجاله رجال الصحيح». وقال السيوطي في الدر ١٢/٦٥٩: «بسند لا بأس به».]]. (١٠/١١٨)
٤٧٠٠٤- عن أُمِّ مُبَشِّر، قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يدخل النارَ أحدٌ شَهِد بدرًا والحديبية». قالت حفصة: أليس الله يقول: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾؟ قال: «ألم تسمعيه يقول: ﴿ثم ننجي الذين اتقوا﴾؟»[[أخرجه أحمد ٤٤/٥٩٠ (٢٧٠٤٢)، وابن حبان ١١/١٢٥ (٤٨٠٠)، وابن جرير ١٥/٦٠١. وأخرجه مسلم ٤/١٩٤٢ (٢٤٩٦) بنحوه.]]. (١٠/١١٩)
٤٧٠٠٥- عن أبي هريرة، أنّ النبي ﷺ قال: «مَن مات له ثلاثةٌ مِن الوَلَد لم يَبْلُغُوا الحِنثَ لم تَمَسُّه النارُ إلا تَحِلَّة القَسَم». يعني: الورود[[أخرجه أحمد ١٣/١٥٥ (٧٧٢١)، وعبد الرزاق ٢/٣٦٠ (١٧٧٨)، وابن جرير ١٥/٦٠٥، من طريق معمر، أخبرني الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة به. إسناده صحيح.]]. (ز)
٤٧٠٠٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يموت لمسلم ثلاثةٌ مِن الولد فيَلِجُ النارَ إلا تَحِلَّة القسم». ثم قرأ سفيان: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾[[أخرجه البخاري ٢/٧٣ (١٢٥١)، ومسلم ٤/٢٠٢٨ (٢٦٣٢)، والثعلبي ٦/٢٢٦. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.]]. (١٠/١١٩)
٤٧٠٠٧- عن معاذ بن أنس، عن رسول الله ﷺ، قال: «مَن حَرَسَ مِن وراء المسلمين في سبيل الله مُتَطَوِّعًا لا يأخذه سلطان؛ لم يرَ النّار بعينه إلا تَحِلَّة القَسَم، فإن الله يقول: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾»[[أخرجه أحمد ٢٤/٣٧٩ (١٥٦١٢)، وابن جرير ١٥/٦٠٤-٦٠٥. قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٤/٢٢٦٤ (٥٢٥٧): «رواه رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه. ورشدين ليس بشيء». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/١٥٩ (١٩١٩): «رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، ولا بأس بإسناده في المتابعات». وقال الهيثمي في المجمع ٥/٢٨٧ (٩٤٨٧): «رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، وفي أحد إسنادي أحمد ابن لهيعة، وهو أحسن حالًا من رشدين».]]. (١٠/١٢٠)
٤٧٠٠٨- عن أبي سُمَيَّة، قال: اختلفنا في الورود؛ فقال بعضُنا: لا يدخلها مؤمن. وقال بعضهم: يدخلونها جميعًا، ثم ينجي الله الذين اتقوا. فلقيت جابر بن عبد الله، فذكرتُ له، فقال -وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه-: صُمَّتا إن لم أكن سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «لا يبقى برٌّ ولا فاجرٌ إلا دخلها، فتكون على المؤمن بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم، حتى إنّ للنار ضجيجًا مِن بردهم، ثم يُنَجِّي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيًا»[[أخرجه أحمد ٢٢/٣٩٦-٣٩٧ (١٤٥٢٠)، والثعلبي ٦/٢٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. قال المنذري في الترغيب والترغيب ٤/٢٣١ (٥٤٩١): «ورواته ثقات». وقال ابن كثير في تفسيره ٥/٢٥٢: «غريب، ولم يخرجوه». وقال في البداية والنهاية ٢٠/٩٦: «لم يخرجوه في كتبهم، وهو حسن». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٥٥ (١١١٥٩): «ورجاله ثقات». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٨/٢٠٧ (٧٧٩٦): «مدار أسانيدهم على أبي سمية، وهو مجهول». وقال القسطلاني في المواهب اللدنية ٣/٦٦٧: «رواه أحمد، والبيهقي، بإسناد حسن». وقال الألباني في الضعيفة ١٠/٣٠٤ (٤٧٦١): «ضعيف».]]. (١٠/١١٣)
٤٧٠٠٩- عن أبي الزبير، قال: سألتُ جابر بن عبد الله عن الورود. فقال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «هو الدُّخُول، يَرِدُون النارَ حتى يخرجوا منها، فآخر مَن يبقى رجلٌ على الصراط يزحف، فيرفع الله -تبارك وتعالى- له شجرة، قال: فيقول: أيْ ربِّ، أدْنِني منها. قال: فيُدنيه الله -تبارك وتعالى- منها. قال: ثم يقول: أي ربِّ، أدخِلني الجنة. قال: فيدخله الجنة. قال: فيقول: سَلْ. قال: فيسأل. قال: فيقول: ذلك لك وعشرة أضعافه أو نحوها ...» الحديث[[أخرجه ابن منده في الإيمان ٢/٨٢٥، وابن جرير ١٥/٦٠٤، من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، قال: سمعت جابرًا يقول ... وذكره. إسناده صحيح.]]. (ز)
٤٧٠١٠- عن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن مات له ثلاثةٌ من الولد لم يبلغوا الحِنث؛ لم يَرِدِ النارَ إلا عابرَ سبيل». يعني: الجواز على الصراط[[أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ٤/١٨٤٢ (٤٦٤٧). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٥٥ (٣٠٥٥): «رواه الطبراني بإسناد لا بأس به، وله شواهد كثيرة». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٦ (٣٩٧٦) بعد عزوه للطبراني: «ورجاله موثقون، خلا شيخ الطبراني أحمد بن مسعود المقدسي، ولم أجد مَن تَرْجَمَهُ».]]. (١٠/١٢٠)
٤٧٠١١- عن قيس بن أبي حازم، قال: بكى عبدُ الله بن رواحة، فقالت امرأته: ما يُبكيك؟ قال: إني أُنبِئت أنِّي واردٌ النارَ، ولم أُنبَّأ أنِّي صادِرٌ[[أخرجه ابن المبارك (٣١٠)،، وابن أبي شيبة ١٣/٣٥٧، وأحمد في الزهد ص٢٠٠، وهناد ابن السري في الزهد (٢٢٧)، والحاكم ٤/٥٨٨. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، والبيهقي في البعث.]]. (١٠/١٢٢)
٤٧٠١٢- عن عروة بن الزبير، قال: لما أراد ابنُ رواحة الخروجَ إلى أرض مؤتة من الشام؛ أتاه المسلمون يُوَدِّعونه، فبكى، فقال: أما -واللهِ- ما بي حُبُّ الدنيا، ولا صَبابَةٌ لكم، ولكني سمعت رسول الله ﷺ قرأ هذه الآية: ﴿وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا﴾، فقد علمتُ أنِّي واردٌ النارَ، ولا أدري كيف الصدور بعد الورود؟[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ١/١١٨، والبيهقي في الدلائل ٤/٣٥٨-٣٥٩، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٨/١٢٣. وهو عند الطبري بسياق آخر.]]. (١٠/١٢١)
٤٧٠١٣- عن بكر بن عبد الله المزني، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾ ذهب عبدُ الله بن رواحة إلى بيته، فبكى، فجاءت المرأةُ، فبَكَت، وجاءت الخادم، فبَكَت، وجاء أهل البيت، فجعلوا يبكون، فلمّا انقطعت عبرتهم قال: يا أهلاه، ما الذي أبكاكم؟ قالوا: لا ندري، ولكن رأيناك بكيت فبكينا. قال: إنّه أُنزِلت على رسول الله ﷺ آيةٌ يُنَبِّئني فيها ربِّي -تبارك وتعالى- أنِّي واردٌ النار، ولم يُنَبِّئني أنِّي صادرٌ عنها، فذاك الذي أبكاني[[أخرجه ابن المبارك (٣٠٩)، وابن عساكر ٢٨/١٠٦. وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد. كما أخرج عبد الرزاق ٢/١٠-١١ نحوه مختصرًا من طريق إسماعيل عن قيس.]]. (١٠/١٢١)
٤٧٠١٤- عن عبد الله بن مسعود، في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، قال: قال رسول الله ﷺ: «يَرِدُ الناسُ كلُّهم النارَ، ثم يصدرون عنها بأعمالهم، فأولهم كلمح البرق، ثم كالريح، ثم كَحُضْرِ الفرس[[حُضْر الفرس: عَدْوُ الفرس. لسان العرب (حضر).]]، ثم كالرّاكب في رَحْلِهِ، ثم كشَدِّ الرَّجُل، ثم كمَشْيِهِ»[[أخرجه الترمذي ٥/٣٨٠ (٣٤٢٨)، والحاكم ٢/٤٠٧ (٣٤٢١)، ٤/٦٢٩ (٨٧٤١)، وأخرجه أحمد ٧/٢٠٦-٢٠٧ (٤١٤١) مختصرًا. قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٦٢٠ (٣١١).]]. (١٠/١١٤)
٤٧٠١٥- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مُرَّة- قال: يَرِد الناسُ الصراطَ جميعًا، ووُرُودُهم قيامُهم حول النار، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم؛ فمِنهم مَن يَمُرُّ مثل البرق، ومنهم مَن يَمُرُّ مثل الريح، ومنهم مَن يَمُرُّ مثل الطير، ومنهم مَن يَمُرُّ كأجود الخيل، ومنهم مَن يَمُرُّ كأجود الإبل، ومنهم مَن يَمُرُّ كعَدْوِ الرجل، حتى إنّ آخرهم مرًّا رَجُلٌ نُورُه على موضع إبهام قدميه، يمر مُتَكَفِّئًا[[مُتَكَفِّئًا: متمايلًا. تاج العروس (كفأ).]] به الصراط[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢٣٧ بنحوه، وابن جرير ١٥/٥٩٨ مختصرًا، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٢٤٩-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٠/١١٤)
٤٧٠١٦- عن عبد الله بن مسعود، - من طريق أبي الأحوص-،في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، قال: ورودُها الصراطَ[[أخرجه هناد (٢٣٢)، والطبراني (٩٠٨٤، ٩١٢١).]]. (١٠/١١٤)
٤٧٠١٧- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مُرَّة الهمداني-: أنّه سُئِل عن قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾. قال: وإن منكم إلا داخلُها[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٤، والحاكم ٤/٥٨٧، وأخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٢٠٦ بلفظ: يردونها ثم يصدرون عنها بأعمالهم.]]. (١٠/١١٤)
٤٧٠١٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق عبد الله بن السائب- في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا﴾، قال: الكفار[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٢٠٧.]]. (ز)
٤٧٠١٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي الأحوص- في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، قال: الصراط على جهنم مثلُ حَدِّ السيف، فتمرُّ الطبقة الأولى كالبرق، والثانية كالريح، والثالثة كأجود الخيل، والرابعة كأجود الإبل والبهائم، ثم يَمُرُّون على منازلهم، والملائكة يقولون: ربِّ، سلِّم سلِّم[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢٣٧، وابن جرير ١٥/٥٩٥، والحاكم ٢/٣٧٥-٣٧٦. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]٤٢٠٩. (١٠/١١٥)
٤٧٠٢٠- عن عمرو بن الحارث، أنّ بُكيرًا حدثه أنّه قال لِبُسْرِ بن سعيد: إنّ فلانًا يقول: إنّ ورود النار القيامُ عليها. قال بُسْرٌ: أما أبو هريرة فسمعته يقول: إذا كان يوم القيامة فيجتمع الناسُ نادى مُنادٍ: لِيَلْحَقَ كُلُّ أناسٍ بما كانوا يعبدون. فيقوم هذا إلى الحجر، وهذا إلى القوس، وهذا إلى الخشبة، حتى يبقى الذين يعبدون الله، فيأتيهم الله -تبارك وتعالى-، فإذا رَأَوْه قاموا إليه، فيذهب بهم، فيسلك بهم على الصراط، وفيه عُلَّيْقُ[[العُلَّيْقُ: نبات يتعلَّق بالشجر ويَلْتَوي عليه. وقال أبو حنيفة: العُلَّيق: شجر من شجر الشوك لا يَعْظُم، وإذا نَشِب فيه شيء لم يكد يتخلَّص من كثرة شوكه، وشَوكُه حُجَز شداد. قال: ولذلك سمِّي عُلَّيْقًا. لسان العرب (علق).]]، فعند ذلك يُؤذَن بالشفاعة، فيَمُرُّ الناس، والنبيون يقولون: اللهم، سَلِّم سَلِّم. قال بكير: فكان ابن عميرة يقول: فناج مُسَلَّم، ومُكَدَّسٌ[[تَكَدَّسَ الإنسان: إذا دُفِعَ مِن ورائه فسَقَط. تاج العروس (كدس).]] في جهنم، ومخدوش ثم ناجٍ[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٠٠.]]. (ز)
٤٧٠٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في الآية، قال: لا يبقى أحدٌ إلا دَخَلَها[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٤ من طريق مجاهد. وعزاه السيوطي إلى البيهقي في البعث.]]. (١٠/١١٤)
٤٧٠٢٢- عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني مَن سمع عبد الله بن عباس يُخاصِم نافعَ بن الأزرق، فقال ابن عباس: الورود: الدخول. وقال نافع: لا. فقرأ ابنُ عباس: ﴿إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون﴾ [الأنبياء:٩٨]، وقال: وردوا أم لا؟ وقرأ: ﴿يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار﴾ [هود:٩٨]، أوَردوا أم لا؟ أما أنا وأنت فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا؟ وما أرى اللهَ مُخْرِجَك منها لتكذيبك. قال: فضحك نافع، فقال ابن عباس: ففيم الضَّحِكُ إذًا؟![[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢٣٧ بنحوه، وعبد الرزاق ٢/١١، وهناد (٢٢٩) من طريق مجاهد مختصرًا، وابن جرير ١٥/٥٩٠-٥٩١ كذلك من طريق عمرو بن دينار، قال: أخبرني مَن سمع ابنَ عباس يُخاصم نافع بن الأزرق، وإسحاق البستي في تفسيره ص٢٠٤-٢٠٥، وابن أبي حاتم ٦/٢٠٨٠ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في البعث. كما أخرج آخره ابن جرير ١٥/٥٩٨ من طريق مجاهد. وأورده مقاتل بن سليمان في تفسيره ٢/٦٣٥.]]. (١٠/١١٣)
٤٧٠٢٣- عن مرزوق بن أبي سلامة، قال: قال نافع بن الأزرق لعبد الله بن عباس: ما الورود؟ قال: الدخول. قال: لا، الوُرود: الوُقوف على شَفِيرِها. فقال: ويحك! أما تقرأ كتاب الله: ﴿وما أمر فرعون برشيد. يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار﴾ [هود:٩٧-٩٨]؟ أفَتَراه -ويحك- إنّما أوقفهم على شفيرها، والله تعالى يقول: ﴿ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب﴾ [غافر:٤٦]؟![[عزاه السيوطي إلى ابن الأنبارى في المصاحف.]]. (١٠/١١٧)
٤٧٠٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قال: الورود في القرآن أربعة؛ في هود [٩٨]: ﴿وبئس الوِرد المَورُود﴾، وفي مريم [٧١]: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، وفيها [٨٦] أيضًا: ﴿ونسُوقُ المجرمين إلى جهنم وِردًا﴾، وفي الأنبياء [٩٨]: ﴿حصب جهنم أنتم لها وارِدُون﴾. قال: كل هذا الدخول. كان ابن عباس يقول: كل هذا الدخول، واللهِ، لَيَرِدَنَّ جهنمَ كلُّ برٍّ وفاجر، ﴿ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٢/٥٦٣، وابن أبي حاتم ٦/٢٠٨١ مختصرًا. كما أخرجه مقاتل بن سليمان في تفسيره ٢/٦٣٥، وذكر فيه قوله تعالى: ﴿لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها﴾ بدل ﴿ونسُوقُ المجرمين إلى جهنم وِردًا﴾.]]. (٨/١٣٥)
٤٧٠٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، قال: يَرِدُها البَرُّ والفاجر، ألم تسمع قوله: ﴿فأوردهم النار وبئس الورد المورود﴾ [هود:٩٨]، وقوله: ﴿ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا﴾؟ [مريم:٨٦][[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/١١٣)
٤٧٠٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي عبيد مولى ابن عباس- أنّ عمر لَمّا طُعِن قال: واللهِ، لو أنّ لي ما على الأرض مِن شيء لافتديتُ به مِن هول المَطْلَع. فقال ابن عباس: فقلت له: واللهِ، إنِّي لأرجو ألا تراها إلا مقدار ما قال الله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾[[أخرجه ابن سعد ٣/٣٥٢.]]. (١٠/١١٨)
٤٧٠٢٧- عن أبي الزبير، أنّه سمع جابر بن عبد الله يُسْأَل عن الورود. فقال: نحن يوم القيامة على كوى أو كدى فوق الناس[[قال القاضي عياض في تعليقه على نحو هذه الجملة في شرحه لصحيح مسلم إكمال المعلم ١/٣٧٠: «هذه صورة الحديث في جميع النسخ، وفيه تغيير كثير، وتصحيف». قال: «وصوابه: نجيء يوم القيامة على كوم. هكذا رواه بعض أهل الحديث، وفي كتاب ابن أبي خيثمة من طريق كعب بن مالك: يحشر الناس يوم القيامة على تَلٍّ، وأمتي على تل. وذكر الطبري في التفسير من حديث ابن عمر: فيرقى هو -يعني: محمدًا ﷺ- وأمته على كوم فوق الناس. وذكر من حديث كعب بن مالك: يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل. قال القاضي: فهذا كله يبين ما تغير من الحديث، وأنه كان أظلم هذا الحرف على الراوي أو امَّحى فعبَّر عنه بكذا وكذا، وفسره بقوله: أي: فوق الناس. وكتب عليه: انظر تنبيهًا. فجمع النقلة الكل، ونسقوه على أنه من متن الحديث، كما تراه». نقله النووي في شرحه لصحيح مسلم ٣/٤٧، ثم قال: «هذا كلام القاضي، وقد تابعه عليه جماعة من المتأخرين».]]، فتُدْعى الأمم بأوثانها وما كانت تَعْبُدُ الأولَ فالأولَ، فينطلق بهم، ويتبعونه. قال: ويُعْطى كلُّ إنسانٍ منافقٌ ومؤمنٌ نورًا، وتَغْشى ظلمةٌ، ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم حَسَك[[الحَسَكُ: نبات له ثمرة خشنة تَعْلَقُ بأَصواف الغنم. لسان العرب (حسك).]] وكلاليب تأخذ مَن شاء الله، فيطفأ نور المنافق، وينجو المؤمنون، فتنجو أولُ زمرةٍ كالقمر ليلة البدر، وسبعون ألفًا لا حساب عليهم، ثم الذين يلونهم كأَضْوَإ نجم في السماء، ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة فيشفعون، ويخرج من النار مَن قال: «لا إله إلا الله» مِمَّن في قلبه وزنُ شعيرة مِن خير، ثُمَّ يلقون تلقاء الجنة، ويُهَرِيقُ عليهم أهلُ الجنة الماء، فينبتون نبات الشيء في السيل، ثم يسألون فيجعل لهم الدنيا وعشرة أمثالها[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٩.]]. (ز)
٤٧٠٢٨- عن الحسن البصري، قال: كان أصحابُ رسول الله ﷺ إذا التَقَوْا يقول الرجل لصاحبه: هل أتاك أنّك وارد؟ فيقول: نعم. فيقول: هل أتاك أنّك خارج؟ فيقول: لا. فيقول: ففيم الضحك إذن؟![[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٥٠٠.]]. (١٠/١٢٢)
٤٧٠٢٩- عن أبي العوام، قال: قال كعب الأحبار: هل تدرون ما قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾؟ قالوا: ما كنا نرى ورودَها إلا دخولَها. قال: لا، ولكن ورودُها أن يُجاء بجهنم كأنها مَتْنُ إهالَةٍ[[مَتْنُ إهالة: أي: ظَهْرُها. والإهالَة: ما أذَبْتَ من الشحم. لسان العرب (أهل).]]، حتى إذا استوت عليها أقدام الخلائق برِّهم وفاجرِهم ناداها منادٍ: خذي أصحابك، وذَرِي أصحابي. فيخسف بكل ولِيِّ لها، لَهِيَ أعلمُ بهم مِن الوالد بولده، وينجو المؤمنون نَدِيَّةً ثيابُهم. قال: وإنّ الخازِن مِن خَزَنَةِ جهنم ما بين منكبيه مسيرةُ سنة، معه عمودٌ مِن حديد له شُعْبَتان، يدفع الدفعة فيَكُبُّ في النار تسعمائة ألف. أو كما قال[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١٦٩، وابن جرير ١٥/٥٩٣ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/١١٧)
٤٧٠٣٠- عن أبي الجَلْد [جيلان بن أبي فروة] -من طريق أبي عمران الجوني- قال: تكون الأرض يومًا نارًا، فماذا أعددتم لها؟ قال: فذلك قول الله: ﴿وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٣، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٦/٥٥.]]. (ز)
٤٧٠٣١- عن أبي ميسرة [عمرو بن شرحبيل الهمداني] -من طريق أبي إسحاق- أنّه أوى إلى فراشه، فقال: يا ليت أُمِّي لم تلِدْني. فقالت امرأته: يا أبا ميسرة، إنّ الله قد أحسن إليك؛ هداك إلى الإسلام. فقال: أجل، ولكن الله قد بيَّن لنا أنّا واردو النارِ، ولم يُبَيِّن لنا أنّا صادِرون عنها[[أخرجه ابن المبارك (٣١٢)، وهناد (٢٢٨)، وابن جرير ١٥/٥٩٤.]]. (١٠/١٢٢)
٤٧٠٣٢- عن عبيد بن عمير، قال: حضورها: ورودها[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٤٢١٠. (١٠/١١٧)
٤٧٠٣٣- عن خالد بن معدان -من طريق بكار بن أبي مروان- قال: إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ قالوا: ربَّنا، ألم تَعِدْنا أنّا نَرِدُ النارَ؟ قال: بلى، ولكنكم مررتم عليها وهي خامدة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٥٦١، وهناد (٢٣١)، وابن جرير ١٥/٥٩٢، والحكيم الترمذي -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٢/٣٣٢-، وإسحاق البستي في تفسيره من طريق ثور ص٢٠٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن الأنباري في المصاحف.]]. (١٠/١١٦)
٤٧٠٣٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق مسلم الأعور- قال: يعني: داخلها[[تفسير مجاهد ص٤٥٧.]]. (ز)
٤٧٠٣٥- عن مجاهد بن جبر قال: الحُمّى في الدنيا حَظُّ المؤمن مِن الورود في الآخرة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]٤٢١١. (١٠/١٢٢)
٤٧٠٣٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق عثمان بن الأسود- قال: الحُمّى حظُّ كُلِّ مؤمن من النار، ثم قرأ: ﴿وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا﴾. والورود في الدنيا هو الورود في الآخرة[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات -موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/٢٢٩ (٢٠)-، وابن جرير ١٥/٥٩٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٣٧٤) بلفظ: مَن حُمَّ من المسلمين فقد وردها.]]. (١٠/١٢٢)
٤٧٠٣٧- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق السدي- في الآية، قال: الصراط على جهنم يَرِدُون عليه[[أخرجه هناد في الزهد (٢٣٣). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/١١٦)
٤٧٠٣٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يزيد النَّحْوِيّ- في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، قال: الدخول[[أخرجه الخطيب في تالي التلخيص (١٤٤).]]. (١٠/١٢٣)
٤٧٠٣٩- قال عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمر بن الوليد-: يعني: الكفار، لا يَرِدُها مؤمن[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٦.]]. (ز)
٤٧٠٤٠- عن أبي نَضْرَة [المنذر بن مالك العبدي]، في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، قال: يحملون على الصراط إلى جهنم، وهي كأنها مَتْنُ إهالَة، فتميل بهم، فيقول الله لجهنم: خذي أصحابك، ودعي أصحابي. فيخسف بهم الصراط، وينجو المؤمنون، وهو قول الله: ﴿فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون﴾ [يس:٦٦][[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري.]]. (١٠/١١٦)
٤٧٠٤١- عن الحسن البصري -من طريق المُبارَكِ بن فَضالَة- في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، قال: الورود: المَمَرُّ عليها مِن غير أن يدخلها[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن الأنبارى، والبيهقي في البعث.]]. (١٠/١١٦)
٤٧٠٤٢- عن الحسن البصري -من طريق عمرو- قال: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾ إلا داخلها، فيجعلها الله على المؤمن بردًا وسلامًا، كما جعلها على إبراهيم[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢٣٨.]]. (ز)
٤٧٠٤٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، قال: هو المَمَرُّ عليها[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٠، وابن جرير ١٥/٥٩ من طريق سعيد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/١١٦)
٤٧٠٤٤- عن زيد بن أسلم -من طريق حفص-: يقول الله: ﴿ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا﴾ المكذبين بالبعث، ﴿وإن منكم﴾ يا أهل هذا القول ﴿إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا﴾[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/٣٧ (٧٦).]]. (ز)
٤٧٠٤٥- عن ابن أبي ليلى، أنه كان يقول: الورود: الدخول[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري.]]. (١٠/١٢٤)
٤٧٠٤٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، يعني: وما منكم أحدٌ إلا داخلها، يعني: جهنم، البر والفاجر، ... يجعل الله النار على المؤمنين يومئذ بردًا وسلامًا، كما جعلها على إبراهيم ﵇، فذلك قوله ﷿: ﴿كان على ربك حتما مقضيا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٣٥-٦٣٦.]]. (ز)
٤٧٠٤٧- قال عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج-: يقول: الوُرود الذي ذكره الله في القرآن: الدخول. لَيَرِدَنَّها كلُّ برٍّ وفاجر، في القرآن أربعة أوراد: ﴿فأوردهم النار﴾ [هود:٩٨]، ﴿حصب جهنم أنتم لها واردون﴾ [الأنبياء:٩٨]، ﴿ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا﴾ [مريم:٨٦]، ﴿وإن منكم إلا واردها﴾[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩١.]]. (ز)
٤٧٠٤٨- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾: ورود المسلمين: المرور على الجسر بين ظهريها. وورود المشركين: أن يدخلوها. قال: وقال النبي ﷺ: «الزالُّون والزالّات يومئذ كثير، وقد أحاط بالجسر سِماطان[[سماطان: صفّان. لسان العرب (سمط).]] مِن الملائكة، دعواهم يومئذ: يا الله، سلِّم سلِّم»[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩٦-٥٩٧.]]٤٢١٢. (١٠/ ١١٧)
٤٧٠٤٩- عن سفيان بن عيينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾، فقال: يرِدُونها وهي خامدة، فينجي الله ﴿الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا﴾[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٢١٠.]]. (ز)
٤٧٠٥٠- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا﴾، يعني: قَسَمًا كائنًا[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢٣٧.]]٤٢١٣. (ز)
﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٧٠٥١- عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله علية وسلم يعود رجلًا مِن أصحابه وعِكًا، وأنا معه، فقال: «إنّ الله يقول: هي ناري، أُسَلِّطها على عبدي المؤمن؛ لتكون حظَّه مِن النار في الآخرة»[[أخرجه أحمد ١٥/٤٢٢ (٩٦٧٦)، وابن ماجه ٤/٥٢١ (٣٤٧٠)، والحاكم ١/٤٩٦ (١٢٧٧)، وابن جرير ١٥/٥٩٧. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال النووي في خلاصة الأحكام ٢/٩١٣-٩١٤ (٣٢٣٨): «رواه البيهقي بإسناد حسن». وقال ابن كثير في تفسيره ٥/٢٥٥ تعليقًا على رواية ابن جرير: «غريب، ولم يخرجوه من هذا الوجه». وقال في البداية والنهاية ٢٠/٩٤: «وهذا إسناد حسن». وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ٤/٦١ (٩٠٢١): «هذا إسناد صحيح، رجاله موثقون». وأورده الألباني الصحيحة ٢/٩٨ (٥٥٧).]]. (١٠/١٢٣)
٤٧٠٥٢- عن يعلى ابن مُنْيَة، عن النبي ﷺ، قال: «تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جُزْ، يا مؤمن، فقد أطفأ نورُك لهبي»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٢٢/٢٥٨-٢٥٩ (٦٦٨)، والبيهقي في الشعب ١/٥٧٧-٥٧٨ (٣٦٩). وأورده الثعلبي ٦/٢٢٧. قال البيهقي: «تفرَّد به سليم بن منصور، وهو منكر». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٢٠/٩٧: «هذا حديث غريب جدًّا». وقال ابن رجب في التخويف من النار ص٢٥٣: «غريب، وفيه نكارة». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٦٠ (١٨٤٤٦): «فيه سليم بن منصور بن عمار، وهو ضعيف». وقال السخاوي في المقاصد الحسنة ص٢٦٢ (٣٤٤): «في سنده منصور بن عمار الواعظ الشهير، قال أبوحاتم: إنه ليس بالقوي. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وأورد له هذا الحديث في كامله، وهو مع ذلك منقطع بين خالد ويعلى، وأرجو أن يكون صحيحًا». وقال المناوي في التيسير ١/٤٥٥: «فيه ضعف وانقطاع». وقال الألباني في الضعيفة ٧/٤٢١ (٣٤١٣): «ضعيف».]]. (١٠/١١٩)
٤٧٠٥٣- عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله ﷺ قال: «يُؤتى بالجسر، فيجعل بين ظهري جهنم». قلنا: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: «مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عُقَيْفاءُ، تكون بنجد، يقال لها: السَّعدان، المؤمن عليها كالطرف، وكالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل، والركاب، فناجٍ مُسَلَّم، وناجٍ مَخْدُوش، ومَكْدُوس في نار جهنم، حتى يَمُرَّ آخرُهم يسحب سَحْبًا، فما أنتم بأشدَّ لي مناشدة في الحق، قد تبين لكم مَن المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنّهم قد نجوا في إخوانهم يقولون: ربَّنا، إخواننا، كانوا يُصَلُّون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا. فيقول الله تعالى: اذهبوا، فمَن وجدتم في قلبه مثقالَ دينار من إيمان فأخرجوه. ويُحَرِّم اللهُ صُورَهم على النار، فيأتونهم وبعضُهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيُخْرِجون مَن عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا، فمَن وجدتم في قلبه مثقالَ نصف دينار فأخرِجوه. فيُخْرِجون مَن عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا، فمَن وجدتم في قلبه مثقالَ ذرَّةٍ مِن إيمان فأخرِجوه. فيُخْرِجون مَن عرفوا -قال أبو سعيد: فإن لم تُصَدِّقوني فاقرءوا: ﴿إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها﴾ [النساء:٤٠]-، فيَشْفَعُ النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيت شفاعتي. فيقبض قبضة من النار، فيخرج أقوامًا قد امتُحِشوا[[امتحشوا -بضم المثناة وكسر الحاء على ما لم يسم فاعله، وضبطه الأصيلي بفتحهما-: يقال: محشته النار: أي أحرقته، والمحش: احتراق الجلد، وظهور العظم. وقال الداودي معناه: انقبضوا واسودوا. فتح الباري ١/١٨٦.]]، فيُلْقَون في نهرٍ بأفواه الجنة يُقال له: ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبَّة في حَمِيل السَّيْل، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة، وإلى جانب الشجرة، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر، وما كان منها إلى الظِّلِّ كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتيم، فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الجنةَ بغير عمل عملوه، ولا خيرٍ قدَّموه. فيُقال لهم: لكم ما رأيتم ومثلُه معه»[[أخرجه البخاري ٩/١٢٩-١٣١ (٧٤٣٩)، ومسلم ١/١٦٧ (٣٠٢)، وابن جرير ١٥/٦٠٣-٦٠٤.]]. (ز)
٤٧٠٥٤- عن المغيرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «شعارُ المسلمين على الصراط يوم القيامة: اللهم، سلِّم سلِّم»[[أخرجه الترمذي ٤/٤٢٩ (٢٦٠١)، والحاكم ٢/٤٠٧ (٣٤٢٢)، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق. قال الترمذي: «هذا حديث غريب من حديث المغيرة بن شعبة، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال ابن حبان في كتاب المجروحين ٢/٥٤-٥٥ (٥٩٢) في ترجمة عبد الرحمن بن إسحاق: «كان مِمَّن يقلب الأخبار والأسانيد، وينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يَحِلُّ الاحتجاج بخبره». وقال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ ص٢١٢ (٥٠٨): «رواه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو الذي يُقال له: عباد بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن المغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن هذا مُنكَر الحديث عن الثقات، وقال أحمد بن حنبل: ليِّن الحديث. ورضي القول فيه يحيى بن معين». وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/٤٣٤ (١٥٣١): «هذا حديث لا يصح». وقال الألباني في الضعيفة ٤/٤٤١ (١٩٧٣): «ضعيف».]]. (١٠/١١٥)
٤٧٠٥٥- عن الحسن البصري، قال: قال رجل لأخيه: يا أخي، هل أتاك أنّك واردٌ النارَ؟ قال: نعم. قال: فهل أتاك أنّك خارجٌ منها؟ قال: لا. قال: ففيم الضحك؟! فما رُئِي ضاحكًا حتى مات[[أخرجه ابن المبارك في الزهد (٣١١).]]. (١٠/١٢٢)
﴿كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمࣰا مَّقۡضِیࣰّا ٧١﴾ - تفسير
٤٧٠٥٦- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مرة الهمداني- ﴿كان على ربك حتما مقضيا﴾، قال: قَسَمًا واجِبًا[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٠٦.]]. (ز)
٤٧٠٥٧- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: ﴿حتما مقضيا﴾. قال: الحَتْمُ: الواجب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أُمَيَّة بن أبي الصلت وهو يقول: عبادك يخطئون وأنت ربٌّ بكفيك المنايا والحُتُوم؟[[أخرجه ابن الأنباري في الوقف والابتداء ١/٩٧ (١١٦)، والطستي -كما في الإتقان ٢/٩٦-.]]. (١٠/١٢٤)
٤٧٠٥٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيحٍ- في قوله: ﴿حتما مقضيا﴾، قال: قضاء مِن الله[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٠٥، وإسحاق البستي في تفسيره ص٢٠٨ من طريق ابن جريج. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٢٣)
٤٧٠٥٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يزيد النَّحْويِّ- في قوله: ﴿كان على ربك حتما مقضيا﴾، قال: قَسَمًا واجبًا[[أخرجه الخطيب في تالي التلخيص ١/٢٥٦ (١٤٤).]]. (١٠/١٢٣)
٤٧٠٦٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿كان على ربك حتما مقضيا﴾، يقول: قَسَمًا واجبًا[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٠٦.]]. (ز)
٤٧٠٦١- عن مقاتل بن سليمان: ﴿كان على ربك حتما مقضيا﴾، قال: قضاءً واجبًا قد قضاه في اللوح المحفوظ أنّه كائن لا بُدَّ، غير الأنبياء ﵈، فتكون على المؤمنين بردًا وسلامًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٣٦.]]. (ز)
٤٧٠٦٢- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- ﴿حتما مقضيا﴾، قال: قضاء[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٠٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.