الباحث القرآني
﴿وَأَنذِرۡهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ وَهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ ٣٩﴾ - تفسير
٤٦٦٥٦- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النارِ النارَ؛ يُجاء بالموت كأنّه كبش أملح، فيُوقَف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة، هل تعرفون هذا؟ فيَشْرَئِبُّون، وينظرون، ويقولون: نعم، هذا الموت. وكلُّهم قد رآه، ثُمَّ ينادي: يا أهل النار، هل تعرفون هذا؟ فيَشْرَئِبُّون، وينظرون، ويقولون: نعم، هذا الموت. وكلُّهم قد رآه، فيُؤمَر به، فيُذبَح، فيُقال: يا أهل الجنة، خُلودٌ فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت». ثم قرأ رسول الله ﷺ: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة﴾. وأشار بيده، وقال: «أهلُ الدنيا في غفلة»[[أخرجه البخاري ٦/٩٣-٩٤ (٤٧٣٠)، ومسلم ٤/٢١٨٨ (٢٨٤٩)، وأحمد ١٧/١٢٠ (١١٠٦٦) واللفظ له.]]٤١٧٣. (١٠/٧٣)
٤٦٦٥٧- عن أبي سعيد، عن النبي ﷺ، قوله: ﴿وهم في غفلة﴾، قال: «في الدنيا»[[أخرجه ابن حبان ٢/٤٢١-٤٢٢ (٦٥٢). وأصله في الصحيحين؛ البخاري ٦/٩٣-٩٤ (٤٧٣٠)، ومسلم ٤/٢١٨٨ (٢٨٤٩). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/٣٤٢ (٢٦٤٦): «رواه ابن حبان في صحيحه، وهو في الصحيحين بمعناه».]]. (ز)
٤٦٦٥٨- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة﴾، قال: «يُنادى: يا أهل الجنة. فيَشْرَئِبُّون، وينظرون، ويُنادى: يا أهل النار. فيَشْرَئِبُّون، وينظرون، فيُقال: ما تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم. فيُجاء بالموت في صورة كبش أملح، فيُقال: هذا الموت. فيُقَرَّب، ويُذبَح، ثم يُقال: يا أهل الجنة، خلود ولا موت، ويا أهل النار، خلود لا موت». ثم قرأ: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر﴾[[أخرجه النسائي في الكبرى ١٠/١٦٨ (١١٢٥٥)، وابن جرير ١٥/٥٤٦، من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به. إسناده صحيح، ولكن أعلّ الدارقطني في العلل ٨/١٦٦، و١١/٣٤٥ روايته من مسند أبي هريرة، وصوّب كونه من مسند أبي سعيد، فقال: «والصحيح حديث أبي سعيد الخدري».]]. (١٠/٧٤)
٤٦٦٥٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق زِر بن حُبَيْش- في قوله: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر﴾، قال: إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النارِ النارَ؛ أُتِي بالموت في صورة كبش أمْلَح، حتى يُوقَف بين الجنة والنار، ثم يُنادِي منادٍ: يا أهل الجنة، هذا الموتُ الذي كان يميت الناسَ في الدنيا. فلا يبقى أحدٌ في عِلِّيِّين، ولا في أسفل درجةٍ من الجنة إلا نظر إليه، ثم يُنادي: يا أهل النار، هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا. فلا يبقى أحد في ضَحْضاحٍ مِن نار، ولا أسفل دَرْكٍ مِن جهنم إلا نظر إليه، ثم يذبح بين الجنة والنار، ثم ينادي: يا أهل الجنة، هو الخلود أبد الآبدين، ويا أهل النار، هو الخلود أبد الآبدين. فيفرح أهلُ الجنة فرحةً لو كان أحدٌ ميِّتًا مِن فرح ماتوا، ويشهقُ أهلُ النار شَهْقَةً لو كان [أحدٌ] ميِّتًا مِن شهقة ماتوا، فذلك قوله: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر﴾. يقول: إذا ذُبِح الموت[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٢٢٨-. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٠/٧٤)
٤٦٦٦٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي الزَّعْراء- في قصة ذكرها، قال: ما مِن نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة، وبيت في النار، وهو يوم الحسرة، فيرى أهلُ النارِ البيتَ الذي في الجنة، فيُقال لهم: لو عمِلتم. فتأخذهم الحسرة، ويرى أهلُ الجنة البيتَ الذي في النار، فيقال: لولا أن مَنَّ الله عليكم[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢٢٥، وابن جرير ١٥/٥٤٥.]]. (ز)
٤٦٦٦١- عن أبي سعيد الخدري -من طريق أبي سفيان- قال: يُجاء بالموت في صورة كبش أمْلح، حتى يجعل على السور بين الجنة والنار، فيُقال: يا أهل الجنة، ويا أهل النار، هل تعرفون هذا؟ هذا الموت. فيقولون: نعم. فيُذبَح على السور وهم ينظرون، ثم يُنادي منادٍ هكذا: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت. وهو قوله: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر﴾[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢٢٥.]]. (ز)
٤٦٦٦٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيج- في قوله: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة﴾، قال: يُصَوِّرُ اللهُ الموتَ في صورة كبش أملح، فيُذبَح، فييأس أهلُ النار مِن الموت فيما يرجونه، فتأخذهم الحسرةُ مِن أجل الخلود في النار[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٤٦.]]. (١٠/٧٤)
٤٦٦٦٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿يوم الحسرة﴾: هو مِن أسماء يوم القيامة. وقرأ: ﴿أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله﴾ [الزمر:٥٦][[كذا أورده السيوطي، وعزاه إلى ابن جرير، والذي في مطبوعة ابن جرير ١٥/٥٤٧ عن ابن عباس من طريق علي في تفسير هذه الآية: من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذره عباده، دون ذكر الآية. وإنما ذُكرت في أثر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم الذي أورده ابن جرير قبله، وسيأتي بعد ثلاثة آثار.]]. (١٠/٧٥)
٤٦٦٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عثمان بن سليم- أنّه قال: يُجعل الموت في صورة كبش أملح، فيذبحه جبريلُ بين الجنة والنار، وهم ينظرون إليه، فيُقال لأهل الجنة: خلودٌ فلا موتَ فيها. ولأهل النار: خلودٌ فلا موتَ فيها. فلولا ما قضى الله ﷿ على أهل النار مِن تعمير أرواحهم في أبدانهم لَماتوا مِن الحسرة[[أخرجه مقاتل بن سليمان ٢/٦٢٨.]]. (ز)
٤٦٦٦٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ: قوله: ﴿إذ قضي الأمر﴾، يعني: إذ وجب العذابُ، فوقع أهل النار[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٢٢٥.]]. (ز)
٤٦٦٦٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأنذرهم﴾ يعني: كفار مكة ﴿يوم الحسرة﴾ يوم يُذْبَح الموت كأنّه كبش أملح ... ﴿إذ قضي الأمر﴾ يعني: إذا قضى العذاب، ﴿وهم في غفلة﴾ اليوم، ﴿وهم لا يؤمنون﴾ يعني: لا يُصَدِّقون بما يكون في الآخرة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٢٨.]]. (ز)
٤٦٦٦٧- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- قال: يُحْشَر أهلُ النار حين يذبح الموت، والفريقان ينظرون، فذلك قوله: ﴿إذ قضي الأمر﴾ قال: ذُبِح الموت، ﴿وهم في غفلة﴾[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٤٦.]]. (ز)
٤٦٦٦٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة﴾، قال: يوم القيامة. وقرأ ﴿أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله﴾ [الزمر:٥٦][[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٤٧.]]٤١٧٤. (ز)
٤٦٦٦٩- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿وهم في غفلة﴾ في الدنيا. وهذا كلام مستقبل، يعني: المشركين. ﴿وهم لا يؤمنون﴾[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢٢٦.]]٤١٧٥. (ز)
﴿وَأَنذِرۡهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ وَهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ ٣٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٦٦٧٠- عن ابن عمر، قال: سمعتُ رسول الله يقول: «إذا صار أهلُ الجنة إلى الجنة، وصار أهلُ النار إلى النار؛ أُتِي بالموت حتى يُجعل بين الجنة والنار، ثم يُذبح، ثم يُنادي منادٍ: يا أهل الجنة، لا موت، ويا أهل النار، لا موت. فيزداد أهلُ الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهلُ النار حزنًا إلى حزنهم»[[أخرجه مسلم ٤/٢١٨٩ (٢٨٥٠)، ويحيى بن سلام في تفسيره ١/٢٢٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.