﴿مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمࣲ وَلَا لِـَٔابَاۤىِٕهِمۡۚ كَبُرَتۡ كَلِمَةࣰ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡۚ إِن یَقُولُونَ إِلَّا كَذِبࣰا﴾ [الكهف ٥]
﴿مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمࣲ وَلَا لِـَٔابَاۤىِٕهِمۡۚ كَبُرَتۡ﴾ - تفسير
٤٤٣٥٥- قال مقاتل بن سليمان: قول الله -تبارك وتعالى-: ﴿ما لهم به من علم ولا لآبائهم﴾، لقولهم: نجده في كتابنا، وحدَّثَتْنا به آباؤنا(١). (ز)
٤٤٣٥٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿ما لهم به من علم﴾ أنّ لله ولدًا، ﴿ولا لآبائهم﴾ قبلهم الذين كانوا في الشرك(٢). (ز)
ابنُ عطية (٥/٥٦٤) أن الضمير في ﴿به﴾ يحتمل احتمالين: الأول: أن يعود على القول الذي يتضمنه ﴿قالوا﴾ المتقدم، وتكون جملة قوله: ﴿ما لهم به من علم﴾ في موضع الحال، أي: قالوا جاهلين. الثاني: أن يعود على «الولد» الذي ادعوه؛ فتكون الجملة صفة للولد. ونسبه للمهدوي. و مستندًا إلى دلالة عقلية، فقال: «وهو معترض؛ لأنه لا يصفه إلا القائل، وهم ليس في قصدهم أن يصفوه».
ثم أنه نفي مُؤْتَنَف، فقال: «والصواب عندي أنّه نفي مؤتنف، أخبر الله تعالى بجهلهم في ذلك، فلا موضع للجملة من الإعراب».
وذهب ابنُ جرير (١٥/١٤٧) إلى عود الضمير على الله ﷿، و عليه ابنُ عطية بقوله: «وهذا التأويل أذمُّ لهم، وأقضى بالجهل التام عليهم».
﴿كَبُرَتۡ كَلِمَةࣰ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡۚ إِن یَقُولُونَ إِلَّا كَذِبࣰا ٥﴾ - قراءات
٤٤٣٥٧- عن الحسن البصري أنّه كان يقرأها بالرفع: (كَلِمَةٌ)، يقول: كبرت تلك الكلمة أن قالوا: إن لله ولدًا(٣). (ز)
٤٤٣٥٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِن أفْواهِهِمْ﴾، هي على قراءة النصب، عمل في باب كان(٤). (ز)
اختُلِف في قراءة قوله: ﴿كبرت كلمة﴾؛ فقرأ قوم بنصب ﴿كلمةً﴾، وقرأ آخرون برفعها.
وذكر ابنُ جرير (١٥/١٤٧-١٤٨) أن قراءة النصب بمعنى: كبرت كلمتهم التي قالوها كلمةً. وأنها نصبت على التمييز كما يقال: نعم رجلًا قام. أو على التعجب، والتقدير: أكْبِر بها كلمة، كما قال -جل ثناؤه-: ﴿وساءت مرتفقا﴾ [الكهف:٢٩].
وبنحوه ابنُ كثير (٩/١٠٢-١٠٣).
وذكر ابنُ عطية (٥/٥٦٤) أن البعض جعل نصْبها على الحال، والتقدير: كَبُرَتْ فريتهم أو نحو هذا كَلِمَةً.
وأما قراءة الرفع فقد ذكر ابنُ جرير أنها كما يقال: عظُم قولك وكبر شأنك. وأن قوله: ﴿كبرت كلمة﴾ على هذه القراءة ليس مضمرًا، وإنما صفة للكلمة.
وبنحوه ابنُ كثير (٩/١٠٢-١٠٣).
وذكر ابنُ عطية أن قراءة ﴿كلمة﴾ بالرفع فهذا على أنها فاعلة لـ﴿كبرت﴾.
و ابنُ جرير (١٥/١٤٨) قراءة الرفع مستندًا إلى الإجماع، فقال: «لإجماع الحجة من القراء عليها».
وذكر ابنُ كثير (٩/١٠٣) أن المعنى على قراءة الرفع أظهر، وعلل ذلك بقوله: «فإن هذا تبشيعٌ لمقالتهم، واستعظام لإفكهم؛ ولهذا قال: ﴿كبرت كلمة تخرج من أفواههم﴾ أي: ليس لها مستند سوى قولهم، ولا دليل لهم عليها إلا كذبهم وافتراؤهم؛ ولهذا قال: ﴿إن يقولون إلا كذبا﴾».
﴿كَبُرَتۡ كَلِمَةࣰ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡۚ إِن یَقُولُونَ إِلَّا كَذِبࣰا ٥﴾ - تفسير الآية
٤٤٣٥٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كبرت﴾ يعني: عَظُمَت ﴿كلمة تخرج من أفواههم إن﴾ يعني: ما ﴿يقولون إلا كذبا﴾ لقولهم: عزيرٌ ابن الله ﷿(٥). (ز)
٤٤٣٦٠- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿كبرت كلمة تخرج من أفواههم﴾: قولهم: إنّ الملائكة بنات الله(٦). (ز)
(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٧٣.
(٢) تفسير يحيى بن سلام ١/١٧١-١٧٢.
(٣) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص١٠٧مختصرًا من طريق النضر بن شميل عن هارون. وعلقه يحيى بن سلام ١/١٧٢.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن عيسى، ويحيى بن يعمر، وابن محيصن، وغيرهما. انظر: مختصر ابن خالويه ص٨١، والمحتسب ٢/٢٤.
(٤) تفسير يحيى بن سلام ١/١٧٢.
وهي قراءة العشرة.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٧٣.
(٦) أخرجه ابن جرير ١٥/١٤٨.