الباحث القرآني
﴿وَمَن یَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن یُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِهِۦۖ﴾ - تفسير
٤٤٠٢١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن يهد الله﴾ لدينه ﴿فهو المهتد ومن يضلل﴾ عن دينه ﴿فلن تجد لهم أولياء من دونه﴾ يعني: أصحابًا من دون الله يهدونهم إلى الإسلام مِن الضلالة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٥١-٥٥٢.]]. (ز)
٤٤٠٢٢- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿ومن يهد الله فهو المهتد﴾ ولا يستطيع أحد أن يُضِلَّه، ﴿ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه﴾، يمنعونهم من عذاب الله[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٦٤.]]. (ز)
﴿وَنَحۡشُرُهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ﴾ - تفسير
٤٤٠٢٣- عن أبي ذرٍّ، أنّه تلا هذه الآية: ﴿ونحْشُرُهُم يَوْمَ القيامَةِ عَلى وُجُوههمْ عُميًا وبُكمًا وصُمًا﴾. فقال: حدَّثني الصادقُ المصدوقُ ﷺ: «إنّ الناسَ يُحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواجٍ: فوجٍ طاعمِين كاسِين راكبين، وفوجٍ يمشُون ويَسْعَوْن، وفوجٍ تسحبُهم الملائكةُ على وجوههم»[[أخرجه أحمد ٣٥/٣٦٠-٣٦١ (٢١٤٥٦)، والنسائي ٤/١١٦ (٢٠٨٦)، والحاكم ٢/٣٩٨ (٣٣٨٩)، ٤/٦٠٨ (٨٦٨٥). قال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «على شرط مسلم، ولكنه منكر». وقال الحاكم في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح الإسناد إلى الوليد بن جميع، ولم يخرجاه».]]. (٩/٤٤٩)
٤٤٠٢٤- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «يُحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ على ثلاثة أصنافٍ: صِنفٌ مشاةً، وصِنفٌ ركبانًا، وصِنف على وجوههم». قيل: يا رسول الله، وكيف يمشُون على وجوههم؟ قال: «إنّ الذي أمشاهم على أقدامِهم قادرٌ أن يُمشِيَهم على وجوهِهم، أما إنهم يتَّقُون بوجوههم كلَّ حَدَبٍ[[الحدب: ما ارتفع من الأرض وغلظ. النهاية (حدب)١/٣٤٩.]] وشَوكٍ»[[أخرجه أحمد ١٤/٢٨٨-٢٨٩ (٨٦٤٧)، ١٤/٣٦٤ (٨٧٥٥)، والترمذي ٥/٣٦٤ (٣٤٠٩)، وابن جرير ١٧/٤٥٠. وأورده الثعلبي ٦/١٣٦. قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال البيهقي في الشعب ١/٥٤٧: «وروى علي بن زيد بن جدعان -وليس بالقوي- عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة ...». ثم ذكر الحديث.]]. (٩/٤٤٩)
٤٤٠٢٥- عن معاويةَ بن حيدةَ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّكم تُحشَرون رجالًا وركبانًا، وتُجَرُّون على وجوهِكم هاهنا». ونحا بيده نحو الشام[[أخرجه أحمد ٣٤/٢١٣-٢١٤ (٢٠٠١١)، ٣٣/٢٢٥-٢٢٦ (٢٠٠٢٢)، ٣٤/٢٣٣ (٢٠٠٣١)، ٣٤/٢٤٥-٢٤٦ (٢٠٠٥٠)، والترمذي ٤/٤٢٣ (٢٥٩٣)، ٥/٣٦٥ (٣٤١٠)، والحاكم ٢/٤٧٨ (٣٦٤٦)، ٤/٦٠٨ (٨٦٨٦)، ويحيى بن سلام في تفسيره ١/٢٤٤. قال الترمذي: «هذا حديث حسن».]]. (٩/٤٥٠)
٤٤٠٢٦- عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك أنّ رجلًا قال: يا نبيَّ الله، يُحْشَر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: «أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة». قال قتادة: بلى، وعِزَّة ربنا[[أخرجه البخاري ٦/١٠٩(٤٧٦٠)، ٨/١٠٩ (٦٥٢٣)، ومسلم ٤/٢١٦١ (٢٨٠٦)، وابن جرير ١٧/٤٤٩، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٩٢ (١٥١٤٤). وأورده الثعلبي ٦/١٣٦.]]. (٩/٤٤٨)
٤٤٠٢٧- عن الحسن البصري، قال: قرأ رسولُ الله ﷺ هذه الآية: ﴿الَّذين يُحشرونَ على وُجُوههم إلى جهنَّمَ﴾ الآية [الفرقان:٣٤]، فقالوا: يا نبي الله، كيف يمشون على وجوههم؟ قال: «أرأيت الذي أمشاهم على أقدامهم، أليس قادرًا على أن يُمِشيَهم على وجوههم؟»[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٥٠.]]. (٩/٤٤٩)
٤٤٠٢٨- عن أبي هريرة -من طريق حميد بن مالك بن الخثيم- قال: إذا بنيت الجبّانة فاخرج إلى أرض المحشر والمنشر، فإن الناس يحشرون ثلاث أمم: أمة على وجوههم، وأمة على أقدامهم، وأمة على الإبل[[أخرجه يحيى بن سلام في تفسيره ١/٢٤٤.]]. (ز)
٤٤٠٢٩- عن ذكوان [أبي صالح السمان] -من طريق الأعمش- قال: بلغني: أنّ الناس يحشرون يوم القيامة هكذا. ووضع رأسه، ووضع يده اليمني على كوع اليسرى، ونحى شيئًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨٧.]]. (ز)
٤٤٠٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ونحشرهم يوم القيامة﴾ بعد الحساب ﴿على وجوههم﴾، قالوا للنبي ﷺ: كيف يمشون على وجوههم؟ قال لهم النبي ﷺ: «مَن أمشاهم على أقدامهم؟». قالوا: الله أمشاهم. قال النبي ﷺ: «فإن الذي أمشاهم على أقدامهم هو الذي يمشيهم على وجوههم»[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٥١-٥٥٢.]]. (ز)
﴿عُمۡیࣰا وَبُكۡمࣰا وَصُمࣰّاۖ﴾ - تفسير
٤٤٠٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: ﴿ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما﴾، ثم قال: ﴿ورأى المجرمون النار فظنوا﴾ [الكهف:٥٣]، وقال: ﴿سمعوا لها تغيظا وزفيرا﴾ [الفرقان:١٢]، وقال: ﴿دعوا هنالك ثبورا﴾ [الفرقان:١٣]، أما قوله: ﴿عميا﴾ فلا يروْن شيئًا يَسرُّهم. وقوله: ﴿بكما﴾ لا ينطقون بحجة. وقوله: ﴿صما﴾ لا يَسمعون شيئًا يَسُرُّهم[[أخرجه ابن جرير ١٥/٩٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٤٥٠)
٤٤٠٣٢- قال الحسن البصري: هذا حين تتوفاهم الملائكة، وحين يُساقُون إلى الموقف عمي العيون وزرقها، مسودة الوجوه إلى أن يدخلوا النار[[تفسير الثعلبي ٦/١٣٦، وتفسير البغوي ٥/١٣٢ بنحوه مختصرًا.]]. (ز)
٤٤٠٣٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿وبكما﴾، قال: الخُرْسُ[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٩٠، وابن جرير ١٥/٩٣.]]. (ز)
٤٤٠٣٤- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: ﴿عميا وبكما وصما﴾، وذلك إذا قيل لهم: ﴿اخسؤوا فيها ولا تكلمون﴾ [المؤمنون:١٠٨]، فصاروا فيها عميًا لا يبصرون أبدًا، وصمًا لا يسمعون أبدًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٥١-٥٥٢. وفي تفسير الثعلبي ٦/١٣٦، وتفسير البغوي ٥/١٣٢ نحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تمييز.]]. (ز)
٤٤٠٣٥- قال يحيى بن سلّام: ﴿ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا﴾ إما عميا: فعموا في النار حين دخلوها فلم يبصروا فيها شيئًا، وهي سوداء مظلمة لا يضيء لهبها، ﴿وبكما﴾: خُرْسًا، انقطع كلامهم حين قال: ﴿اخسئوا فيها ولا تكلمون﴾ [المؤمنون:١٠٨]، ﴿وصما﴾: ذهب الزفير والشهيق بسمعهم، فلا يسمعون معه شيئًا. وقال في آية أخرى: ﴿وهم فيها لا يسمعون﴾ [الأنبياء:١٠٠][[تفسير يحيى بن سلام ١/١٦٤.]]٣٩٢٩. (ز)
﴿مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ﴾ - تفسير
٤٤٠٣٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تَغْبِطَنَّ فاجرًا بنعمةٍ؛ فإنّ مِن ورائه طالبًا حثيثًا». وقرأ رسول الله ﷺ: ﴿مَّأواهُم جهنَّم كلَّما خَبَتْ زدناهم سعيرًا﴾[[أخرجه البخاري في تاريخه ٢/٢٣٢ (٢٢٩٦)، ٣/٣٤٥ (١١٦٩)، والبيهقي في الشعب ٦/٣٠٠ (٤٢٢٢) كلاهما بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن مردُويَه. قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٦٦٩: «سند ضعيف». وقال المناوي في التيسير ٢/٤٩٦: «إسناده ضعيف».]]. (٩/٤٥٠)
٤٤٠٣٧- عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «الدنيا خَضِرةٌ حُلوةٌ، مَن اكتسب فيها مالًا من غير حِلِّه، وأنفَقه في غير حقِّه؛ أحلَّه دار الهوان، ورُبَّ متخوِّضٍ في مالِ الله ورسوله له النارُ يوم القيامة، يقول الله: ﴿كلَّما خَبَتْ زدناهُم سعيرًا﴾»[[أخرجه البيهقي في الشعب ٧/٣٦٨ (٥١٣٩). قال الألباني في الضعيفة ٦/٤٢ (٢٥٣٤): «ضعيف».]]. (٩/٤٥١)
٤٤٠٣٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿مأواهم جهنم﴾، يعني: أنهم وقودُها[[أخرجه ابن جرير ١٥/٩٤. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٤٥١)
٤٤٠٣٩- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿مأواهم﴾ يعني: مصيرهم ﴿جهنم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٥١.]]. (ز)
﴿كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَـٰهُمۡ سَعِیرࣰا ٩٧﴾ - تفسير
٤٤٠٤٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿كلما خَبتْ﴾، قال: سَكَنَتْ[[أخرجه ابن جرير ١٥/٩٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٤٥١)
٤٤٠٤١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿كُلما خبت زدناهُم سعيرًا﴾، قال: كلما أحرقتْهم سعَّرتهم حطبًا، فإذا أحرَقتْهم فلم تُبقِ منهم شيئًا صارت جمرًا تتوهَّجُ، فذلك خَبْؤُها، فإذا بُدِّلوا خلقًا جديدًا عاودتْهم[[أخرجه ابن جرير ١٥/٩٥-٩٦، وابن الأنباريِّ في كتاب الأضداد ص١٧٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٤٥١)
٤٤٠٤٢- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: ﴿كُلَّما خَبَتْ﴾. قال: الخَبوُ: الذي يُطْفَأُ مرةً، ويَستعِرُ أخرى. قال: وهل تعرِفُ العربُ ذلك ؟ قال: نعم، أما سمِعتَ الشاعرَ وهو يقولُ: وتخْبو النارُ عن أدْنى أذاهم وأضرِمُها إذا ابْتردوا سعيرا؟[[أخرجه الطستي -كما في الإتقان ٢/٩٤-.]]. (٩/٤٥٢)
٤٤٠٤٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿كُلَّما خَبَتْ زدناهُم سعيرًا﴾، قال: كلَّما طُفِئت أُسْعِرَت وأُوقِدَتْ[[تفسير مجاهد ص٤٤٢ بنحوه، وأخرجه يحيى بن سلام ١/١٦٤ من طريق أبي يحيى، وابن جرير ١٥/٩٥، وابن أبي حاتم -كما في التغليق ٤/٢٤١- مقتصرًا على لفظ: طفئت. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٩/٤٥١)
٤٤٠٤٤- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿كلما خبت﴾، قال: سَكَنَتْ[[أخرجه ابن جرير ١٥/٩٦.]]. (ز)
٤٤٠٤٥- عن أبي صالح باذام، في قوله: ﴿كُلَّما خَبَتْ﴾، قال: معناه: كُلَّما حَمِيَتْ[[أخرجه ابن الأنباري في الأضداد ص١٧٥.]]. (٩/٤٥٢)
٤٤٠٤٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿كلما خبت زدناهم سعيرا﴾، قال: كلَّما لان منها شيء[[أخرجه ابن جرير ١٥/٩٦. وفي تفسير الثعلبي ٦/١٣٦، وتفسير البغوي ٥/١٣٢ بلفظ: لانت وضعفت.]]. (ز)
٤٤٠٤٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿كُلَّما خَبَتْ زدناهُم سعيرًا﴾، يقول: كلَّما احترقت جُلودُهم بُدِّلوا جلودًا غيرَها؛ ليذوقُوا العذابَ[[أخرجه ابن جرير ١٥/٩٦، وابن الأنباري في الأضداد ص١٧٦. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٤٥٢)
٤٤٠٤٨- قال مقاتل بن سليمان: قوله سبحانه: ﴿كلما خبت﴾ وذلك إذا أكلتهم النار، فلم يبق منهم غير العظام، وصاروا فحمًا، سكنت النار، هو الخبت؛ ﴿زِدناهُم سعيرًا﴾ وذلك أنّ النار إذا أكلتهم بُدِّلوا جلودًا غيرها جددًا في النار، فتسعر عليهم، فذلك قوله سبحانه: ﴿زدناهم سعيرا﴾ يعني: وقودًا، فهذا أمرهم أبدًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٥٢.]]. (ز)
٤٤٠٤٩- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿كلما خبت﴾، وخُبوّها: أنها تأكل كل شيء؛ الجلد، والعظم، والشعر، والبشر، والأحشاء، حتى تهجم على الفؤاد، فلا يريد الله أن تأكل أفئدتهم، فإذا انتهت إلى الفؤاد خبت؛ سكنت، فلم تشعر بهم، وتركت فؤاده تصيح[[كذا في المصدر، وذكرت محققته أن في تفسير ابن محكم ٢/٤٤: تنضج.]]، ثم يُجَدد خَلْقهم، فيعود فتأكلهم، فلا يزالون كذلك، وهو قوله: ﴿كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها﴾ [النساء:٥٦][[تفسير يحيى بن سلام ١/١٦٤.]]٣٩٣٠. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.