الباحث القرآني
﴿وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِی مُدۡخَلَ صِدۡقࣲ وَأَخۡرِجۡنِی مُخۡرَجَ صِدۡقࣲ وَٱجۡعَل لِّی مِن لَّدُنكَ سُلۡطَـٰنࣰا نَّصِیرࣰا ٨٠﴾ - قراءات
٤٣٨٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه- أنّه قرَأ: (أدْخِلْنِي مَدْخَلَ صِدْقٍ وأَخْرِجْنِي مَخْرَجَ صِدْقٍ) بفتحِ الميمِ[[أخرجه الحاكم ٢/٢٤٣. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن أبي، وعلي، وجماعة. انظر: مختصر ابن خالويه ص٨١.]]٣٩٠٣. (٩/٤٢٨)
﴿وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِی مُدۡخَلَ صِدۡقࣲ وَأَخۡرِجۡنِی مُخۡرَجَ صِدۡقࣲ وَٱجۡعَل لِّی مِن لَّدُنكَ سُلۡطَـٰنࣰا نَّصِیرࣰا ٨٠﴾ - نزول الآية
٤٣٨٣٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه- قال: كان النبيُّ ﷺ بمكةَ، ثم أُمِر بالهجرةِ؛ فأنزَل اللهُ: ﴿وقُل رَّبِ أدخِلنِي مُدخَلَ صِدقٍ وأَخرِجنِي مُخرَجَ صِدْقٍ واجعَل لِي مِن لَّدُنكَ سُلطانًا نَّصِيرًا﴾[[أخرجه أحمد ٣/٤١٧ (١٩٤٨)، والترمذي (٣١٣٩)، وابن جرير ١٥/٥٤، والطبراني (١٢٦١٨)، والحاكم ٣/٣، والبيهقي في الدلائل ٢/٥١٦-٥١٧، والضياء في المختارة ٩/٥٣٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مَرْدُويَه، وأبي نعيم في الدلائل.]]. (٩/٤٢٧)
٤٣٨٣٣- قال مجاهد بن جبر= (ز)
٤٣٨٣٤- وقتادة بن دعامة: هَمَّ أهلُ مكة بإخراج رسول الله ﷺ من مكة، فأمره الله تعالى بالخروج، وأنزل عليه هذه الآية إخبارًا عما هَمُّوا به[[علَّقه الواحدي في أسباب النزول (ت: ماهر الفحل) ص٤٨٠.]]. (ز)
٤٣٨٣٥- قال الحسن البصري: إنّ كفار قريش لما أرادوا أن يُوثِقُوا النبي ﷺ ويخرجوه من مكة؛ أراد الله تعالى بقاءَ أهل مكة، وأمر نبيه أن يخرج مهاجرًا إلى المدينة، ونزل قوله تعالى: ﴿وقُل رَّبِّ أدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ﴾[[علَّقه الواحدي في أسباب النزول (ت: ماهر الفحل) ص٤٨٠.]]. (ز)
﴿وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِی مُدۡخَلَ صِدۡقࣲ وَأَخۡرِجۡنِی مُخۡرَجَ صِدۡقࣲ﴾ - تفسير
٤٣٨٣٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿أدخِلنِي مُدخَلَ صِدقٍ﴾ يعني: الموتَ، ﴿وأَخرِجنِي مُخرَجَ صِدْقٍ﴾ يعني: الحياةَ بعدَ الموتِ[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٦. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. وفي تفسير الثعلبي ٦/١٢٨ بلفظ: ﴿أدخلني﴾ القبر ﴿مدخل صدق﴾ عند الموت، ﴿وأخرجني﴾ من القبر ﴿مخرج صدق﴾ عند البعث.]]. (٩/٤٢٨)
٤٣٨٣٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿أدخلني مدخل صدق﴾ قال: فيما أرسلتني به من أمرك، ﴿وأخرجني مخرج صدق﴾ قال: كذلك أيضًا[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٦.]]. (ز)
٤٣٨٣٨- قال مجاهد بن جبر: ﴿أدخلني﴾ في أمرِك الذي أرسلتني به من النبوة ﴿مدخل صدق﴾ الجنة، ﴿وأخرجني﴾ من الدنيا، وقد قمت بما وجب عَلَيَّ مِن حقِّها ﴿مخرج صدق﴾[[تفسير الثعلبي ٦/١٢٧، وتفسير البغوي ٥/١٢٢ واللفظ له.]]. (ز)
٤٣٨٣٩- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: ﴿رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق﴾، قال: يعني: مكة، دخل فيها آمِنًا، وخرج منها آمِنًا[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٧. وفي تفسير الثعلبي ٦/١٢٨ بلفظ: ﴿وأخرجني مخرج صدق﴾ من مكة آمنًا من المشركين ﴿أدخلني﴾ مكة ﴿مدخل صدق﴾ ظاهرًا عليها بالفتح.]]. (ز)
٤٣٨٤٠- عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قول الله: ﴿أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق﴾، قال: كُفّار أهل مكة لَمّا ائتمروا برسول الله ﷺ ليقتلوه، أو يطردوه، أو يوثقوه، وأراد الله قتال أهل مكة، فأمره أن يخرج إلى المدينة، فهو الذي قال الله: ﴿أدخلني مدخل صدق﴾[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٥. وعلَّقه يحيى بن سلام ١/١٥٨.]]. (ز)
٤٣٨٤١- عن الحسن البصري -من طريق قتادة-: ﴿أدخلني مدخل صدق﴾ الجنة، و﴿مخرج صدق﴾ من مكة إلى المدينة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨٦ من طريق معمر، وابن جرير ١٥/٥٧.]]. (ز)
٤٣٨٤٢- عن عطاء: ﴿أدخلني مدخل صدق﴾ في طاعتك، ﴿وأخرجني﴾ منها ﴿مخرج صدق﴾ أي: سالمًا غير مقصر فيها[[تفسير الثعلبي ٦/١٢٧.]]. (ز)
٤٣٨٤٣- عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- في قوله: ﴿رب أدخلني مدخل صدق﴾، قال: أدخِلني في الإسلام مدخل صدق، وأخرجني منه مخرج صدق[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٧.]]. (ز)
٤٣٨٤٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق شيبان- في قوله: ﴿وقُل رَّبِ أدخِلنِي مُدخَلَ صِدقٍ﴾ الآية، قال: أخرَجه اللهُ مِن مكةَ مُخْرَجَ صِدْقٍ، وأدخَله المدينةَ مُدْخَلَ صِدْقٍ[[أخرجه يحيى بن سلام ١/١٥٨ من طريق سعيد، وابن جرير ١٥/٥٥ من طريق معمر بنحوه، والحاكم ٣/٣، البيهقي في الدلائل ٢/٥١٧.]]. (٩/٤٢٨)
٤٣٨٤٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ﴿مدخل صدق﴾ الجنة[[أخرجه يحيى بن سلام ١/١٥٨.]]. (ز)
٤٣٨٤٦- عن محمد بن المنكدر-من طريق جعفر بن محمد- قال: قال رسول الله ﷺ حين دخل الغار: ﴿رب أدخلني﴾ يعني: الغار ﴿مدخل صدق وأخرجني﴾ من الغار ﴿مخرج صدق﴾ إلى المدينة[[تفسير الثعلبي ٦/١٢٧.]]. (ز)
٤٣٨٤٧- عن زيد بن أسلم، في الآيةِ، قال: جعَل اللهُ ﴿مُدْخَلَ صِدقٍ﴾ المدينةَ، و﴿مُخرَجَ صِدقٍ﴾ مكةَ[[عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار في أخبار المدينة.]]. (٩/٤٢٨)
٤٣٨٤٨- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿أدخلني﴾ المدينة ﴿مدخل صدق﴾ حين دخلها بعد أن قصد الشام، ﴿وأخرجني﴾ منها إلى مكة؛ افتحها لي[[تفسير الثعلبي ٦/١٢٧.]]. (ز)
٤٣٨٤٩- قال مقاتل بن سليمان: فرجع النبي ﷺ[[أي: إلى المدينة لما همَّ بالخروج إلى الشام، كما تقدم من قول مقاتل في سبب نزول قوله تعالى: ﴿وإنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنها﴾]]، وقال له جبريل ﵇: ﴿وقل رب أدخلني﴾ المدينة ﴿مدخل صدق﴾ يعني: آمِنًا على رغم أنف اليهود، ﴿وأخرجني﴾ من المدينة إلى مكة ﴿مخرج صدق﴾ يعني: آمِنًا على رغم أنف كفار مكة ظاهرًا عليهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٤٦.]]. (ز)
٤٣٨٥٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق﴾ قال: المدينة حين هاجر إليها، ﴿مخرج صدق﴾ مكة حين خرج منها مخرج صدق، قال ذلك حين خرج مهاجرًا[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٥.]]. (ز)
٤٣٨٥١- قال يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿وقل رب أدخلني مدخل صدق﴾، يعني: مدخله المدينة حين هاجر إليها. أمره الله بهذا الدعاء[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٥٧.]]٣٩٠٤. (ز)
﴿وَٱجۡعَل لِّی مِن لَّدُنكَ سُلۡطَـٰنࣰا نَّصِیرࣰا ٨٠﴾ - تفسير
٤٣٨٥٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله تعالى: ﴿واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا﴾، قال: استعمل رسولُ الله ﷺ عتّاب بن أسيد على مكة، فانتصر للمظلوم مِن الظالم[[أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ٣/١٧٥ (١٩٣٥).]]. (ز)
٤٣٨٥٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قول الله ﷿: ﴿سلطانا نصيرا﴾، قال: حُجَّة بيِّنة[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٩. وعلقه يحيى بن سلام ١/١٥٨.]]٣٩٠٥. (ز)
٤٣٨٥٤- عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قول الله ﷿: ﴿واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا﴾: يوعده لينزِعَنَّ ملك فارس، وعِزَّ فارس، وليجعلنه له، وعِزَّ الروم، وملك الروم، وليجعلنه له[[أخرجه ابن جرير ١٥/٥٨. وبنحوه في تفسير الثعلبي ٦/١٢٧، وتفسير البغوي ٥/١٢٢، وأوله: ملكًا قويًّا تنصرني به على مَن ناوأني، وعِزًّا ظاهرًا أقيم به دينك.]]. (ز)
٤٣٨٥٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: ﴿واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا﴾، فأظهره الله عليهم يوم بدر، فقتلهم[[أخرجه يحيى بن سلام ١/١٥٨.]]. (ز)
٤٣٨٥٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق شيبان- قال: وعَلِم نبيُّ الله أنّه لا طاقةَ له بهذا الأمرِ إلا بسلطانٍ، فسأل سلطانًا نصيرًا لكتابِ الله وحدودِه وفرائضِه ولإقامةِ كتابِ الله، فإن السلطانَ عِزَّةٌ مِن اللهِ، جعَلها بينَ أظهُرِ عبادهِ، ولولا ذلك لأغار بعضُهم على بعضٍ، وأكَل شديدُهم ضعيفَهم[[أخرجه يحيى بن سلام ١/١٥٨ من طريق سعيد مختصرًا، وابن جرير ١٥/٥٩ من طريق سعيد، والحاكم ٣/٣، البيهقي في الدلائل ٢/٥١٧.]]٣٩٠٦. (٩/٤٢٨)
٤٣٨٥٧- عن زيد بن أسلم، في قوله: ﴿سُلطانًا نَّصِيرًا﴾، قال: الأنصارَ[[عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار في أخبار المدينة.]]. (٩/٤٢٨)
٤٣٨٥٨- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق حماد بن سلمة- في قول الله ﷿: ﴿واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا﴾، قال: سلطانه النصير عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، وذلك أن رسول الله ﷺ استعمله على أهل مكة وقال: «انطلق فقد استعملتك على أهل الله» -يعني مكة-، فكان شديدًا على المذنب، ليّنًا للمؤمنين، فقال: لا والله لا أعلم متخلفا يتخلف عن الصلاة في جماعة إلّا ضربت عنقه، فإنه لا يتخلف عنها إلّا منافق، فقال أهل مكة: يا رسول الله تستعمل على هل الله عتّاب بن أسيد أعرابيًّا جافيًا؟ فقال رسول الله ﷺ: «إني رأيت فيما يرى النائم كأن عتاب بن أسيد أتى باب الجنة فأخذ بحلقه الباب ففتلها فتلًا شديدًا حتّى فتح له، فدخلها فأعز الله به الإسلام لنصرته المسلمين على من يريد ظلمهم، فذلك السلطان النصير» [[أخرجه الثعلبي ٦/١٢٧، والفاكهي في أخبار مكة ٣/٦٦ (١٨٠٥) مختصرا دون ذكر القصة.]]. (ز)
٤٣٨٥٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واجعل لي من لدنك﴾ يعني: مِن عندك ﴿سلطنا نصيرًا﴾ يعني: النصر على أهل مكة، ففعل الله تعالى ذلك به، فافتتحها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٤٦.]]. (ز)
٤٣٨٦٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا﴾ قال: ينصرني، وقد قال الله لموسى: ﴿سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا﴾ [القصص:٣٥]، هذا مقدم ومؤخر، إنما هو سلطان بآياتنا فلا يصلون إليكما[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٠.]]٣٩٠٧. (ز)
﴿وَٱجۡعَل لِّی مِن لَّدُنكَ سُلۡطَـٰنࣰا نَّصِیرࣰا ٨٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٣٨٦١- عن عمر بن الخطاب، قال: واللهِ، لَما يَزَعُ اللهُ بالسلطانِ أعظمُ مما يَزَعُ بالقرآنِ[[أخرجه الخطيب ٤/١٠٨.]]. (٩/٤٢٨)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.