﴿أَمۡوَ ٰتٌ غَیۡرُ أَحۡیَاۤءࣲۖ﴾ - تفسير
٤١٠٢٧- قال قتادة بن دعامة: قوله: ﴿أمْواتٌ غَيْرُ أحْياءٍ﴾ هي الأوثان؛ أموات لا روح فيها(١). (ز)
٤١٠٢٨- قال مقاتل بن سليمان: ثم وصفهم، فقال تعالى: ﴿أموات﴾ لا تتكلم، ولا تسمع، ولا تبصر، ولا تنفع، ولا تضر، ﴿غير أحياء﴾ لا أرواح فيها(٢). (ز)
﴿وَمَا یَشۡعُرُونَ أَیَّانَ یُبۡعَثُونَ ٢١﴾ - تفسير
٤١٠٢٩- قال مقاتل بن سليمان: ثم نعت كفار مكة، فقال: ﴿وما يشعرون أيان يبعثون﴾، يعني: متى يبعثون. نظيرها في سورة النمل [٦٥]: ﴿لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون﴾ وهم الخرّاصون(٣). (ز)
٤١٠٣٠- قال يحيى بن سلّام: ﴿وما يشعرون أيان يبعثون﴾ متى يبعثون، يعني: البعث. إنّ الأوثان تحشر بأعيانها، فتخاصم عابدَها عند الله بأنها لم تدعهم إلى عبادتها، وإنما كان دعاهم إلى عبادتها الشياطين، ﴿إن يدعون من دونه إلا إناثا﴾ إلا مواتًا؛ شيئًا ليس فيه روح، ﴿وإن يدعون إلا شيطانا مريدا﴾ [النساء:١١٧](٤). (ز)
ذكر ابنُ عطية (٥/٣٤١) في قوله تعالى: ﴿والَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ قراءتان: الأولى: (يُدْعَوْنَ) بضم الياء وفتح العين، على ما لم يُسَمَّ فاعله، و عليها بقوله: «و﴿أمْواتٌ﴾ يراد به الذين يدعون من دون الله، ورفع على ابتداء خبر مضمر تقديره: هم أموات، ويجوز أن يكون خبرًا لقوله: ﴿والَّذِينَ﴾ بعد الخبر في قوله: ﴿لا يَخْلُقُونَ﴾، ووصفهم بالموت مجازًا، وإنما المراد أنهم لم يقبلوا حياةً قط ولا اتَّصفوا بها». الثانية: ﴿يَدعُون﴾ بفتح الياء وضم العين، و على هذه القراءة بأنه «يجوز أن يراد بالأموات الكفار الذين ضميرهم في ﴿يَدعُون﴾، شبَّههم بالأموات غير الأحياء من حيث هم ضلال غير مهتدين، ويستقيم -على هذا- فيهم قوله: ﴿وما يَشْعُرُونَ أيّانَ يُبْعَثُونَ﴾، والبعث هنا: هو الحشر من القبور».
ثم نقل ابنُ عطية عن فرقة: أن الضمير في: ﴿وما يَشْعُرُونَ﴾ و﴿أيّانَ يُبْعَثُونَ﴾ للكفار، ونقل عن فرقة أخرى: أن الضمير في ﴿وما يَشْعُرُونَ﴾ للأصنام، و﴿أيّانَ يُبْعَثُونَ﴾ أي: أيّان يُبعَث الكفار، وذكر احتمالًا آخر: «أن يكون الضميران للأصنام، [ويكون البعث الإثارة،] كما تقول: بعثت النائم من نومه. إذا نبهته، وكما تقول: بعث الراعي سهمه. فكأنه وصفهم بغاية الجمود، أي: وإن طلبتَ حركاتهم بالتحريك لم يشعروا بذلك». ثم قول الفرقة الأولى بقوله: «وعلى تأويل من يرى الضميرين للكفار ينبغي أن يُعتَقد في الكلام الوعيد، أي: وما يشعر الكفار متى يُبعَثون إلى التعذيب، ولو اختصر هذا المعنى لم يكن في وصفهم بأنهم لا يشعرون وأيان يبعثون طائل؛ لأن الملائكة والأنبياء والصالحين كذلك هم في الجهل بوقت البعث».
(١) علَّقه يحيى بن سلام ١/٥٧.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٦٣.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٦٣.
(٤) تفسير يحيى بن سلام ١/٥٧.