الباحث القرآني
﴿وَقَدۡ مَكَرُوا۟ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكۡرُهُمۡ﴾ - تفسير
٣٩٩٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عن فعل نمروذ بن كنعان الجبّار، فقال: ﴿وقد مكروا مكرهم﴾ يقول: فعلهم، يعني: التّابوت فيها الرجلان اللذان كانا في التابوت، والنسور الأربعة، ﴿وعند الله مكرهم﴾ يقول: عند الله مكرهم، يعني: فعلهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤١١.]]٣٥٧٩. (ز)
﴿وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ ٤٦﴾ - قراءات
٣٩٩٨٦- عن عمر بن الخطاب -من طريق عكرمة- أنّه قرأ: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ). يعني: بالدّال[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٠. وعزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن أبي، وابن مسعود، وعلي، وغيرهم. انظر: مختصر ابن خالويه ص٧٤، والمحتسب ١/٣٦٥. وسيأتي الكلام قريبا على ﴿لتزول﴾.]]. (٨/٥٦٩)
٣٩٩٨٧- عن أُبي بن كعب أنّه قرأ: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ)[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري.]]. (٨/٥٧٠)
٣٩٩٨٨- عن عبد الله بن مسعود أنّه قرأ: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ)[[عزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وابن المنذر، وابن الأنباريِّ.]]. (٨/٥٧٠)
٣٩٩٨٩- قال قتادة: وفي مصحف عبد الله بن مسعود: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ). وكان قتادة بن دعامة يقول عند ذلك: ﴿تَكادُ السَّمَواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنهُ وتَنشَقُّ الأَرْضُ وتَخِرُّ الجِبالُ هَدًّا﴾. أي: لكلامهم ذلك[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٢.]]. (٨/٥٦٩)
٣٩٩٩٠- عن إسماعيل السدي، قال: ... وهي في قراءة عبد الله بن مسعود: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ)...[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٠٢- ٢٠٤. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٧٣)
٣٩٩٩١- عن عليِّ بن أبي طالب أنّه كان يقرأ: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ) بفتح اللام الأولى، وضمِّ الثانية[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن الأنباري.]]. (٨/٥٦٩)
٣٩٩٩٢- عن علي بن أبي طالب -من طريق عبد الرحمن بن أُذُنان- أنّه قرأ هذه الآية: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ)[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧١٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباريِّ.]]. (٨/٥٧٠)
٣٩٩٩٣- عن عبد الله بن عباس أنّه قرأ: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ)[[عزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وابن المنذر.]]. (٨/٥٧٠)
٣٩٩٩٤- عن أنس بن مالك -من طريق الربيع بن أنس- أنّه كان يقرأ: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ)[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢١.]]. (ز)
٣٩٩٩٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- أنّه كان يقرأُ: ‹لَتَزُولُ› بفتح اللام الأولى، ورفع الثانية[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٠، ٧٢٣. وهي قراءة متواترة، قرأ بها الكسائي، وقرأ بقية العشرة: ﴿لِتزولَ﴾ بكسر الأولى ونصب الثانية. انظر: النشر ٢/٣٠٠.]]. (٨/٥٧٠)
٣٩٩٩٦- عن الحسن البصري أنّه كان يقرأ: ﴿وإن كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ﴾ بكسر اللام الأولى، وفتح الثانية[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري.]]. (٨/٥٦٩)
٣٩٩٩٧- عن سليمان بن مهران الأعمش أنّه كان يقرأ: ﴿وإن كانَ مَكْرُهُمْ﴾ بالنون، ‹لَتَزُولُ› برفع اللام الثانية، وفتح الأولى[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري. ﴿وإن كانَ﴾ بالنون قراءة العشرة.]]٣٥٨٠. (٨/٥٦٩)
﴿وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ ٤٦﴾ - تفسير الآية
٣٩٩٩٨- عن علي بن أبي طالب أنّه قرأ هذه الآية: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ)، ثُمَّ فسَّرها فقال: إنّ جبّارًا مِن الجبابرة قال: لا أنتهي حتى أنظر إلى ما في السماء. فأمر بفِراخ النسور تُعْلَفُ اللَّحم، حتى شبَّت وغلُظَت، وأمر بتابوت فنُجِر يَسَعُ رجُلين، ثم جعل في وسطه خشبةً، ثم ربط أرجُلَهُنَّ بأوتاد، ثم جوَّعَهُنَّ، ثم جعل على رأس الخشبة لحمًا، ثم دخل هو وصاحبه في التابوت، ثم ربطهنَّ إلى قوائم التابوت، ثم خلّى عنهُنَّ يُرِدْنَ اللحم، فذَهَبْنَ به ما شاء الله، ثم قال لصاحبه: افتح فانظر ماذا ترى. ففتح فقال: أنظر إلى الجبال كأنها الذُّباب! قال: أغْلِق. فأَغْلَق، فطِرْن به ما شاء الله، ثم قال: افتح. ففتح، فقال: انظر ماذا ترى. فقال: ما أرى إلا السماء، وما أراها تزداد إلا بُعْدًا. قال: صوِّبِ الخشبة. فصوَّبَها، فانقَضَّتْ تريد اللحم، فسمع الجبال هدَّتها، فكادت تزولُ عن مراتبها[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧١٨، وابن الأعرابي في معجمه ٢/٦٤٧ (١٢٨٧) من طريق عبد الرحمن الهمداني. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباريِّ.]]. (٨/٥٧٠)
٣٩٩٩٩- عن عليّ بن أبي طالب -من طريق عبد الرحمن بن أذنان- قال: أخذ الذي حاجَّ إبراهيم في ربِّه نِسْرَين صغيرين، فربّاهما حتى استغلظا واسْتَعْلَجا وشَبّا، فأوثق رِجلَ كُلِّ واحدٍ منهما بوَتَرٍ إلى تابوت، وجَوَّعهما، وقعد هو ورجلٌ آخر في التابوت، ورفع في التابوت عصًا على رأسه اللحم، فطارا، وجعل يقول لصاحبه: انظر ماذا ترى؟ قال: أرى كذا وكذا. حتى قال: أرى الدنيا كأنها ذبابٌ. فقال: صوِّب العصا. فصوَّبها، فهبطا. قال: فهو قول الله تعالى: (وإن كادَ[[ذكر محققوه أن في النسخ: كان.]] مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ). وكذلك هي في قراءة عبد الله بن مسعود: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ)[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧١٩.]]٣٥٨١. (٨/٥٧١)
٤٠٠٠٠- عن علي بن أبى طالب -من طريق عبد الرحمن بن دانيال- في قوله سبحانه: ﴿وإن كان مكرهم﴾، قال: أمَر نمروذ بن كنعان عدوُّ الله، فنُحِت التابوت، وجُعِل له بابًا مِن أعلاه، وبابًا من أسفله، ثم صعد إلى أربع نسور، ثم أوْثَق كُلَّ نَسْرٍ بقائمة التابوت، ثم جعل في أعلى التابوت لحمًا شديد الحُمْرة، في أربعة نواحي التابوت حِيال النسور، ثم جعل رَجُلَيْن فى التابوت، فنهضت النسور تريد اللحم، فارتفع التابوت إلى السماء، فلمّا ارتفع ما شاء الله، قال أحد الرجلين لصاحبه: افتح باب التابوت الأسفل فانظر كيف ترى الأرض؟ ففتح، فنظر، قال: أراها كالعُرْوَة البيضاء. ثم قال له: افتح الباب الأعلى، فانظر إلى السماء، هل ازْدَدْنا منها قربًا؟ قال: ففتح الباب الأعلى، فإذا هي كهيئتها، وارتفعت النسور تريد اللحم، فلمّا ارتفعا جدًّا لم تدعهما الريحُ أن يصعدا، فقال أحدهما لصاحبه: افتح الباب الأسفل فانظر كيف ترى الأرض؟ قال: ففتح، قال: إنّها سوداء مُظْلِمة، ولا أرى منها شيئًا. قال: ارْدُدِ البابَ الأسفل، وافتحِ الباب الأعلى، فانظر إلى السماء، هل ازددنا منها قُرْبًا؟ ففَتَح الباب الأعلى، فقال: أراها كهيئتها. قال لصاحبه: نكِّس التابوت. فنكَّسه، فتَصَوَّب اللحم، وصارت النسور فوق التابوت واللحم أسفل، ثم هوت النسور مُنصَبَّةً تريد اللحم،، فسمعت الجبالُ حفيفَ التابوت وحفيفَ أجنحة النسور، ففَزِعَت، وظنَّتْ أنّه أمر نزل مِن السماء، فكادت أن تزول مِن أماكنها مِن مخافة الله ﷿، فذلك قوله: ﴿وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال﴾[[أخرجه مقاتل بن سليمان في تفسيره ٢/٤١٢ عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن دانيال، والمشهور ابن دانيل وهو عبد الرحمن بن أذنان الراوي عن علي في الأثر السابق، ينظر: التاريخ الكبير للبخاري ٥/٢٥٥.]]. (ز)
٤٠٠٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وإن كان مكرهم﴾، يقول: ما كان مكرهم لتزول منه الجبال[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٥.]]. (٨/٥٦٨)
٤٠٠٠٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿وإن كان مكرهُم﴾، يقول: شِرْكُهم، كقوله: ﴿تكادُ السموات يتفطرن منه﴾ [مريم:٩٠][[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٦٨)
٤٠٠٠٣- عن عبد الله بن عباس أنّه قرأ: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ). قال: وتفسيره عنده: ﴿تكادُ السَّموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًّا* أن دعوا للرحمن ولدًا﴾ [مريم:٩٠-٩١][[عزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وابن المنذر.]]. (٨/٥٧٠)
٤٠٠٠٤- عن أنس بن مالك -من طريق الربيع بن أنس- أنّه كان يقرأ: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ). وقال آخرون: كان مكرهم شركَهم باللهِ، وافتراءَهم عليه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢١.]]. (ز)
٤٠٠٠٥- عن أبي عبيدة [بن عبد الله بن مسعود] -من طريق أبي إسحاق-: أنّ جبّارًا مِن الجبابرة قال: لا أنتهي حتى أنظر إلى مَن في السماء. فسلَّط عليه أضعف خلقه، فدخلت بعوضة في أنفه، فأخذه الموت، فقال: اضربوا رأسي. فضربوه حتى نَثَرُوا دِماغه[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٥٤٢.]]. (٨/٥٧٢)
٤٠٠٠٦- عن سعيد بن جبير -من طريق حفص بن حميد، أو جعفر- في الآية، قال: إنّ نُمرُود صاحب النسور أمر بتابوت، فجُعِل، وجعَل معه رجلًا، ثم أمر بالنسور، فاحتُمِل، فلمّا صعد قال لصاحبه: أيَّ شيء ترى؟ قال: أرى الماء وجزيرةً. يعني: الدنيا، ثم صعد، فقال لصاحبه: أيَّ شيءٍ ترى؟ قال: ما نزداد من السماء إلا بُعدًا. قال: اهبطْ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢١.]]. (٨/٥٧٢)
٤٠٠٠٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح-: أنّ بُخْتَنَصَّرَ جَوَّع نُسُورًا، ثُمَّ جعل عليهنَّ تابوتًا، ثم دخله، وجعل رِماحًا في أطرافها، واللحم فوقها، فَعَلَتْ تذهبُ نحوَ اللحم، حتى انقطع بصرُه مِن الأرض وأهلها، فنُودي: أيُّها الطاغية، أين تريد؟ ففَرِقَ، ثُمَّ سمِع الصوت فوقه، فصوَّب الرماحَ، فتَصَوَّبت النسورُ، ففزِعَت الجبال مِن هَدَّتها، وكادت الجبال أن تزول مِن حِسِّ ذلك، فذلك قوله: ﴿وإن كان مكرُهم لتزول منه الجبال﴾. كذا قرأها مجاهد بن جبر[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧١٩ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٥٧١)
٤٠٠٠٨- عن الضَّحّاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: ‹وإن كانَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ›. قال: هو كقوله: ﴿وقالوا اتَّخذ الرحمنُ ولدًا* لقد جئتم شيئًا إدًّا* تكادُ السموات يتفطَّرن منه وتنشقُّ الأرض وتخِـرُّ الجبال هدًّا﴾ [مريم:٨٨-٩٠][[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٢.]]. (٨/٥٦٨)
٤٠٠٠٩- عن أبي مالكٍ غزوان الغفاري، في قوله: ﴿وإن كان مكرهم لتزول منه الجبالُ﴾، قال: انطلق ناسٌ وأخذوا هذه النسور، فعَلَّقوا عليها كهيئة التوابيت، ثم أرسلوها في السماء، فرَأَتْها الجبالُ، فظَنَّتْ أنّه شيءٌ نزل مِن السماء، فتَحَرَّكَت لذلك[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٧٢)
٤٠٠١٠- عن الحسن البصري -من طريق يونس- قال: أربعةُ أحرفٍ في القرآن؛ ﴿وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال﴾: ما كان مكرهم، وقوله: ﴿لاتَّخذناه من لَّدُنآ إن كُنّا فاعلين﴾ [الأنبياء:١٧]: ما كنا فاعلين، وقوله: ﴿إن كان للرحمن ولدٌ﴾ [الزخرف:٨١]: ما كان للرحمن من ولد، وقوله: ﴿ولقد مكَّناهم في ما إن مكناهم فيه﴾ [الأحقاف:٢٦]: ما مكَّنّاكم فيه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٥. وعزاه السيوطي إلى ابن الأنباريِّ في المصاحف. وزاد في رواية عند ابن جرير: ﴿فإن كنت في شك﴾: ما كنت في شك ﴿مما أنزلنا إليك﴾ [يونس:٩٤].]]. (٨/٥٦٨)
٤٠٠١١- عن الحسن البصري أنّه كان يقرأ: ﴿وإن كان مكرهم لِتزولَ﴾ بكسر اللام الأولى وفتح الثانية، ويقول: فإنّ مكرهم أهونُ وأضعفُ مِن ذلك[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري.]]. (٨/٥٦٩)
٤٠٠١٢- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- أنّه كان يقول: كان أهونَ على الله وأصغرَ مِن أن تزول منه الجبال، يصِفُهم بذلك[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٢.]]. (٨/٥٦٩)
٤٠٠١٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ‹وإن كانَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنهُ الجِبالُ›، قال: ذلك حين دَعَوْا لله ولدًا، وقال في آية أخرى: ﴿تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هدا. أن دعوا للرحمن ولدا﴾ [مريم:٩٠-٩١][[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٣.]]. (ز)
٤٠٠١٤- عن إسماعيل السُّدِّيِّ، قال: أمر الذي حاجَّ إبراهيم في ربِّه بإبراهيم، فأُخرِج من مدينته، فلقي لوطًا على باب المدينة، وهو ابن أخيه، فدعاه، فآمَن به، وقال: إنِّي مُهاجِرٌ إلى ربي. وحلف نمرود بطلب إله إبراهيم، فأخذ أربعةَ فِراخ مِن فِراخ النسور، فربّاهُنَّ بالخبز واللحم، حتى إذا كَبِرن وغلُظن واسْتَعْلَجْنَ قَرَنَهُنَّ بتابوت، وقعد في ذلك التابوت، ثم رفع رِجْلًا مِن لحمٍ لَهُنَّ، فطِرْن، حتى إذا دَهِم في السماء أشْرَف، فنظر إلى الأرض وإلى الجبال تَدِبُّ كدبيب النمل، ثم رفع لَهُنَّ اللحم، ثم نظر فرأى الأرض محيطًا بها بحرٌ كأنها فَلْكة[[الفلَكة بفتح اللام وتسكينها: قطعة من الأرض تستدير وترتفع عما حولها. تجمع على فَلَك. ينظر اللسان (فلك).]] في ماءٍ، ثم رفع طويلًا فوقع في ظُلْمَةٍ، فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته، فألقى اللحم، فاتَّبَعَته مُنقَضّاتٍ، فلمّا نظر الجبالُ إليهن قد أقْبَلْنَ مُنقَضّاتٍ وسَمِعْنَ حَفِيفَهُنَّ فَزِعت الجبالُ، وكادت أن تزول مِن أمكنتها، ولم يفعلن، فذلك قوله: ﴿وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبالُ﴾. وهي في قراءة عبد الله بن مسعود: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ). فكان طَيرُورَتُهُنَّ به مِن بيت المقدس، ووقُوعُهُنَّ في جبال الدخان، فلمّا رأى أنه لا يُطِيقُ شيئًا أخذ في بُنْيانِ الصَّرْح، فبنى، حتى إذا أسنده إلى السماء ارتقى فوقَه ينظر -يزعم- إلى إله إبراهيم، فأَحْدَثَ، ولم يكن يُحْدِثُ، وأخذ الله بنيانه من القواعد، ﴿فخر عليهمُ السَّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون﴾ [النحل:٢٦]. يقولُ: مِن مأمنهم، وأخذهم مِن أساس الصَّرح، فتَنَقَّض بهم يسقط، فتَبَلْبَلَتْ ألْسُنُ الناس يومئذٍ مِن الفزع، فتكلَّموا بثلاثة وسبعين لسانًا، فلذلك سُمِّيَتْ بابل، وكان قبل ذلك بالسُّريانية[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٠٢-٢٠٤. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٧٣-٥٧٤)
٤٠٠١٥- عن عطاء الخراساني -من طريق يونس بن يزيد- في قول الله ﷿: ﴿وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال﴾، قال: يقول: ما كادت الجبال لتزول مِن مكرهم[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه ص٩٧ (تفسير عطاء الخراساني).]]. (ز)
٤٠٠١٦- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر-: أنّ نمرود عمد إلى صندوق، فجعل فيه رجلًا، وجعل في نواحيه نسورًا، وجعل في وسطه رُمْحًا، وفي طرف الرُّمح لحمًا، فكانت النسورُ تلحق اللحمَ وهي تصعد بالصندوق، حتى خالط الرجلُ الظُّلْمَةَ فلم ير شيئًا نَكَّس الرمحَ، فانْحَطَّت النسورُ حتى وقعت قريبًا مِن جبل، فظَنَّ الجبلُ أنّه حدث شيءٌ، فزال الجبل عن مكانه[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٣٤٤.]]. (ز)
٤٠٠١٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال﴾، نظيرها فى بني إسرائيل: ﴿وإن كادوا ليفتنونك﴾ [الإسراء:٧٣]، يعني: وقد كادوا، وقد كان نمروذ بن كنعان الذي حاجَّ إبراهيم في ربه، وهو أول مَن مَلَك الأرض كلها، وذلك أنّه بنى صرحًا ببابل زَعَمَ لِيتَناول إلهَ السماء، فخرَّ عليهم السقف -وهو البناء- مِن فوقهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤١١.]]. (ز)
﴿وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ ٤٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٠٠١٨- عن علي بن أبي طالب -من طريق شمر- قال: الغَدْرُ مَكْرٌ، والمَكْر كُفْر[[أخرجه ابن جرير ١٣/٧٢٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.











