الباحث القرآني
﴿یُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَیُضِلُّ﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٣٩٧٤٣- عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «بي يُفتَنُ أهلُ القبور». وفيه نزلت: ﴿يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا بالقولِ الثّابت﴾[[أخرجه البيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر ص٣٢ (١١)، من طريق محمد بن عمر الأسلمي، قال عبد السلام بن حفص: ثنا عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن عائشة به. إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه محمد بن عمر الأسلمي، وهو الواقدي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦١٧٥): «متروك».]]. (٨/٥٢٤)
٣٩٧٤٤- عن عائشة، قالت: قال النبيُّ ﷺ في قول الله: ﴿يثبتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثابتِ في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة﴾، قال: «هذا في القبرِ»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٨/٥٢٤)
٣٩٧٤٥- عن عائشة، قالت: قلتُ: يارسول الله، تُبْتَلى هذه الأمةُ في قبورها، فكيف بي وأنا امرأةٌ ضعيفةٌ؟ قال: ﴿يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا بالقولِ الثّابت في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة﴾[[أخرجه البزار -كما في كشف الأستار ١/٤١٠ (٨٦٨)-. قال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/١٩٣ (٥٣٩٢): «ورواته ثقات». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٥٣ (٤٢٧٢): «رجاله ثقات».]]. (٨/٥٢٥)
٣٩٧٤٦- عن أبي هريرة، قال: تلا رسولُ الله ﷺ: ﴿يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة﴾، قال: «ذاك إذا قيل في القبر: من ربُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيُّك؟ فيقولُ: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمدٌ ﷺ، جاء بالبينات مِن عند الله، فآمنتُ به، وصدَّقتُ. فيُقال له: صدَقت، على هذا عِشتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبعثُ إن شاء اللهُ»[[أخرجه البيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر ص٢٩ (٥)، وابن جرير ١٣/٦٦١-٦٦٢، من طريق آدم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. إسناده صحيح.]]. (٨/٥٣٠)
٣٩٧٤٧- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده، إنّ الميت إذا وُضِع في قبره إنّه لَيَسمَعُ خَفْقَ نعالِهم حين يُوَلُّون عنه، فإذا كان مؤمنًا كانت الصلاةُ عندَ رأسه، والزكاةُ عن يمينه، والصومُ عن شماله، وفعلُ الخيراتِ والمعروفُ والإحسانُ إلى الناس من قِبَلِ رجليه، فيُؤْتى مِن قِبَلِ رأسه، فتقول الصلاة: ليس قِبَلي مَدخَلٌ. فيُؤْتى عن يمينه، فتقولُ الزكاةُ: ليس قِبَلي مَدخَلٌ. ويؤتى من قِبَل شماله، فيقولُ الصومُ: ليس قِبَلي َمَدْخَلٌ. ثم يُؤْتى مِن قِبَلِ رجليه فيقول فعلُ الخيرات والمعروفُ والإحسان إلى الناس: ليس قِبَلي مَدخَلٌ. فيُقال له: اجلسْ. فيَجلس، وقد مُثِّلَتْ له الشمسُ قد قربت للغروب، فيُقال له: أخبِرْنا عمّا نسألك. فيقولُ: دعني حتى أُصَلِّي. فيُقال: إنّك ستفعلُ، فأخبِرنا عمّا نسألك. فيقولُ: عمَّ تسألوني؟ فيُقال له: ما تقولُ في هذا الرجل الذي كان فيكم؟ يعني: النبيَّ ﷺ، فيقولُ: أشهد أنّه رسول الله، جاءنا بالبينات مِن عند ربِّنا، فصدَّقنا، واتَّبَعنا. فيُقال له: صدَقْتَ، على هذا حَيِيتَ، وعلى هذا مِتَّ، وعليه تُبعَثُ -إن شاء الله-. ويُفْسَح له في قبره مَدَّ بصره، فذلك قول الله: ﴿يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾. ويُقال: افتحوا له بابًا إلى النار. فيقال: هذا كان منزلك لو عصيت الله. فيزداد غِبْطَةً وسرورًا، ويفال: افتحوا له بابًا إلى الجنة. فيُفْتَح له، فيُقال: هذا منزلك، وما أعَدَّ الله لك. فيزداد غِبْطَةً وسرورًا، فيُعاد الجسد إلى ما بدا منه مِن التراب، ويُجْعَل رُوحُه في النَّسَمِ الطَّيِّب، وهي طيرٌ خُضرٌ تَعلَقُ في شجرٍ في الجنة. وأَمّا الكافر فيُؤْتى في قبره مِن قبَلِ رأسه فلا يوجد شيءٌ، فيُؤْتى مِن قِبَلِ رجليه فلا يوجد شيءٌ، فيجلِس خائفًا مَرْعوبًا، فيُقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم؟ وما تشهد به؟ فلا يهتدي لاسمِه، فيُقال: محمدٌ ﷺ. فيقولُ: سمعتُ الناس يقولون شيئًا، فقلتُ كما قالوا. فيُقال له: صدَقتَ، على هذا حَيِيتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبعثُ -إن شاء الله-. ويُضَيَّق عليه قبرُه حتى تختلف أضلاعُه، فذلك قولُه تعالى: ﴿ومنْ أعرَضَ عن ذكري فإنّ لهُ معيشةً ضنكًا﴾ [طه:١٢٤]، فيُقال: افتحوا له بابًا إلى الجنة. فيُفْتَح له بابٌ إلى الجنة، فيقالُ: هذا كان منزلك وما أعدَّ الله لك لو كنت أطعتَه. فيزدادُ حسرةً وثُبُورًا، ثم يُقال: افتحوا له بابًا إلى النار. فيُفتَح له بابٌ إليها، فيقال له: هذا منزلك، وما أعدَّ الله لك. فيزدادُ حسرةً وثبورًا»[[أخرجه أحمد ١٤/٢٣٣-٢٣٤ (٨٥٦٣) مختصرًا جدًّا، وابن حبان ٧/٣٨٠-٣٨٢ (٣١١٣)، والحاكم ١/٥٣٥ (١٤٠٣، ١٤٠٤). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٥٢ (٤٢٦٩): «رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن».]]. (٨/٥٢٨-٥٣٠)
٣٩٧٤٨- عن أبي هريرة -من طريق أبي سلمة-، نحوه موقوفًا[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٦٧٠٣)، وابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ٧/٤٧٣-٤٧٥ (١٢١٨٨)، وابن جرير ١٣/٦٦٢.]]. (ز)
٣٩٧٤٩- عن أبي هريرة، قال: شَهِدْنا جنازةً مع رسول الله ﷺ، فلمّا فرغ مِن دفنها وانصرف الناسُ قال: «إنّه الآن يَسمعُ خَفْقَ نِعالِكم، أتاه منكرٌ ونكيرٌ، أعْيُنُهما مثلُ قُدُور النُّحاس، وأنيابُهما مثلُ صَياصِي البقر، وأصواتُهما مثلُ الرعد، فيُجلِسانه، فيسألانه ما كان يَعْبُد؟ ومَن نبيُّه؟ فإن كان مِمَّن يعبدُ الله قال: كنتُ أعبُد الله، ونبيِّي محمدٌ ﷺ، جاءنا بالبيِّنات والهدى، فآمنّا به، واتَّبعناه. فذلك قولُه: ﴿يثبتُ اللهُ الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾. فيُقال له: على اليقين حَيِيتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبعَثُ. ثم يُفتح له بابٌ إلى الجنة، ويُوَسَّع له في حُفرته، وإن كان من أهل الشكِّ قال: لا أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقلتُه. فيقال له: على الشكِّ حَيِيت، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعثُ. ثم يُفتحُ له بابٌ إلى النار، ويُسَلَّط عليه عقاربُ وتنانينُ، لو نفَخ أحدُهم في الدنيا ما أنبَتَتْ شيئًا، تَنهَشُه، وتُؤمرُ الأرضُ فتنضمُّ عليه حتى تختلِفَ أضلاعُه»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٥/٤٤-٤٥ (٤٦٢٩). قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن أبي أمامة بن سهل ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان إلا موسى بن جبير، تفرد به ابن لهيعة». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/١٩٩ (٥٣٩٨): «ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات، وأمّا ما انفرد به فقليل مَن يحتج به». وقال الألباني في الضعيفة ١١/٦٤٦ (٥٣٨٥): «ضعيف».]]. (٨/٥٢٨)
٣٩٧٥٠- عن البراء بن عازب، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿يثبت الله الَّذين ءامنوا بالقول الثّابت﴾، قال: «نَزَلَتْ في عذاب القبر، يُقال له: مَن ربُّك؟ فيقول: ربي الله، ونبيِّي محمد ﷺ. فذلك قوله: ﴿يُثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة﴾»[[أخرجه البخاري ٢/٩٨ (١٣٦٩)، ومسلم ٤/٢٢٠١ (٢٨٧١).]]. (٨/٥٣٢)
٣٩٧٥١- عن البراء بن عازبٍ، أنّ رسول الله ﷺ قال: «المسلمُ إذا سُئِل في القبر يشهدُ أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسولُ الله، فذلك قوله سبحانه: ﴿يُثبتُ الله الذين ءامنوا بالقوْل الثّابتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرة﴾»[[أخرجه البخاري ٦/٨٠ (٤٦٩٩)، وابن جرير ١٣/٦٥٨-٦٥٩.]]. (٨/٥٢٠)
٣٩٧٥٢- عن البراء بن عازب، عن النبي ﷺ، قال -وذَكَر قبضَ رُوح المؤمن-: «فيأتيه آتٍ، فيقولُ: مَن ربُّك؟ فيقولُ: اللهُ. فيقول: وما دينك؟ فيقول: الإسلامُ. فيقولُ: ومَن نبيُّك؟ فيقول: محمدٌ. ثُمَّ يُسأل الثانية، فيقول مثل ذلك، ثم يُسْأَل الثالثة، ويُؤخَذُ أخذًا شديدًا، فيقول مثل ذلك، فذلك قول الله: ﴿يُثبتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثابت﴾»[[أخرجه الروياني في مسنده ١/٢٦١-٢٦٢ (٣٩١)، من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن عبد ربِّه بن سعيد، عن محمد بن عتبة، عن زاذان، عن البراء بن عازب به. إسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، كما تقدم مرارًا.]]. (٨/٥٢٥)
٣٩٧٥٣- عن أنسٍ بن مالك، عن النبيِّ ﷺ، في قوله تعالى: ﴿يثبتُ الله الذين ءامنوا﴾، قال: «هو المؤمنُ في قبره، عند محنته يأتيه مُمْتَحِناهُ، فيقولان: مَن ربُّك؟ وما دينُك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: الله ربي، وديني الإسلام. فيقولان: ثَبَّتك اللهُ لِما يُحِبُّ ويَرضى. ويفسحان له في قبره مدَّ بصره، ويفتحان له بابًا إلى الجنة، ويقولان: نَمْ قرير عين نومة الشابِّ النائم الآمن في خير مَقيلٍ. وفيه نزلت: ﴿أصحابُ الجنَّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًا وأحسنُ مقيلًا﴾ [الفرقان:٢٤]. وأَمّا الكافرُ فإنّهما يقولان له: مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: لا أدري. فيقولان: لا دَرَيْتَ، ولا اهْتَدَيْتَ. فيضربانه بسوطٍ مِن النار، تُذْعَرُ لها كلُّ دابةٍ ما خلا الجنَّ والإنس، ثم يفتحان له بابًا إلى النار، ويُضَيَّق عليه قبرُه حتى يخرج دماغُه مِن بين أظفاره ولحمه»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٨/٥٣٢)
٣٩٧٥٤- عن أنس بن مالك، قال: خدَم رسولَ الله ﷺ رجلٌ من الأشْعَرِيِّيِن سبعَ حِجَج، فقال: «إنّ لهذا علينا حقًّا، ادعوه، فلْيَرْفَع إلينا حاجته». فدَعَوْه، فقال له رسول الله ﷺ: «ارفَعْ إلينا حاجتك». فقال: يا رسول الله، دعني حتى أُصبح، فأستخير الله. فلمّا أصبح دعاه، فقال: يا رسول الله، أسألُك الشفاعة يوم القيامة. فقال رسول الله ﷺ: ﴿يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾. قال: «فأعِنِّي على نفسك بكثرة السجود»[[أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ١/٤١٨ (٧٣٦)، من طريق بقية، حدثني عتبة بن أبي حكيم، حدثني طلحة بن نافع، قال: حدثني أنس به. إسناده لين؛ فيه عتبة بن أبي حكيم، قال عنه ابن حجر في التقريب (٤٤٢٧): «صدوق يخطئ كثيرًا».]]. (٨/٥٤٦)
٣٩٧٥٥- عن عبد الله بن مسعود -من طريق ابن مُخارِق، عن أبيه- قال: إنّ المؤمن إذا مات أُجلِس في قبره، فيُقال له: مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمدٌ. فيُوَسَّعُ له في قبره، ويفرجُ له فيه. ثم قرأ: ﴿يُثبتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثّابت﴾ الآية. وإنّ الكافر إذا دخل قبرَه أُجلِس فيه، فقيل له: مَن ربُّك؟ وما دينُك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقولُ: لا أدري. فيُضَيَّقُ عليه قبرُه، ويُعَذَّبُ فيه. ثم قرأ ابن مسعود: ﴿ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكًا﴾ [طه:١٢٤][[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٣ مختصرًا، والطبراني (٩١٤٥)، والبيهقي في عذاب القبر (٩).]]. (٨/٥٢٦)
٣٩٧٥٦- عن أبي قتادة الأنصاريِّ -من طريق عامر بن سعد البَجَلي- قال: إنّ المؤمن إذا مات أُجلِس في قبره، فيُقال له: مَن ربُّك؟ فيقول: الله. فيُقال له: مَن نبيُّك؟ فيقول: محمدُ بن عبد الله. فيُقال له ذلك ثلاث مراتٍ، ثم يُفتح له بابٌ إلى النار، فيُقال له: انظُر إلى منزلتك لو زِغْتَ. ثم يُفتحُ له بابٌ إلى الجنة، فيُقال له: انظر إلى منزلك في الجنة إذ ثَبَتَّ. وإذا مات الكافر أُجلِس في قبره، فيُقال له: مَن ربُّك؟ مَن نبيُّك؟ فيقول: لا أدري، كنت أسمعُ الناسَ يقولون. فيُقال له: لا دَرَيْتَ. ثم يُفتَح له بابٌ إلى الجنة، فيُقال له: انظر إلى منزلك لو ثَبَتَّ. ثم يُفتح له بابٌ إلى النار، فيُقال له: انظُر إلى منزلك إذ زِغْتَ. فذلك قولُه: ﴿يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياةِ الدنيا﴾ قال: لا إله إلا الله، ﴿وفي الآخرة﴾ قال: المسألةُ في القبرِ[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٤/٤٢١- واللفظ له، والطبراني في الأوسط (١٣٤٧). وعزاه السيوطي إلى ابن منده.]]. (٨/٥٢٦)
٣٩٧٥٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- ﴿يثبتُ اللهُ الَّذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾، قال: المُخاطَبة في القبر؛ مَن ربُّك؟ وما دينُك؟ ومَن نبيُّك؟[[أخرجه الطبرانيُّ (١٢٢٤٢). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (٨/٥٢٤)
٣٩٧٥٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- ﴿يُثبت الله الَّذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا﴾ قال: المُخاطبةُ في القبر؛ يقول: مَن ربُّك؟ وما دينكُ ؟ ومَن نبيُّك؟ ﴿وفي الآخرة﴾ مثل ذلك[[أخرجه النسائي الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) ١٠/١٣٩ (١١٢٠١)، والبيهقي (٥).]]. (٨/٥٢٤)
٣٩٧٥٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: إنّ المؤمن إذا حضَره الموتُ شهِدَتْهُ الملائكةُ، فسلَّموا عليه، وبشَّروه بالجنة، فإذا مات مشَوا معه في جنازته، ثم صلَّوا عليه مع الناس، فإذا دُفِن أُجلِس في قبره، فيُقال له: مَن ربُّك؟ فيقول: ربي الله. فيُقال له: مَن رسولُك؟ فيقول: محمدٌ. فيُقال له: ما شَهادتُك. فيقولُ: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله. فذلك قوله: ﴿يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا﴾ الآية. فيُوَسَّعُ له في قبره مَدَّ بصره ...[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٤، والبيهقي في عذاب القبر (٢٥٦). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٢٥)
٣٩٧٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿يُثبت الله الَّذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة﴾ قال: الشهادُة؛ يُسألون عنها في قبورهم بعد موتهم. قيل لعكرمة: ما هو؟ قال: يُسْأَلُون عن إيمانٍ بمحمدٍ ﷺ، وأمرِ التوحيد ...[[أخرجه البيهقي في عذاب القبر (١٤).]]. (٨/٥٣٢)
٣٩٧٦١- عن البراء بن عازبٍ، في قول الله: ﴿يثبتُ اللهُ الَّذين ءامنوا بالقولِ الثّابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾، قال: ذلك في القبر، إن كان صالحًا وُفِّق، وإن كان لا خير فيه وجد أبَلَةً[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. والأبلة: الوبال والمأثم والطِّلبة. النهاية والتاج (أبل).]]. (٨/٥٢٠)
٣٩٧٦٢- عن البراء بن عازب -من طريق سعد بن عبيدة- ﴿يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدُّنيا﴾، قال: التَّثْبِيُت في الحياة الدنيا إذا جاء الملَكان إلى الرجُل في القَبْر، فقالا له: مَن ربُّك؟ قال: ربي الله. قالا: وما دينك؟ قال: ديني الإسلامُ. قالا: ومَن نبيُّك؟ قال: نبيِّي محمدٌ. فذلك التثبيتُ في الحياة الدنيا[[أخرجه ابن أبي شيبة ٣/٣٧٧، ١٣/٣٦٧-٣٦٨، والترمذي ٥/٣٥٢ (٣٣٨٥)، والبيهقي في كتاب عذاب القبر (٥).]]. (٨/٥٢٣)
٣٩٧٦٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق إبراهيم بن مهاجر- في قوله: ﴿يثبتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا﴾ قال: هذا في القبر ومخاطبته، ﴿وفي الآخرة﴾ مثل ذلك[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٦.]]. (٨/٥٣١)
٣٩٧٦٤- عن مجاهد بن جبر: ﴿يُثبت الله الذين ءامنوا﴾الآية، قال: نَزَلَتْ في عذاب القبر[[أخرجه البيهقي في عذاب القبر (١٦).]]. (٨/٥٣٢)
٣٩٧٦٥- عن المُسَيّب بن رافع -من طريق هشيم، عن العوام- في قوله: ﴿يُثبت الله الذين ءامنوا﴾ الآية، قال: نزلت في صاحب القبر[[أخرجه ابن أبي شيبة ٣/٣٣٠، ١٠/٤٣٤، وابن جرير ١٣/٦٦٥. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا.]]. (٨/٥٣١)
٣٩٧٦٦- عن طاووس بن كَيْسان -من طريق ابنه- في قوله: ﴿يثبتُ اللهُ الذينَ ءامنوا﴾الآية، قال: هي فِتنة القبرِ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٤.]]. (٨/٥٣١)
٣٩٧٦٧- عن طاووس بن كيسان -من طريق ابنه- ﴿يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا﴾ قال: لا إله إلا الله، ﴿وفي الآخرة﴾ قال: المسألة في القبر[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٤٢، وابن جرير ١٣/٦٦٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٣١)
٣٩٧٦٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾، قال: أما الحياة الدنيا فيثبتُهم بالخير والعمل الصالح، وأمّا قوله: ﴿وفي الآخرة﴾ ففي القَبْر[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٣١)
٣٩٧٦٩- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- في قول الله تعالى: ﴿يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾، قال: بَلَغَنا: أنّ هذه الأُمَّة تُسْأَل في قبورها، فيثبت الله المؤمن في قبره حين يُسْأَل[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٥.]]. (ز)
٣٩٧٧٠- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ ذكر المؤمنين بالتوحيد في حياتهم وبعد موتهم، فقال سبحانه: ﴿يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت﴾ وهو التوحيد ﴿في الحياة الدنيا﴾، ثُمَّ قال: ﴿و﴾يثبتهم ﴿في الآخرة﴾ يعني: في قبره، في أمر مُنكَر ونكير بالتوحيد، وذلك أنّ المؤمن يدخل عليه مَلَكان: أحدهما منكر، والآخر نكير، فيُجْلِسانه في القبر، فيسألانه: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن رسولك؟ فيقول: ربي الله ﷿، وديني الإسلام، ومحمد ﷺ رسولي. فيقولان له: وُقِيتَ، وهُدِيتَ. ثم يقولان: اللَّهُمَّ، إنّ عبدك أرضاك؛ فأَرْضِه. فذلك قوله سبحانه: ﴿وفي الآخرة﴾ أي: يُثَبِّتُ الله قول الذين ءامنوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٥-٤٠٦.]]. (ز)
٣٩٧٧١- قال مقاتل: ذلك أنّ المؤمن إذا مات بعث الله إليه مَلَكًا يُقال له: رُومان، فيدخل قبرَه، فيقول له: إنّه يأتيك الآن مَلَكان أسودان، فيسألانِكَ: مَن ربُّك؟ ومَن نبيُّك؟ وما دينك؟[[في مطبوعة دار إحياء التراث العربي: وقادتك!!]]؟ فأجِبْهُما بما كنتَ عليه في حياتك، ثم يخرج، فيدخل الملكان، وهما منكر ونكير، أسودان أزرقان، فظّان غليظان، أعينهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرِّيح العاصِف، معهما مِرْزَبَة[[المِرْزَبَة -بالتخفيف-: المِطرقة الكبيرة التي تكون للحدّاد. النهاية (رزب).]]، فيقعدان، ويسألانه، لا يشعران بدخول رومان، فيقول: ربي الله، ونبيِّي محمد، وديني الإسلام. فيقولان له: عشت سعيدًا، ومت شهيدًا. ثم يقولان: اللهُمَّ، ارْضِه كما أرضاك. ويفتح له باب مِن الجنة، فتأتيه منها التُّحَف، فإذا انصرفا عنه قالا له: نَمْ نَوْمَة العروس. فهذا هو التَّثْبِيت[[تفسير الثعلبي ٥/٣١٦.]]. (ز)
٣٩٧٧٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن زيد- في الآية، قال: نزلت في الميِّت الذي يُسأل في قبره عن النبيِّ ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٥-٦٦٦.]]٣٥٦٤. (٨/٥٣١)
﴿وَیُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِینَۚ﴾ - تفسير
٣٩٧٧٣- عن البراء، قال: قال رسول الله ﷺ، وذكر الكافر حين تقبض روحه، قال: «فتعاد روحه في جسده»، قال: «فيأتيه ملكان شديدا الانتهار، فيجلسانه، فينتهرانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: لا أدري، قال: فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: لا أدري، قال: فيقال له: ما هذا النبي الذي بعث فيكم؟ قال: فيقول: سمعت الناس يقولون ذلك، لا أدري. قال: فيقولان: لا دريت قال:»وذلك قول الله: ﴿ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء﴾"[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٨.]]. (ز)
٣٩٧٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: ... وأَمّا الكافرُ فتنزل الملائكة، فيبْسُطون أيديَهم، والبسطُ هو الضربُ، يضربون وجوهَهم وأدبارَهم عند الموت، فإذا دخل قبره أُقعِدَ، فقيل له: مَن ربُّك؟ فلم يرجع إليهم شيئًا، وأنساه اللهُ ذِكْرَ ذلك، وإذا قيل له: مَن الرسولُ الذي بُعِث إليكم؟ لم يَهْتَدِ له، ولم يرجِع إليهم شيئًا، فذلك قوله: ﴿ويضلُّ اللهُ الظالمينَ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٦٧، والبيهقي في عذاب القبر (٢٥٦). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٢٥)
٣٩٧٧٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿يُثبت الله الَّذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة﴾، قال: الشهادة؛ يُسْأَلون عنها في قبورهم بعد موتهم. قيل لعكرمة: ما هو؟ قال: يُسْأَلون عن إيمانٍ بمحمدٍ ﷺ، وأمرِ التوحيد، ﴿ويُضلُّ الله الظالمين﴾ قال: عن تلك الشهادة، فلا يهتدون أبدًا[[أخرجه البيهقي في عذاب القبر (١٤).]]. (٨/٥٣٢)
٣٩٧٧٦- قال مقاتل بن سليمان: ... ثم ذكر الكافر فى قبره حين يدخل عليه منكر ونكير، يطآن في أشعارهما، ويحفران الأرض بأنيابهما، وينالان الأرض بأيديهما، أعينهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرَّعْد القاصِف، ومعهما مِرْزَبَة مِن حديد، لو اجتمع عليها أهل مِنى أن يُقِلُّوها ما أقَلُّوها، فيقولان له: مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: لا أدري. فيقولان له: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَيْتَ. ثم يقولان: اللَّهُمَّ، إنّ عبدك قد أسخطك فاسْخَطْ عليه. فيضربانه بتلك المِرْزَبَة ضربةً ينهشم كلُّ عضو في جسده، ويلتهب قبرُه نارًا، ويصيح صيحةً يسمعها كلُّ شيء غير الثَّقَلَيْن، فيلعنونه، فذلك قوله ﷿: ﴿ويَلْعَنُهُمُ اللّاعِنُونَ﴾ [البقرة:١٥٩]. حتى إنّ شاة القَصّاب والشَّفْرَةُ على حَلْقِها لا يُهِمُّها ما بها، فتقول: لَعَنَ الله هذا، كان يُحْبَس عنا الرِّزْقُ بسببه. هذا لِمَن يُضِلُّه الله ﷿ عن التوحيد. فذلك قوله: ﴿ويضل الله الظالمين﴾، يعني: المشركين، حيث لا يوفق لهم ذلك حين يسأل في قبره: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٥-٤٠٦.]]. (ز)
﴿وَیَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ ٢٧﴾ - تفسير
٣٩٧٧٧- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿ويفعل الله ما يشاء﴾ فيهما، فمشيئته أن يُثِيب المؤمنين، ويُضِلَّ الكافرين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٦.]]. (ز)
﴿وَیَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ ٢٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٩٧٧٨- عن عثمان بن عفّان، قال: مَرَّ رسولُ الله ﷺ بجنازةٍ عند قبر وصاحبه يُدْفَن، فقال: «استغفِروا لأخيكم، واسألوا له التَّثْبِيت؛ فإنّه الآن يُسْأَل»[[أخرجه أبو داود ٥/١٢٧ (٣٢٢١)، والحاكم ١/٥٢٦ (١٣٧٢). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الإسناد، ولم يخرجاه». وقال البغوي في شرح السنة ٥/٤١٨ (١٥٢٣): «هذا حديث غريب لا يُعْرَف، إلّا مِن حديث هشام بن يوسف». وقال النووي في خلاصة الأحكام ٢/١٠٢٨ (٣٦٧٤): «رواه أبو داود بإسناد حسن». وقال ابن الملقن في البدر المنير ٥/٣٣١: «وقال المنذري: إنه حديث حسن».]]. (٨/٥٤٣)
٣٩٧٧٩- عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله ﷺ يَقِف على القبر بعدما يُسَوّى عليه، فيقولُ: «اللهم، نزَل بك صاحبُنا، وخلَّف الدنيا خلف ظهره، اللهمَّ، ثبِّتْ عند المسألة مَنطِقَه، ولا تَبتَلِه في قبره بما لا طاقة له به»[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.]]. (٨/٥٤٣)
٣٩٧٨٠- عن عبد الله بن عمرو: أنّ رسول الله ﷺ ذكَر فتّانَيِ القبرِ، فقال عمرُ: أتُرَدُّ إلينا عقولُنا، يا رسول الله؟ فقال رسول الله ﷺ: «نعم، كهيئتكم اليوم». فقال عمرُ: بفيه الحجر[[أخرجه أحمد ١١/١٧٦ (٦٦٠٣)، وابن حبان ٧/٣٨٤-٣٨٥ (٣١١٥). قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ٣/٣٨٨ (٥٦٢) ترجمة حيى بن عبد الله المصري: «وبهذا الإسناد خمسة وعشرون حديثًا، عامَّتها لا يتابع عليها» وذكر الحديث. وقال الهيثمي في المجمع ٣/٤٧ (٤٢٦٢): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجال الطبراني رجال الصحيح». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/٧٣٢ (١٣٦٢): «وهذا رواه حي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو. قال البخاري: فيه نظر».]]. (٨/٥٣٧)
٣٩٧٨١- عن عمر بن الخطّاب، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «كيف أنت إذا كُنتَ في أربعة أذْرُعٍ في ذراعين، ورأيت مُنكرًا ونكيرًا؟». قلتُ: يا رسول الله، وما مُنكَر ونَكِير؟ قال: «فتّانا القبرِ، يَبْحَثان الأرض بأنيابهما، ويَطَآن في أشعارِهما؛ أصواتُهما كالرَّعد القاصِف، وأبصارُهما كالبرق الخاطِف، معهما مِرْزَبَّةٌ لو اجتمع عليهما أهلُ منى لم يُطِيقوا رفعَها، هي أيسر عليهما مِن عصاي هذه، فامتحناك، فإن تعايَيْتَ أو تَلَوَّيت ضرباك بها ضربة تصيرُ بها رمادًا». قلتُ: يا رسول الله، وأنا على حالتي هذه؟ قال: «نعم». قلتُ: إذن أكْفِيَكَهما[[أخرجه ابن أبي داود في البعث ص١٨-١٩ (٧)، والحارث في مسنده ١/٣٧٩ (٢٨١)، والبيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر ص٨٢ (١٠٥). فيه أبو شهر، ومفضل بن صالح. قال البيهقي في الاعتقاد ص٢٢٣-٢٢٤: «غريب بهذا الإسناد، تفرد به مفضل هذا، وقد رويناه من وجه آخر عن ابن عباس، ومن وجه آخر صحيح عن عطاء بن يسار عن النبي ﷺ مرسلًا في قصة عمر». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٤/١٦٨: «أبو شهم، ويقال أبو شمر، فيه جهالة». وقال أيضًا ٤/٥٣٧ «خبر منكر». وقال ابن حجر في المطالب العالية ١٨/٤٧١ (٤٥٣١): «رجاله ثقات مع إرساله». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٢/٤٩٢ (١٩٥٥): «رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا، ورجاله ثقات».]]. (٨/٥٣٨)
٣٩٧٨٢- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قُبِر الميِّتُ أتاه ملكان أسودان أزرقان، يُقال لأحدهما: منكرٌ، والآخر: نكيرٌ. فيقولان: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقولُ ما كان يقولُ: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا عبده ورسوله. فيقولان: قد كُنّا نعلم أنّك تقول هذا. ثم يُفْسَح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، ثم يُنَوَّر له فيه، فيقال له: نمْ. فيقول: أرجِعُ إلى أهلي فأُخْبِرُهم. فيقولون: نَمْ كنومة العروس الذي لا يُوقِظُه إلا أحبُّ أهله إليه. حتى يبعثه الله مِن مضجعه ذلك، فإن كان منافقًا قال: سمعتُ الناس يقولون فقلتُ مثله، لا أدري. فيقولون: قد كُنّا نعلم أنّك كنت تقول ذلك. فيقالُ للأرض: التَئِمِي عليه. فتختلف أضلاعُه، فلا يزال فيها مُعَذَّبًا حتى يبعثه الله مِن مضجعه ذلك»[[أخرجه الترمذي ٢/٥٤٥-٥٤٦ (١٠٩٤)، وابن حبان ٧/٣٨٦ (٣١١٧). قال الترمذي: «حديث حسن غريب». وقال البزّار في مسنده ١٥/١٤٢ (٨٤٦٢): «وهذا الحديث لا نعلمه يُرْوى بهذا اللفظ عن أبي هريرة إلا مِن هذا الوجه». وقال الألباني في الصحيحة ٣/٣٨٠ (١٣٩١): «وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم، وفي ابن إسحاق -وهو العامري القرشي مولاهم- كلام لا يَضُرُّ».]]. (٨/٥٣٨)
٣٩٧٨٣- عن البراء بن عازب، قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولَمّا يُلْحَد، فجلس رسولُ الله ﷺ، وجلسنا حوله وكأنّ على رؤوسنا الطيرَ، وفي يده عودٌ يَنكُتُ به في الأرض، فرفع رأسَه، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين أو ثلاثًا. ثُمَّ قال: «إنّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة نزل إليه ملائكةٌ مِن السماء، بيض الوجوه، كأنّ وجوهَهم الشمسُ، معهم كفنٌ مِن أكفان الجنة، وحَنُوطٌ مِن حَنوطِ الجنة، حتى يجلسوا منه مَدَّ البصر، ثم يجيء مَلَكُ الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقولُ: أيَّتُها النفسُ المطمئنةُ، اخرجي إلى مغفرةٍ مِن الله ورضوان». قال: «فتخرُجُ تَسِيل كما تَسِيلُ القَطْرةُ مِن فِي السِّقاء، وإن كنتم تَرَوْنَ غير ذلك، فيأخذها، فإذا أخذها لم يَدَعُوها في يده طَرْفَة عينٍ، حتى يأخذوها فيجعَلوها في ذلك الكَفَن، وفي ذلك الحنوطِ، ويخرج منها أطْيَبُ نفحةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ على وجه الأرض، فيَصْعَدُون بها، فلا يَمُرُّون على مَلَأٍ مِن الملائكة إلا قالوا: ما هذا الرُّوح الطَّيِّبُ؟ فيقولون: فلانُ بن فلانٍ. بأحسن أسمائه التي كانوا يُسَمُّونه في الدنيا، وحتى يَنتَهُوا بها إلى السماء الدنيا، فيَسْتَفْتِحُون له، فيُفْتَح لهم، فيُشَيِّعُه مِن كلِّ سماء مُقَرَّبوها إلى السماء التي تليها، حتى يُنتَهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله: اكتُبوا كتابَ عبدي في عِلِّيِّين، وأَعْيِدُوه إلى الأرض، فإنِّي منها خلَقتُهم، وفيها أُعيدُهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى. فتُعادُ رُوحُه في جسده، فيأتيه مَلَكان، فيُجلِسانِه، فيقولان له: مَن ربُّك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينُك؟ فيقولُ: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِث فيكم؟ فيقولُ: هو رسول الله. فيقولان له: وما عِلْمُك؟ فيقول: قرأتُ كتابَ الله، فآمنتُ به، وصَدَّقتُ. فيُنادي مُنادٍ مِن السماء: أن صدَق عبدي، فأَفرِشوه مِن الجنة، وألبِسوه مِن الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة. فيأتيه مِن روحها وطِيبها، ويُفسَحُ له في قبره مدَّ بصره، ويأتيه رجلٌ حسنُ الوجه حسنُ الثياب طيِّب الريح، فيقولُ: أبشِر بالذي يَسرُّك، هذا يومُك الذي كنت تُوعَدُ. فيقولُ: مَن أنت، فوجهُك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول له: أنا عملك الصالحُ. فيقولُ: ربِّ، أقِم الساعة، ربِّ، أقِم الساعة، حتى أرجِعَ إلى أهلي ومالي». قال: «وإنّ العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ مِن الآخرة نزل إليه مِن السماء ملائكةٌ سُودُ الوجوه، معهم المُسوحُ، فيجلسون منه مَدَّ البصر، ثم يجيءُ ملَك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقولُ: أيَّتُها النفسُ الخبيثة، اخرجي إلى سَخَطٍ من الله وغَضَب. فتَفرَّقُ في جسده، فينتزعها كما يُنتَزَع السَّفُّودُ مِن الصُّوف المبلول، فيأخُذُها، فإذا أخذها لم يَدَعُوها في يده طَرْفَةَ عين حتى يجعلوها في تلك المُسُوح، ويخرج منها كأنتن ريحٍ جِيفةٍ وُجِدَت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يَمُرُّون بها على مَلَإٍ مِن الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيثُ؟ فيقولون: فلان بن فلانٍ. بأقبح أسمائه التي كان يُسَمّى بها في الدنيا، حتى يُنتَهى بها إلى السماء الدنيا، فيُسْتَفْتَحُ فلا يُفتَحُ له». ثم قرأ رسول الله ﷺ: ﴿لا تُفتَّح لهم أبوابُ السَّماءِ﴾ [الأعراف:٤٠]. «فيقول الله ﷿: اكتُبوا كتابَه في سِجِّين في الأرض السُّفْلى. فتُطرَحُ رُوحُه طَرْحًا». ثم قرأ رسول الله ﷺ: ﴿ومن يُشرك باللهِ فكأنّما خرَّ منَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطيرُ أو تهوي به الريح في مكان سحيقٍ﴾ [الحج:٣١]. «فتُعادُ روحُه في جسدِه، ويأتيه ملكان، فيُجْلِسانِه، فيقولان له: مَن ربُّك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري. فيقولان له: ما دينُك؟ فيقولُ: هاه هاه، لا أدري. فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعِث فيكم؟ فيقولُ: هاه هاه، لا أدري. فيُنادِي مُنادٍ مِن السماء: أن كَذَب عبدي، فأَفْرِشوه مِن النار، وافتحوا له بابًا إلى النار. فيأتيه مِن حرِّها وسَمُومِها، ويضيق عليه قبره حتى تختلِفَ فيه أضلاعُه، ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجه، قبيحُ الثياب، مُنتِنُ الرِّيح، فيقول: أبشِر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت تُوعَدُ. فيقولُ: مَن أنت، فوجهُك الوجه يجيء بالشرِّ؟ فيقول: أنا عملك الخبيثُ. فيقولُ: ربِّ، لا تُقِمِ الساعةَ»[[أخرجه أحمد ٣٠/٤٩٩-٥٠٣ (١٨٥٣٤) واللفظ له، وأبو داود ٥/١٢٠ (٣٢١٢)، ٧/١٣١-١٣٣ (٤٧٥٣، ٤٧٥٤)، والحاكم ١/٩٣-٩٤ (١٠٧)، وابن جرير ١٣/٦٦٠-٦٦١، ٦٦٥، ٦٦٨. فيه المنهال بن عمرو، وزاذان أبي عمر، قال الحاكم ١/٩٦ (١١١): «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجّا جميعًا بالمنهال بن عمرو، وزاذان أبي عمر الكندي، وله شواهد على شرطهما يُسْتَدَلُّ بها على صحته». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/١٩٧-١٩٨ (٥٣٩٦): «هذا الحديث حديث حسن، رواته مُحْتَجٌّ بهم في الصحيح، كما تقدم، وهو مشهور بالمنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء، كذا قال أبو موسى الأصبهاني ﵀، والمنهال روى له البخاريُّ حديثًا واحدًا، وقال ابن معين: المنهال ثقة. وقال أحمد العجلي: كوفي ثقة. وقال أحمد بن حنبل: تَرَكَه شعبة على محمد. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: لأنّه سمِع من داره صوت قراءة بالتَّطْرِيب. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: أبو بِشْرٍ أحبُّ إلَيَّ مِن المنهال، وزاذان ثقة مشهور ألانه بعضهم، وروى له مسلم حديثين في صحيحه». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٥٠ (٤٢٦٦): «هو في الصحيح وغيره باختصار، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح».]]. (٨/٥٢١-٥٢٣)
٣٩٧٨٤- عن أسماء بنت أبي بكرٍ، أنّها سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنّه قد أُوحِي إلَيَّ أنّكم تُفْتَنُون في قبوركم، فيُقال: ما عِلمُك بهذا الرجل؟ فأمّا المؤمنُ أو المُوقِنُ فيقول: هو محمدٌ رسول الله، جاءنا بالبيِّنات والهُدى، فأَجَبْنا واتَّبَعْنا. فيُقال له: قد عَلِمنا إن كنتَ لَمُؤْمِنًا، نَمْ صالِحًا. أمّا المنافق أو المرتابُ فيقولُ: لا أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقلتُ»[[أخرجه البخاري ١/٢٨ (٨٦)، ١/٤٨ (١٨٤)، ٢/١٠ (٩٢٢)، ٢/٣٧-٣٨ (١٠٥٣)، ٩/٩٤ (٧٢٨٧)، ومسلم ٢/٦٢٤ (٩٠٥).]]. (٨/٥٣٩)
٣٩٧٨٥- عن أسماء، عن النبي ﷺ، قال: «إذا دخل الإنسانُ قبرَه؛ فإن كان مؤمنًا أحفَّ به عملُه؛ الصلاةُ والصيام، فيأتيه الملَك مِن نحو الصلاة، فتَرُدُّه، ومِن نحو الصيام، فيردُّه، فيناديه: اجلس. فيجلس، فيقول له: ما تقول في هذا الرجل؟. يعني: النبيّ ﷺ. قال: مَن؟ قال: محمدٌ. قال: أشهد أنّه رسول الله. فيقولُ: وما يُدريك، أدركتَه؟ قال: أشهد أنّه رسول الله. فيقول: على ذلك عِشتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعَثُ. وإن كان فاجِرًا أو كافِرًا جاءه الملَك، وليس بينه وبينه شيء يَرُدُّه، فأجلسه، وقال: ما تقول في هذا الرجل؟ قال: أيُّ رجلٍ؟ قال: محمدٌ. فيقول: واللهِ، ما أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقلتُه. فيقولُ له الملَكُ: على ذلك عِشْتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعَثُ. ويُسَلَّط عليه دابَّةٌ في قبره، معها سَوطٌ، ثَمَرتُه[[ثمرته: طرفه. اللسان (ثمر).]] جمرةٌ مثلُ غربِ[[الغرب: الدلو العظيمة التي تُتّخذ من جِلد ثور. النهاية (غرب).]] البعير، يضربه ما شاء الله، لا تسمع صوته فترحمه»[[أخرجه أحمد ٤٤/٥٣٥-٥٣٦ (٢٦٩٧٦). قال الهيثمي في المجمع ٣/٥١ (٤٢٦٨): «رواه أحمد، وروى الطبراني منه طرفًا في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح».]]. (٨/٥٤٠)
٣٩٧٨٦- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا وُضِع المؤمنُ في قبره أتاه ملَكان، فانتَهَراه، فقام يَهُبُّ كما يَهُبُّ النائم، فيقال له: مَن ربُّك؟ فيقول: الله ربِّي، والإسلام ديني، ومحمدٌ ﷺ نَبِيِّي. فيُنادي مُنادٍ: أن صدَق، فأفْرِشُوه مِن الجنة، وأَلْبِسوه مِن الجنة. فيقول: دعوني أُخبِر أهلي. فيقال له: اسكُن»[[أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ٢/٤١٩ (٨٦٦)، وأبو يعلى في مسنده ٤/٢٠٦ (٢٣١٦)، من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر به. قال الألباني في ظلال الجنة (٨٦٦): «إسناده جيِّد على شرط البخاري، على ضَعْفٍ في أبي بكر بن عياش، وقرن البخاري لأبي سفيان بغيره».]]. (٨/٥٣٦)
٣٩٧٨٧- عن أبي الزبير، أنّه سأل جابر بن عبد الله عن فتّانَيِ القبر، فقال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقولُ: «إنّ هذه الأمة تُبْتَلى في قبورها، فإذا أُدخل المؤمنُ قبرَه وتولّى عنه أصحابُه جاءه ملكٌ شَدِيدُ الانتِهار، فيقول له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقول المؤمن: أقولُ: إنّه رسول الله، وعبده. فيقول الملَك: انظر إلى مقعدك الذي كان لك مِن النار، قد أنجاك الله منه، وأبْدَلَك بمقعدك الذي تَرى مِن النار مقعدك الذي ترى مِن الجنة. فيراهما كليهما، فيقول المؤمن: دعوني أُبَشِّر أهلي. فيقال له: اسكن. وأَمّا المنافق فيقعد إذا تَوَلّى عنه أهله، فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول ما يقول الناس. فيُقال له: لا دريتَ، هذا مقعدُك الذي كان لك مِن الجنة، قد أبدلك الله مكانه مقعدك من النار». قال جابر: فسمعتُ النبيَّ ﷺ يقول: «يُبْعَث كلُّ عبدٍ في القبر على ما مات؛ المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه»[[أخرجه أحمد ٢٣/٦٥ (١٤٧٢٢). قال ابن كثير في تفسيره ٤/٤٩٧: «إسناده صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٤٨ (٤٢٦٤): «رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات».]]. (٨/٥٣٥)
٣٩٧٨٨- عن أبي أُمامَة، عن رسول الله ﷺ، قال: «إذا مات أحدٌ مِن إخوانكم، فسَوَّيْتُم الترابَ عليه، فلْيَقُمْ أحدُكم على رأس قبره، ثم ليقلْ: يا فلان ابن فلانة. فإنّه يسمعه ولا يجيب، ثم يقولُ: يا فلان ابن فلانة. فإنه يستوي قاعدًا، ثم يقولُ: يا فلان ابن فلانة. فإنّه يقول: أرشِدنا، رحِمَك الله. ولكن لا تشعرون، فليقلْ: اذكُر ما خرَجتَ عليه مِن الدنيا؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا عبده ورسوله، وأنّك رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ ﷺ نبيًّا، وبالقرآن إمامًا. فإنّ منكرًا ونكيرًا يأخُذُ كلَّ واحد منهما بيد صاحبه، ويقولُ: انطلق بنا، ما نقْعُدُ عند مَن لُقِّن حُجَّتَه. فيكون حجيجه دونهما». قال رجلٌ: يا رسول الله، فإن لم يَعرِف أمَّه. قال: «يَنسبُه إلى حواء، يا فلان ابن حواء»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٨/٢٤٩ (٧٩٧٩)، والخلعي في الفوائد المنتقاة الحسان المعروف بالخلعيات ص٤٥٣ (١١٧٧). قال ابن القيم في كتاب الروح ص١٣: «حديث ضعيف». وقال في زاد المعاد ١/٥٠٤: «حديث لا يصِحُّ رفعه». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٨٧٥: «أخرجه الطبراني، بإسناد ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٣٢٤ (٣٩١٨): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه مَن لم أعرفه، جماعة». وقال ابن حجر في التلخيص الحبير ٢/٣١١ عن إسناد الطبراني: «وإسناده صالح، وقد قوّاه الضياء في أحكامه». وقال الألباني في الضعيفة ٢/٦٤ (٥٩٩): «منكر». وقال النووي في الأذكار ص٢٨٩-٢٩٠ (٨٤٨): «قال ابن الصلاح: روينا فيه حديثًا مِن حديث أبي أمامة، ليس بالقائم إسناده، ولكن اعتضد بشواهد، وبعمل أهل الشام به قديمًا».]]. (٨/٥٤٤)
٣٩٧٨٩- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا وُضِع الميِّتُ في قبره جاءه ملَكان يسألانه، فقالا: كيف تقول في هذا الرجل الذي كان بين أظْهُرِكم، الذي يُقال له: محمدٌ؟ فلقَّنه الله الثبات، وثباتُ القبر خمسٌ؛ أن يقول العبدُ: ربِّي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمدٌ، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ثم قالا له: اسكُن، فإنّك عشتَ مؤمنًا، ومِتَّ مؤمنًا، وتُبْعَثُ مؤمنًا. ثم أرَياه منزله مِن الجنة يَتَلَأْلَأُ بنور عرش الرحمن»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٨/٥٣٣)
٣٩٧٩٠- عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ العبد إذا وُضِع في قبره، وتَوَلّى عنه أصحابُه؛ إنّه لَيَسْمَع قَرْعَ نعالِهم، يأتيه ملَكان، فيُقعِدانِه، فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل -زاد ابن مردويه- الذي كان بين أظهركم، الذي يُقال له: محمدٌ». قال: «فأمّا المؤمنُ فيقولُ: أشهد أنّه عبد الله ورسوله. فيُقال له: انظُر إلى مقعدك مِن النار، قد أبدلك اللهُ به مقعدًا مِن الجنة». قال النبيُّ ﷺ: «فيراهما جميعًا». قال قتادة: وذُكِر لنا: أنّه يُفسَح له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأُ عليه خَضِرًا. «وأَمّا المنافق والكافرُ فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنتُ أقول ما يقول الناس. فيقال له: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَيْتَ. ويُضرَب بمِطراقٍ مِن حديد ضربةً، فيصيح صيحةً يسمعها مَن يليه إلا الثَّقَلَيْن»[[أخرجه البخاري ٢/٩٨-٩٩ (١٣٧٤)، ومسلم ٤/٢٢٠٠ (٢٨٧٠). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٨/٥٣٣)
٣٩٧٩١- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ هذه الأمة تُبْتَلى في قبورها، وإنّ المؤمن إذا وُضِع في قبره أتاه مَلَكٌ، فسأله: ما كنت تعبد؟ فإنِ اللهُ هداه قال: كنت أعبد الله. فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقولُ: هو عبدُ الله ورسولُه. فما يُسْأَلُ عن شيءٍ بعدها، فينطلِقُ إلى بيتٍ كان له في النار، فيُقال له: هذا بيتُك، كان لك في النار، ولكنَّ الله عَصَمَك ورحِمك، فأبدلك بيتًا في الجنة. فيقولُ: دعوني حتى أذهب فأُبَشِّر أهلي. فيُقال له: اسكُن. وإنّ الكافرَ إذا وُضِع في قبره أتاه مَلَكٌ، فينتهِرُه، فيقول له: ما كنت تعبدُ؟ فيقولُ: لا أدري. فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقولُ: كنتُ أقولُ ما يقول الناس. فيضربونه بمِطْراقٍ مِن حديدٍ بين أذنيه، فيصيحُ صيحةً يسمعها الخلق إلا الثَّقَلَيْن»[[أخرجه أحمد ٢١/١١٩-١٢٠ (١٣٤٤٧)، وأبو داود ٧/١٢٩-١٣٠ (٤٧٥١)، وابن حبان ٧/٣٩١ (٣١٢٠)، من طرق، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس به. إسناده صحيح.]]. (٨/٥٣٤)
٣٩٧٩٢- عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله ﷺ وقف على قبر رجل مِن أصحابه حين فرغ منه، فقال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللَّهُمَّ، نزَل بك وأنت خيرُ منزولٍ به، جافِ الأرض عَن جَنبَيْه، وافتح أبوابَ السماء لروحه، واقبله منك بقَبُول حسنٍ، وثبِّت عند المسائل مَنطقَه»[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٥/٢٠١. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عطاء، لم نكتبه إلا من حديث نافع».]]. (٨/٥٤٣)
٣٩٧٩٣- عن راشد بن سعد، قال: كان النبيُّ ﷺ يقول: «تَعَلَّمُوا حُجَّتَكم؛ فإنّكم مَسْئُولون». حتى إن كان أهل البيت مِن الأنصار يَحضُرُ الرجلُ منهم الموتَ فيُوصُونه، والغلامُ إذا عقَل، فيقولون له: إذا سألوك: مَن ربُّك؟ فقل: الله ربي. وما دينك؟ فقل: الإسلام ديني. ومَن نبيُّك؟ فقلْ: محمدٌ[[عزاه السيوطي إلى ابن شاهين في السنة.]]. (٨/٥٤٢)
٣٩٧٩٤- عن راشد بن سعد، عن رجلٍ مِن أصحاب رسول الله ﷺ، أنّ رجلًا قال: يا رسول الله، ما بالُ المؤمنين يُفْتَنُون في قبورِهم إلّا الشهيد؟! قال: «كفى ببارِقَة السيوف على رأسه فتنةٌ»[[أخرجه النسائي ٤/٩٩ (٢٠٥٣). قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٢/٥٩٨-٥٩٩ (٦٠٦): «وسكت عنه مُصَحِّحًا له». يعني: الإشبيلي في الأحكام.]]. (٨/٥٤٥)
٣٩٧٩٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: اسمُ الملَكين اللَّذَيْن يأتيان في القبر: مُنكَر، ونكير[[أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٧٠٣).]]. (٨/٥٣٧)
٣٩٧٩٦- عن أبي أُمامة صُدَيّ بن عَجْلان، قال: إذا مِتُّ فدَفَنتُمُوني فلْيَقُم إنسانٌ عند رأسي، فلْيَقُل: ياصُدَيُّ بن عجلان، اذكر ما كنت عليه في الدنيا؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله[[عزاه السيوطي إلى ابن منده.]]. (٨/٥٤٤)
٣٩٧٩٧- عن سفيان الثوري، قال: إذا سُئِل الميِّتُ: مَن ربُّك؟ تَراءى له الشيطانُ في صورةٍ، فيشيرُ إلى نفسه: أنِّي أنا ربُّك[[أخرجه الحكيم الترمذي ٣/٢٢٧.]]. (٨/٥٤٥)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.