الباحث القرآني
﴿وَبَرَزُوا۟ لِلَّهِ جَمِیعࣰا﴾ - تفسير
٣٩٥٩٤- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: ﴿وبرزوا لله جميعا﴾، يقول: وخرجوا مِن قبورهم إلى الله جميعًا، يعني بالجميع: أنّه لم يُغادِر منهم [أحدًا] إلا بُعِث بعد موته[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٢.]]. (ز)
﴿فَقَالَ ٱلضُّعَفَـٰۤؤُا۟ لِلَّذِینَ ٱسۡتَكۡبَرُوۤا۟﴾ - تفسير
٣٩٥٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فقال الضعفاء﴾ وهم الأتباع مِن كُفّار بني آدم ﴿للذين استكبروا﴾ يعني: للذين تَكَبَّروا عن الإيمان بالله ﷿، وهو التوحيد، وهم الكُبَراء في الشَّرَف والغِنى القادَة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٢.]]. (ز)
٣٩٥٩٦- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: ﴿فَقالَ الضُّعفاء﴾ قال: الأتباع، ﴿للَّذينَ استَكبروا﴾قال: للقادةِ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٢٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٥٠٥)
﴿إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعࣰا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا مِنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَیۡءࣲۚ قَالُوا۟ لَوۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَیۡنَـٰكُمۡۖ﴾ - تفسير
٣٩٥٩٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنا كنا لكم تبعا﴾ لدينكم في الدنيا، ﴿فهل أنتم مغنون عنا﴾ معشر الكبراء ﴿من عذاب الله من شيء﴾ باتِّباعنا إيّاكم، ﴿قالوا﴾ يعني: قالت الكبراء للضعفاء: ﴿لو هدانا الله﴾ لدينه ﴿لهديناكم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٢.]]. (ز)
﴿سَوَاۤءٌ عَلَیۡنَاۤ أَجَزِعۡنَاۤ أَمۡ صَبَرۡنَا مَا لَنَا مِن مَّحِیصࣲ ٢١﴾ - تفسير
٣٩٥٩٨- عن كعب بن مالكٍ، رَفَعَه إلى النبي ﷺ -فيما أحْسَبُ- في قوله: ﴿سواءٌ علينا أجزعنا أمْ صبرنا ما لنا من مَّحيص﴾، قال: «يقول أهلُ النار: هلِمُّوا فلنصبرْ. فيصْبرون خمسمائة عامٍ؛ فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: هلمّوا فلنجزع. فيبكون خمسمائة عامٍ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: ﴿سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص﴾»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٩/٨٤ (١٧٢). قال الهيثمي في المجمع ٧/٤٣ (١١٠٩٧): «وفيه أنس بن أبي القاسم، هكذا هو في الطبراني، وقد ذكر الذهبي في الميزان أنس بن القاسم، وهو أنس بن أبي نمير، ذكره ابن أبي حاتم، روى عن كعب الأحبار، وليس كذلك، وإنما قال ابن أبي حاتم: إنه روى عن أبي بن كعب، روى عن الفريابي، سمعت أبي يقول ذلك». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ١/٢٧٧: «أنس بن القاسم مجهول».]]. (٨/٥٠٦)
٣٩٥٩٩- عن عمر بن أبي ليلى -أحد بني عامر- قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: بلغني، أو ذُكِر لي: أنّ أهل النار قال بعضُهم لبعض: يا هؤلاء، إنّه قد نزل بكم مِن العذاب والبلاء ما قد ترون، فهلُمَّ فلنصبر، فلعلَّ الصبر ينفعنا، كما صبر أهل الدنيا على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا. فأَجْمَعُوا رأيهم على الصبر. قال: فتَصَبَّروا، فطال صبرُهم، ثم جزعوا، فنادوا: ﴿سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص﴾، أي: مَنجًى[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة النار -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/٤٥٤-٤٥٦ (٢٥١)- مطولًا، وفي آخره: ملجأ، وابن جرير ١٣/٦٢٧ واللفظ له.]]. (ز)
٣٩٦٠٠- عن زيد بن أسلم، في قوله: ﴿سواءٌ علينا أجزعنا أمْ صبرْنا﴾، قال: جزِعُوا مائة سنةٍ، وصبرُوا مائة سنةٍ[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٦)
٣٩٦٠١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿سواء علينا﴾ ذلك أنّ أهل النار قال بعضهم لبعض: تعالوا نجزع مِن العذاب لعلَّ ربنا يرحمنا. فجزعوا مقدار خمسمائة عام، فلم يُغنِ عنهم الجزعُ شيئًا. ثم قالوا: تعالوا نصبر، لعلَّ الله يرحمنا. فصبروا مقدار خمسمائة عام، فلم يُغْنِ عنهم الصبرُ شيئًا. فقالوا عند ذلك: ﴿سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص﴾ مِن مهرب عنها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٢. وفي تفسير الثعلبي ٥/٣١٣، وتفسير البغوي ٤/٣٤٤ بنحوه مختصرًا عن مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
٣٩٦٠٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في الآية، قال: إنّ أهل النار قال بعضُهم لبعضٍ: تعالوا نبكي ونتَضَرَّعُ إلى الله، فإنّما أدرك أهلُ الجنةِ الجنةَ ببكائهم وتضرُّعِهم إلى الله. فبَكَوا، فلمّا رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: تعالَوْا نصبرْ، فإنّما أدرك أهلُ الجنةِ الجنةَ بالصبر. فصبرُوا صبرًا لم يُرَ مثلُه، فلم ينفعهم ذلك. فعند ذلك قالوا: ﴿سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٢٧-٦٢٨.]]٣٥٥٣. (٨/٥٠٦)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.