الباحث القرآني
﴿قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّیۤۖ﴾ - تفسير
٣٨٢٦١- عن عبد الله بن عباس، أنّ النبي ﷺ سُئل: لِمَ أخَّر يعقوبُ بنيه في الاستغفار؟ قال: «أخَّرَهم إلى السَّحَر؛ لأنّ دعاء السَّحَر مُستجاب»[[أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط ٢/٦٣٤ (٤٨٠). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ وابن مردويه، من طريق جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عباس به. وجويبر ضعيف في الرواية، وقوّاه بعض الأئمة في التفسير، ينظر: تهذيب التهذيب ٢/١٢٤.]]. (٨/٣٣٢)
٣٨٢٦٢- عن عبد الله بن عباس، قال: قال النبي ﷺ في قصِّه: «قولُ أخي يعقوب لبنيه: ﴿سوف أستغفر لكم ربى﴾، يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة»[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٤٨ واللفظ له. وأورده الثعلبي ٥/٢٥٧. قال ابن كثير ٨/٧٢: «وهذا غريب من هذا الوجه، وفي رفعه نظر».]]. (٨/٣٣٢)
٣٨٢٦٣- عن ابن عباس، قال: جاء علي بن أبى طالب إلى رسول الله ﷺ، فقال: بأبي أنت وأمي، تَفَلَّتَ هذا القرآنُ مِن صدري، فما أجدني أقدر عليه؟ فقال له رسول الله ﷺ: «يا أبا الحسن، أفلا أُعَلِّمك كلماتٍ ينفعك الله بِهِنَّ، وينفع اللهُ بِهِنَّ مَن عَلَّمتَه، ويثبت ما تعلَّمْتَ في صدرك؟». قال: أجل، يا رسول الله، فعَلِّمني. قال: «إذا كانت ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الأخير فإنّه ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: ﴿سوف أستغفر لكم ربى﴾. يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة ...» الحديث[[أخرجه الترمذي ٦/١٦٦-١٦٩ (٣٨٨٦)، والحاكم ١/٤٦١ (١١٩٠). قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال العقيلي في الضعفاء ٤/٢١ (١٥٧٥) في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي: «محمد بن إبراهيم القرشي عن أبي صالح، مجهولان جميعًا بالنقل، والحديث غير محفوظ»، ثم ذكر الحديث فقال: «ورواه سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة، عن ابن عباس: القصة. ليس يرجع مِن هذا الحديث إلى صحته، وكلا الحديثين ليس له أصل ولا يتابع عليه». وقال ابن الجوزي في الموضوعات ٢/١٤٠: «قال الدارقطني: تفرد به هشام عن الوليد. قال المصنف: قلت: أما الوليد فقال علماء النقل: كان يروي عن الأوزاعي أحاديث هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع والزهري، فيُسْقِط أسماء الضعفاء، ويجعلها عن الأوزاعي عنهم، وبعد هذا فأنا لا أتهم به إلا النقاش شيخ الدارقطني. قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقاش يكذب. وقال البرقاني: كل حديثه منكر. وقال الخطيب: أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/٢٣٤-٢٣٦ (٢٢٢٦): «طريق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدًّا». وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ٨/٩: «هذا عندي موضوع». وقال ابن كثير في تفسيره ١/٩٤: «في المتن غرابة، بل نكارة». وقال السيوطي في اللآلئ ٢/٥٥: «لا يصح». وقال ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة ٢/١١١: «ولا يصح». وقال الألباني في الضعيفة ٧/٣٨٢-٣٨٤ (٣٣٧٤): «منكر».]]. (٨/٣٣٢)
٣٨٢٦٤- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مُحارب بن دِثار- في قوله: ﴿سوف أستغفر لكم ربى﴾، قال: إنّ يعقوب أخَّر بنيه إلى السَّحَرِ[[أخرجه سعيد بن منصور (١١٤٤ - تفسير)، وابن جرير ١٣/٣٤٧، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٠، والطبراني (٤٥٤٨). وعزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وابن المنذر.]]. (٨/٣٣٢)
٣٨٢٦٥- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿سوف أستغفر لكم ربى﴾، قال: أخَّرَهم إلى السَّحَر، وكان يُصَلِّي بالسَّحَر[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (٨/٣٣٢)
٣٨٢٦٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق سفيان الثوري، عن رجل- في قوله: ﴿سوف أستغفر لكم ربى﴾، قال: أخَّرَهم إلى السَّحَر[[تفسير الثوري ص١٤٧.]]. (ز)
٣٨٢٦٧- عن إبراهيم النخعي= (ز)
٣٨٢٦٨- وسعيد بن جبير= (ز)
٣٨٢٦٩- وعكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٣٨٢٧٠- وأبي جعفر محمد بن علي= (ز)
٣٨٢٧١- وقتادة بن دعامة= (ز)
٣٨٢٧٢- وإسماعيل السُّدِّيّ، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٠.]]. (ز)
٣٨٢٧٣- قال طاووس بن كيسان: أخَّرَ الدُّعاء إلى السَّحَر مِن ليلة الجمعة، فوافق ليلة عاشوراء[[تفسير الثعلبي ٥/٢٥٧، وتفسير البغوي ٤/٢٧٧.]]. (ز)
٣٨٢٧٤- قال عامر الشعبي، ﴿سوف أستغفر لكم ربي﴾، قال: أسأل يوسف؛ إن عفا عنكم أستغفر لكم ربي[[تفسير الثعلبي ٥/٢٥٧، وتفسير البغوي ٤/٢٧٧.]]. (ز)
٣٨٢٧٥- عن إبراهيم التيمي -من طريق العوام- في قول يعقوب لبنيه: ﴿سوف أستغفر لكم ربي﴾، قال: أخَّرهم إلى السَّحَر[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٤٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٠.]]٣٤٥٩. (ز)
٣٨٢٧٦- قال وهب بن مُنَبِّه: كان يستغفر لهم كلَّ ليلة جمعة في نيِّف وعشرين سنة[[تفسير الثعلبي ٥/٢٥٧، وتفسير البغوي ٤/٢٧٧.]]. (ز)
٣٨٢٧٧- عن عمرو بن قيس [الملائي] -من طريق خلاد الصَّفّار- في قوله: ﴿سوف أستغفر لكم ربى﴾، قال: في صلاة الليل[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٤٧-٣٤٨، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٠. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٣٤)
٣٨٢٧٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قال﴾ أبوهم: إنِّي ﴿سوف أستغفر لكم ربي﴾ سَحَرًا مِن الليل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٥٠.]]. (ز)
٣٨٢٧٩- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: ﴿سوف أستغفر لكم ربى﴾، قال: أخَّر ذلك إلى السَّحَر[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٤٨.]]. (ز)
٣٨٢٨٠- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجّاج- في قوله: ﴿سوف أستغفر لكم ربى﴾ إلى قوله: ﴿إن شاء الله ءامنين﴾، قال هو: سوف أستغفر لكم ربى إن شاء الله. وبيَّن هذا وبين ذاك ما بينه. قال: وهذا مِن تقديم القرآن وتأخيره[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٥١. وعزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وابن المنذر. وسيأتي الأثر مع تعليق المفسرين على مضمونه في خاتمة الآية التالية.]]. (٨/٣٣٧)
﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ ٩٨﴾ - تفسير
٣٨٢٨١- عن سعيد بن جبير-من طريق عطاء بن دينار- قوله:﴿الغفور﴾يعني: غفور الذنوب، ﴿الرحيم﴾ يعني: رحيم بالمؤمنين [[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٠.]]. (ز)
٣٨٢٨٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنه هو الغفور﴾ للذنوب، ﴿الرحيم﴾ بالمؤمنين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٥٠.]]. (ز)
﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ ٩٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٨٢٨٣- عن أنس بن مالك -من طريق يزيد الرقاشي- قال: إنّ الله لَمّا جمع ليعقوب شملَه ببنيه، وأقَرَّ عينه؛ خلا ولدُه نَجِيًّا، فقال بعضهم لبعض: ألستم قد علمتم ما صنعتم، وما لقي منكم الشيخ، وما لقي منكم يوسف؟ قالوا: بلى. قالوا: فيغرُّكم عفوهما عنكم، فكيف لكم بربكم؟ واستقام أمرُهم على أن أتوا الشيخ، فجلسوا بين يديه ويوسفُ إلى جنب أبيه قاعد، قالوا: يا أبانا، أتيناك في أمرٍ لم نأتك في مثله قط، ونزل بنا أمرٌ لم ينزل بنا مثله. حتى حرَّكوه -والأنبياء أرحم البرية-، فقال: ما لكم يا بَنِيَّ؟ قالوا: ألستَ قد علمتَ ما كان مِنّا إليك، وما كان مِنّا إلى أخينا يوسف؟ قالا: بلى. قالوا: أفلستما قد عفوتما؟ قالا: بلى. قالوا: فإنّ عفوكما لا يُغني عنّا شيئًا إن كان الله لم يَعْفُ عنّا. قال: فما تريدون يا بَنِيَّ؟ قالوا: نريد أن تدعو الله، فإذا جاءك الوحيُ مِن عند الله بأنّه قد عفا عمّا صنعنا قرَّت أعينُنا، واطمأنّت قلوبُنا، وإلا فلا قُرَّة عين في الدنيا لنا أبدًا. قال: فقام الشيخ، فاستقبل القبلة، وقام يوسفُ خلف أبيه، وقاموا خلفهما أذِلَّةً خاشعين. فدعا، وأمَّن يوسف، فلم يُجَب فيهم عشرين سنة، حتى إذا كان رأسُ العشرين نزل جبريل على يعقوب ﵉، فقال: إنّ الله بعثني أُبَشِّرك بأنّه قد أجاب دعوتَك في ولدك، وأنّه قد عفا عمّا صنعوا، وأنّه قد اعتقد مواثيقَهم مِن بعدك على النُّبُوَّة[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٦٧-٣٦٨.]]. (٨/٣٣٥)
٣٨٢٨٤- عن الحسن البصري، قال: لَمّا جمع اللهُ ليعقوب بنيه قال ليوسف: يا يوسف، حدَّثني ما صنع بك إخوتك؟ قال: فابتدأ يُحَدِّثه، فغُشِي عليه جزعًا، فقال: يا أبت، إنّ هذا مِن أهون ما صنعوا بي. فقال لهم يعقوب: يا بَنِيَّ، أما لكم موقف بين يدي الله تخافون أن يسألكم عما صنعتم! قالوا: يا أبانا، قد كان ذاك، فاستغفِر لنا. وقال: وقد كان اللهُ -تبارك وتعالى- عَوَّد يعقوب إذا سأله حاجة أن يُعطيَّها إيّاه في أول يوم أو في الثاني أو الثالث لا محالة، فقال: إذا كان السَّحَرُ فأفيضوا عليكم مِن الماء، ثم البَسُوا ثيابكم التي تَصُونُونها، ثم هلموا إلَيَّ. ففعلوا، فجاءوا، فقام يعقوب أمامهم، ويوسف خلفه، وهم خلف يوسف إلى أن طلعت الشمس، لم تنزل عليهم التوبة، ثم اليوم الثاني، ثم اليوم الثالث، فلمّا كانت الليلة الرابعة ناموا، فجاءهم يعقوب، فقال: يا بَنِيَّ، نمتم واللهُ عليكم ساخط؟! فقوموا. فقام، وقاموا عشرين سنة يطلبون إلى الله الحاجة، فأوحى الله إلى يعقوب: إنِّي قد تبت عليهم، وقبِلْتُ توبتَهم. قال: يا ربِّ، النُّبُوَّة. قال: قد أخذتُ ميثاقَهم في النبيين[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٣٦)
٣٨٢٨٥- عن أبي عمران الجَوني -من طريق جعفر بن سليمان- قال: واللهِ، لو كان قتلُ يوسف مضى لأدخلهم اللهُ النارَ كُلَّهم، ولكن الله -جلَّ ثناؤه- أمسك نفس يوسف ليبلغ فيه أمره، ورحمة لهم. ثم يقول: واللهِ، ما قصَّ الله نبأهم يُعَيِّرهم بذلك؛ إنهم لَأنبياء مِن أهل الجنة، ولكن الله قصَّ علينا نبأهم لئلا يَقْنَطَ عبدُه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٦٨-٣٦٩.]]. (٨/٣٣٨)
٣٨٢٨٦- عن ابن عائشة، قال: ما تِيبَ على ولد يعقوب إلا بعد عشرين سنة، وكان أبوهم بين أيديهم، فما تِيبَ عليهم حتى نزل جبريلُ، فعلَّمه هذا الدعاء: يا رجاء المؤمنين، لا تقطع رجاءنا، يا غياث المؤمنين، أغِثنا، يا مانع المؤمنين، امنعنا، يا مُحبَّ التوابين، تُب علينا. قال: فأخَّرَه إلى السَّحَر، فدعا به، فتِيب عليهم[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٣٦)
٣٨٢٨٧- عن الليث بن سعد -من طريق ابن وهب-: أنّ يعقوب وإخوة يوسف أقاموا عشرين سنة يطلبون فيما فعل إخوة يوسف بيوسف، لا يُقْبَل ذلك منهم، حتى لقي جبريلُ يعقوبَ، فعلمه هذا الدعاء: يا رجاء المؤمنين، لا تُخَيِّبْ رجائي، ويا غوث المؤمنين، أغِثْنِي، ويا عَوْن المؤمنين، أعِنِّي، يا حبيب التوابين، تُبْ عَلَيَّ. فاستُجِيب لهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٠.]]. (٨/٣٣٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.