الباحث القرآني
﴿قَالَ إِنَّمَاۤ أَشۡكُوا۟ بَثِّی وَحُزۡنِیۤ إِلَى ٱللَّهِ﴾ - تفسير
٣٨٠٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- في قوله: ﴿إنما أشكو بثي﴾، قال: هَمِّي[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣١٣)
٣٨٠٣٦- عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قوله: ﴿أشكو بثي﴾ قال: حاجتي ﴿وحزني إلى الله﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٦. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣١٣)
٣٨٠٣٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- قوله: ﴿إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله﴾، قال: ذُكِرَ لنا: أنّ نبي الله يعقوب ﵇ لم يَزَل به شِدَّةُ بلاءٍ قطُّ إلا أتاهُ حُسْنُ ظنِّه بالله مِن وراء بلائه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٨٩.]]. (ز)
٣٨٠٣٨- عن طلحة بن مُصَرِّف الأيامى -من طريق المبارك بن مجاهد، عن رجل مِن الأَزْد- قال: ثلاثةُ لا تذكُرهن، واجتنب ذِكرَهُنَّ: لا تَشْكُ مرضَك، ولا تشكُ مصيبتَك، ولا تُزَكِّ نفسَك. قال: وأُنبِئْتُ: أنّ يعقوب ﵇ دخل عليه جارٌ له، فقال: يا يعقوب، ما لي أراك قد انْهَشَمَتْ وفَنِيتَ ولم تبلغ مِن السِنِّ ما بلغ أبوك؟ قال: هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به مِن هَمِّ يوسف وذِكْرِه. فأوحى الله إليه: يا يعقوب، أتشكوني إلى خلقي؟ فقال: يا ربِّ، خطيئةٌ أخطأتُها فاغفِرْها لي. قال: فإنِّي قد غفرت لكَ. فكان بعد ذلك إذا سُئِل قال: ﴿إنما أشكو بثي وحزني إلى الله﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٨.]]. (٨/٣١٠)
٣٨٠٣٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قال﴾ لهم أبوهم: ﴿إنما أشكوا بثي﴾ يعني: ما بَثَّه فِيَّ الناسُ ﴿وحزني﴾ يعني: ما بَطَن ﴿إلى الله﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٤٨.]]. (ز)
٣٨٠٤٠- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: قال يعقوب عن عِلْمٍ بالله: ﴿إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون﴾؛ لِما رأى مِن فظاظتِهم وغِلْظَتِهم وسوء لفظهم به: لم أشْكُ ذلك إليكم، ﴿وأعلم من الله ما لا تعلمون﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٦، وابن أبي حاتم ٧/٢١٨٩.]]٣٤٤١. (ز)
٣٨٠٤١- قال سفيان الثوري، في قوله: ﴿إنما أشكوا بثي﴾، قال: هَمِّي[[تفسير سفيان الثوري ص١٤٦، وأخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٨٩ من طريق أبي أحمد الزبيري.]]. (ز)
٣٨٠٤٢- عن النضر بن عربي، قال: بلغني: أنّ يعقوب ﵇ لَمّا طال حُزْنُه على يوسف ذهبت عيناه مِن الحزن، فجعل العُوّادُ يدخلون عليه، فيقولون: السلام عليك، يا نبيَّ الله، كيف تَجِدُك؟ فيقول: شيخ كبير قد ذهب بصري. فأوحى الله إليه: يا يعقوب، شكوتنى إلى عُوّادك؟! قال: أيْ ربِّ، هذا ذنبٌ عَمِلْتُه لا أعود إليه. فلم يزل بعد يقول: ﴿إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٨٦.]]. (٨/٣١٣)
﴿وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٨٦﴾ - تفسير
٣٨٠٤٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وأعلم من الله ما لا تعلمون﴾، يقول: أعلم أنّ رؤيا يوسف صادقة، وأنِّي سأسْجُدُ له[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٧، وابن أبي حاتم ٧/٢١٨٩.]]٣٤٤٢. (٨/٣١٤)
٣٨٠٤٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون﴾، قال: فلمّا أخبروه بدعاء الملِك أحَسَّت نفسُ يعقوب، وقال: ما يكون في الأرض صِدِّيقٌ إلا نَبِيٌّ. فطَمِع، وقال: لعلَّه يوسف[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٧. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/١٩٨)
٣٨٠٤٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأعلم من الله﴾ يعني: مِن تحقيق رؤيا يوسف أنّه كائن ﴿ما لا تعلمون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٤٨.]]. (ز)
٣٨٠٤٦- قال سفيان الثوري، في قوله: ﴿وأعلم من الله ما لا تعلمون﴾، قال: أعلم سيجعلون أنبياء -صلى الله عليهم-[[تفسير سفيان الثوري ص١٤٦.]]٣٤٤٣. (ز)
﴿وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٨٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٨٠٤٧- عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ، قال: «مَن بَثَّ لم يصبِر». ثم قرأ: ﴿إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٨/٣١١)
٣٨٠٤٨- عن مسلم بن يَسار، عن سعد بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن بَثَّ فلم يصبِر». ثم قرأ: ﴿إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله﴾[[أخرجه ابن منده -كما في أسد الغابة لابن الأثير ٢/٢٢١ (٢٠٤٤)، وكما في الإصابة لابن حجر ٣/٦٨-٦٩ (٣٢٠٩)- من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار، أنّ سعد بن مسعود، به، ورواه الثوري عن ابن أنعم، عن رجل سمّاه، عن النبي ﷺ، ورواه عبدالر زاق في تفسيره ٢/٣٢٧ عن ابن أنعم عن مسلم بن يسار مرسلًا. وفي إسناده اضطراب، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ضعيف الحديث. ينظر: تهذيب التهذيب ٦/١٧٥.]]. (٨/٣١١)
٣٨٠٤٩- عن مسلم بن يسار، يرفعه إلى النبي ﷺ، قال: «مَن بَثَّ لم يصبِر». ثم قرأ: ﴿إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٢٧-٣٢٨، وابن جرير ١٣/٣١٣.]]. (٨/٣١١)
٣٨٠٥٠- عن عبد الرحمن بن يَعْمَرَ، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن بَثَّ لم يصبر». ثم قرأ: ﴿إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (٨/٣١١)
٣٨٠٥١- عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «مِن كنوز البِرِّ: إخفاء الصَّدَقة، وكتمان المصائب والأمراض، ومَن بَثَّ لم يصبِر»[[أخرجه ابن عدى ٤/٢٠٥، ٦/٥١٧، والبيهقي في الشعب ١٢/٣٧٦ (٩٥٧٤)، ١٢/٣٧٧-٣٧٨ (٩٥٧٥، ٩٥٧٦، ٩٥٧٧). قال أبو نعيم في الحلية ٨/١٩٧: «غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفرَّد به عنه زافر». وقال ابن أبي حاتم في العلل ٦/٢٧١-٢٧٢ (٢٥١٨): «قال أبو زرعة: هذا حديث باطل». وأورده السيوطي في اللآلئ ٢/٣٢٩. وقال المناوي في التيسير ٢/٣٨٣: «وإسناده ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٢/١٣٥ (٦٩٣): «ضعيف».]]. (٨/٣١١)
٣٨٠٥٢- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن أصبح حزينًا على الدنيا أصبح ساخِطًا على ربِّه، ومَن أصبح يشكو مصيبةً نَزَلَتْ به فإنّما يشكو الله، ومَن تضعضع لغَنِيٍّ لِينال مِن دنُياه أحبط اللهُ ثُلُثَي عمله، ومَن أُعْطِي القرآن فدخل النار فأبعده الله»[[أخرجه الطبراني في الصغير ٢/٣٠ (٧٢٦)، والبيهقي في الشعب ١٢/٣٧٣-٣٧٤ (٩٥٧١). قال البيهقي: «تفرَّد به وهب بن راشد بهذا الإسناد، وروي ذلك بإسناد آخر ضعيف». وقال ابن حبان في المجروحين ٣/٧٥ (١١٣٠): «وهب بن راشد شيخ يروي عن مالك بن دينار العجائب، لا يحل الرواية عنه، ولا الاحتجاج به». وقال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ ص٣٠٨-٣٠٩ (٧٧٥): «رواه وهب بن راشد، عن مالك بن دينار، عن أنس. ووهب هذا يروي العجائب عن مالك، لا تحل الرواية عنه، ويقال: إن هذا من كلام وهب بن منبه نفسه». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٤٨ (١٧٨١٩): «رواه الطبراني في الصغير، وفيه وهب بن راشد البصري صاحب ثابت، وهو متروك». وقال السخاوي في المقاصد الحسنة ص٦٤٠ بعد ذكره لهذه الرواية مع رواية أخرى: «وهما واهيان جدًّا». وأورده السيوطي في اللآلئ ٢/٢٦٩.]]. (٨/٣١٢)
٣٨٠٥٣- عن عبد الله بن مسعود، مثله مرفوعًا[[أخرجه الشاشي في مسنده ٢/٨٧ (٦٠٩)، والبيهقي في الشعب ١٢/٣٧٤-٣٧٥ (٩٥٧٢)، والعقيلي في الضعفاء ٣/١٢٧. قال ابن الجوزي في الموضوعات ٣/١٣٤: «ليس فيها شيء صحيح ...، فيه عبيد الله بن موسى. قال العقيلي: هو مجهول، وحديثه غير محفوظ». وقال ابن حجر في لسان الميزان ٤/١١٦ (٢٣٧): «عبيد الله بن موسى بن معدان عن منصور لا يُعْرَف، وأتى بخبر منكر ذكره العقيلي انتهى. ونسبه العقيلي كوفيًّا، وقال: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ». وأورده السيوطي في اللآلئ ٢/٢٦٩.]]. (٨/٣١٢)
٣٨٠٥٤- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «كان ليعقوب ﵇ أخٌ مُؤاخٍ، فقال له ذات يوم: يا يعقوب، ما الذي أذهب بصرَك؟ وما الذي قَوَّس ظهرَك؟ قال: أمّا الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف، وأَمّا الذي قَوَّس ظهري فالحزن على بنيامين. فأتاه جبريل ﵇، فقال: يا يعقوب، إنّ الله ﷿ يُقرِئُك السلام، ويقول لك: أما تستحي؛ تشكوني إلى غيري؟! قال يعقوب ﵇: ﴿إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله﴾. فقال جبريل ﵇: اللهُ أعلمُ بما تشكو، يا يعقوب. ثم قال يعقوب: أما ترحم الشيخَ الكبيرَ؟ أذهبتَ بصري، وقوَّست ظهري، فأردُد عَلَيَّ رَيْحانَتِي، أشمه شمَّة قبل الموت، ثم اصنع بي ما أردتَ. فأتاه جبريل ﵇، فقال: يا يعقوب، إنّ الله يُقْرِئُك السلامَ، ويقول لك: أبْشِرْ، وليفرح قلبُك، فوَعِزَّتي، لو كانا مَيِّتَيْنِ لَنَشَرْتُهُما لكَ، فاصنع طعامًا للمساكين، فإنّ أحَبَّ عبادي إلَيَّ الأنبياءُ والمساكين، وتدري لِمَ أذهبتُ بصرَك، وقوَّستُ ظهرَك، وصنع إخوةُ يوسف به ما صنعوا؟ إنّكم ذبحتم شاةً، فأتاكم مسكينٌ وهو صائم، فلم تُطْعِمُوه منها شيئًا. فكان يعقوبُ ﵇ إذا أراد الغداء أمر مُناديًا يُنادِي: ألا مَن أراد الغداء مِن المساكين فلْيَتَغَدَّ مع يعقوب. وإذا كان صائمًا أمَر مناديًا فنادى: ألا مَن كان صائمًا مِن المساكين فلْيُفْطِر مع يعقوب[[أخرجه الحاكم ٢/٣٧٨، ٣٧٩ (٣٣٢٨، ٣٣٢٩)، وابن أبي حاتم ٧/٢١٨٨ (١١٩٠١). قال الحاكم: «هكذا في سماعي بخطِّ يد حفص بن عمر بن الزبير، وأظن الزبير وهِم مَن الراوي، فإنّه حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ابن أخي أنس بن مالك، فإن كان كذلك فالحديث صحيح». وقال ابن كثير في تفسيره ٤/٤٠٦ عن رواية ابن أبي حاتم: «وهذا حديث غريب، فيه نكارة». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٤٠ (١١٠٨٩): «رواه الطبراني في الصغير، والأوسط، عن شيخه محمد بن أحمد الباهلي البصري، وهو ضعيف جدًّا». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٨٨٦ (٦٨٨٠): «منكر».]]. (٨/٣١٥)
٣٨٠٥٥- عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، قال: بلغني: أنّ رسول الله ﷺ قال: «ثلاث مِن كُنُوز البِرِّ: كتمان الصدقة، وكتمان المصيبة، وكتمان المرض»[[أخرجه البيهقي (١٠٠٥١).]]. (٨/٣١٢)
٣٨٠٥٦- عن الحسن، عن النبي ﷺ أنّه سُئِل: ما بلغ وجْدُ يعقوب على ابنه؟ قال: «وجْدَ سبعين ثَكْلى». قيل: فما كان له مِن الأجر؟ قال: «أجر مائة شهيد، وما ساء ظنُّه بالله ساعةً مِن ليل أو نهار»[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٨.]]. (٨/٣٠٨)
٣٨٠٥٧- عن علقمة بن وقاص، قال: صلَّيْتُ خلف عمر بن الخطاب العشاء، فقرأ سورة يوسف، فلمّا أتى على ذِكْرِ يوسف ﵇ نَشَجَ[[النشيج: صوت معه توجع وبكاء، كما يردد الصبي بكاءه في صدره. النهاية (نشج).]] حتى سمعتُ نَشِيجَه وأنا في مؤخر الصُّفُوف[[أخرجه عبد الرزاق (٢٧٠٣)، والبيهقي (٢٠٥٨).]]. (٨/٣١٤)
٣٨٠٥٨- عن عبد الله بن شدّاد، قال: سمعتُ نشيج عمر بن الخطاب وإنِّي لَفِي آخر الصفوف في صلاة الصبح، وهو يقرأ: ﴿إنما أشكو بثي وحزني إلى الله﴾[[أخرجه عبد الرزاق (٢٧١٦)، وسعيد بن منصور (١١٣٨- تفسير)، وابن سعد ٦/١٢٦، وابن أبي شيبة ١٤/٧، والبيهقي في شعب الإيمان (٢٠٥٧).]]. (٨/٣١٤)
٣٨٠٥٩- عن أبي الدرداء، قال: ثلاث مِن مِلاكِ أمرِك: أن لا تشكو مصيبتك، وأن لا تُحَدِّث بوَجَعِك، وأن لا تُزَكِّي نفسَك بلسانك[[أخرجه أحمد في الزهد ص١٤٣، والبيهقي (١٠٠٤٢).]]. (٨/٣١٢)
٣٨٠٦٠- عن سعيد بن جبير -من طريق ليث- قال: لَمّا دخل يعقوبُ على الملِك -وحاجباه قد سقطا على عينيه- قال الملِك: ما هذا؟ قال: السنون والأحزان، أو الهموم والأحزان. فقال ربُّه: يا يعقوب، لِمَ تشكوني إلى خلقي، ألم أفعل بك وأفعل؟![[أخرجه ابن جرير ١٣/٣١٣.]]. (ز)
٣٨٠٦١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث بن أبي سليم- قال: حُدِّثتُ: أنّ جبريل ﵇ أتى يوسفَ ﵇ وهو في مصر في صورة رجل، فلمّا رآه يوسف ﵇ عرَفه، فقام إليه، فقال: أيُّها الملَك الطَّيِّب ريحُه، الطّاهِر ثيابُه، الكريم على ربه، هل لك بيعقوب مِن علم؟ قال: نعم. قال: فكيف هو؟ قال: ذهب بصرُه. قال: وما الذي أذهب بصرَه؟ قال: الحزن عليك. قال: فما أُعْطِي على ذلك؟ قال: أجر سبعين شهيدًا[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٩-٣١٠.]]. (٨/٣٠٦)
٣٨٠٦٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو بن دينار- قال: أتى جبريلُ ﵇ يوسفَ ﵇ وهو في السجن، فسلَّم عليه، فقال له يوسف: أيُّها الملَك الكريم على ربِّه، الطيب ريحه، الطاهر ثيابه، هل لك عِلْمٌ بيعقوب؟ قال: نعم، ما أشد حزنه! قال: ماذا له مِن الأجر؟ قال: أجر سبعين ثكلى. قال: أفَتُرانِي لاقِيهِ؟ قال: نعم. فطابت نفسُ يوسف[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣١٢-٣١٣.]]. (٨/٣٠٧)
٣٨٠٦٣- عن الحسن البصري -من طريق عيسى بن يزيد- قال: قيل: ما بلغ وجْدُ يعقوب على ابنه؟ قال: وجْدَ سبعين ثَكْلى. قال: فما كان له مِن الأجر؟ قال: أجر مائة شهيد. قال: وما ساء ظنُّه بالله ساعةً مِن ليل ولا نهار[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٧.]]. (ز)
٣٨٠٦٤- عن الحسن البصري -من طريق الليث بن سعد، عمَّن يَرْضى- قال: مَن ابْتُلِي ببلاء، فكتمه ثلاثًا لا يشكو إلى أحد؛ أتاه الله برحمته[[أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (٢٢٧)، والبيهقي في الشُّعَب (١٠٠٥٢).]]. (٨/٣١٢)
٣٨٠٦٥- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن معقل- قال: وجدت في التوراة أربعة أسطر متوالية: مَن شكا مصيبتَه فإنّما يشكو ربَّه، ومَن تَضَعْضَعَ[[أي: خضع وذل. النهاية (ضعضع).]] لِغَنِيٍّ ذهب ثُلُثا دينه، ومَن حزِن على ما في يد غيرِه فقد سخط قضاءَ ربِّه، ومَن قرأ كتابَ الله فظَنَّ ألّا يُغفر له فهو مِن المستهزئين بآيات الله[[أخرجه أحمد في الزهد ص٨٥، والبيهقي (١٠٠٤٣).]]. (٨/٣١٢)
٣٨٠٦٦- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن معقل- قال: لَمّا أتى جبريلُ ﵇ يوسفَ ﵇ بالبُشْرى وهو في السِّجْن قال: هل تعرفُني، أيُّها الصِّدِّيق؟ قال: أرى صورةً طاهرةً، وريحًا طَيِّبةً لا تُشْبِه أرواحَ الخاطئين. قال: فإنِّي رسولُ رب العالمين، وأنا الروح الأمين. قال: فما الذي أدخلك إلى مدخل المذنبين، وأنت أطيب الطيبين، ورأس المقربين، وأمين رب العالمين؟ قال: ألم تعلم -يا يوسف- أنّ الله يُطَهِّر البيوت بطُهْر النَّبِيِّين؟ وأنّ الأرض التي يدخلونها هي أطهر الأرضين؟ وأنّ الله قد طَهَّر بك السِّجْنَ وما حوله، يا طَهِرَ[[قال محققو المصدر: العبارة غير واضحة، وفي نسخة: يا أطهر.]] الطاهرين وابن المُطَهَّرين؟ إنّما يُتَطَهَّرُ بفَضْل طُهْرِك وطُهْرِ آبائك الصالحين المخلصين. قال: كيف تُسَمِّيني بأسماء الصِّدِّيقين، وتَعُدُّني مِن المُخْلِصين، وقد دخلتُ مَدْخَل المُذْنِبين، وسُمِّيتُ بالضالين المفسدين؟ قال: لم يفتن قلبَك الحزن، ولم يُدَنِّس حريتَك الرِّقُ، ولم تُطِع سيِّدتك في معصيةِ ربك، فلذلك سماك اللهُ بأسماء الصِّدِّيقين، وعَدَّك مع المخلصين، وألحقك بآبائك الصالحين. قال: هل لكَ عِلْمُ بيعقوب؟ قال: نعم، وهَبَ اللهُ له الصبرَ الجميل، وابتلاه بالحزن عليك فهو كظيم. قال: فما قَدْرُ حُزْنِه؟ قال: قدر سبعين ثكلى. قال: فماذا له مِن الأجر؟ قال: قدر مائة شهيد[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣١٠-٣١١، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٠. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣٠٧)
٣٨٠٦٧- عن وهب بن مُنَبِّه، قال: أوحى اللهُ تعالى إلى يعقوب: أتدري لِمَ عاقبتُك وحبستُ عنك يوسف ثمانين سنة؟ قال: لا، يا إلهي. قال: لأنّك قد شَوَيْتَ عَناقًا، وقترت على جارِك، وأكلت ولم تُطْعِمْه[[تفسير الثعلبي ٥/٢٤٩، وتفسير البغوي ٤/٢٦٩.]]. (ز)
٣٨٠٦٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّ يعقوب ﵇ لم تَزَل به شِدُّة بلاء قط إلا أتاه حُسنُ ظنِّه بالله مِن وراء بلائه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٧، وابن أبي حاتم ٧/٢١٨٩. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣١٤)
٣٨٠٦٩- عن حبيب بن أبي ثابت -من طريق أسلم-: أنّ يعقوب ﵇ كان قد سَقَط حاجِباه على عينيه مِن الكِبَر، فكان يرفعهما بخِرْقَة، فقيل له: ما بلغ بكَ هذا؟ قال: طول الزمان، وكثرة الأحزان. فأوحى الله إليه: يا يعقوب، أتشكوني؟ قال: يا ربِّ، خطيئة أخطأتها، فاغفر لي[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣١٩، وأحمد في الزهد ص٨٤، وابن جرير ١٣/٣٠٨، وابن أبي حاتم ٧/٢١٨٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبى شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣١٣)
٣٨٠٧٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: أتى جبريلُ يوسفَ وهو في السجن، فسلَّم عليه، وجاءه في صورة رجل حسن الوجه، طيِّب الريح، نَقِي الثياب، فقال له يوسف: أيها الملك الحسن الوجه، الكريم على ربِّه، الطيِّب ريحُه، حدثني كيف يعقوب؟ قال: حَزِن عليك حزنًا شديدًا. قال: فما بلغ مِن حُزْنِه؟ قال: حُزْن سبعين مُثكَلَة. قال: فما بلغ مِن أجره؟ قال: أجر سبعين شهيدًا. قال يوسف: فإلى مَن أوى بعدى؟ قال: إلى أخيك بنيامين. قال: فتُراني ألقاه؟ قال: نعم. فبكى يوسفُ لِما لَقِي أبوه بعده، ثم قال: ما أُبالي بما لقيت إنِ اللهُ أرانِيهِ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣١٢، وابن أبي حاتم ٧/٢١٨٦.]]. (٨/١٩٨)
٣٨٠٧١- عن عمرو بن دينار: أنّه أُلقِي على يعقوب ﵇ حُزْنُ سبعين ثَكْلى، ومكَث في ذلك الحزن ثمانين عامًا[[عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.]]. (٨/٣٠٨)
٣٨٠٧٢- عن ليث بن أبى سليم -من طريق هشام-: أنّ جبريل ﵇ دخل على يوسف ﵇ في السِّجن، فعرفه، فقال له: أيُّها المَلَك الكريم على ربِّه، هل لك عِلْمٌ بيعقوب؟ قال: نعم. قال: ما فَعَلَ؟ قال: ابيَضَّت عيناه مِن الحزن عليك. قال: فماذا بلغ من حزنه؟ قال: حزن سبعين مُثْكَلَةٍ. قال: هل له على ذلك مِن أجر؟ قال: نعم، أجر مائة شهيد[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٩، وابن أبي حاتم ٧/٢١٨٦.]]. (٨/٣٠٥)
٣٨٠٧٣- عن ثابت بن أسلم البناني -من طريق ليث-، مثله سواء[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣١١-٣١٢.]]. (٨/٣٠٦)
٣٨٠٧٤- عن ثور بن يزيد -من طريق يحيى بن واضح- قال: دخل يعقوبُ على فرعون وقد سقط حاجباه على عينيه، فقال: ما بلغ بك هذا، يا إبراهيم؟ فقالوا: إنّه يعقوب. فقال: ما بلغ بك هذا، يا يعقوب؟ قال: طول الزمان، وكثرة الأحزان. فقال الله: يا يعقوب، أتشكوني؟! فقال: يا ربِّ، خطيئةٌ أخطأتُها، فاغفرها لي[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٠٨.]]. (ز)
٣٨٠٧٥- قال سفيان الثوري: دخل على يوسف مَلَكٌ السِّجْنَ. فقال له يوسفُ: أيها الملك الطيب الريح، ما فعل يعقوب؟ ما بلغ حزنه؟ قال: بلغ حزن سبعين ثَكْلى[[تفسير الثوري ص١٤٥.]]. (ز)
٣٨٠٧٦- عن عبد الله بن أبي جعفر -من طريق نافع بن يزيد- قال: دخل جبريل على يوسف في البئر أو في السِّجن، فقال له يوسف: يا جبريل، ما بلغ مِن حزن أبي؟ قال: حُزْن سبعين ثَكْلى. قال: فما بلغ أجرُه مِن الله؟ قال: أجر مائة شهيد[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣١٠.]]. (٨/٣٠٦)
٣٨٠٧٧- عن خلف بن حَوْشَب، مثله[[أخرجه ابن أبى شيبة ١٣/٢١٢.]]. (٨/٣٠٦)
٣٨٠٧٨- عن عبد الرزاق، قال: بلغنا: أنّ يعقوب ﵇ قال: يا ربِّ، أذهبت ولدي، وأذهبتَ بصرى! قال: بلى، وعِزِّتي وجلالي، وإنِّي لَأَرْحَمُك، ولَأَرُدَّنَّ عليك بصرَك وولدك، وإنّما ابتليتك بهذه البلية لأنّك ذبحت جملًا فشويته، فوجد جارُك ريحه فلم تُنِلْه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣١٥)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.