الباحث القرآني

﴿وَقَالَ لِلَّذِی ظَنَّ أَنَّهُۥ نَاجࣲ مِّنۡهُمَا﴾ - تفسير

٣٧٤١٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وقال للذي ظن أنه ناج﴾، قال: إنّما عِبارة الرُّؤيا بالظَّنِّ، فيُحِقُّ اللهُ ما يشاء، ويُبطِلُ ما يشاء[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧١. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]٣٣٦٧. (٨/٢٥٨)

٣٣٦٧ انتقد ابنُ جرير (١٣/١٧١-١٧٢) قول قتادة مستندًا للدلالة العقلية، فقال: «وهذا الذي قاله قتادة مِن أنّ عبارة الرؤيا ظنٌّ فإنّ ذلك كذلك مِن غير الأنبياء. فأمّا الأنبياء فغير جائز منها أن تخبر بخبر عن أمر أنّه كائن ثم لا يكون، أو أنّه غير كائن ثم يكون مع شهادتها على حقيقة ما أخبرت عنه أنه كائن أو غير كائن؛ لأنّ ذلك لو جاز عليها في إخبارها لم يؤمن مثل ذلك في كل أخبارها، وإذا لم يؤمن ذلك في أخبارها سقطت حجَّتُها على مَن أرسلت إليه. فإذا كان ذلك كذلك كان غير جائز عليها أن تُخْبِر بخبر إلا وهو حقٌّ وصِدْقٌ. فمعلوم إذ كان الأمر على ما وصفت أنّ يوسف لم يقطع الشهادة على ما أخبر الفتيين اللذين استعبراه أنه كائن، فيقول لأحدهما: ﴿أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه﴾ ثم يؤكد ذلك بقوله: ﴿قضي الأمر الذي فيه تستفتيان﴾ عند قولهما: لم نر شيئًا، إلا وهو على يقين أن ما أخبرهما بحدوثه وكونه أنّه كائن لا محالة لا شك فيه، وليقينه بكون ذلك قال للناجي منهما: ﴿اذكرني عند ربك﴾. فبَيِّنٌ إذن بذلك فسادُ القول الذي قاله قتادة». وذكر ابنُ عطية (٥/٩١) أنّ الظنَّ هاهنا بمعنى اليقين؛ لأنّ ما تقدم من قوله: ﴿قضي الأمر﴾ يلزم ذلك، وهو يقين فيما لم يخرج بعد إلى الوجود. ثم قال: «وقول يوسف ﵇: ﴿قضي الأمر﴾ دالٌّ على وحيٍ». ووجّه قول قتادة، فقال: «ولا يَتَرَتَّب قولُ قتادة إلا بأن يكون معنى قوله: ﴿قضي الأمر﴾ أي: قُضِي كلامي وقُلْتُ ما عندي وتَمَّ، والله أعلم بما يكون بعد». ثم ساق احتمالًا آخر في تفسير الآية، فقال (٥/٩٢): «وفي الآية تأويل آخر، وهو: أن يكون ﴿ظن﴾ مسندًا إلى الذي قيل له: إنه يسقي ربه خمرًا. لأنّه دخلته أُبَّهة السرور بما بُشِّر به، وصار في رتبة مَن يؤمل حين ظنَّ وغلب على معتقده أنه ناج، وذلك بخلاف ما نزل بالآخر الـمُعَرَّف بالصلب». وبيّن أنّ قوله: ﴿اذكرني عند ربك﴾ يحتمل ثلاثة احتمالات: الأول: أن يذكره بعلمه ومكانته. الثاني: أن يذكره بمظلمته وما امتحن به بغير حق. الثالث: أن يذكره بهما.

﴿وَقَالَ لِلَّذِی ظَنَّ أَنَّهُۥ نَاجࣲ مِّنۡهُمَا ٱذۡكُرۡنِی عِندَ رَبِّكَ﴾ - تفسير

٣٧٤١٥- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «رحم اللهُ يوسفَ، لو لم يقل: ﴿اذكرني عند ربك﴾ ما لبث في السجن طول ما لَبِث»[[أخرجه ابن حبان ١٤/٨٦ (٦٢٠٦)، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٨ (١١٦٣٤) واللفظ له. قال ابن كثير في البداية والنهاية ١/٤٧٨ عن رواية ابن حبان: «حديث منكر من هذا الوجه، ومحمد بن عمرو بن علقمة له أشياء ينفرد بها، وفيها نكارة، وهذه اللفظة من أنكرها وأشدها، والذي في الصحيحين يشهد بغلطها». وقال الألباني في الصحيحة ٤/٤٨٤ بعد نقله لكلام ابن كثير: «قلت: ويحتمل عندي أن تكون النكارة من شيخ ابن حبان: الفضل بن الحباب، فإنّ فيه بعض الكلام».]]. (٨/٢٥٨)

٣٧٤١٦- عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لو لم يقل يوسفُ الكلمةَ التي قال؛ ما لَبِث في السجن طول ما لَبِث، حيث يبتغي الفرجَ مِن عند غير الله تعالى»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات ص١٠٩-١١٠ (١٦٠)، والطبراني في الكبير ١١/٢٤٩ (١١٦٤٠)، وابن جرير ١٣/١٧٣ واللفظ له. وقال ابن كثير في تفسيره ٤/٣٩١ عن رواية ابن جرير: «وهذا الحديث ضعيف جدًّا؛ لأن سفيان بن وكيع ضعيف، وإبراهيم بن يزيد -هو الخوزي- أضعف منه أيضًا». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٣٩-٤٠ (١١٠٨٧): «رواه الطبراني، وفيه إبراهيم بن يزيد القرشي المكي، وهو متروك». وقال المناوي في التيسير ٢/١٢٨: «إسناد ضعيف». وقال الألباني في الصحيحة ٤/٥٨٩ (١٩٤٥): «وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ إبراهيم هذا هو الخوزي، متروك الحديث».]]. (٨/٢٥٨)

٣٧٤١٧- عن عكرمة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لولا أنّه -يعني: يوسف- قال الكلمة التي قال؛ ما لَبِث في السجن طول ما لَبِث»[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٢٣، وابن جرير ١٣/١٧٢. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ مرسلًا.]]. (٨/٢٥٨)

٣٧٤١٨- عن الحسن، قال: ذُكِر لنا: أنّ نبيَّ الله ﷺ قال: «رَحِم اللهُ يوسف، لولا كلمتُه ما لبِث في السجن طول ما لبث». يعني: قوله: ﴿اذكرني عند ربك﴾. ثم بكى الحسن، ويقول: نحن إذا نزل بنا أمرٌ فَزِعنا إلى الناس[[أخرجه أحمد في الزهد ص٨٠، وابن جرير ١٣/١٧٣، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ. قال ابنُ كثير ٨/٤٦ على ما جاء عن الحسن وقتادة بقوله: «وقد روي عن الحسن وقتادة مرسلًا عن كلٍّ منهما، وهذه المرسلات هاهنا لا تُقْبَل لو قُبِل المرسل من حيث هو في غير هذا الموطن».]]. (٨/٢٥٩)

٣٧٤١٩- عن قتادة، قال: ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ قال: «لولا أنّ يوسف استشفع على ربِّه ما لبث في السجن طول ما لبث؛ ولكن إنّما عُوقِب باستشفاعه على ربِّه»[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٣-١٧٤. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ. وينظر: تخريج أثر الحسن السابق.]]. (٨/٢٥٩)

٣٧٤٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: عثَر يوسف ﵇ ثلاث عثرات: قوله: ﴿اذكرني عند ربك﴾. وقوله لإخوته: ﴿إنكم لسارقون﴾. وقوله: ﴿ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب﴾. فقال له جبريل ﵇: ولا حين هممت؟ فقال: ﴿وما أبرئ نفسي﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٤٩ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٨/٢٦٢)

٣٧٤٢١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك﴾، قال يوسف للذي نجا من صاحبي السجن: اذكرني للملِك[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٦٩، ١٧٤، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٨-٢١٤٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٨/٢٦٠)

٣٧٤٢٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح- قال: قال يوسف ﵇ لِلسّاقي: ﴿اذكرني عند ربك﴾ -أي: الملك الأعظم- ومظلمتي وحبسي في غير شيء. قال: أفعل[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٥٠، ٢١٥١، ٢١٥٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق.]]. (٨/٢٦٣)

٣٧٤٢٣- عن الحسن البصري -من طريق مالك بن دينار- قال: لَمّا قال يوسف للساقي: ﴿اذكرني عند ربك﴾. قيل له: يا يوسف، اتَّخَذْت مِن دوني وكيلًا؟! لَأُطِيلَنَّ حبسَك. فبكى يوسف، وقال: يا ربِّ، تشاغَلَ قلبي مِن كثرة البلوى، فقُلْتُ كلمةً[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٢. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ. وعند ابن أبي حاتم موقوف على مالك بن دينار من قوله، كما سيأتي.]]. (٨/٢٦٠)

٣٧٤٢٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: وقال يوسف ﵇ للساقي: ﴿اذكرني عند ربك﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٤٩. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير.]]. (٨/١٩٢)

٣٧٤٢٥- عن مالك بن دينار -من طريق بِسْطام بن مسلم- قال: لَمّا قال يوسف للساقي: ﴿اذكرني عند ربك﴾. قال: قيل: يا يوسف اتَّخَذْتَ مِن دوني وكيلا! لَأُطِيلَنَّ حبسك. فبكى يوسف، وقال: يا ربِّ، أنسى قلبي كثرةُ البَلْوى، فقلت كلمةً، فويل لإخوتي[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٤٩.]]. (ز)

٣٧٤٢٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقال﴾ يوسف: ﴿للذي ظن أنه ناج منهما﴾ مِن القتل، إضمار، وهو الساقي: ﴿اذكرني عند ربك﴾ يعني: سيِّدَك؛ فإنّه يَسُرُّني أن يُخْرِجني مِن السِّجن[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٥-٣٣٦.]]. (ز)

٣٧٤٢٧- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ﴿قال﴾ يعني: لنبو: ﴿اذكرني عند ربك﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٦٩.]]. (ز)

﴿عِندَ رَبِّكَ﴾ - تفسير

٣٧٤٢٨- عن إبراهيم التيمي -من طريق العوّام بن حَوْشَب- قال: لَمّا انتُهِيَ به إلى باب السجن قال له: أوصِنِي بحاجتك. قال: حاجتي أن تذكرني عند ربك. سِوى الربِّ الذي ملَكَ يوسفَ[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٠-١٧١.]]. (٨/٢٥٨)

٣٧٤٢٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح- قال: ﴿اذكرني عند ربك﴾. أي: المَلِك الأَعْظَم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٤٩. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق.]]. (٨/٢٦٣)

٣٧٤٣٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿اذكرني عند ربك﴾، يعني بذلك: المَلِك[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٠.]]. (٨/٢٥٧)

٣٧٤٣١- عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي -من طريق جابر- ﴿وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك﴾، قال: عند مَلِك الأرض[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٠. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٥٧)

٣٧٤٣٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿اذكرني عند ربك﴾ يعني سيدك [[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٥-٣٣٦.]] (ز)

٣٧٤٣٣- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿اذكرني عند ربك﴾، أي: اذكر للملِك الأعظم مَظْلَمَتِي وحَبْسِي في غير شيء. قال: أفْعَلُ[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٦٩.]]٣٣٦٨. (ز)

٣٣٦٨ علَّق ابنُ عطية (٥/٩٢) على هذا القول بقوله: "و(الرب) على هذا التأويل: الملِك.

﴿فَأَنسَىٰهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ ذِكۡرَ رَبِّهِۦ﴾ - تفسير

٣٧٤٣٤- قال عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿فأنساه الشيطان ذكر ربه﴾: أنسى الشيطانُ يوسفَ ذكرَ ربِّه حين ابتغى الفرجَ مِن غيره، واستعان بمخلوق، وتلك غفلةٌ عَرَضَتْ ليوسف مِن الشيطان[[تفسير البغوي ٤/٢٤٤.]]. (ز)

٣٧٤٣٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ورْقاء، عن ابن أبي نجيح-: لم يذكره حتى رأى الملكُ الرؤيا، وذلك أنّ يوسف أنساه الشيطانُ ذكرَ ربه، وأمره بذكر الملِك وابتغاء الفرج مِن عنده، ﴿فلبث في السجن بضع سنين﴾ عقوبةً لقوله: ﴿اذكرنى عند ربك﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٦٩، ١٧٤، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٨-٢١٤٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٨/٢٦٠)

٣٧٤٣٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح- قال: قال يوسف ﵇ للساقي: ﴿اذكرني عند ربك﴾. أي: الملِك الأعظم، ومظلمتي وحبسي في غير شيء، قال: أفعل. فلمّا خرج الساقي رُدَّ ما كان عليه، ورضِي عنه صاحبُه، وأنساه الشيطانُ ذِكْرَ الملِك الذي أمره يوسفُ ﵇ أن يذكره له، فلبث يوسف ﵇ بعد ذلك في السجن بضع سنين ...[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٤٩، ٢١٥٠، ٢١٥١ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق.]]. (٨/٢٦٣)

٣٧٤٣٧- قال مقاتل بن سليمان: يقول الله: ﴿فأنساه الشيطان ذكر ربه﴾ يعني: يوسفَ دعاءَ ربه، فلم يَدْعُ يوسف ربَّه الذي في السماء ليخرجه من السجن، واستغاث بعبدٍ مثله، يعني: الملِك، فأقرَّه اللهُ في السجن عقوبةً حين رَجا أن يُخْرِجَه غيرُ الله ﷿، فذلك قوله: ﴿فلبث في السجن بضع سنين﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٥-٣٣٦.]]. (ز)

٣٧٤٣٨- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: لَمّا خرج -يعني: الذي ظنَّ أنّه ناجٍ منهما- رُدَّ على ما كان عليه، ورضي عنه صاحبُه. فأنساه الشيطانُ ذكرَ ذلك للملِك الذي أمره يوسف أن يذكره، فلبث يوسفُ بعد ذلك في السجن بضع سنين[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٥.]]٣٣٦٩. (ز)

٣٣٦٩ اختُلِف في عود الضمير في قوله: ﴿فأنساه﴾ على قولين: الأول: أنّه عائد على يوسف ﵇. أي: نسي في ذلك الوقتِ أن يشتكي إلى الله، واعتصم بمخلوق. الثاني: أنّه عائد على الساقي، أي: نسي ذكر يوسف عند الملك. ورجَّح ابنُ كثير (٨/٤٥) القول الثاني الذي قاله مجاهد، وابن إسحاق، فقال: «هذا هو الصواب أنّ الضمير في قوله: ﴿فأنساه الشيطان ذكر ربه﴾ عائد على الناجي». ولم يذكر مستندًا. وذكر ابنُ عطية (٥/٩٦) أنّ قوله: ﴿وادكر﴾ يُقَوّي هذا القول، ثم علَّق بقوله: «والأمر محتمل».

﴿فَلَبِثَ فِی ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِینَ ۝٤٢﴾ - قراءات

٣٧٤٣٩- عن إبراهيم النخعي: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (بِضْعَ سِنِينَ قَرِيبًا)[[أخرجه سعيد بن منصور (ت: سعد آل حميد) ٥/٣٩٤ (١١٢٥). وهي قراءة شاذة.]]. (ز)

﴿فَلَبِثَ فِی ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِینَ ۝٤٢﴾ - تفسير الآية

٣٧٤٤٠- عن أنس بن مالك، قال: أُوحِي إلى يوسف: مَنِ استنقذك مِن القتل حين همَّ إخوتك أن يقتلوك؟ قال: أنت، يا ربِّ. قال: فمَنِ استنقذك مِن الجُبِّ إذ ألقَوك فيه؟ قال: أنت، يا ربِّ. قال: فمَنِ استنقذك من المرأة إذ همَمتَ بها؟ قال: أنت، يا ربِّ. قال: فما لك نسيتني وذكرتَ آدميًا؟! قال: جزعًا، وكلمة تكلَّم بها لساني. قال: فوَعِزَّتي، لأخلِّدَنَّك السجنَ بضع سنين. فلبث فيه سبع سنين[[أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ص٨١، وابن أبي حاتم ٧/٢١٥٠، ٢١٧٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢٥٩)

٣٧٤٤١- وعن سفيان الثوري، مثل ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٧/٢١٥٠.]]. (ز)

٣٧٤٤٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله: ﴿فلبث في السجن بضع سنين﴾، قال: اثنتي عشرة سنة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٥٠.]]. (٨/٢٦١)

٣٧٤٤٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- قال: البضع: دون العشرة[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٦.]]. (٨/٢٦٢)

٣٧٤٤٤- عن عبد الله بن عباس، قال: عُوقِبَ يوسف ثلاث مرات، أمّا أول مرة فبالحبس لِما كان مِن همِّه بها، والثانية لقوله: ﴿اذكرني عند ربك﴾. ﴿فلبث في السجن بضع سنين﴾ عُوقِب بطول الحبس، والثالثة حيث قال: ﴿أيتها العير إنكم لسارقون﴾. فاستقبل في وجهه: ﴿إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ. وأخرجه ابن جرير ١٣/١٤٩، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٠، ٢١٧٧، والحاكم ٢/٣٤٦ جميعهم من طريق عكرمة، وأوله بلفظ: عثر يوسف ثلاث عثرات. وقد تقدم عند تفسير قوله تعالى: ﴿وقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أنَّهُ ناجٍ مِنهُما اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾.]]. (٨/٢٤٨)

٣٧٤٤٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- قال: البضعُ: ما بين الثلاث إلى التسع[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٦. وفي تفسير البغوي ٤/٢٤٤: ما بين الثلاث إلى السبع.]]. (٨/٢٦١)

٣٧٤٤٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم= (ز)

٣٧٤٤٧- وطاووس بن كيسان -من طريق محمد بن عمر- في قوله: ﴿فلبث في السجن بضع سنين﴾، قالا: أربع عشرة سنة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٥٠.]]. (٨/٢٦١)

٣٧٤٤٨- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عمران أبي الهذيل- قال: أصاب أيوبَ ﵇ البلاءُ سبع سنين، وتُرِك يوسف ﵇ في السجن سبع سنين، وعُذِّب بُخْتُنصَّر يجول في السِّباع سبع سنين[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٢٣، وأحمد في الزهد ص٤٢، وابن جرير ١٣/١٧٥، ١٧٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢٦١)

٣٧٤٤٩- عن قتادة بن دعامة، قال: البضع: ما بين الثلاث إلى التسع[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٦. وفيه: عن أبى قتادة، والصواب: قتادة؛ لأنّ أبا هلال الراسبي يروي عن قتادة، وكذا ذكره ابن كثير عن قتادة ٤/٣١٧.]]٣٣٧٠. (٨/٢٦٢)

٣٣٧٠ علَّق ابنُ عطية (٥/٩٢) على هذا القول بقوله: «ويقوي هذا ما روي من أنّ النبيقال لأبي بكر الصديق في قصة خَطَره مع قريش في غلبة الروم لفارس: «أما علمت أنّ البضع من الثلاث إلى التسع»».

٣٧٤٥٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿فلبث فى السجن بضع سنين﴾، قال: بَلَغَنا: أنّه لبِث في السجن سبع سنين[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٥، وعبد الرزاق ١/٣٢٣ عن معمر. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٢٧-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢٦٠)

٣٧٤٥١- عن قتادة بن دعامة، قال: ذهب يوسف ﵇ وهو ابن سبع عشرة، ولبِث في الجُبِّ سبعًا، وفى السجن سبعًا، وجَمَع الطعام في سبعٍ، فيُرَون أنّه التقى هو وأبوه عند ذلك[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٦٢)

٣٧٤٥٢- قال محمد بن السائب الكلبى -من طريق أبي بكر بن عياش-: قال يوسف ﵇ كلمة واحدة حُبِس بها سبع سنين. قال أبو بكر [بن عياش]: وحُبِس قبل ذلك خمس سنين[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٨/٢٦١)

٣٧٤٥٣- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿فلبث في السجن بضع سنين﴾، يعني: خمس سنين حتى رأى الملكُ الرُّؤيا، وكان في السجن قبل ذلك سبع سنين، وعُوقِب ببضع سنين، يعني: خمس سنين، فكان في السجن اثنتا عشرة سنة، فذلك قوله: ﴿ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٥-٣٣٦.]]. (ز)

٣٧٤٥٤- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قال: زعموا: أنّها -يعني: البضع- سبعَ سنين، كما لبث يوسف[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٧٦.]]٣٣٧١. (ز)

٣٣٧١ اختُلِف في المراد بالبضع على أقوال: الأول: أنه سبع سنين. الثاني: من الثلاث إلى التسع. الثالث: ما دون العشر. الرابع: اثنا عشر. الخامس: أربعة عشر. السادس: خمس سنوات. ورجَّح ابنُ جرير (١٣/١٧٧) مستندًا إلى اللغة أنّه مِن الثلاث إلى التسع إلى العشر، وأنه لا يكون دون الثلاث، وكذلك ما زاد على العقد إلى المئة، وما زاد على المئة، فلا يكون فيه بضع. وذكر ابنُ عطية (٥/٩٢) أنّ ابن عباس قال بأنّ البضع من الثلاثة إلى العشرة، وبيَّن أنّه الأَشْهَر.

﴿فَلَبِثَ فِی ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِینَ ۝٤٢﴾ - آثار متعلقة بالآية

٣٧٤٥٥- قال الحسن البصري: دخل جبريلُ على يوسف في السجن، فلمّا رآه يوسفُ عرفَه، فقال له: يا أخا المنذرين، ما لي أراك بين الخاطئين؟ فقال له جبريل: يا طاهرَ الطاهرين، يقرأ عليك السلامَ ربُّ العالمين، ويقول لك: أما استحييت مِنِّي أنِ اسْتَشْفَعْتَ بالآدميين، فوَعِزَّتي، لألبثنك في السجن بضع سنين. قال يوسف: وهو في ذلك عَنِّي راضٍ؟ قال: نعم. قال: إذًا لا أُبالِي[[تفسير الثعلبي ٥/٢٢٥-٢٢٦، وتفسير البغوي ٤/٢٤٤-٢٤٥.]]. (ز)

٣٧٤٥٦- عن أبى المليح، قال: كان دعاء يوسف ﵇ في السِّجن: اللَّهُمَّ، إن كان خَلِقَ وجهي عندك فإنِّي أتَقَرَّبُ إليك بوجه يعقوب أن تجعل لي فرجًا ومخرجًا ويسرًا، وترزقني مِن حيث لا أحتسب[[عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد. وذكر نحوه مقاتل بن سليمان في تفسيره ٢/٣٣٥-٣٣٦.]]. (٨/٢٦٢)

٣٧٤٥٧- عن أبي عبد الله مُؤذن الطائف، قال: جاء جبريلُ ﵇ إلى يوسف ﵇، فقال: يا يوسف، اشْتَدَّ عليك الحبسُ؟ قال: نعم. قال: قُل: اللَّهُمَّ، اجعل لي مِن كل ما أهمَّني وكربني مِن أمر دنياي وأمر آخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني مِن حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنبي، وثبِّت رجائي، واقطعه مِن سواك حتى لا أرجو أحدًا غيرَك[[أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ص٧٩.]]. (٨/٢٦٢)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب