الباحث القرآني

﴿وَجَاۤءَتۡ سَیَّارَةࣱ فَأَرۡسَلُوا۟ وَارِدَهُمۡ فَأَدۡلَىٰ دَلۡوَهُۥۖ قَالَ یَـٰبُشۡرَىٰ هَـٰذَا غُلَـٰمࣱۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَـٰعَةࣰۚ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ ۝١٩﴾ - قراءات

٣٦٨٨٦- عن أبي عبيد، قال: سمعتُ الكسائيَّ يُحَدِّث عن حمزة عن الأعمش= (ز)

٣٦٨٨٧- وأبي بكر عن عاصم [بن أبي النجود] أنّهما قَرَآ: ﴿يا بُشْرى﴾، بإرسال الياء غير مضاف إليه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وهي قراءة متواترة، قرأ بها أيضًا حمزة، وخلف العاشر، وقرأ بقية العشرة: ‹يا بُشْرايَ› بياء مفتوحة بعد الألف. انظر: النشر ٢/٢٩٣، والإتحاف ص٣٣٠.]]٣٣٢٧. (٨/٢١١)

٣٣٢٧ ذكر ابنُ جرير (١٣/٤٥-٤٦) هذه القراءة، ثم علّق عليها قائلًا: «وإذا قرئ ذلك كذلك احتمل وجهين من التأويل: أحدهما: ما قاله السدي، وهو أن يكون اسم رجلٍ دعاه المستقي باسمه، كما يقال: يا زيد، ويا عمرو، فيكون «بشرى» في موضع رفع بالنداء. والآخر: أن يكون أراد إضافة البشرى إلى نفسه، فحذف الياء وهو يريدها، فيكون مفردًا وفيه نية الإضافة، كما تفعل العرب في النداء، فتقول: يا نفسُ اصبري، ويا نفسِ اصبري، ويا بنيُّ لا تفعل، ويا بنيِّ لا تفعل، فتفرد وترفع وفيه نية الإضافة، وتضيف أحيانًا فتكسر، كما تقول: يا غلامُ أقبل، ويا غلامي أقبل». وانتقد ابنُ كثير (٨/٢٢) مستندًا إلى مخالفة أقوال السلف ما ذهب إليه السديُّ في تأويل هذه القراءة، فقال: «وقرأ بعض القراء: ﴿يا بشرى﴾، فزعم السديُّ أنّه اسم رجل ناداه ذلك الرجل الذي أدلى دلوه، معلمًا له أنّه أصاب غلامًا. وهذا القول من السدي غريب؛ لأنه لم يسبق إلى تفسير هذه القراءة بهذا إلا في رواية عن ابن عباس». ثم وجه القراءة بقوله: «وإنما معنى القراءة على هذا النحو يرجع إلى القراءة الأخرى، ويكون قد أضاف البشرى إلى نفسه، وحذف ياء الإضافة وهو يريدها، كما تقول العرب: يا نفس اصبري، ويا غلام أقبل. بحذف حرف الإضافة، ويجوز الكسر حينئذ والرفع، وهذا منه، وتفسرها القراءة الأخرى: ‹يا بُشْرايَ›». وذكر ابنُ جرير قراءة من قرأ ذلك: ‹يا بُشْرايَ› بإثبات ياء الإضافة، ووجّهها، فقال: "قرأ ذلك عامَّة القراء من أهل المدينة: ‹يا بُشْرايَ› بإثبات ياء الإضافة، غير أنّه أدغم الألف في الياء طلبًا للكسرة التي تلزم ما قبل ياء الإضافة من المتكلم في قولهم: غلامي وجاريتي في كل حال، وذلك مِن لغة طيء، كما قال أبو ذؤيب: سَبَقُوا هَوِيَّ وأعنقوا لهواهم ... فتَخَرَّموا ولكل جَنبٍ مَصْرَعُ". وبنحوه قال ابنُ عطية، وذكر أنّها «لغة فاشية». وذكر ابنُ عطية (٥/٥٨) أنّ ابن كثير ونافعًا وأبا عمرو وابن عامر قرءوا ذلك: ‹يا بُشْرايَ› بإضافة البشرى إلى المتكلم، وبفتح الياء على ندائها«. ثم وجهها بقوله:»كأنه يقول: احضري فهذا وقتك. وهذا نحو قوله: ﴿يا حسرة على العباد﴾ [يس:٣٠]". ثم رجّح ابنُ جرير مستندًا إلى آثار السلف، واللغة القراءة الأولى، فقال: «وأعجب القراءة في ذلك إلَيَّ قراءةُ مَن قرأه بإرسال الياء وتسكينها؛ لأنه إن كان اسم رجل بعينه كان معروفًا فيهم. كما قال السدي، فذلك هي القراءة الصحيحة لا شكَّ فيها، وإن كان من التبشير فإنه يحتمل ذلك إذا قرئ كذلك على ما بينت». ثم انتقد مستندًا إلى إجماع الحجة من القراء القراءة الثانية، فقال: «أمّا التشديد والإضافة في الياء فقراءة شاذة لا أرى القراءة بها، وإن كانت لغة معروفة؛ لإجماع الحجة من القراء على خلافها».

﴿وَجَاۤءَتۡ سَیَّارَةࣱ فَأَرۡسَلُوا۟ وَارِدَهُمۡ فَأَدۡلَىٰ دَلۡوَهُۥۖ قَالَ یَـٰبُشۡرَىٰ هَـٰذَا غُلَـٰمࣱۚ﴾ - تفسير

٣٦٨٨٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي صالح-: كان الذي باعه بمصر مالكُ بنُ دعر بن بُويب بن عنقا بن مَدْيان بن إبراهيم[[أخرجه محمد بن إسحاق -كما في تفسير ابن كثير ٤/٣٧٨-.]]. (ز)

٣٦٨٨٩- قال كعب الأحبار: كان يوسف حسنَ الوجه ...، وكان يشبه آدم ﵇ يوم خَلَقَه اللهُ وصَوَّره ونفخ فيه مِن روحه قبل أن يُصِيب المعصية. ويُقال: إنّه ورِث ذلك الجمالَ مِن جَدَّته سارة، وكانت قد أُعْطِيَت سُدُسَ الحُسْن[[تفسير الثعلبي ٥/٢٠٤.]]. (ز)

٣٦٨٩٠- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في الآية، قال: جاءت سيارةٌ فنَزلت على الجُبِّ، فأرسلوا وارِدَهم، فاسْتَقى مِن الماء، فاستخرج يوسف، فاستبشروا بأنّهم أصابوا غلامًا لا يعلمون عِلْمَه ولا منزلته عند ربِّه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٠، وابن أبي حاتم ٧/٢١١٧. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢١٠)

٣٦٨٩١- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿فأرسلوا واردهم﴾، يقول: فأَرْسَلُوا رسولَهم، فأدلى دَلْوَه، فتَشَبَّث الغلامُ بالدَّلْوِ، فلمّا خرج قال: ‹يا بُشْرايَ هَذا غُلامٌ›. تباشَروا به حين استخرجوه. وهى بِئْرٌ ببيت المقدس، معلومٌ مكانُها[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٢٠، وابن جرير ١٣/٤٣-٤٤ من طريق سعيد، وابن أبي حاتم ٧/٢١١٣. وذكر نحوه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣١٩-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٢١٠)

٣٦٨٩٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق الحكم بن ظهير، وقيس بن الربيع- في قوله: ﴿يا بشرى﴾، قال: كان اسم صاحبِه: بُشْرى. قال: يا بشرى. كما تقول: يا زيد[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٤-٤٥، وابن أبي حاتم ٧/٢١١٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢١١)

٣٦٨٩٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ﴿وجاءت سيارة فأرسلوا وارِدَهُم فأدلى دلوه﴾، فتعلق يوسفُ بالحبل، فخَرَج، فلمّا رآه صاحبُ الدَّلْوِ دعا رجلًا مِن أصحابه يُقال له: بُشْرى. فقال: ‹يا بُشْرايَ هَذا غُلامٌ›[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٣-٤٤ بلفظ: ﴿يا بشرى﴾، وابن أبي حاتم ٧/٢١١٤.]]. (٨/١٨٨)

٣٦٨٩٤- عن أبي رَوْقٍ عطية بن الحارث الهمداني -من طريق بِشْر بن عمارة- في قوله: ‹يا بُشْرايَ›، قال: يا بِشارة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١١٣.]]. (٨/٢١١)

٣٦٨٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وجاءت سيارة﴾ وهِي العِير، وقالوا: رفقة من العرب، فنزلوا على البِئْرِ يريدون مِصْر، ﴿فأرسلوا واردهم﴾، فبعثوا رجلين؛ مالك بن دعر، وعود بن عامر إلى الماء ﴿فأدلى﴾ أحدُهم ﴿دلوه﴾، واسمه: مالك بن دعر بن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن، فتَعَلَّق يوسفُ بالدَّلْوِ، فصاح مالك، ﴿قال﴾ فقال: يا عود، للذي يسقي، وهو عود بن عامر بن الدرة بن حزام، ﴿يا بشرى﴾ يقول: يا مالك، أبْشِر، ﴿هذا غلام﴾. والجُبُّ بوادٍ في أرض الأردن، يُسَمّى: ادنان. فبكى يوسف ﵇، وبكى الجُبِّ لبكائه، وبكى مَدّ صوته مِن الشجر، والمَدَر، والحجارة، وكان إخوتُه لَمّا دَلُّوه في البئر تَعَلَّق يوسف في شَفَة البئر[[شَفَة البئر: حَدُّه وحَرْفه. العين للخليل (باب الشين والفاء).]]، فعمدوا إليه، فخلصوا[[كذا في المطبوع.]] قميصه، وأوثقوا يدَه، فقال: يا إخوتاه، رَدُّوا عَلَيَّ القميصَ؛ أتَوارى به في البِئر. فقالوا له: ادعُ الأحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يُؤْنِسُونَك. فلمّا انتصف في الجُبِّ ألقوه حتى وقع في البئر، فأَدْلَوْه في قَعْرِها، فأراد أن يموت، فدفع الله عنه. ودعا يوسف ربَّه حين أخرجه مالِكٌ أن يهب لِمالِكً ولدًا، فوُلِد له أربعة وعشرون ولدًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٢٥.]]. (ز)

٣٦٨٩٦- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: فلمّا انتَهَوْا به إلى المكان الذي أرادوا به ما أرادوا؛ جَرَّدوه مِن قميصه، وهو يناشدهم اللهَ ورَحِمَه وقِلَّة ذَنبِه فيما بينه وبينهم، فلم تُعَطِّفْهُم عليه عاطِفة، وقذفوه في الجُبِّ بغِلْظَة وفَظاظَة، وقِلَّة رَأْفَة، ثم قعدوا -فيما بلغني- ينظرون بَقِيَّة يومهم ذلك ما هو صانِعٌ في الجُبِّ، أو مَصنُوعٌ به، إذ أقْبَلَتْ سَيّارَةٌ مِن العرب، فأرسلوا واردهم، فأدلى دلوه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١١٣.]]٣٣٢٨. (ز)

٣٣٢٨ أورد ابنُ عطية (٥/٥٧) اختلافًا في عُمُر يوسف حين أخرجه السيارة من البئر؛ الأول: كان عمره حينئذ سبع سنين. ورجّحه مستندًا إلى اللغة بقوله: «ويرجح هذا لفظة غلام؛ فإنه ما بين الحولين إلى البلوغ، فإن قيلت فيما فوق ذلك فعلى استصحاب حال وتجوز». والثاني: كان عمره سبع عشرة سنة. وانتقده بقوله: «وهذا بعيد».

٣٦٨٩٧- قال سفيان الثوري، في قول الله: ﴿واردهم﴾: رسولهم وساقِيهِم[[تفسير سفيان الثوري ص١٣٨.]]. (ز)

﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَـٰعَةࣰۚ﴾ - تفسير

٣٦٨٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿وأَسَرُّوهُ بضاعة﴾، يعنى: إخوة يوسف أسَرُّوا شأنَه، وكتموا أن يكون أخاهم، وكتم يوسفُ مخافة أن يقتُلَه إخوتُه، واختار البيع، فباعه إخوتُه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٩.]]. (٨/٢١١)

٣٦٨٩٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق سفيان- ﴿وأسروه بضاعة﴾، قال: أسَرَّه التُّجّارُ بعضُهم من بعض[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٨، ومن طريق آخر: سفيان عن رجل. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢١٢)

٣٦٩٠٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿وأسروه بضاعة﴾، قال: صاحب الدَّلْوِ ومَن معه، فقالوا لأصحابهم: إنّا اسْتَبْضَعْناهُ. خِيفَة أن يَسْتَشْرِكُوهم فيه إن علموا به، واتَّبَعهم إخوتُه يقولون للمُدلِي وأصحابه: اسْتَوْثِقوا منه لا يَأْبَقَنَّ. حتى وقفوه بمصر، فقال: مَن يبتاعُني ويُبَشَّر؟ فابتاعه الملِك، والملِك مسلم[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦-٤٧، وابن أبي حاتم ٧/٢١١٤، ٢١١٧. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢١٢)

٣٦٩٠١- قال مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿وأسروه بضاعة﴾: صاحب الدَّلْوِ ومَن كان معه، قالوا لأصحابهم: إنّما اسْتَبْضَعْناه خيفةَ أن يَشْرَكوهم فيه[[تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣١٩.]]. (ز)

٣٦٩٠٢- قال مجاهد بن جبر: أسَرَّه مالِك بن ذعر وأصحابُه مِن التُّجّار الذين معهم، وقالوا: هو بضاعة اسْتَبْضَعَها بعضُ أهل الماء إلى مِصْر. خيفةَ أن يطلبوا منهم فيه المشاركة[[تفسير البغوي ٤/٢٢٤.]]. (ز)

٣٦٩٠٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- ﴿وأسروه بضاعة﴾، قال: أسَرُّوا بيعَه[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٢٠، وابن جرير ١٣/٤٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢١٢)

٣٦٩٠٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: فسَمِع به إخوةُ يوسف، فجاءوا، فقالوا: هذا عبدٌ لنا آبِقٌ. ورَطَنوا له بلسانهم، فقالوا: لَئِن أنكرت أنّك عبدٌ لنا لَنَقْتُلنَّكَ، أتُرانا نَرْجِعُ بك إلى يعقوب وقد أخبَرناه أنّ الذئب قد أكلك؟! قال: يا إخوتاه، ارْجِعوا بي إلى أبي يعقوب، فأنا أضمن لكم رِضاه، ولا أذكر لكم هذا أبدًا. فأَبَوا، فقال الغلام: أنا عبدٌ لهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١١٤. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير.]]. (٨/١٨٨)

٣٦٩٠٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: فلمّا اشتراه الرَّجُلان فَرِقا مِن الرُّفْقةِ أن يقولا: اشْتَرَيْناه. فيسألونهما الشَّرِكَةَ فيه، فقالا: نقول إن سألونا: ما هذا. نقول: هذا بضاعةٌ استَبْضَعْناها أهلَ البئر. فذلك قوله: ﴿وأَسَرُّوهُ بِضاعَة﴾ بينهم[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٧، وابن أبي حاتم ٧/٢١١٤.]]. (٨/١٨٨)

٣٦٩٠٦- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿وأسروه بضاعة﴾، يعني: أخْفَوْه مِن أصحابهم الذين مَرُّوا على الماء في الرُّفْقَة، وقالوا: هو بِضاعة لأهلِ الماء، نبيعُه لهم بمصر. لأنّهما لو قالا: إنّا وجدناه أو اشتريناه؛ سألوهما الشَّرِكَة فيه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٢٥.]]. (ز)

٣٦٩٠٧- عن مُفَضَّل بن فَضالة، قال: سألتُه -يعني: أبا صخر [حميد بن زياد الخراط]- عن قوله: ﴿وأسروه بضاعة﴾. قال: إنّهم لَمّا ألْقُوه في الجُبِّ بَصَروا العِيرَ قد أقْبَلَتْ، فلمّا أرسلَ أهلُ العيرِ واردَهم وأَدْلى دَلْوَه أحَسَّ بالغلام، فنادى أصحابَه، فلمّا أتَوْا قال لهم إخوة يوسف: هذا الغلام الذي في الجب غلامٌ لنا مملوك، فهل لكم أن تبتاعوه مِنّا؟ وأسَرُّوا بيعَهم بينهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١١٥.]]٣٣٢٩. (ز)

٣٣٢٩ اختُلِف في قوله: ﴿وأسروه بضاعة﴾ على أقوال: الأول: أنّ المراد: وأسره الواردُ المستقي وأصحابُه مِن التجار الذين كانوا معهم، وقالوا لهم: هو بضاعة اسْتَبْضَعَناها بعضُ أهل مصر. الثاني: أنّ المراد: إخوته أسَرُّوا شأنه، وكتموا أن يكون أخاهم. الثالث: أن المعنى: وأسرَّه التجارُ بعضُهم من بعض. الرابع: أن المعنى: وأسَرُّوا بيعه. وقد رجّح ابنُ جرير (١٣/٤٩) مستندًا إلى السياق القول الأول، فقال: «وأولى هذه الأقوال بالصواب قولُ مَن قال: وأَسَرَّ واردُ القوم المُدْلِي دلَوه ومَن مَعَه من أصحابه مِن رفقته السيارة أمرَ يوسف أنّهم اشتروه خِيفَةً منهم أن يَسْتَشْرِكوهم، وقالوا لهم: هو بضاعة أبْضَعَها معنا أهلُ الماء. وذلك أنّه عَقِيب الخبر عنه، فلأن يكون ما ولِيَه من الخبر خبرًا عنه أشبه مِن أن يكون خبرًا عمَّن هو بالخبر عنه غير متصل». وبنحوه قال ابنُ عطية (٥/٥٩-٦٠): «ظاهِر الآيات أنّه لِوارد الماء. قاله مجاهد». ثم وجّه معنى قوله: ﴿والله عليم بما يعملون﴾ على القول الأول والثاني، فقال: «وقوله: ﴿والله عليم بما يعملون﴾ إن كانت الضمائر لإخوة يوسف ففي ذلك تَوَعُّد، وإن كانت الضمائر للوارِدِين ففي ذلك تنبيه على إرادة الله تعالى ليوسف، وسوق الأقدار بحسب بناء حاله، فهو حينئذٍ بمعنى قول النبي ﷺ: «يدبِّر ابنُ آدم والقضاءُ يَضْحَكُ»».

﴿وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ ۝١٩﴾ - تفسير

٣٦٩٠٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والله عليم بما يعملون﴾، يعني: بما يقولون مِن الكَذِب[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٢٥.]]. (ز)

٣٦٩٠٩- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: العليم، أي: علم بما يخفون[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١١٥.]]. (ز)

﴿وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ ۝١٩﴾ - آثار متعلقة بالآية

٣٦٩١٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن مجاهد-: أنّ جُدران البئر كانت تبكي على يوسف حين أُخْرِج منها[[تفسير البغوي ٤/٢٢٤.]]. (ز)

٣٦٩١١- عن أبي بكر بن عياش -من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس- قال: كان يوسف ﵇ في الجُبِّ ثلاثةَ أيام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٠٧. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٨/٢٠٦)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب