الباحث القرآني
﴿وَمَا یُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ ١٠٦﴾ - نزول الآية
٣٨٤٠٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- أنّه قال: إنّها نزلت في تلبية المشركين مِن العرب، كانوا يقولون في تلبيتهم: لَبَّيك اللَّهُمَّ لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك[[تفسير الثعلبي ٥/٢٦٢، وتفسير البغوي ٤/٢٨٣.]]. (ز)
﴿وَمَا یُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ ١٠٦﴾ - تفسير الآية
٣٨٤٠٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾، قال: سَلْهُم: مَن خَلَقَهم، ومَن خَلَقَ السماوات والأرض؟ فيقولون: الله. فذلك إيمانهم، وهم يعبدون غيره[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٣، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٧. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٤٨)
٣٨٤٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾، يعني: النصارى. يقول: ﴿ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله﴾ [لقمان:٢٥]، ﴿ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله﴾ [الزخرف:٨٧]، ولئن سألتهم: مَن يرزقكم مِن السماء والأرض؟ ليقولن: الله. وهم مع ذلك يُشْرِكون به، ويعبدون غيرَه، ويسجدون للأنداد دونه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٥.]]. (ز)
٣٨٤٠٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق القاسم- قال: يقولون: اللهُ ربُّنا، وهو يرزقنا. وهم يُشْرِكون به بعدُ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٤.]]. (ز)
٣٨٤٠٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾، قال: إيمانُهم قولُهم: اللهُ خَلَقنا، ويرزقنا، ويُمِيتنا. فهذا إيمانٌ مَعَ شِرْكِ عبادتِهِم غيرَه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٤، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣٤٩)
٣٨٤١٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾، قال: كانوا يُشْرِكون به في تلبيتهم؛ يقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣٤٩)
٣٨٤١١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سماك- ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾، قال: يسألهم: مَن خلقهم؟ ومَن خلق السموات والأرض؟ فيقولون: الله. فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيرَه[[أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد ص١٠٠، وعلَّق نحوه في صحيحه (ت: مصطفي البغا) كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: ﴿فلا تجعلوا لله أندادا﴾ [البقرة:٢٢].]]. (ز)
٣٨٤١٢- عن عكرمة مولى ابن عباس-من طريق نصر- ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾، قال: مِن إيمانهم إذا قيل لهم: مَن خلق السموات؟ قالوا: الله. وإذا سُئِلوا: مَن خَلَقَهم؟ قالوا: الله. وهم يُشْرِكون به بعدُ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٣، وبنحوه من طريق سماك.]]. (ز)
٣٨٤١٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الفضل بن يزيد الثمالي- قال: هو قول الله: ﴿ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله﴾ [لقمان:٢٥، والزمر:٣٨]. فإذا سُئِلوا عن الله وعن صفته وصفوه بغير صفته، وجعلوا له ولدًا، وأشركوا به[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٣.]]. (ز)
٣٨٤١٤- عن عامر الشعبي -من طريق جابر- ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله﴾ الآية، قال: يعلمون أنّه ربهم، وأنّه خلقهم، وهم مشركون به[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٣.]]. (ز)
٣٨٤١٥- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق عبد الملك- في قوله: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾، قال: كانوا يعلمون أنّ اللهَ ربُّهم، وهو خالقهم، وهو رازقهم، وكانوا مع ذلك يُشرِكون[[أخرجه سعيد بن منصور (١١٤٦ - تفسير)، وابن جرير ١٣/٣٧٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣٤٨)
٣٨٤١٦- قال عطاء: هذا في الدعاء، وذلك أنّ الكفارَ نَسَوْا ربَّهم في الرَّخاء، فإذا أصابهم البلاءُ أخْلَصُوا في الدُّعاء[[تفسير الثعلبي ٥/٢٦٣، وتفسير البغوي ٤/٢٨٣.]]. (ز)
٣٨٤١٧- عن الحسن البصري، في قوله: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾، قال: ذاك المنافق، يعمل بالرِّياء، وهو مُشْرِك بعمله[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٤٩)
٣٨٤١٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾ في إيمانهم هذا، إنّك لست تَلْقى أحدًا منهم إلا أنبأك أنّ اللهَ ربُّه، وهو الذي خلقه، ورزقه، وهو مُشْرِك في عبادته[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٥، وأخرج عبد الرزاق في تفسيره ٢/٣٢٨ نحوه، وابن جرير ١٣/٣٧٥ من طريق معمر.]]. (ز)
٣٨٤١٩- قال مقاتل بن سليمان: قال: ﴿وما يؤمن أكثرهم﴾ أي: أكثر أهل مكة ﴿بالله إلا وهم مشركون﴾ في إيمانهم، فإذا سُئِلوا: مَن خَلَقَهم، وخَلَق الأشياءَ كُلَّها؟ قالوا: الله. وهم في ذلك يعبدون الأصنام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٥٢.]]. (ز)
٣٨٤٢٠- قال محمد بن إسحاق: وكان حين أراد اللهُ ﷿ كرامةَ نبيِّه ﷺ، ورحمةَ العباد به، واتخاذَ الحُجَّة عليهم، والعربُ على أديانٍ مختلفة مُتَفَرِّقة، مع ما يجمعهم مِن تعظيم الحُرْمَة، وحَجِّ البيت، والتَّمَسُّكِ بما كان بين أظهُرِهم مِن آثار إبراهيم ﷺ، وهم يزعمون أنّهُم على مِلَّته، وكانوا يَحُجُّون البيتَ على اختلافٍ مِن أمرهم فيه، فكانت الحُمُس -قريش، وكنانة، وخُزاعة، ومَن ولدت قريشٌ مِن سائر العرب- [يهلون] بحجِّهم، فمِن اختلافهم أن يقولوا: لبيك، لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك. فيُوَحِّد فيه بالتلبية، ثم يدخلون معه أصنامَهم، ويجعلون ملكها بيده. يقول الله ﷿ لمحمد ﷺ: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾[[سيرة ابن إسحاق ص١٠٠.]]. (ز)
٣٨٤٢١- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- يقول: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله﴾ الآية، قال: ليس أحدٌ يُعْبَد مع الله غيرُه إلا وهو مؤمن بالله، ويعرف أنّ اللهَ ربُّه، وأنّ الله خالقه ورازقه، وهو يُشْرِك به، ألا ترى كيف قال إبراهيم: ﴿أفرأيتم ما كنتم تعبدون* أنتم وآباؤكم الأقدمون* فإنهم عدو لي إلا رب العالمين﴾؟ [الشعراء:٧٥-٧٧]. قد عرف أنّهم يعبدون ربَّ العالمين مع ما يعبدون. قال: فليس أحدٌ يُشْرِك به إلا وهو مُؤْمِن به، ألا ترى كيف كانت العرب تُلَبِّي، تقول: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك؟ المشركون كانوا يقولون هذا[[أخرجه ابن جرير ١٣/٣٧٦، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٠٨ من طريق أصبغ.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.